قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل العاشر

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل العاشر

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل العاشر

اليوم حفلة خطوبة وتين قلبها يخفق بشدة احاسيس مختلفة حماس سعادة خوف واولها الحزن تجمعت الان داخلها اخذت نفسا عميقا ورمقت نفسها برضى ملامحها الهادئة زادتها الزينة جمالا لكن سرعان ما طغى الحزن على ملامحها بعد تذكرها لاخر موقف مع كيان:
ليه تسيبني فأسعد يوم فحياتي يا كيان.

Flach Back:
دخل كيان بعد مدة الى المنزل متجها الى غرفة وتين طرق الباب بهدوء فسمع صوتها تسمح له بالدخول فوجدها تمسح عينيها بعد ان اولته ظهره فقال بحنو وهو يجلس بجانبها:
بتعيطي ليه دلوقتي.
اخرجت تنهيدة حارة واجابت:
مخنوقة يا كيان نبض مش راضية تكلمني خلاص بابا ولا مرة حسسني اني بنتو ماما مابقتش تكلمني الا لضرورة عشان حلفانها لاني بكلمك وانت انت يا كيان بعدت عني اوي مابقتش كيان لي اعرفو.

زفرت باختناق تحاول اخراج الغصة التي في حلقها وتابعت:
مبقتش قادرة اتحمل خلاص تعبت.
مسح دموعها بأصابعه وحاوط وجهها بكفيه قائلا:
اهدي في ايه لكل ده من ناحيتي انا هنا جمبك ماتقلقيش بابا طول عمرو كده هيتغير مع الوقت صدقيني حاولي تقربي منو
نبض قلبها ابيض اكيد مسامحاكي وماما مش هتفضل مخصماكي طول الوقت.
امسكت يديه التي على وجهها تسحبها وقالت:
انا فكرت خلاصي هو جوازي من براء ده قرار نهائي.

تقلصت ملامحه بغضب من كلماتها وقال:
انا كنت جاي عشان كده مش هتتجوزيه يا وتين انسي
صرخت في وجهه قائلة:
كفاية تمشو حياتي زي ما انتو عايزين انا هتجوزو وهكون مبسوطة و هثبت لبابا اني ليا فايدة في الحياة.
كان سيقنعها لكنها قالت منهية اي حديث في هذا الموضوع:
انا قررت خلاص ومش هعاند بابا هعمل لي هو عايزو ثم اكملت بأمل:
كده هيحبني.
نظر اليها بشفقة وقال:.

ماتجيش تندمي بعدين صدقيني قرارك ده اكبر غلطة هتعمليها براء اسوء من ابوكي يا وتين.
لاء انت غيران منو اطلع برة اوضتي مش هغير رأيي.
Back.

يا ترا هتكسر فرحتي يا كيان وتخليها ناقصة.
جلست تنتظر في الغرفة ثم القت نظرة على النافذة لاسفل شاكرة عمها الذي ترك لهم منزله الاخر وتم تزيينه كما يجب هاقد بدأت الحفلة عينها على الباب دموعها محصورة في مقلتيها والدها لم يكلف نفسه ويطيب خاطرها ولو بكلمة بل كلمة قالها وهو يضغط على ذراعها هزت فؤادها:
اول ما نروح من هنا امسحي وشك ايه الوش العكر ده.

واقف امام المرآة يمشط خصلات شعره رش عطره و انفرج ثغره بابتسامة عابثة:
هانت باقي اسبوعين عالفرح اما اتسلى اليوم واعدل مزاجي.
افاق من شروده العابث على رنين هاتفه انه اياز فضغط على زر الاجابة قائلا:
الو ها يا اياز خير متصل عالصبح كده.
اتاه صوت اياز الناعس يقول:
جهزلي من برشام محتاجو ضروري.
ذهل براء من طلب اياز لكن سريعا ما استعاد وجهه العابث يقول بخبث:
اوووو مرة وحدة ليه هو في مزة جديدة وانا ماعرفش.

فأجاب اياز بامتعاض:
مش فايقلك انا يا دوب اجهز نفسي احضر حفلة خطوبتك وارجع وها اما تروحو تعالى نسهر في بيتنا.
اطلق براء صفيرا عاليا وهو يعدل ياقة ملابسه وقال:
في بيتكو مرة وحدة ليه الست الوالدة فين.
سافرت لعند خالتي شهر يعني اسهر عندي براحتك.
فسأله براء باستغراب:
طب ونبض مش خايف منها
واخاف ليه هي بتترعب مني مش هتحسن تنطق حرف.
اتفقنا سهرتنا اليوم عندك سلام.

في الجانب الاخر كانت نبض تعد طعام الفطور وقلبها ينتفض خوفا من النيران المشتعلة من الموقد حاولت التغلب على خوفها قائلة:
اهدي ده فطور عادي النيران دي مش هتيجي عندك يعني.
انتهت من اعداد الفطور وجهزته لاياز فوق الطاولة و اتجهت راكضة لغرفتها لاتريد ان تحتك به ابدا كادت تدير مقبض باب غرفتها ولكن اتاه صوت اياز يقول بحدة:
جيبيلي الفطور عالاوضة والحقيني.
اغمضت عينيها بنفاذ صبر وقالت بانصياع:
حاضر.

بينما جلس اياز على السرير ممسكا بهاتفه يتفحص مواقع التواصل وصلت نبض ووضعت الصينية فقال اياز:
اليوم حفلة خطوبة وتين هو انتي مش معزومة ولا ايه
اجابت نبض ببرود:
الله يهنيها بقا اه مش معزومة.
شفتي صحبة آخر زمن اول ما اتخطبت قالت واصاحب بايرة ليه.
لم ترد على اهانته وانما وقفت قائلة:
الفطور اهو انا طالعة ورايا شغل.
استني عندك رايحة فين مبحبش آكل لوحدي اقعدي لما بخلص ابقي اطلعي.
فقالت هي باعتراض:
بس ورايا شغ.

قاطعها اياز بتحذير:
شكل الضرب وحشك يا نبض.
جلست باستسلام بينما هو راح يتناول الفطور ببطئ وتشدق قائلا:
في حد طالب ايدك وانا موافق.
تصلب جسدها فوق الكرسي لكنها قالت بهدوء نسبي:
انا مش موافقة.
نظر اليها وقد رفع حاجبيه الكثيفان بذهول وقال:
هو انتي ليكي راي وانا ماعرفش انا موافق خلاص لاء وبقيتي تتكبري افرحي انك لقيتي حد يرضى بيكي بعيبك ده.
ابتلعت اهانته على مضض و قالت بقهر:
ومين كان السبب في عيبي ده يا اياز.

غوري من وشي سديتي نفسي وابقي جهزي نفسك.
اجهز نفسي لايه.
فأجابها بغموض:
هتعرفي بعدين.
خرجت نبض من الغرفة تفكر من تقدم لخطبتها وهي شبه خرساء.

على الطريق كان يقف كيان يفكر بعمق هل يذهب ام لاء
لكن قلبه كان احن عليها من ان يتركها في يومها هذا وهو خير من يعلم طبع والده واستدار ذاهبا الى حيث تقام الحفلة دخل بهدوء وصعد لاعلى بينما هي خفق قلبها بسعادة لرؤيته قضت وقتها وهي عينيها على الباب فحب الاخ مختلف هو سند وعزوة حب لا يعوض ولا يستبدل. حملت ثوبها بين يديها واتجهت راكضة ودموع الفرح تسبقها مندسة بين احضانه تقول:.

شكرا يا كيان بجد انك مسبتنيش وحيدة في اليوم ده.
رفع يديه يشدد من احتضانها وقال بنبرة حنونة:
اسيبك ازاي يا وتين ماقدرش يلا وقفي عياط و استمتعي باليوم ده.
اخفظت رأسها بحزن قائلة:
انا اسفة على اخر مرة اتكلمنا فيها يا كيان.
احتوى وجهها بين كفيه قائلا:
انا عمري ما هازعل منك. ثم لثم جبينها بحب اخوي.

مرت الحفلة بهدوء وسرور لاول مرة تشعر وتين بانها ذات قيمة ومحاطة بالاهتمام فالجميع الان يحرص على راحتها تمت قراءة الفاتحة وتلبيس الخواتم وهاهي الان جالسة في الطاولة مع خطيبها تحت انظار كيان. مد براء يده ممسكا بكفيها على الطاولة قائلا بنبرة مغلفة بالحب وهو يلثم كفها واياز على الجانب الاخر يحاول كبح ضحكاته:
مكنتش اعرف انك لما بتتكسفي بتبقي حلوة بالشكل ده.

اغمضت عينيها باستمتاع من كلماته التي داعبة اوتار قلبها وكان جوابها تنهيدة خرجت من ثغرها رفعت نظرها اليه قائلة بخجل وهي تسحب يدها من اسر كفيه:
كيان واقف هناك يا براء.
فقال ممازحا:
الله مليش دعوة بقا مراتي وانا حر وكلها اسبوعين وتبقي فبيتي.
ضحكت بخجل فتاه براء في ضحكتها التي سلبت لبه لكنه افاق على صوتها الرقيق يقول:
براء رحت فين.

ها انا هنا يا وتين بس اعمل ايه ماتضحكيش كده تاني لاحسن اتهور ومليش دعوة لا بكيان ولا بغيرو.
ثم مد يده ونظراته تحتضن ملامح وجهها وقال:
اتفضلي.
مدت يدها على استحياء تتلمس تلك الوردة بحذر خوفا عليها لشدة رقتها وقالت بحب وهي تداعبها باناملها:
دي رقيقة اوي وريحتها تجنن.
زيك ياروحي شوفي جواها لما تكوني لوحدك كده هتلاقي حاجة.
وقتك انتهى.
قالها كيان بنفاذ صبر بينما رمقه براء بضيق وهمس لوتين:
اخوكي ده معقد اوي.

فرت ضحكات اخرى من ثغرها وهي تتأبط ذراع كيان مودعة براء الذي ما ان اختفو من انظاره حتى همس:
طلعتي غبية اوي يا وتين دلوقتي على بيت اياز.

طالت مدة تفكير براءة لكن حسمت امرها في الاخير واتجهت الى غرفة والدها بعد ان اذن لها بالدخول فقال بهدوء:
مالك يا بنتي باين عليكي انك تعبانة.
تقدمت منه بتعب وجلست بجانبه قائلة:
مش عارفة يا بابا طول الليل بفكر انا اختياري كان غلط ولدلوقتي موجوعة من الغلط ده جايز اختيارك يكون صح.
ابتسم والدها بأمل وقال مشجعا اياها وهو يحاوط كتفها بذراعه يمسح عليه:.

بصي يا بنتي انا مستحيل اغصبك على حاجة بس انا متاكد انو ده هو لي هطمن عليكي عندو شب ملتزم مش من الشباب الصايع بتوع اليومين دول.
نظرت براءة امامها بحيرة وقالت بعد ان حسمت امرها:
انا موافقة بس لو اتجرحت المرة دي هتكون آخر مرة يا بابا.
قاطعهما دخول ملك صارخة بمرح وهي تشير بابهامها اليهما:
خيااااااااانة ارفعو ايديكو ترا ترا ترا كده يا بابا تعمل فيا وانت عارف اني انا بس لي بحبك.
ضحكو على روحها المرحة.

واتجهت اليها براءة قائلة:
بكاشة اوي يا لوكا.
استدارت لوالدها فوجدته يحدث احدا في الشرفة وابتسامة رضى على ثغره. وخاطبها بعد ان دلف من الشرفة:
ده محمد يا براءة و اتصل عشان نحددلو موعد يجيب اهلو.
مش عارفة يا بابا هسيب كل حاجة عليك وربنا يكتب الخير.
ربنا يكملك بعقلك يا بنتي.

في وقت متأخر من المساء كانت نبض جالسة في غرفتها حينما استمعت لشئ يوضع على الطاولة تقدمت من الباب شئ زجاجي يصف على الطاولة.
ايه الصوت ده.
فتحت الباب ببطئ وسارت على اقدام رجلها فجحظت عينيها من مما ترى انه يصف زجاجات الخمر فقالت بعدم تصديق:
ايه ده يا اياز.
رفع نظره اليها وقال بعصبيه:
خشي اوضتك و اياكي تطلعي منها فاهمة صاحبي جاي دلوقتي هينام هنا.

توجهت راكضة الى غرفتها خوفا منه واغلقت الباب بالمفتاح بيدين مرتجفتين سيفعل مايحلو له بعد غياب والدته.
سمعت الجرس يرن وترحيب اياز برفيقه.
عملت لي قلتلك عليه يا أياز
ضحك اياز وقال:
اه كنت فاكر هتعملي بلوك بس الظاهر رسايلي عجبتها.
بدأو حفلتهم المقرفة تلك فهاهو احدهم قد ثمل تمام والاخر سال لعابه من الفيديوهاات المنحطة التي يشاهدها بينما نبض تقلبت في فراشها كثيرا لكن رغبتها في شرب الماء تغلبت عليها.

وضعت اذنها على الباب لايزالان يضحكان احست بخطوات احدهم المتثاقلة تقترب فالتصقت في جانب السرير تنظر للباب الذي يطرق بخفوت ازدادات دقات قلبها رأت مقبض الباب يدار
فارتجفت اكثر قائلة بخوف:
ممين.
اجابها اياز بتيه و سكر وهو يدير مقبض الباب لاكثر من مرة:
افتحي الباب عايز اقولك حاجة كده.
اجابته برجاء مهزوز وقد عرفت الدموع طريقها الى وجنتيها:
ارجوك يا اياز اصحى ارجوك.

غاب صوته ثم شعرت به يحاول فتح الباب ومع كل دفعة تزداد دقات قلبها لكنه رحل بعد فشله تنفست الصعداء بعد ابتعاده و انتظرت مدة لا بأس بها ثم خرجت لتروي ضمأها.

توجه إباء الى الباب بعد ان طرق في منتصف الليل وكانت صدمته واضحة من عينيه التي فتحهما على وسعهما لم يره منذ سنوات
والده امامه الان كان يفكر دائما مالذي سيشعر به عندما يرى والده لكن الان لا يحس بشئ الفراغ فقط.
فقال بجمود:
اتفضل يا بابا.
دخل والده بعنجهية وقال:
اكيد ده بيتي محدش يقدر يمنعني عنو.
تقلصت عضلات وجه إباء بغضب لكن كعادته الهادئة قال:
تصبح على خير.

ابتعد عنه حتى لا يتسبب بحادث في منتصف الليل واتجه الى غرفته وذكرياته مع والده تمر بين عينيه كشريط تلقيه الضرب عندما كان يحمي والدته علاقات والده المتعددة مع النساء تزوجه من اخرى تهوينه على والدته كل ليلة امسك برأسه بألم وقال بضعف:
رجعت ليه دلوقتي بعد ما اتعودت اعيش من غيرك جاي ليه.

وافقة في المطبخ تشرب الماء بخوف تفكر هل تكلم والدتها لكن تأخر الوقت ثم مالبثت ان شعرت بيد تطبق على خصرها تحشرها بينها وبين سيراميك المطبخ كادت تصرخ لكن اطبق على كفها بقوة تكاد تختنق دموعها اغرقت كفه ضربات بطنها ارتفغت من رائحة الخمر اتاها صوته الثمل يقول:
هشيل ايدي دلوقتي لو صرختي هقتلك فاهمة.
توسعت عينيها بخوف فما كان منها الا ان اومئت بانصياع قائلة بخفوت ب:.

انت مش في وعيك انا اخت اياز صاحبك سيبني.
شملها بنظرات متفحصة قبل ان يقول:
مش بايدي والله بس انا ليا مزاج لازم يتعدل.
ارتجفت اكثر من اقترابه وزعت انظارها بهلع وما ان.

غرس وجهه في ثنايا عنقها يشتم رائحة شعرها بتلذذ حاولت دفعه لكن قربها اليه اكثر باصابعه المغروسة في خصرها جابت بعينيها المكان بنظرات زائغة تلمست بيدها ماورائها واخذت تلك السكينة طاعنة اياه من الخلف في جانبه الايمن فتهاوى جسده ساقطا بين قدميها يصرخ متألما بينما هي تجمدت من الصدمة وتيبست قدماها موزعة انظارها بينه وبين يديها التي تلوثت بدمائه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة