قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والخمسون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والخمسون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والخمسون

توقفنا امام ما يشبه المقبرة في منطقة مهجورة بالكامل بل هي اقرب الى صحراء فهو موقع اثري في الأساس كنا في انتظار جراد فقد كان ينهي على الحراس فهو وكمال على معرفة جيدة بأماكنهم وكان معنا جبرائيل فهو على معرفة جيدة بالمكان وقد اثبت ذلك خلال طريقنا الى هنا فقط لو افهم حرفا مما يقول او حتى لم خائف طوال الوقت حتى عندما لا يكون جراد متواجد فهو يخاف جراد بشدة وله كل الحق، عاد جراد ملطخا بالدماء فشهق جبرائيل بينما سأل سيد شداد ونحن موشكون على الدخول:.

-اقتلتهم؟
-لا، لست متأكدا
نظر شاهين له في حنق فالأوامر ان لا يقتل لكن سيد شداد لم يعلق بل قال لسفريا متجاهلا الأمر:
-اريد ان ننتهي سريعا فلن يمر وقت طويل قبل ان يعرف الرودوسين اننا هنا.

لم ترد بل تقدمت نحو المقبرة وامامها جبرائيل يقول شيئا لم افهمه وخلفهما سيد شداد ثم كمال يساند شاهين على الحركة فهو لم يتعافى بعد واخر الموكب انا وجراد بمجرد دخولي شعرت بأن شيئا ليس على ما يرام بعيني لكني تجاهلته متقدمة فإما ان يتضح كل شيء عما قريب او لا شيء على الإطلاق سألني جراد ونحن نتحرك:
-لا تبدين بخير؟
-ليس بالضبط لنقل اني اشعر بعدم لراحة.

قال في حماس: -لقد سمعت انك حساسة جدا لقوانا هل هذا يشابه قوى هيثم؟
-لا، هيثم يستطيع تحديد طبيعة القوى المحيطة به كما يشعر بتحركاتها وتحديد مكانها بدقة عالية اما انا، لنقل اني اشعر بأشخاص معينين وليس اية طفرة ثم انا لا استطيع تحديد اي شيء عنهم انا فقط اشعر بهم ليس بقواهم بل بهم انفسهم او هذا ما اظن على الأقل هكذا استطعت معرفة انك انت من نريد
قال بحنق: -لا تذكريني
-انت الذي سألت!

-اذن هل هذا ما تشعرين به الأن؟
-لا هذا مختلف جدا ثم ما يحدث لي بسبب تلك اللعنة وليس له علاقة بقواي على الإطلاق
قبل ان يجيب سمعنا سفريا تقول: -لقد اقتربنا
وعندها شعرت بعيني اليسرى تلتهب وبالسواد يتحول الى رؤى فتوقفت عن الحركة وسمعت جراد يقول:
-كيسار؟!، سيد شداد.

انه ذلك الضريح من جديد، المذبح، لا! ليس مجددا ارجوك، شعرت بإرادتي تسلب وبجسدي يتحرك من تلقاء نفسه هناك ما يجذبني لأسلك هذا الطريق فسرت فيه غير واعية ما يحدث حولي حتى وصلت الى حائط فقالت سفريا:
-كيف؟ انا متأكدة ان منحدرا كان هنا لقد وقعت فيه بنفسي.

ثم تابعت شيئا بالرودوسية لجبرائيل الذي هز رأسه بعنف وهو يرتجف لكن جسدي لم يتوقف اذ بيدي تتحرك على الحائط ثم اُنيرت المقبرة بأكملها والمصدر هو عيني وعادت لي السيطرة على جسدي من جديد فحاولت تحريك يدي لكنها ابت ان تتحرك كأنها التصقت بالحائط بينما الضوء يزداد قوة وقبل ان اتحدث اهتزت المقبرة كلها وبدأ الجدار ينزاح ببطء وحين انزاح تماما وهدأت الأجواء نظرت خلفي لأرى النظرات المذهوله لكن جبرائيل قاطعها صارخا ثم قال شيئا واسرع يركض خارجا وسفريا تقول:.

-ليس مجددا
قلت بتعجب: -ماذا حدث؟
فر على هيثم: -بل ماذا حدث لك انت؟
-ماذا تعني؟
فقال كمال: -ان عينيك اليسرى خضراء تماما
وقبل ان اتمكن من الإجابة رأيت تعبيرهم يتحول الى الدهشة والرعب معا وهم ينظرون لي فنظرت خلفي لأرى، لأرى. رددت بعينين متسعتين وانا اتراجع:
-لا. لا. هذا المكان، الضريح. المذبح. يا الهي يا الهي.

هذا المكان يشعرني بالفزع بل بالرعب لكننا لم نكن وحدنا وقف على المذبح قط اسود ضخم الحجم ذو عينين خضرواين، هاتين العينين! شهقت وتراجعت حتى اصطدمت بسيد شداد الذي امسك كلتا يداي وهمس:
-اهدأي انا هنا
اكاد اقسم ان القط نظر لي وابتسم فقال سيد شداد: -اذن فهذا القط هو القلب؟

فقفز القط ارضا فجأة ثم بدأ يتغير شكله وتضحم حجمه انه. انه يتحول! لأرى امامي وحش اقرب الى النمر او الفهد لكن حجمه اضخم فصرخت سفريا اما انا الجمتني المفاجأة وربما الخوف وقال هيثم:
-يا الهي
وقال كمال: -حسنا هذا اضخم مما تخيلت
قال ذلك الشيء بصوت جهوري: -اخرجوا
ثم رفع يده نحونا فخرجت منها هالات خضراء حاولت تفاديها لكنه احاطت بنا جميعا واعتصرتنا حتى شعرت اني اختنق فقال جراد:
-لا يمكنني التخلص من هذه الهلات.

فقال هيثم بصوت مختنق: -كيف توجد قوى كهذه. في رودوس؟
بينما قال سيد شداد: -هناك شيء يحدث لأجسامنا
بالفعل فحين امعنت النظر اليهم اذ الهلات المحيطة بكل منهم مختلفة فمن شاهين بنفسجية اللون وحوله اشباح سوداء تتحرك وتتمايل بمجون، اهذه ظلال! وقد انطبق هذا عليهم جميعا، سمعت جراد يهتف:
-اهذا التنين؟!

نظرت حولي فرأيت حالات ضبابية بيضاء لم احتج الى كثير من الذكاء لأعرف ان التنين يحيطني نظرت الى سفريا بقلق لكن لم يكن حولها اي نوع من الهالات ويبدو انها فقدت وعيها من الصدمة فحولت بصري الى سيد شداد فرأيت حوله هالة سوداء لكنها تتغير الى الأحمر ثم تعود الى الأسود لكن الأعجب هو ما تكون حوله مسخ بشع المظهر بهيئة غير محددة تتغير باستمرار كأنها صورة مشوهة تتغير باستمرار ارتجف جسدي للمنظر ما هذا؟ فجأه تراخت الهالات حولي فسقط ارضا وكذلك حدث مع سيد شداد لكن الباقين ظلوا معلقين في الهواء وبهدوء تحرك نحونا ذلك الوحش لكن مع كل خطوة يأخذها تتغير هيئته مجددا حتى وقف امامي شاب اسمر البشرة ذو عينين خضراوين وشعر اسود يصل الى كتفه ثم جثى على ركبته امامنا قائلا:.

-عذرا اخوتي لم الحظ وجودكم
عقدت حاجباي في استغراب الى ذلك ال. الشاب الذي اعتدل وهو يقول: -فقد مر وقت طويل منذ اخر لقاء لنا حتى اني لم اكد اعرفكما في هيئاتكما الجديدة، مرحبا ايها الموت، مرحبا ايها الروزين
عقدت حاجباي في استنكار الموت؟ هل يقصد سيد شداد؟ اهذا اسم القلب الذي يحمله سيد شداد؟ قلت بتعجب:
-الموت؟
ابتسم الشاب بسخرية: -الم تلاحظي.

قلت بتردد وانا لازلت لا اصدق اني اتحدث الى القلب: -ال. جي سوريتيه؟
اتسعت ابتسامته وقال مؤكدا: -نعم
فقال سيد شداد بظفر: -هكذا يبقى واحد
رد القلب بوجه غاضب: -الهذا جئت؟ وقد جلبت معك بشرا لا يحق لهم دخول هذه الأرض
عندها تذكرت انهم لايزالون معلقين في الهواء ويصارعون لأجل الهواء فهتفت:
-حررهم الأن قد يموتون على هذه الحال
نظر لي بتلك العينين المخفيتين: -وان لم افعل؟
اندفعت في غضب: -سأقاتلك على هذا...

لكن سيد شداد استوقفني وقال: -ايها الجي سوريتيه انا اجمع القلوب ولهذا جئنا
-انا اعلم ولكن لماذا؟
-الكل يريدها لأجل القوة والكل يسعى خلفها وانا لن ادع احدا يشكل خطرا على دولتي انما اجمعكم لحماية ابيس
ضحك القلب بسخرية: -يبدو غرضا شريفا لكن ما هي الا غلاف، انت تجمعنا لأجل القوة فقط كما حدث في الماضي لن ادع التاريخ يكرر نفسه.

قال سيد شداد ببرود: -انا لا انفي ذلك لكنه لن يمنعني من جمعها فإن لم احصل عليها فغيري سيفعل فماذا استفدت انا؟ فإن لم ننجح اليوم فستقع في ايدي الرودوسيين
لم يرد الجي سوريتيه وظل الإثنين يحدقان لبعضهما لفترة ثم تقدم الجي سوريتيه وقد حول نظره لي حتى اصبح امامي فتراجعت فقال:
-لا تخافي
ثم مد يده الى وجهي حتى تلامسا واغمض عينيه وهمس: -الروزين القلب الأثمن. لماذا اتخذت هذه الهيئة الضعيفة الخائفة.

لقد كان محقا فأنا خائفة من تلك العينين لدرجة جعلتني لا استطيع التحرك بينما اكمل هو:
-ام انك ضعفت؟
ثم رفع بيده الأخرى خصلات شعري عن عيني وهو يقول: -حتى تأثرت بلعنتي، فهل توافق على هذا؟
ايقصد ما قاله سيد شداد؟ هل ينتظر مني ردا؟ وقبل ان اتخذ قرار شعرت بألم في عيني اليسرى ثم اختفى كل ما حولي لأرى نفسي محمولة الى المذبح مجددا وانا اصرخ واقاوم فارتعد جسدي وانا اعلم ما القادم وصرخت بألم:.

-لا لا لاااااا، ليس مجددا، لا
لكن ما من مجيب ما من منقذ فقد انا اقاوم لكن دون جدوى وهم يضعونني على المذبح فبكيت بقوة وانا اهتف:
-لينقذني احد، ليساعدني احد، ارجوكم
ثم ملئ اليأس كياني وانا انظر لمن حولي وكأنهم شياطين بل واقسى واظلم حينها سمعت من يقول بهدوء:
-اترين هذا؟ اترين ما يفعله البشر؟ اترين ما توافقينه؟

استطعت تمييز صوت القلب فأجهشت بالبكاء: -ارجوك اخرجني من هنا، لا اريد رؤية المزيد، لا اريد ان اشعر بالمزيد، ارجوك
-بل احيي لتعلمي ما توشكين على تحقيقه برضاك عن الموت
فجأة جذب احدهم شعري بقوة فصرخت لكني توقفت عن المقاومة لم اعد استطيع لم اعد اريد فقط اريد ان ينتهي كل هذا، هل هذه هي النهاية؟ ماذا فعلت انا لأستحق هذا؟ ماذا فعلت؟ قلت وسط دموعي:
-لماذا؟ لماذا لا يساعدني احد؟

ثم شعرت بذلك الخنجر على عنقي وبأحد الملثمين حولي يقول: -الأن نطهرك من اللعنة
فاتسعت عيني وانا اصرخ: -لاااااااااااااااااااااااااااااااا
لكن هذا لم يمنع النصل من ان ينغرز في عنقي ممزقا اللحم لتتحول الرؤية الى اللون الأحمر قبل ان تعود مجددا الى المقبرة وانا اسقط ارضا صارخة:
-لااااااااااااااااااااااااااا، لا لا
وضعت يدي على وجهي وانا جاثية على الأرض ابكي بعنف والجي سوريته يبتعد عني ببطء ثم قال:.

-هكذا هم وهكذا سيظلون والموت اقل ما يستحقون
اُتبعت مقولته بصرخات وتأوهات فرفعت رأسي بحركة حادة الى سفريا وكمال وهيثم وشاهين وجراد ثم هتفت برعب:
-لا ارجوك لا اتركهم. لا تؤذهم
فتوقفت الصرخات لكنه لم يتركهم صاح: -ما الذي ترينه فيهم؟ ما قد يكون في تلك الحيوات التافهه القصيرة
همست: -لقد انقذوني من قبل
ثم صحت: -كل واحدا منهم انقذني من قبل، ساعدني من قبل وسأفعل المستحيل حتى انقذهم.

نظر لي لفترة ثم قال بستحقار: -هؤلاء؟ انهم لا يتورعون عن قتل بعضهم البعض لأجل الحياة او ما اقل وضاعة
اعتدلت وانا احاول التوقف عن البكاء: -اكان انت؟
سألته وانا خائفة من الإجابة لكن الجسد الذي احتواني في الرؤى كان لهذا الشاب بغضب مرير اجاب:
-بل الحامل الأخير لي.
-يا الهي لقد كان بشريا
ضحك ضحكة صفراء: -ماذا تظنين بهؤلاء؟
ذبحوا بشريا لكن لماذا؟، : -لماذا؟
نظر لي بتساؤل فأوضحت: -لماذا فعلوا هذا؟

-لأجل الحصول على بالتأكيد ولظن البعض انها لعنه يمكن التخلص منها عن طريق القتل
قلت وانا اشعر بالحزن يعتريني: -ليسوا جميعا هكذا
توهجت عينيه وقال بتوحش: -بل هم كذلك
فتأوهت بشدة وانا اضع يدي على عيني اليسرى فقد الامتني هنا تدخل سيد شداد:
-اظن اني قد شاهدت ما يكفي، انت لا تنوي مواجهتنا جميعا هنا
فانقض عليه القلب وهو يقول بغضب: -انت! كله بسببك انت، انت الذي بدأ هذا كله.

لكن سيد شداد لم يتزحزح انشا بل تابع: -اطلق سراحهم ايها الجي سوريتيه انهم الفرسان
اتسعت عين القلب وابتعد عن سيد شداد ونظر الى المعلقين في الهواء لكنه لم يطلق سراحم ثم قال:
-انت تمزح؟ اجمعتهم؟
ثم ضحك ضحكة غريبة: -لا يمكن ان تكون قد فعلتها وحدك لقد ساعدك الروزين
ثم نظر لي فتراجعت وانا لازلت واضعة يدي على عيني فقال: -اتؤلمك؟ بالطبع تؤلمك
ثم تحرك ثغره لبتسامة خبيثة: -اتريدين الخلاص؟

كدت اومأ برأسي لكن سيد شداد قال: -ماذا تريد؟
اتسعت ابتسامته ونظر لي وقال: -السؤال كان لها فلنرى كيف ستجيب؟
لن اقوم بتنزيل المزيد حتى العيد ان شاء الله فقد اوشك رمضان على الإنتهاء وكل عام وانتم بخير ^^.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة