قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والثلاثون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والثلاثون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والثلاثون

استيقظت فجأة في جوف الليل وانا اتفض ماذا كان هذا؟ اهو حلم؟ لكنه بدا حقيقيا جدا ثم هناك ذلك الشعور الغريب بأني تذكرت شيئا ثم نسيته، نظرت الى الظلمة حولي ولسبب ما شعرت بالخوف لا اريد البقاء هنا اجل لا اريد البقاء وحدي وبهذا التفكير خرجت من غرفتي اتنقل في ممرات القلعة حتى وصلت الى قاعة الإجتماعات وقبل ان اصل اليها تناهى الى مسامعي اصوات تتكلم ثم استطعت تمييز صوت المدعو شاهين يقول:.

-أأنت متأكد انها تذكرت شيئا ما حين استخدمت قوتك عليها؟
اومأ سيد شداد برأسه، كنت انا الان قد وصلت الى الغرفة ويمكنني رؤية من فيها فقال رجل ذو شعر اسود:
-ايعني هذا ان هناك فرصة لتستعيد ذاكرتها
رد هيثم: -ربما
هنا سمعت ذلك الصوت المميز لمالك الساعة يقول: -ان لم تتوصلوا الى حل سريع فأعتقد انها لن تعيش حتى الأسبوع القادم
((فقال سيد شداد: -لماذا تخبرنا بهذه المعلومات الأن وقد كنت على علم مسبق بها؟

ابتسم وقال: -الا يجعل هذا الأمر اكثر اثارة؟
نظروا له بشيء من الإشمئزاز والغضب وقال جراد: -انت مريض
قاطع حديثهما شاهين وهو يقول: -هي لا تبدي اي علامات عن استعادة ذاكرتها ونحن لا نملك الكثير من الوقت علينا ان نتصرف
قال سيد شداد: -انا املك ذكرياتها كلها في النهاية هذا هو حلنا الوحيد
اجاب شاهين: -لكن هذا سيعني انك ستستخدم الكثير من القوة عليها وستضاعف المعدل الطبيعي.

رد هيثم بصوت اقرب الى الهمس: -السؤال هو هل سيتحمل جسدها هذا؟
عم الصمت المكان فالكل يعلم انه محق لكن هذا لم يمنع سيد شداد ان يقول:
-ان كان ما قاله فيليب صحيحا فالنتيجة واحدة
قال كمال: -هذه مشكلة لكن المشكلة الأخرى هي ان قواى سيد شداد ليست لإعطاء بل للإخذ وهي لا تساعد على التذكر بل التثبيت اذن نحن بحاجة الى شيء قوي يشحذ ذاكرتها على التذكر
بمكر قال سيد شداد: -وانا اعرف الحل المثالي لهذا )).

هنا لم اعد احتمل عدم مقاطعتهم فقد حاولت ان افهم عما يتحدثون لكني لم استطع فدخلت الغرفة فانتبهوا إلى فقال سيد شداد حين رأني:
-ما الذي تفعليه هنا يا كيسارا؟
فقلت: -لم استطع النوم فتجولت حتى وصلت الى هنا
فأشار سيد شداد الى ذي الشعر الأسود بعدم اهتمام وقال: -اعدها الى غرفتها واحرص على الا تخرج منها.

وبالفعل اعادني ذلك الرجل الى غرفتي مرة اخرى ثم اغلقها على فتنهد وانا اقف امام الباب ولا افهم لم يعاملني سيد شداد هكذا؟ اشعر انه يعاملني كأني غريبة او، توقفت عن التفكير تماما وتراجعت الى الخلف خطوة وانا انظر امامي في رعب الى ذلك الرجل الذي تشكل من العدم وقلت بصوت مرتجف:
-م. مالك الساعة؟
ابتسم وهو يقترب مني ويقول: -سعيد انك مازلت تتذكرين من انا
قلت بخوف: -ما. ماذا تريد مني؟ الم. الم تأخذ ما اردت؟

قال بإبتسامة مريرة وهو على قيد سنتيمترات مني: -بل ما ارادته الساعه ما اريده هو...
تغيرت ابتسامه وهو يجذبني اليه ويكمل: -حاملة التنين
حاولت الإبتعاد او المقاومة لكن بلا فائدة ثم حملني بين ذراعيه وهو يقول:
-ان شداد مشغول للغاية ويهمل حمايتك
سار بي حتى الفراش ثم وضعني عليه برفق وهو يتابع بابتسامة صفراء: -ومن يلومه؟ ففقدانك الذاكرة كموتك بالنسبة له سينهار كل ما جمعه ستنتهي عشر سنوات من حياته في لحظة.

نظرت له في عدم فهم والخوف يعتريني بينما قال وهو يتحسس شعري: -لكني لا اجد هذا سيئا اذا استطعت امتلاكك
قلت وانا احاول ابعاد يده عني: -انا لا افهم ما تقول
لكنه تجاهلني وانحنى نحوي قائلا: -اعرف انه من الصعب ان تغفري لي لكني املك القدرة على اعطائك ما تريدين
انحنى اكثر انا لا افهم ما يقول او يفعل لكن لسبب ما بدأت دموعي بالهطول وقبل ان يقترب اكثر سمعنا من يقول:
-اظن انه يكفي هذا يا فيليب.

فاعتدل فيليب من انحنائته ونظر الى سيد شداد وقال: -لقد اتيت مبكرا اكثر مما ظننت
نظر له سيد شداد ببرود وقال: -ابتعد عنها
رفع مالك الساعة كلتا يديه مستسلما وهو يقول في شيء من المرح: -لا داعي للغضب انا استسلم
رد عليه سيد شداد بجديه: -اياك ان تكررها انا اعلم جيدا ان الساعة لها دور في فقدان الذاكرة هذا لكني اعلم انها الساعة فقط.

فاكفهر وجه فيليب على تلك المقولة بينما قال سيد شداد: -فقط لا تنسى دينك لي ولا تدع الساعة تتغافل عنه انت معي حتى النهايه
زفر فيليب بضيق ثم اومأ برأسه وقال قبل ان يختفي: -انت تفسد المتعة اينما كانت
نظر لي سيد شداد ثم قال: -كوني اكثر دفاعية لا تدعيه يفعل ما يشاء
قلت بصوت منخفض: -حسنا
فقال سيد شداد: -اريدك ان تستعدي فنحن ذاهبون
نظرت له بتعجب فأكمل: -او بالأحرى عائدون. عائدون الى الوكاردا.

صحت بدهشة: -ماذا حدث هنا؟ اليس المفروض ان تكون في طور البناء؟

نعم فألوكاردا بدت محطمة تماما ولا يوجد بها ازهار تقريبا ولم تعد بالجمال الذي كانت عليه لكن ومع اندهاشي الا اني اشعر اني رأيتها هكذا من قبل اعني على نفس تلك الحال فكيف؟ تفحصت المكان حولي ثم وانا انظر للأزهار الذابلة لأتذكر ذكرى غريبة او هي اقرب الى حلم فأنا لا اعتقد ان ما فيها حدث بالفعل كنت واقفة امام سيد شداد في الوكاردا لكنه يبدوا اصغر مما هو عليه الأن بينما هو يوبخني قائلا:.

-الم اخبر كان تتوقفي عن قطف الأزهار
اومأت برأسي في شيء من الندم ثم في اقل من الثانية نظرت اليه مبتسمة وانا اقول:
-انها لك
ورفعت الزهرة اليه فتنهد في ملل ثم قال ببرود: -انت لا تنوين جعلي اعقابك اليس كذلك؟
صمت تماما على ذكر العقاب لكنه تنهد مرة اخرى وقال بلهجة نادرا ما اسمعها لهجة يملؤها الندم وهو يقول:.

-ان الحديقة تحد من حريتك اليس كذلك لكن اورال لا تزال تريدك لذلك لا استطيع اخراجك بعد والقائد الأعلى لا يهتم
ثم انحنى حتى وصل الى مستواي وربت على رأسي قائلا: -انت لا تريدين العودة الى اوراكل اليس كذلك
انتفض جسدي برعب عند سماعي لإسمه وهززت رأسي بقوة ان لا فقال: -اذن توقفي عن قطع الأزهار انها تمد الوكاردا بالحياة.

اومأت برأسي مع اني لم افهم ما يعنيه اعتدل من انحنائه ثم قال: -سأتأخر لأكثر من شهر حتى زيارتي القادمة
اتسعت عيناي في فزع وانا اقول: -شهر؟!
-تستطيعين الحفاظ على نفسك هنا اليس كذلك؟
اومأت برأسي في بطء فقال: -لا تنظري لي هكذا انه ليس بيدي كان هذا ما دار بخلدي حين مررت في احد ممرات الحديقة فأمسكت رأسي بقوة وقد شعرت بألم شديد لكني حين نظرت امامي رأيت سيد شداد يقف امامي ويقول:.

-اذن فبالفعل الوكاردا تؤثر على ذاكرتك. انها المكان الممتاز لم سأفعله، لا تتحركي.

ثم وضع كلتا يديه محيطا رأسي فقط لأشعر بذلك الألم المألوف للحظات لكن هذه المرة كان مضاعفا بشكل بشع ولسبب ما لم اشعر ان ذكرياتي تؤخذ وتفحص بل يتم اعطائي المزيد منها المزيد من الذكريات المزيد من المشاعر المزيد من السنين المزيد من الألام، لا انا لا اريد، انا لا اريد هذه الذكريات، ارجوك، ارجوك، كان هذا اخر ما فكرت فيه قبل ان افقد الوعي.

شهقت فجأة وحاولت فتح عيني لكني لم استطع حاولت مجددا دون جدوى كأنهما قد اغلقا بمادة لاصقة وبعد عدة محاولات فتحتها لتصطدم عيني بذلك الضوء الساطع فأغلقها وانا اتأوه بألم واحاول تحريك يدي لكنها لا تتحرك في نفس الوقت الذي سمعت فيه شهقة من مكان اخر ثم صوت رجولي يقول:
-كيسارا هل استيقظتي؟ لا يمكن.

مجددا فتحت عيني وبصعوبة رأيت امامي شبح رجل بملابس بيضاء، لماذا كل شيء ساطع هكذا؟ لكني رغم كل هذا استطعت تميز صاحب الصوت فقلت:
-كلارك؟ اهذا انت؟
ولولا صعوبة الرؤية لقلت ان هناك ثغرة كبيرة في وجهه هل هذا فمه؟ لم هو مفتوح هكذا؟ اهو مدهوش ام ماذا؟ اه لا استطيع الرؤية او الحراك قلت بصوت متحشرج:
-ماذا بك؟ ثم انا لا استطيع الرؤية و...

حين اخيرا بدأت الصورة امامي تتشكل بوضوح كان مارأيته كلارك يركض نحو الهاتف ثم قال كلاما سريعا فيه لم استطع متابعته ثم اغلقه واعاد النظر إلى بذهول مجددا فقلت:
-انا لا استطيع الحركة ساعدني.

هنا اخيرا تجاوز دهشته التي لا سبب واضح لها وتذكر انه طبيب فأسرع نحوي يزيل العديد من الأنابيب التي تخرج من كل مكان ممكن في جسدي ثم بدأ يجري بعض الفحوصات على وهو يسألني عددا من الأسئلة حين فُتح الباب بعنف ثم دخل منه سيد شدا فابتسمت في صمت فنظر سيد شداد الى كلارك الذي قال:
-انها تتذكر من انا.

فاتسعت ابتسامتي وانا اقول: -نعم اتذكر وبكل وضوح اوليست هذه هي النتيجة التي توقتموها حين استخدمت قواك لإعادة ذكرياتي؟
فقال سيد شداد ببطء: -اذن فقد استعدت ذاكرتك بالفعل ومازلت تتذكرين ما حدث عند فقدانك الذاكرة
هنا وهي احدى المرات النادرة التي يظهر ما بداخل سيدي على وجهه وقد بدا عليه الإرتياح الشديد ثم قال:
-اخيرا استيقظت.

نظرت اليه في شيء من التعجب فانا لا افهم ما المدهش في ان استعيد ذاكرتي لكنه يتكلم عن الإستيقاظ فقلت:
-ماذا تعني؟
-لقد ظللت غائبة عن الوعي لثلاثة اشهر ونصف لقد فقدنا الأمل في استيقاظك
قالها كلارك فشهقت وقلت: -ماذا؟ اتمزح؟
-وهل يوجد ما يفسر هذا التصلب الذي تشعرين به في اطرافك غير هذا.

يا الهي انه محق انا لا اكاد اتحرك، عدت ببصري الى سيد شداد الذي اقترب مني وكأنه لا يصدق اني واعية امامه بل ووضع يده على وجهي يتحسسه فوضعت يدي على يده وقبل ان اتكلم حدث اقتحام اخر وهذه المرة من اعضاء الفرقة الخاصة فرفع سيد شداد يده لكن شاهين كان اول من دخل وانا متأكدة انه رأى ما حدث بوضوح لكنه لم يعلق بل واسرع نحوي يطمئن على ثم قال:
-يبدوا انك بخير، حمدا لله انك استيقظتي.

ثم وامام سيد شداد وامام الجميع تحسس وجهي واكمل: -ان حرارة جسدك معتدله لن تنتابك نوبة هذا جيد
فتوردت وجنتاي لكن ولله الحمد قال هيثم بسرعة: -لقد اقلقتنا الى حد الموت
فتابع كمال: -نعم لا مزاح هنا
بينما قال جراد: -من الجيد ان تتذكرينا ايضا.

هكذا بدأوا يتحدثون ويطمئنون على وفي اثناء كلامهم لم اعد ارى سيد شداد يبدوا انه خرج هكذا جلسوا معي قليلا لكن سريعا ما عاد كل منهم الى عمله تاركوني وحدي كي استريح قليلا، ثلاثة اشهر ونصف يالها من مدة يا كيسارا ثم تذكرت كيف عانوا بسبب فقداني لذاكرة فابتسمت وانا افكر ربما الحال ليس سيئا الى هذه الدرجة اليس كذلك؟ لكن ما السبب في فقداني الذاكرة اصلا؟ وقبل ان ادخل في تفاصيل اخرى تملكني شعور بالتعب وعلى اثره اغمضت عيني مستسلمة لنعاس شديد.

استيقظت فجأة من نومي. نعم فقد شعرت بوجده حتى وانا نائمة نظرت الى يميني لأراه واقفا امامي فتراجعت في فراشي في خوف وغضب شديدين ثم صرخت:
-قاتل. قااااااتل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة