قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والأربعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والأربعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والأربعون

اخيرا استطعت تجميع شتاتي اعتدلت في وقفتي ونقلت نظري الى سيد شداد الذي كان يفحص جسد سرجي ثم رفع بصره لي وقال:
-انه لا يزال حي، جيد فنحن لا نزال بحاجة اليه
قلت وانا اعدل ملابسي: -انا لا افهم لحساب من يعمل؟
تنهد وهو يضغط على سماعة اذنه: -انه يعمل لحساب رودوس
-رودوس؟
-اجل، بما اننا قد وصلنا الى هذه المرحلة فهناك الكثير مما يجب ان تعلميه لكن فيما بعد. اما الان فنحن ذاهبون الى الوكاردا.

قلت بتعجب: -الوكاردا؟ لماذا؟
نظر لي لفترة ثم قال: -لأني اعتقد انه اخيرا حان الوقت لفصل قلب الوكاردا عنك فلم يعد هناك حاجة من الإحتفاظ به داخلك لأكثر من هذا
-لكن كيف؟ الم تقل انك لا تستطيع؟
ابتسم وقال بخبث: -اجل انا لا استطيع لكن فيليب في انتظارنا وهو قادر على ما هو اكثر
-ولماذا في الوكاردا بالذات؟

-انت تسألين الكثير من الأسئلة والوقت قليل لكن سأخبرك لأن الوكاردا بنيت لتحتوي هذا القلب بالتحديد فستساعدني على السيطرة على قواه وتحويلها الى هيئة يمكننا التعامل معها بدون حاضن حيث ان الحديقة كانت الحاضن الأصلي للقلب
ثم اشار الى بالتحرك فقلت مشيرة الى جثمان سرجي: -ماذا عن سرجي؟
-ان المكان محاصر وكمال في طريقه الى هنا سيتصرف حسب تعليماتي والان هيا.

لطالما اشعرتني الوكاردا بالرهبة ففيها الكثير من الذكريات وما يقرب من السنة من حياتي تقدمنا خلالها قليلا لنرى فيليب جالسا على ما كان نافورة مياه -هي الان حطام- يتحسس بعض الازهار النامية ثم رفع بصره لنا وابتسم بلزوجة قائلا:
-لقد تأخرتما
رفع سيد شداد احد حاجبيه ثم قال: -ام انك انت الذي اتيت مبكرا على كل لا وقت عندي لهذا فقط انتهي سريعا
-دائما متعجل.

قالها فيليب بخيبة امل ثم نظر لي واشار إلى ان اقترب ففعلت وانا اقول:
-غريب استفعل هذا دون مقابل؟
قال بعدم اكتراث: -هذا ليس صعبا وان لم اقم به انا فسيقوم به غيري وهذا ما لا استطيع السماح به يكفي الفوضى التي يسببها شداد فلا نحتاج الى المزيد
ثم مد يده نحو صدري فتوتر جسدي كله وقد تذكرت ما حدث مع سرجي فتوقف ونظر لي ثم قال بهدوء:
-لا تقلقي ما سأفعله مختلف فقط لا تقاوميني.

حاولت ان اهدأ بينما عادت يده مجددا وللمرة الثانية اليوم ارى يد احدهم تجتاز صدرى او جسدي وكأنه لم يكن وتختفي يده بداخلي يجب ان اعترف انه شعور غريب جدا لكنه لم يكن مؤلما بل على العكس شعرت بأني كنت احمل شيئا ثقيلا ثم انزاح عني ربما هذا هو ما يحدث فعلا ثم ببطء بدأت يده تخرج من حيث كانت حتى اصبحت خارجي تماما لأراه يمسك بشيء متغير الهيئة اعجز عن وصفه سوى انه اقرب الى الزئبق لكنه يطفو فوق يد فيليب الذي اطبق يده على ذلك الشيء واغلق عينيه عاقدا حاجبيه حينها بدأ ما في يديه يتخذ شكلا حتى استقر ففتح فيليب عينيه واتبعها بيده لأرى زهرة صغيرة في يده بحجم مشبك الشعر لونها ازرق فقلت بذهول:.

-انت تمزح لا يمكن ان يكون هذا هو القلب؟
ضحك ثم قال: -ليس لأنه يحمل قوة هائلة لابد وان يكون حجمه كذلك
قاطعنا سيد شداد قائلا: -والان هلا اعطيتني اياه في هدوء وبلا متاعب
قال فيليب بملل وهو يقذفه لسيد شداد: -انا حتى لا اريده ثم انا لا انوي ان اقف في طريقك على الأقل هناك من يتولى ذلك عني
قطبت جبيني ثم نظرت الى سيد شداد فقال ذلك الأخير: -اعتقد ان الأن هو الوقت المناسب لتعرفي ما اريد وعن ماذا ابحث.

قلت بانتباه: -كلي اذان صاغية.

-واضح طبعا اني كغيري اريد القلوب السبعة وان اختلفت الاسباب فرغم ان العوام لا يعلمون شيئا عنها الا انه ما من دولة لا تعلم ماهيتهم كما يريدون الحصول عليهم وهذا يقودنا الى الاتي يوجد بين الدول ما نسميه حرب سرية حيث نسعى جميعا الى هذه القوة دون علم العامة وللوصول اليها ستفعل اي حكومة اي شيء للحصول على ما تريد وستستخدم اي طريقة مهما بلغت بشاعتها لكن الكل يعلم ان التحدي الحقيقي يقع بين دولتين ابيس و رودوس ان رودوس قوية ولهذا يا عزيزتي ترين السبب الذي يجعل رودوس تهاجمنا بسرية على الدوام هي تريد ما اريد.

-تعني ما يريده اريان الا
قالها فيليب بجزل قلت: -من؟
بجدية رد سيد شداد: - اريان الا رئيس رودوس هذا الرجل لا يسعى فقط للحصول على القلوب بل ويتمنى تدمير ابيس حتى لا يبقى فيها حجر على مكانه او يبقى بين احيائها نفس يتردد سيبيدها عن اخرها لن يترك طفلا ولا امرأءة ولا شجر سيقضي على كل حي يسير بين اراضيها سيجعلها كأنها لم تكن قط على هذه الأرض
نظرت اليه في رعب وبصوت مرتجف قلت: -ل. لماذا؟

صمت فأجابني فيليب: -لينفذ قسمه ويتم عهده ان يقضي على كل ما امتلكه شداد يوما كما دمر شداد كل ما امتلكه فلهذا يعيش ومن اجل تلك اللحظة لا يزال يتنفس
حولت بصري الى سيد شداد وانا اقول بجزع: -ماذا فعلت؟
هنا التفت لي سيد شداد وعلى وجهه نظرة لم ارها من قبل نظرة من الذنب من الألم من الندم وبشيء من التردد قال:.

-ما حدث في الماضي سيظل في الماضي ولا يمكن تغيره اما الان فلنعد لم نحن هنا لأجله فأنا لا اجمع القلوب وحسب
قلت برعب: -اتعني ان هناك المزيد؟
-نعم لكن قلائل هم من قد سمعوا عن هؤلاء هناك ما يعرف بالخمسة فرسان وهؤلاء اشخاص يحملون طفرات لكنها لم تنتج عن الإشعاع وحسب بل و تمدها القلوب بالقلوب بالقوة وبالحصول على هاذين مجتمعين فلا احد مهما بلغت قوته يمكنه مواجهتنا
قلت وانا اتراجع للخلف من الصدمة: -هذا كثير.

اذن هذا ما كان يعنيه مالك الساعة بهدف شداد لكن لم اخبرني بإيقافه؟ اعلم ان ما يبحث عنه سيد شداد خطير ويعرضنا جميعا للخطر لكن لم لا يوقفه بنفسه؟ ان كان لا يريد لسيد شداد تحقيق هدفه. لم اعد افهم اي شيء على الإطلاق. قلت:
-لماذا الان؟ لماذا تخبرني الأن؟

-لأنه اخيرا بدأت رودوس بالتحرك وكذلك نحن ولأني قد اقتربت كثيرا كما ان الكثير من الأخطار والعقبات على وشك ان تواجهنا وجهلك لن ينفعنا بشيء خصوصا وان اقل مشاكلنا قد تكون تلك التي على شاكلة سرجي.

انه يتفادى الموضوع الرئيسي لماذا؟ ماذا قد فعلت يا سيد شداد؟ ماذا فعلت؟ كيف سأوقف شخصا وانا لا املك سببا لإيقافه وهل بالفعل هذا ما كان يعنيه مالك الساعة؟ ان لهجة سيد شداد لا تحتمل الجدال هذا شخص قد عزم امره ولا يوجد ما سيغير هدفه والى حيث يسير بل اني اعتقد ان الأمر لو تكلف حياته او حياتنا جميعا فسيدفع ذلك الثمن بلا مشكلة، حاولت الا افكر بالأمر وانا اسأله:.

-اذن انت تبحث عن عشرة اشخاص بحذف الروزين وقلب الوكاردا
ابتسم بسخرية وهو يقول: -ان كنت تظنين ان هذا فقط ما جمعت فقد اضعت سبعة عشر عاما من عمري بلا فائدة
نظرت اليه بتساؤل فأكمل: -انا املك ثمانية من الإثنى عشر اربعة من القلوب نفسها واربعة من الفرسان بالفعل واعرف مكان اثنين وهذا يترك اثنين فقط
اتسعت عيناي في ذهول وانا اقول: -كيف؟ من؟
-الروزين وقلب الوكاردا كما تعلمين و...

نظر الى فيليب ثم تابع: -والساعة هي القلب الثالث اما بالنسبة للرابع...
فأشار الى صدره ثم قال: -فيقبع هنا.

حسنا مالك الساعة لم تكن مفاجأه فقواه تفوق اي طفرة سمعت بها كما اني مما سمعت فالساعة كيانها الخاص وقد شككت انه الروزين من قبل لكن سيد شداد؟! قلب؟ ليس وكأن الأمر غريب فهو ايضا قوي جدا لكن لم اشعر قط انه، اعني هل كانت تلك هي البداية؟ هل القلب ما قاده لي من الأساس؟ لماذا اشعر بأن هناك شيء ناقص لا ادري من هو؟ ايعقل ان هناك المزيد من الأسرار فقط ما الذي لا اعلمه؟، سألت:
-والأربعة الباقون؟

نظر فيليب الى شداد الذي قال: -الطريف هنا انك ساعدتني على الحصول اثنين من الفرسان
-انا فعلت؟
-اجل عندما اجتمعنا من قبل كنت انا بالفعل قد جمعت اثنين وهما هيثم وشاهين وانت ساعدتني في الحصول على...
قاطعته قائلة: -جراد وكمال؟

اتسعت ابتسامته وقال: -وهذا يعني انه لا يزال امامي ثلاثة من القلوب: (قلب باراديس) وقلبين احدهما يسمى (بالأيزن جي سوريتيه) والأخر (بالأيزن تا تريال) ما نعرفه ان الأيزن جي سوريتيه في رودوس اين بالضبط لسنا متأكدين لكن لدينا شكوكنا اما قلب باراديس فنحن على علم تام اين يقع مشكلتنا ان مكانه يتغير لكنه لا يفارق جزء معين من العاصمة او هذا ما توصلنا اليه من الأترولبرس اما بالنسبة للقلب الأخير فلم نتوصل الى شيء حتى الأن عنه.

طبعا لقد افادهم الكتاب لقد كانت سفريا محقة هذا الكتاب خطر، كنت انا قد كففت عن اللإندهاش منذ فترة لا بأس بها وقلت:
-والفارس الأخير
حرك راسه ان لا اي انهم لا يعرفون عنه اي شيء نظرت الى فيليب وقلت: -وانت لا تدري بالطبع اين هاذين الأخيرين؟
بمكر قال: -هذه ليست وظيفتي في الواقع انها وظيفتك انت
قلت كمن يحدث مجنونا: -انا؟

-اجل الم تلاحظي انك تشعرين برابط بين كل فارس انت من ساعتيه في البداية على تحديد هوية الفرسان بل انه يعرف ان قلب الروزين يربط كل قلب بالأخر وهو يشعر بكل قلب لذلك يعد اهم قلب وان لم يكن الأقوى فامتلاكه كامتلاك السبعة بل الإثنى عشر معا وفقدانه كأنك لم تملك شيئا من هؤلاء لهذا ترين ان سرجي كان يركز بحثه عن هذا القلب بالذات.

هذا يفسر لم استطعت معرفة ان كل من جراد وكمال يملكان قوة ولم دائما كنت اشعر بكمال طوال الوقت لكن الا يعني ذلك ايضا، :
-الا يعني ذلك اني الهدف الأول للجميع؟
اصدر فيليب صوتا بأصابعه وهو يقول: -الا يجعلك هذا الأثمن والأهم
رائع بل اكثر من رائع كأن حياتي لم تكن جحيما كافيا قلت وقد خطر لي امر ما:
-هل يعلم الأخرون بذلك؟

رد سيد شداد: -شاهين وهيثم بالتأكيد يعلامان كل شيء من البداية اما كمال فيعلم القليل وبالنسبة لجراد فهذا الأخير لا يدري ايا من هذا فهذه المعلومات تتقاتل عليها الدول وتحت بند السرية ومن المستحيل لمقدم ان يسمع عنها.

قالها ثم صمت من الواضح ان هذا هو كل شيء الى الأن وان الأمور هنا تتوقف نظرت بين الرجلين وانا لا اكاد اشعر بأن هذا حقيقي انهما كأنهما يتكلمان عن عالم اخر. هل فعلا اردت معرفة هذا ربما ان لم اعلمه لكان افضل الم تخبرني الساعة من قبل انه ليست الحقيقة هي ما اريد؟ فقط ما الذي اريد انا من كل هذا. حتى سيد شداد كلما اقتربت منه كلما ابتعد عني اكثر وهو الأن بعيد، بعيد جدا اين مستقبلي؟ اين حياتي؟ هل كان لي واحدة من قبل؟ ربما ان لم اهرب قط من اوركال في ذلك اليوم لما قابلت سيد شداد ابدا ولم بدأ سعيه ابدا الى مثل تلك القوة؟ ما الذي ارتكبه للحصول عليها؟ كم حياة دمرت ليمتلك ما يملك اليوم؟ لماذا بدأ السعي خلفها من الأساس؟ هل. هل الماضي هو السبب؟، لم اعد ادري نعم لم اعد ادري شيء إن احدا لم يأخذ رأيي في كل هذا اشعر اني قد خدعت من اللحظة الأولى اني لم املك يوما ارادتي الخاصة لم يسألني احد ان كنت اريد ان اكون جزء من كل هذا. كل ما اردته يوما كان شيئا واحد كل ما اردته كان انت فكيف حدث كل هذا؟

افقت من شرودي على تلك اليد التي تخللت خصلات شعري فرفعت اليه عينان دامعتان وقلت وانا اميل ليده:
-انا لا اريد، انا لا اريد ايا من هذا
لكنه اجابني ببرود: -انا اسف كيسارا انت لا تملكين الخيار هنا
ثم تابع مداعبة شعري قائلا: -انت مفتاحي للحصول على ما اريد انت الشيء الوحيد الذي لا يمكن ان اخسره
هنا ادركت شيئا هل احبني لنفسي ام لأني احمل القلب الذي يريد؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة