قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الحادي والستون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الحادي والستون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الحادي والستون

مر الأسبوع دون اي مشاكل وقد استعددنا للسفر الى باراديس، تم اخبارنا بما سيتم فعله وكيف سنقوم بالبحث واين سنبحث بالضبط، هذا سهل بالنسبة لي فقد عشت في عاصمة باراديس سنة كاملة مكنتني من معرفة الكثير من الأماكن والتي كانت دقيقة جدا وكيف لا تكون وقد استطعنا معرفتها عن طريق (الأترولبرس) والذي من الواضح لن يعود الى صاحبته قريبا وربما ابدا، كان الوصول الى باراديس سهلا سلسا وهذا هو الطبيعي لهذه البلاد ورغم اني لم اكن اشعر بالراحة لم نحن مقبلون عليه فحتى الأن لا استوعب اني قد اضطر الى القتال داخل باراديس وتعريض الأبرياء الى الخطر لكن حتى الأن كل ما سنقوم به هو البحث.

بمجرد ان وصلنا الى محل اقامتنا في باراديس جاء الينا مبعوث من القصر وقد طلب مقابلة سيد شداد على انفراد وقد حدث، لم نعلم التفاصيل في ذلك اليوم الا ان ما استطاع ان يوصله لنا شاهين هو انه تحذير من الحاكم لنا لكن يبدو ان الأمر لم ينحصر على ذلك فقد تم محاصرة محل اقامتنا تلك الليلة بعد ان عاد المبعوث وقد اخبرنا سيد شداد اننا سننتظر قليلا قبل بدأ مخططنا، في نفس الليلة اتانا زائر اخر كانن يرتدي غطاء رأس لم يظهر من وجهه سوى الفم وطلب مقابلة سيد شداد وقد حدث قبل ان يخرج هو وسيد شداد من الغرفة ليقطعوا حديثنا في حين اشار سيد شداد لي قائلا للزائر:.

-ها هي
لاحت على شفتي الرجل ابتسامة ثم رفع يديه الى غطاء رأسه يزيحه ليظهر من تحته وجه رجل عجوز للغاية فهتفت:
-مارِك؟!
اتسعت ابتسامة حاكم باراديس وهو يقول: -اذن فأنت هنا بالفعل
قلت بحيرة: -لماذا انت هنا؟
قال بهدوء: -اردت معرفة ان كنت موافقة على ما يحدث ولم اكن لأصدق شداد دون ان اراك
تنهدت وصمت فأنا لست موافقة بالمعنى الحرفي للكلمة لكني افعل ذلك لأجل سيد شداد، اقترب مني حتى وقف امامي مباشرة:.

-لم اظن ان البحث سيُعاد من جديد او ان الدورة ستعيد نفسها من جديد لكني مخطأ كلنا اخطأنا. فها انت واقفة بوجودك ستراق المزيد من الدماء. لم يكن يجب ان تولدي يا كيسارا لم يجب وقد أملت الا تولدي.
الا اُلد؟!، نظرت اليه بعينين متسعتين غير فاهمة ما يقول بينما تابع:
-كل ما تبقى ان نفعله هو ان نأمل ان تتخذي الطريق الصحيح.

ثم نظر الى سيد شداد وقال: -لن استطيع منعك ما دامت معك ربما لم يكن ليستطيع ان يمنعك احد من البداية او ان يمنع كل هذا، لكن ان تعرض احد قاطني باراديس الى اي اذى فحتى لو كانت حاملة التنين بجانبك فلن اتورع عن الرد
ثم هبط متجه نحو الباب فنظرت اليه وهو يفتح الباب ثم يتوقف وينظر لي ويقول:
-كيسارا
نظرت الى عينيه مباشرة: -اخبرتك اننا سنتقابل مرة اخرى لكن بعد هذه احدنا لن يكون على قيد الحياة.

قالها وخرج، حسنا ما الذي حدث للتو؟ نظرت الى سيد شداد باستفهام لكنه لم يجبني انما اشاح بوجه الى الأحرين قائلا:
-هناك تغير في الخطط ستنقسمون الى فريقين احدهما سيبقى هنا متأهبا وعلى كامل الإستعداد فنحن لسنا اول من يصل
سأل كمال: -من سبقنا؟
صمت سيد شداد لفترة وهو يحدق بكمال قبل ان يقول: -عملاء من هكس هنا يبحثون عما نريد وربما رودوس.

هكس هي احد الدول الإثنا عشر المتبقية بعد الحرب النووية على كل حال تابع سيد شداد:
-و الفريق الأخر سيقوم بالبحث كما حددنا الأول سيضم كمال وهيثم وجيسور
طبعا بجيسور يعني القلب فقد صحبنا كما وعدني ان يفعل، -على هيئة بشري- هو لا يستجيب لسيد شداد لكن النصر كان لي في المعركة الأخيرة بيننا ويبدو انه وسيد شداد قد اصطلحا على شيء ما، :
-والفريق الثاني سيضم كيسارا وشاهين واخيرا جراد وستبدأون غدا صباحا.

وبهذا انهى سيد شداد هذا الإجتماع الصغير وانصرف كل منا ليأخذ قسط من الراحة قبل الصباح الذي لم يتبق على وصوله الكثير.

في الصباح التال وقبل خروجي مباشرة حذرني شاهين من الخروج عن مهمتنا ثم انطلق كل منا الى المنطقة التي عُين بها، المنطقة التي سأبحث فيها كانت السوق المركزي للعاصمة وما حوله قررت البدأ بالسوق مباشرة والذي كان وسط حديقة مليئة بالأشجار وخلفها المباني، الناس هنا مسالمون جدا وتقريبا لا يوجد شرطة، هناك بعض الصبية يلعبون ويركضون في كل اتجاه ممكن مما جعلني ادرك ان المكان واسع بحق وان البحث هنا قد يأخذ اليوم بأكمله، سرت قليلا وانا افكر كيف سأجد القلب او حتى كيف سأعرف اذا مررت به، كان هذا حين رأيت فتى يركض في اتجاهي ومن خلفه مجموعة من الناس الذين لا يبدون مسالمين الى تلك الدرجة ومن الواضح انهم يريدون بالفتى شرا، عندما مر بي الفتر ودون ان افكر امسكت يده واستخدمت قواي لإخفائي واخفائه معي وجذبته خارجة من السوق الى طريق جانبي وسط صيحات الدهشة والتساؤل وبمجرد ان اصبحنا بعيدا عن النظر جذب الفتى يده بعنف واخرج من جيبه شيئا ما ليأكله وهو يقول:.

-لست ادري ما فعلتي لكن لم يكن هناك داع كنت سأجد حلا فأنا دائما افعل
نظرت اليه بغيظ وقلت: -سيكون افضل لو قلت شكرا
قال بعدم اهتمام: -ايا يكن
كان يأكل ما في يده بنهم غير عادي فقلت: -لماذا كانوا يطاردونك؟
قال بفم ممتلئ: -من اجل هذه
واخرج من مكان ما بعض العملات الرودوسية فقلت بدهشة: -لا تقل انك...
-اجل سرقتها
-اوه يا الهي لقد انقذت لصا
قال بلامبالاة غريبة: -وما المشكلة؟

-ما المشكلة؟! اتمزح لابد ان تعاقب ثم لماذا تسرق من الأساس؟ يجب عليك اعادة هذا المال
ربما كان سؤالي غريبا لكن الحقيقة انه ليس كذلك فهذه باراديس يا ساده ومن النادر رؤية شيء كهذا:
-لن افعل انا اكاد اموت جوعا وهذا ما استطعت الحصول عليه بعد ثلاثة ايام متواصلة بلا طعام
-ماذا؟

قال بشيء من السخرية: -كما ترين ان باراديس مكان رائع لكن مهما حاولوا لا شيء كامل فلابد من وجود من لا يجدون ما يسد جوعهم مثلي قد لا تتعدى نسبة الفقر الثلاثة بالمائة لكنها موجوده
رفعت احد حاجباي وانا اقول: -وانت تمثل هذه النسبة
-انت ذكية جدا
هذا الفتى مستفز فعلا وطريقته الساخرة الامباليه تضغط على اعصابي فعلا:
-ايها ال.
قاطعني: -انت لست من باراديس اليس كذلك؟

ماذا؟ ك. كيف؟ انا اجيد لغة باراديس(المستحدثة) اجادة تامة فكيف استطاع طفل معرفة ان كنت من هنا ام لا؟، قلت:
-كيف عرفت هذا؟
قال بذات الطريقة وهو يلوك شيء ما: -مجرد حدس؟ على اية حال ما الذي تفعلينه هنا؟ ومن اين انت بالضبط؟
حسنا ليس الأمر سرا من اي بلد انا فبالفعل الحكومة البارديسية تعلم اننا هنا، لست ادري ما السبب لكني وجدت نفسي اجيب الفتى:
-من ابيس.

حدق في لفترة طويلة ثم هز رأسه يمينا ويسارا ان لا وهو يقول: -، لا انت لست ابيسية
عقدت حاجباي في استغراب لم يقول، ما الذي يعرفه هذا الصبي؟ لكني قررت مجارته للنهاية:
-انا لا افهم، انا من اورال
ابتسم للحظ ثم قال: -هذا مناسب. اذن ماذا تفعلين هنا؟
-امم. السياحة
-اذن اتمنى ان تعجبك باراديس
واستدار راحلا فأمسكته من قميصه فهتف: -اتركيني، ما اخطبك بالضبط؟ الا تجيدين شيئا سوى جذب الناس من ملابسهم. قلت اتركيني.

عضضت على شفتي وانا اقول: -اتعلم انك فظ للغاية، ما اردت قوله انه مهما كان السبب فلا يحق لك ان تسرق
-ها؟
قالها بإستنكار فأكملت: -جد عملا او شيئا من هذا القبيل
اخذ يجذب قميصه بعنف وهو يقول بحنق: -أأوقفتني لتقولي هذا الكلام التافه. اتركيني فكل هذا من حقي على اية حال
لم اطلق سراحه بل تسائلت: -ماذا تعني؟
هنا جذب ملابسه بكل قوته وقال: -ايتها العجوز المجنونه، ماذا تظنين نفسك فاعله؟ اتركيني.

حسنا هذه هي، ربما لا يجب ان يستفزني طفل او ان اتعقل في التعامل معه لكن الأمر مستحيل حيث وجدت نفسي اجذبه من انفه وانا اهتف:
-انا لست عجوزة ايها القزم الصغير.

صرخ ثم ركلني في قدمي فأفلته وانطلق مهرولا، ذلك ال. ان رأيته مرة اخرى سأقتله حتما لكنه رغم كل شيء اثار فضولي بما يعني انه من حقه؟ هذا ليس ما انا هنا لأجله. اه يا الهي لقد نسيت امر البحث تماما، عدت لإستكمال بحثي حتى جن الليل طبعا لم يسفر عن شيء وفي النهاية عدت الى محل اقامتنا.

جلسنا جميعا امام سيد شداد داخل غرفة مكتب ندلي بتقاريرنا عن اليوم والذي من الواضح انه لم يسفر عن شيء وحين انتهى اخر واحد من قال سيد شداد والذي لم يبدو سعيدا بالنتيجة:
-اذن اليوم لم نحقق شيء، نحن لن نبقى هنا طويلا مارِك لن يسمح بهذا عليكم ان تضاعفوا جهودكم ان اي ابطاء او تخاذل غي مرغوب فيه وسأعتبره مخالفة مباشرة لأوامري.

قالها وهو ينظر لي بالتحديد بينما تابع: -انا لا اهتم بما ستفعلون ولا اي طريقة ستستخدمون لكني اريد القلب امامي خلال يومين بأي وسيلة كانت
ثم شبك اصابعه امام مكتبه وتنهد وهو يقول: -انصرفوا
فانصرف الجميع ما عداي، وقفت وكررت: - بأي وسيلة كانت؟ نحن لن نتخطى الحدود سيد شداد
عقد حاجبيه واجاب: -كيسارا ليس الأن
لكني اصررت بغضب: -سيد شداد نحن لن نفعل.

قابل عيناي بنظرة من الثلج لم ارها منذ قَبِل عودتي الى الجيش وقال بصود يجمد الدم في العروق:
-سأصل الى ما اريد بأي وسيلة وسأسفك من الدماء ما قد يستحق للحصول على القلب وانت تعرفين هذا جيدا والأن اخرجي من هنا.

لكني لم استطع ان احرك ساكنا فما قاله لي بتلك الطريقة اعاد الى ذكريات لن انساها ما حييت لا هذا لا يحدث من جديد اشعر اني قد عدت الى الماضي للحظة ماض حين لم اشعر ان سيد شداد يملك قلبا، نظرت الى سيد شداد وقلت:
-لن ادعك تفعل
رفع احد حاجبيه في تساؤل فتابعت: -لن ادعك تفعل امر ستندم انت عليه لقد وعدت وسأوفي بوعدي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة