قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والخمسون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والخمسون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والخمسون

-اجل اريد
نظر لي الجميع باستنكار فلم احاول معرفة رد فعل سيد شداد وقال القلب:
-هذا ما ظننت ويمكنني ان اخلصك منها
اخذت نفسا عميقا وقلت: -وماذا تريد في مقابل هذا؟
-سنلعب لعبة بسيطة محورها هو الموت
قالها مشيرا الى سيد شداد ثم تابع: -سيكون هو هدفي وستحميه انت بدون اي تدخل منه ان فشلت افوز انا
عقدت حاجباي وانا لا افهم ما الهدف من هذه اللعبة بالنسبة له فقلت: -وبماذا تستفيد انت؟

ابتسم بتوحش وقال: -ان اُمنح الفرصة لقتله دون تدخل منه
-ماذا؟! تريد ان تقتله؟
فرد بحدة: -ومن لا يريد هذا الحامل يريد تكرار الدورة من جديد
استوقفتنا ضحكات سيد شداد التي بمجرد ان توقفت قال: -اذن هذا هو هدفك من البداية قتلي انا دون ان اقاوم لإننا ان تبارزنا وجه لوجه لن تستطيع فأنا الأقوى
رد الجي سوريتيه بكل كراهية: -على الأقل يمكنني قتل الحامل وإن كنت لا استطيع المساس بالقلب.

ثم وجه بصره نحوي وقال: -اذن ماذا ستفعلين؟
هذا صعب جدا ربما لن استطيع حماية سيد شداد ماذا ان قتل فعلا؟ هذه مخاطرة من الأفضل الا اخوضوها اليس كذلك؟ ثم كيف اقاتله دون قواي؟، نظرت الى سيد شداد الذي اومأ برأسه فقلت وقد عزمت امري:
-انا اوافق لكن ليس على عيني
عقد حاجبيه وقال: -ماذا تريدين اذن؟
-القلب مقابل القلب انا اريدك انت
واستدرت مشيرة الى اصدقائي واكملت: -وهم.

ابتسم الجي سوريتيه وقال: -الهذه الدرجة يتملكك لكني اوافق
ثم تقدم نحوي مرة اخرى فتراجعت لكنه استوقفني قائلا: -لا تقلقي لن اؤذيك
ثم وضع يده على جبهتي فأحسست بقواي حول جسدي تعود إلى وإتصالي بالتنين داخلي يعود وبقوة ثم ابتعد عني بضعة مترات وقال:
-لنبدأ.

بمجرد ان انتهى من اخر حرف فيها انطلقت العديد من السلاسل الحديدية نحو سيد شداد فبسرعة وقفت امامه مكونة المجال حولنا ليحدث التصادم بكل قوة حتى لأني خشيت ان افقد السيطرة على المجال هذا الهجوم قوي جدا وهذه هي البداية فقط يجب ان اتحرك من موقعي هذا يجب ان اوقف الجي سوريتيه تماما فكان اول ما فعلته ان اختفيت وخرجت من المجال تاركة سيد شداد داخله بنما حاولت الأقتراب من القلب في هيئتي هذه حينها سمعته يقول:.

-ليس بهذه البساطة لازلت تحملين لعنتي ولايزال بإمكاني الشعور بك
اتسعت عيني هذا صحيح اذن كيف اختفي كيف اصل له دون ان اشعر وقبل ان انتهي من التفكير في حل شعرت بجالى حول سيد شداد يهاجم بقوة في نفس اللحظة التي شعرت بالهواء تحرك حولي فحركت رأسي متفادية احدى السلاسل التي توجهت نحو عنقي وضعت يدي على عنقي وقد شعرت اني كنت على وشك الموت يجب ان اركز يا كيسارا في نفس الوقت الذي سمعت صوت سيد شداد يقول:.

-اهدأي وركزي.

لم افهم ما يعنيه فنظرت اليه لأجد المجال يتلاشى فأسرعت بتكوينه من جديد المشكلة اني لا ادري ماذا افعل؟ وهو يشعر بكل تحركاتي؟، تحركاتي انا يا كيسارا لكن الهدف هو سيد شداد اذن ان ابعدت سيد شداد عن ناظريه لن يكون امامه غيري انا اعتقد ان هذا يكفي للأن فكونت مجال مغناطيسي حولي محاولة تجنب سلاسل القلب ثم اخذت نفسا عميقا فسأقوم بعملين في وقت واحد وهذا يحتاج الى تركيز شديد حيث حصنت المجال حول سيد شداد وفجرت الذي حولي ليكون عاصفة من الغبار حولنا في هذا المكان الصغير وخلال هذا التشويش غيرت مكان سيد شداد حين سمعت القلب يقول:.

-لعبة الإختباء ها؟
فتبعت الصوت حتى اصبحت في مواجهته ثم رفعت يدي نحوه محولة مجالي الى طاقة كهرومغناطيسية وهاجمته بها لكنه التقطها وكأنها لم تكن شيئا وهو يقول:
-اهذا افضل ما عندك؟
فكررت ما فعلت مرة ثم اخرى دون فائدة حتى شعرت بالتعب فابتسم وقال: -دوري.

فاندفعت مئات من السكاكين نحوي وانا احاول تفاديها لكنها كانت في كل مكان فاحتك بعضها بي ومنها ما اصابني فعلا لكنها جروح بسيطة. تراجعت للخلف وانا الهث فقال القلب:
-انت حتى لم تصمدي كثيرا
هو محق انا بالفعل منهكة جدا حتى قبل بدأ هذا التحدي لكن لا يمكنني ان اخسر ان حياة سيد شداد تعتمد على فكرت في التنين لكن ان استدعيته سينهار المكان كله فوق رؤسنا ليس امامي سوى قواي العادية رفعت يدي نحوه مجددا وانا اهتف:.

-انا لم انتهي بعد
وبكل قوتي دفعت بموجة نحوة واصابت هدفها وقد كان التصادم عنيفا واصبحت الرؤية مستحيلة بسبب الغبار والدخان فتوقفت محاولة معرفة النتيجة حين شعرت بتلك اليد تلتف حولي ومن يهمس بجوار اذني:
-اقتربت جدا.

شهقت عندما القى بجسدي بقوة حتى اصطدم بالحائط فصرخت وقبل ان اسقط ارضا التفت حول اطرافي سلاسل معدنية تكاد تعتصر اطرافي فتأوهت من الألم فضحك الجي سوريتيه فلاحظت انه بجواري تماما حاولت المقاومة لكن دون جدوى وقاطعني قائلا:
-اظن ان اللعب قد انتهى.

فنظرت الى حيث ينظر لأجد ان المجال المحيط بسيد شداد قد امتلأ بالفجوات وقد تسلل داخله دخان اخضر وقد بدأ يلتف حول جسد سيد شداد فحاولت التركيز على المجال فقاطعني القلب قائلا:
-وكأني سأترككي تفعلينها.

التفت سلسلة اخرى حول عنقي تعتصره فشهقت محاولة التنفس وتعالت شهقاتي وبالكاد استطعت فتح عيني وامامها كان سيد شداد يواجه نفس المصير لقد التف الدخان حول عنقه وقد بدا على وجه المعاناة للتنفس فقلت بصوت متحشرج لا يكاد يُسمع:
-ل. لا.

لا يمكنني فعل اي شيء على الإطلاق وقد امتلأ المنظر امامي بالبقع السوداء وها هو سيدي يموت امام عيني واصدقائي مصيرهم شبه مرتبط بفوزي وحياتي نفسها وكل شيء يتهواى امام عيني فشعرت بالغضب الشديد. الغضب على عدم قدرتي على فعل شيء. الغضب على ضعفي وقلة حيلتي. يجب ان افعل شيئا انا لن اتركهم يموتون وانا لايزال قلبي ينبض. لن اتركهم.

((صرخت كيسارا فجأه وتصلب جسدها للحظات قبل ان تتحول يديها لمخلبين وقد اصبحت عينيها ذهبيتين نظر اليها الجي سوريتيه في دهشة وهو يقول:
-ما الذي يحدث؟
اما هي فقد كورت مخلبيها مقاومة لسلاسل حولها حتى كسرتها وحررت يدها ثم قبضت على ما يحيط بعنقها حتى حطمتها تماما حينها وثبت ارضا وبهدوء روفعت رأسها الى الجي سوريتيه وقالت بتوحش:
-انا لم انتهي منك بعد.

لم تنتهي من صيحتها إلا وقد اتبعتها بسيل من الطاقة نحو القلب الذي للوهلة الأولى لم يستطع الحركة لدهشته مما يحدث ورأى الكل التصادم الذي دفع بالقلب الى الحائط قبل ان يسقط ارضا ويعتدل وقد امتلأ جسده بالجروح وهو يقول بدهشة:
-هذه القوى انها. انها للتنين!

لكن كيسارا لم تتوقف عند هذا بل استمرت في الهجوم دون ان تتوقف وهي تقترب من القلب مع كل هجوم الذي جعلته المفاجأة عاجزا وهي لم تمنحه الفرصة للمقاومة حتى اصبحت امامه فدفعته ارضا ثم وجهت يدها نحوه وابتسمت بقسوة وهي تقول:
-الأن تنتهي اللعبة.

اضائت يدها منذرة بالهجوم القادم فابتسم الجي سوريتيه فهو يعلم انها قد تقتله ان لم يقاوم الأن لكن هذا لا يهمه كثيرا فهذا هو هدفه الحقيقي من اللعبة ان يتمكن من قتل شداد ليدمر الحلقة او يُقتل هو فتنتهي وهذه المرة للأبد فلا يتكرر التاريخ مجددا وقد كادت كيسارا ان تفعلها قبل ان يمسك شداد يدها بقوة وتلتف يده الأخرى حولها وهو يهمس في اذنها:
-هذا يكفي، توقفي. ))
توقفي.

نظرت امامي في ذهول لقد كدت ادمر القلب للتو ثم نظرت الى يداي لأرى مخلبين فارتجف جسدي:
-م. ما هذا؟
تراجعت للخلف لكني اصطدمت بسيد شداد فهتفت: -سيد شداد!
الذي قال: -اهدأي كل شيء على مايرام فقط اهدأي
اخذت نفسا عميقا فقال: -هل لازلت غاضبة
-لا. لكني لا استطيع التخلص من هذه الهيئة
شعرت به يبتسم خلفي ويقول: -لا تقلقي.

شعرت بذلك الوهن المألوف يسري في جسدي وببطء بدأت يدي تعود لطبيعتها وبدأت ارى الموجودات بوضوح فابتعد عني سيد شداد وهو يقول:
-اظن ان اللعبة هنا تنتهي
قال الجي سوريتيه وهو يعتدل واقفا: -لم اتصور انه يسيطر عليك الى هذه الدرجة
كنت امامه تماما لا يفصل بيننا سوى نصف متر تقريبا فقلت: -لقد وعدتني انك ستأتي معنا وتطلق سراحهم فافعل.

قال بكراهية: -انا لا افهم ماذا بهم كي تحبينهم انهم لا يستحقون هذه الحياة وبالتأكيد لا يستحقون ان تموتي لأجلهم
قلت بانفعال: -اذن ماذا عنك انت؟
قال بدهشة: -ماذا عني انا؟
-لماذا تحتفظ بهيئة الحامل؟ الا يعني هذا انك احببته مثل ما احببتهم انا؟
اتسعت عين القلب وصمت لبرهة قبل ان ينفجر ضاحكا ثم رفع يده الى وجهه ليزيح بعض الخصل التي انسدلت على وجهه وقال بابتسامة مريرة وقد انحدرت دمعة على وجهه:
-ربما انت محقة.

سمعت صوت ارتطام وشهقات فنظرت حلفي لأرى هيثم وكمال وجراد وشاهن وسفريا وقد اُطلق سراحهم وهم يحاولون التنفس فأسرعت اليهم، الى سفريا بالذات حيث انها بالتأكيد اكثر من تضررجثوت بقربها وسألتها:
-هل انت بخير؟
قالت وسط شهقاتها المتلاحقة طلبا للهواء: -سأعيش
بعد ان اطمأننت عليها نظرت الى القلب: -شكرا
تنهد وقال: -يبدو اني قد خسرت فقط كنت اتمنى لو قتلتني
قلت بعنف: -ما كنت لأفعل.

-ستندمين على انك لم تفعلي صدقيني ستندمين
قبل ان اسألأه عما يعني قاطعنا سيد شداد قائلا: -نحن لا نملك الكثير من الوقت قبل وصول الرودوسيين علينا ان نتحرك.
قال القلب محنقا: -فقط لنأمل انك تعرف ما تفعله بنا
بدأ الأخرون يعتدلوا وقد اقترب موعد خروجنا من هذا المكان ولكم انا سعيدة حين قالت سفريا فجأه:
-اكسر اللعنة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة