قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والثلاثون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والثلاثون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والثلاثون

نظرت له في ترقب منتظرة ما قد يقول ليبتسم ابتسامة لعوب: -اريدك ان تكون مرافقتي الى الحفلة
صمت للحظة من الدهشة ثم قلت وانا اتنفس الصعداء: -وقد اشعرتني انه شرط صعب، بالتأكيد انا موافقة ليس وكأنني سأحظى بكوني مرافقة احد الوزراء مرة اخرى
تنهد ثم ربت على رأسي وهو يستعد للرحيل قائلا: -احيانا اشك في قدرتك على الفهم.

وقبل ان اتفوه بكلمة كان قد رحل رائع هو لم يخبرني حتى بميعاد الحفل القيت برأسي على الوسادة وانا ابتسم من فكرة الحفل نفسها فهذا شيء جديد على ابيس بالنسبة لي.
العشرات من النظرات بل المئات اشعر بها من كل اتجاه لم اكن ادري ان مرافقتي لشاهين ستجلب كل هذا الإنتباه إلى نعم يا سادة لقد خطوت الأنا ولى خطواتي داخل القاعة الإحتفال ويدي على يد شاهين فقط لتلاحقني النظرات فاقتربت من رأسه وهمست:.

-شاهين ان الكل يحدق بنا اكثر من الازم
قال وهو يبتسم: -انت ترافقين وزير الدفاع يا عزيزتي ماذا تتوقعين كما ان الكل يعلم ان سلطة الوزارة تقع في يدي وان رئيس الوزراء ليس سوى صورة واني اكثر من يثق بي سيد شداد
ثم انحنى على اذني وهمس: -والمتحكم بالظلال، حاولي تجنب اي اسئلة معينة عن هويتك فهي مهمة
-حتى الإٍسم؟
-لا، لكن اسمك الأول فقط
-حسنا
لم اكد انتهي منها حتى سمعت من يهتف بلهفة: -لم اتوقع ان اركما هنا.

نظرت امامي لأرى سفريا تمد يدها نحوي في اشراق واضح فابتسمت وانا اضع امد يدي لأصافحها وقلت:
-وانا لم اتوقع ان احضر اصلا لكن شاهين جعل هذا ممكنا، كيف حالك؟
قالت متجاهلة وجود شاهين بالكامل: -هذا سؤالي انا بعد ما سمعت الأخبار الأخيرة
هنا قاطعنا شاهين قائلا: -حسنا انا لا اريد ان اسمع المزيد من هذا سأترككما لأن لدي الكثير من المصافحات والأعمال وتحسين العلاقات
ثم نظر لي واكمل: -فقط تمسكي بما اخبرتك من قبل.

وانسحب من المكان فقالت سفريا: -انا اراك معه افضل بكثير من مع شداد
قلت بوجنتين متوردتين: -ما الذي تقولينه؟
قالت بجدية: -انا لا امزح من الواضح وبشدة انه يحبك ثم هو افضل من شداد صدقيني هذا الأخير لا وقت لديه لك كل ما يفكر فيه هو مستقبل بلاده فقط
قلت وانا اشعر بوجهي يزداد امرارا: -كفي عن هذا يا سفريا
قالت وهي تهز كتفيها: -ان ذوقك في الرجال غريب عموما كيف انت الأن؟

-بخير حال فقط شعور عال بالذنب يلاحقيني وبشدة
-لن اسأل اذن لكن يسعدني انك استعدتي ذاكرتك لم اكن لأظل سعيدة وانت لا تذكرين من انا
تنهدت وانا اتذكر مالك الساعة اعني فيليب وقلت: -انا لست بهذه السعادة للأسف
ابتسمت سفريا بحزن ثم قالت: -نحن في حفل حتى وان لم يكن الهدف منه المرح بل لأغراض سياسية لكن انت بالذات يمكنك تجاهل هذا.

ثم اقتربت مني وقالت: -للأسف يجب ان اتركك فأنا لدي هنا نفس ما لدى شاهين من الأعمال لكن حاولي ان تنسي همومك قليلا وتمعين انظارك بكل هؤلاء الأثرياء السمان.

قالتها وتركتني اعلم ان لديها عمل لكن نحن بالكاد تحدثنا، نظرت حاولي لفترة من الوقت لأشعر بالحماقة الى حد ما فهذه ليست فكرتي عن الحفل كما اني اشعر انني خارج الجو العام افقت من شرودي على صوت هو من اجمل ما سمعت في حياتي فرفعت بصري لأرى امامي رجل يبتسم ويقول:
-اذا سمحت.

نظرت له بتعجب لفترة فصوته رغم انه رجولي الا انه كان جميلا جدا اعني هو لم يتكلم الا لثوان لكنها كانت كافية لإطراب اذني هنا لاحظت ما قال فابتعدت عن المائدة بحركة حادة يبدوا اني كنت احجب شيئا يريدة من المائدة لكني لم استطع ابعاد نظري عنه وقد لاحظ هذا بالتأكيد مد يده الى احد المشروبات مما اعطاني الفرصة لتأمله كان وسيما بشده لكنها وسامة غير مريحة بالتأكيد بشعره البني القصير وتلك الخصلات التي تغطي عينه اليمنى مما جعلني ادقق في عينه الأخرى انها خضراء وكأنها وضعت لتناسب ملامح وجهه ورغم كل هذا لم يكن طويلا بل متوسط الى حد ما، يبدو اني حدقت في الرجل اكثر من الازم لأنه قابل نظراتي بنظراته ثم قال:.

- ان لديك لون شعر نادر الا تظنين هذا معي
لا اراديا وضعت يدي على بعض خصلات شعري اتحسسها وصوته يرن في اذني وقد احمرت وجنتاي لكنني حاولت ان ابدو طبيعية وانا اقول:
-سأأخذ هذا كمجاملة
وان كانت الى الإهانة اقرب اتسعت ابتسامته وهو يقول: -بالطبع هي كذلك، اذن هل لي الشرف بالتعرف بمن رافقها وزير الدفاع بنفسه الى الحفل.

ايعني شاهين؟ اذن فقد لاحظني عندما دخلت بماذا اجيبه وقد شدد شاهين انه لا يمكنني اخبار احد من انا بعد هينة قلت:
-انا كيسارا سيكرتيرة في مكتب الدفاع هل لي الشرف بمعرفة من اُحدث؟
صمت للحظة ثم قال: -اسمي هو دومينو. كريستوفر دومينو نائب رئيس رودوس.

اتسعت عيناي في دهشة فأنا لم اتصور للحظة انه قد يكون شخصا بهذه الأهمية خصوصا من مظهره وصوته الذي يطرب الآذان هل جرب الغناء من قبل انا اؤكد انه سيكسب الكثير سمعته يقول:
-يبدو ان لك عادة مع الشرود يا كيسارا
لسبب ما يبدو اسمي جميلا عندما قاله بينما اكمل وهو يمد يده مصافحا:
-لقد سعدت بلقائك.

مددت لأصافحه وحين بالكاد تلامست اصابعنا شعرت بقبضة قوية على يدي تسحبها بسرعة هي الى البرق اقرب في حين عقد دومينو حاجبيه لجزء من الثانية ثم عادت ابتسامته في نفس الوقت التفت لأرى شاهين خلفي ونظرة عامة من الغضب تكسو وجهه وانا لا افهم السبب قطع الصمت كريستوفر بصوته العذب قائلا:
-إن لم يكن هذا هو العزيز شاهين
لكن شاهين اجابه بشيء من الخشونة: -لم اتصور انك ستحضر الحفل
-كذلك لم اتصور حضورك انت هنا.

ثم نظرا لبعضهما في صمت لمدة طويلة وانا بينهما لا افهم شيئا حتى قال كريستوفر:
-لقد اسعدني التحدث اليك لكن على الذهاب، الى اللقاء
ثم تابع بخبث: -فأنا متأكد من هناك واحد قريب
قالها مختفيا بين الحشود وقبل ان استوعب ما حدث هزني شاهين بعنف ثم قال:
-هل لمسك؟
قلت بتعجب: -ماذا تعني؟
بحدة هتف: -هل لمسك؟
كان صوته مرتفعا الى حد ما وقد جلب بعض الإنتباه لدينا بينما يديه كادتا تعتصرا كتفاي فقلت وانا اتأوه في غضب:.

-بالكاد لامست يده يدي ثم انت تؤلمني
هنا هزني بعنف اكثر وهو يقول: -بماذا اخبرته؟
قلت وانا اشعر بضيق من طريقته والناس حولنا: -باسمي واني سكرتيرة في مكتب الدفاع
-اذن فقد كذبت بشأن عملك
اومأ برأسي وقلت: -الم تخبرني بنفسك ان الا اخبر احدا
لكنه لم يكن معي وقبضته تكاد تحطم كتفي فقلت كاتمة تأوهاتي: -شاهين!

ادرك ما كان يفعل فتركني على الفور فنظرت الى حتفي لأرى تلك العلامات الحمراء التي خلفتها اصابعه ونظرت له في تساؤل لكنه لم يجب فقلت بضيق وانا استدير مبتعده:
-حسنا اذن.

شققت طريقي حتى وصلت الى الشرفة وقد كانت كبيرة بحق استندت على السور وانا اتنهد في ضيق انا لم يعجني فعله ولا نظرات من حولنا لكن ما ازعجني فعلا هو عدم اخباره لي بالسبب ذلك التردد اللعين الذي اره في عينيه وكأنه لا يأمن ان يخبرني، لم تمر دقائق حتى شعرت بمن يقف خلفي لكني لم التفت وانا على علم تام بهويته وقف بجانبي ثم تنهد وقال:
-انا اسف يا كيسارا لم اقصد ما حدث وبالتأكيد لم اقصد ان اكون عنيفا.

قلت بضيق اكثر: -انت تعرف جيدا ان هذا ليس هو اكثر ما يزعجني
صمت قليلا ثم قال: -تعنين السبب
لم ارد فأخذ نفسا عميقا ثم قال: -ليس الأمر وكأنن...
قاطعته قائلا: -لا اريد اعذارا يا شاهين اما ان تقول السبب او لا تفعل
نظر الى السماء الممتدة على مدى البصر ثم قال: -انه يستطيع تحديد صدقك اوكذبك عن طريق اللمس
اتسعت عيناي وققلت: -اتعني انه...

-نعم هو احد من يمتلكون الطفرات، لذلك هو بالتأكيد يعلم انك قد كذبت عن كونك سكرتيرة لكن من الجيد ان هذا هو اخر ما تحدث فيه
اومأت برأسي موافقة وقد ادرت وجهي اخيرا تجاهه وقبل ان اعلق وضع يديه على كتفاي يتحسسهما وهو يقول:
-انا اسف لم اقصد ايذائك
لم اكن مرتاحة ويده على كتفي لكني لم اعلق لكي لا اشعره بالذنب اكثر ثم ابتسمت وقلت:
-لا بأس
مرر بيده هابطا على كتفي وهو يقول: -فلتحذري يا كيسار
قلت بتعجب: -من ما؟

ظهرت على فمه نصف ابتسامة لعوب وقد اغمض احدى عينيه ثم رفع كفي الأيمن الى فمه وهو يقول:
-مني مثلا
يا الهي هذا اليوم مليء بالإحراج وانا لا ادري كيف استطيع التعامل مع مواقف كهذه فصمت تماما وتركته يقبل كفي ثم ضحك وقال:
-تبدين كقطة حاصرها نمر
اتبع كلامه: -لا تخافي انا لا انوي شيئا فقط لا اريدك ان تغفلي عن مشاعري
اومأت برأسي بشيء من الإرتباك فقال: -والأن يا عزيزتي كيسارا هل تسمحين لي بهذه الرقصة.

قلت ببتسامة صغيرة: -اجل
فاجذبني بقوة اليه وهو يقول: -انت لا تتعلمين ابدا
ثم قادني الى داخل القاعة التي بدت عملاقة للغاية وقد اشار بيده لي لأتقدم الى الجزء الذي يرقص فيه بعض الحاضرين.
ملحوظة: اعتذر للجميع على تأخري في تحديث الفصل لكني امر حاليا بظروف قهرية في دراستي الجامعية واسافر يوميا لذلك سيتأخر التحديث اكثر من المعتاد حتى تستقر اوضاعي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة