قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني

حين فتحت عيناي كنت في نفس الغرفة الواقع كانت غرفتي ايضا في ذلك الوقت لذلك كان من السهل معرفة اني في القلعة اعتدلت وانا اشعر بدوار, شيء طبيعي بعد ان استخدم سيد شداد قوته عليّ , نظرت حولي لأجد ذلك المدعو هيثم يجلس على كرسي بجوار الباب فقلت بدهشة:
-لا تقل لي انك هنا للمراقبة.
-لقد استيقظت، لما قد اكون هنا اذن؟ لا يوجد سبب اخر
قلت بغيظ: -الم يكن من الممكن ان يكون ذلك خارج الغرفة لا داخلها.

ابتسم وهو يقول: -انها اوامر سيد شداد فمن خلال دراستي لملفك علمت انه يمكنك الاختفاء وهذه مشكلة اذا تركناك هنا وحدك
عقدت حاجباي وانا اقول: -يمكنني استخدام قوتي الان ايضا هذا لا يشكل فرقا
-بل على العكس لا يمكنك فعل اي شيئ بقوتك ما دمت هنا فأنا اسرع منك واقوى بمراحل سيكون من الصعب بل من المستحيل بالنسبة لك تخطيني.

اشعر اني قد اُهنت للتوا عموما لست من الناس الذين يردون الاهانات جيدا لذلك اعتقد ان الصمت افضل، لكني بعد هينة قلت:
-ماذا الان؟..
رد علىّ ببرود: -هذا ما سيحدده سيد شداد عندما يعود
-يعود من ماذا؟
-لا شأن لك بهذا
-اذن اريد مقابلة زملائي
تنهد ثم قال بملل: -سأجعل هذا واضحا انت ليس مسموحا لك بالذهاب الى اي مكان مطلقا انها الاوامر
قلت بغضب: -ايا كانت هذه الاوامر ستنفذها؟ كل ما اريده ان اطمئن عليهم لا غير.

-اجل سأنفذ اي امر، ثم لما لا تكفين عن الكلام قليلا
وصمت ولم يتكلم مطلقا لمدة نصف ساعة ,وضع يده على اذنه ثم قال: -نعم انا معك، حسنا، في نفس الحجرة؟، اذن فليأت احد لأخذهم
ثم وجدته ينظر لي ويقول: -هيا ,اظن انك ستقابلين رفقائك
قادني خارج الحجرة الى غرفة اعرفها جيدا انها احدى غرف المراقبة ,دخلنا الغرفة فوجدت فيها سيد شداد وكذلك الشاب معه وايضا. زملائي قلت وانا ابتسم بفرح انهم احياء:
-انتم بخير حمدا لله.

رد عليّ دانيال احد افراد الفرقة: -نحن بخير لم نتصور انهم سيبقون علينا احياء , وماذا عنك؟
بينما قال ويلر بحده: -ماذا يحدث هنا بالضبط؟
نظرت الى سيد شداد فأشار إلى بمعنى اشرحي فشرعت اخبرهم بما قاله لي وبعرضة وبأني. وبأني قبلت ذلك العرض وحين انتهيت قال ويلر بغضب:
-هل وافقتي على ذلك انت تمزحين لن نخبر اسرارنا لأحد
قلت بتلعثم: -لكن. كنتم ستقتلون و.

قال بشك: -وماذا عنك لما لم يجلبك معنا بل لما سألك انت اساسا مع ان رئيس الفرقة والوحيد الذي يعرف الشبكة كاملة هو دانيال؟ هذا يذكرني لقد كنت في الجيش من قبل
اجبت بحده: -ماذا تقصد؟ هل تريد القول اني تواطئت مع...
هنا قال دانيال بحزم: -يكفي كلاكما...
ثم نظر إلى سيد شداد وقال: -نحن نقبل العرض بكل سرور.

كان ويلر غاضبا وكذلك باقي افراد الفريق لكن ما لا يعلموه ان سيد شداد لو اراد اي معلومات لحاز عليها عندما يريد، مما يدفعني للتساؤل ما الهدف من كل هذا؟، ان كان هناك ما يريده فليأخذه ببساطة، سمعت سيد شداد يقول:
-اذن لن نضيع الوقت سأجهز الحملات واريدك ان تكونوا مستعدين
ثم اكمل بصوت كالثلج: -ولتعلموا ان خطأ واحدا سيكلفكم حياتكم
ثم نظر الى الشاب وقال: -شاهين انقلهم الى المركبات الان.

تكلم الشاب لأول مرة منذ رأيته: -حاضر سيدي
اذن هو يدعى شاهين , قام شاهين بأمر بعض الحراس بنقلنا، لكن هل قلت بنقلنا؟ يبدوا ان الامر مختلف لقد نقلوا افراد المقاومة فيما عداي وكذلك دانيال، قلت بدهشة:
-ماذا عنا؟
رد سيد شداد: -انت ستبقين معي في نفس المركبة لابد ان تظلي تحت ناظري اما هو فالوحيد الذي يعرف الشبكة كاملة.

نظرت اليه وانا لا ادري متى ستهدأ دقات قلبي, ما ارجوه الا يظهر هذا جليا على جهي، لماذا؟ لماذا بعد هذه السنين اقابله هكذا؟، لماذا انا عدوته الان؟، لا. لا اريد ان اعاديه اريد ان اكون بجواره بكل جوارحي، لكن ومع كل ما اشعر به لا استطيع...

نحن الان في طريقنا الى قلب الشبكة وانا متأكدة ان سيد شداد سينسفها نسفا بما فيها من بشر، كنت لازلت شاردة في افكاري ثم حين عدت الى الواقع وجدته امامي، امامي مباشرة فارتبكت واشحت بوجهي وانا اقول:
-م. ماذا؟
نظر لي ببرود ثم قال: -انت تسُدين الباب
هنا تذكرت اني مستندة على الباب فرجعت الى الخلف وقلت انا اشعر بالخجل:
-اه. أسف.
صمت ماذا كنت على وشك ان اقول، انا لا اعمل لديه الان عليّ ان اتماسك.

>>هل ستظلين واقفة للأبد<<
انتبهت اليه وقلت محاولة الحفاظ على هدوئي: -لم اقصد سد الطريق
ثم استدرت راحلة لكن سيد شداد قال ببرود: -كنت تفكرين فيّ اليس كذلك؟
نظرت اليه بدهشة فأكمل بنفس البرود: -من السهل معرفة ما تفكرين فيه
وقبل ان اجيب كان قد تركني ورحل...
-،!
كنت لازلت واقفة في مكاني دون حراك حين مر عليّ دانيال ,وقف بجواري وقال بهدوء:
-ماذا كان يريد؟

نظرت الى دانيال ,اذن فقد رأني وانا اتحدث مع سيد شداد قلت: -لا شيء
والتفت بعيدا عنه لأرحل إلا انه امسك يدي واوقفني امامه وقال بجدية:
-انت لا تعجبينني منذ ان رأيت شداد وانت تتصرفين بغرابة ثم لما تناديه دائما بلقب سيد انت لا تدينين له بالولاء الان فلما؟

كيف يمكن ان اخبره بالحقيقة وانني وان لم اكن في جانب سيد شداد الا ان قلبي لا يزال ينبض له، لكنه محق، عليّ ان اتخلص من هذه المشاعر في اقرب وقت رفعت بصري الى دانيال لأجده يمد يده نحوي ويعبث بشعري فرددت بتوتر:
-انها. انها العادة لا تقلق سأتخلص منها قريبا
قلتها وانا ابعد يده عني بحزم، نظر لي بشك و، لا تعجبني نظراته على الاطلاق، تنهد وقال:
-حسنا اذن، لكني لا اريد اي مشاكل من اي نوع افهمتي؟

وقبل ان اجيب تركني ورحل، لماذا لا يترك لي احد فرصة للرد، لكن عليّ ان احذر من الان فصاعدا الكل يشكك في ولائي للمقاومة ولا يمكن ان ألومهم على هذا، اتجهت الى غرفتي في المركبة لكي استريح فغدا سيبدأ الهجوم على الشبكة ولابد ان اكون بكامل قوتي...

شعور غريب يتملكني. ذلك الالم الذي يسري في جسدي، كأن كمية هائلة من الطاقة تتدفق في كل اركاني، ورغم كل هذا اشعر بالدفء، ماذا يحدث؟ لا استطيع فتح عيني لأرى انا فقط اشعر بهذا، ان جسدي يهتز بقوة ,اشعر ان الكون كله يهتز و...

فتحت عيني فجأه لأرى كل شيء حولي يهتز الغرفة بما فيها وصوت جلبة وصياح هذا ليس حلما هببت من فوق الفراش فقط لأسقط ارضا لماذا اشعر بكل هذا الضعف ماذا حدث لي؟ قمت بصعوبه وانا اتصبب عرقا، لابد ان افهم ما يحدث هنا خرجت من الغرفة لأجد امامي العشرات من الجنود يركضون في كل اتجاه كأن الدنيا قامت ولم تقعد، اوقفت احدهم بصعوبة لأسأله:
-ماذا يحدث؟
قال بسرعة: -نحن نتعرض لهجوم.

وانطلق الى حال سبيله، اذا كان هذا هجوما بالفعل فكيف حدث؟ كيف علم الطرف الاخر بوجودنا. مالم، كيسارا عودي الى الواقع لابد اولا ان تذهبي الى غرفة القيادة الى حيث يقبع هو...
فتحت الباب ودخلت مسرعة لأجد كلا من سيد شداد ومساعدية وكذلك دانيال وجميع افراد المقاومة فقلت:
-اه، الكل هنا
فأجاب ويلر: -كنا قد بدأنا نتسائل متى ستستيقظين؟
قلت بغيظ: -هلا كففت عن هذا.

اكره هذا دائما ما انفعل سريعا عليّ ان اتحكم بمشاعري لازلت اعاني من تلك الحالة النفسية، قلت:
-ماذا يحدث هنا بالضبط؟
جاءني الرد من سيد شداد: -لقد دخلنا حقل الغام
قلت بدهشة: -ماذا؟، لكن هذا مستحيل نحن لم تكن لدينا الامكانيات لصنع حقل حول قلب الشبكة
قال المدعوا شاهين بهدوء: -هذا يجعلكم جميعا في موقف حرج فنحن لن نرحمكم ان كنتم قد اقتدونا الى فخ.

قال ويلر بطريقة فجة: -وماذا ستفعلون وقد دمر نصف الاسطول؟، لم اتصور انكم بهذا الضعف
نظرت الى ويلر، ذلك المتخلف سيؤدي الى هلاكنا جميعا، ثم نظرت برعب الى شاهين متوقعة ان ينفعل لكنه ابتسم بمكر يشوبه بعض السخرية:
-ماذا تظننا ايها الاحمق وفينا سيد شداد، نحن...
ونظر الى هيثم ثم اتبع: -افراد الفرقة الخاصة، اقوى افراد الجيش على الاطلاق، ام انك تريد التجربة.

قالها بجزل ثم فجأه ترقصت جميع الظلال في الحجرة وابتسامة شاهين تتسع في نفس الوقت الذي سمعت ويلر يصرخ، يبدوا كأنه يختنق ان لم يكن يختنق بالفعل ونظرت الى ظله لأجد هناك من يقوم بخنق الظل نفسه، اذن فشاهين يتحكم بالظلال. هو يبدوا مستمتعا بما يفعله بحق حين...
-توقف الان يا شاهين
كانت هذه من سيد شداد فتوقف كل شيء مرة واحدة وسقط ويلر على الارض وهو يسعل بينما اكمل سيد شداد:.

-الان هل هناك من يريد ان يبدي اعتراضا
فصمت الجميع كان البعض يرتجف فتابع سيد شداد: -ظننت هذا ايضا، اذن لنعد الى موضوعنا الاساسي اريد ان نعرف اين نحن بالضبط من الشبكة واين يمكن ان تتواجد الالغام لابد ان نحافظ على ما بقي من الاسطول و...

لم يكملها فقد شعرنا فجأه بأن جسم ارتطم بالمركبة ارتطاما قويا وحدث الانفجار، لم اسمع اي شيء بعدها انظر حولي الكل يركض في كل مكان لكني اجد صعوبة في الحركة، هناك من يكلمني لكني لا اسمعه، ألسنة الهب تتعالى جزء كبير من المركبة قد دمر ثم شعرت بإتطام اخر اقوى من الاول و، لاشيء.

حين افقت ووقفت على قدمي التفت حولي وعلى الارض وجدت دانيال الذي كان يفيق بينما امامي يقف سيد شداد ومساعديه وقبل ان انطق بحرف قال هيثم محدثا سيد شداد:
-لقد فصولنا عن باقي الاسطول كما توقعت يا سيدي
-هل تعني ان باقي الاسطول لم يهاجم؟
-اجل
-اذن فقد ركزوا جهودهم علينا، على مركبة واحدة تبدوا مثل باقي الاسطول فكيف...
قطع كلامه ثم نظر لنا وقال: -ان هذا لم يكن ليحدث الا اذا كان هناك خائن
قلت بحذر: -ماذا تعني؟

-اعني انه من المستحيل ان يعرف احد في اي مركبة نحن ويفصلنا عن باقي المراكب الا اذا ساعده شخص من الداخل اي ان هناك خائن
قالها بلهجة تجمد الدم في العروق.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة