قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثاني والعشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثاني والعشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثاني والعشرون

مر اسبوع آخر لم تتغير فيه الاحوال سوى انه تمت خطبة اياز
و رنيم وعادت الى منزلها حتى موعد الفرح الذي لم يتبقى عليه
الكثير خرج اياز من المنزل يشعر بالراحة بعد ان خطب رنيم متذكرا غضب والدته مما شاهدته وعلى ثغره ابتسامة ماكرة.

Flach Back:
اتاهم صوتها الغاضب تصيح:
انتو بتعملوا ايه.
انتفض كلاهما مبتعدين بتوتر نظر اياز الى والدته يقول ببرود:
اهدي يا ماما ساعة شيطان وخلاص انا عايز خطوبتنا فأقرب وقت.
وهكذا استغل اياز الموقف وعجل كل شئ.
Back.

وتوجه الى منزل براء الجديد طارقا الباب فتح براء يقول
مرحبا:
يا اهلا و سهلا من وقت خطوبتك مش بتبين.
جلس اياز يجيب:
ولا حاجة هروح فين يعني انا جيتلك في موضوع مهم.
اقترب منه براء بعد ان راى الجدية تطغى على نبرة صوته يردف:
خير في ايه يا اياز قلقتني.
فقال بنبرة منخفظة حتى لا تسمعهم وتين:
عايز منك برشام.
برشام ايه ده لي عايزو ماتجيب من الاخر.
فأجابه ببرود باسم الدواء جحظت عيني براء بصدمة يقول:
نعم عايز ايه!

نظر اليه اياز بضيق يقول مبعدا ناظريه عنه:
في ايه يا براء ماتجاوب اه. او لاء عشان اشوف غيرك.
فقال براء بعد ان تخلص من صدمته:
بس البرشام ده لا مؤاخذة للي يعني.
يووووه يا براء ما انا طلبتو منك عشان عايز اكون شديد اكثر.
نظر اليه براء بعدم اقتناع يقول:
هو ده السبب يعني.
اكيد هو انت بتشكك في رجولتي ولا ايه المهم المسا هاجي اخدو منك ماشي.
خرج اياز واغلق براء الباب ناظرا الى غرفته ابتسم بمكر.

وسار باتجاهها وفتحه مباشرة لم تحرك ساكنا صاح بنبرة آمرة وهو يشير بسبابته:
تعالي هنا يا كلبة انتي.
سارت باتجاهه بخضوع كي لا يضربها مرة اخرى اسبوع واحد
جعلها تعرفه حق المعرفة ربت على رأسها بحنو وسرعان
ما شدد قبضته على شعرها يهزها بقوة:
انا مين يا حيوانة حفضتي الدرس ولا لاء.
اجابت بخضوع دون ان ترفع راسها اليه تقول بانكسار:
انت سيدي وكل لي اعملو اني اقول حاضر وبس من دون اعتراض.

رفعت رأسها تكمل كلامها فكان كفه الاسبق ينزل على وجنتها وامسكها قبل وقوعها يصيح بحدة:
توتوتو شكلك نسيتي الدرس قلت ايه انطقي.
اخفضت راسها سريعا تجيب بخضوع:
ماارفعش عيني فعينك ابدا.
طبع قبلة صغيرة على شفتيها يقول بهدوء وهو يمسح على وجنتها التي ضربها للتو:
كده بحبك تكوني مطيعة وماتعصبينيش عشان ماسيبش نفسي عليكي وانتي الخسرانة ماشي يا قلبي.
لم تجبه فصاح بنبرة اعلى:
ماااشي.

هزت رأسها عدة مرات بينما هو ابتعد ناظرا اليها بنفور يقول:
قومي البسي حاجة عدلة ده منظر عروسة حاجة تقرف.
ضغطت على شفتيها تقاوم رغبتها في البكاء تقول بخوف:
مش هينفع.
اقترب منها يقول بعصبية:
سمعيني قولتي ايه كده ماسمعتش.
اعادت عبارتها بارتعاش:
مش هينفع يا براء.
فاضاف مستفسرا:
نعم هو ايه لي مش هينفع ده حقي وهاخدو.
رفعت انظارها اليه تصيح بعد ان فقدت اعصابها:
هتاخدو غصب عني زي كل يوم كفاية قرف انا تعبت انت ايه.

مش بني ادم مش بتحس بقولك مش هينفع عندي ظروف تمنعني
ايه مش بتفهم انا بكرهك بقرف منك مش طايقاك خلي عندك دم.
رأت الجحيم داخل عينيه التي تحولتا الى اللون الاحمر القاني
من شدة غضبه جثى فوقها ضربها بغل يقول:
هخليكي تشوفي القرف على اصول يا وتين حتى لو عندك
ظروف بردو هعدل مزاجي وهتشوفي.
ايقضت الوحش الذي بداخله بصياحها:.

انت مش راجل ومهما عملت هتبقى ناقص يا حيوان ماعدش يهمني اعمل لي تعملوا خلاص انا مابقتش احس بحاجة يكش تموتني وارتاح منك ومن قرفك.
وصفعته بكل غل انقض على كوحش كاسر يعاملها كعاهرة حتى في حالتها الخاصة لم يرحمها بقيت اسفله تصرخ بألم ورجاء بعد مدة لكنه لم يتأثر حتى فرغ منها بصق على وجهها يقول بنهيج:
عايزة اعاملك زيك زي اي وحدة رخيصة حاضر.
وغادر تاركا اياها تتجرع مرارة الالم و الذل منذ زواجهم الى الان.

ضمت ساقيها الى صدرها بارتجاف تهمس بروح خاوية:
بكرهك، بكره كيان وماما وبابا وكلو.
لم تبالي بنزيفها حيث بقيت مكانها تردد كلماتها بحقد.

في بيت الجبل عند كل من اباء ونبض اتجه اباء الى الغرفة فوجدها لم تستيقظ بعد طوال الاسبوع تتجنب النظر اليه نظر اليها باستغراب اسبوع كامل تقضي معظم اوقاتها بالنوم حزم امره متجنا نحوها يهزها صائحا:
نبض مالك بقالك اسبوع عالحال ده كل لي بتعمليه تنامي وبس.
استيقظت بتثاقل تمسح على عينيها لتزيح اثر النوم نظرت اليه
مليا ثم عادت الى نومها بدأ الشك يعود اليه سار باتجاه الدرج.

يسحب ذلك الدواء واتجه الى الخارج عاد بعد مدة يكاد لا يرى
من فرط غضبه رفعها من مكانها يصيح بقهر:
بتستغفليني يا نبض مهدئات وتقوليلي برشام وجع راس.
ابتعلت ريقها بخوف من عصبيته التي تراها الاول مرة بينما
تابع هو يقول بعتاب:
بتعملي فينا كده ليه مش اتفقنا ندي فرصة لبعض بتهربي بالنوم
ليه مفيش فايدة لهربك ده لازم تواجهي.
تشنج جسدها بعصبية شعر بتشنجها فخفف قبضته على ساعديها
اتجهت هي الى الدفتر تكتب بحركة عصبية.

عشان لازم اهرب انا مبقتش قادرة اكمل لولا المهدئات دي
مش قادرة انام كل مااغمض عينيا اشوفه لمساتو ليا لسه حاسة بيها نفسه صوته الخوف لي جوايا كل يوم بيكبر اكتر من اليوم لي قبلو انا بكرهه اكتر حد انا تعبانة ريحته فكل مكان صوته في وداني وهو يقولي يا نبضي حتى اسمي كرهته كنت بستخبى فاوضتي بمجرد مااسمع صوت عربيته حاسة اني مكسورة خلاص
لو تعبت مني طلقني لكن مهدئات مش هقدر اعيش من غيرها.

امسك الورقة بينما هي تشعر بعصبية كبيرة وبدأت تصرخ بصوت مختنق تكسر كل مايقابلها نظر اليها بقلق وقفز يكبل حركتها بين احضانه قاومته بشدة فثبت رأسها في عنقه هدأت حركتها بعد مدة وبقيت شهقاتها فقط تسمع في الغرفة وهو يمسح على ضهرها قصد تهدئتها قرأ مادونته بالحرف يفكر في حل لخوفها هذا.
اخرجها من بين احضانه وكفيه يحتضنان وجهها يقول بهدوء:
نبض انتي واثقة فيا صح.

امسكت كفه الذي يربت على وجنتها ولثمته ببطئ ناظرة الى عينيه وحركت شفتيها تريد قول تلك الكلمة منذ وقت طويل
لكن صوتها يأبى الخروج بينما هو ثبت انظاره على شفتيها
يرى انطباقهما وانفراجهما وهذا يدل على كلمة واحدة بمجرد تفكيره بها ارتفعت نبضات قلبه وضعت كفه على موضع قلبها
فشعر بضرباته فقال ليتأكد:
نبض هو انا فهمت حركة شفايفك صح انتي قولتي بحبك
هزت رأسها بالايجاب فتابع بعدم تصديق:
هو انتي فعلا قولتي بح.

بترت كلماته حينما احاطت رقبته بذراعيها تلثم شفتيه ببطئ
تصنم لوهلة شعر بارتجافتها و بحاجتها لاحتضانه فاحاطها بذراعيه يقول:
اهدي ماتخافيش يا حبيبتي لو اضطرينا نلف كل الدكاترة صوتك هيرجعلك واول حاجة عايز اسمعها منك اسمي.
لم تجبه بل اكتفت بهز رأسها متشبثة به بكل قوتها.

حاسس بايه بقالك ساعة بتبص قدامك من دون ماتقول كلمة.
قالها رائف وهو يحاول سبر اغوار كيان الذي يبدو عليه التعب.
تعبان المشكلة حاسس دماغي فاضي مفهوش فكرة
وجسمي مهدود مبقاش عندي حيل اعمل حاجة خلاص.
اهدى دي من اعراض الشيزوفيرينيا بس كل حاجة هتتحل.
ابتسم كيان بسخرية يجيب:
مفيش حاجة هتتحل انا خلاص انتهيت.
اضاف رائف مشجعا:
لاء اهدى انا اكثر حد فاهم حالتك و انت هتبقى كويس.
ثم اردف يغير مجرى ذلك الحديث المحبط:.

في سؤال كان جوا دماغي نفسي اسألهولك انت قلت انو استاذتك كانت بتعرف كل حاجة وفنفس الوقت قلتلي انك بتروح لقبرها بتحكيلها كل حاجة ليه؟
نظر اليه كيان بعجز يجيب:
زمان مكنش عندي حد يسمعني غيرها خفت ابطل احكي انسى فقوم اسامح وانا مش عايز اسامح بس دلوقتي انت بتسمعني
عشان كده بطلت احكيلها.
بص يا كيان انت بعد فترة هتحس انو جسمك همدان ما فيكش حيل تعمل حاجة عشان كده هنصحك اول ماتحس بده بتضاعف.

جرعة الدوا و تاخد اجازة من شغلك تمام.
نظر اليه نظرة خالية من اي شئ وغادر المكان بأكمله متوجها
الى تلك الحانة مرة اخرى دخل ينظر بضيق وجلس على الكرسي
سارت باتجاهه تقول بنزق:
انت مش المفروض تكون هنا ده مش مكان يناسبك.
نظر اليه بازدراء و هو يتفحصها من رأسها الى اخمص قدميها يجيب:
عندك حق ده مكان يناسبك انتي وبس يا صحيح هو انتي اسمك
ايه
رمقته بغضب من نظراته المشمئزة تلك تجيب:
اسمي نوجا.

اقتربت منه حتى لم تبقى مسافة تذكر بينهما ويدها عرفت طريقا الى فخذه تربت عليه غامزة تقول:
انا عجباك صح قول ماتتكسفش ده باين من عينيك.
امسك بيدها التي على فخذه يضغط على بقوة يردف بنفور:
ايدك الوسخة دي ماتلمسنيش ماشي يا قطة والا هتوحشك.
اما من ناحية عجباني فانتي مافيكيش حاجة تعجب يعني واخدة فنفسك مقلب انتي مجرد لحم رخيص للبيع وبس غوري مش عايزك تقربي مني حاسس اني لازم اخد شاور بعد مالمستيني.

ومع ذلك مش هنظف.
نظرت اليه بجمود مصطنع تقول:
لو عرفت انا مين مكنتش هتقول كده.
نظر اليها بلامبالاة يقول:
ومين هتكوني يعني.
فأجابت بتحفز:
انا.

وصلت هي ومحمد الى منزله بعد يوم طويل يكاد قلبها يقفز من مكانه افلت كفها بابتسامة ليفتح الباب دون ان ينطق بشئ دخلت
ورائه تحاول التقاط انفاسها اقترب منها يقول متجنبا النظر اليها:
اوضتك اهي فوتي ارتاحي يا براءة.
ودخل غرفة اخرى مغلقا الباب تاركا اياها تنظر في اثره بانكسار
سارت بتثاقل الى الغرفة التي اشار اليها تحارب عبراتها المتجمعة
داخل مقلتيها ارتمت على ذلك السرير تقول باستهزاء:.

هه فاكرة اول ماتتجوزو هيجري عليكي اكيد لازم يتعود على
منظر جسمك ده.
جلس هو بارهاق يقاوم ذلك الالم الفضيع الذي يشعر به في ركبته
بسبب قدمه الاصطناعية تلك لقد وقف اكثر من اللازم وضغط عليها شعوره بالعجز ازداد لقد كسر فرحتها لكنه بالكاد استطاع تحمل ساعات العرس تلك حتى ينزعها نزلت دمعة من بين اهدابه
فترك لها حرية السقوط وهو يفرك ركبته بالمرهم وقلبه عندها.

هل كرهته بماذا تفكر الان بعد مدة من التفكير خرج متجها اليها
فكانت تصلي بخشوع العبرات تغرق وجهها تناجي بارئها بانكسار
جلس منتظرا انتهائها جلست بجانبه تقول وهي تفرك يديها بتوتر:
عارفة انو حتى لو حبيتني صعب عليك تتقبل شكلي بس انا عذراك اذا انا مش بقدر اشوف نفسي انت هتقرب مني ازاي.
نظر اليها يقول بنفي:
لاء مش كده يا براءة انا مااتجاهلتكيش لسبب ده صدقيني.

في عندي سبب تاني اقوى من ده بس عايز منك وقت لحتى اقدر اقولهولك ماشي.
اومئت بايجاب بينما هو قال:
روحي نامي دلوقتي يا براءة وبكره نكمل حديثنا.
لثم جبينها بهدوء وسار مبتعدا الى خارج الغرفة بينما هي تابعته
بحيرة.
جايز يكون تعبان او متوتر ايوه كده بس انا شايفة الحب فعينيه هو مش قرفان مني انا هديلو فرصة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة