قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الخامس والعشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الخامس والعشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الخامس والعشرون

كان منهمكا في تلك البضاعة وترتيبها وحسابها حينما وقفت امامه زفر بنفاذ صبر وقال دون ان ينظر اليها:
يا انسة ورايا شغل ممكن تمشي من هنا مش كل شوية بتتنططيلي هنا كده بتشتتي تركيزي.
جلست على مكتب والدها واضعة قدما فوق الاخرى تقول بلا مبالاة:
ومين لي ماسكك كمل شغلك ده محل بابا ملكش حق تطردني وعلى فكرة ليا اسم اسميييي ملك بعدين انت مش عارف انا مين واه قصدك جمالي لي بيشتتك صح!

عارف بنت المعلم يعني بنت عم صاحبي اباء ها غيرو وبالنسبة لجمالك فانا مش شايف حاجة.
لم تهتم لاهانته و نظرت اليه مليا باعجاب واضعة يدها على خدها بينما حاول هو تجاهلها فقالت لجذب انتباهه:
مش عاوز تعتذرلي.
رفع حاجبه الايمن باستغراب وقال:
هو انا غلطت معاكي فحاجة لامؤاخذة يعني؟
احمر وجهها غضبا وراحت تقلد ماقاله يوم ارتطم بها في اول يوم:
ناقصني قرف عالصبح.
وصاحب بعصبية:.

اول حاجة دخلت فيا زي الثور الهايج و بعدها تشتمني انا قرف!
امعن النظر بها لكنه لم يتذكر فقال:
انا اسف مش فاكرك ابدا ولا فاكر الموقف ده بس عموما اسف.
وتابع عمله بينما هي تابعت باستفزاز:
هسامحك بس بشرط.
لم يجبها وتابع عمله فقالت:
عايزة اعرف كل حاجة عنك اي حد يجي هنا لازم اعرف عنو كل حاجة ها قلت ايه.
انهى عمله وخرج مباشره دون اجابتها زاد غيضها اضعاف
فصاحت بغضب:.

ايه البني ادم الغريب ده انا لازم اعرف عنو اي حاجة ايه الغرور لي هو فيه ده.
خرج كيان واتصل باباء استيقظ الاخر متثاقلا ورد:
اهلا.
اجابه كيان باستغراب:
اووهوه انت لسه نايم.
نظر اباء الى تلك الغافية بجانبه يتأملها بحب فايقضه من تأمله صوت كيان المرتفع يقول:
يا عم انا بكلمك رحت فين.
انا هنا يا كيان وماتقلقش يا صاحبي انا كويس.
حمد لله يا الله مع السلامة انا كنت عايز اطمن عليك سلام.

تململت هي في نومتها وفتحت عينيها وقالت بصوت ناعس:
صباح الخير.
صباح نور يا الله يا حبيبتي قومي ناخد شاور عشان اخدك عالدكتور اطمن عليكي اكثر.
اومئت بايجاب ثم اردفت:
طب انت كويس اسمعني يا اباء انا حاسة بوجعك لانو انا كمان خسرت بابا بس هما عايشين اه.
وضعت كفها على موضع قلبه تتابع:
هما عايشين هنا جوانا ايه رأيك نبقى نزورهم كل جمعة.
لثم جبينها وقال:
ربنا يخليكي ليا يا نبضي.

حاولت اخفاء استيائها من تلك الكلمة لكن كان باديا على ملامح وجهها.
مالك يا حبيبتي في حاجة.
ابلعت ريقها وقالت بصوت منخفض:
هو ممكن بلاش الكلمة دي.
ليه يا حبيبتي.
اشاحت بنظرها عنه ادار وجهها اليه واضاف:
نبض عارف انو في حاجات كتيرة جواكي لسه ماحكيتيهاش
ايه رأيك اما نطلع من عند دكتور اخدك على مكان حلو.
اكتفت باسناد راسها على صدره محتضنة اياه تفكر في مستقبلهما.

فتحت عينيها بصعوبة و الم رأسها وجسدها يتزايد ناظرة الى ارجاء المكان لم تتعرف على مكانها في بادئ الامر ولكن سرعان ماتذكرت حاولت تحريك ذراعها لكنها لم تستطع كأن شئ ما جاثم فوقها امعنت النظر في ذلك الجبس الابيض الذي يحتضن ذراعها اغرورقت عينيها بالدموع لم تفلح في الموت حتى سمعت خطوات تقترب من باب الغرفة نظرت بضياع
وخبئت تلك المزهرية الصغيرة اسفل الغطاء دخل ولم تختفي
نظرة الكره والاحتقار من عينيه.

يا خسارة فاشلة فكل حاجة حتى ف انك تموتي نفسك
يا دكتورتي شفت الحظ انا كمان دكتور اهو وعالجت وجبست ايدك لي اتكسرت.
نظرت اليه بصدمة ولم تستطع قول شئ ضحك على تعابير وجهها وقال:
ايه مالك اتصدمتي ليه بصي عندي حاجة حلوة هنا.
رأت حقيبتها بين يديه حاولت ان تقوم لكن جسدها مخدر بالكامل فقالت برجاء:
اديني شنطتي لو سمحت.

لم يعطها اهتمام وانما سحب تلك المذكرة السوداء جلس بعيدا عندها واضعا قدما فوق الاخرى فاتحا اياها:
اممم يوميات الدكتورة شجوون.
تابع باستهزاء:
حلوة دكتورة دي انما عايز اعرف دكتورة ف ايه بالضبط.
تحولت نبرته الهازئة الى اخرى لعوبة ماكرة بينما رمقته هي بنظرات حارقة.
بدأ يقلب صفحاتها ويقرأ بتركيز قطب مابين حاجبيه بانزعاج مستغربا رفع رأسه اليها كانت انظارها مثبتة عليه نظرات ثاقبة اربكته لوهلة فقال:.

عيلتك طلعت عيلة وسخة واطية امك ابوكي عمك خالك ومراتو، اعتقد الحاجة الوحيدة لي كانت عدلة فحياتك هي جدتك بس يا حرام حتى دي مافضلتلكيش.
انتهى من قراءة مذكراتها:
لقيت ليكي احسن عقاب انا مش هلومك عشان انتي شفتي كتير اوي من لما كان عندك 14 سنة بس غلطتي برده.
تابع كلماته تلك واخرج قداحته مضرما النار في تلك المذكرة لم تبدي اي ردة وبالاصل لم تحد بنظرها عنه مطلقا دنا منها مستغربا وقال:.

كان لازم تبدي ردة فعل عالاقل تعيطي.
ابتسمت ببرود وقالت:
قرب عايزة اقلك سر يا اه صحيح هو انت اسمك ايه.
دنا منها هامسا في اذنها:
ماتدخليش فلي ملكيش فيه. شعر بالريبة من ضحكتها تلك وبعدين ايه الضحكة لي انتي ضحكاها دي شبه الجوكر
زادت ابتسامتها اتساعا و قامت بكسر تلك المزهرية على راسه فتراجع ساقطا للوراء وقامت هي بالبصق على وجهه.

توجه الى منزله راكضا بعد ان اتصل به احد الجيران يقول له بان زوجته تصرخ دون انقطاع منذ مده دخل الى الداخل يتبع مصدر الصوت فوجدها داخل الخزانة تصرخ وشعرها مشعث واضعا يديها على اذنيها وعينيها مغلقتين نظر اليها باستغراب وصاح بغضب:
رنيم ايه لي بتعمليه ده في ايه.
لم تتوقف عن ما تفعله وانما زادت من رفع صوتها و خرجت من الخزانة محتضنة اياه بارتجاف سجبها من يدها برفق جاعلا اياها تجلس على السرير وقال:.

خدي اشربي ميه وقوليلي في ايه.
توقفت عن صراخها و قالت مخفضة رأسها وهي تفرك يديها:
انا كذبت عليك يا اياز.
نظر اليها باستغراب وقال:
كذبتي عليا ف ايه مش فاهم في ايه يا رنيم.
تلعثمت في قولها واجابت باكية:
انا مريضة مريضة جدا جدا.
ارتمت بين احضانه تبكي بانهيار وتابعت:
انا تعبانة جدا يا اياز كنت فاكرة هتفهمني بس انت طلعت قاسي وجيت عليا زي مااهلي والدنيا جات عليا ليه حظي وحش كده.
طب اهدي وفهميني يا رنيم في ايه.

اوعدني انك تفضل متمسك بيا يا اياز.
قوليلي الاول وانا اوعدك.
اخذت نفسا عميقا وقالت ناظرة اليه:
انا انسانة مش طبيعية انسانة لازم تفضل عايشة بالدوا لحتى تبقى عادية والدوا خلص حاولت اتحكم في اعصابي وفنفسي بس ماقدرتش الدوا خلص عشان كده حصل ده انا كنت بسمع اصوات جوا دماغي فصرخت عشان ماسمعهمش.
هشش خلاص اهدي اهدي انا معاكي يا حبيبتي مستعد
اتحملك ماتخافيش.
فقالت بتفاجئ:
بجد يعني مش هطلقني.

احتضنته وارتسمت ابتسامة ماكرة على ثغرها وقالت داخلها:
هو انت لسه شفت جنان والله هندمك يا اياز.
بينما نظر اليها باستهزاء هو الاخر يضيف:
اهو مجنونة مش هتميز اني مريض وهخليها هي السبب.
اخفى كل من الاخر ابتسامته الخبيثة ونظرا الى بعضهما البعض فقالت هي بارهاق مصطنع:
عايزة انام انا تعبانة جدا جدا معلش مقدرش اجهز الفطار
لا ولا يهمك يا حبيبتي نامي انتي وانا هاكل بره.

قام بتغطيتيها جيدا لاثما جبينها وخرج متجها الى براء
وصل بعد مده ودخل:
ها عامل ايه يا براء.
اجاب الاخر بملل:
كويس حمد لله بص احنا لازم نكمل خطتنا لاني زهقت الصراحة.
عندك حق انا جيت عشان كده وفي دماغي حاجة هقولك عليها
اقترب براء منه مستمعا فقال اياز:
انا بقالي مده مارسلتهاش انت تدخل كده تخاصمها او تديها علقة محترمة وانا هعمل نفسي حسيت بيها واستغل ضعفها.
تابع شرح خطته الحقيرة تلك والاخر يستمع بآذان صاغية.

خرج اياز وقام بفتح حسابه الاخر وارسل لها رسالة يقول:
عارف اني بقالي فترة مرسلتكيش بس انا النهاردة مخنوق وحاسس انك فيكي حاجة مش مرتاحة صارحيني هترتاحي.
كانت هي تتصفح الانترنت حينما وصلها اشعار الرسالة قرئتها
مرارا وتكرارا شعرت برغبة في الحديث فكتبت:
ياريت كنت لقيت لي يحس بيا زيك.
ارسل اليها وتلك الابتسامة البغيضة لا تفارقه:
انا هنا احكيلي فضفضيلي صدقيني انا اكثر حد هيفهمك.

انا تعبانة مش مرتاحة فحياتي ابدا.
تراسلت معه لساعات طويلة تعرفا على بعضهما جيدا.
دخل براء ينظر اليها بغضب ارتجف خوفا منه وقالت بعد
ان اخفت هاتفها:
احطلك العشا انا كنت مستنياك.
عايزة تطلقي ها ابوكي جه ليا قالي اذا في بنكو مشاكل حلوها وبلاش طلاق طلعتي مشاكلنا لبره ليه.
تراجعت الى الوراء خائفة من منظره وقال مبرره:
انا كنت زعلانه منك ماقصدتش لي قلتو.

انتي لازم تتربي حتت بت مفعوصة زيك مش عايزة تكمل معايا بس انا مش هطلق وهتشوفي.
اقترب منها ساحبا اياها من شعرها و قام بضربها كما لم يفعل من قبل صاحت هي برجاء وصوت متقطع:
كفاية هموت بطني بتتقطع هموت.
جحظت عيناه بعد ان رأى ذلك الدم الذي يجري اسفلها تصلب جسده لوهلة وحملها راكضا الى الخارج بعد ان لمح شحوب وجهها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة