قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والستون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والستون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والستون

سرت في الطرقات مستكملة بحثي عن القلب حتى بدأت الشمس تنحني غربا فوجدت نفسي ابحث عن رِاي اردت مقابلته وان اعرف كيف حاله فما حكاه لي البارحة جعلني اقلق، جربت البحث عنه في الأماكن التي تقابلنا فيها من قبل لكن دون جدوى فقررت الذهاب الى الحديقة التي ارانيها البارحة، مشيت في الزقاق المؤدي اليها وعند نهايته تسمرت في مكاني فما رأيته اذهلني بل افزعني:
-م. ماذا حدث هنا؟

لم يكن هناك حديقة او حتى ما يقرب لها بل خرابا يوجد هنا منذ عقود: -لكني كنت هنا البارحة هذا مستحيل
جاء الرد من خلفي: -غير منطقي اليس كذلك؟
هتفت وانا انظر خلفي: -رِاْي! ماذا حدث هنا؟
نظر لي نظرة خاوية غريبة ثم اقترب من الحديقة وهو يقول مشيرا الى الحديقة:
-هذا انا.

فجأه هوى جزع شجرة قد هرمت منذ قرون نظرت حولي مجددا الى ما كان جمالا خلابا البارحة ثم اصبحت خاوية على عروشها، الأشجار محطمة في كل مكان والواقف منها هرم وضعف بينما اصبحت الأرض قاحلة وقد غُطت بورق الشجر الجاف وتلونت الأرض والأشجار والأجواء بلون رمادي كئيب عندها ادركت ما قاله راي فاستدرت تجاهه وقبل ان اتمكن من السؤال سمعت صوت انهيار اخر وبحركة حادة نظرت خلفي لأرى جزع شجرة يهوى تجاهي فقال راي:
-احذري.

ثم رفع يديه نحو الجزع فتحول الى رماد تناثر حولي نظرت اليه في دهشة وانا اسأله دون وعي مني:
-كيف فعلت هذا؟
تجمع الرماد حول يديه وهو يقول: -لم يكن من المفترض ان تري او تعرفي لم يكن من المفترض ان يعرف احد.

بعينين متسعتين بدأت اجمع الخيوط. اتركيني فكل هذا من حقي على اية حال. انت لست من باراديس اليس كذلك؟ لا انت لست ابيسية. فقط اشعر اني قد شع. رأيتك من قبل. هذا انا. اوه لا لا لا. لايمكن. نظرت الى راي وقلت:
-القلب؟! قلب باراديس؟
((ضغط شاهين على سماعة هاتفه ثم قال بخفوت: -انه هو لقد وجدناه. اجل انا واثق. المكان هو(، ) انا بحاجة الى الدعم حالا ))
رد راي بتعجب: -ماذا؟
فكررت: -انت هو قلب باراديس؟!

لا عجب اني وجدت نفسي انساق اليه كلما قمت بالبحث، قال: -اهكذا تسمونه؟ لقد ادركت منذ فترة انها ليست طفرة عادية بل شيء اخر، شيء يملك كيانا واحاسيس، شيء يشعر بكل ما هب ودب على ارض باراديس، شيء يتحكم فيها. ويعلم كل ركن فيها. شيء يحوي من القوة ما لا مثيل لها. شيء له القدرة على التحكم بي بمشاعري بأفعالي بحياتي كلها.

بالطبع كيف تصورت لصبي في الحاية عشر من عمره ان يفهم ما الذي يعنيه القلب او ما هو حاضن له وهو بالتأكيد لا يدرك ان العالم اجمع يريد ما يحمله، اكمل راي:.

-حين رأيتك اول مرة ادركت انك مختلفة لست ادري في ماذا؟ ربما لأنك كنت هنا من قبل لقد شعرت بوجودك من قبل على هذه الأرض او ربما لا لكني وجدت نفسي انساق اليك بأي حال وحين اخبرتني انك سترحلين بمجرد ان تجدي ما تبحثين عنه لم ارد هذا. لم ارده ولم يرده ما بداخلي، كيسارا.
لفت انتباهي الحديقة مجددا انها تتحول الى رماد بالكامل كل ما فيها. فوجدت نفسي اسأل:
-راي ماذا يحدث للحديقة؟

ابتسم بلا مشاعر وهو يقول: -انها ليست حديقة يا كيسارا لم تكن قط ولن تكون انها المكان الذي ادركت فيه انني لست كغيري من البشر انها المكان الذي يرتبط به ما بداخلي انها تتغير وتتبدل. هي ليست ثابته بل تتقلب بتقلباتي، لقد كنت سعيدا البارحة لذلك رأيتيها حديقة اما الأن، انا فقط احتاجك ان تبقي.

وقفت عاجزة عن الرد وبماذا ارد. هذا الفتى وحيد، وحيد بشكل مروع ووجود القلب بداخله يجعل مشاعره اقوى حتى لتكاد تسيطر عليه انا افهم هذا، افهمه واعرفه اعرف كيف اغضب غضبا مروعا ليس طبيعيا. المشكلة هنا انه لا يدري لا يفهم ما الذي يحدث بالفعل حوله. ولا يعلم ما الذي يعنيه وجود القلب بداخله. وانا لم اتصور ان يكون القلب داخل طفل، ماذا افعل؟ لا يمكنني تعريضه للخطر. اقتربت منه وانا اقول:
-راي.

توقفت حين سمعت صوتا احد يتحرك من الناحية العكسية من ما كان من قبل حديقة ثم رأيت رجلا يخرج من الغابة المحيطة بالحديقة ويصوب سهما حديديا نحو راي فقلت:
-اوه لا. هكس
ثم جذبت راي نحوي في نفس اللحظة التي كونت فيها مجال حولنا، اصطدم السهم بالمجال ثم ارتد بعنف فقال راي بعينين متسعتين:
-ماذا كان هذا؟
-هذا كان سهما يستهدف حياتك يا راي
هتف: -حياتي.

-انت في خطر قد لا تفهم ما تحمله داخلك لكن الحروب تقام لأجله وقتلك اقل ما سيفعلونه للحصول عليه والأن لا تبتعد عني
نظر لي في رعب والي المجال فقلت: -لا تخف انا لا انوي فعل هذا انا سأحميك
نظر لي نظرة اعرفها جيدا فاسرعت انحني نحوه وانا اقول: -راي اهدأ انا لن اؤذيك.
لكنه لم يرد بل تراجع للخلف حتى اصطدم بالمجال ثم اخير قال: -القلب هو ما تبحثين عنه اليس كذلك؟ انت ايضا تريدنه.

لا وقت للمبررات الأن او هذه الأسئلة، نظرت حولي لأرى العديد من الرجال حولنا، نحن محاصرون لكن هذه ليست مشكله فجميعهم بشر لن يشكلوا خطرا لو فقط استطعت التركيز معهم. ان الحديقة تتغير من جديد، الرماد يتحول الى مكان موحش مليء بالغبار الأسود هو خائف يجب ان اتصرف امسكت كفيه:
-اسمعني انا لن اؤذيك انا سأحميك. فقط اهدأ لا تدع مشاعرك تسيطر على القلب.

شعرت بيده ترتجف بين يداي. انه لا يصدقني ماذا الأن؟ المزيد من السهام تلقى نحو المجال. حقا هل يمزحون معي؟ ايظنون ان هذا ما سيكفي لجعل المجال يختفي؟ اه لأتخلص من هؤلاء ثم اتعامل مع راي فقمت بنشر موجة قوية من المجال حولي فدفعتهم ارضا، عدت الى راي الذي رمقني بعينين متسعتين. لا تخبرني اني قد اخفته اكثر، اتت الغجابة على هيئة اهتزازات عنيفة للأرض من تحتنا فصحت:
-راي ارجوك اهدأ. انا لن اؤذيك اهدأ.

لكنه لم يعد يسمعني واستنتاجي انه ما هي الا لحظات ويتسرب وعيه ويظهر القلب وهذا قد يتسبب في كارثة، فانحنيت مرة اخرى نحوه هذه المرة جذبته نحوي احتضنة وانا اهتف:
-راي لو كنت اريد ايذائك لفعلت بالفعل. ارجوك اسمعني انا مثلك انا حاملة لقلب وانا اعلم ما تمر به الأن فاسمعني
هدأت الهزات قليلا وهمس: -انت حاملة؟
احتضنته اكثر وانا اقول: -اجل انا كذلك وهذا ما يجعلك تنساق إلى فلا تقلق انا لن اؤذيك.

-ا. انت حقا لن تفعلي؟
-اعدك بأني لن افعل ابدا ما سيؤذيك لذا اهدأ ارجوك انت تعرض حياة كل من في باراديس للخطر
هنا شعرت بيديه الصغيرتين تلتف حولي وبجسده يهتز بالبكاء وهو يقول كلام مبهم بسبب بكاءه:
-مم. س. دأ
قلت ببلاهه: -ماذا؟!
-اعلم. انا اسف، سأهدأ
بدأت الهزات تهدأ حتى اختفت تماما فتنهدت في ارتياح ثم ابعدته عني بلطف ومسحت بأناملي دموعه وانا اقول:
-انت تبدو سخيفا.

فرد في تبرم: -لا انا لا ابدو كذلك. كيسارا احذري!
نظرت خلفي لأرى سهم يتجه نحو قلبي لم اجد حتى الوقت لأفكر في المجال فلم افعل شيئا لكن فجأه انحرف السهم عن اتجاهه ثم سقط ارضا وقد تغير اتجاه الريح في نفس الوقت سمعت فيه صرخات وقد ملئ الأجواء رائحة الدماء قبل ان يظهر كمال وبجانبه شاهين من بين اشجار الغابة وذاك الأخير يقول:
-هذا كان سهلا بشكل لا يصدق.

ومن خلفهم ظهر بقية الفريق ومعهم سيد شداد، تراجعت الى الخلف وامسكت راي وانا اقول بخفوت:
-هذا سيء.
همس راي: -اتعرفينهم؟ من هؤلاء؟

لم اجبه فكل ما افكر فيه الأن هو سوء الوضع الذي انا فيه، ان راي لن يفهم ان شرحت له الأن كم يريد سيد شداد القلب وانه ان كان يظن انه حينما هاجمنا عملاء هكس كانت حياته في خطر فهو على وشك ان يكتشف كم هو مخطئ، تقدمهم سيد شداد وهو ينظر لي فأدركت انهم يعلمون كل شيء ولا داعي للشرح، لا ادري كيف ولا أأبه الأن، قاطع افكاري صوت راي المنفعل يقول:
-اهذا شداد؟!
ثم نظر لي وقال: -كيسارا من انت بالضبط؟

قال سيد شداد معلنا وجوده: -سلميني القلب يا كيسارا
ضغط على يد راي وقلت: -م. ماذا ستفعل سيد شداد؟
رفع احد حاجبيه وقال: -انت تعلمين جيدا ماذا سأفعل فسلميني الحاضن ايتها المقدم نفذي مهمتك يا كيسارا
شعرت بيد راي ترتجف لكني قبضت عليها بقوة لأطمئنه فقال: -مقدم؟ انت جندية له؟
فضولي جدا حتى في وقت كهذا الى درجة تصل الى الإزعاج عدت الى سيد شداد وقلت:.

-انه طفل يا سيد شداد، انت لا تريد الحاضن انت تريد القلب منه مباشرة
رد على قائلا: -اعتقد انك علمتي ماذا انتوي ان افعل بالحامل قبل ان نأتي وقد جعلت نفسي واضحا اني سأحصل على القلب بأي ثمن
صحت: -لكن انتزاع القلب من الحامل يعني قتله
-انا لا اهتم ماذا يكون الثمن حتى لو كان مقتل هذا الفتى
عند هذه الكلمة التصق بي راي وسمعته يقول: -هذا الرجل مجنون بالكامل.

نظرت الى سيد شداد في رعب ماذا به؟ لماذا هذا الإصرار؟ هناك امر لا اعرفه ولا يريد ان يخبرني احد عنه، لكن ايا كان انا لن اسلم راي لحتفه بهذه البساطة فتراجعت للخلف وانا اجذب راي معي في حين قال سيد شداد:
-كيسارا لا تفعلي هذا
لكن كلانا يعلم ان الأمر قد حسم من قبل ان تأتي هنا، اخذت نفسا عميقا ثم قلت:
-لن اسلمك القلب
وليكن ما يكون، نظر شاهين الى سيد شداد قبل ان يقول بصوت منخفض: -سيد شداد دعني اتولى هذا.

كان هذا متوقعا فولاء شاهين وهيثم غير قابل للشك لكن سيد شداد اعترض:
-بل انا من سيفعل
عاد ببصره نحوي وتابع: -هل تظنين حقا انه بإمكانك تخطي وحماية الصبي؟
في الواقع لا لكن لو تكلف الأمر حياتي فسأفعل فلا يمكنني تخيل العيش وانا اعلم اني ساهمت في قتل طفل لا ذنب له فيما يحتضنه جسده، قلت بهدوء:.

-لا لكني سأحاول وانت تعلم ذلك لقد اخبرتك من قبل انا لن ادعك تفعل ما قد تندم عليه، لن ادعك تفقد نفسك وتتحول الى شخص اخر لأجل هدفك يا شداد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة