قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والثلاثون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والثلاثون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والثلاثون

استيقظت في منتصف اليوم التالي اجل الساعة الأن هي الخامسة مساء لا اصدق هل نمت كل هذا؟ كيف؟ على كل لن اظل هنا طوال اليوم، احتاج الى بعض الهواء فخرجت من غرفتي ولدهشتي لم تكن هناك اي حراسة عليها رائع اتجهت مسرعة نحو الحديقة المتواجدة امام القلعة لكن لم يكن الأمر بهذه السهولة فلسبب ما بدت القلعة مختلفة اعني انها بنفس التصميم لكن الأماكن والابواب مختلفة وكأنها تجددت، حسنا هذا عجيب لكن لا مشكلة لقد وصلت الى الحديقة وجلست على احد المقاعد فهذه الحديقة احد الأماكن المفضلة لي استنشقت الهواء وشعرت بهدوء شديد وكأنه قد مر الكثير من الوقت على مثل هذا الهدوء قطع كل هذا فتى اكبر مني قليلا على ما اعتقد يركض نحوي وخلفه حارسان ثم توقف امامي واخذ نفسا عميقا ثم صاح:.

-لماذا خرجت دون اذن؟ اتعلمين ما الذي سيفعله بي شاهين ان لم اجدك؟
نظرت اليه في عدم فهم ما الذي يتحدث عنه؟ من هو؟، اه صحيح اعتقد اني رأيته من قبل لكن لا ادري متى بالضبط نظرت له واشرت الى نفسي فقال:
-اجل انا اتحدث اليك انت.

ثم اشار للحارسان ان يرحلا وتنهد ثم قال: -اسمعي جيدا من الأن ليس مسموح لك بالخروج وحدك في اي مكان مطلقا افهمتي. لا تنظري لي بخوف هكذا انا لن اؤذيك فقط اريد التأكد من سلامتك ولا تقلقي انها اوامر سيد شداد
شعرت بالراحة قليلا واعتقد انه لاحظ هذا فقال: -يمكنك ان تتحدثي قليلا
لكني لم ارد فحك رأسه في حيرة ثم قال: -انا ادعى هيثم عرفيني بنفسك؟

حسنا يا كيسارا هو ليس مرعبا الى هذه الدرجة كما انه ليس اكبر مني بكثير سيكون من السهل التحدث اليه اعتقد فقلت بصوت منخفض:
-انا ادعى كيسارا مجندة تحت التدريب واحد...
قاطعني ضاحكا: -لم اقصد هذا كل ما اردته هو اسمك على اية حال انت سترافقينني طوال اليوم هل هذا مفهوم؟
اومأت برأسي فقال: -جيد والأن اتبعيني فلدي الكثير من الأعمال.

فتبعته الى الجناح الشرقي من القلعة وانا متعجبة لماذا يبدو اقصر مني اليس اكبر؟ هنا لاحظت اننا قد وصلنا الى اقسام الإستجواب، كيف لم الحظ نحن في الجناح الشرقي، اليس هذا هو احد الأماكن التي منعني سيد شداد من دخولها اخيرا سأدخله نظرت حولي بفضول لأرى العديد من الزنازين و الكثير من الغرف التي يبدو انها للإستجواب كان هيثم قد توقف يتكلم مع احدهم بينما اخذت اتفقد ما حولي حين وقع بصري على غرفة بعينها كان فيها رجلان احدهما يتكلم بحدة اظن لأني لا اسمعه لكن الزجاج يسمح لي برؤيته ثم ودون سابق انذار رأيته ينقض على الجالس امامه ويلكمه بقوة فشهقت فالتفت لي هيثم ليسألني عما بي فأشرت نحو الزنزانة فقال بتذمر:.

-انها غلطتي اني احضرت طفلة معي هنا لكن ما باليد حيلة
ثم اشار الى احد الحراس وقال: -اخبرهم اني سأتلقى التقارير في مكتبي
فأومأ الحارس وقال: -حاضر سيدي.

((لا يمكنني المكوث هنا لفترة اطول فلا اعتقد ان غرفة الإستجواب هي المكان الملائم لكيسارا الأن هكذا فكر هيثم وحين قرر الرحيل نظر الى كيسارا كي يخبرها ليجد انها ليست بجواره التفت حوله ليجدها ملتصقة بزجاج احدى الغرف فنظر لمن بداخلها ليرى هنري يجلس وحده اعاد النظر الى كيسارا وهو يقول:
-هل تذكرته؟

قرر ان ينتظر ليرى ما تفعله بالضبط لكنه ادرك كم كان مخطئا بفعلته هذه فمن خلال قواه استشعر حالة كيسارا او بالأحرى شعر بقواها تهتاج وقبل ان يستطيع التصرف انطلقت موجة كهرومغناطيسة عالية مفاجئة حطمت زجاج الغرفة المواجه وعطلت الأجهزة وانقطعت الكهرباء لثوان قبل ان تعود المولدات الإحتياطية للعمل وانطلقت صفارات الإنذار في الجناح الشرقي بأكمله والموجة تتسع وتزداد قوة فأسرع هيثم نحو كيسارا وهو يهتف:.

-يا الهي ان استمرت الموجة سيتعطل نظام القلعة بأكمله
وبصعوبة شديدة استطاع الوصول اليها فأمسكها وجذبها بعيدا عن الغرفة وهو يهتف:
-كيسارا افيقي. كيسارا
لكن الأمر لا يجدي فقال: -كيسارا انا اسف
ثم شدد قبضته عليها قبل ان تتعالى صرخاتها وهو يكرر: -انا اسف
-ما الذي حدث هنا بالضبط؟

قالها جراد وهو ينظر الى الفوضى من حوله والى كيسارا التي كانت تهق بشدة وهي مستلقية على قدم هيثم الجالس على الأرض بينما قال شاهين وهو يكتم غيظه وغيرته من المنظر:
-ماذا بها؟
نظر اليهم هيثم عاقدا حاجبيه ونظرة اسفة على وجهه وبصوت ممتلئ بشعوره بالذنب:
-انا لم اقصد ان يحدث هذا، انا اسف لكن لم يكن لدي حل سوى استخدام قوتي لإيقافها
اتسعت عينا شاهين بقوة وقال: -انت لا تعني...

-اجل لقد تلاعبت بقواها قليلا لإيقافها لم اقصد ان تصل الأمور الى هذا
اسرع شاهين نحو كيسارا التي كانت شهقاتها قد بدأت تهدأ وهو يقول: -لا اصدق انك فعلت هذا
قال هيثم: -لم يكن لدي خيار كما لا يمكنني استخدامه هنا ان خروجه يعني دمار الجناح
هتف شاهين بغضب وهو يفحص كيسارا: -لكنك ممنوع من استخدام هذا النوع من القوة
كان جراد يتابعهما في حيرة ثم قال: -ما الذي تتكلمان عنه؟

لم يرد هيثم بينما قال شاهين: -ان هيثم يمتلك القدرة على الإيهام باللمس
-ماذا؟
-اعني يمكنه من خلال لمسك خلخة قواك عن طريق التلاعب بالإشارات العصبية التي يرسلها المخ على نطاق القوة فقط وهي عملية لها القدرة على القضاء على حياتها وحياته
كانت كيسارا الأن قد هدأت تماما فقال جراد: -ارى انك كيسارا قد اصبحت بخير لننقلها الى غرفتها
وقبل ان يتحركوا وضع شاهين يده مانعا هيثم من الحركة بينما قال لجراد:.

-خذ انت كيسارا الى غرفتها
وحين فعل نظر شاهين الى هيثم وقال عاقدا حاجبيه: -اين هو؟
نظر اليه هيثم بتساؤل فقال شاهين بنفاذ صبر: -لا تتحامق معي ارني اين هو
بدا على هيثم الألم وهو يرفع ملابسه ليكشف عن ساعدة ليظهر جرح بطول ساعدة والدماء تغرق كتفه بالكامل فأمسك شاهين يده وفحصها ثم تنهد في ارتياح وقال:
-من الجيد انه مجرد سطحي
ثم اكمل معاتبا: -لقد دفعت قواك.

ثم بدأ يضمد ساعد هيثم بسرعة ليوقف تدفق الدماء فتأوه ذلك الأخير ثم قال:
-لا تخبر سيد شداد
صمت شاهين فترة ثم قال: -اعلم انك لا تريد ان تقلقه لكنه يجب ان يعرف
-لا، ارجوك
لم يرد شاهين فقال هيثم وهو يشد على يده: -ارجوك يكفي ما قد حدث بسبي لا اريد ان اسبب المزيد من المتاعب
تنهد شاهين ثم قال: -حسنا لن اخبره وسأمر جراد ان يلتزم الصمت
نظر له هيثم بإمتنان ثم قال: -شكرا
-لا تشكرني فلتعتبرهذا اعتذار.

علي الفور فهم هيثم ما يرمي اليه فقال وهو يبتسم: -حسنا مع انك كنت محقا الى حد ما
-هيا الى الجناح الطبي قبل ان تفقد المزيد من الدماء))
استيقظت من نومي بصعوبة على صوت احدهم فأنا لم انم جيدا بعد حادثة الأمس والتي لا ادري ما الذي جعل قواي تخرج عن السيطرة؟ على كل نظرت الى صاحب الصوت لأجده ذلك الرجل الأشقر الذي قابلته البارحة والذي قال حين رأني مستيقظة:.

-اسمعي لديك خياران اليوم اما ان تبقي هنا لبقية اليوم وهذا سيسعدني بشدة وإما ان تلازميني فما خيارك؟
لم يتحدث إلى هكذا ما الذي يريده مني؟ ولم على ان اتبع اوامره؟ عقدت حاجباي وقلت:
-لم تظن ان بإمكانك ان تأمرني؟
نظر لي لحظة في دهشة ثم قال: -اذن فقد اخترتي المكوث هنا؟
-لا انا لا اريد
-امامك خمس دقائق لتصبحي جاهزة للخروج من هنا ان استغرقت اكثر فسوف تبقين هنا لبقية اليوم.

في حجرة المكتب جلست بهدوء على احد الكراسي بينما ذلك الرجل اعني شاهين فقد اخبرني بإسمه يتابع اعماله لكني لا اريد المكوث هكذا طيلة اليوم كما انه اخبرني ان سيد شداد مشغول وانه غير مسموح لي بمقابلته نظرت حولي باحثة عن طريقة ما للخروج من هنا خصوصا واني جائعة جدا فلا اذكر اني اكلت امس ولا صباح اليوم ومع ذلك هو لا يسمح لي بالخروج هنا سمعت من يقرع الباب ويستأذن للدخول فدخل ذلك الشخص واخذ يتحدث مع شاهين قلت لنفسي:.

-هذه هي فرصتي.

وبالفعل تمكنت من الخروج بسلاسة وكيف لا وانا استطيع التخفي اسرعت نحو المطعم وهو خارج القلعة نفسها لكنه يعتبر احدى بناياتها فهذا هو المكان الذي يزود القلعة بأكملها بالطعام في رأيي هو اقرب الى مصنع لكبر حجمه لازلت استخدم قواي للتخفي لأن هذا سيسهل الأمور مررت بجوار الطباخين الذين يركضون في كل مكان وقبل ان اصل الى ما اريد لفت نظري ذلك الباب العملاق اعتقد انه ثلاجة اقتربت منها فكان بابها مفتوحا ولا داعي ان اقول اني لم اتمالك نفسي فدخلتها لأجدها ثلاجة مركزية للحوم كبيرة جدا في الواقع ايا يكن هي ليست ما اريد ثم التفت لأخرج لأتفاجأ ان الباب قد اُغلق ماذا؟ اسرعت نحو الباب في هلع وشرعت اضربه بقبضتي وانا اصرخ لكن بدون جدوى طبعا فهذا الجدار سميك جدا من سيسمعني قلت في فزع:.

-يا الهي يا الهي يجب ان اخرج من هنا
انها ثلاجة يا كيسارا، سأتجمد ان بقيت هنا لفترة طويلة هتفت: -انا هنا، انا هنا
دون جدوى حتى اهلكني التعب فجلست على الأرض وانا ابكي ولا ادري ماذا افعل فقط اخذت استنجد بسيد شداد.
((-هل وجدتموها؟
قال الحارس في اسف: -لا
قال شاهين بعصبية: -لكن اين قد تكون ذهبت لقت قلبنا القلعة بحثا عنها دون فائدة
قال الحارس بحذر: -اعتقد انه يجب ان نبلغ سيد شداد بهذا.

نظر شاهين للحارس شذرا لكنه ادرك انه محق يجب ان يخبر شداد وقد كان الذي قال بعد ان ترك ما بيده:
-ماذا تعني انها مفقودة؟
-لقد ارسلت عددا من الحراس للبحث عنها لكنهم لم يجدوها في القلعة بأكملها
فقال شداد: -ارسل الى هيثم اريده معنا فسنذهب الى غرفة المراقبة المركزية.

سار شاهين خلف شداد الى الحجرة المقصودة وقلبه يعتصره القلق على كيسارا اولا لكن الجزء الأكبر كان من ردة فعل سيد شداد فهو يتصرف بهدوء شديد اكثر من الازم ومع معرفة شاهين فهذا يعني انه غاضب للغاية انه الهدوء الذي يسبق العاصفة، اخيرا وصلوا الى وجهتهم ليجدوا هيثم في انتظارهم وقبل ان يسألهم قال شداد:
-ابحث عن مكان كيسارا في القلعة وحولها بسرعة.

اومأ هيثم برأسه ثم اغمض عينيه وبدأ يحاول استشعار مكانها نعم هو يشعر بقواها لكن. :
-انا اشعر بوجدها لكن ليس بقوة نعم هي هنا في القلعة او قربها لكن وجودها ضعيف
فرد شداد: -الا تستطيع تحديد المكان بالضبط
عقد هيثم حاجبيه واغلق عينيه بقوة وقال: -انا احاول...
فتح عينيه وقال لهم في دهشة: -في المطعم هي بالتأكيد هناك لكن لا يمكنني معرفة اين بالضبط فقواها ضعيفة للغاية وكأنها تحتضر.

اسرع شداد يقول لرئيس القسم: -اسرع اعرض لي جميع كميرات المراقبة المتواجدة في منطقة المطعم كلها
وبالفعل بدأت الشاشات تعرض المطعم من كل وجهه لكن لا شيء حتى ظهرت ثلاجة اللحوم والتي لم تكن الصورة فيها واضحة بسبب البخار لكن هيثم قال:
-اوقف العرض وركز على الثلاجة من الداخل
وبعد عرض الكميرات لعدة مواضع حتى امكنهم بوضوح رؤية جسد كيسارا على ارض الثلاجة فقال بحزم للجنود:
-ما الذي تنتظرونه احضروها حالا.

في غرفة العناية المركزة كان كلا من كلارك و شاهين يفحصونها ثم قال كلارك:
-انا لا ادي كيف نجت ولم يتجمد احد اطرافها في مثل تلك الظروف
صمت شاهين وقد كون فكرة عما فعلته لتعيش اكبر قدر ممكن في ذلك المكان بينما قال هيثم:
-لقد استخدمت المجال بالتأكيد لتحمي جسدها من البرودة.

قاطع حديثهم تلك الهمهمات التي اصدرتها قبل ان تفتح عينيها وتنظر لهم في رعب وصمت هنا تنهد الجميع في ارتياح فقد عادت الى وعيها الأن مما يعني انها بخير هنا نظرشداد الى شاهين وقال ببرود:
-الم تكن تحت رعايتك؟
قال الأخير: -اجل
فجأه انفجر شداد قائلا: -كيف تسمح بأن يحدث امر كهذا اخبرني؟ لقد كادت تموت فما هو عذرك؟
صمت اهين فهو يعلم انه لا عذر وانه اخطأ ثم التفت شداد الى كيسارا وهتف:.

-وانت ما الذي ادخلك الثلاجة من الأساس؟ هل وصل بك الغباء الى هذه الدرجة؟
كانت صوت شداد مرتفعا جدا والغضب يكاد يقتله فأمامه كيسارا تنظر له بعدم فهم لم يحدث ثم فجأة انفجرت بالبكاء دون توقف فتأفف شداد ورفع وجهها اليه بخشونة وبقسوة قال:
-اجيبيني ما الذي كنت تفعلينه هناك؟
ردت بين شهقاتها ودموعها: -اسفة. انا. اسفة، لا ادري ما الذي حدث لكني اسفة.

عقد شداد حاجبيه بينما تبادل كلارك وشاهين نظراتهم المندهشة وقال كلارك:
-ما الذي تعنيه بأنك لا تدرين ما حدث؟
نظرت له بارتياب فهي لا تدري من هو وبكل خوف قالت: -لست ادري عما تتحدثون؟
هنا قال هيثم: -كيسارا هل تعرفين من نحن؟
هزت رأسها ان لا فقال شاهين: -يا الهي انه يحدث بالفعل
هنا نظر لهم شداد وقال: -ما الذي يحدث عن ماذا تتحدث؟
-ان كيسارا تفقد ذاكرتها بالتدريج
نظر له شداد بغضب وقال: -ولِم لم اسمع انا بهذا؟

-لقد. لقد كان مجرد استنتاج لم نظن حينها انها بالفعل تنسى تدريجيا
اعاد شداد نظره الى كيسارا وقال: -هل تعرفين من انا؟
اومأت برأسها بضعف وهي تمسح دموعها فقال: -منذ متى وانت عرفينني؟
نظرت له في حيرة لفترة ثم رفعت احد اصابعها وبخفوت قالت: -س. سنه
هنا اتسعت اعين الجميع وشهقت كيسارا في رعب حين كور شداد قبضته قبل ان يضرب الحائط في غضب شديد ثم نظر الى شاهين وقال:
-حاول ان تحافظ على منصبك فربما لم تعد جديرا به.

ثم تركهم وخرج))
شعرت بتلك اليد تربت على رأسي وبصوت حنون يقول: -متى تنوين العودة؟
ثم بلهجة اقرب الى اليأس: -فقط عودي اليَ
فتحت عيني ببطء لأرى ظلا امامي ثم اغلقتها من جديد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة