قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخمسون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخمسون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخمسون

((-هيثم اسرع لا استطيع ان اضللهم لأكثر من ذلك
لم يرفع هيثم عينيه عن الشاشة وهو يقول: -انا لم اقترب من الإنتهاء حتى حاول اكثر
رد شاهين بحنق: -لو كنت قد لاحظت انا لا املك اي نوع من القوى.

كانا يتحدثان خلال الا سلكي فبعد ما عانياه في الدخول الى المبنى كانت خطة هيثم تقتضي بأن يقوم كلا منهما باقتحام الحاسب الرئيسي للمبنى بحيث يعمل احدهما كمضلل والأخر يقوم بالحصول على المعلومات لكن الأمر ليس بهذه البساطة فرغم تدريب شاهين العالي في الأختراق والحصول على المعلومات لكنه كان يواجهه مصاعب في ملاحقة تقدم هيثم كما انهم يتباعون تحركاته ويحاولون ايقافها كما يحاولون معرفة من اين يتم اختراق الحاسوب الرئيسي وهو يعلم انها مجرد دقائق قبل ان يعرفوا مكانه ثم مكان هيثم، كان يشعر بالعجز ولا يريد لهيثم ليعرف مدى سوء الوضع ليسطيع ذاك الأخير ان يركز يكاد يسمع خطوات اقدامهم تقترب من مكانه وهذا ما كان يهابه انه لا يريد المواجه والتي قد تؤدي الى كشف هويتهم لكن ماذا يفعل، وما هي الا لحظات ويقتحمون المكان هنا حسم قراره اسرع يقول خلال السماعات:.

-هيثم كم تحتاج من الوقت بالضبط؟
-عشر دقائق
-وهذا ما ستحصل عليه
قبل ان يكمل مقولته كسر الباب الذي كان يفصله عن الجنود فسمع هيثم الضجة من خلال السماعات فقال:
-ماذا يحدث عندك؟
-هيثم ركز عشر دقائق هي ما تحتاج وهذا ما سأحاول توفيره لكن بمجرد انتهائها اقطع اتصالك بي تماما واهرب
-ماذا تعني؟ هل...
قاطعه شاهين قائلا: -انها اوامر وليست اقتراحات.

فصمت هيثم تماما وعادت عيناه الى الشاشة التي امامه واصابعه تتحرك بسرعة على لوحة المفاتيح امامه بأسرع ما يستطيع)).

((جثى جراد على الأرض اعلى التل متخفيا عن اعين الحرس وهو يرمقهم في حذر انه في مكانه هذا منذ ما يقرب من ثلاث ساعات ويكاد يموت ملالا فهذه المهمة مختلفة عما سبق ان اعطاه له شداد او ايا من الرؤسائه السابقين فحتى الأن كانت اغلب مهماته هي الإغتيال نعم القتل والكثير منه وذلك بسبب طبيعة قوته وقد اعتاده هو الى درجة جعلت ما دونه مملا حتى شداد ارسله في مهمتين لإغتيال احدهم لكن المراقبة فهذه اول مرة كما انه لا يشعر بالراحة على الإطلاق لا مما يراه ولا من الحراس على الموقع ولا حتى من كمال او من كل ما حوله منذ فقد قوته وهو يشعر انه اصبح ضعيفا هدف سهل يمكن الخلاص منه، تنهد ثم اعاد نظره الى الحراس ليجدهم يتحدثون ثم من يمسك شيئا ويتحدث فيه فعقد حاجبيه انه ابعد من ان يرى ما الذي يحدث لكن كمال يراقب من موقع اقرب منه لابد انه يرى فاتصل به:.

-كمال ما الذي يحدث عندك؟
-ماذا تعني؟
-اعني الحرس انهم يتحدثون واحدهم يستخدم هاتفا انهم يتصرفون بغرابه
-انهم يتحدثون وهذا عادي ثم لا احد منهم اجرى اي اتصال من اي نوع والا كنت قد رأيته
قال جراد في حده: -لقد رأيته للتو!
-ربما اشتبه عليك الأمر لكني لم ارى شيئا.

فأغلق جراد الأتصال في غيظ انه متأكد مما رأه فكيف لم يره كمال؟ ام انه بالفعل اشتبه عليه الأمر من هذه المسافه فهو بالفعل بعيد عن الحرس الى حد ما ولو ان احدهم حك اذنه لظنه يتصل بأحدهم، لكنه لا يشعر بالراحة هناك شيء غريب وهو غير مستريح ويريد الخروج من هذه البلاد بشده لكن كيف؟ عليه ان ينتهي من هذه المهمة سريعا هكذا اعاد بصره الى حيث الحرس ليراقبهم. )).

سرت بخطوات سريعة الى المحطة وانا احاول استيعاب الأخبار التي احملها وكيف سأوصلها الى سيد شداد ان الوضع يزداد سوء في كل لحظة فهيثم مطارد وبالكاد استطاع مقابلتي قبل ان يضطر كلانا الى الهرب كما ان شاهين مفقود وهو لا يدري ماذا حدث بالضبط لكنه يملك فكرة عما حدث هو فقط يتمنى الا يكونوا قد تمكنو من امساكه فهذه كارثة فشاهين يختلف عنا جميعا كل الدول تعلم من هو واي منصب يحمل في ابيس كما يعلمون ما نوع القوى التي يحملها وانه احد الفرسان لابد ان الحكومة الرودوسية ستبتهج لخبر الإمساك به وقد لا تعلنه ابدا لتستطيع استغلاله وهذا ما نهابه تنهدت وانا اجلس في مكاني في محطة القطار حين سمعت من يقول شيئا بالرودوسية فلم افهمه ثم كرره بالبراديسية:.

-الرجاء من جميع الركاب اخراج بطاقات تعريف الشخصية
اتسعت عيني في هلع ماذا؟ تفتيش لكن لماذا؟ من الصعب ان يكتشف احد وجودي هنا فأنا اختار كل مرة طريق مختلفا للعودة اذن عما يبحثون هل هي دورية عادية؟ اهدئي يا كيسارا لا داعي للهلع اهتاج الركاب من حولي وارتفعت اصواتهم وانا لا افهم شيئا لكن الشرطيان الذين وقفا امامنا تجاهلا الأصوات المحتجة ثم قال احدهم بالرودوسية ثم البراديسية:.

-بالرجاء التزام الصمت واخراج بطاقات تعريف الشخصية.

ببطء بدأ الناس يستيجبون وهدوء مر احد الشرطيين على الركاب يتفقد بطاقاتهم بينما الأخر يراقبنا اخذت نفسا عميقا انه يقترب مني وانا بالطبع لا املك بطاقة تفيد اني رودوسية لكني املك واحدة تقول اني براديسية وهذه الأخيرة سهل تزويرها كما انها احدى اللغات اللتي اجيدها لذلك كان لابد من اختيار هذه الجنسية فقد لندعوا الا يشك احدهم في اي شيء وإلا فأنها كارثة وانا لا استطيع الهرب في قطار متحرك حينها وقف الشرطي امامي فأعطيته بطاقتي فنظر لها لفترة ثم لي وقال بالرودوسية شيئا فلم افهم فقلت بالبراديسية:.

-انا لا اتحدث الرودوسية
-حسنا انسة...
ثم نظر الى الورقة وقال: -انسة ريفيرا ما قلته هو هل انت مقيمة هنا ام سائحة
اجبت بصوت حاولت جعله واثقا: -بل سائحة
اعاد النظر الى بطاقتي ثم قال: -ارجو ان تصحبينا الى القسم لتأكد من بعض الأوراق
قلت بدهشة: -لماذا؟
- انها مجرد اجرائات دورية فحسب
قلت بغضب: -ايا يكن من حقي معرفة ما السبب ثم ليس الأمر وكأني السائحة الوحيدة.

فرد باستخفاف: -انت براديسية لا تملكين اي نوع من الحقوق
-ماذا؟ كيف تجرؤ؟
ان اكثر ما اخافه يتحقق الكثير من الناس يعتبرون البراديسين مجموعة من المجرمين من كثرة الهاربين اليها فقال:
-ان لم تهدأي يمكنني ان اضمن لك المبيت لدينا في القسم
ماذا به هذا الرجل قلت: -انا لدي حقوقي ولن اذهب الى اي مكان
كاد يرد لكن زميله استوقفه ثم اخذ بطاقتي ونظر لها ولي ثم قال لزميله شيئا بالرودوسية ثم اعادها لي وقال:.

-اسف على هذا الأسلوب نحن فقط لدينا اوامر بالبحث عن احدهم وهو ليس صغير السن مثلك لذا اعتذر عما سببه زميلي هنا من خلط
كدت اتنفس الصعداء لكن قلت بنفس الغضب: -ايعني هذا انكم لن تصحبوني الى القسم؟

اومأ برأسه فجلست مكاني في غضب مصطنع لأكمل دوري متجاهلة الشرطيان وانا في الواقع لا اصدق اني نجوت وحين وصلنا الى محطتنا كنت من اول من خرجوا من القطار اسرعت في طريقي الى حيث نقيم انا وسيد شداد وطبعا بمجرد وصولي كان لابد ان اسلمه تقريري لكن العجيب هو انني لم اجده نعم بحثت في كل مكان لكني لم اجده في المنزل هل خرج؟ لكن هو بالذات لا يجب ان يخرج لأن الكل يعلم من هو ويمكنه تمييزه على الفور اذن المطلوب مني ان انتظر وهذا ما سأفعل، بعد ما يقرب من خمس ساعات عاد سيد شداد كنت انا قد انتهيت من تمزيق شعري من الإنتظار وكان اول ما طلبه مني هو التقرير طبعا فأخبرته بما اخبرني به هيثم ثم اعطيته مظروفين فقال:.

-مرة اخرى؟
فقلت: -اجل
كاد يأذن لي بالخروج لكني قلت مسرعة: -ان الشرطة الرودوسية تبحث عن احدهم في المحطات لقد مرت احدى الدوريات بالقطار الذي اتخذته اليوم
رفع حاجبيه وقال: -ثم؟
-كادوا يأخذونني الى احد الأقسام لكن من كانوا يبحثون عنه اكبر سنا وبطاقته تقول انه رودوسي او على الأقل سائح هذا ما استطعت تجميعه منهم
-اذن ستغيرين الطريق مرة اخرى وربما مظهرك في المرة القادمة
-اتعتقد انهم يبحثون عن شاهين؟
-ربما.

ربما؟ ماذا يعني هذا؟ على كل حال اكمل سيد شداد: -استعدي فسنتحرك من هنا خلال يومين فسفريا ستصل غدا ليلا
-وماذا عن شاهين؟
-سنتحرك من دونه ان لم نعرف مكانه الى حينها
قلت بتعجب: -ولن نبحث عنه؟
-البحث عنه سيجلب المزيد المتاعب ان كان قد وقع في يد اريان فقد حدث وانتهى ولا يمكننا فعل الكثير الأن وان كان قد تمكن من الهرب فهو يعرف كيف يصل لنا
نظرت له في شك غير راضية عن هذا الهدوء الذي تلقى به الخبر لكنه تابع:.

-ستحاولين الإتصال بهيثم غدا فهو لابد ان يصل الى مكاننا هذا قبل ان ننتقل منه ثم سنجتمع بسفريا ثم بكمال وجراد لنقوم بما جئنا هنا لأجله.

اومأت برأسي دون ان اجادل فجأه شع ضوء من مكان ثم اختفى ليشع مرة اخرى حينها ادركت ان هذه الرؤيا منحصرة على عيني اليسرى وان الرؤيا السوداء تتغير فأغمضت عيني اليمنى وقد بدأت الرؤيا في عيني اليسرى تتضح ارى مكان مظلم الى حد ما لكن يمكنني رؤية مكنوناته ارض حجرية قاسية زخارف المكان عتيقة جدا كأني ارى اثارا الكثير من الحجارة في كل مكان لكن في منتصف المكان، هناك. هناك مذبح! تملكني الخوف بل غزاني هناك ما يرعبني في هذا المكان حتى لو لم افهم ما هو ثم تحولت الرؤيا تماما الى ضوء اخضر باهر لكن حين دققت النظر اذا بها عينان خضروان حادتان تحدقان بي فشهقت هتان ليستا عينا انسان ابد لا يمكن ان يكونا هتان العينان المرعبتان ثم تحولت الرؤيا الى مخالب تريد وجهي فصرخت وسقطت ثم بدأت الرؤيا تعود الى لأجد نفسي بين ذراعي سيد شداد.

((توقفت عن الحديث فجأه ثم وجدها تضع يدها على عينها اليمنى بينما اليسرى تتوهج فقام من مقعده وهو يقول:
-كيسارا؟
لكنها لم ترد فأعاد مرة اخرى وبصوت اعلى: -كيسارا
فلم ترد مجددا بل هو يشك انها لا تسمعه وربما ليست تعي ما يحدث حولها اقترب منها وقد امسك كتفيها محاولا اقاقتها لكنها شهقت فجأه فقال:
-ما الذي يحدث بالضبط؟
امسك رأسها بيده ثم جعلها تنظر اليه وهو يقول: -كيسارا اتسمعيني؟

ثم كانت المفاجأه ان صرخت فجأه دون سابق انذار وسقطت بين ذراعيه وهي تتنفس بصعوبة ثم رأي مقلتيها تتحركان الى وجهه فأدرك انها عادت الى وعيها جسدها يرتجف بعنف وعيناها دامعتين وقبل ان يتمكن من السؤال وجدها تغمض عينيها لتسقط الدموع على خديها ثم التفت لتدفن رأسها في صدرها وقد قبضت على ملابسه بقوه ادرك انها لابد قد رأت شيئا او شعرت بشيء ارعبها الى هذا الحد فضمها اليه بقوة)).

شعرت بيد سيد شداد تلتف حولي فبدأت اشعر بالأمان وقد بدأ جسدي يهدأ حتى توقفت عن الإرتجاف فرفعت رأسي وحاولت مسح دموعي وانا اعتدل واقول:
-المذبح، العينين. المخالب
-اهدأي انا لا افهم شيئا
اجلسني ثم جلس امامي وقال: -والأن وبكل هدوء اخبريني ما رأيت
فقصصت عليه ما رأيت فصمت بينما قلت انا: -ما الذي يحدث لعيني؟
قال بعد برهة: -اعتقد يا عزيزتي ان ما يحدث ما هو الا نتيجة لكونك على اتصال مباشر بالقلب.

لقد انتهت امتحاناتي البارحة لذا سأحاول تنزيل الفصل القادم اسرع بإذن الله.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة