قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والأربعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والأربعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والأربعون

بعد ما حدث مؤخرا هدأت الأوضاع الى حد ما وعاد الكل الى اعماله المكتبية بينما حاولت ان اتنسى كل تساؤلتي مقنعة نفسي انه لا خيار امامي ايا كان ما سأكتشفه فقط على ان اثق انه مهما كان السبب الذي جعل سيد شداد يحبني فهو لا يهمني ما يهمني هو النتيجة او هكذا اقنعت نفسي، المصادفة الجميلة ان الكل كان لديه اعمال فيما عداي في نفس الوقت الذي اخذ سيكرتير مكتب سيد شداد اجازة وهكذا اصبحت انا اقوم بعمله مما جعل سيد شداد امام ناظري طوال الوقت والذي لم يساعدني مطلفا على نسيان تساؤلاتي على كل حال كنت مشغولة طوال الوقت مما ارهقني ان سيد شداد ينتهي من عمله في وقت متأخر بالنسبة للكل، استمر الحال على هذا لإسبوعين وها انا الأن اراجع جدوله لغد فبعد قليل سينتهي من عمله لليوم لأجده يقول لي:.

-غدا سيتولى مهامك سكرتير جديد وتعودين انت الى عملك الأصلي
لم اكن سعيدة على الإطلاق فرغم ان هذا يعني راحتي من هذا العمل المتعب الا انه ايضا يعني اني لن ارى سيد شداد بالقدر الذي اريد كما اني في الأساس لا املك الكثير من الأعمال المكتبية لذلك اجبت بهمهمات غير مفهومة فرفع بصره لي وقال:
-الست سعيدة لإنتهاء عملك هنا؟
نظرت الى الورق وقلت بخفوت: -لا.
قال بحزم: -اعلى
-لا لست سعيدة.

رفع حاجبيه في تساؤل: -حسبتك لا تريدين البقاء هنا فمنذ ان جئت وانت صامتة.
احمرت وجنتاي اذن فقد كان يلاحظني، اجبت بتلعثم: -لا. لقد كنت فقط. م. توترة
ما جعل وجهي يزداد احمرارا هو تلك الإبتسامة التي تشكلت على وجهه وهو يقول:
-همم، حقا
لسبب ما اشعر انه مختلف قليلا في تعامله معي ثم اشار بيده وهو يقول:
-اقتربي
وجدت نفسي اقترب اليه بدون تفكير حتى اصبحت امامه فقال وهو يشر لي ان اقترب اكثر:
-هل انت متوترة؟

بخفوت قلت وانا اقترب: -أ. أجل.
رفع يده وامسك بعض خصلات شعري وقال: -مما؟

يا الهي اشعر اني سأفقد قلبي بعد قليل طبعا لم استطع الإجابة بينما تلاعبت اصابعة بشعري واكاد اقسم اني كنت اشعر بكل حركة كأن شعري حي اقترب مني اكثر وقبل ان يتمكن من قول اي شيء سمعنا طرقا على الباب فاعتدلت مسرعة وسيد شداد يعطي الأذن بالدخول. فدخل جراد، غريب هذا انا لا اذكر انه سيقابل سيد شداد اعني لم يكن في المخطط عموما اشار لي سيد شداد للخروج وكذا فعلت.

في الصباح التالي عدت الى مكتبي وفي طريقي اليه مررت باللواءات وكان معه امرأة وهذا ما اذهلني فأنا لم ارى منذ جئت هنا امرأة واحدة كانت حسناء ذات شعر بني مموج وعينين نفس اللون لكن اشد ما لفت انتباهي كانت ملابسها الضيقة القصيرة للغاية في الواقع اكاد اشك انها كانت تتنفس في تلك الملابس قررت السير وكأني لم ارى شيئا لكنها فتحت فمها لتقول:
-انت اول امرأة اراها هنا.

حاولت التظاهر بالمودة وهذا غريب بالنسبة لي لأني غالبا ودودة فعلا لكن لسبب ما لم استطع التعامل معها بطبيعية:
-انا كيسارا مقدم هنا
ومددت يدي وانا اكمل: -واجل لن تري غيري هنا
ابتسمت وقالت وهي تصافحني: -جريسوالدا. جريسوالدا دوريه السكرتيرة الجديدة للمكتب الرئاسي
ماذا قالت للتو؟ هل قالت ما اظن انها قالته؟ وقبل ان استفسر اكثر قاطعنا اللواء قائلا:
-اسف، لا يمكننا ان نتأخر.

ثم تحركا تاركين اياي في حالة عارمة من الدهشة لذا يمكن للكل فهم حالتي وانا اجلس في مكتبي وهذا هو كل ما افكر فيه اذا فسكرتير البارحة كانت سكيرتيرة، همم. عدت الى عملي بعد جهد عسير كان يجب ان اقدم تقرير عن مهمتي السابقة والأحداث التي تبعتها وقد اخذ هذا الكثير من الوقت فقد انتهت منه في تمام التاسعة وهذا التقرير بالذات يجب ان يمر على سيد شداد اولا لكي يراجعه عادتا لا يحدث هذا لكن بما ان موضوع القلوب هذا يقع تحت بند السرية المطلقة وسيد شداد يوليه اهمية كبير ويصر ان يرى ويتابع كل ما يتعلق به لذلك كان على بعد الإنتهاء الذهاب الى مكتبه ليوثق تقريري، بالطبع قابلني اولا مكتب السكرتيرة والذي كان يجلس عليه جريسوالدا والتي عندما رأتني ابتسمت وقالت:.

-لقد اخبرني سيد شداد انه يتوقع مجيئك اليوم وان لم يحدد وقتا
فعلا لا استطيع ان ابتلعها منظرها هذا. وملابسها، تنهدت لأهدئ من نفسي ثم تبعتها وهي تتحرك امامي الى مكتب سيد شداد طرقته ثم فتحت الباب مباشرة دون انتظار الأذن!
ماذا حدث للتو؟ حتى شاهين لا يدخل بدون اذن وعندما اقول شاهين اعني اعلى قيادة بعد سيد شداد، رائع وجدت سبب جديد لأشعر بالغيظ تجاهها قالت على الفور:
-كيسارا هنا لرؤيتك سيد شداد.

فدخلت ثم كادت تخرج وتغلق الباب لكنه قال: -انتظري يا جريسوالدا فهناك ما اريده منك بعد ان انتهي من هذا
اومأت برأسها فأديت انا التحية ثم قلت: -هذا هو التقرير فيما يخص قضية سرجي
فتسلمه مني ثم تصفحة في ما يقرب من نصف ساعة وانا واقفة وكذلك جريسوالدا وحين انتهى نظر لي وقال:
-هل تمزحين؟
نظرت له بعدم فهم وحيرة فكرر: -لأنه لو كنت تمزحين فلا مكان عندي لمن هم كذلك
انا فعلا لست ادري عما يتحدث فقلت: -انا لا افهم.

-اذن دعيني ابسطها لك لكي تفهمي هذا الذي تسميه تقريرا رسميا يحتوي على العديد من الأخطاء هناك بعض التفاصيل التي لم تذكرينها
-لكن هكذا كنت اسلم اي تقرير
قال بصرامة: -وهذا ليس اي تقرير هذا يقع تحت بند السرية المطلقة اي لا يمكن اغفال اي تفاصيل مهما بلغت تفاهتها.

نظرت له عاجزة على الرد فألقى به ارضا وقال: -هذه قمامة، اريد هذا التقرير معدلا وعلى اعلى مستوى امامك حتى الثانية عشر صباحا بعدها بدقيقة وسأتخذ اجراءات رسمية
عند هذه النقطة كان وجهي في لونه اقرب الى الطماطم من الإحراج فقد كانت جريسوالدا خلفي تستمع الى كل هذا قلت بصوت مختنق:
-حسنا.

وان كنت لا ادري كيف سأنتهي في اقل من ساعتين ونصف لكن على ان افعلها اذا اردت المحافظة على ما تبقى من كرامتي فخرجت وعدت الى مكتبي وانا احاول تعديل ما املك في نفس الوقت اصرف نفسي عن التفكير فيما قد حدث منذ قليل اخذت اعمل وتناسيت الوقت تماما وحين انتهيت اخيرا نظرت الى الساعة لأجدها 11. 57 مساء اي ان امامي ثلاث دقائق لأسلم التقرير فخرجت مسرعة وحين وصلت الى المكتب رأيت سيد شداد على وشك الخروج منه وخلفه جريسوالدا فقلت بين انفاسي المتلاحقة:.

-التقرير
نظر الى ساعة يده ثم قال: -انها 12 بالضبط
ثم اشار لجريسوالدا قائلا: -سأدع هذا لك وليكون اول شيء يصلني في الصباح
فقالت: -بالطبع
ثم نظر لي وقال: -يمكنك الذهاب يا كيسارا.

واستدار راحلا وخلفه تلك المرأة، كانت الأيام القادمة جحيما بالمعنى الحرفي للكلمة حيث بالكاد استطعت رؤية سيد شداد وفي كل مرة كان هناك نوعا من الإهانة لكن هذه لم تكن يوما مشكلة المشكلة هي ان كل هذا كان على مرأى من جريسوالدا وتلك الأخيرة لا تفارق سيد شداد لم يعد بإمكانك ان تراه من دونها افقت من شرودي على صوت هيثم يقول:
-كيسارا هل انت متأكدة انك بخير؟

انها المرة الثالثة التي يسأل فيها ذات السؤال وقبل ان يتلقى نفس الإجابة قال جراد بإنزعاج:
-هلا كففت عن سؤالها لقد اصبتني بالصداع وانت من الواضح انك لست بخير فكفي عن الكذب
ابتسمت وقلت: -وقح كالعادة
كنا جالسين نتناول طعامنا وكانت مصادفة طريفة ان نتقابل جميعا في نفس المكان هكذا اصررت عليهم بأن نأكل معا، قال هيثم:
-والسبب؟
-انها تلك الجريسوالدا
قال جراد بعدم اكتراث: -وما بها سوى كونها حرباة ملطخة بالأصباغ؟

لم اتمالك ان لا اضحك على التشبيه لقد اعجبني بشدة حتى صار رأيي الخاص لكني قلت:
-غير هذا انا لم استرح لها من اللحظة الأولى لا ادري السبب لكنها مريبة ثم التصاقها الدائم بسيد شداد، اهه
زمجرت غاضبة فقال هيثم: -نعم انها مريبة والكل لا يستريح لها وان كانت لأسباب تختلف عنك
احمرت وجنتاي ثم تنحنحت: -المهم انها مريبة وكفى.

لكن هيثم قال: -ليس هذا فقط بل تصرفاتها وطريقة وصولها الى هنا ان كل هذا لا يعجبني على الإطلاق
-انها ابيسية اليس كذلك؟
قالها جراد فرد هيثم: -اجل
قال بلا مبالاه: -لقد كنت بدأت اعتقد ان شداد يهوى جمع الجنسيات المختلفة كجمع الطوابع
قلت: -اتعني لأننا لا ننتمي لهنا.

هز رأسه فلم احاول التعمق في هذا الموضوع فهو حساس بالجراد لكنه محق فأنا من اورال وشاهين من اينجلاند او ما تبقى منها وهيثم من زونوس وكمال من زاريها اما سيد شداد فهو من ابيس قلت وانا اتنهد مغيرة الموضوع:
-ثم تلك الطريقة اللتي يعاملها بها سيد شداد
نظرنا نحن الثلاثة الى بعضنا شاعرين ان هناك حلقة مفقودة وان جريسوالدا دورية قد لا تكون مجرد سكرتيرة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة