قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والستون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والستون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والستون

((صرخت وانا اهوي بسيفي على سيفه بكل قوتي لكنه لم يتزحزح ملليمترا واحدا بل صد ضربتي كأنها لم تكن فتراجعت للحظة لكنه اشار إلى بالهجوم من جديد ففعلت هذه المرة اقوى، اعنف وحين اصطدم السيفان لم يتحمل جسدي قوة صده فاختل توازني ووقعت ارضا حاولت ان اعتدل لكن سيفه استقر فوق رقبتي، نظرت اليه برعب وهو يقول:
-بمثل هذا الضعف انت لا تستحقين الحياة التي امنحك اياها.

ارتجف جسدي وحجضت عيناي في صمت وانا ارى النصل يهبط على عنقي ليلامس جلدي ثم زاد من قوة ضغطته ومرر السيف على عنقي فأصدرت صوت انين خافت لكنه لم يعرهه اهتمام بل قال:
-تذكري القائد الأعلى لا يريدك ويراك حملا زائدا ولن يتردد في اصدار امر بقتلك ان اخبرته بأن يفعل، تذكري انا السبب في وجودك هنا حتى الأن
اومأت برأسي بوهن فقال: -اجيبني يا كيسارا
قلت بصوت راجف: -سأفعل سيد ش. شداد.

رفع السيف عن رقبتي واشار لي بالإعتدال وهو يقول: -سنكمل التدريب
وقفت وانا اضع يدي على رقبتي ثم نظرت الى قطرات الدم التي تغطي اناملي في فشعرت بالخوف لكنه لم يكن الشيء الوحيد الذي تملكني في تلك اللحظة بل العزيمة على الحياة والفضول لرؤية هذا الرجل يصل الى ما يريد))
-كيسارا انه موعد دوريتك
انتفضت بدهشة ونظرت الى شاهين فقال: -ماذا بك؟ ولماذا تضعين يدك على رقبتك هكذا؟

نزعت يدي في سرعة وانا اقول: -اسفه لقد شردت في امر ما
رفع احد حاجبيه ثم قال: -على اي حال يجب ان تذهبي الأن.

اومأت برأسي وخرجت الى حيث مكان الذي سأبحث فيه اليوم كانت منطقة في ضواحي العاصمة التي اكد مخبرونا انهم رصدوا نشاطا للقلب فيها، المنطقة تكاد تتكون بالكامل من الشوارع الجانبية الضيقة، هكذا اخذت اسير بسرعة فيها حتى سمعت صوت ضجة فتبعته فقابلني منعطف فاندفعت اليه بسرعة فقط لأصطدم بأحدهم تأوهت ثم نظرت الى من صدمني لأرى الصبي من البارحة فقلت:
-انت؟
-العجوز المجنونة!

قلت بغيظ: -ايها المزعج ال. من تلك التي تقصدها بالعجوز؟
-انت طبعا هل يوجد غيرك؟ ثم ما الذي تفعلينه هنا؟ هل تطاردينني ام ماذا؟
قلت بسخرية: -انت تتمنى، ارجوك لا تخطأ في شخصي هكذا
تبرمت شفتاه في غيظ وغضب طفولي قبل ان يقول: -اذن لماذا انت هنا؟
-لقد اخبرتك البارحة انا هنا للسياحة
ضيق عينيه وقال في شك: -اي سياحة تلك التي تكون في الطرق الجانبية. ايا يكن انا لا اهتم اصلا.

صبي مزعج فعلا. تلفت حوله في حذر فتحرك معه شعره الأحمر الناري لتغطي خصلات شعره زوج من العيون البرتقاليه فرفع يدا بيضاء محمرة قليلا ليبعد شعره عن وجهه. كان يتصرف بغرابه لكني تجاهلت هذا وسألت:
-هل ارجعت ما سرقته بالأمس؟
-بالطبع لا اتمزحين لقد كدت اقضي جوعا في الأيام السابقة لست احمقا لأعيده وانا بحاجة اليه
فجأه تعالى صوت الضجة وخرج رجل من طريق جانبي وحين رأي الفتى هتف: -انه هنا اسرعوا...

ومن خلفه ظهر مجموعة من الناس فقلت: -يبدو انك محبوب جدا
وامسكت يده وانطلقت اعدو به. لو استطيع اسدخدام قوتي للأسف. جذبته بقوة وانا اهتف:
-هيا هيا
كنت اعدو بسرعة عالية حتى قال الفتى: -لا استطيع. هه. اكثر من ذلك. هه
-اصبر قليلا نحن على وشك اضاعتهم
دخلت احد المنعطفات وانا اقول: -من هنا.
ثم توقف فقد اضعتهم فأخذ الفتى يشهق محاولا التنفس وللعلم فقد كتمت ضخكاتي بصعوبة من منظره قال وهو يحاول ان يعتدل:.

-انت. سريعة جدا
ثم اخذ نفسا عميقا ومد يده نحوي وقال: -انا رِاي
اسم جميل في الواقع يليق مع مظهره وان كان الفتى نفسه مستفزا صافحته وانا ابتسم:
-كيسارا
رد وقد استعاد توازنه: -كيسارا انت لست سيئة الى هذا الحد
-ماذا؟
ضحك وقال: -امزح فقط.
-همم. اظن انه لا داعي للسؤال لماذا كان يطاردك هؤلاء؟

قال بعدم اهتمام وهو ينظر حوله متفقدا المكان: -لم اسرق منهم الكثير لكنها ليست المرة الأولى لذلك هم غاضبون قليلا. اذن فقد اخبرتيني انك ولدتي في اورال لكنك تعشين في ابيس؟
هذا الفتى يحاول ابعادي عن موضوع السرقة هذا لكني سأجاريه: -اجل انا املك الجنسية الأبيسيه لماذا السؤال؟
قال وهو يركل بعض الأحجار بعيدا: -فقط اشعر اني قد شع. رأيتك من قبل
-قبل البارحة لا اظن.

عقد حاجبيه الصغيرين في حيرة وقال: -لكن. هل زرت باراديس من قبل؟
اجبت: -اجل الأولة لم تكن زيارة فقد كنت هاربة واحتجت الى مكان يأويني دون ان التفت عند كل زواية وكانت باراديس موقعا ممتازا فعشت هنا لسنة كاملة، اما في الثانية فقد جئت هنا في زيارة سريعة السنة الماضية. ماذا اتظن انك ربما رأيتني من قبل؟
اشرق وجهه: -كنت متأكدا لقد كنت هنا من قبل.

ابتسمت وقلت: -اهدأ قليلا يا فتى ليس معنى اني كنت هنا انك قد رأيتني حينها
ضحك بظفر ثم قال: -في الواقع هذا معناه تماما. اذن لماذا تعيشين في ابيس؟
هذا الفتى فضولي جدا: -لنقل ان ابيس بلدي واني لم احصل على حياة في اورال.
-اذن ماذا تظنين عن شداد؟
-ولماذا السؤال؟
قال وهو يسير امامي وانا اتبعه: -اوليس حاكم بلادكم لابد ان لك فكرة ما؟
ضحكت وقلت: -يبدو انك انت الذي تملك فكرة وليس انا.

قال بغضب طفولي: -انا اكرهه واتمنى ان يموت
رفعت حاجباي في دهشة وقلت: -هذا كثير على سنك يا فتى. بالمناسبة كم عمرك؟
-احدى عشر
-حسنا يا استاذ حاكمنا ليس يهذا السوء
اطلق ضحكة ساخرة ثم نظر الى السماء وقال: -هل تريدين رؤية شيء جيد؟
-هل هو بعيد؟
-لا في الواقع قريب جدا
اتسعت ابتسامتي وقلت: -اذن اريد
بدا سعيدا جدا وهو يمسك يدي ويقودني بين الطرق حتى وصلنا الى رواق ضيق فقال:
-في اخر هذا الرواق.

ثم اسرع الى نهايته فتبعته لأشهق بعنف: -اوه، يا الهي
فأمامي اجمل حديقة رأيتها في حياتي حديقة صغيرة هي لكن الجمال الذي رأيته لا يقارن. كيف يمكن وجود شيء بهذا الجمال:
-انها جميلة جدا يا راي من اجمل ما رأيت في حياتي
اضاء وجه الفتى وقال بسعادة: -هذا هو مكاني السري اليس رائعا؟
-بل مذهل
كان تقريبا يقفز حولي وهو يقول: -انت اول من يراه فقد اردت الإحتفاظ بسرية المكان
-لماذا تريني اياه؟

قال بإبتسامة ساذجة: -لست ادري. انت تروقين لي على ما اظن
-شكرا، هذا مكان جميل فعلا احتفذ بسريته يا راي
اومأ برأسه فقلت: -والأن عليك العودة حتى فقد اظلمت السماء
رد ببساطة: -العودة الى اين؟ انا لا املك مكانا لأعود اليه
-اذن اين تبيت ليلتك؟
-هنا
مشيرا الى الحديقة اذن هو ينام بالعراء كل ليلة؟ لكن السنا في الشتاء؟ لقد كانت اول ليلة لنا في باراديس كابوسا، نظرت الى الفتى بشيء من الشفقة فقال:.

-لا داعي لتلك النظرة انا اعرف كيف اعيش حياتي هنا، ثم الى متى ستمكثين في باراديس يمكنني ان اريك اماكن كثيرا هنا
قلت بخفوت: -اتمنى لكني لن اظل هنا طويلا للأسف
-الى متى ستبقين؟
-لست متأكدة لكن ربما ليوم او يومين اخرين
قال بإحباط: -لماذا انت هنا فعلا يا كيسارا؟
طبعا حجة السياحة لم تعد ذات مصداقية فقلت: -انا ابحث عن شيء ما اذا وجته ارحل، استرحت؟
-لا اردت المزيد من التفاصيل لكن لا يهم.

نظرت الى ساعتي فهتفت: -لقد تأخرت! على الذهاب الأن. وداعا يا راي
((قال احدهما وسط الظلام: -ماذا تظن؟
رد الأخر وهو يرمق ما امامه في شك وهو يقول: -هي ليست من باراديس بالتأكيد
-اتظن انها ربما تكون تابعة لأبيس؟
-على الأغلب فهم هنا ايضا
قال الأول: -يجب اعلام القيادة فمن الواضح اننا سنواجه بعض المشاكل.

-ليس هذا وحسب لكن المشكلة هيا في تلك الفرقة الخاصة التي تعمل تحت امر شداد فإن كانوا هنا فنحن سنحتاج الى الدعم لا محاله. ))
(( راقبها حتى اختفت فجلس في منتصف الحديقة وقال: -لا اريدها ان ترحل
هو لا يدري لماذا لكن شعورا قويا تملكه بأنه يريدها ان تبقى، اقتطف احد الأزهار وحملها بين يده ثم نظر الى السماء وقال بوجه خال من المشاعر:
-اريدها ان تبقى الى الأبد
تساقطت اوراق الزهرة وقد ذبلت على الفور بين انامله)).

طبعا كنت اخر الواصلين ولم يكن لدي الكثير لأقدمه في الإجتماع فمقابلتي مع راي اضاعت الكثير من الوقت وبالطبع سيد شداد لم يكن سعيدا بإي منا فحظينا بأسوء اجتماع ممكن وعاد الكل الى غرفهم استعداد لغد.
((-اذن؟
-اجل لقد ظلت مع ذلك الطفل طوال اليوم. انا حقا لا افهم ما الذي يجري بعقلها؟
رد شداد ببرود: -هذا لا يهم فقط راقبها فأنا لا اريدها ان تفعل شيء من تلقاء نفسها كما حدث من قبل
اجاب شاهين: -سينفذ يا سيدي)).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة