قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل العشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل العشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل العشرون

وصلا الى المنزل ليلا بعد ان ودعوا مريم التي تمنت لهم الخير فهي لم ترى ابنها بهذه السعادة من قبل كانت نبض ساندة رأسها على
زجاج النافذة غافية بينما اباء يقود السيارة عينه على الطريق تارة
و عليها تارة اخرى اوقف السيارة بحذر و نزل يستدير الى جانبها
فاتحا الباب بهدوء يهزها يضيف بنبرة هادئة:
نبض اصحي احنا وصلنا.
نزلت من السيارة واستنشقت ذلك الهواء العليل الذي داعبها.

حنايا روحها فأنعشها ابتسمت بحبور ونظرت اليه بشكر ودلفا
الى الداخل انتفضت على صوت اغلاق الباب نظر اليها بهدوء
يردف:
اهدي مفيش حاجة ده صوت الباب بس.
احتضنت نفسها بذراعيها تشتت انظارها عنه بينما ارتمى هو على الاريكة هناك طالبا منها الجلوس دنت منه محافظة على حذرها تجلس بجانبه اعتدل في جلسته مستديرا اليها يقول محافظا على هدوئه:.

بصي با نبض انا مقدر خوفك مني بس اهدي انا مستحيل ائذيكي خلينا نرمي كل حاجة ورانا ونبدا من جديد ساعديني
عشان اقدر اساعدك تنسي.
هزت رأسها تنفي بعجز و مدت يدها الى حقيبتها تخرج ذلك الدفتر تكتب:
قلتلك اني محتاجة وقت عارفة انك مش مضطر تصبر كل ده بس مش بايدي والله انا بقيت اخاف من اقل صوت غصب عني
مش قادرة انسى انت مصدقني فلي حكيتو صح عن اياز.
ناولته تلك الورقة ناكسة رأسها الى الاسفل بخزي تخفي عينيها.

التي تفيض بدموع القهر قرأ ما دونته بألم هو خير من يدرك الصراع الذي بداخلها احتضن وجهها بين كفيه بعد ان ازال عبراتها تلك يقول بحب:
ماتهربيش بعينيكي مني مش انتي لي لازم تتكسفي يا نبض
لو عايزة اجيبلك حقك منو هيتحبس بس المهم ترتاحي.
حركت راسها للجانبين كدلالة على رفضها قرأ الخوف داخل عينيها فقال يهدئها:
ماشي مش هنشتكي بس اهدي عايز منك وعد اي حاجة جواكي.

قوليهالي انا مش محتاج تكتبيلي عشان افهم لاني بقرأ كل حاجة
جوا عينيكي كل لي عليكي تعمليه تبصيلي وبس.
اسندت رأسها على كتفه تحتضن ذراعه بخوف بعد ان خانتها الكلمات بينما هو دس ذراعه خلف ظهرها يحتضنها تارة ويمسح على ظهرها تارة اخرى.

قضى ليلته داخل ذلك الملهى يحتسي الخمر شعر بمرارته في بادئ الامر لكن لا تعادل شيئا امام النار التي بداخله راقبته
من بعيد تحث نفسها على الاقتراب منه سارت بجمود اليه تسحب
منه الكأس الذي بيده تقول ببرود:
توتوتو كده غلط طول الليل وانت بتشرب مايصحش كده.
نظر اليها نظر جحيمية جعلتها تبتلع ريقها لكنها لم تبتعد فقال باستحقار متثاقل:
وانتي مالك خليكي فزباينك يا.

جلست بجانبه تقول باستفزاز ساخر وهي ترفع حاجبها بتعجب:
لا يا عمنا الشيخ اه نسيت انك جاي الجامع ولا ايه.
امسكها من ذراعها بقوة يضغط عليه تمعن النظر اليها وقال:
حاسس اني اعرفك وشك مش غريب عليا.
ازدرءت ريقها بخوف وصاح هو مفرقعا بأصابعه ضاحكا:
اها انتي لي معلقين صورتها برة لزوم الاغراء الرخيص وكده.
دفعت يده بحزن تقول بمرارة وغموض:
ابقى فاكر لي قولتو ده لانك هتندم عليه بعدين.

فقال بلا مبالاة ونظرات الاشمئزاز في عينيه تلك تذبحها:
حلي عن نافوخي وحدة زيك جاية تهددني الغلط مني دخلت مكان و زي ده وقابلت الاشكال لي زيك اشكال تبيع لحمها الرخيص.
تابعته بعينيها بعد ان اجتمعت الدموع في عينيها تهمس بانكسار:
ليه كده يا كيان ليه جرحتني بالشكل ده غصب عني والله.
خرج بعد ان تضاعف غضبه يعيد الاتصال بوتين لكنها تقفل الخط.

سار الى مكان عمله الذي يقيم فيه بعد ان غسل وجهه جيدا فاصدم بابنة المدير فقالت هي بعصبية:
مالك يا بني ادم انت اعمى ولا ايه.
نظر اليها ببرود يزيحها عن طريقه يتمتم:
ناقصني قرف عالصبح انا ابعدي عني انتي كمان.
تابعته بفضول بعينيها تقول بابتسامة لعوب:
اكيد ده صاحب اباء لي قال عليه بابا مش بطال والله جك قرف في حلاوتك بني ادم مستفز.

مرت عليها الساعات وهي مستلقية كما تركها جفت دموعها
تنظر فقط الى الهاتف وكلما اتصل كيان تقطع الاتصال
اعتدلت بصعوبة في جلستها تشعر بالالم الشديد انكمشت على نفسها بخوف تضم ركبتيها الى صدرها والالم يزداد نظرت الى
فستانها بألم جلي تهمس:
ليه عملتو فيا كده يا بابا ليه.

اغمضت عينيها بارهاق لكن تقافزت امامها مشاهد البارحة الجمود الذي رأته في عيني والدتها آلمها اكثر ففتحتهما سريعا تضع يدها على فاهها تكتم شهقاتها انتفضت بفزع حينما فتح الباب ودخل شبيه الرجال ذلك يبتسم بزهو من فعلته نظرت اليه باشمئزاز واشاحت بوجهها بعيدا تحاول السيطرة على خوفها منه دنا منها يبتسم بلؤم يقول:
صباحية مباركة يا عرووسة.
اجهشت ببكاء مرير بعد عبارته تلك نظر اليها ببرود يقول:.

ما المفروض تفرحي انك شرفتي اهلك.
انكمشت على نفسها اكثر حينما امتدت انامله تسير على طول
ذراعها العاري وقالت برجاء مضني لامس قلبه لاول مرة:
سيبني يا براء ابوس ايدك والله موجوعة مش مستحملة حاجة
بلاش تلمسني ارجوك.
رفع يديها بمهادنة يقول:
اهدي بعدت اهو قومي انتي خوذي شاور وتعالي ارتاحي.
بقيت مكانها تنتظر خروجه نظر اليها باستغراب فقال بحرج:
ممكن لو سمحت يعني ده بعد اذنك تخرج عشان اقدر اقوم.
نظر اليها بضيق يقول:.

ماشي بس ماتتعوديش عالدلع ده.
نهضت بصعوبة تحاول مقاومة تلك الوخزات التي شعرت بها
بمجرد وقوفها اتجهت الى الحمام بحذر وخرجت بملامح باردة
وضبت الغرفة جيدا تقاوم عبراتها وآلامها وجلست تفكر بارهاق:
مش هرجع بيتنا ارضى بنصيبي وخلاص.
استلقت وآلامها تزداد وغفت بعد طول تفكير دخل براء فوجدها غافية والعبرات عالقة اعلى رموشها استلقى بجانبها يهمس:
مالك يا براء اجمد في ايه مش كده من دمعة رحمتها.

توجهت رنيم الى احسان التي جهزت نفسها قصد الذهاب الى
منزل مريم تقول بهدوء:
اهدي يا خالتي كل حاجة هتتحل بالراحة ونبض لسه صغيرة
بالراحة عليها.
لو سألك اياز انا فين قوليلو عند الجارة لانو نبه علينا محدش
يجيب اسمها في البيت ده.
حاضر يا خالتي بس اهدي.
خرجت احسان وقد تمكنت منها العصبية بينما جلست رنيم
في الصالة تفكر في حالها بحزن دخل اياز بعد مدة نظرت اليه بهدوء تقول:
تعالى احطلك اكل باين عليك تعبان.

اومئ بهدوء ينظر في الارجاء واردف متسائلا:
الا ماما فين.
نزلت عند الجارة مش هتطول قالتلي.
رمقها باستغراب يردف متسائلا:
مالك يا رنيم انتي بتعيطي.
مسحت عينيها بأناملها تقول:
لاء عادي اكيد حاجة فاتت جوا عيني بس.
عليا انا بردو انا متأكد انك بتعيطي بس ليه.
جلس على الكرسي المقابل له تجيبه بحزن:
كنت بفكر في حالي يا اياز.
ماله حالك يا رنيم انتي مش مرتاحة هنا.
هزت راسها بالنفي مجيبة ببكاء:.

مش قصدي يا اياز بس كنت بفكر ليه الدنيا قاسية كده ومش عادلة ليه الناس مش بترحم عندك انا مثلا فضلت تقريبا 30 سنة
شايلة جوا قلبي وساكتة ناس بتسمعني كلام في الرايحة والجاية
بسبب حاجة مش بايدي انا زيي زي اي بنت كل حلمي يكون عندي بيت وعيلة بس ربنا رايد ماتجوزش. سكتت تأخذ نفسها وتابعت:
في منهم لي كل يوم بيسألوني لسه مش لاقية لي يقبل فيكي
و ماما وبابا بقيت احس انهم مش قابليني في البيت عشان كلام.

الناس لي زي السم عايزين يرموني اي رمية والسلام.
سحبها اياز الى احضانه مستغلا ضعفها يقول بعد تألقت عينيه بخبث:
هششش يا رنيم دموعك دي بتذبحني ليه كل ده وانتي خلاص
هتبقي مراتي و هنقطع كل لسان قال عليكي كلمة وحشة.
ابتعد عنها ينظر اليها بعمق يقول هامسا امام شفتيها:
انا بحبك يا رنيم مش عارف امتى وازاي بس لي عرفتو اني
حبيتك.
قربه ذاك اعتراف احدهم لاول مرة لها بالحب بعد هذه السنوات.

نظراته التي تفيض اعجابا بها سقى روحها الجافة تلك انوثتها
المندثرة وفاقت من تفكيرها حينما التقط شفتيها بين خاصته يقبلها بحنان ثم تعمق بعد ان رأى استجابتها حينما احاطت عنقه
بذراعيها ولكن قعط عليهم لحظتهم صوتها الغاضب:
انتو بعملوا ايه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة