قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والأربعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والأربعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والأربعون

((نظرت حولها في صدمة ورعب حقيقين وقد عجزت عن اصدار اي صوت من الدهشة بينما سمعت صوت هيثم يقول:
-اخيرا لقد انتظرت اللحظة التي سترتكبين فيها هذا الخطأ لإمساكك متلبسة
اتسعت عيناها في فزع وكادت تفتح فمها مدافعة عن نفسها لكنه قاطعها قائلا:
-وفري ما ستقولينه الأن لغرفة الإستجواب يا جريسوالدا فحينها سأكون مستعدا لسماع ما ستقولين.

قالها بسخرية ثم ضغط على سماعة اذنه وقال: -اجل لقد انتهينا للتو. اجل سأقوم بنقلها حالا
وقبل ان يكمل حديثه سمع صوت جريسوالدا عاليا يقول: -لا يتحركن احدكم.

فأعاد نظره لها ليجدها تمسك مسدسا يبدو متطورا وهذا غريب. هناك من يحاول بهمة اعادة الأسلحة الثقيلة للظهور نظر الى اغلب الجنود حوله والذين كانو يحملون سيوفا وهذا ما كان معتادا بين افراد الجيش فيما عدا قلة عالية في التدريب لعدم توافر هذه الأسلحة لكن الملاحظ ان سرجي كان يستخدمها وبكثرة كما انها كانت نوعا متطورا عما معهم فما معنى هذا؟ هل رودوس تعيد احياء هذا النوع من الأسلحة مجددا؟ لو ان الأمر كذلك فهذا خطر للغاية قد يقلب موازين القوة في العالم اجمع، عاد بذهنه الى جريسوالدا الواقفة امامه وتصوب مسدسها نحوه والى الجنود الذين بدأو يتراجعون في قلة حيلة فقال:.

-ما تفعلينه الأن ما هو الا اهدارا للوقت انت تعلمين جيدا انه من المستحيل ان تخرجي من القلعة حية ابدا فلا تحاولي حتى
قالت في حسم: -هذا افضل لي من ان اقع في ايديكم
عقد حاجبيه فهو لا يريد استخدام قوته هنا سيكون ذلك صعبا وقد يدمر المكان ويعرض حياة الجنود للخطر فصاح:
-لا تجبريني على استعمال القوة معك وكلانا يعلم النهاية
ضحكت بإستهزاء ثم تراجعت للخلف وقالت: -انت؟! والأن يكفي كلاما ابتعدوا عن الباب والا...

-انت تعلمين انه حتى وان تركتك تخرجين الأن فهناك العشرات من الجنود في كل مكان يا جريسوالدا انت في القلعة ام انك نسيتي هذا؟
-فقط ابتعد انت وجنودك عن الباب.

كان هيثم في صراع لا يدري ما يفعل بالفعل فأي استخدام للقوة الأن سيعرض جنوده للخطر وهو ما لا يريد لكنه في نفس الوقت ان تركها قد تتسبب في قتل احد الجنود في محاولتها البائسة للفرار عليه ان يتصرف بسرعة، وحين اهتدى اخيرا لما سيفعل تنهد وقال مبتعدا عن الباب:
-افسحوا لها الطريق
وبمجرد ان فعلو اسرعت جريسوالدا تتحرك بخفة وحرص حتى خرجت في نفس الوقت الذي ضغط فيه هيثم على سماعته وقال على الفور:.

-لا اريد لأحد ان يعترض طريقها اتركوها حتى تصل الى الساحة.

اخذت جرسوالدا تعدو بكل قوتها نحو المخرج مع علمها التام انه بالفعل من المستحيل ان تتمكن من الهرب لكن ذلك لا يعني الإستسلام فالموت لها هنا افضل فهو نفس المصير الذي ينتظرها ان عادت لرودوس على اية حال فلا رحمة لمن يفشل في تنفيذ مهمة ابدا ورغم ان التجسس لم يكن مهمتها الوحيدة الا ان مهمتها الأخرى تكاد تكون مستحيلة هكذا كان الخوف اخر ما تشعر به ستقاتل حتى الموت وهذا في حد ذاته هدف صعب فمن الواضح انهم يريدونها حية هم لا يعلمون انها لا تملك الكثير من المعلومات بل تكاد لا تملك شيئا مما يريدون على الإطلاق لكنها ستتظاهر انها تفعل، حين كانت على وشك الخروج من الساحة رأت ما كانت مهمتها الأخرى لأجله، رأت شاهين يقف مترقبا في انتظارها نعم لقد كلفت بقتله وهي ومن ارسلها على علم تام انها لا تستطيع لقد ارسلوها كبش فداء، قنبلة موقتة لهذا الرجل فإذا كان القتال لن يجدي معه فكونها تحمل قنبلة في جسدها سيفي بالغرض بالتأكيد وبكل عزيمة اسرعت نحوه لكن جسدها خانها وتوقف فجأه وبدأ يتحرك من تلقاء نفسه قالت في حنق:.

-ماذا يحدث؟
-ما يحدث هو ان هذا اخر ما ستصلين اليه من تقدم.

قالها شاهين وهو يبتسم مشيرا الى ظلها الذي تم تثبيته الى الأرض مما جعلها غير قادرة على التحرك لقد كان شاهين ينوي تثبيتها فحسب حتى يستلمها الجنود لكنها كانت تقاوم بجنون وهي تسبه لكنه لم تتوقف لحظة عن المقاومة وكانت بالفعل تتقدم فبدأ بإعتصار ظلها فصرخت لم يكن يريد استخدام قوة اكبر لأنه يعلم ان شداد كان يريدها حيه فهم بحاجة لإستجوابها وجسدها بالتأكيد لن يتحمل الكثير بين يديه لكن مقامتها له لم تقل ولم تكل بل وهتفت:.

-لن اتوقف حتى تقتلني
عقد حاجبيه وقال: -انت تعلمين ان الأمر منتهي بالفعل فقط كفي عن المقاومة.

لكنها ابت الا ان تكمل ما بدأته حتى اصبح بينها وبينه متر واحد فشدد شاهين قبضته على ظلها فصرخت حتى سال الدم عدة مواضع في جسدها من شدة العصر لكنها لم تكف بينما اكثر من ذلك وقد يقتلها شاهين فلم يرى الا ان يفقدها الوعي هذا هو حله الوحيد فاقترب منها حتى اصبح جسدها على قيد سنتيمترات منه وقبل ان يلمسها سمع هيثم يصيح وجريسوالدا تضحك.

اقترب هيثم منهما بحذر حتى لا تشعر به جريسوالدا كان يشعر بالراحة انها قابلت شاهين فهو سينهي امرها في ثوان معدودة لكن ما لاحظة هو مقاومتها الغير طبيعية واندفاعها الى الموت مع علمها التام انها لا تستطيع الخروج ما ازعجه اكثر هو انها لم تحاول الوصول الى البوابه بل عى العكس اخذت تنتقل من مكان الى اخر حتى وصلت الى الساحة وكأنها تبحث عن شيء ما. او شخص ما! ان كان هذا صحيحا فاقترابها من شاهين، كان قد وصل بالكاد اليهما حين لاحظ يدها التي اختفت بين ملابسها وبضحكتها حين اقترب منها شاهين ان الأمر مريب انها مريبة يجب ان يحذر شاهين فهتف:.

-شاهين احذر...

لكنه حين ادرك ما بيدها علم ان هذا التحذير متأخر جدا فمد يده بسرعة يلامس ظهر جريسوالدا محاولا خلخلة قواها بتلاعبه بالإشارت العصبية كما فعل من قبل مع كيسارا لكنه هنا يحاول ايقافها ومنعها من تفجير نفسها وشاهين معها لكنه جاء متأخر للغاية فلم يستطع الا ابطاء ردة فعلها وحين شعر بها تضغط على ذر القنبلة لم يتمالك نفسه من الإنفعال وفقدان السيطرة على قواه، لقد حدث كل شيء بسرعة لا تصدق بسرعة تركتهم مدهوشين وكل ما يشعرون به هو الصدمة، الصراخ المريع، الأنفجار، والإرتداد العنيف والأشلاء التي تناثرت من حولهم في كل مكان تاركة خلفها تلك البركة الصغيرة من الدماء التي اغرقت اجسادهم كان هذا ما استطاعوا تجميعة بينما وقفت كيسارا امام اعينهم وهي تلهث لقد حدت الإنفجار في مجالها منقذة بذلك كل من شاهين وهيثم بينما تحول جسد جريسوالدا لفتات من الدم لا اكثر ومسببتا ارتدا عنيفا لكن هذا لم يكن ما حدث حيث ركض شاهين نحو هيثم الذي كان يجثو ارضا وهو يتلوى من الألم وشهقاته تتعالى بلا تقوف. )).

نظرت الى هيثم الذي كان يشهق بقوة وجسده يرتجف بشدة وانا اقول في ذهول:
-ما الذي حدث له؟
قال شاهين: -ليس الأن اتصلي بالإسعاف حالا
-لقد فعلت وبسيد شداد انه في الطريق الى هنا.

ما الذي يحدث بالضبط انا متأكدة اني طوقت الأنفجار بمجالي في الوقت المناسب حامية كلاهما فلا يمكن ان يكون قد اصابه مكروه منه وامامنا وقفت سيارة الإسعاف وخرج منها طاقم طبي كامل اسرعوا نحو هيثم وشاهين يعطيهم اوامره على عجلة وفي غضون دقائق كنا في احدى غرف العناية المركزة والأطباء والممرضون يعدون في كل اتجاه ومعهم شاهين في هذه اللحظات دخل سيد شداد الغرفة بوجه يبدو عليه الهدوء لكن عينيه اظهرت بوضوح قلقه الشديد فقابله شاهين بوجه مضطرب وهو يقول:.

-لقد استعمل قدرته على الإيهام
فقطب سيد شداد جبينه ثم قال: -الى اي درجة؟
-لقد قتل جريسوالدا دوريه
قالها بلهجة مرتجفة متردده فقلت بدهشة: -الم يقتلها الإنفجار؟
اجابني شاهين: -كلا بل ما قتلت قبله بأقل من الثانية
فسأل سيد شداد: -الى اي مدى حالته سيئة؟

-لسنا متأكدين. انها المرة الأولى منذ فترة طويلة التي يستخدم فيها قوته على هذا النطاق الواسع لذلك لا ادري بالنسبة لوعيه لكن هناك جرح بصول كتفه الأيمكن وممتد الى صدره ونحن نقوم بخياطة الجرح الأن اما عن وعيه فإنا فعلا لا ندري
نظرت الى هيثم لأجده لا يزال يشهق لكن بخفوت بعينين زائغتين لا تريان ولا تعيان ما حولهما كان المنظر مرعبا كئيبا ومقلقا فقلت بتوتر:
-اتعني انه قد لا يستعيد وعيه؟

حرك رأسه يمينا ويسارا انه لا يدري فذفر سيد شداد في عنف ثم قال: -اذن اعطه الأولية قبل كل شيء اعمل على ان يستيقظ في اسرع وقت ممكن
وحين كان على وشك الخروج توقف وقال: -اما انت يا كيسارا فتعالي خلفي
فخرجت خلفه من الجناح الطبي حتى وصلنا مكتبه فأشار الى بالدخول فدخلت وتبعني هو ثم توقف وقال:
-ان ما حدث الأن يجب ان يبقى سرا لا تخبريه لأحد فقدرة هيثم على الأيهام لا يعلمها سوى ثلاثة انت رابعتهم اتفهمين؟

اومأت برأسي فقال: -جيد ولا تقلقي على هيثم فسيكون بخير ربما يستغرق الأمر يوما ليفيق لكنه سيكون بخير لقد وصلت في الوقت المناسب لحماية كلاهما لكن من الواضح ان الهدف كان القضاء على شاهين بأي ثمن
-لكن لماذا؟
-اتسألين؟ انه المتحكم في الظلال احد اندر الطفرات في العالم واقواها كما انه احد الفرسان الذين يعلمهم الجميع
-لكني لم ارى محاولة اغتيال بهذه الوضوح منذ جئت هنا.

-نعم فيبدوا ان اعدائنا قد نفذ صبرهم وانهم ليحثوننا على اتخاذ الخطوة التالية بأسرع مما كنا نتصور
اومأت برأسي وانا افكر في الأحداث التي وقعت في الساعات القليلة الماضية لقد اتضح ان جريسوالدا جاسوسة ووقعت في فخ لهيثم وقبل ان يتمكن من امساكها وصلت الى شاهين الذي من الواضح انها كلفت بقتله ليحدث ما حدث قاطعني صوت سيد شداد قائلا:
-هل انت بخير؟
نظرت له بدهشة ثم قلت بارتباك: -نعم. انا كذلك.

-يمكنني ان ارى العديد من الكدمات على جسدك ايتها المقدم فسأسلك ثانية هل انت بخير؟
ابتسمت وقلت: -بعض الكدمات الطفيفة لكني بخير
تنهد وقال: -هذا جيد والأن لنعد للموضوع الرئيسي ان سفريا قادمة ومعها معلومات مهمة عن مكان تواجد الأيزن جي سورتيه
فقلت: -انها تعمل بسرعة.

-نعم لكن مطالبها كثيرة على اية حال ستكون هنا مع اول ضوء في الصباح لذا عودي الى غرفتك لتنالي قسط من الراحة فالعديد من التغيرات ستحدث بناء معلوماتها
-حسنا
ثم استأذنت للخروج وعدت الى غرفتي لكني طبعا لم اسطع ان اذق طعم النوم وانا افكر في هيثم.

في تمام السادسة صباحا كنت في طريقي الى مكتب سيد شداد فقد وصلت سفريا منذ قليل ويبدو انها تحمل معلومات خطيرة فقد استدعانا سيد شداد كلنا وبذلك اعني افراد الفرقة الخاصة وقبل ان ادخل قابلت كمال على الباب وبإشارة من يده دخلنا في نفس الوقت لأجد ان الكل قد سبقنا فيما عدا هيثم بالطبع لكن الغريب هو جو الصمت الذي يعم المكان نظرت لهم في تعجب وانا لا افهم ما سر هذا الصمت لكن انظار الكل كانت متجهة الى ما خلفي فالتفت الى حيث ينظرون لأرى سفريا جالسة على احد المقاعد في بساطة وبجوارها شاب يجلس متوترا يبدو انه في منتصف العشرين كنت على وشك الترحاب بها حين ادرات وجهها ليقابل وجهي لأشهق بعنف واضعتا يدي على فمي وبعينين متسعتين ووجه شاحب قلت:.

-يا الهي!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة