قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثاني عشر

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثاني عشر

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثاني عشر

هاهي الشمس قد تمطعت في منتصف الظهيرة فاتحة اشعتها في كبد السماء بكل طلاقة خرج براء من المشفى بعد ان طمئن والدته التي لم تكف عن الاتصال بينما في الاتجاه الاخر جلس اباء امام والدته قائلا:
رجعت على بيت اياز مفيش حد بيفتح يا ترا حصل ايه.
تنهدت مريم تقول بحزن:
هي مش راضية تحكيلنا حاجة انا خايفة عليها حتى الدم معرفناش لمين صباح الخير يا بنتي.

اومئت بهدوء لكن سرعان ماانتفضت حينما سمعت الباب يدق بقوة تظن بأنهم شرطة مسحت مريم على ظهرها بحنان قائلة:
اهدي يا بنتي اهدي مفيش حاجة.
توجه اباء لفتح الباب فوجد اياز يقف وملامحه يطغى عليها الغضب فقال اباء بحدة. :
في ايه يا عم انت هتكسر الباب ولا ايه.
نبض فين انا عارف انها هنا.
نطق بها اياز بعصبية يحاول الدخول الى الداخل لكن منعه جسده اباء صارخا:.

عندك عندك يا عم انت هي مش هنا اطلع برا المفروض انها اختك يعني انت لي لازم تعرف هي فين.
بص انت مش فاهم حاجة انا سمحتلها تخرج فجاة لقيتها مع عشيقها كنت هدبحها هي بس جات فيه هو وبعدها هربت مالقتهاش انا ماسك نفسي بالعافية ابعد.
تخشب جسد اباء بذهول هذا مايفسر حالتها لكنه اجاب:
روح دور عليها في حتة تانية هي مش هنا.
قالها صافقا الباب بقوة بعد ان قرر شيئا توجه الى المطبخ ناظرا لها بحدة ووجه كلماته لوالدته:.

جهزو نفسكو هنروح بيت المزرعة كده احسن هترتاح و بعدها تقولنا في ايه.
اومئت والدته بايجاب بينما شردت نبض في كلمات اياز و ابتسامة سخرية اعتلت شفتيها كيف له ان يطعن في شرف اخته.

احيانا تجبرنا الحياة على فعل اشياء لم نكن نتخيل يوما اننا قد نقوم بها لماذا لانها بكل بساطة مخالفة لمبادئنا
واقفة امام المرآة تنظر الى تلك الملابس الرخيصة التي ترتديها
ثياب اشبه بملابس النوم تكاد لا تغطي شيئا انفجرت عينيها بالدموع تهمس بحزن:
نصيبك بقا هتعملي ايه.
اقتربت منها تلك السيدة وهي تقضم العلكة بطريقة مستفزة تثير
الاشمئزاز تقول بوقاحة:.

هو انتي لسه بتعيطي بقالك فترة هنا وماتعودتيش والله وكسبت من ورا جسمك المدور ده ملايين نفسي اعرف بتبسطيهم ازاي عشان بيدفعوا عشانك كل ده. يلا اتأخرنا عالفرفة 23.
نظرت اليها الاخرى بكره تسير ورائها و اعين الذئاب تستهدفها
سيطرت على ارتجافتها واكملت سيرها اخذت نفسا عميقا تتلمس تلك الزجاجة اسفل ثيابها قلبها يدق بعنف سارت بدلال مصطنع
والجة الى الغرفة عدلت من وضع مكياجها تنتظر زبونها القادم.

الذي سيخط اثاره على جسدها دون وجه حق لها وقت طويل تعمل هكذا رات نفسيات مريضة عدة في هذا المكان نهل العديد منهم منها دون ان يكون لها الحق في الاعتراض لكن بسبب ذلك المنوم الذي ستضعه الان لن يلمسها احد بعد اليوم
فتح الباب فارتعش قلبها داخل اضلعها لكنها رسمت بسمة ماجنة
ناسبت احمر شفاهها وضعت رجلا فوق رجل جالسة قائلة بمياعة اتقنتها من هذا الوسط الماجن:
اتأخرت عليا اوي ليه كده.

رفعت انظارها اليه مستديرة له توقف بها الزمن رجل في 60 من العمر ابتلعت ريقها بمرارة زبائنها كانوا من فئة الشباب بينما هو دنا منها نازعا سترته حاولت ان تبقى طبيعية قدر الامكان وتقدمت منه تسير بغنج قائلة وهي تمسك عنه سترته:
مستعجل على ايه ماندردش نتعرف.
جذبها من معصمها فاصدمت بصدره يقول بخشونة:
مامعيش وقت يا حلوة انجزي.
جذبته من ربطة عنقه تهمس في اذنه:.

ما براحة يا حج في ايه طب نشرب الاول نبل ريقنا قلت ايه.
طبع قبلة على شفتيها يقول بشهوة غامزا اياها:
وماله يا حلوة يلا.
كادت ترجع مافي بطنها فشكله كفيل باثارة الغثيان ابتعدت عنه
وقلبها بخفق خوفا من ان يراها وضعت ذلك المنوم وسارت باتجاهه ببطئ تقدم له ذلك الكأس فسألها قائلا:
هو انتي اسمك ايه.
حملت كأس المشروب بين يديها تتلاعب به بأناملها مجيبة اياه:.

نوجا اسمي نوجا يا حج مايغركش شكلي الرقيق ده انا قطة وبخرمش. واطلقت ضحكات رقيعة لم تكن من صفاتها يوما.
بينما اقترب منها بعد ان اكمل كأسه يقول بفحيح:
وانا بموت في القطط الشرسة يعني ع ذوقي.
ابتعدت عنه بدلال تقول:
وماله هنشوف.
حاولت كسب بعض فقالت:
نرقص الاول ولا ايه رأيك.
انطلقت نغمات متتالية من هاتفها و سارت باتجاهه تمسك كفه
ثبت يده على خصرها وبدأو يتمايلون ببطئ دفعها بقوة على السرير قائلا:.

كفاية ضيعنا وقت نبدأ شغلنا الصح.
وماان اقترب منها حتى سقط في سبات عميق تنفست الصعداء تدفعه عنها ناظرة اليه بكره:
كلكو كده رجالة تستاهل الحرق.
نزعت عنه الثياب و عدلت الوضع كانه انهى كل شئ و نامت في طرف السرير والدموع متجمعة محبوسة داخل عينيها تنظر اليه بخوف خشية ان يستيقظ ويقربها.

توجه كيان الى طبيبه النفسي وكله امل قضى ليله يفكر بايجابية
وتفائل بغد افضل دخل بهدوء ملقيا التحية وابتسامة هادئة تزين ثغره:
عايز اعرف كل حاجة عن المرض ده كل حاجة.
قالها كيان بنبرة هادئة اكدت للطبيب مدى اتزان شخصيته الان.
فقال بعملية:.

هو معروف بانو اضطراب نفسي مزمن بيفسّر فيه المصاب الواقع بشكل غير طبيعي معروف بالتفكك العقلي او الشيزوفيرينيا و بتختلف عند كل مريض قادرة بتصيب لي اعمارهم من سن 16 ل 30 اعراضها بتختلف لاربع انواع نلاقي أعراض إيجابية زي الهلاوس والأوهام الذهانية وعدم ترابط الكلام والسلوك المضطرب، وكمان فقد الإرادة وانعدام المشاعر أو تشويهها. وتخيل أمور مش حقيقية التخيلات دي بتخليك تفصل عن الواقع وتعيشك في وهم و كمان سماع اصوات و تهيؤات وفي كمان أعراض سلبية وهي الأعراض لي بتبان نتيجة فقدان المريض لأمور نفسية طبيعية، زي غياب تعابير الوش يعني وجه جامد ونقص التحفيز وكمان نصادف أعراض إدراكية بتأثر على طريقة تفكير الشخص وتعاملو مع أفكارو وتعبيرو عنها زي فقدان التركيز وأعراض عاطفية ودي زي ما تكون يعني عدم الشعور بأي مشاعر أو عواطف اتجاه الشخص الاخر.

ثبت كيان انظاره على الطبيب يركز في كل كلمة كي يعي مدى خطورة وضعه ابتلع ريقه بقلق وقال:
هو طفولة الانسان ممكن تكون من اسباب المرض ده.
نظرا اليه الطبيب رائف نظرة بثت القليل من الامان واطفئت قلقه
و اجابه:.

هو العلم لدلوقتي محددش سبب معين بس في مجموع عوامل هي من اهم اسباب المرض ده هشرحهالك عن طريق حالتك زي انو الشخص يعيش طفولة مش سليمة او طبيعيه مثلا لانو الخلل في العلاقات العائلية بيحفز المرض زي التعرض لصدمات نفسية وعيش طفولة غير سوية او التعرض لعنف مفرط.
اومئ كيان بايجاب فاهما سبب مرضه الان كله بسبب عائلته
بدأت يديه بالارتجاف وقال بشئ من العصبية:
هو في علاج لكل الكلام ده.

قام رائف بتقديم الماء له وقال:
العلاج موجود بس اهم حاجة رغبتك تكون مستمرة.
شرب كيان ذلك المحلول وقال برجاء:
ايوه انا عايز اتعالج بس محتاج مساعدتك.
اجابه رائف بنبرة هادئة:
انا هكتبلك محاليل مهدئة نبدأ بيها متابعتك واهم حاجة ماتضغطش على نفسك انت دلوقتي فمرحلة مبكرة معروفة باسم البادرية لانك في فئة الشباب يعني لسه ملحقتش لمرحلة الخطر
سلوكك هادي دلوقتي بس مع الوقت لو اتأخرت هتصير عنيف وخطر على غيرك.

نظر كيان الى اسم الدواء الذي دونه رائف ثيوريدازين
وقال متسائلا:
وده هيساعدني ازاي.
فاجابه الاخير يقول بشرح:
الدوا ده مهمتو التقليل من افرازات الهرمونات النخامية وبالتالي هيؤثر في عملية الاستقلاب ويدي دماغك راحة من التفكير فهتقل الاصوات لي هتتخيلها.
اومئ بايجاب وخرج بعد ان فهم كل مايجب فهمه عن مرضه.

متوجها الى ذلك المحل الذي اشتراه بشراكة مع اباء محل تصليح سيارات بعد مساعدة والد كيان لهما. وجد اباء يجلس بوجوم فقال باستفسار:
مالك يا اباء لو انت تعبان هفتتح لوحدي.
لم يسمعه من الاساس بل راح يفكر في كلمات اياز مالذي سيستفيده من فضح اخته بهذا الشكل و حالة هلعها وذلك الدم تؤكد صحة كلمات اياز كور قبضتيه بغضب.
هاي يا عم انت رحت فين. قالها كيان وهو يفرقع بجانب وجه اباء باصبعه.
هاه خير في ايه يا كيان.

اوهوو ده انت مش هنا خالص الي واخد عقلك يا اباء.
تفتكر انا غلطت لما حبيت نبض.
قطب كيان بين حاجبيه بتعجب من سؤاله و اضاف:
انت بتقول كده ليه هو في حاجة حصلت انا مااعرفهاش.
زفر اباء بضيق وقص له ما حدث باختصار فكر كيان مليا وقال:
ماعتقدش اياز بيقول الحقيقة يا اباء.
ما انا عارف بس هتجنن هي مش واثقة فيا مارضيتش تحكيلي.
ربت كيان على فخد اباء بمؤازرة وقال:.

مع الوقت هتثق فيك حاول تتقرب منها يا اباء وماتكونش انت والزمن عليها.
اومئ بايجاب والتمعت عينيه باصرار سيستغل الفرصة و يتقرب منها.

قد تضيق بنا الارض بما رحبت فنسعى باحثين عن كتف يسندنا
كتف يبث فينا الامان المسلوب
واقفة امام النافذة في الصالة ووجهها خالي من الملامح تماما جامدة تريد الصراخ لكن صوتها يأبى الخروج ومازاد من المها تصرفات اخيها وقف اباء بالقرب منها لم تشعر به حتى وقال برزانة:
انتي كويسة دلوقتي.
اومئت بهدوء بعد ان افاقت من شرودها على صوته تحاول كبح عبراتها تكره ضعفها هذا لكن لا يمكنها تغيير شخصيتها هذه.

خرجت منها تنهيدة طويلة تعبر عن مدى اختناقها فرت دمعة
من بين اهدابها ومازاد من ضعفها قول اباء الصارم:
كلام اياز الصبح صح ولا لاء.
انفجرت تبكي باختناق تهز راسها بالنفي فلم يشعر بنفسه الا وهو يجذبها اليه يدسها بين احضانه يربت على كتفها بينما هي واصلت بكاؤها تخرج به مكنوناتها و راح يقول بنبرة يغلفها الحنان يمسح على شعرها ؛
هش اهدي مفيش حاجة لكل ده محدش هيصدقو.

تشبثت به اكثر وشهقاتها تعلو دموعها بللت سترته متغلغلة تحرق داخله وهدات بعد مدة مبتعدة عنه بخجل ووجنتيها تشتعل بحمرة خفيفة باعثة اليه نظرات معتذرة وهي تبتعد مما اشعل الرغبة داخله كل شئ بها يثيره زفر يهمس:
يا ترا هتحسي بيا امتى يا نبضي.

مرت ثلاث ايام وهاقد توجهت عائلة اباء الى بيت المزرعة لاتنكر نبضان الهواء هناك قد فادها كثيرا فهو عليل ونسماته داعبت روحها المعذبة رفعت نظرها فرأت اباء جالسة يفكر لقد طلبت منه
مهلة حتى تستطيع اخباره بما حدث لكنها لا تستطيع راقبتهما
مريم بحزن وحسمت امرها متوجهة الى نبض قائلة بروية:
اقعدي يا بنتي في موضوع عايزة اقولهولك.
نظرت اليها بقلق وجلست تستمع اليها:.

بصي انا بحبك وشايفاكي بنتي بس لازم احكي عشان ترتاحو
انتو الاثنين.
تابعتها نبض بحيرة فاكملت الاخرى بعد ان اخرجت زفرة
تعبر عن تعبها:
من الاخر اباء بيحبك اوي و عايز يتجوزك فكري يا بنتي
هو دايما تعبان وقلقان عليكي قدري ده صدقيني مش هتلاقي
احسن منو.
تجمدت مكانها اثر كلمات مريم صحيح انهم تقربو من بعضهم.

وجدت اشياء مشتركة كثيرة احبت اهتمامه بها لكن لم يخطر على بالها انه يحبها خفق قلبها بعنف لا تستطيع تحديد شعورها
ماذا عن كيان الذي اعجبت به لقد بدأت تغرق في الحيرة
بصي يا بنتي انا مش هفرض عليكي حاجة بس كل لي هقولهولك احنا هنرجعك لاياز و هو هيطلب ايدك وليكي القرار تفضلي متعذبة مع عيلتك او ترتاحي مع لي يصونك.
غادرتها مريم وتركتها تغرق في بحور التفكير لا تعلم سبب تلك.

الابتسامة التي ارتسمت على ثغرها لكن هو شعور استحسنته.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة