قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع والعشرون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع والعشرون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع والعشرون

اتسعت عيناي في ذهول ممزوج بالغضب والندم ورغبة عارمة في البكاء، لماذا؟ لماذا هناك؟

امام اسوارها وقفت غير مصدقة اني اراها مجددا الحديقة الحمراء، حديقة القصر، الوكاردا والعديد من الأسامي الأخرى ربما يتسائل البعض ما الذي تمثله هذه الحديقة قد لا تمثل للناس سوى اسطورة يتناقلونها بينهم اما بالنسبة لي ولسيد شداد فهي حياة بأكملها فقد صنعت تلك الحديقة لي انا اما صانعها فهو سيد شداد فقبل تسع سنوات من الأن ارادتني اورال عندما اكتشفوا اني كنت احد الأطفال الذين اسرتهم ابيس في ذلك الوقت لم يبالي حاكم ابيس في ذلك الوقت بي مطلقا او حتى بإرجاعي الى اورال لكن سيد شداد كان يخالفه الرأي لا ادري لماذا؟ او حتى ما الذي رأه في؟ لم افكر في الأمر كثيرا ذلك الوقت فقد كنت حينها في التاسعة من عمري وكل ما فهمته انه انقذني من اورال واني ادين له بالولاء فما فعله من اجلي في ذلك الوقت لا يمكنني رده بثمن مطلاقا ففي اورال كان هناك اوراكل وهذا الأخير لم يكن رجلا عاديا بل كان اكثر من يعرف عن التنين فقد امضى حياته كلها في ابحاث عنه ولقد توصل الى ما لا يعرفه غيره الى هذا اليوم الا وهو ترنيمة، ترنيمة قادرة على اخضاع التنين بينما احب ان اسميها انا النداء وبه يستطيع ايجادي في اي مكان فقام سيد شداد بحمايتي فبنى الوكاردا وتلك الأخيرة مغطاة بمجال من الطاقة يمنع دخول اي احد او اي شيء اليها حتى الترنيمة او النداء لا يتخطى جدرانها فأصبح ذلك المكان هو ملاذي الوحيد كنت اسيرة الحديقة ليل نهار خوفا من اورال وكان الشخص الوحيد الذي يأتيني هو سيد شداد، ابتسمت وانا اتذكر لم لُقبت الوكاردا بالحديقة الحمراء وذلك لأن ارضها لم تنبت الا وردا احمر لكن في النهاية تظل الوكاردا مجرد بناء دون مصدر طاقتها الأساسي الذي يغلفها بالمجال والذي كان احدى زهور تلك الحديقة ويتصادف ان هوايتي في ذلك الوقت هي قطف ازهارها للتسلية نعم فرغم تحذير سيد شداد لي بإستمرار بعدم قطف ازهارها الا ان ذلك لم يمنعني كطفلة ان افعل خاصتا لو كانت تلك الزهرة زرقاء بين تلك الورود الحمراء وهكذا اختفى المجال الذي احاط بالمكان واستطاعت اورال ايجادي لكن سيد شداد حماني واستطاع انقاذي بالفعل تاركين الوكاردا خلفنا وقد دمر معظمها لكنها تظل ولا تزال المكان الأمثل لسجني وحجز قوتي لقد احسن اوراكل الإختيار بكل تأكيد كانت المقايضة تنص على الأتي ان اتي لا ليس بمفردي لكن بدون سيد شداد ووحدي ادخل الوكاردا وفي اللحظة التي تطئ قدمي ارضها يسلمون سفريا لأي كان من اتى معي ولقد كان معي اثنين كمال وجراد لقد حدث الكثير من الجدال في تقرير من سيأتي معي خصوصا وان شاهين كان مصرا على ان يحضر المقايضة لكن سيد شداد جعل الأمر واضحا في ان وجوده هنا سواء هو او هيثم يعرض ابيس للخطر خاصتا مع ما يحملانه من اسرار نظرت الى كل من كمال وجراد وقلت:.

-اعتقد ان هنا نفترق
فقال جراد: -لكني لا ارى احدا هنا لإستقبالنا
قلت: -لا تقلق هذه هي طريقة اورال في التعامل عندما اتخطى هذه الأسوار سيسلموكما سفريا ولا لن يحاولو التلاعب لأنه بمنتهى البساطة سفريا لا تشكل لهم اية اهمية وغالبا ستجدون ان سفريا لا تعرف من خطفها او حتى متى او كيف حدث ان اورال حذرة جدا في تعاملها
تأفف جراد بينما قال كمال: -طريقة ذكية في رأيي
تنهدت وقلت: -حسنا اذن الى اللقاء.

ان كان هناك واحدا هكذا فكرت ثم اتخذت اولى خطواتي داخل الوكاردا والتي اُغلق بابها بمجرد دخولي.
((قال جراد في شيء من الغضب: -لقد كانت ترتجف وهي تدخل
اجاب كمال بهدوء: -نعم لقد لاحظت هذا
-انا اكره هذا لماذا يجب علينا تسليم المقدم كيسارا في مقابل سفيرة من دولة اجنبية لا نفع لها بالنسبة لنا
-قد اوافقك الرأي لكنها الأوامر
-انا لا ادري كيف يفكر شداد لكن حتى فكرة المقايضة هذه غريبة على ان يقبلها شداد.

-ربما تكون كيسارا هي من اقترحت الأمر
-فكرت في هذا
قاطع محادثتهما سماع تأوه وبجسد امرأة شقراء معصوبة العينين تلقى امامهما وبجوار جسدها وقف رجلين ظهرا من العدم قال احدهما:
-السفيرة
وقال الأخر: -غير مسموح بوجودكما هنا لأكثر من دقيقة
جذب كمال جسد سفريا اليه ثم حملها مشيرا الى جراد بالرحيل في حين قال ذلك الأخير بتوحش:
-لم لا تتركني استمتع قليلا
فقال كمال: -افعل ما يحلو لك لكن اسرع.

هنا ارتسمت ابتسامة وحشية على وجه جراد وقال في جزل: -اخيرا
انطلقت العديد من الصرخات كان هذا اخر ما سمعته سفريا قبل ان تغيب عن الوعي مرة اخرى)).

انا خائفة، خائفة جدا نظرت الى يدي فوجتها ترتجف بعنف يجب ان اهدئ اعدت النظر الى ما حولي من ركام فلم تعد الحديقة بالجمال الذي كانت عليه الكثير من النباتات النامية بعشوائة والمجاري المائية اغرقت اجزاء من الحديقة وبالطبع بعض المباني الصغيرة التي كانت هنا تهشمت بالكامل نظرت الى السقف نعم فأسوار الوكاردا تغلفها بالكامل فلا يمكنك رؤية السماء كأنها بيت زجاجي عملاق لكن الأن يوجد به بعض الفتحات التي يتسلل منها الضوء...

<<ارى انك اطلت النظر>>
اقشعر بدني في رعب على إثر الصوت وبسرعة عدت للنظر امامي لأرى اوراكل يقف وخلفه جنديان فقلت بصوت مرتجف:
-او. اوراكل
ابتسم بمكر وهو يقول: -كيسارا عزيزتي كيسارا الم تشتاقي لرؤيتي.

نظرت اليه، الى بشرته السمراء وشعره الفضي وعينيه الرماديتين الثاقبتين، اه يا الهي بالطبع لم اشتق اليك من يشتاق الى ايام التعذيب هذه، اشعر ان عمري تسع سنوات لم استطع الرد منذ متى وانا استطيع امامه قال وهو يقترب مني:
-خجلة جدا لألا تجيبي
لا تقترب لا تقترب مني كم اود ان اصرخ بها لكني لا استطيع امسك ذقني فجأة فارتعد جسدي وقال:
-انت ترتجفين بين يدي جميل اذن فالسنين التي قضيتها في ابيس لم تنسيك تعليمي.

اجوك لا تذكر هذه الأمور امامي قلت وانا ابعد نظري عنه وقد بدأت عيناي تدمعان:
-اتركني
نظر لي ببرود واعتصر ذقني وهو يقول: -اعيدي ما قلت بصوت اعلى
تأوهت في الم وقلت وقد فرت دموعي من عيني: -لم لا تتركني وشأني
افلتني بقوة دفعتني ارضا ثم ابتسم ابتسامة صفراء وقال: -يبدو ان وجودك مع شداد قد اعطاك بعض الجرأه الا ترين ان في طلبك نكران للجميل انسيت اني قد اويتك لأربع سنوات.

نظرت اليه غير عالمة كيف ارد لقد كانت اسوء اربع سنوات قضيتها في حياتي فقد كنت تحت يده منذ كنت في الرابعة الى الثامنة اكمل قائلا:
-لقد انقذتك مما كنت فيه حينها الا استحق بعض التقدير
بإستنكار قلت: -انقذتني لقد دمرتني في تلك الاربع سنوات.

جزب شعري وهو يقول متجاهلا ما قلت: -ولو لا هروبك في نفس الوقت الذي هجمت فيه ابيس على اورال لكانت استعادتك سهلة اتعلمين كم من الجهد قد بذلت حتى احصل عليك مجددا؟ لقد اصبحت احد الوزراء لهذا الغرض بالتحديد
اتسعت عيناي وقلت: -انت اصبحت وزيرا
ابتسم وقال: -لقد كان لأجلك يا عزيزتي
ان رأسي يؤلمني من جذبته ودموعي اصبحت كالسيول واعتقد ايضا اني موشكة على الإصابة بإحدى نوباتي حين قال:.

-اه يا عزيزتي لا تبكي فقريبا لن تعري بشيء على الإطلاق
وقبل ان اتكلم سمعت تلك الترنيمة بالنداء يتردد بداخلي قبل ان يتحول كل ذلك الى الم شديد وكأن روحي تنتزع مني فصرخت بقوة لكن كل ذلك توقف ثم اشار الى الجنديين من خلفه فاتجها نحوي وكبلاني ثم قال:
-لابد اناعترف انت تقوامين بشدة لقد اصبحت اقوى من قبل لكن كذلك انا
قلت وانا انظر للجنديين: -لم الحاجة لهما ما وظيفتهما في ختم قواي؟

هنا انفجر ضاحكا وقال: -الا زلت تظنين اني احاول ختم قواك لا تزالين كما كنت في الصغر تصدقين كل ما اقول
نظرت له في دهشة وتساؤل فقال: -لقد اعتدت على اعتقاد ان كلامي هو الصواب عندما كنت صغيرة كان من السهل التلاعب بك لكن اعتقد انك تستحقين معرفة ما اريد منك، انا لن اختم قواك وانا قادر على استغلالها لصالح اورال
-اذن ماذا تريد؟

-سألغي وجودك تماما سأقوم بتحرير التنين، سأجعلكما واحدا لن يكون هناك من تسمى كيسارا حين انتهي منك سيكون هناك كيان واحد فقط وهو التنين وبالنداء سأقوده انا
قلت بين الدهشة وعدم التصديق: -انت لن تفعلها
بسخرية قال: -بلا سأفعل خاصتا بعد ان استعدت ما هو ملكي
-انا لست ملكك
-سنرى. سنرى.

((جمع شداد في مكتبة اعضاء الفرقة الخاصة والتي اصبحت تتكون الان من خمسة افراد واربعة في عدم وجود كيسارا جلس كل من هيثم وشاهين امام مكتب شداد بينما وقف كل من كمال وجراد قال شداد حين اجتمعو:
-اعتقد انكم جميعا تعلمون طبيعة الموقف لذلك جمعتكم نحن بحاجة الى حل وبسرعة فنحن لا نستطيع اختراق الوكاردا وكيسارا بداخلها
قال كمال: -الن نحاول على الأقل؟ لا اظن ان الحديقة بهذه المناعة.

اجاب شداد: -بل هي اكثرمما تظن بوجود كيسارا بداخلها فمن المستحيل اختراقها لذلك اكد اوراكل على ضرورة دخول كيسارا الحديقة فهو وهي وانا نعلم جيدا انه لا مجال للخروج منها
تنهد جراد وصمت الجميع فلم يكن هناك حل مطلقا امامهم للوصول الى كيسارا وحين كان شداد موشكا على قول شيء ما سبقه اليه هيثم قائلا:
-مالك الساعة
فنظر اليه الجميع فأكمل: -ماذا عن مالك الساعة؟ الا يستطيع ادخالانا؟

قال شداد وهو ينظر الى هيثم: -كالعادة
ثم تنهد وقال: -نعم هو الوحيد القادر على هذا ولهذا بالتحديد جمعتكم
قاطعه جراد قائلا: -اوليس مالك الساعة ميتا؟
نظر اليه شاهين في شيء من الغضب فلم يعجبه طريقة جراد او مقاطعته لشداد بهذه الفظاظه لكنه لك يتكلم على اية حال في حين قال شداد:.

-نعم لقد تم تناقل هذه المعلومة بيننا لكني لا اعتقد ان فيليب قد يموت بهذه البساطة لكن المشكلة اني فقدت كل وسيلة للتواصل معه منذ ان انشرت تلك الإشاعة ولا اعرف بالتحديد اين هو، وهو قد يكون في اي مكان الأن فقواه لا تحدها المسافات
فقال شاهين: -اذن ما دورنا نحن؟
-ان البحث عنه اضمن من اختراق الوكاردا لذلك سنبحث عن سأضع كل امكانيات الدولة لفعل هذا وبقواكم سيكون الأمر اسرع.

في تلك اللحظة قوطع شداد من جديد لكن هذه المرة ليست من الموجودين داخل الحجرة:
<<لا اظنك ستحتاج الى كل هذا>>
ثم تبع الصوت ظهور شق في الهواء ومن هذا الشق خرج جسد الى الحجرة وتساقطت بعض قطرات الدماء ثم اغلق الشق مرة اخرى نظر الكل الى القادم في زهول بينما كان الأخير يمسك احدى ذراعية بالأخرى محاولا منع النزيف الذي كان يتدفق بعنف من يده كان اول من افاق من زهوله هو شداد الذي قال:
-فيليب؟!

رد عليه مالك الساعة وقطرات العرق تتساقط على جبينه: -اهذا كل ما يمكنك قوله ترحيبا بي؟
قال شداد متجاهلا مقولة فيليب وهو يشير الى شاهين الذي انطلق نحو مالك الساعة يحاول اسعافه في حين طلب كمال عبر سماعة الهاتف حضور الطاقم الطبي بأسرع ما يمكن:
-ماذا حدث لك؟
هنا ازاح فيليب ردائه ليكشف عن جرح قبيح المنظر على صدره ويده اليمنى فقال شداد:
-على الأقل لست ميتا
نظر اليه فيليب بتساؤل فأجاب شداد: -لقد اشيع خبر موتك.

-موتي؟ ذلك الحقير اذن فقد كان ينوي قتلي بالفعل
-اذن من فعل بك هذا؟
قال فيليب ببتسامة واسعه: -ومن غيره انه اوراكل كان يحاول التخلص مني كما هو واضح
عقد شداد حاجبه في غضب فأكمل فيليب: -نعم لقد فكر في انك ستبحث عني بالتأكيد فمن غيري قادر على دخول الحديقة
تدخل شاهين قائلا: -هلا كففت عن الحركة قليلا حتى اوقف هذا النزف
فقال شداد: -على الأقل انت هنا الأن.

تغيرت ملامح فيليب وهو يقول: -اجل عليك ان تكون ممتنا لقد استنفذت الكثير من قوتي لأستطيع الوصول هنا كما اني لا احمل اخبارا سارة
-ماذا تعني؟
بجدية قال فيليب: -اخبرتني الساعة ان التنين وكيسارا قد اصبحا واحدا
قال هيثم في تعجب: -ماذا؟
فأكمل فيليب: - واخبرتني انها لم تعد تشعر بوجود كيسارا
نظر الى الكل في جزع وتساءل كمال: -ايعني هذا انك يسارا لم تعد...

لم يستطع اكمالها عم الصمت المكان لبرهة من الزمن الى ان قطعه شداد قائلا:
-فيليب
نظر اليه الأخر بجديه في انتظار ما هو قادم وان كان يعلمه عن ظهر قلب:
-سأصنع عقدا. )).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة