قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الحادي والعشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الحادي والعشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الحادي والعشرون

استلقت على ذلك السرير بملل بعد ذهاب اباء للعمل غاب ساعة واحدة لكنها بدأت تشعر بالوحدة والخوف وجوده كان آمانا بالنسبة لها اغمضت عينيها بعد ان تناولت ذلك الدواء ونامت قصد ان تمر ساعات عمله بسرعة ويعود مرت مدة لا بأس بها على نومها
شعرت بأحد يمرر اصابعه على طول قدميها بدأ جسدها يهتز واتاها صوته الثمل يقول بفحيح:
عاملة ايه يا نبضي وحشتيني.
هزت رأسها الى الجانبين و جسدها يصرخ بالنفور و الرفض.

لكن شئ ما يمنعها من اطلاق صرخات الاستنكار تلك وبدأت تشعر
بأنفاس حارة تضرب عنقها وهمس يقول:
حتى لو هربتي هفضل اجيلك حتى فأحلامك يا نبضي.
لاتستطيع فتح جفونها تشعر بلمساته كأنها حقيقة وسرعان
ما انتفضت واقفة تنظر الى انحاء الغرفة بهلع ادركت انه كابوس
في وضح النهار احد هواجسها مدت يديها بارتجاف وارسلت رساله
الى اباء محتواها:
ممكن تفتح الخط و تشتغل انا خايفة هنا سبتني لوحدي ليه.

في الخارج كانا ينتظران خروج اباء بفارغ الصبر فهما يراقبان المنزل لايام
اهو مفيش حد اكيد شفت غلط يعني لو كانت مراتو معاه زي
ماقلت اكيد هتطلع لقدام الباب تودعو حتى والنور مطفي اهو.
اجابه الاخر بايجاب يقول:
يلا خلينا ندخل.

وصلته رسالتها فقام بالاتصال بها فاجابت على الفور دون ان تتكلم
فقال:
اهدي انا مبقاليش كثير وارجع ماتخافيش مفيش حد هيأذيكي
انا هركب السماعات و انتي حاولي تنامي عشان ترتاحي ماشي وهفضل اكلمك بين الوقت وتاني ولو سمعاني صفقي ولو ماعملتيش صوت هعرف انك نمتي تمام اهدي يا حبيبتي.
وضعت الهاتف بجانبها بعد ان فتحت المكبر و كانت ستنام ابتلعت.

ريقها بخوف بعد سماع صوت ما نهضت قصد التوجه لمكان الصوت فلمحت ظلا يقترب هوى قلبها بين قدميها من شدة الخوف وركضت بعد ان اخذت الهاتف مختبئة تحت السرير
دخلا الى الغرفة بعد مدة وبعد ان قلبا المنزل رأسا على عقب وصاح احدهم بغضب:
مفيش حاجة في البيت ده كنت فاكر هنلاقي حاجة عليها القيمة.
اغلقت هي المكبر بحذر و عينيها تذرفان دموع الخوف ووضعت
يدها على فغرها لكتم انفاسها اقترب احدهم من السرير لكن الاخر
صاح يقول:.

مفيش حاجة هنا خلينا نمشي قبل مايرجع صاحب البيت.
لحضة شوف في هدوم حريمي هنا انا قلتلك شفتو جاب بنت معاه بس هو بيطلع انما هي لاء.
يلا نروح يا عم يعني هتعمل ايه انا خايف يمسكونا.
ابتسم الاخر بانحطاط يقول وهو يبحث في ارجاء الغرفة:
لو مالقينا حاجة نسرقها جايز نسرق حاجة تانية خالص.
انتفضت على عبارته الاخيرة تلك يكاد قلبها يتوقف من الخوف.

اعاد اباء تركيب السماعات بعد ان انهى عمله يقول:
نبض حبيبتي انتي نمتي ولا لسه.
جحضت عينيه بقلق وغضب حينما اتاه صوت ذكوري يصيح:
شوف الهدوم دي بزمتك هو في مقاس حلو كده اكيد مراتو
عليها جسم انما ايه صارووخ ارض جو نلاقيها بس.
ترك كل شئ من يده وركب سيارته باقصى سرعة وجسده
ينتفض بعصبية و خوف عليها في ان واحد خاصة في حالتها تلك
وراح يضرب المقود بغضب بسبب زحمة السير تلك ثبت السماعة
جيدا يقول بصوت هامس:.

نبض سمعاني ابقي مطرح ما انتي متخبية فهماني اوعي تتحركي انا قربت اوصل ماتخافيش انا معاكي.
لا يدري هل يهدئها بكلماته ام يهدئ نفسه لم تسمعه من الاساس
بسبب خوفها وتركيزها المنصب على اقدامهم اين تتجه هزت
رأسها بخوف تبكي بصمت تكاد يغمى عليها من شدة الانفعال
والهلع حينما قال:
جايز يكونو حاطين حاجة تحت السرير في ناس كتير بيخبو
صناديق او خزناات تحت السرير.
وصل اباء بعد مدة وركض لكنه وجد الباب مكسور تضاعفت دقات.

قلبه بخوف يموت ان حدث لها مكروه سار الى الداخل فوجد
المكان مبعثر بشدة صاح بقلق:
نبض انتي هنا روحتي فين.
لارد ازداد خوفه عليها اكثر دخل الى غرفته بخطى متثاقلة
فهاله ما رآه كانت مرمية فوق السرير بثياب شبه ممزقة عينيها
جاحظتين كأنها في عالم آخر دنا منها بهلع يصرخ:
نبض فيكي ايه عملولك حاجة انطقي.
لم تحرك ساكنا لم تشعر بوجوده حتى نظر الى النافذة فوجدها
مفتوحة على مصرعيه اي انهم هربو منها عند رؤيته دنا منها.

بحذر يقول بقلق احتضن نبرة صوته وهو يعدل من جلستها
يقول برجاء:
ابوس ايدك طمنيني عليكي يا نبض.
كل مافعلته هو انها ارتمت بين ذراعيه ترتجي امانه تشبثت
به بقوة تغرس وجهها في عنقه و اضافرها تخدش كفه بعصبية
كأنها تلومه على ذهابه شدد من احتضانها يقول:
انا اسف مش هسيبك تاني والله ماهسيبك اهدي.
هدأت ثورتها بعد مدة فقال باصرار:
هما عملولك حاجة اكتبيلي حصل ايه والله هتجنن.
نظرت اليه واتجهت الى الورقة تدون بارتجاف:.

هما لقوني تحت السرير و كان هو هيعملي حاجات وحشة بس انت اجيت فهربو من الشباك ماتسبنيش ارجوك انا خايفة.
قرأ ما دونته بألم لكن مالفت نظره ذلك الحرق الغائر في يسار
صدرها اغمض عينيه الحمراء من الغضب وقال:
روحي خدي شاور وغيري هدومك دي و ارتاحي.
نظرت الى ثيابها الممزقة بحزن واحتضن نفسها بذراعيها
متجنبة النظر اليه متذكرة كلمات ذلك السارق:
ايه المنظر ده حاجة تقرف ايه لي حرقك كده مش عارف جوزك.

بيستحمل يقربلك ازاي وانتي مشوهة كده.
يا عم اكيد بيقرف منها.
نظرت اليه نظرة لم يفهمها عندما راته يغمض عينيه يأمرها بالذهاب فضنت انه اشمئز منها لكنها لاتعلم انه اراد احترام خصوصيتها سارت بوهن تريد الصراخ وما ان اقفلت الباب حتى تعالت شهقاتها تقول في نفسها:
طلع بيقرف منك ايوه ردة فعلو بتقول كده كلهم زي بعض شايفيني جسم وبس.

بينما قام اباء بتوضيب المنزل انتظر خروجها فهاله تحول لون عينيها الى الاحمر تجاهلت وجوده و تمددت على السرير فقال هو باستغراب:
مالك يا نبض حاسس انك زعلانه مني.
ضغطت على شفتيها لكبح رغبتها في البكاء و كتبت تجيب:
انت قرفان مني صح هو قال كده لانو في حرق و اثار حزام
في جسمي صح انا بكره حسمي ليه اثار عنف اياز مش راضية تسيبني مش بتخليني انسى.
فتح عينيه بصدمة مما كتبت وقال باندفاع يحيط وجهها بكفيه:.

اكيد لاء انا لما غمضت عينيا مكنتش عايز اي تصرف مني يزعجك انا عمري ماهقرف منك يا نبض.
نظرت اليه بعدم اقتناع ولكنها صدمت من فعلته حينما فتح اولى
ازرار منامتها لاثما ذلك الحرق قشعريرة سرت على طول عمودها الفقري اغمضت عينيها باستمتاع من ذلك الشعور الذي اجتاحها
بينما همس هو يقترب منها:
عايزة تعرفي اذا انا بقرف منك ولا لاء.
لم تفهم معنى عبارته الى حينما سحبها اتجاهه مقبلا اياها.

بكل لهفة يزيل تلك الدموع بشفتيه امتنعت في بادئ الامر فقال بخفوت:
همسح اثار كل حد قرب منك يا حبيبتي انتي بتاعتي وبس
سيبيني امحي كل ذكرى مش حلوة من جسمك و من روحك.
تابع امتلاكها بكل حب هي تجهل ما عليها فعله مبتدئة لا تعرف
شيئا بينما تابع هو يقول:
سيبيلي نفسك خالص هاخدك معايا لعالم حلو جدا هتحبيه غمضي عينيكي وبس وفكري فيا.

عاملها بكل رفق بكل حذر بكل حب ونظراته العاشقة احتضنتها بالكامل بينما هي استسلمت بين بديه فهو امانها لثم جبينها بعد
مدة يقول بابتسامة:
مبروك يا حبيبتي.
اخفت نفسها داخل تلك الملاءة تبكي بندم المه وضعها ذلك فهي مشتتة لاتعرف ماالذي تريده فاقدة للثقة وكل مافعله انه احتضنها من الخلف عله يخفف الحمل من عليها يهمس بصوت اجش:
هترتاحي يانبض انا هكون دواكي يا حبيبتي.

بينما استدارت طالبة احتضانها فلم يكن من المانعين ودموعها تخترق
صدره تحرقه حرقا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة