قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن والستون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن والستون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن والستون

((نظر الى السماء الحالكة وتنهد، الى متى يستمر في التمثيل، الى متى يستمر في الإدعاء، وكلما ازداد الوقت الذي يقضيه هنا كلما تمكن منه الشك اكثر. يتسلل ببطء الى قلبه الى روحه. حتى لم يعد يدري هل بالفعل يمثل ام انها الحقيقة. هو يتمنى ان تكون هذه هي الحقيقة لكنه اكثر من ايعلم انه قد فقد الفرصة لأن يحول ما يعشيه الأن الى حقيقة...
عليه ان يكون حذرا لكي لا يكتشفه احد ولكي لا تكشفه هيَ...

نظر الى الخطاب امامه وقد احكم اغلاقه وهو يدرك ان هذه اللعنة التي يحملها لابد ان تصل لصاحبها وألا تقع في يد احد فتحرك في الظلام بهدوء لا يناسب ما يشعر به وما يعتلج بداخلة حتى خرج عن حدود الجميع وانطلق يعدوا الى حيث يعلم ان هناك من سيستلمها منه اليوم في ساعة محددة وفي المكان المتفق عليه. )).

((خرجت سفريا من المركبة وهي ترتجف قليلا ليس من برودة الجو لكن مما اتاها للتو، وقفت للحظة تحدق في المبنى قبل ان يستقبلها احدهم بمظلة ثم يسوقها الى حيث ستقابله وهذا اثار التوتر مجددا فيها ومررت يدها بعصبية في شعرها ثم تجمدت يدها في مكانها حين توقف الرجل امام باب وقال:
-سيادته ينتظرك بالداخل.

اومأت ببطء ثم اخذت نفسا عميقا وهي تدفع الباب وتدخل لترى الحجرة الفخمة والثرية بكل محتوايتها ثم ليقع بصرها عليه هو. كان جالسا على كرسي وامامه طاولة صغيرة قصيرة فسمحت لنفسها بالجلوس امامه وقالت دون مقدمات كما اعتادت:
-لقد طلبت رؤيتي على عجل سيادة الرئيس.

رفع الرجل الأشيب ناظريه اليها. فتأملته للحظة، رئيس هيفين امامها بكل هدوءه وبروده فقد تعاملت معه من قبل وتدرك كيف تتعامل مع الرجل لكن توترها لا يخفى على احد والسبب ليس هو بل ما طلبها لأجله. بهدوء قال الرجل:
-لقد وصلتك المعلومات اليس كذلك؟
حركت كتفيها بعصبية وهي تقول: -اجل لكنها لا يمكن ان تكون صحيحة. لا يمكن صحيح؟
اجاب بنفس الهدوء: -نحن بالفعل متأكدون من صحتها.

هتفت بحدة: -لكن هذا جنون. هذه كارثة، هذا سيدمر كل شيء بالمعنى الحرفي للكلمة
غزا الجمود ملامحة وقال بحزم: -لهذا انت هنا لأنك الوحيدة التي تعلم ما يكفي عنهم فعلا رغم انه في وقت كهذا كنت سأستشير المخابرات الحربية ووزارة الدفاع لكنني فضلت رأيك انت
صاحت: -رأيي في ماذا؟ انا حتى لا اثق بهذه المعلومات من اين حصلنا عليها إن كان الأمر بهذه السرية؟

نظر اليها والى عصبيتها وتوترها وحتى الإرتجافة البسيطة في جسدها لم تفته كان عيناه كالصقر وهو يدرك كم الضغط الذي وضعها فيه منذ ساعات قلائل فقد طلبها من السفارة في ابيس لتعود الى هنا في الحال بعد قرائتها لم اوصى بألا يفتحه سواها. وكم المسؤلية التي سيلقيها عليها الأن لكنه فعلا يحتاج الى رأيها الأن من سواها يعلم لذا قال بصلابة:
-اهدئي ايتها السفيرة فما انت هنا لأجله لا يحتمل اي اخطاء بسبب العصبية.

نظرت اليه سفريا عاقدة حاجبيها وهي تزجر نفسها انه محق عليها ان تتماسك ان ارادت ان تفهم لذا اعتدلت ونفضت التوتر عنها وقد لاحظ هو هذا التغير فتابع:
-اما بالنسبة لكيف عرفنا بهذا فكما تعرفين ان علاقتنا جيدة بإنجلاند وقد وصلتني المعلومات من هناك مباشرة مما لم يجعل هناك مجال للشك لكني لا انوي التحرك قبل اخذ رأيك في كل هذا.

قالت بصرامة: -إن كان هذا صحيحا فرأيي ان هذا جنون مطبق لا شك فيه ولا يمكن لنا ان نقف مكتوفي الأيدي نراقب ما يحدث
اجاب ببرود: -اذن انت تريدينا ان نخبرهم اليس كذلك؟
هتفت بعزم: -بكل تأكيد
-لكن هذا يعني تدخلنا وانت تدركين ما الذي يعنيه هذا من خطر.

اومأت برأسها وهي تقول: -لكني ايضا ادرك حجم الكارثة التي على وشك الوقوع إن لم نفعل شيئا وايضا يمكننا التحرك دون ان يشعر بنا احد ارسلني انا واعدك ان احدا لن يعرف بحرف عن تدخلنا في هذا
نظر اليها مطولا ثم قال: -انت تدركين انه إذا تم كشفك سأسحب وظيفتك وسأعلن للعالم اجمع انك لا تنتمين لنا وان ما فعلتيه فقد فعلتيه بتصرف شخصي منك وستتهمين بالخيانة عظمى للبلاد. سنتخلى عنك نهائيا.

رمقته سفريا بنظرة ثاقبة وقالت: -اعلم
مرة فترة من الصمت قبل ان تتشكل ابتسامة على شفتيه وقال: -هذا ما اردت سماعه منذ البداية لكني مع هذا سأمنحك فرصة اخيرة للتفكير قبل ان احملك كل هذا)).

((تجول في طرقات حصنه الحصين وقصره المنيع. اتسمت مشيته بالقوة والجبروت وقد علت ملامحة بالثقة والصرامة، وقسوة شديدة لا شك فيها. من حوله يرتجفون لمجرد مروره بجوارهم ولا يجرؤ احد على سؤاله اين يذهب بينما كل ما كان يفكر به هو ان النهاية قريبة وان موعد اللقاء قد اقترب يا شداد. موعد لن اُخلفه. فيه سأخذ حقي وما هو ملكي. وسأجردك من كل شيء حتى تجلس بين قدماي راكعا تطلب رحمتي.

سار والظلام يحيط كل ما حوله، يحيط بجسدة، بروحه، يتملك قلبه. ويا لها من سخرية وهو الذي لا يملك قلبا من الأساس...
قاطع سيره قدوم كريستوفر الذي تنحنح قبل ان يقول: -سيدي لقد وصلتنا الرسالة للتو
التفت اليه اريان وقال بوحشية: -اتحمل ما نريد؟
اومأ كريستوفر مرارا وهو يقول: -بكل التفاصيل))
((-هذا كل ما لدينا؟
سألها شداد فرد شاهين مؤكدا: -اجل سيدي
عقد شداد حاجبيه وقال: -لكنه لا يكفي نحتاج المزيد من المعلومات.

هز شاهين رأسه اي نعم ثم غمغم: -سنحاول الحصول على المزيد
ثم تذكر شيئا فقال: -ان سفريا تطلب رؤيتك بمجرد وصولها الى ابيس
-متى غادرت؟
-على حسب ما وصلني هي غادرت الى هيفين البارحة وستعود اليوم وتصر على رؤيتك بأي ثمن اخبرتني بأن هناك ما يجب ان تعرفه
عقد شداد كفيه حول صدره وقال: -ما الذي يمكن ان تحمله ويحتمل هذه السرعة؟ على اية حال جهز الفرقة فحتى مع كم المعلومات الضعيف هذا يجب ان نتحرك لم نعد نملك الوقت.

-حاضر سيدي
ثم ادى اتحية واستأذن بالخروج بينما جلس شداد على كرسيه يفكر، هم بالفعل في حاجة ماسه الى المزيد من المعلومات لكن كيف يحصل عليها ومن اين تأتيه ان لم يكن احد عالم بما يريد:
<<انت تعلم ان بإمكاني ان امدك بتلك المعلومات التي تريد>>
رفع شداد بصره بهدوء الى تلك الإبتسامة الساخرة ثم قال: -كنت قد بدأت اتسائل اي حفرة قد ابتلعتك؟
اتسعت ابتسامته وقال: -اخطط ان ابقى حتى النهاية يجب ان اراها بعيني.

-لقد كنت في انتظارك يا فيليب))
توجهت نحو الغرفة التي نقلت راي اليها ودخلتها لأجده يجلس على الفراش ولا يفعل شيئا، اشرق وجهه حين رأني فقلت بإبتسامة عريضة:
-لدي خبر جيد لك
قال بنفاذ صبر وتلهف: -هل سأخرج من هنا؟
اومأت برأسي وقلت: -اجل لقد تحدثت مع سيد شداد البارحة وقد وافق على إعطائك الحرية في التنقل هنا لكن على مسؤليتي ادرك ما يعنيه هذا؟

حين تذكرت ما حدث البارحة احمر وجهي بشدة من الواضح اني سأحتاج الى الكثير من الوقت لأتعافى، رد بلهفة:
-انك ستتحملين اعباء ما افعله انا
-وانت لن تفعل شيئا يا عزيزي فقط سيطر على قواك كما فعلت في الأيام السابقة وكل شيء سيكون على ما يرام
قفز من فوق الفراش فجأه وقال: -هل يمكنني الخروج الأن؟
ثم صمت فجأه فنظر اليه بتساؤ واقتربت منه وانا اقول: -ماذا هناك؟ هل انت بخير؟

حرك رأسه يمينا ويسارا نافيا وقال بخفوت وهو يضع يده على صدره: -هناك شيء خطأ. شيء ليس على مايرام يا كيسارا
انحنيت عليه وانا اضع يدي على كتفه فلاحظت ان عيناه تلتمعان. هل يمكن؟ من يحدثني الأن هو القلب؟ فقلت:
-انا لا افهم يا راي!
-إن الأرض تإن. هناك كارثة على وشك ان تقع.

انا لا افهم عما يتحدث هذا الفتى لكني ادرك ما يشعر به وهو على ما اعتقد ذاته الذي يحركني. شعور غريب ان امرا سيئا على وشك الوقوع. ربما يشعر به قلب الروزين ايضا فافي النهاية كما اخبرني مالك الساعة هذه القلوب متصلة ببعضها. عدت ببصري الى راي لأجده قد اعتدل وقال:
-لدي شعور غريب منذ جئت الى هنا
-هل يمكنك ان تشرح اكثر؟
هز رأسه وقال: -انا حتى لا افهم...

فربت على ظهره وقلت: -لا بأس فلا احد منا يفهم فعلا. والأن ما رأيك ان تخرج من هنا اعتقد انك قد مللت البقاء في غرفتك
-الى اين نذهب اذن؟
ضحكت وقلت: -لا مجال للجمع هنا فأنا مشغولة سأتركك وحدك لكن لا تسبب المشاكل
-حسنا
قالها وانطلق يعدو لا ادري لأين وانا اتذكر ما حدث منذ قليل هناك بالفعل امر جلل اشعر به ولا اعرف ما هو فقط ليس امامي إلا ان آمل ان كل شيء سيكون على مايرام.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة