قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الحادي عشر

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الحادي عشر

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الحادي عشر

هائمة في الشوارع ليلا تحتضن ثيابها التي مزق جزء منها حينما امسك بها براء لحظة سقوطه تبكي قهرا، خوفا وصدمة والدماء تشوه يديها وملابسها شهقاتها تسبقها تتذكر حيتما مرت بجانب اياز والخوف يأكلها ليخفف عنها خوفها وجدته نائما وهو يضحك بثمالة فهربت نظرت الى اين ساقتها قدماها فوجدت نفسها امام منزل إباء دقت الباب بارتجاف حاولت التفوه بشئ لكن حروفها تأبى الخروج مجرد شفاه تتحرك في الداخل كان إباء جالسا بعد تفكيره المرهق في والده انتبه الى الطرقات الخفيفة على الباب ناظرا الى الساعة تجاوزت الواحدة فقال بارهاق:.

يادي الليلة لي مش هتعدي. وما ان فتحه حتى فوجئ بنبض تنتفض بشدة تحاول قول شئ لكن حروفها تتطاير مع النسمات دون اصدار صوت راحت تحاول مرارا وتكرارا لكن دون فائدة
شعر بغضب عارم عند رؤية مافعله اياز بها وقصة شعرها سحبها بلطف الى الداخل وقال بقلق يتفحص جسدها من اين مصدر الدماء:
ايه الدم ده فيكي حاجة انتي مجروحة.

ابعدت يده بخوف متراجعة للخلف ترتعش و صوت شهقاتها المختنقة تعلو. وضع كفيه على وجهه يمسح عليه بعصبية وقال بنبرة حاول جعلها هادئة وهو يتراجع للوراء رافعا يديه بهدنة:
طب اهدي انا مش هأذيكي ماشي. اومئت تحاول تصديقه
نظر اليها يراها تعافر لقول شئ ثبت انظاره على حركة شفتيها ففهم انها تريد والدته لان:
طب اقعدي هنا انا هروح انادي ماما ماشي.

جلست على الاريكة بتعب شديد تتنفس بوتيرة سريعة يمر ماحدث منذ قليل امامها اغمضت عينيها واضع يديها تسد اذنيها بهما بهلع تكاد تسقط من على الاريكة من شدة ارتعاشها
دخل الى غرفة والدته دنا منها يوقضها ببطئ استيقظت تقول باستغراب:
في ايه يا إباء خير.
نظم انفاسه وقال:
مش عارف نبض برا كلها دم مش حسنانة تقول كلمة حاولي تفهمي منها في ايه.

لطمت على صدرها بصدمة متجهة للخارج فرأت جسدها يهتز بشدة دنت منها آخذت اياها بين احضانها تقول:
اهدي مفيش حاجة اهدي.
ارتمت نبض في حضن مريم تهمهم بشئ غير مفهوم.
مرت ساعة اخرى هدات فيها نسبيا لكن صوتها يأبى الخروج
دي لازملها دكتور يا ابني.
خليها الليلة هنا عندك و بكرا الصبح اروح اجيبو.
اسندتها مريم الى الحمام تغسل يديها ووجهها ثم اخذتها الى الغرفة هاهي تنام بين احضان مريم متشبثة بها.

في صبيحة اليوم التالي استيقظ اياز بثقل توجه الى المغسلة
فقام بغسل وجهه جيدا حتى استيقظ وماان سار ناحية المطبخ
حتى تصنم مكانه وهو يرى براء غارقا في دمائه توجه اليه مسرعا
براء اصحى في ايه.

لاحركة جسده بدأ يبرد توجه اياز الى غرفة نبض لا اثر لها الان فهم مايحدث نزع احدى الشراشف النظيفة ووراح يضغط على جرح براء توجه الى الخارج قرب السيارة من الباب من حسن حضه انه استيقظ باكرا ونقل براء الى المشفى بعد ان رمى السكين و مسح الدماء بدأ نبضه يضعف وصل وهو يرتجف من الخوف والصدمة 3 ساعات وخرج الممرضة قائلة:
هو خسر دم كتير لازم متبرع.
انا هو صاحبو ووخرجت نفس الزمرة.

تبرع اياز لبراء و قدم افادته كاذبة بأن احد السارقين طعنه في الخارج جلس بجانبه ينتظر استيقاظه فقد قال الطبيب ان استيقاظه سيستغرق وقتا.
يا ترى انتي روحتي فين يا نبض.

استيقظت وتين وابتسامة صافية على ثغرها كانت ليلة البارحة
من اسعد لياليها مدت يدها الى الذرج تحمل تلك الزهرة بين يديها
باعدت بين وريقاتها من الوسط فوجدت ورقة صغيرة مكتوبة عليها:
الوتين شريان يغذي القلب وانت غذاء قلبي
قرئتها عدة مرات تملست ذلك الخاتم بأناملها تهمس:
هرتاح اخيرا فاضل اسبوعين بس وهرتاح.
خرجت الى الصالة فوجدت والدتها تفكر بشرود تقدمت منها تقول بهدوء:
ماما انتي سرحانة ف ايه.
اجابتها ببساطة:.

انا هجوز كيان كفاية عليه قاعد كده اصلا هحتاج لي تساعدني فشغل البيت.
وانتي فاكرة انو هيوافق هو بيحب نبض يا ماما.
صاحت اجلال بصدمة:
نعم مين البنت الخرسا دي اصلا مكنتش مريحاني كل فين ومين نطالي هنا.
تقدم اليهم كيان بتثاؤب يقول:
مين جايب في سيرتي.
ماما عايزاك تتجوز.
نظر اليهم ببلاهة مشيرا لنفسه استدار للوراء ربما يقصدون شخصا اخر ثم انفجر ضاحكا:
انتي بتهزري عالصبح بايخة اوي.
نظرت اليه اجلال بجدية قائلا:.

انا مش بهزر انت لازم تتجوز يا كيان.
بادلها نظرة جامدة مقتربا منها بهدوء مردفة:
ليه انا الموضوع ده محيتو من راسي خلاص.
ليه عشان البت الخرساء نبض مثلا.
رمقها باستغراب ثم قال بحدة:
اولا هي ليها اسم ثانيا بتجيبي سيرتها ليه دلوقتي.
ما انت بتحبها.
صاح بذهول:
نعم احب فمين دي زيها زي وتين بتجيبي الكلام ده منين.
اسأل اختك هي لي قالت.
لقد فسرت كلماته السابقة خطأ نظر الى وتين بحدة ثم قال:.

وفرضا انا اتجوزت انتي بتحشري نفسك فلي ملكيش فيه ليه.
قاطعته بعصبية تقول:
احترم نفسك يا بني ادم انت وبعدين وتين كلها اسبوعين وتتجوز
انا هفضل لوحدي وهحتاج مين يساعدني.
ابتسم بسخرية قائلا:
ده انتي عايزة خدامة بقا بس مش هيحصل وحتى لو اتجوزت انا مفضلش كتير وهسافر سلام يا مامي.
نطق عبارته الاخيرة وهو يضغط على كل حرف قصد استفزازه يستمتع لرؤية غضبها باد امامه.

هاهي براءة تجهزت لاستقبال عريس جديد لا تشعر بشئ حماسها غاب لابد لانها تعلم ان هذا لن يدوم تقدمت منهم بهدوء تسير بروية القت التحية وجلست بجانب والدتها بعد تقديم واجب الضيافة رفعت نظرها اليه انه هو التقت به من قبل نظر اليها محمد بحب بدا من عينيه ابتسم والدها قائلا:
انت معايا يا محمد.
افاق محمد من تأمله يقول:
ها يا عمي قلت حاجة.
مر بعض الوقت وخرج الجميع من الغرفة ماعدا وبراءة ومحمد.

يقابلهم اسيد رفع انظاره اليها يقول ممازحا لرفع الحرج عنها:
لقيتيهم كام هو انا وحش لدرجة دي.
رفعت بصرها ناضرة باستغراب:
هما ايه.
ضحك بخفوت واجاب:
الوردات المرسومة عالسجادة اصل عينيكي عليهم من اول ما قعدنا هنا.
حاولت منع ظهور ابتسامة لكنها فشلت وظهرت من خلف نقابها وقالت:
مش باين عليك انك فرفوش كده.
عايزة تعرفي عني ايه الcv تبعي جاهز خلاص بصي انا
محمد النجار 28 سنة امام المسجد لي هنا شاب ملتزم
وانتي.

ظهرت ابتسامة اعجاب اخفاها نقابها عنه وقالت مقلدة اياه:
وانا cv بتاعي جاهز يا فندم براءة 24 سنة صاحبة المصلى لي اتفتح جديد واستاذة فيه بنت ملتزمة.
ارتسمت على ثغر محمد ابتسامة زادت من جمال ملامحه
الى جانب تلك اللحية التي تزينه مانحة اياه هيبة.
غادر محمد تاركا في نفس براءة اثرا وانطباعا جميلا استحسنته
تقدمت منها والدته بملامح سعيدة تقول:
ها ايه رايك يا براءة.
هصلي استخارة و اقولكو راي يا ماما.

ثم اتجهت الى غرفة ناظرة من النافذة اليه وهي تبتسم.

في منزل اباء تقدمت مريم من إباء تقول بتعب:
دلوقتي لحتى نامت يا اباء هي مش كويسة ابدا جسمها لدلوقتي عمال ينتفض نعمل ايه.
زفر اباء بارهاق قائلا:
انا رايح اجيب دكتور يمكن يساعدنا.
نهض اباء متوجها الى الخارج بينما في غرفة نبض غفت قليلا ثم فتحت عينيها بضعف ناضرة الى اين هي لكن انخلع قلبها من الخوف من ذلك الذي ينظر اليها نظرات زائغة هو معروف بكثرة النساء من حوله جلس بجانبها قائلا وهو يمسح على رأسها:.

اهلا اهلا يا بنتي عاملة ايه والله وكبرتي وحلويتي يا نبض.
نظراته الزائغة اليها لم تعجبها ابدا ابتعدت عن يديه هازة رأسها بالايجاب واتاه صوت مريم قائلة بحدة:
بتعمل ايه عندك اطلع برة.
والله وبقا ليكي صوت يا مريم.
نظرت اليه بقوة قائلة:
اباء هنا لو عرف انك بتضايق نبض هيقتلك.
عموما انا رايحة مع السلامة يا بنتي هرجع المسا.
مسحت مريم على وجهها بعصبية ثم تقدمت من نبض قائلة بحنان:
ها يا بنتي احسن دلوقتي.

اكتفت نبض بايماءة صغيرة حاولت قول ما في داخلها لكن لا قدرة لها
اهدي يا بنتي ماتعيطيش لما ترتاحي هتقدري تحكي. قالتها مريم وهي تحتضن نبض بحنو لتخفف عنها.
بصي يابنتي اباء اهو جه راح يجيب الدكتور ماشي.
اعتدلت نبض هي تثق بهم ثقة عمياء وضعت حجاب مريم فوق رأسها
الدكتور جه اتفضل يا دكتور. دخل الطبيب الى الداخل
قام بسؤالها بعض الاسئلة حاولت الاجابة عنها فلم تخرج حروفها.

بعد مده خرج الى الخارج مع اباء ومريم قائلا:
هي اتعرضت لصدمة قوية وده اثر عليها جامد وطبعا حضرتك شرحتلي الحادثة لي ادت لثقل نطقها من لما كانت صغيرة ومكنش لازم تتعرض لصدمة تانية عشان كده هي دلوقتي بقت خرساء مش بشكل دايم انما بحسب رغبتها هي مع الوقت قادرة تتحسن لازملها دعم معنوي.

رافقه اباء الى الباب وهو يفكر ما الصدمة التي تعرضت لها وادت لفقدانها النطق اهتدى لفكرة وتوجه الى غرفتها كانت تنتظر ان يخبروها بما قاله الطبيب زفر اباء بهدوء قائلا:
اهدي مفيش حاجة كبير هو قال انو مع الوقت هترجعي زي ما كنتي
اومئت بهدوء فأكمل هو:
لو جبتلك ورقة وقلم هتكتبيلي سبب حالتك دي.
نظرت اليه بتردد لكنها سرعان ما هزت رأسها نافية توليه ظهرها
مدعية النوم.

في مكان آخر لم نزره من قبل جالسة على مكتبها كعادتها كل ليلة
حملت مذكرتها مؤنستها الوحيدة مدت اناملها تخط بذلك القلم تدون بشئ من الحزن كاتبة حروف تبث الاوراق تعبها علها تحمل عنها القليل
اعلم يا مذكرتي ان دوام الحال من المحال لكن هل.

سيدوم حالي هكذا ام ان مآل التغير اصبحت اشعر بفراغ رهيب داخلي فإلى متى سأصمد مواجهة هذا الفراغ الذي يسحبني كبؤرة سوداء ام ان نهايتي التداعي . اغلقت تلك المذكرة وتوجهت الى
سريرها متقوقعة على نفسها تاركة العنان لدموعها تحررها من سجنها لكن هي لا تعلم متى ستتحرر بعد زفرت بارهاق مغمضة عينيها آملة في غد افضل.

استيقظ براء فوجد نفسه في المشفى الم شديد اجتاحه فور حركته الخاطئة تلك نظر الى من يقف بجانبه فاذ به اياز ملامحه لاتوحي باي شئ فقال وملامحه تنكمش بألم:
حصل ايه.
اتاه صوت اياز الجامد يقول:
دلوقتي البوليس جايين وهتقول زي ماقلت حرامية كانو هيسرقوك
اومئ بايجاب سيتفقون فيما بعد دخل ظابطان وتم الاستجواب بانه لم يرى وجهيهما و سجلت كقضية قيد المجهول
انا اتبرعتلك عد الجمايل بقا.

قالها اياز لبراء ثم محى تلك الضحكة السخيفة من على وجهه واكمل:
نبض مفقودة مش عارف هي فين.
انا مكنتش في وعيي يا اياز يعني مستحيل اقربلها وانا صاحي
دي اخت صاحبي بردو.
اومي ببطئ ثم قال بعد تفكير كيف نسيهم:
انا عرفت هلاقيها فين اكيد عن الخالة مريم.
خرج وملامح وجهه متجهمة يخشى انها اخبرتهم بالحقيقة وراح يفكر في كذبة منطقية.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة