قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثلاثون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثلاثون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثلاثون

وقف شداد امام اعضاء الفرقة الخاصة وقال: -اسمعوني جيدا لأني لن اكرر ما اقوله فلا يوجد من الوقت ما يسمح
انتبه الكل اليه هو وفيليب الذي وقف بجواره يبتسم بظفر وقد حصل على ما اراد في حين اكمل شداد:.

-ان فيليب سيدخالنا الوكاردا لكن هذا لا يعني ان الصعب انتهى فلا احد منكم يعرف كيف تبدو الوكاردا من الداخل فمساحتها ليست صغيرة كما تظنون بل هي كبيرة ومن السهل ان تضلوا طريقكم فيها انا اخبركم بهذا لأننا بمجرد دخولها سنتفرق للبحث عن كيسارا مسموح لكم بقتل كل من تقابلوه او يعترض طريقكم لكن وها انا احذر ممنوع منعا باتا الإشتباك مع اوراكل بأي شكل ولأي سبب ان اوركل قادر على قتلكم وبسهولة بل هو قادر على قتل مالك الساعة وهو اقوى منكم وان قابله احدكم فليتصل بي مباشرا ف...

قاطعه فيليب قائلا: -فشداد هو الوحيد القادر على مواجهة اوراكل
فقال كمال بفضول: -ولماذا سيد شداد بالذات؟
نظر اليه فيليب لفترة في صمت ثم ضحك بغموض وقال: -اذن فهو انت
نظر اليه الكل بعدم فهم لكنه قال: -غير ان شداد قد قاتله من قبل وهو يعرف اسلوبه لكن ايضا ان قوى شداد، لنقل صعب التلاعب بها لأنها ليست محدده ان القدرة على نسخ اي قوة لا يستهان بها.

فقال سيد شداد: -اعلموا انه يحتمل ايضا ان نواجه التنين لذلك خذوا استعدادتكم
اومأوا برؤسهم ليعلونوا ابتداء الخطة))
ظلام، ظلام، والكثير من الظلام اين انا؟ الم امت بعد؟ لكن لا يوجد فرق مما انا فيه والموت اني لا اشعر بجسدي او بأي شيء سوى رغبة عارمة في ان اظل في مكاني هذا بلا هموم ولا حروب ولا دماء نعم ربما هذا افضل، اني اشعر بنعاس شديد اجل اريد النوم اريد ان اظل هنا الى الأبد.

((-سيد شداد نحتاج الى دعمٍ وبسرعة
قالها جراد وهو يتصدى لمن امامه بصعوبة في نفس الوقت الذي تناهى الى مسامعه عبر السماعات صوت هيثم يقول بعصبية:
-سيد شداد يبدوا اني وجدت ما نبحث عنه لكن...
ثم انقطع الإتصال في حين سمع الكل تلك الرسالة التي جاءت متقطعة ومشوشة بصوت شداد:
-هيثم. هيث. فل. حب. يع الأن، اكر. ر.

كانت مشوشة للغاية ومن سمعها ان كان هناك من سمعها لم يفهم شيئا لكن الأمر اتضح حين وصلت رسالة اخرى تقول:
-اكرر فلينسحب الجميع حالا
وقد نفذ الأمر ان كان هناك من وعى ليسمعه اصلا))
-، ارا، سارا...

صوت منخفض جدا اتي من بعيد كأنه من اعماق سحيقة ماذا يريد هذا الصوت؟ لماذا يوقظني انا لا اريد ان يزعجني احد اريد البقاء هنا، لكن النداء يتكرر بلإلحاح شديد الايبدو الصوت مألوفا، لكن لمن؟ من جديد عاد الصوت الى تكرار الإسم، لكنه كان واضحا هذه المرة:
-كيسارا
هل. هل هذا اسمي؟، ربما فلا احد يستجيب لكن هل يجب فعلا ان ارد...
((-شداد لا فائدة انها لا تستجيب وانا لا استطيع كسر الحاجز الذي بينك وبينها.

هتف بها مالك الساعة وهو يقف خلف شداد فرد هذا الاخير: -حاول مجددا وبسرعة فلا ادري الى متى سأصمد دون ايذائها
نظر مالك الساعة الى ساعته مرة اخرى محاولا كسر الحاجز بلا جدوى في نفس الوقت الذي سمع كل منهما اوركل يقول وهو يضحك ضحكات ماجنة:
-اتظن ان بإمكانك هزيمتي؟ حسنا لا يمكنك فعلها دون ان تخطوا على جثة كيسارا للوصول الي.

لم يرد شداد بينما مالك الساعة يبذل ما بوسعه لتخطي الحاجز الذي صنعه اوركل وان بدا الأمر مستحيلا عليه ان يسرع فشداد لن يستطيع حمايته للأبد، :
-هيا يا كيسارا استجيبي لي
قالها وهو يستنفذ اخر ما لديه من قوة )).

شعرت بمن ينتزعني بقوة ويجبرني على فتح عيني وانا لا اريد، اريد ان ابقى هنا لكنه كان اقوى حين فتحت عيني كان اول ما وقع بصره على رجل يقف امامي ويمسك يده اليسرى محاولا وقف الدماء التي سالت منها بلا فائدة ومن خلفه رجل اخر يحاول فعل شيء ما لا ادري ما هو ثم بعدها بلحظات ادركت من هؤلاء وما الذي يحدث بالضبط فأمامي كان سيد شداد مصابا ومن خلفه يقف مالك الساعة وهو يستخدم الساعة كدرع لهما بدا عليهما اللإرهاق الشديد كانا يتحدثان لكني لم اسمع في البداية ثم بعد ذلك بدأ سمعي يعود لأسمع مالك الساعة يصيح قائلا:.

-شداد لن نستطيع الإستمرار لقد استنفذت كل ما لدي لكن الساعة لا تستطيع الوصول اليها فهي لا تستطيع الوصول الى ما هو ليس موجودا بالفعل
قال سيد شداد: -ماذا تعني؟
-اعني ان كيسارا لا وجود لها الأن
-لا لن توقف عند هذا لقد اقتربنا للغاية
هتف فيليب بعصبية: -نحن حتى لا يمكننا المتابعة هكذا ان لم تهاجم التنين بجدية فسنلحق بها
قال سيد شداد بصرامة: -لن افعل قد اقتلها
-شداد افق لا وجود لها بالفعل.

لا، لا انا موجودة انا اراكم، صرخت سيد شداد لكن احد لم يسمعني اخذت اهتف بلا فائدة، انا حيه، انا حيه لكن صوتي لم يخرج ثم فجأه اهتز ما حولي بقوة نظرت الى ما حدث لأرى فيليب وسيد شداد يقفان بصعوبة وقد تحطم الدرع الذي حولهما يا الهي ايعني ذلك اني من اهاجمهما؟ لكني لا افعل شيئا ربما التنين؟ هنا تذكرت ان هدف اوركل كان دمجي مع التنين فهل هذه هي النتيجة؟ لا. لا، لا يجب انا فعل شيئا يجب ان اوقف التنين لكن كيف.

((نظر شداد الى التنين عاجز على اتخاذ قرار بعينه هل بالفعل لم يعد لكيسارا وجود هل يجب ان يعترف بما يقوله فيليب وما تشعر به الساعه كاد يقتنع بشكوكه لولا ان رأي ملامح اوراكل الذي نظر إلى التنين عاقدا حاجبيه في دهشة وغضب وكان هذا كافيا ليعلم ما الذي يعنيه هذا فقال:
-فيليب حاول مرة اخرى
-لكن هذا مستحيل
-فقط افعلها، ))
-اتبعيني
الى اين؟
-الى حيث تريدين.

فجأه تغير كل ما حولي بدأت اشعر بيداي وقدماي واني على الأرض من جديد نظرت الى سيد شداد والى مالك الساعة الذي قال:
-كيسارا!

لكني لم اعره اهتماما ولا لسبب تعجبه كل ما كنت افكر فيه هو جراح سيد شداد واني السبب وما فعله اوراكل كنت غاضبة كما لم اكن من قبل عاجزة على السيطرة على هذا الغضب الى درجة اني تمنين لو اكلت لحم اوراكل حيا لو استطعت استدرت نحو اوراكل وفي ذهني شيء واحد وهو انه يجب ان يقتل وبكل غضب وبكل وحشية اتجهت نحوه كان ينظرلي في ذهول ثم قال:
-كيسارا؟ ما الذي حدث لك؟ لقد ظننت اني قتلت وجودك
قلت بعنف: -ظنك خاطئ.

وحين رأني اتجه نحوه بإصرار قال بسخرية: -اتحاولين قتلي بدون التنين؟
-انا لا احاول بل سأفعل
وفي لمح البصر كنت امامه دفعته بقوة وباستخدام المجال لكن ما حدث امامي كان غريبا فالدفعة كانت قوية، قوية جدا اكثر مما تصورت فقد تراجع حتى اصطدم بالحائط نظرت الى يداي بتعجب من اين هذه القوة؟ لست ادري ولا اهتم فقط ابتسمت بوحشة الى يداي ونظرت الى اوراكل وقلت:
-يبدو انه لن يتبقى منك الكثير حين انتهي.

حاول مهاجمتي لكن هجماته كانت واهية ضعيفة بالنسبة لي ظللت اقترب منه وهو يقول:
-لا لن ادعك تحطمي ما اعددت له لسنوات
اتبع مقولته بالستخدام النداء ضدي لكنه لم يعد يؤثر في او في التنين لسبب ما فقلت:
-لم يعد هناك فائدة لتلك الترنيمة القديمه ستنتهي على يدي يا اوراكل
اخذ يهاجمني دون ان اخدش حتى اصبحت على قيد سنتيمترات منه وقلت: -دورك انتهى الأن دوري انا.

اما عما حدث بعد ذلك فذكرياتي مشوشة ما اكره اني لم اتوقف عن مهاجمته بكل ما استطعت حتى صبح حولنا بحر من الدماء
((-شداد يحب ان نوقفها
-اعلم لكن هذه ليست كيسارا
-ليس الان ان قتلته ستكون مشكله كبيرة انت الوحيد القادر على ايقافها فأوقفها، ))
-كيسارا
ايقظ ذلك النداء حواسي فنظرت الى سيد شداد بوجه خالي من التعابير وفي يدي رقبة اوراكل اعتصرها فقال سيد شداد:
-توقفي لا تقتليه.

قلت بغضب: -ولم افعل انه يستحق الموت بعد ان احال حياتي جحيما
-قتلك له سيسبب الكثير من المشاكل فاتركيه
-اتظن انه لمجرد امرك لي سأتوقف؟
اقترب مني وهو يقول: -بل اظن انك ستتوقفين لأنك لا تريدين عصيان رغباتي اليس كذلك
نظرت اليه بحيرة فقال وقد اصبح جواري: -الم تنتظري مجيئي وها انا ذا قد جئت يمكنك التوقف الأن
بتردد قلت: -لكنه. لكنه يجب ان يموت
ابتسم وهو يمسك بيدي: -نعم وسيموت لكن ليس الأن.

لسبب ما بدأت اهدأ اخيرا واسقطت اوراكل من يدي في هذه اللحظة ادركت ما فعلت حين نظرت الى اوراكل لأرى وجهه مشوه وجسده مليئ بجروح وإصابات بشعة المنظر فشهقت في رعب مما رأيت أأنا من فعل هذا؟ يا الهي شهقت في رعب ووضعت يدي على فمي فوضع سيد شداد كتفه مغطيا عيني ومحتضنا اياي فهدأت قليلا ابتعدت ونظرت الى سيد شداد الذي قال:
-ارى انك قد اصبحت على ما يرام...

قطع كلامه فجأه وعقد حاجبيه واضعا يده على صدره فقلت بخوف: -سيد شداد؟!
ثم سمعت من يقول: -حان الوقت
نظرت الى صاحب الصوت لأجد مالك الساعة امامي.
((-انا اريد القلب
-القلب؟ اتمزح اهذا ما تريده لتحررها وتدخلنا الوكاردا؟
قالها شداد في استنكار فرد مالك الساعة: -ليس انا من يريد بالضبط انها الساعة هي من تطلب
-لكن القلب يعني بقائي على قيد الحياة
-ليس بالضبط ربما تنجو
-والأرجح لا ثم حتى لو نجوت فلن.

-تكتمل الدورة نعم انها ارادة الساعة
قال شداد بغضب: -وماذا عنك؟
ادار مالك الساعة عينه وقال على مضض: -انت تعلم انه لا اختيار لي فهل انت موافق؟
تنهد شداد واومأ برأسه ايجابا))
-فيليب ما الذي يحدث
قلتها بجزع فقال فيليب وهو يجثو جواري محيطا بجسد سيد شداد الفاقد للوعي:
-لقد عقد معي عقدا لإنقاذك وكان الثمن حياته او وعيه في احسن الحالات
-ماذا؟، لالا ارجوك لا ابطل العقد
-اسف لكن هذا مستحيل.

-ارجوك يا فيليب ارجوك سأفعل اي شيء فقط ابطل العقد
قال وهو يعتدل: -لقد اخبرتك سابقا لا يمكن ابطال ما حدث بالفعل
-ماذا عن عقد اخر
ضيق عينيه وقال: -ماذا تعنين؟
-اصنع عقدا معي لنلغي هذا العقد
-اتمزحين؟ عقود الساعة لا يمكن توقعها وقد تكون النتيجة اسوء
-لكنك تستطيع التحكم بها اليس كذلك؟
-ليس دائما.

قالها بضيق مما جعلني اتذكر مرة اخرى لكن بقوة النار الحطام الأجسدا المتفحمه و الصراخ والعويل، لا كيسارا افيقي يجب ان تركزي فيما انت فيه الأن ولنضع هذه الذكرى جانبا لكن فيليب قال:
-ماذا بك؟
قلت وانا انظر اليه: -لست ادري لكني حين اراك اتذكر ذكريات من طفولتي تمنيت لو انساها لكنها تعود بقوة حين اراك، هذا ليس مهم الأن ارجوك يا فيليب حاول
هنا قال ببطء: -اذن فقد بدأت تتذكرين
-ماذا؟

-لا شيء حسنا يا كيسارا سأقوم بعقد معك ولينص على عدم تحقيق عقد شداد
قلت غير مصدقة: -شكرا، شكرا، لكن ما المقابل؟
ابتسم بمكر وقال: -لا مقابل
-ماذا؟ كيف بدون مقابل؟
انحنى على بشدة ورفع ذقني اليه وقال: -فلتعتبريه اعتذارا
نظرت له بحيرة وعدم فهم ثم لاحظت مدى تقاربنا فأزحت يده وقلت: -ايا يكن فقد ابطل العقد
((فتح شداد عينه بصعوبة ونظر حوله ليرى وجه كيسارا الباكي وبجوارها مالك الساعة وهي تهتف بسعادة بالغة:.

-سيد شداد اخيرا
كانت تمسك يده بينما اعتدل هو ببطء ونظر الى فيليب بعدم فهم وقال: -ما الذي حدث بالضبط؟
رد فيليب: -لقد ابطلنا العقد
قال شداد بتعجب: -كيف؟ حسبتك لا...
وقبل ان يكمل اخذت كيسارا تبكي وهي تقول: -ليس هذا مهما، انت حي انا لا اصدق
وارتمت بين احضانه بينما شداد يحاول مواكبة ما يحدث حين شعر بجسدها يثقل عليه ثم يناح ليتهاوى ارضا لكنه كان اسرع فأمسكها بسرعة وحملها بين يديه فقال فيليب:.

-هل فقدت الوعي؟ لماذا؟
قال شداد وهو ينظر اليها مبتسما: -انها الإنفعال الزائد لقد باغتتها احدى نوباتها
لكنه لم يكن يعلم انها لم تكن مجرد نوبة وانها البداية لفتح ابواب اغلقت منذ عقود وانها انذار واعلان بإقتراب النهاية)).

فتحت عيناي وانا اعتدل بصعوبة اشعل ببطء وثقل في حركتي نظرت حولي لأجد العديد من الرجال الذين لم ارهم من قبل في حياتي لكن اغلبهم مصاب او جريح منهم من يبتسم لي واخرون بلا تعابير لسبب ما عرت بالخوف وحين تكلم احدهم قائلا:
-كيسارا هل انت بخير؟
قلت وانا اتراجع في الفراش: -من انت؟ ماذا تريد؟
نظر لي بتعجب وذهول ليس هو وحده بل كل من معه فقال: -من انا؟ ماذا تعنين؟ انا شاهين!

نظرت له بحيره وقلت: -هل. هل من المفترض ان اعرفك؟
هنا قال اخر بجدية: -انت لا تمزحين الا تعلمين من هو فعلا؟
حركت رأسي يمينا ويسارا فأخذ احدهم يتصل بشخص ما بينما قال شخص كل ما فيه اسود:
-هل تعرفين من نحن؟
قلت ببراءة: -لا
في هذه اللحظة فُتح باب الغرفة وظهر شخص ما وقال بمجرد ان دخل: -ما الذي تعنيه يا هيثم بهذا الإتصال؟
لكني حين رأيته قلت ببتسامة واسعة: -سيد شداد.

كنت سعيدة جدا بتواجده على الأقل هذا يؤكد وجودي في القلعة واكملت: -من هؤلاء؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة