قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثالث والعشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثالث والعشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثالث والعشرون

نظر اباء الى نبض المتسطحة بجانبه بهدوء يردف:
والدتك اتصلت بيا يا نبض.
اشتعلت عينيها بغضب وانتظرت اكمال كلماته فقال:
فرح اياز بكره عايزاكي تحضريه.
كورت يديها تحاول التحكم في تلك العصبية التي اجتاحتها بمجرد سماع اسمه ربت على يدها تلك قصد تهدئتها يكمل:
لو مش حابة تروحي معلش مش هغصبك.
نظرت اليه بالنفي وكتبت:
هروح هقف قصادو هواجهو هثبتلو انو انا احسن منو.
تمام يا حبيبتي ولو عايزة تروحي قوليلي ماشي.

اومئت بهدوء و اضافت مدونة:
عايزة اضربو بالقلم بس انت تكون موجود معايا.
قرأ مادونته وضحك بخفوت يجيب:
حاضر هخليكي تضربيه قد ماعايزة ومن غير ما ينطق
ايه رأيك.
التمعت عينيها بشراسة تتخيل نفسها تكيل له الضربات دون ادنى
مقاومة منه كما كان يفعل معها.
ايه رأيك نطلع عايز انا اختارلك الفستان قولتي ايه.
التمعت عينيها بسعادة من عرضه اومئت بالايجاب.
تجهزت وهاهي الان نسير شابكة يدها بيده يتجولان بين
المحلات.

ممكن تقعدي هنا هرجع حالا يا حبيبتي.
جلست بتوتر تنتظره بينما هو اتصل باياز يقول:
انت فين انا لازم اقابلك دلوقتي و هتيجي دلوقتي على مش عايز نقاش يا مروج المخدرات.
اضاف عبارته تلك ببطئ قاصدا استفزازه بينما اغلق اياز الخط
بغضب يتجه الى ذلك العنوان و جلس اباء بجانب نبض يقول:
ممكن تديني ايديك.
مدت يدها الى كفه الذي احتضن اناملها على فور ووضع ذلك
الخاتم في بنصرها النحيل برقة يقول:.

من زمان كان نفسي البسك الخاتم بايدي ودلوقتي جت الفرصة.
نظرت اليه بامتنان وعينيها تلتمع بالسعادة وسرعان مااختفت
ابتسامتها تلك ناظرة ورائه بخوف نظر اباء الى الوراء وابتسم
وهو يحتضن نبض بحب يقول:
مش انتي عايزة تاخدي حقك يلا.
وقف اياز ناظرا الى كليهما بغضب ترددت في الابتعاد عن اباء لكن
رغبتها في الانتقام كانت اكبر وقفت تنظر اليه بكره مثبتة عينيها.

على مقلتيه وكانت النظرات ابلغ من اي كلمة كأن نظراته كانت انعكاسا لما فعله بها ولم تشعر الا وهي تهوي بيدها على وجنته مرة واثنتان وثلاثة لم تصدر منه اي ردة فعل بسبب نظرات اباء التحذيرية بينما هي رفعت ركبتها ضاربة اياه اسفل بطنه كضربة قاضية وضربتها تلك اعدمت رجولته لابد و زادت حالته سوءا
و نظرة واحدة منه جعلتها تركض مختبئة خلف اباء ترتجف خوفا هي اضعف من ان تواجهه هذا ما فهمته.

احتضنها اباء يحاول السيطرة على ارتجافها تارة و تهدئتها عن
البكاء تارة اخرى لكن كانت تبدو عليها بوادر الانهيار تركاه مكوما ارضا والناس تنظر اليه بشماتة ضانين بأنه متحشر قذر ويستحق ما ناله.
اتجها الى السيارة وقال اباء مقدما لها الماء:
اهدي انتي بتبصي وراكي ليه محدش جاي ورانا ماتقلقيش.
وكعادتها في حالات خوفها تلك ترتجي احتضانه فيفهمها دون ان تبوح
وصلوا الى منزلهم بعد مدة فقال اباء بحماس:.

يلا خلينا ندخل وجهزي نفسك للفرح وانا هستناكي عايز اشوف
الفستان لي نقتهولك عليكي.
دخلت الى الداخل وارتدت ذلك الفستان الذي انساب على جسدها كأنها ضمم خصيصا لها وراحت تجلس على التسريحة تضع بعضا من مساحيق التجميل التي زادت من ضياء ملامحها كان يراقبها منذ البداية دنا منها يحتضنها من الخلف بعد ان لثم عنقها يردف بخبث:
ايه رأيك نفضل هنا مانمشيش اصل عايز اقولك على حاجة مهمة جدا.

ابتسمت بخجل تخفي وجهها المشتعل بين احضانه.
فصاح ممازحا:
لاء كده كثير عليا الصراحة.
ابتعدت عنه تدون بذلك الدفتر الذي لا يفارقها:
نروح بس من الفرح وانا كلي ليك.
نظر اليها بذهول مما قرأ واجاب بتمني:
امتى نرجع بس.
تاه كل منهما في ضحكة الاخر وعادت تكمل تزينها.

متكومة على نفسها تمسح دمعتها للمرة التي لا تعلمها وكلماته
تتردد باستمرار رخيصة بايعة لحمك بالفلوس
وضعت يديها تسد ادنيها تهمس:
انا مش رخيصة هوما السبب محدش قبلني.

Flach Back:
فقالت بتحفز:
انا ش.
اتاها صوت مديرتها تلك تصيح بغضب:
نوجا انتي واقفة بتعملي ايه على شغلك يلا البيه هناك عايزك
امشي.
بترت عبارتها تتمنى ان تنشق الارض وتبتلعها على ان ينظر اليها
بتلك الطريقة المهينة دنا منها يهمس بجانب اذنها:
مش محتاج تقوليلي انتي مين لانك باين عليكي انتي مين.
Back.

لازم تعرف الحقيقة يا كيان لازم احكيلك انت لي هتطلعني من
المكان ده.
شردت في ذلك اليوم الذي كان نقطة تحول في حياتها حينما كانت فتاة صغيرة لا تعي مشاكل الحياة نظرت الى والدتها التي تحزم امتعتها قصد الرحيل واتجهت اليها تقول ببراءة:
ماما هو احنا رايحين فين عند تيته صح!؟
نظرت اليها والدتها بجمود تقول:
لاء انا رايحة سايبة لبيت وانتي هتقعدي مع ابوكي.
دخل والدها ينظر بلا اهتمام يقول:.

نعم تقعد عند مين تغوري انتي وهي فاهمة مش هتفضل عندي.
امسكتها والدتها دافعة اياها الى والدها تقول له:
هتفضل عندك.
اعادها والد شجون بدفعة اخرى الى والدتها يقول برفض:
مش عايز منك حاجة حتى بنتك دي مش عايزها.
تابعت رحيل والدتها وسرعان ماركضت تتشبث بها تقول ببكاء:
ماما انتي سايباني بجد.
دفعتها والدتها ولم تنظر خلفها ابدا بينما نظرت شجون الى والدها
الذي جمع اغراضها يضيف:.

هتفضلي عند جدتك من دلوقتي ومش عايز اسمعلك صوت فاهمة.
Back.

هما السبب مش انا هما لي خلوني كده بس انا هحكيلك وانت
لي هتهربني من هنا.
ابتسمت متأملة:
ايوه هو لي هيخرجني من هنا هو املي الوحيد بس يا رب
يرجع هنا.
ابتسمت تتحسس على ذلك الوشم تارة وتلثمه تارة اخرى تفكر
هل سيصدق ماسترويه له من ذكريات موجعة غائرة في اعماق قلبها.

كان جالسا داخل تلك الورشة يقوم بعمله بهدوء لكن كل تفكيره
عند وتين اشتد الم رأسه وذلك الطنين لاينفك يغادره ترك عمله
وحسم امره عائدا الى الحي متجها الى منزل براء
لازم اطمن عليكي مش بتردي عليا ودايما بتفصلي الخط.
كانت جالسة على السرير تضم ساقيها الى صدرها وجهها وجسدها
مليئ بالكدمات مرهقة حد الوجع لكن وجع روحها اكبر بكثير
جلست بجانب المرآة تتلمس وجهها بحذر وهي تبتسم بمرارة.

قاطع تأملها صوت الجرس نظرت الى الساعة باستغراب تقول:
ده مش وقت رجوع براء مين لي جاي.
فتحت الباب فتراجعت مترنحة الى الخلف بصدمة لم يتعرف
اليها للوهلة الاولى تبدو اكبر من سنها نحيفة اكثر الى جانب تلك
الكدمات دنا منها بعدم تصديق يردف:
انتي وتين؟!
نظرت اليه بغضب تقول بعد ان عادت خطوات الى الخلف:
نعم عايز ايه.
وتين انا كيان اخوكي انتي بتكلميني كده ليه.
ضحكت بشدة حتى ادمعت عينيها تقول باستهزاء:.

نعم اخويا هو انا ليا اخ اصلا اخويا لي سابني فاكثر وقت
كنت محتاجالو فيه.
قاطعها يقول برجاء:
وتين ارجوكي اسمعيني انا كنت مجبور محدش يقدر يلومني
على تصرفاتي.
نظرت اليه بازدراء تقول:
لانك راجل صح عشان كده ماحدش يقدر يلومك.
انتفضت على صراخه حينما قال:
لاء لاني مريض شيزوفيرينيا ماحدش يقدر يلومني تصرفاتي وافكاري مش ملكي.
تصلبت من الصدمة تنظر اليه تقول ببكاء:
انت بتتكلم جد يا كيان.
فقال بضعف:.

انا تعبان يا وتين ماتزوديش عليا وجعي ارجوكي.
سارت اليه تحتضنه بقوة بعد ان لمحت الدموع بعينيه تقول:
وانا مين يخفف عليا وجعي يا كيان مبقتش احس بحاجة
كل يوم ضرب واهانة و.
طغى نحيبها على باقي كلماتها ابعدها كيان عن احضانه يقول:
وايه سكتي ليه قوليلي الحيوان ده بيعملك ايه.
اخفضت رأسها خجلة منه ومما كانت ستقول لكنه ضغط عليه
يضيف:
ماتخافيش يا وتين قوليلي والله هجبلك حقك منو.
فصاحت باكية تتابع بخزي:.

كل يوم قرف واغتصاب لروحي قبل جسمي ده مش طبيعي
بيطلب مني حاجات.
قاطعها حينما وصل اليه معنى كلماته يقول:
هش اهدي والله هاخدلك حقك منو بس لازم تفضلي قوية
انا دلوقتي ماشي بس هرجع اخدك معايا اتفقنا.
اومئت بايجاب تكفكف عبراتها تضيف:
في اقرب وقت يا كيان ارجوك مبقتش قادرة استحملوا.
اهدي يا وتين كل لي تعمليه انك تصبري شوية وهخليه يندم والله.
فقالت بهدوء:
هفضل مستنياك يا كيان لحتى تيجي تخرجني من هنا.

وعندما غادر راحت تتجهز من اجل حفل زفاف اياز فهذا ما طلبه
منها براء.

بدأت تلك القاعة تكتض بالمعازيم بقيت انظار احسان على الباب
حتى رأت نبض داخلة وهي تتأبط ذراع اباء ابتسمت متجهة
اليها لكن نبض تجاوزها كأنها لم تراها و جلست هي واباء على احدى الطاولات المخصصة هناك نظر اليها اباء بعتاب يقول:
عملتي كده ليه يا نبض هي كانت فرحانة بشوفتك.
لم تجبه وانما اشاحت بوجهها بعيدا عنه نظر اليها يصفر باعجاب
يحاول تغيير مجرى الحديث فقال غامزا:.

ايه رأيك نخلع من هنا لانو مش قادر استحمل جمالك ده.
ابتسمت بخجل ترجوه ان يتوقف عن كلمات الاعجاب تلك.
بجانبهم كانت تنظر اليهما وتين بحسد هامسة:
يا بختك يا نبض باين جوزك بيحبك.
شعرت بقبضة تضغط على ذراعها فاذ به براء فقالت بالم يتخلله حرج:
براء ايدي في ايه.
فاجابها بغضب:
انتي بتبصي لمين ها.
تداركت الامر تقول بتبرير:
لاء والله شفت نبض و كنت عايزة اروحلها.
تتزرعي هنا جمبي ماتتحركيش فاهمة.

اومئت بايجاب تفرك ذراعها استغلت غيابه بعد مدة واتجهت الى نبض تقول:
نبض ممكن احكي معاكي شوية.
نظرت اليها نبض ببرود ساحبة اباء تحثه على الرحيل معها وغادرت المكان تاركة وتين تنظر اليها بحزن وهي تعود ادراجها.
مرت ساعات الفرح تلك على رنيم كأنها دهر بأكمله وهاهي الان
جالسة على ذلك السرير تنتظره بتوتر بينما هو في الخارج تناول
من ذلك الدواء حبتين ودخل اليها ابتسم في وجهها فقالت بارتباك:
اااياااز انا.

قاطعها حينما حاوط خصرها يهمس:
مالك بتترعشي كده ليه ياحبيبتي هو انا هاكلك اهدي وسيبيلي
نفسك خالص امام همسه ذلك و قبلاته التي تفرقت على كل من وجهها و عنقها وجيدها استسلمت له مطمئنة وسرعان ماصاحت برجاء:
اياز كفاية هموت بالراحة.
فهو الاخر لم يكن على مايرام بسبب تأثير ذالك الدواء.

وفي خضم لحضاتهم الخاصة لحضات التحام الروح قبل الجسد انتفض كمن لدغته حية اختفت تلك الابتسامة وحل مكانها غضب جامح تقلصت عضلات فكه وصرخ هادرا:
ايه ده يا.
ارتجفت اسفله لاتدري ماحدث له وقالت بارتعاش وقد فرت حروفها عند رؤيته بذلك الحال:
ففي ايه.
كان سيخدعها لكن الظاهر هي من خدعته فقال وهو يمد يده
وامسكها من خصلات شعرها يكاد يقتلعه اغمضت عينيها بالم
تحاول فهم مايحدث.

في انك وحدة استغفلتني هيجي من وحدة بايرة ايه.
هزت رأسها بعنف بعد ان فهمت مايحدث حاولت التبرير لكنه
جرها من شعرها راميا اياها ارضا انهال عليها يضرب ماتطاله يداه
وقدماه حاولت ان تشرح له فلم يعطها فرصة جرها من شعرها
حتى وصل الى السيارة لم يبالي بحالتها ولا بعريها وقاد سيارته
وصل الى الطبيبة في لمح البصر يكاد يجن امسكها من عضدها يضغط عليه بقوة ساحبا اياها خلفه لا يرى من فرط غضبه.

ودخل الى المكتب راميا اياها امام الطبيبة يقول بغضب جم:
شوفيها اذا بنت ولا لاء واذا اغتصاب ولا برضاها.
اومئت بتوجس من مظهره واسندت تلك النازفة تفحصها وسرعان
ماتحولت نظراتها الى الغضب وخرجت اليه تقول:
املئ الاستمارة دي الاول.
قام بما طلبته وتساءل بنفاذ صبر:
عارف انها مش بنت عايز اعرف اغتصاب ولا برضاها.
مش اغتصاب بس.

اختفى من امامها في طرفة عين يحمل تلك الغافية يضغط على جسدها بينما نظرت تلك الطبيبة في اثره بقلق ولم يدعها تكمل كلامها بأن زوجته ولدت بدون غشاء!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة