قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع والستون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع والستون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع والستون

بعد اسبوع تقريبا من وجود راي في القلعة طلب سيد شداد لقائنا ليلا وبالفعل اجتمعنا الطريف هنا انه طلب حضور راي ايضا والذي ظل ملتصقا بي خوفا من سيد شداد. دخلت انا وراي غرفة الإجتماعات فكان اول من وقع بصري عليه هو مالك الساعة. فيليب دي اوتو كلوك. لم اره منذ فترة طويلة. لكن لم هو هنا؟ تلاقت اعيننا لتتسع ابتسامته الساخرة وهو ينقل بصره بيني وبين راي وقال:
-كيسارا اما وقد مر وقت طويل منذ اخر لقاء لنا.

اومأت برأسي وانا لا اشعر بالراحة لوجوده فمن خبرتي للأحداث السابقة وجودة لا يعني سوى الكوارث ثم قلت:
-نعم لقد مر وقت طويل يا فيليب
شعرت براي يجذبني من ملابسي فنظرت اليه لأجده يحدق بفيليب ويضع يده على صدره وهو يسألني دون ان ينظر لي:
-من هذا؟
نظرت الى فيليب وقلت: -هذا فيليب دي اوتو كلوك. مالك الساعة
اتسعت عينا راي للحظة وهما تلتمعان بضياء قرمزي حينها اقترب منا فيليب وقال وهو يمد يده نحو راي:.

-اذن هذا هو قلب باراديس
تراجع راي بعنف حتى انه سقط ارضا وعلى وجهه اعتى علامات الرعب وهمس:
-لا تلمسني
عقدت حاجباي في حين تراجع فيليب الى حيث كان وهو يبتسم ابتسامة صفراء فانحنيت على راي قائلة:
-راي هل انت بخير؟
لكن ذلك الأخير ظل صامتا وقد ادار وجهه بعيدا عن فيليب. ما الذي حدث للتو؟ وقبل حتى ان احاول الفهم دخل سيد شداد الحجرة فعم الصمت المكان، جلس على كرسيه ثم نظر الينا وقال:.

-اريدكم ان تستعدوا فغدا ليلا سنغادر الى (نووير)
نظرنا الى بعضنا في عدم فهم فقال موضحا: -حيث موضع القلب الأخير، الأيزن تا تريال
دُهشت للخبر فأنا لم اتصور اننا سنصل الى مكانه بهذه السرعة وإن كنت اشك ان لفيليب يد في هذا. كنا جميعا مندهشين فيما عدا شاهين الذي بدا عليه الهدوء فغالبا هو كان يعرف، قررت ان اسأل:
-كيف استطعنا تحديد موقعه بهذه السرعة؟

فنقل سيد شداد بصره الى مالك الساعة الذي نظر لي نظرة ذات مغزى ففهمت اني كنت على حق وسيد شداد لم يضع وقته بالرد على بل قال:
-إن سفريا ستصحبنا وستكون هنا غدا وبالتأكيد لاحظتم وجود فيليب الذي سيرافقنا هو الأخر
عقد حاجباي. انا لا افهم. ما الذي يحدث؟ لما ستأتي سفريا معنا؟ هناك امر لا نعلمه بالتأكيد او لا اعلمه انا على الأقل، نظرت حولي لأرى الإستنكار يعتلي الوجوه في حين لم يتحمل جراد اعتراضه بداخله فهتف:.

-ولم ستأتي تلك السفيرة هذا سيتطلب منا حمايتها مما يعني المزيد من العمل
اجاب سيد شداد بهدوء: -لأننا نحتاجها
تأفف جراد وكان على وشك الإنصراف لولا ان قال سيد شداد: -هناك امر اخر.

تنهد ثم قال كمن يحمل هم الدنيا بأسرها فوق كتفيه: -بعد انتهائكم من هذه المهمة اريدكم ان تكونوا على اتم استعداد لأي شيء، اريدكم ان تتجهزوا للأسوء لأنه قادم نحن نمر بوقت عصيب للغاية، ابيس حاليا في اضعف صورها هناك خلل قد حدث حين لم اكن موجودا وقد اتضح ان هناك جاسوسا لا ندري بعد هويته لكننا سنجده. لذا اريدكم حذرين.

قوطعنا حيث فُتح الباب فجأه ودخل احدهم الحجرة مسرعا الى سيد شداد ثم انحنى عليه يخبره بأمر ما جعل سيد شداد يهب من مقعده قائلا بصوت مسموع:
-متى كان هذا؟
قال الرجل بحرج: -منذ ما يقرب من نصف ساعة
هتف سيد شداد: -انقلوها فورا وضعوها تحت الحراسة المشددة لا يجب ان تتنقل بمفردها
ثم نظر لشاهين واشار له ان يأتي خلفه وهو يقول: -لقد انتهى الإجتماع، هيثم سأدع الباقي لك.
اومأ هيثم برأسه فقال كمال: -ما الذي حدث؟

توقف سيد شداد للحظة ولم يبد عليه انه سيجيب حين اتى السؤال مجددا لكن هذه المرة من الجي سورتيه:
-ما الذي حدث يا شداد؟
فأجاب مسرعا: -لقد تعرضت سفريا لمحاولة اغتيال
فشهقت وقلت برعب: -م. هل هي بخير؟
-اجل لا تقلقي هي حية لكن معنى هذا ان هناك من يعلم انها هنا بالتحديد وليس في مبنى السفارة وهذه معلومة سرية مما يؤكد ان هناك تسريب في المعلومات يحدث كما يؤكد وجود الجاسوس لابد ان نبدأ بالتحقيق في الأمر حالا.

قالها وانصرف وخلفه شاهين وبمجرد خروجهما القى علينا هيثم بعض التعليمات وقبل ان ننصرف سأل جراد:
-اين بالضبط في نوير؟
ابتسم هيثم بسخرية غريبة لا ادري سببها وقال: -فيها ستعلمون
انصرف الكل تقريبا بينما وقفت انا في غرفة الإجتماعات حيرى يعتصرني القلق فقال لي هيثم وهو يخرج:
-انها بخير لا تقلقي يا كيسارا لو ان امرا قد حدث لها فصدقيني لم يكن ليتصرف سيد شداد بهذا الهدوء.

اومأت برأسي بعصبية فخرج، كدت اخرج بدوري عندما سمعت صوت مالك الساعة يقول:
-كيسارا
فالتفت اليه في تساؤل وقد نسيت وجوده تماما لأجد ان ابتسامته قد اختفت تماما وقد كست ملامحه الوجوم:
-ان النهاية قريبة. وإني لأكاد ارى التاريخ يُكرر نفسه من جديد ولا يوجد سواك ليمنع ما هو قادم.
قلت بتردد: -فيليب. انا لا افهم ما تقول.

اقترب مني وقال: -لا تدعيه يقرر لك. لا تدعيه يقرر النهاية فحينها ستُراق دماء لا حصر لها وسنخسر جميعا. اتخذي قرارك بنفسك يا كيسارا قبل ان نهلك جميعا بسببه. هو من بدأ كل هذا لكن لا تدعيه ينهيه. لقد حُملت التنين لهدف ولغاية فلا تدعيه يأخذها منك.
-ف. فيليب.
تحسس بظهر يده وجهي وقال: -إن كانت الساعة لا تثق بقرارك فأنا افعل كما فعل القلب الذي تحملين.

اختفى من امامي قبل ان اتمكن من الإجابة تاركا اياي في حيرة عارمة وتمتلئ رأسي بالأسئلة التي لا نهاية لها وحين افقد من شرودي تذكرت ان راي ليس معي وانه اختفى بمجرد خروج سيد شداد. اين ذهب؟ انا لا اشعر بالراحة لقد كان صامتا للغاية منذ رأى مالك الساعة وهذا غريب عليه. يجب ان اجده.

بحثت عنه كثيرا بلا فائدة. اين ذهب ذلك الفتى؟ اين انت يا راي؟ تابعت البحث حت ساقتني قدمي الى الغابة المحيطة بالقلعة. الا يكفي قلقا ليوم واحد. راي. فقط اين انت؟ سرت حتى تعمقت داخل الغابة لأرى شعلة حمراء. ثم. اوه يا الهي. راي! ما رأيته امامي كان غريبا ومريعا. فأمام ناظراي ارى راي يشتعل. يشتعل نارا. لهب احمر قاني يحيط به فصحت بذهول:
-راي؟!

كان يوليني ظهره وببطء التفت رأسه لي دون ان يجيب فهتفت: -راي؟ اجبني يا راي!
حينها استدار بكامل جسده نحوي وقال بصوت كفحيح الأفاعي: -إن الأرض تأن يا كيسارا ألا تسمعين؟
ما الذي يقوله؟ بل ما الذي يقوله القلب؟ إن فقد راي السيطرة هنا ستكون كارثة، سيموت الألف وسيقتلني سيد شداد بعدها. يجب ان امنعه فقلت بحذر:
-راي اهدأ.
صرخ فجأه واللهب من حوله يتطاير بقوة: -أهدأ؟ ألا تسمعين الأنين؟ ألا تسمعين النحيب؟

اوه يا الهي ان الأمر يزداد سوء. ربما يجب ان اجاريه حتى يهدأ فقلت:
-اجل. اجل اسمع
رأيت الدموع تتساقط من عينيه وهو يقول بصوت مبحوح: -انا لم اعد استطيع التحمل. لم اعد استطيع تحمل الأنين.
إن اللهب حوله يزداد بشكل مرعب ماذا افعل الأن؟ ماذا افعل؟

((انتفض هيثم في مكانه فجأه وهب من فراشه واقفا وهو يحاول تحديد مكان تلك الطاقة التي يشعر بها وما هيتها بالضبط لأنها تبدو مألومة. اغمض عينيه بقوة وهو يركز ليعلم المكان. الغابة! هذه القوة. هذه الطاقة الهائلة. انه القلب. قلب باراديس! هذه كارثة هل فقد راي السيطرة على القلب؟ يشعر بكيسارا بجواره لكن وجودها طفيف جدا يغطيها القلب. عليه ان يخبر سيد شداد حالا.

انطلق يعدوا نحو مكتب شداد فهو متأكد ان سيده لن ينام هذه الليلة بعد خبر السفيرة. وبمجرد ان وصل، دفع الباب بسرعة ليجد شداد يحدق به وهو يرفع احد حاجبيه بإستغراب فقال بسرعة وهو يشهق طلبا للهواء:
-القلب. قلب باراديس. إن راي يفقد السيطرة
انتصب شداد وقال: -اين؟
-الغابة في.
قاطعه شداد قائلا: -قدني اليه)).

لم ادري ما افعله غير ان احوط راي بالمجال لأمنع الغابة من الإشتعال لكني ادركت اني لا استطيع احتجاز هذه القوة الهائلة داخل المجال. لن استطيع. :
-راي ارجوك. عد الى صوابك
لكنه كان يفقد السيطرة تماما. والقوة التي اصبح المجال يحتويها مهولة لدرجة تعذبني في احتوائها. إن المجال يتهاوى بالفعل لقد اخترقته النيران. على ان اجد حل قبل ان تتحول القلعة وما حولها الى جحيم مستعر.

((توقف كلا من هيثم وشداد عن الركض حين رأيا ما يحدث في دهشة وقال هيثم بعينين متسعتين:
-اهذا. المجال؟
ببطء اومأ شداد برأسه غير قادر على التصديق فقد امتد المجال حولها فجأه ليحيط بهما. بالقلعة. بالغابة كلها. وظل يمتدد بشكل لا يصدق. فقال هيثم بذهول:
-لكن هذا مستحيل. لا يمكن للمجال المغناطيسي ان يغطي كل هذه المساحة. لا يمكن. لا توجد قوة يمكن ان تفعل هذا. كيف فعلتها؟

ان شداد يعذر هيثم على ذهوله فهو نفسه غير مصدق. كيف فعلتها؟ تقدم نحو اطراف المجال وهيثم يتبعه حتى وصل الى حيث كيسارا، وعقد حاجبيه حين رأى كتلة النار التي تقف امامها. راي قد فقد السيطرة بالفعل. وهو يعرف كيف سيوقفه كما كان يفعل مع كيسارا تماما. تقدم نحو المجال وبهدوء اخترقه ومن خلفه إلتأم المجال من جديد. هذا جديد. )).

علي ألا افقد الوعي. على ان اتماسك. لكني لم اعد استطيع. تساقطت العبرات على وجهي. فلم اعد احتمل نيران القلب وانا بالكاد احمي نفسي. انا اسفة، سيد شداد! في تلك اللحظة ظهر سيد شداد خلف راي لا ادري كيف وصل هناك لكنه مد يده ملامسا للفتى وكان هذا كافيا فقد صرخ راي بقوة، بصوت مزق قلبي فأنا اكثر من يعلم تأثير قوة سيد شداد ولو كونه حاملا للقلب لكان قد مات. رأيته يغمض عينيه فاقدا للوعي ومن حوله خمدت النيران والشعلات المتطايرة. ثم نظر لي سيد شداد وقال امراً:.

-يمكنك ايقاف امتداد المجال يا كيسارا
امتداد؟ نظرت خلفي لأرى ما يعني فاتسعت عيناي وتدلى فمي في صدمة مما رأيت فهو بكل المقاييس مستحيل!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة