قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الأول

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الأول

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الأول

-هناك دخيل اسرعوا الى الجناح الشرقي
صوت الحراس يتعالى، المزيد من الجلبة والصياح وبين هذا وذاك من يقول:
-انها فرق المقاومة مرة اخرى
ومن يرد بتأفف:
-الن نتتهي منهم ابدا هناك اوامر صارمة من شداد بالقضاء عليهم لكننا لم نتمكن حتى من الامساك بواحد منهم
فابتسم رفيقه بمكر وقال:
-ان احد الوزراء هنا في دورية تفتيش ستكون مفاجئة غير سارة للمقاومة
ثم اتسعت ابتسامته وهو يكمل:
-احد افراد الفرقة الخاصة.

هيا عليّ ان اسرع اكثر، انه خلفي مباشرة على هذه الحال سيمسكني بالتأكيد حاولت العدو اسرع لكني كنت قد اجهدت بالفعل ورفاقي لا ادري اين هم وهو يقترب بذلك الوحش خلفي على التوقف عن الهرب هذا المكان ملكهم بعد كل شيئ سيجدونني ان عاجلا او اجلا لم يكن هذا في حسابي لكني توقفت فقد رأيت امامي حشد من الحراس فاستدرت ناحيته لأجده يبتسم في ظفر وهو يقول:
-انت الاخيرة
رددت وانا اتصبب عرقا:
-لن يحدث هذا.

وقبل حتى ان افكر في الهجوم رفع هو يده ناحيتي فقط لأجد نفسي ارتطم بالحائط وانا اتأوه بألم لقد كان سريعا جدا وكان الارتطام عنيفا اعتقد اني انزف هناك بقع سوداء في الصورة بينما ذلك الوحش خلفه يختفي ببطء وهو يقترب مني و...
فتحت عيناي ببطء ونظرت حولي. فكان كل ما فكرت فيه ان هذه الغرفة تبدوا مألوفه ثم نهضت فجأه حين تذكرت اين رأيتها من قبل وقلت بدهشة:
-القلعة!
<<نعم انت بها >>.

التفت بحركة حادة الى مصدر الصوت لأجده هو يبتسم وهو ينظر لي ويكمل:
-الغريب ان تعرف من هي مثلك كيف تبدوا القلعة من الداخل وهي لم تدخلها قط
نظرت له بحده غير مصدقة ان هذا الكلام يخرج من فمه يخرج من فم فتى في الرابعة عشر من عمره او ان هذا الفتى هو نفسه من استطاع ان يمسك كل افراد المقاومة وحده وقبل ان اتمكن من الرد دخل احد الحراس وبعد ان ادى التحية العسكرية قال:
-السيد يريدها.

فأومأ ذلك الفتى برأسه بهدوء فأنصرف الرجل على الفور بينما نظر لي وقال:
-كما سمعتي انه يريدك. انا لا ادري اي اهمية تحملين لدى سيدي لكنه طلب هذه الغرفة خصيصا لكي مع ان بقية افراد فرقتك يقبعون في احد الزنزانات الان
قلت بدهشة:
-تعني انهم احياء!
ضحك وقال:
-لسنا بهذه القسوة لكن...
توقف قليلا ثم نظر نظرة ذات مغزى واكمل:
-هذا يتوقف عليك.

فهمت على الفور ماذا يعني ثم اشار إلى لأتحرك خلفه فتحركت على الفور، كنت الان قد فهمت انني لا استطيع المقاومة اولا لأجل رفاقي وثانيا لأني بمنتهى البساطة لا استطيع، تبعته حتى وصلنا الى غرفة ذات باب ضخم انا لا اذكر وجودها لابد انها حديثة الانشاء اذن. دخل فدخلت خلفه لأسمع صوت عميقا يقول:
-لقد تأخرت يا هيثم.

ارتجف قلبي بين ضلوعي، ارتجف كياني. ارتجفت اوصالي واركاني. ارتجفت كل ذرة فيّ لأجل صاحب هذا الصوت ولأجله فقط يرتعد جسدي. هذا ليس القائد الأعلى هذا، اذن المعلومات صحيحة لقد تخلى عنه، لم استطع ان ارفع رأسي لصاحب الصوت لأني ان فعلت فسينتهي كل شيئ. قال ذلك الفتى (هيثم):
-يمكنك الجلوس هنا.

واشار الى اريكة صغيرة امام كرسي صاحب الصوت فجلست في وجل ثم ببطء رفعت وجهي الى صاحب الصوت الى الرجل الجالس امامي وكياني يهتز في كل نظرة حتى وصلت الى وجهه. الى وجهه الرجل الذي احببت ولازلت احب وسأظل احب ذلك الوجه البارد وتلك الملامح القاسية لم يتغير شيئ بعد كل هذه السنين لم يتغير شيئ قال بصوت يشوبه لمحة من السخرية:
-لقد مر وقت طويل اليس كذلك يا كيسارا.

حاولت التماسك امامه لن اقع فريسة سهلة من جديد رغم كل الشوق الذي يعتريني لكني اعلم انه وبكل بساطة لا مكان لي في قلبه على الاطلاق رددت بصوت مبحوح:
-بالفعل لقد مرت سنين وانا التي ظننت اني لن اراك يا سيد شداد مرة اخرى
حين انتهيت من عبارتي وجدت علامات الدهشة ترتسم على وجه ذلك المدعو هيثم وشاب اخر كان يقف بهدوء طوال الوقت فقلت:
-اذن انت لم تخبرهم من انا بعد
-اجل لم افعل
فقلت محاولة السيطرة على اعصابي:.

-اذن دعوني اخبركم من انا، انا اول واخر من تدرب على يد سيد شداد وانا اول افراد الفرقة الخاصة و...
بدأت اتذكر كل شيئ من جديد كيف وصلت الى كل هذا وانا في الثامنة عشر من عمري كانت البداية منذ عشر سنوات بالتحديد في قرية صغيرة في (اورال)...

صوت التفجيرات يملأ المكان وانا اركد وسط النيران احاول ان اجد ملجأ من هذا القصف لكن لا مفر ولا مهرب انها (ابيس) تشن غارة اخرى علينا كل يحمي ابنائه كل يحتمي في بيته ولا احد يعير اهتمام لطفلة لم تكمل الثمانية اعوام بعد هذا طبيعي لقد اعتدت على ذلك من اهل القرية فلا احد يحبني من سيحب مخلوقا مثلي بذلك الشعر الابيض والعين الكحلية والاسوء من هذا هو تلك الحالة التي تعتريني منذ فقدت والداي هم يعتبرونني وحش من نوع ما مخلوق بشع الهيئة والمظهر لكن ماذا عساي افعل، اخذت اكمل العدو ان هدف ابيس في هذه الاونه هو الاطفال. لم اكملها في ذهني الا وانا اسمع من يقول:.

-هناك واحدة هنا ايضا
ثم شعرت بمن يجذبني من يدي بقسوة فصرخت لكنه وضعني امام شخص اخر وهو يكمل:
-لا اظن هذه الخردة تصلح لأي شيئ
لكن ذلك الشخص التمعت عيناه وقال:
-على العكس هذا بالضبط ما نريد
كان هذا الشخص هو سيد شداد، نظر لي الرجل في اشمئزاز ودفعني داخل قفص نعم قفص ضخم به الكثير من الاطفال الاخرون، سريعا ما تم اختياري من بين جميع الاطفال من قبل ذلك الشخص من قبل سيد شداد قائلا:
-انت ما اريد.

كانت هذه هي المرة الاولى التي يرغب احد فيها بي هذه الجملة غيرت حياتي تماما غيرت حتى ولائي وتنامى داخلي ببطء بثبات حب لا يتزعزع لذلك الشخص رغم معرفتي لما اختارني فأنا احدى الطفرات التي نتجت عن الحرب العالمية نعم انا املك قوى خارقة مختلفة عن البشر لكن كذلك كان هو. قام بتجنيدي وقام بتعليمي كل شيئ كان قاسيا نعم لازلت اذكر الايام التي كنت اعاقب فيها اشد عقاب فقد استخدم حالتي ضدي كان يمنع عني الدواء لليال ولربما اسابيع فأنا كما ذكرت من قبل لدي مرض لا اعرف عنه الكثير لكنهم يقولون انها حالة نفسية حيث انه عند حدوث امر محزن جلل او مع اي انفعال افقد الوعي وتنخفض حرارتي وقد يصل ذلك للموت لكنهم استطاعوا ان يجدوا علاجا لذلك وقد استغل هو هذا ولكن هذا لم يغير شيئ من مشاعري تجاهه وهكذا قبلت كل شيئ منه وظللت على هذه الحال ستة سنوات حتى اصبحت في الرابعة عشر من عمري كنت اخدم سيد شداد وكذلك القائد الاعلى وهو من كان يقود البلاد في ذلك الوقت اما سيد شداد فكان مساعده، حتى لم اعد احتمل نعم لازلت احب سيد شداد لكني لم اعد اطيق البقاء مع ما يفعله القائد الاعلى من ظلم وقتل وفساد فهربت وخلال هذه الفترة التحقت بفرق المقاومه التي رحبت بي لأني املك قوى خارقة لم اكترث وظللت معهم اربع سنوات اخرى ثم ها انا قد عدت من جديد لنقطة الصفر عدت الى شداد، عدت ببصري الى الواقع ونظرت الى سيد شداد والى الفتى والشاب المندهشين بعد ان انتهت حكايتي كان سيد شداد ينظر لي ببرود (كالعادة) فقلت:.

-اذن فأنت قتلت القائد الاعلى؟
اجاب بهدوء:
-لنقل اني تركته يموت، ثم اليس هذا افضل لجميع الاطراف
قلت وانا ابتلع لعابي بصعوبة:
-والان ماذا ستفعل بي؟ ليس بعيدا ان اعدم اليس كذلك؟
فرد على بسخرية:
-تعدمي؟ لو اردنا هذا لفعلنا من قبل لا تكوني غبية
ثم اتبع قائلا:
-لدي عرض مغر لكي واظن انك ستقبليه
قلت بتردد بعد ان تماسكت قليلا:
-ما هو؟
-سأبقي على رفقائك احياء بل سأبقي على من تبقى من المقاومة.

نظرت له بعينين متسعتين ولسان حالي يقول مستحيل ان سيد شداد لا يرحم فلماذ؟، قلت:
- ما المقابل؟
- نحن نعلم ان المقاومة منقسمة الان فريق استخدم العنف بالفعل وهؤلاء لا رحمة لهم عندي سيقتلون جميعا او يحاكمون وكلاهما يفضي الى نتيجة واحدة اما الفريق الاخر فقد حافظ على سلميته وانا اعني بذلك فريقك فسأبقيهم على قيد الحياة لكن تحت شرط واحد
- ما هو؟

- في مقابل ان تعطيني جميع المعلومات عن شبكة الانفاق الخاصة بالمقامة فنحن حتى الان نواجه صعوبة في القبض على الطرف الاخر من المقاومة بسبب تلك الانفاق
كانت دهشتي قد وصلت لأقصى مداها وقلت بإنفعال:
- لكن لما تعرض على هذا انت تستطيع الحصول على ما تريد من معلومات من ايا كان بقوتك ,تستطيع فعل اكثر من هذا فلماذا؟
فرد ببرود:.

-لتحقيق الاستقرار بأي طريقة كانت، ابيس في امس الحاجة الى الاستقرار لقد اوقفت بالفعل كل الهجمات وجيوش الاحتلال من كل الدول التي هاجمتها ابيس وكل ما فعله القائد الاعلى دمر اليس هذا كافيا؟
نظرت اليه في عدم اقتناع سيتركني اعيش انا وزملائي لا استطيع تصديق ذلك لكنه بالفعل عرض مغر قال بعد هينة:
-اذن ما قولك؟
قلت بلا تردد:
-موافقة
فقال وهو يقوم من مجلسه:
-الان لم يبق سوى شيء واحد.

ووجدته يخلع قفاذه ويتجة نحوي ففهمت على الفور ماذا يريد فارتعدت وقلت برعب وخوف:
-ل. انتظر انا لا احمل اي معلومات ولست اعرف شبكة الانفاق كاملة، ثم. ثم، لا تفعل لا اريدك ان تستخدمها عليّ
وقف امامي ونظر لي بصمت عدت لحظات ثم قال:
-هذا ليس لأجل المعلومات بل لشيئ اخر فأنا اعلم جيدا انك لا تحملين المعلومات الكافية.

ثم اقتربت يده من وجهي فارتجفت واغمضت عيني وانا اعلم كمية الالم التي سأشعر بها فهذه ليست اول مرة. احسست بيده على وجهي ولم تمض ثانية الا والم شديد يسري في جسدي ارتج جسدي كله حاولت منع بكائي لكني لم استطع شعرت بأن كل ذرة من مخي تفحص كل معلومة في عقلي تسحب نعم يا سادة هذه احدى قدرات سيد شداد يستطيع بلمسة واحدة ان يعرف كل ذكريات من يلمسه كل ماضيه في لمحة واحدة كل احاسيسه وكل موقف حدث في حياته هذا هو ما فعله معي بالضبط الان هو يعرف عني نفس القدر الذي اعرفه عن نفسي ويوجد دائما نتيجة واحدة لستخدام هذه القوى على اي شخص انه يفقد الوعي لأنه لا يوجد من يتحمل جسده وعقله الم كهذا وهذا ما حدث معي لقد فقدت الوعي...

((فور انتهاء شداد نزع يده تاركا كيسارا مكومة على الاريكة وقد امسك قفاذه ليرتديه ثم قال:
-هيثم انقلها الى غرفتها اما انت يا شاهين فأحتاجك معي
وخرج هو وشاهين من الغرفة فقال شاهين:
-هل لي ان اسئل.
لكن شداد قاطعه قائلا:.

-اعلم فيما تفكر لماذا فعلت هذا لماذا ابقيت على المقاومة اليس كذلك؟ لا تقلق يا شاهين ستعلم قريبا جدا كل شيئ تغير لم اتصور انها ستقع بين يدي من جديد هذا يعني اننا نملك الان قوة لا يستهان بها ولا يمكن ان نفرط فيها
قال شاهين بعدم اقتناع:
-لما سنبقي على بقية الافراد اذن؟
-لأجلها بالطبع ان كل شيئ سيسري حسب تخطيطنا ثم لا تنسى هذا سيساعد فعلا على استقرار ابيس وهذه اولويتنا الان.

-اعلم، هل وجدت ما كنت تبحث عنه سيدي؟
لاحت ابتسامة على فم شداد سرعان ما اختفت وهو يقول باقتضاب:
-اجل )).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة