قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الرابع والعشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الرابع والعشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الرابع والعشرون

اغلق اياز الخط بعد ان شرحت له تلك الطبيبة كل شئ ناظرا الى رنيم بتوتر فهي لا تزال فاقدة للوعي او ربما تدعي الاغماء الى الان ابتلع ريقه وهو يدنو منها يقول ببرود:
عارف انك سمعاني يا رنيم انا تصرفي كان صح اي حد مكاني كان هيعمل كده انا كراجل شرقي ماقبلش على نفسي كده واول تفكير هييجي في دماغي انك وحدة لامؤاخذة يعني شمال خصوصا بعد العمر ده.

لم تصدر منها اي ردة فعل وصلتها كلماته لكنها فضلت البقاء على حالها انتظرت خروجه من الغرفة و اعتدلت في جلستها رغم مرارة
القهر التي اجتاحتها الا انها كعادتها تبقي انفعالتها داخلها وهمست بتوعد وهي تكفكف دموعها بإباء بعد ان اشتعلت خضراوتيها بشراسة:
والله لهندمك يا اياز على لي عملتو فيا.
دخل اليها بعد مدة فوجدها تعافر كي تنهض من على السرير سار ناحيتها يردف:
خليني اساعدك عشان تاخدي شاور.

نظرت اليه بحدة وهي تدفع يده بعيدا عنها بضعف تقول:
اعرف اقوم لوحدي مش ناقصة ايد ولا رجل.
بادلها نظرة ضيق من اسلوبها وقال بنفاذ صبر:
رنيم اني ساكتلك ده مش معناه انك تسوقي فيها.
فأجابته وهي ترفع سبابتها بتهديد:
عمري ماهسامحك عارف ليه لانك كسرت فرحتي لي بقالي تلاتين سنة مسنتياها صدقني هتدفع التمن غالي.

لم تنتظر رده و انما سارت بتماسك الى الحمام بينما ارتمى هو فوق ذلك السرير بارهاق ولحظات كان يغرق في نوم عميق بقيت هي داخل الحمام تحاول تخلص من الام جسدها تلك وتعقيم جروحها نظرت اليه باستهزاء بعد خروجها ونامت في الاتجاه الاخر لكن الام جسدها كانت اكبر من رغبتها في النوم حاولت كتم شهقاتها لكن وصلت اليه فصاح بازعاج:
يووووه في ايه تاني.
لم تجبه وانما شددت من احتضان لحافها وحسب بينما نهض هو يقول بنزق:.

انا طالع انام في الصالون لاني جبت اخري منك خلاص.
تابعت خروجه بعينيها وقالت ببرود:
احسن.
واعتدلت تفكر في كيفية استرداد حقها منه.

افلت الهاتف من بين يديه متصلبا بعد اتصال والده توقف العالم عند تلك اللحظة اللحظة التي علم فيها بوفاة والدته سارت هي باتجاهه بقلق تلكز كتفه بابهامها لم يشعر بحركتها ابدا ذكرياته مع والدته مرت امام عينيه معاناتها وتعبها كي تربيه بمفردها بعد هجران والده لهما تابعت هي النظر اليه بقلق من حالة الجمود تلك رأت تجمع العبرات داخل عينيه ونزولها تباعا ترنح في وقفته فكانت لاسرع لاسناده نظر اليها يقول بضياع:.

راحت خلاص الي ادتني الحياة راحت الي كانت ليا الام والاب وكل حاجة سبتني ومشيت هعيش بعدها ازاي.
وضعت كفها على ثغرها بصدمة تهز رأسها بالنفي جذبته الى احضانها بشدة تحاول التخفيف عنه كما كان يفعل حينما تخاف وراحت تربت على رأسه بحنو تقاوم دموعها فليس وقت الضعف
الان عليها ان تكون قوية لاجله احاطت وجهه بكلتا يديها تنظر بعمق الى عينيه لا شئ آخر بينما راح يقول:.

هي كانت كويسة لما روحنالها بعد فرح اخوكي كانت مافيهاش حاجة و حضنتني وقالتي خلي بالك من نفسك ومن مراتك لما كنا طالعين.
انهياره ذاك يؤلمها اخذت دفترها تدون بارتجاف:
خلينا نرجع هناك انت لازم تكون قوي اكثر من كده انت مش لوحدك انا معاك يا اباء هكون كل حاجة ليك زي ما انت كنت ليا كل حاجة انت اقوى من كده مش انت كنت دايما بتقولي انا سندك
خلاص خليني انا كمان اكون سندك ونقوى ببعض.

لثم جبينها بامتنان وطلب منها التجهز للعودة الى الحي.

وقف بشموخ في العزاء يحاول الصمود مرت مراسيم الدفن ركض كيان الى الحي فور سماعه للخبر يساند رفيق دربه عاد اباء الى المنزل وجدها تنتظره ارتمى بارهاق على الاريكة جلست شابكة يدها بكفه في محاولة بائسة لمساندته ابتعد عنها برفق متوجها الى الخارج بينما انقبض قلبها قلقا ضلت تعد الساعات لكنه تأخر خرجت الى الشرفة تنظر الى الطريق علها تراها لمحته بعد مدة يسير تائها لا يدرك ماحوله نظرت مليا لم لم يتوقف ارتفعت دقات قلبها تريد الصراخ حاولت كثيرا لكن باءت محاولاتها بالفشل اعادت الكرة وهي ترى تلك السيارة تحث الخطى مسرعة نحوه ولم يتوقف وبعدها خرجت منها صرخة قوية باسمه:.

إباااااااء حااااااااسب.
توقفت تلك السيارة في آخر لحظة بينما هو رفع رأسه الى ذلك الصوت هل تكلمت الان كانت هي تنهج بعنف الخوف من خسارته كان اكبر دافع لها بدأت تبتسم من بين دموعها بينما هو ركض باقصى سرعة متجاهلا صاحب السيارة اندفع الى الشرفة فوجدها على هيئتها المصدومة والمبتسمة في آن وسرعان ماركضت اليه بقلق تقول بنهيج وهي تتفحصه بنظراتها:
انت كويس.
احتضن وجهها بكفيه يقول بعدم تصديق:
انتي اتكلمتي صح!

فاجابت محاولة تهدئة وتيرة تنفسها:
معرفش حصل ازاي انا كنت خايفة عليك فجاة كأنو حاجة كانت خنقاني طلعت.
وتابعت بعتاب:
ليه كده يا اباء انا كنت هموت لما شفت العربية كانت هتخبطك.
اسف اسف يا حبيبتي.
احتضنته بحب تحاول تخفيف ضربات قلبها بينما قال:
بكره هاخدك لدكتور عشان نفهم وضعك اكثر.
اكتفت بايماءة بسيطة فتابع قائلا:
حاسة بايه دلوقتي انتي كويسة.
فقالت مبتسمة:
ايوه حاسة اني خفيفة اوي كأنو كان حمل تقيل اوي وراح.

نظرت اليه مليا واردفت بهدوء:
اباء.
ابتلعت ريقها وتابعت بخفوت بعد ان نظرت الى الاسفل تهرب من نظراته التي تربكها:
بحبك.
فقال مداعبا وقد غمرته السعادة قليلا:
قولتي ايه مش سامع.
دفعته برفق واكتست وجنتيها حمرة طفيفة تضيف:
بس بقا يا اباء ماتكسفنيش
رفع راسها باصبعه يقول برجاء:
من زمان نفسي اسمعها منك ماتحرمنيش منها يا نبض.
ثبتت عينيها على خاصته تقول:
بحبك يا اباء.

وقفت على اطراف اصابعها وطبعت قبلة سريعة على شفته وراحت تركض الى الداخل امسكها فجاة ونزل الى الاسفل قليلا حاملا اياها يقول:
عايزة تهربي بعد ده كلو يا نبض القلب.
نظرت اليه باستغراب بعد ان احاطت عنقه بذراعيها فاجاب بعد ان فهم استغرابها:
انتي من دلوقتي اسمك كده يا نبض القلب.
ارتفعت ضحكات خجولة في الوسط وسار بها الى غرفتهما وقد بدأت السعادة تعرف طريقا الى قلبيهما.

ليه كده بقالك من ساعة ما روحنا من فرح اياز وانت مش معبرني او لما بكلمك تضربني انت مابتتعبش مش بتزهئ ولا ايه انا تعبت خلاص مش قادرة استحمل اكثر من كده قلتلك اني كنت عايزة اكلم نبض مابيهمنيش حد هناك ولا كنت ببص على حد انت بتعمل فيا كده ليه.
ورفعت انظارها اليه تقول:
كفاية ضرب ما انا والله بني ادمة وبحس.

صاحت وتين باكية بهذه الكلمات وهي تنظر الى براء الذي بادلها بنظرات باردة مسحت دموعها ودنت منه تقول برجاء مغيرة مجرى الحديث:
ايه رأيك نروح مشوار انا اتخنقت هعملك لي انت عايزو بس ارجوك عايزة اطلع اي مكان او وديني عند اهلي ازورهم.
وتابعت بسرعة:
صدقني مش هطلب منك حاجة وهعمل اي حاجة انت عايزها ها قولت ايه.
قومي جهزي نفسك هنطلع وبعدها اخدك لاهلك.

قالها براء بعد ان لامست كلماتها تلك شيئا داخل قلبه ثم اضاف بتحذير:
بس لو شفتك بصيتي كده ولا كده.
هزت راسها بالنفي تقول:
لا ابدا انا هعمل زي مابتقولي دايما اوطي راسي وابص فالارض.

في الخارج عند احد المطاعم كان يبدو منهمكا في عمله على الحاسوب لكنها لاتخرج من تفكيره لك يفكر في فتاة يوما وعندما شعر بانه قابل فتاة احلامه حطم القدر آماله بكونها متزوجة رفع رأسه يحاول ان يريح رقبته معتدلا في جلسته فقابلته شعر بذلك الذي بين اضلعه قد بدأ يخفق بعنف امعن النظر قليلا واشتعلت حدقتيه بغضب بعد ان لمح تلك الكدمات على وجهها بينما نهرها براء وهو يضغط على يدها:.

مش قلتلك حطي زفت مايكاب على وشك تخبي بيه الزرقة لي تحت عينك دي.
نظرت اليه ببرود تقول:
مبحبش اخرج بالمايكاب.

جلسا مقابله وزعت انظارها في ارجاء المكان نظرت الى زوجها الذي لم ينظر اليها وانما كان ينظر بعين زائغة الى هاته وتلك امتلئت عينيها بالعبرات ولم يخفى هذا على اسيد اخفضت رأسها بخوف لكن نظر اليها براء نظرة جحيمية وقال بعد ان وقف اقترب منها بينما هي كانت ترتجف خوفا من ان يضربها امام الملئ ضغط على ذراعها بقسوة يقول:
هروح اغسل وراجع مش هتأخر بس حسابنا في البيت كنتي بتبصي لمين ها.

انتظرت ابتعاده وفركت ذراعها موضع قبضته وهي تحاول كبح جماح دموعها وضعت رأسها بين ذراعيها على الطاولة وسرعان مارفعتها حينما لمحت ظل احدهم وضع رقمه امامها وقال:
انا محامي وسبق والتقينا لو فاكرة ونصيحتي ليكي تطلقي بدل العذاب ده. لانو لي زي ده مابيعرفش يصون.

انصرف من امامها بينما هي اخفت رقمه ناظرة في اثره الان تذكرته بقيت كلماته ترن في اذنها اوصلها بعدها براء الى منزل اهلها لم يخف عليها برود والدتها اراحت نفسها على الاريكة تقول بود:
عاملة ايه يا ماما.
الحمد لله.
دخل بعدها مهاب فاكفهر وجهه وراح يستغفر بصوت مرتفع دنت منه وتين بهدوء مقبلة كفه:
ازيك يا بابا انت كويس.
اجابها ببرود:
كويس كويس. انت بقالك قد ايه هنا.
ابتلعت ريقها وقالت متشجعة:.

انا هفضل هنا على طول عايزة اطلق.
نعم سمعيني كده تاني عايزة ايه.
قالها بالهدوء الذي يسبق العاصفة فاجابته بصمود:
هطلق مش راجعة.
امسكها والدها من مؤخرة حجابها يصيح:
انت عايزة تموتيني عايزة تفضحيني معنديش بنات تطلق وامشي من هنا هتصل بجوزك يجي ياخدك.
صرخت وتين في وجهه تقول:
مش هاقول غير حسبي الله ونعم الوكيل فيك وفيه انا هستنى اليوم لي هتيجي تطلب مني اسامحك فيه بس مش هيحصل.

في منزل براءة ومحمد ارتمت على السرير تزفر بملل ابتسمت بسخرية هامسة:
كنتي فاكرة ايه اكيد بيقرف منك بس لا مش هفضل كده.
خرجت من غرفتها وسارت باتجاه غرفته وقفت بحذر نظرت من ثقب الباب لكن تيبست ارجلها من هول الصدمة فخرجت منها الحروف متثاقلة غير مصدقة:
ده ده مستحيل عشان كده طلب كل واحد يقعد في اوضة.
بينما هو في الداخل بدأ ينزع تلك القدم البلاستيكية ليستريح قليلا وهو يقول:.

بكره هعرفك الحقيقة يا ترى هتكملي نقصي ولا هتتخلي عني وتبعدي.
شعر بيد رقيقة تبعد كفيه من على ركبتيه وقامت بنزعها وهي تنظر مباشرة الى بؤبؤ عينيه:
احنا الاتنين هنكمل بعض انت مش ناقص بالعكس انت احسن واكمل حد عرفتو.
مدت يدها تربت على خده بحنو واضافت بحب:
انا بحبك مش عارفة امتى وازاي بس كل لي اعرفو انك قدرت تخطف قلبي مني.
تلك اللمعة التي في عينيها انتقلت اليه امسك كفها يلثمه قائلا بدفئ:.

وانا ربنا يعلم كل يوم حبك جوايا يكبر اكثر من اليوم لي قبلو بس مش عايزك تبقي معايا شفق.
وضعت ابهامها على ثغره تمنعه من اكمال عبارته تلك مردفة بعشق دفين بدأ يطفو في الافق للتو:
هششش دي مش شفقة انا حبيتك عشان روحك الحلوة
عشان طيبتك عشان حنيتك ده كفاية عليا انك بتحس بيا
من غير ماانطق فاهمني من نظرة.

تبادلا نظرات العشق لمدة ثم دنا منها ملتقطا شفتيها لاول مرة بين شفتيه بينما هي حاوطت رقبته وراحت تبادله اياها على استحياء وخجل.

قلبها يخفق بعنف لم يتم ارسالها الى منزل احدهم والعمل فيه خارج الملهى منذ مدة بقيت تنظر الى ارجاء المكان بينما جلس هو مقابلها اسند رجليه على الطاولة وراح يتفحصها من راسها الى اخمص قدميها اخفضت راسها لتخلص من حصار نظراته اجفلت من ضحكاته المرتفعة نظرت اليه بضيق بينما اردف بسخرية:
عايزة تفهميني انو الي زيك بيتكسفو يعني.
تجاهلته سخريته وقالت:
هنقضي الليلة كلها رغي ولا ايه.

تغيرت نظراته الى اخرى لم تفهمها كره ربما! وتابع مردفا:
انتي عارفة شغلتي الوحيدة في الدنيا دي ايه.
نظرت اليه وقالت باستغراب:
وانا مالي تحكيلي قصة حياتك ليه.
وقف فجأة متقدما نحوها وهمس بجانب اذنها:
اربي لي زيك، عارفة كم وحدة ماتت على ايدي.
تراجعت خطوة الى الوراء واجابت ببرود:
مستني ايه ماتقتلني يا الله هتكون عملت فيا معروف وخلصتني من حياتي ل دي.

توتوتو انتي فاكرة اني اوسخ ايدي بدمكو اصل انا ليا طريقتي الخاصة ها وعلى فكرة انا استأجرتك اسبوع يا قطة يعني ورانا وقت كتيييير..
صرخت بعصبية في وجهه:
ده ماكانش اتفاقي مع المديرة.
صفعة واحدة منه كانت كفيلة بان تسقطها ارضا اتاها صوته
البارد يقول وهو رافعا سبابته بتحذير:
اول قاعدة صوتك مايترفعش والا هغير معاملتي معاكي.
انا مش هاقتلك عارفة ليه لاني عارف حكايتك كلها.

ظهرت ابتسامة قاسية على ثغره حينما عصفت بمقلتيها نظرة الم لم تخف عنه الى جانب صوتها المرتجف تردف بتساؤل:
هي حكتلك مش كده هي وعدتني متحكيش لحد ليه عملت كده.
ضحك ملئ فاهه واجاب:
على اساس انك بتصدقي المديرة دي فكل حاجة ناسية انك كنتي فاكرة انها كانت هتاخدك تعيشك عندها ولا ايه بس ده مش سبب يخليكي تكوني.
قطع وصلة ضحكاته و قال بنبرة آمرة:
الحقيني.

سارت ورائه بخنوع زاغت عينيها في اطراف المكان وما ان بدأ بصعود الدرج حتى ركضت بأقصى سرعتها الى الباب ثم الخارج ركضت وركضت دون التقاط انفاسها وسرعان ماتساوت بالارض بعد تلك ان ارتمت امام تلك السيارة عمدا هرب صاحب السيارة خوفا ووقف الاخر امامها ناظرا اليها بضيق:
فاكرة انك هتخلصي كده حسابك تقل اوي.
وحملها عائدا بها الى منزله دون اخذها الى المشفى!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة