قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل السادس والعشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل السادس والعشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل السادس والعشرون

زرع ممر المشفى ذهابا ومجيئا خوفا من ان يحدث لها مكروه يكاد قلبه ينخلع من مكانه ثبت انظاره على ذلك الباب منتظرا خروج الطبيب بفارغ الصبر رفع انامله امام عينيه ناظرا الى ذلك الدم الذي يغطيهم بتوهان افاق من تأمله على صوت الباب فراح راكضا باتجاه الطبيب يقول بارتجاف:
ها يادكتور طمني في ايه. وتابع بكذب يتقنه:
هي وقعت من الدرج وبعدها لقيتها غرقانه فدمها.
نظر اليه الطبيب بشك واجاب:
عموما هي بخير دلوقتي.

وتابع وقد تقلصت تعابير وجهه لاسف:
بس لاسف ماقدرناش ننقذ الجنين.
احتدت نبرته بعدها وهو يتابع:
ومهنتي علمتني اميز بين اثار الوقعة وبين اثار الضرب يا استاذ عشان كده مضطر ابلغ البوليس.
لم يسمع باقي عبارته فقد انفصل عن عالمه منذ اخبره بأنها كانت حامل و قد تم الاجهاض.
نظر ببرود الى الطبيب وقال:
انا ماعملتش حاجة وزي ماقلتلك هي وقعت من عالدرج واول ماتصحى اسألها امتى اقدر افوت اشوفها.

هننقلها لاوضة عادية وبكرا ممكن تطلع بس لازم ترتاح.
مرت ساعات اخرى و هاقد تم نقل تلك المسجاة بلا حول ولا قوة على الناقلة الى غرفة اخرى جلس بجانبها بتردد وصيحات رجائها تتردد على مسامعه امتدت انامله لتلك الكدمة بجانب عينيها تتلمسها برفق وهمس بارهاق:
انا مش عارف انا بعمل معاكي انتي بالذات كده ليه بس بلاقي نفسي بحب اعاملك كده بس خلاص مبقاش قد لي فات وارتاح وترتاحي مني وهنساكي ده مجرد تعود وبس.

اقترب هامسا بجانب اذنها يردف:
انا بدأت احبك وده لي كنت خايف منو اتعودت عليكي وعلى وجودك على برائتك وصبرك على كل حاجة بعملها
اغمض عينيه وقلبه يهدر بعنف بين اضلعه وخرج بعد ان لثم
جبينها ببطئ يهمس بكلمات اعتذار:
انا آسف
وغادر بعد ان قرر تعجيل تنفيذ خطته للدنيئة حتى يرتاح.

نظرت بغل الى ذلك القابع اسفل قدميها وزعت انظارها في الارجاء اقتربت منه وماان لمحت حركته حتى نزلت على راسه
بذلك الكأس الزجاجي لكن استطاع تفاديها انتابتها حالة رعب هستيري بعد ان رأت الجحيم متمركزا في عينيه لم يسعفها جسدها على الهرب دنا منها بتثاقل يقول وهو يكز على اسنانه:
هتدفعي ثمن لي عملتيه ده.
اندفعت نحوه تصيح بغضب تحاول ضربه بيدها السليمة:
ابعد عني كفاية انا تعبت منكو كلكو سيبوني ف حالي.

عايزة اعيش زي البني ادمين خلاص كفاية.
امسكته من تلابيب قميصه تصيح برجاء وقد بدا صوتها بالاختفاء:
اقتلني وريحني اقتلني وريحني ابوس ايدك.
ترنحت في وقفتها وقد بدأت الرؤية تختفي امامها اسندها
حينما رأى بؤبؤ عينيها يزيغان عن موضعهما واجلسها على سرير و خرج مغلقا الباب خلفه متوجها الى غرفته ليعالج جرحه النازف.
اعتدلت في جلستها تحاول السيطرة على ارتجاف جسدها:.

انا لازم اهرب من هنا قبل ما الاسبوع يخلص لازم البني ادم ده مش طبيعي.
نظرت الى رفيقة عمرها ربما اراحها قليلا رؤية احتراق آلامها التي دونتها بخط يدها لكنها تبقى رفيقة دربها الوحيدة.

نظرت نبض الى البحر بسعادة واخذت تستنشق هوائه شبك
اباء يده بكفها وسار بها الى احد الكراسي هناك جلسا ونظر
اليها اباء يقول:
هنمشي بكلام الدكتور ماشي مفيش قلق ولا حزن ولا مشاكل الفترة دي لانها حساسة بالنسبة ليكي وخوفك من انك تفقدي القدرة على النطق لسه موجود فهنستمتع بالايام لي جاية.
اومئت بهدوء وقال بامتنان بدا واضحا في نظراتها قبل نبرتها:
شكرا ليك بجد يا اباء لولاك انا كنت هفضل.

بترت عبارتها فنظر اليها بحذر ضغط على كفها وقال مشجعا:
بصي يا حبيبتي انا في الاول مكنتش عايز اضغط عليكي
بس دلوقتي انتي لازم تصارحيني بكل حاجة مهما كانت ماتتكسفيش مني ماشي واهم حاجة ماتخافيش قولي لي نفسك فيه وبس انتي عايزة تحكيلي ايه.
نظرت اليه بخوف وابتلعت ريقها وجلة وقالت بعد ان حررت مقلتيها من اسر نظراته موجهة اياها الى البحر ترمقه بحزن:.

كنت عايشة مبسوطة فحياتي بس كل حاجة اتغيرت بعد موت بابا الله يرحمو طفلة 7 سنين اهلها يكرهوها وكل يوم يضربوها و يندهولها قاتلة.
اختنقت باقي العبارات في جوفها وتابعت بعد مده:
كل ذنبي اني التهيت بالكرتون بعد ما امي طلعت عند الجارة
وطلبت مني ادي دوا القلب لبابا فميعاده انا نسيت وهو مات
انا بحبه و الله مستحيل اقتله.
مسحت عبراتها المتناثرة على وجنتيها بظهر يدها تتابع قائلة:.

بعدها كل حاجة مابقتش زي الاول حتى ماما كرهتني
كنت بقول معلش حزنها على بابا مأثر فيها بعدها بشوية
جه اياز يزود عليا وجعي كمان سابتني ماما لوحدي كنت بلعب بالفون تبعها وحطيت غنية وبغني وبرسم ومبسوطة جه هو يزعق ومحستش بيه غير وهو حطلي جمرة في بوقي.
تابعت تروي له ما حدث بقهر وهو يصغي بتركيز تنهدت بارهاق وقالت:
كنت مستعدة استحمل كل حاجة ضربه ليا في الطالعة والنازلة وتريقتو على طريقة كلامي الا حاجة وحدة.

اشاحت بوجهها بعيدا عنه فاداره اليه هربت بعينيها فقال:
بصيلي وكملي هترتاحي صدقيني.
في الاول ماكنتش فاهمة ايه لي بيعمله بس فهمت انه هو كان.
وجدت صعوبة في شرح ماتشعر به
انه كان بيتحرش بيا.
تحولت عيني اباء الى جمر احمر من غضبه واستنكاره لكنه بقي هادئا مخفيا انفعالاته ببراعة و قالت:
اتهجم عليا مرة وكان سكران وانا هربت ونمت عند ماما واتهجم عليا مرة تانية بس كمان كان سكران ونام على طول.

عارف احساس انك بتبقى خايف وانت فبيتك يعني مفيش امان في اي حته خلاص بعدها بفترة ماما قررت تبات شهر عند خالتي اترجتها ماتسبنيش معاه قالتلي ده اخوكي مش هيأذيكي.
اهدي اهدي يا قلبي خدي نفس لاول وبعدها لو عايزة تكملي انا هنا بسمعلك.
اغمضت عينيها تستنشق بعض الهواء تبدد به خنقتها واردفت:
نظراته ليا ولجسمي كانت بتدبحني ده غير كلامه الوسخ
طلب مره اني مابطلعش من اوضتي اتفاجئت انو جاب صاحبو.

وسهرو في البيت جه هو الاول على اوضتي كنت قفلاها لما حسيت انو سكران مافتحتش وراح عطشت ولما ماسمعتش اي حركة طلعت عالمطبخ فجأة حسيت بحد ورايا.
ابتسمت بسخرية وقالت:.

هه جه دور صاحبه اترجيتو يسيبني ولما شفتو مصمم على لي عايزو ضربتو بالسكينة كانت ورايا وهربت اول حد جه فبالي انتو وبعدها انت عارف الباقي بس انا اتصدمت لما عرفت انو هو نفسو جوز وتين لما حضرنا فرح اياز كنت بحاول افتكر شفتو فين و ياريتني ماافتكرت.
خلاص ماتكمليش اهدي حاولي تهدي.
طلب اباء منها الهدوء بعد ان ازدادت وتيرة تنفسها بشكل ملحوظ فقالت بنفي:
لاء لسه انت لازم تعرف بعد ما رجعتوني هو ضربني جامد.

حبسني فاوضة بابا هو حقير كان بيتحرش بيا ويهيني وبيوهمني انو هيعتدي عليا كان بيمارس عليا ضغط نفسي جامد.
رأت عدم التصديق والاستنكار في عينيه فصاحت بانهيار:
انت صح مش مصدقني ده باين من عينيك انا مش بكدب.
مصدقك والله مصدقك اهدي خلاص انسي.
انا عندي دليل على كلامي ارجوك انا هثبتلك انو كلامي صح.
احاط وجهها بكفيه يقول بهدوء:
مفيش داعي انا مصدقك يلا خلينا نمشي انتي لازم تنامي وترتاحي.
تمسكت بذراعيه تقول:.

بس خليك معايا انا خايفة اوي.
شدد من احتضانها بعد ان شعر بارتجافة جسدها وسارا عائدين الى منزلهما.

اتجه كل من محمد وبراءة الى منزل براءة قصد توديع اهلها فهم بصدد السفر الى البقاع المقدسة مر الوقت في جو اسري
ملئ بالسعادة و الالفة نظر براءة الى أسيد باستغراب فمالت على اذنه هامسة:
اسيد انت كويس.
لم يجبها وانما تابع النظر الى هاتفه اعادت سؤالها فقال:
ها قولتي حاجة يا حبيبتي
اسيد في حاجة من لما قعدنا وانت يا سرحان يا بتبص على الفون تعالا نتكلم هناك احسن.
خرجا الى الشرفة فقال اسيد:.

صدقيني يا حبيبتي مافيش حاجة ضغط شغل وبس.
نظر اليه بنصف عين تردف:
عليا انا برده يا اسيد انا حفظاك فيك حاجة انت متغير.
هقولك بس هيبقى سر بينا وبس.
نظر الى الخارج بتشتت يقول:
فاكرة البنت لي جابت ام عمرو للمصلى!
نظرت اليه بعدم فهم وقالت:
اه وتين مالها فاكراها اكييد.
فأجابها ببساطة دون النظر اليها:
انا كنت بدأت اعجب بيها بس اعتقد اني حبيتها.
حملقت به بعدم تصديق ترمش مرارا وتكرارا فقال بضيق:.

ماتقوليليش دي متجوزة لانو هي هتطلب الطلاق انا متأكدة.
لحظة بس استوعب انت بتتكلم بالثقة دي ليه.
قص عليها ماحدث في المطعم وتابع قائلا:
انا متأكد انها هتطلق وانا هتجوزها يا براءة.
اردفت مسايرة اياه في حديثه وقالت:
وانت عرفت انك بتحبها ازاي.
ابتسم بشجن وقال:.

من لما لحقتها وهي بتساعد طنط ام عمرو من اللحظة لي بقيت متلخبط فيها فتفكيري كل اما افتكرها من اللحظة لي بقيت بتمنى المحها من بعيد بس من اللحظة لي بقيت بتقطع من جوايا كل اما افتكر انها مع حد غيري.
كانت كلماته تلك تقطر عشقا نظرت اليه بحزن وربتت على كتفه تقول:
اسيد حاول تشيلها من دماغك ارجوك و ماتخلينيش اسافر وبالي مشغول عليك.
ابتسم لها بحب واحتضنها يقول بعد ان خطر على بالها شئ ما.

انا عرفت هعمل ايه ماتقلقيش عليا وقريب هتفرحي بيا يا براءة.
احم احم ابعد كده لو سمحت اصل انا واحد غيوور اوي.
قالها محمد الذي قدم من خلفهم ممازحا اياهم بعد ان لمح تجمع العبرات داخل زرقاوتيها وقال بعتاب مصطنع:
ينفع كده تخلي مراتي تعيط يا اسيد.
نظرت اليه بامتنان بعد ان محى عبراتها بابهامه وودعت اهلها مع محمد وهاهي طائرتهم في الاعلى تحلق باتجاه البقاع المقدسة.

توجه كيان الى طبيبه النفسي بعد ان شعر بشئ مريب القى سلام وجلس يتنهد بارهاق يتخلله عجز:
عايز اسألك سؤال هو انا حالتي وصلت لفين لاني تعبت بصراحة.
نظر اليه رائف بأسف وقال:
بص يا كيان الجلسة دي و الجلسة لي بعدها هي لي هتحدد
اذا كنت هترتاح او لاء والا هظطر اخليك في العيادة.
اومئ كيان بتفهم بدا له هادئا على غير العادة قطع تأمله في ارجاء الغرفة وقال:.

عارف انو انا حاولت انتحر وانقذوني ومن بعدها بقيت بخاف من الموت.
رأى تغير طفيف على تعابير وجهه ونظراته مزيج بين الندم والالم تنهد كيان مليا يحاول سرد تلك اللحظات.
كنت وصلت 15 طلبت من بابا يجيبلب دراجة لانو كل صحابي عندهم بس رفض كنت انا بقيت عصبي جدا بدأت اكسر في اي حاجة ضربني كالعادة بعدها بدأت اشتغل اي شغلانة تجيني و كنت اقبض بس هي.
تغيرت نبرته الى اخرى حاقدة وتابع باختناق:.

كانت تاخدهم مني اول ما اقبض راتبي وبتقولي ده تعويض
عن كل مليم خسرناه عليك وعلى دراستك وبعدها بقيت اديهولها عشان ماتمنش عليا و مقابل انو تجهزلي اكلي وهدومي وكل حاجة انا كنت بتعب ايديا بتتجرح كنت حاسس بالظلم بس ماقدرش اتكلم فجأة جاني تفكير انهي معاناتي نزلت بنص الليل ورميت نفسي جوا البحر من غير مااسبح سمعت صوت إباء يترجى ناس تسيبو ينقذني بس انا كنت بعدت اوي بعد فترة لقيت حالي في المستشفى.

هو انقذني اه.
زاغت عينيه في ارجاء المكان وقد اسودت عيناه وتابع بقتامة:
انا لو اطول اقتلهم مش هرحمهم صدقني.
دنا منه رائف يقدم له ذلك المحلول واردف:
اهدى حاول تاخد نف.
ضرب كيان يد رائف فانفلت الكأس من بين يديه وصاح الاخر:
كفاية اطلعو من دماغي خلاص ده ماضي.
وضع رأسه بين يديه وصدره يعلو ويهبط بعنف تحول وجهه
الى كتلة حمراء وقال باختناق:
انا مش قادر اخد نفسي.
ووقع غائبا عن الوعي هرول رائف ناحيته يصيح:.

ابقى معايا لو غبت عن الوعي هتدخل غيبوبة اصحى.
تابع تحريك رأسه الى الجانبين مرارا وتكرارا يكرر كلماته
ده وهم اصحى ماتسمعش لدماغك يا كيان انت قوي.
نظر الاخر اليه بعجز و بدأ يلتقط انفاسه شيئا فشيئا ونهض
بعد مدة استدار الى رائف قبل ان يغادر وقال بيأس:
ماتتعبش نفسك اكثر من كده انا مش هرتاح ابدا.

وضع اباء نبض على السرير بهدوء لم تفلت يده نظرت بخوف
تقول:
ماتسيبنيش ارجوك خليك معايا انت اماني.
ابتسم بحبور وتمدد بجانبها مسندا رأسها على صدره وراح.

يمسح على شعرها بحنو اغمضت عينيها باستسلام ونام هو الاخر مر المساء واقتربت ضلمة الليل الحالكة شعرت بشئ يلثم عنقها ارتفعت يديها الى الاعلى فجأه احدهم يعبث بثيابها يجردها اياها ارتجف جسدها هلعا بعد ان شعرت بشفاه تطبق على اذنها وانفاس حارة تحرق عنقها وصوت تبغضه يهمس:
وحشتيني يانبضي.
اخترق سكون تلك الغرفة صرخاتها المتعالية انتفض اباء من نومه فزعا نظر اليها بقلق كأنها تدفع شيئا ما فوقها اقترب يهزها ببطئ:.

نبض اصحي ده كابوس نبض.
كانت هي تعافر للحفاظ على شرفها واخترق حربها الضروس تلك صوت هادئ متزن جعل كل الظلام المحيط بها يختفي فتحت عينيها فجأة ولم يتوقف جسدها من الارتعاش
نظرت حولها بهلع تقول بتقطع:
انا هو كان عايز انت صوتك.
احتضنها محاولا مداراة نظرة الشفقة في عينيه يقول:
اهدي انسي كل حاجة انا هنا محدش هيأذيكي وانتي معايا.
اختبئت داخل احضانه تبكي بخوف وجسدها ينتفض بشدة.
احميني منو ارجوك هو وحش اوي.

حاضر يا نبض قلبي انتي اهدي انا جمبك محدش يقدر يقرب منك وانا عايش.
اجابت بصوت ضعيف منكسر:
هو يقدر حتى لو مش موجود هو في دماغي هو يقدر.
احاط وجهها بكلتا يديه يقول:
لاء يا قلبي هو مش موجود دي اوهام من دماغك لو سمعتي كلامي هتتغلبي عليها.
انت مصدقني صح.
نظر اليها بهدوء وقال:
نبض ايه رأيك احجزلك عند دكتورة نفسية.
نظرت اليه بذهول وقالت بتلعثم:
اكيد لاء انا مش مجنونة يا اباء لحظة.

اتجهت راكضة الى حقيبتها واخرجت هاتفها فتحت احدى المقاطع وقالت ببكاء:
انا مش مجنونة كلامي صح بص ده صورته لما ماما راحت عند خالتي عشان تصدقوني.
جلست على الارض بينما هو تصلب جسده مما يرى غطت وجهها بيديها تبكي بحرقة بينما وصل غضبه لذروته وقرر انهاء امر اياز لابد. اقترب منها يقبل رأسها مرارا وتكرارا:
حقك عليا يا نبضي.
صاحت هي بانهيار واضعة يديها على اذنيها:.

ماتقوليش كده هو كان بيقولي كده انا كرهت اسمي وجسمي وكل حاجة.
هشش اهدي قوليلي ايه لي يريحك وانا اعملهولك.
عايزة البرشام لي رمتهولي اخر مرة مش هقدر اعيش من غيره.
فاردف هو باستسلام:
حاضر اهدي انتي بس وانا هجبلك حقك منو والله.
بينما راح يتوعد بداخله لاياز وقرر القضاء عليه لابد واضعا هاتفها داخل جيبه خفيه.

بقيت تطرق الباب وتصرخ لكن لا مجيب استندت على الباب:
يا بني ادم يا لي ماعرفش اسمك ايه افتح عايزة اقولك حاجة.
ابتعدت خطوتين للوراء وفتح الباب نظرت اليه بغضب تقول:
عايزة افهم انت مين وحابسني هنا.
تراجعت الى الوراء بحذر بعد ان لمحت تلك الابتسامة الشيطانية التي اعتلت ثغره بينما قال هو:
هوما كانو ثلاثة ولا اربعة.
نظرت اليه برجاء وقالت بخوف:
انا عايزة اطلع مش عايزة اتكلم في الموضوع ده ارجوك كله الا ده.

اختفت تلك الابتسامة وحل محلها الوجوم واردف:
تفتكري ده سبب مقنع يخليكي تشتغلي الشغلانة ل دي.
اه هو انتي كان عندك كام سنة.
احكمت اغلاق اذنيها وانزوت في زاوية متقوقعة على نفسها
رغم مرور السنوات الا انها لا تستطيع تجاوز ماحدث انذاك
صرخ بحدة:
قلت كان عندك كام سنة.
اجابته بنبره مهزوزة:
15 سنة.
دنا منها واضعا ابهامه وسبابته بتفكير على ذقنه يتساءل:
لو قلتلك انو عندي حاجة هتخليكي تنسي لي صار.
نظرت اليه بارهاق وقالت:.

ايه هي انا جربت كل الادوية بس اول ماارتحتش.
دنا منها وقد تألقت عينيه بنظرة ماكرة واخذ تلك الابره
بين يديه يقول:
بحكم اني دكتور ده لي هيخليكي تنسي.
مدت يدها دون مقاومة شعرت بذلك السائل يسري داخل عروقها.
اتجه ناحية الباب فاتحا اياه يقول:
عقابك انتهى اهربي دلوقتي.
لم تصدق ما سمعته في بادئ الامر واضافت قائلة:
انت بتعمل كده ليه مش هطلع الا لما اعرف اسمك ايه.

هقولك بما انها اخر مرة هنلتقي وكده كده هتنسي ايه لي هقوله انا اسمي مازن الاسيوطي.
ارتمى على ذلك السرير يبوح بذلك السر الذي يرهقه:
انا بعاقب اي وحدة تعمل كده بقالي 5 سنين كل ده بسبب اختي سافرت اشتغل واكون نفسي وسبتها مع والدتي بس هي ضاعت كشيت ورا شلة في الجامعة خربتها ووقعوها ماقدرتش ترجع عن الطريق ده انا لما عرفت كنت هتجنن
بس مبقاش في فايدة هي ضاعت خلاص واخرتها انتحرت.

لمحت آثر للعبرات داخل عينيه ضحكت بسخرية تقول:
طب وانت كده استفدت ايه.
نظر اليها بغضب يقول:
انتي هتصاحبيني ولا ايه.
سارت باتجاهه بترنح و قد بدأ ذلك الترياق يعطي مفعوله
احاطت عنقه بكلتا يديها تقول:
ماتخافش يا كيان حبيبتك هنا يعني انا هنا.
ابتلع ريقه بتوتر وقال في نفسه:
وفيها ايه ده شغلها ومش هنتقابل تاني.
ابتسم بعبث وقد نوى اكمال فعلته مستغلا غياب عقلها وقال:
تعالي يا حبيبتي.
بادلته ابتسامته وقالت:.

وحشتني اوي اوي يا شرطيي.
تابع استغلال غفوتها واخذ مايريد استيقظت صباحا تشعر بثقل في راسها نظرت في الارجاء فلم تجد احدا لمحت تلك الورقة بجانبها وقرات:
كنت طلبت منك تمشي وانو عقابك انتهى بس انتي نمتي
انا عند وعدي مش هرجعك الملهى لانو مبقاش موجود اصلا انا بلغت وكل لي هناك اتقبض عليهم مادوريش عليا انا سافرت سلام.

لم تصدق ماقرأته هل اصبحت حرة نظرت الى نفسها وابتسمت بسخرية هذا هو الثمن ارتدت ثيابها وخرجت تركض ضاحكة
ودموعها تنزل بغزارة خطر على بالها ذلك المكان الذي لاطالما خشيت زيارته سارت بخطى مترردة حتى وصلت اليه جلست على التراب ولثمت شاهدة القبر بحزن تسطحت بجانب القبر تقول بارتجاف:
وحشتيني اوي احضنيني جامد انا خايفة.
انهمرت عبراتها بعفوية ندما على كل ما فات وقالت:.

ياما كان مفسي ازورك بس كنت خايفة ادنسك باني مش نظيفة كنت مكسوفة منك.
في مفس المكان اقترب هو من القبر بعد ان خرج عاجزا من عند طبيبه امعن النظر في ذلك الجسد المتكوم المرتجف
تابع حث الخطى باتجاه القبر وماان تعرف عليها حتى صاح بغضب:
انتي بتعملي ايه هنا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة