قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع

الم رهيب، وكأن عمود من النار قد اخترق ظهري فصرخت، هل سأموت هنا؟ اهذه نهايتي بعد كل هذا؟، لكن كل ذلك توقف فجأه وشعرت بمن يجذبني نحوه بقوة فتحت عيني في دهشة لأرى امامي مشهدا لم اتصوره بينما صوته المميز يرن بين جدران الحجرة:
-لقد اخترت التوقيت الخطأ لتفعل هذا
هتف المقدم: -ش. شداد!
يمناه تلتف حولي بينما يسراه تمسك بسيف المقدم واكمل وانا متسعة العينين ولا افهم ما الذي يحدث بالضبط:.

-لم اتصور ان تتصرف بهذا الغباء
قال المقدم في جزع: -لا. ارحمني
لكن سيد شداد قال ببرود: -طلبك متأخر جدا
لم اجرء على رفع وجهي اليه مع انه انقذني للتو هنا رأيت شحنات كهربيه تلتف بسرعة حول السيف لتصل الى ذراع المقدم الذي صرخ بمجرد ان لامست جلده. صرخاته لا تتوقف بينما تشنجت اطرافه كل هذه الكرباء. ان سيد شداد يقتله فصحت:
-هذا يكفي سيد شداد. يكفي.

فتوقف كل شيء وسقط الرجل ارضا ونظر سيد شداد الى الرجلين الذين شاركا المقدم واكاد اقسم اني رأيتهما يرتجفان فقال سيد شداد:
-هيثم اهتم بالباقي
-حاضر سيدي
هل كان هيثم هنا طوال الوقت؟! رأيت هيثم يضع يده على معصم الرجل ليتأكد ان كان حيا وقد كان في نفس الوقت الذي اخرج فيه الحراس الرجلين الاخرين ولم يتبقى في الغرفة غيري وسيد شداد وحينها ادركت اني لازلت بين ذراعه فإحمر وجهي رغم الالم الذي اشعر به فقلت:.

-سيد. شداد
لكنه لم يتركني بل تحركت يده على الجرح الذي على ظهري وقال: -لقد كدت ان تموتي لو لم يتصادف دخولي انا وهيثم هنا
ثم فجأه احسست بألم شديد في ظهري واتسعت عيناي بقوة وقد ادركت يقيناً ما يفعله فقلت بصعوبة وسط تأوهاتي:
-لا. لا تفعل لا تداوي الجرح.

ومن ثم تعالت تأوهاتي انه يستخدم قوته ليداوي جرحي انه يجبر خلايا جسدي على التكاثر بسرعة ليلتأم الجرح وهذا يؤلم وبشده. لما يستخدم قوته هكذا من الافضل ان يلتأم الجرح وحده كما انه يستخدم قوته ببطء شديد. هل. هل هو غاضب؟ وقبل ان اسأل سمعته يهمس في اذني قائلا:
-هذا عقابك
قلت بصعوبة وانا اضغط على كتفيه من الالم: -لكني لم افعل شيء
بهدوء قال: -لهذا السبب بالضبط لأنك لم تفعلي شيئا لم تدافعي عن نفسك وكدت تقتلين.

قلت وانا اتنفس بصعوبة: -ارجوك. كفى لم اعد. احتمل
تركني فجأه فسقطت على الارض خائرة القوى هذا اسوء من ان السيف بكثير نظرت له وانا امسح دموعي محاولة السيطرة على تلك الألام التي اشعر بها، ادركت ان الجرح لم يلتأم بالكامل وقال سيد شداد:
-لو اكملت اكثر من هذا لفقدتي الوعي
ثم اتبع وهو ينظر لي: -افهمتي يا كيسارا حياتك تهمني حتى لو كنت ستقتلين هؤلاء الجنود في مقابل حياتك ولتعلمي اني لن اتركك تموتي.

ثم قال في صرامة: -ليس قبل ان احصل على ما اريد
ارتجفت من الطريقة التي قالها بها، لما تغير؟ اعلم انه كان صارم بارد ولا يبالي لكنه لم يكن هكذا لم يكن بهذه الوحشية والقسوة، قال لي:
-لما البكاء؟
<<لما البكاء؟ >>، لقد سمعت هذا من قبل لكني لا استطيع استجماع تفكيري كي اتذكر، لقد فاض بي الكيل فقلت بحدة:
-ماذا تريد؟ ماذا تريد مني؟

وضعت يدي على فمي هل خرج حقا هذا السؤال؟ هل جننت؟ انحنى نحوي واتجه بيده نحوي فأغمضت عيني خوفا انا لا ادري ما سيفعل لكنه بالتأكيد لن يكون جيدا لكني شعرت به يجذب شعري بين يديه ففتحت عيني لأجده يبتسم قائلا:
-الهذه الدرجة انت خائفة؟
ثم داعب شعري بين يديه وهو يقول: -فلتحذري مما تتفوهين به يا كيسارا.

ثم تركني وخرج امامي من الباب لأرى خلفه ذلك الملازم. نعم اعني كمال وبجواره يقف شاهين! هل رأيا ما حدث للتوا، اشحت بوجهي في خجل وقد شعرت بالإهانه لما حدث. دخل شاهين الغرفة فور رحيل سيد شداد لم يكن سعيدا على الاطلاق لسبب ما انحنى نحوي وهو يقول:
-هل انتي بخير؟
كنت انا في حالة يرثى لها فقلت بحدة: -وهل ابدوا بخير؟
فصمت ادركت ما اقول واني افرغ غضبي عليه فقلت بسرعة لأتدارك ما بدر مني:.

-شاهين لم اقصد انا. انا اسفه
تنهد وقال: -لا بأس هيا مدي يدك علينا ان نضمد ما تبقى من هذا الجرح سريعا
ففعلت وساعدني هو على الوقوف كنت اقف بصعوبة مع اني استند عليه نظرت الى كمال فوجدته ينظر لي لما اشعر انه ينظر لي في اشمئزاز وربما احتقار ايضا؟ وقال شاهين:
-سنؤجل ما اردتك بشأنه حتى اتولى امرها ثم سأرسل في طلبك
فأومأ برأسه في صمت ورحل...
(( لما الان؟ لما الان؟ لما الان؟ ثم هتف بحنق: -لما الان؟

قالها وهو يضرب بقبضته النافذة التي يقف عندها، انها عادته دائما في اخر كل يوم تقريبا يقف نفس الوقفة في نفس المكان عند تلك النافذة ليتذكر جيدا هدفه والدافع لكي لا يحيد عن الهدف مهما كان السبب. لقد خطط لكل شيء. نعم لكل شيء وهو لم يخطئ من قبل فكيف سمح بمثل تلك المشاعر من التسلل اليه؟ لقد دفنها في ذلك اليوم وقد ظن انه لن يشعر بها مجددا. لما الان يا كيسارا؟، لما الان؟ اكان يجب ان تعترفي الان؟ لقد ادرك في داخله ان عودتها ستُحدث به هذا. نظر مجددا من النافذة ثم تنهد قائلا:.

-ما الذي افعله الان؟ بالطبع سأحقق ما اهدف اليه لابد ان اجمعهم بأي ثمن على الاقل ليكون هناك فرصة في المستقبل
رغم ما قاله لنفسه الا ان ذهنه ظل يعيد اسمها في مرارا وتكرارا. نظر الى يده وتذكر ما فعله للتوا لقد كان غاضبا وبشدة لقد كاد يقتل كل من في الحجرة كل ذلك ليس بالأمر الجلل ما اهمه حقا هو سؤالها <<ماذا تريد؟ >> هل كاد يفقد ولائها للتوا هل كاد يفقد، )).

((الاشمئزاز نعم هذا ما يشعر به من كل ما يراه هنا لكن عليه التأقلم ليعيش فقد بدأ بالفعل يرتعب من شداد هذا الرجل لا يمكن العبث معه وايضا لا مجال للهرب منه فليحذر من الان وصاعدا. ثم تلك الفتاة المسماة بكيسارا انها غير طبيعية بالتأكيد فشداد يوليها اهمية شديدة هي منهم على كل حال وهناك شائعة تقول ان التنين قد ظهر بالفعل فهل هي الحاملة؟ ثم هي شعرت به حين اقترب منها، اذن قد تتسبب في كشف ما يخفيه وهذه بالطبع مشكلة عليه ان يتجنبها)).

-اه. ااااه. شاهين الا يمكنك ان تكون اقل. اه
ان شاهين يضمد الجرح وانا اتلوى كالاطفال من الالم فقال بحنق: -ان لم تتوقف عن المقاومة لكان الامر افضل بالتأكيد
ثم قال بجدية: -كان يجب ان اقيدك قبل ان اضمده
-ماذا؟
-امزح فقط
قلت بشك: -لم تبد لي كذلك
لقد شعرت لوهلة انه سيقيدني بالفعل على كل حال انا منهكة للغاية، قلت لشاهين وانا اتثائب:
-هل من الجيد ان ترجعني الى غرفتي؟ اعني لا يوجد تصريح رسمي يفيد بأن تفعل.

فرد بثقة: -لا تقلقي في غضون ساعات سوف يطلقون سراحك بالفعل لكن ستبقين تحت المراقبة على ما اظن
قلت بإنزعاج وانا احاول ان ابقي عيناي مفتوحتين: -لما المراقبة؟
قال موضحا: -لأن بإعتراف المقدم سيتم التشكيك في مصداقية المجلس وان الدعوة قد تكون قد رفعت لأسباب شخصية لذلك اطلاق سراحك وارد جدا اما عدم اكتشاف تسرب المعلومات فسيجعلك تحت المراقبة و، كيسارا!

لم اتحمل اكثر من ذلك لقد كنت متعبة للغاية جسدي مرهق وفكري مرهق حتى قلبي...
((نظر لها شاهين وقد استسلمت للنوم وهو يكلمها لقد كان يوما شاقا على الجميع فتنهد ثم وقف مستعدا للرحيل لكنه نظر اليها مرة اخرى لا يدري لماذا لكنها بدأت تزعجه جدا مؤخرا مجرد وجودها يزعجه وحين رأى ما فعله شداد اليوم لم ينزعج فقط بل لقد شعر بالغضب الشديد، ما الذي يحدث له بالضبط؟ ))
((قال هيثم في انفعال: -اهذا صحيح؟

فرد الجندي: -اجل لقد وصلنا هذا الخبر للتوا لقد اعترف بهذا منذ نصف ساعة
فأكمل هيثم: -هذا الخبر لابد ان يصل الى سيد شداد حالا
فقال الجندي: -هل...
قاطعه هيثم: -لا سأخبره انا بنفسي
واسرع نحو مكتب شداد طرق الباب ولم ينتظر الاذن بالدخول، دخل الغرفة وهو يقول دون القاء التحية:
-سيد شداد لقد وصلنا منذ قليل سبب تسرب المعلومات وكذلك اعترف المقدم بما توقعته بالضبط.

فنظر اليه شداد واشار اليه ان يتابع: -في الواقع على حسب ما وردنا فإن سبب تسرب المعلومات ما هو الا خطأ وقع فيه
توقف للحظة ثم اكمل بتوتر: -شاهين))
فتحت عيناي على ضوء الشمس القادم من النافذة وانا اتسائل: -متى استسلمت للنوم؟

عموما كنت في حال افضل من البارحة خصوصا وان ذلك الجرح لم يعد يؤلمني وايضا لقد اختفى التعب والارهاق الذي كنت اشعر بهما، لم يكن هناك وقت للتكاسل على الاطلاق فقد ارسل سيد شداد في طلبي، انا لا اريد مقابلته في حالتي هذه لكن الامر ليس بيدي، ارتديت زيي العسكري وخرجت متجهة الى مكتب سيد شداد بخطوات متوترة، مرتبكة طرقت الباب وحين سُمح لي بالدخول اديت التحية العسكرية، لم يكن سيد شداد في الغرفة بمفرده بل كان معه شاهين والذي بدا منزعجا للغاية وان حاول اخفاء هذا قلت وانا انظر ارضا:.

-سيدي لقد ارسلت في طلبي
فرد سيد شداد: -اجل فقد وردنا جديد خلال الساعات القليلة الماضية. لقد رفعت التهمة عنك تماما ورفضت الدعوة انت الان حرة تماما
قلت بلهفة تشوبها السعادة: -حقا. لكن لماذا؟
-لقد عرفنا كيف تسربت المعلومات وهذا يبرؤك
قلت بفضول: -اذن كيف تسربت
نظر سيد شداد الى شاهين الذي عقد حاجبيه حتى كاد يلتقيا ثم خرج من المكتب فجأه وقد بدا عليه الضيق فقلت بدهشة:
-شاهين.

-اتركيه يا كيسارا ان شاهين يحتاج الى تقويم افعاله
قلت بحيرة: -ماذا؟!
رد سيد شداد بوجه خال من التعابير: -ان شاهين هو السبب في تسرب المعلومات
-شاهين!، كيف؟!

-لقد اعترف ذلك الرجل الذي امسكتموه بالمزيد من الحقائق ومنها ان احد الجنود الاربعة الذين ماتوا كان عميلا تابعا لهم ومهمته كانت امدادهم بوجهة المركبة واماكن توقفها وكذلك خط سيرها وبما ان هذه المعلومات لم تتح الا لكي انت وشاهين فلم يستطع الحصول على شيء حتى نهاية اليوم الاول من مغادرة المركبة للقلعة في تلك الليلة اجرى شاهين اتصالا بهيثم ليعرف مكان توقف المركبة القادم لكنه لم يكن وحده لقد كنت انت موجودة في احد الاركان وكذلك كان ذلك الجندي وقد استمع كلاكما للمحادثة.

كنت انا استمع لهذا الكلام بدهشة وسيد شداد يكمل قائلا: -كان من الطبيعي في موقف كهذا ان يشعرشاهين بكليكما لكنه لم يشعر مطلقا بذلك الجندي وذلك ببسب وجودك انت ان وجود شخص مثلك يمتلك قوة كالقدرة على استدعاء التنين لمن الطبيعي ان يشوش على قدرة شاهين
قلت بذهول: -اذن فالذنب ذنبي!

-لا حتى مع قوتك كان يمكنه الشعور بوجود الرجل رغم التشويش الذي يُحدِثه وجودك لكنه ارخى دفاعته ولم يحاول اكثر او التأكد من انه لا يوجد غيرك كما انه ذكر وجهة المركبة بالفعل وهو يتحدث اليكي وذكر المدة التي ستحتاجها المركبة للوصول للحدود الشرقية وقوله امرا بالغ السرية بتلك الطريقة ليهين الرتبة التي يحملها ثم لم يكن الامر صعبا لأن يعرف الجندي اي طريق تتخذه المركبة.

هكذا اذن لابد ان شاهين تلقى عقابا لا بأس به لهذا كان منزعجا للغاية فكيف لوزير ان يخطئ مثل هذا الخطأ، شعرت بالشفقة ناحية شاهين لابد ان الامر سيئ بالنسبة له لكني ايضا سعيدة لأنه تمت تبرأتي فقلت بإرتياح:
-اخيرا
عم الصمت المكان فقلت: -م. ماذا؟
اجاب ببطء: -لا شيء والان لنباشر فيما جئت هنا لأجله
فقلت بتعجب: -الم يكن لهذا؟!
-بالطبع لا، بل لهذا.

فجأه شعرت بتوتر يجتاحني وبحالة عامة من الحذر تنمو داخلي. هذا الشعور انه يتكرر في نفس الوقت الذي طرق فيه احدهم الباب ودخل، قلت على الفور:
-الملازم كمال
هذا الشعور مجددا لقد بدأ الامر يخيفني تراجعت للخلف قليلا بينما كان سيد شداد يراقب بتمعن الى ردة فعلي فقلت:
-ما الذي يفعله هنا؟
رد سيد شداد على ببرود: -ماذا تظنين؟ لقد استدعيته بالطبع.

وقفت بتوتر وبمسافة معقولة بيننا استمع لما يقوله سيد شداد: -ارى انك تعرفينه لذا لندخل في الموضوع فمن اليوم وصاعدا ستتدربين معه
-ماذا؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة