قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثالث عشر

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثالث عشر

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثالث عشر

اختفي وأد البنات لكنه بقي باشكال اخرى ارهقت كاهل الكثيرات هدمت قصور احلامهن وجعلتهن اجسادا بلا روح
خرجت وتين من غرفتها وتوجهت الى كيان وابتسامة مشرقة انارت محياها طرقت الباب بهدوء حتى اذن لها بالدخول فقالت بسعادة:
تعالى معايا يلا.
قالتها وهي تسحبه من يده نظر اليها بارهاق وقال:
في ايه عالصبح انا تعبان.
فاجابت بهدوء:
بص لازم تعمل لي هقولك عليه.
نظر اليها باستغراب وقال:
من الاخر عايزة ايه.

جلست بجانبه تقول بامل:
بص انا مبقاليش كتير واروح من البيت ده فعايزة نتصالح.
نتصالح؟ ومع مين؟
تشدق بها كيان وهو يسحبها الى خارج الغرفة فتوقفت وهي تقف ورائه تدفعه للخارج تقول:
انا هروح اقرب من بابا زي ما قلتلي و فنفس الوقت انت هتروح
لماما تحاول تقرب منها كمان انا رايحة اتجوز وانت عايز تسافر عشان تكبر شغلك ها ايه رأيك.
وتابعت شرح فكرتها فكر كيان مليا فلا ضير من المحاولة تنهد بتعب واضاف:.

ماشي اتفقنا اسبقي انتي و انا رايح.
ابتعدت عنه تحاول تشجيع نفسها ملئت رئتيها بالهوا
وهي تستحضر كلمات كيان حاولي تقربي منو امعنت النظر فوجدته جالس امام التلفاز فابتسمت بأمل تهمس بينها وبين نفسها:
ايوه يا وتين في امل هيحبك.
توجهت الى المطبخ وقامت باعداد فنجان قهوة مضبوط وراحت تسير ناحيته بابتسامة قلبها يخفق خوفا من ردة فعله قبلت كفه و جبينه تحت نظرات الاستغراب منه وضعت الفنجان امامه تقول:.

اتفضل يا بابا ده فنجان قهوة ليك.
اومئ بلامبالاة ولم يعقب بكلمة تابع مشاهدة التلفاز شعرت بالاحباط يتسرب داخلها اخذت نفسا عميقا ثم نظرت اليه تقول بشئ من التردد:
بابا هو انا ممكن اسألك سؤال.
انجزي.
كانت اجلال تقف تتابع بصمت ما تحاول وتين فعله وهي تهمس بمرارة:
ماتحاوليش يا بنتي مافيش فايدة.
شعرت بامتلاء عينيها فغادرت المكان وماان استدارت حتى وجدت كيان امامها سمع ماهمست به فقال بهدوء:
ممكن نتكلم شويا.

اومئت بموافقة وتوجهت معه الى المطبخ ساد صمت لمدة لا بأس بها ثم قطعه كيان بسؤال جامد رغم الانفعالات التي تدور بداخله:
انتي ماحبتنيش ليه،
نظر الى وجهها عله يرى علامات تدل على تأثرها فكان النتيجة البرود ثبتت انظارها عليه تقول بهدوء بعد ان اخرجت تنهيدة حارة ربما هو من ستتقاسم معه اوجاعها:
انا مكرهتكش لشخصك يا كيان كان جايز احبك لو كانت كل حاجة مختلفة.

مش فاهم تقصدي ايه. قاطعها كيان بعد ان بدأت عصبيته تتحكم به فاجابت تكبح عبراتها ناظرة امامها كأنها ترى ايام شبابها:
كنت بنت شابة جه امهاب خطبني فوفقت قلت هو لي هيسعدني بس طلعت غلطانه طلع اسوء بكتير كل يوم سب واهانة ومذلة
وضرب مابقاش ينفع اعترض على حاجة قلت اهو ظل راجل ولا ظل حيطة عادي بكرا بيتغير.
اخذت نفسا وتابعت:.

تأخرت في الحمل لانو هو ماكنش عايز يخلف كان خايف يجيب بنت حاول معاه كتير بعدها قالي كلمة لسه بترن في وداني
انتي هنا زيك زي رجل الكرسي عبدة بتنفذ لي انا بقولو و هجيب ابن ولد افتخر بيه بعدها كل اهتمامو بقا كيان وبس.
تابعت تسرد بعضا من ماساتها وهي تتنفس بانفعال:.

بعدها اكتشفت اني حامل زعق و ضرب وشتم كالعادة و لما عرف انها بنت طلب انزلها بس رفضت قاومت وجت وتين نسى اني بني ادمة ليا مشاعر بقيت انسانة جامدة زي ماهو عايز اعمل لي هو عايزو جايز يجي اليوم لي يقدرني فيه زي ماوتين عايزة دلوقتي هو لي خلاني اكرهك.
صدم من كلامها ونبرة الالم التي تحتضن صوتها تردد قليلا لكنه
سرعان ما اقترب منها يحتضنها بارتجاف يقول:
انا آسف يا ماما آسف.

انهارت هي بين احضانه لقد تعبت من الكتمان طوال سنوات آن لها ان ترتاح قليلا بينما دنت وتين من والدها تقول برجاء:
هو انا ممكن اعرف عملتلك ايه يا بابا.
ليه بتسألي كده ماتقولي عايزة ايه.
اسرت شفتيها بين اسنانها تقضمها من الغيظ وقالت بنبرة عالية:
بتكرهني ليه مستخسر فيا نظرة تقدير.
رمقها بنظرة دونية واحتقار يردف:
انك بنت ده اعتقد ده سبب كفاية.

لم تشعر الا وهي تصيح باهتياج وبعبارتها هذه فتحت جرحا غائرا لم ينسى بمرور الزمن:
ما امك بنت يعني هي كمان بتجيب العار و الفضيحة يعن
قاطعتها صفعة منه لم تحرك ساكنا وانما وقفت على وضعها تتنفس بانفعال بينما ابتعد كيان فجأة عنها حينما اتاه صوت من بعيد يقول:
اوعك تضعف وتسامح ماتستهلش تسامحها.
نظرت اليه تقول:
انا مش هطلب تسامحني بس هقولك حاول.
صعب صعب او
كتم باقي الحروف حينما اتته صرخة وتين تستنجد به.

اشتعلت قدحتي مهاب بعد عبارتها الاخيرة ومد يده الى عنقها
خانقا اياها.
انتي غلطة عارفة يعني ايه انا مكنتش عايز خلفة العار دي بس امك الغبية غلطت فاهمة انتي غلطة غلطة.
صرخ بها مهاب وهو يزيد من ضغطه على عنقها ابعده كيان بعصبية يصيح:
كفاية بقا حرام عليك البنت هتتجنن خلاص.
انسحبت من بين يدي والدها بسلاسة متداعية لاسفل تنظر اليهم
بنظرات خاوية اتاها صوت كيان الهادئ يقول:
انتي كويسة ياوتين.

دفعته بما تبقى لها من قوة تقول بوهن وقد طغت شهقاتها على معظم كلماتها:
انت كداب قلتلي هيحبك لو قربتي منو بس ده قلبو حجر.
احتضنها كيان بشفقة يهمس:
ماحياتنا كلها كدب فكدب جت على دي يعني.

شاردة في السيارة تفكر في كلام مريم بينما هو رفع انظاره اليها وجدها تائهة في ملكوت افكارها وهي ساندة رأسها على النافذة فاقتحم شرودها بقوله الهادئ:
وصلنا.
رفعت انظارها اليه اثر قوله فتلاقت اعينهما في نظرات طويلة
لم يدم حديث النظرات طويلة الا انها قطعت تواصلهما البصري بابعاد عينيها عنه تومئ بايجاب وقلبها يدق من الخوف مدت يدها تمسك بيد مريم تشد عليها علها تستمد منها القوة.

في الداخل كان اياز يكاد يجن من التفكير اين هي وكلما تتصل به والدته يتحجج بانها تقوم بشئ ومشغولة سمع الباب يدق فتوجه اليه وعلى وجهه ملامح الوجوم لكن سرعان ماتغيرت للغضب وهو يهجم بعصبيه على نبض:
جيتي يا.
لكن وقف اباء في وجهه يهمس بمكر:
عندك عندك محدش بيمد ايدو على مراتي وبعدين لو قربت منها هتلاقي الفيديو عند البوليس وافهم بقا.
اغمض اياز عينيه بقلة حيلة ثم قال:
غوري على اوضتك مش عايز اشوفك.

ركضت الى غرفتها تقفل على نفسها بينما قال اباء بهدوء:
انا مش عارف حصل ايه بس نبض مش بتنطق جبنالها دكتور
فقال انها اتعرضت لصدمة خلتها تفقد النطق. واضاف بشئ من التهديد:
بس هعرف ماتقلقش سلام.
واستدار متوجها الى السيارة ووالدته.
بينما مسح اياز على وجهه بعصبية وتوجه اليها لكن الباب مقفل.
ماشي بس مش هتفضلي جوا العمر كلو يعني.

يكاد قلبها يتوقف من الحماس بعد اعلان موافقتها اليوم
حفلة خطوبة عائلية صغيرة هو ووالده ووالدته وعائلة براءة كما ارادو يشتركان بشئ واحد انهم من عشاق البساطة هي لا تحبه لكن يكفي شعور الراحة الذي يعتريها كلما قابلته ابتسمت من خلف نقابها تحاول تخمين ردة فعله لم تستطع اخباره ربما خشية ابتعاده كغيره شعرت بيد اسيد تمسح على شعرها يقول:
مبروك يا براءة.
بادلته ابتسامته تقول:
عقبال ما اشوفك عريس انت كمان.

يلا تعالي.
تأبطت ذراعه خافضة رأسها ويديها تشتد على ذراعه فهمس لها:
اهدي ليه كل ده.
تابعا سيرهما تم كل شئ ببساطة وبسرعة و تحت جو من الفرح اصبحت زوجته اتفقو على ان موعد العرس بعد اسبوعين
هاهما الان جالسان وحدهما وهي تمعن النظر في خاتمه الذي يزين بنصرها اطلق تنهيدة حارة و اقترب منها مد يده اليها وضعت كفيها بين راحتيه بتردد وخجل فقال برزانة:
دلوقتي اقدر اقول كل لي جوايا بعد ما بقيتي حلالي.

رفعت زرقاوتيها اليه ناظرة اليه بخجل فاكمل:
انا بحبك يا براءة من اول يوم التقينا فيه انتي عرفتيني مكان قلبي جاي فين بعد ماكنت نسيتو.
شدد على كفيها بقبضته واردف:
بعد ما صرتي مراتي ليا طلب عايز اشوفك يا براءة.
اختفت ابتسامتها وحلت نظرات القلق في مقلتيها شعر بتصلب
كفيها بين يديه فقال:
انتي كويسة.
سحبت يديها من بين يديه وقالت:.

انا مش هكدب عليك واقولك بحبك بس بيكفيني احساس الراحة لي انا بحس بيه لما بتكون معايا يا محمد.
ضحك بهدوء وقال:
قوليه تاني يا براءة.
نظرت اليه باستغراب وقالت:
هو ايه.
اول مرة حد ينطق اسمي بالرقة دي.
بادتله ضحكته الرجولية باخرى خجولة وقالت:
انت متأكد انك عايز تشوفني.
اومئ بايجاب فبادرته بسؤال استغربه:
هو انت ممكن تحب انسان ناقص حاسس ان مشوه.

نظر اليه بابتسامة لا تنفك تغادره صحيح ان سؤالها اصابه في المقتل لكنه اجابها بهدوء:
اه اكيد بحب ليه لاء. لمح نظرة عدم تصديق في مقلتيها فاكمل بروية:
مفيش حد كامل الكمال لله سبحانه وتعالى.
قاطعته بشئ من عصبية طفيفة طغت على نبرتها:
ده اكيد كلام وبس ليه بتاخد العبئ ده عليك يعني.
لم تختفي ابتسامه و اردف:.

كل واحد فينا فيه عيب كل واحد فينا عندو حاجة تعباه انتي فاكرة انو انا معنديش عيب لاء عندي يا براءة كل واحد فينا جواه نقص و مستني لي يكملو في لي عندو تشةه جسدي و في لي جواه تشوه نفسي وده هو الفرق كده بس.
ثبتت انظراها اليه و احتضنت زرقاوتيها نظرة اعجاب لم تخفيها
وتابع هو بحب:
انتي عارفة احسن حاجة ايه هي.
فسألته بتردد وقد توسعت عيناها بحيرة:
ايه هي!

انك تقبلي لي قدامك زي ما هو تحبيه على طبيعتو بعفوية من غير تصنع زي ما انتي مستنية منو يحبك زي ما انتي بس كده.
ابتسمت ابتسامة صغيرة لم تصل الى عينيها وقال:
مشكلتنا انو بنكبر اي حاجة لازم ناخد الامور ببساطة كده بس.
مدت يدها بارتجاف ترفع نقابها مغمضة عينيها كي لا ترى نظرة الاشمئزاز في عينيه صدم في البداية لكن سرعان ما قال بهدوء:
بصيلي يا براءة.
فرت دمعة من عينيها وصلو الى النهاية هزت رأسها بالنفي تقول:.

مش عايزة شوف النظرة لي انا كرهاها في عينيك.
فقال بحزم:
قلت افتحي عينيكي.
وما ان فتحت عينيها حتى استدارت تشيح بوجهها عنه:
قلت ايه قلت بصيلي.
مد يده وادار وجهها اليه وقال بحب:
بسم الله ما شاء لله عارفة انا قلتلك فتحي عنيكي ليه عشان تكتمل الصورة عنيكي لابقة عليكي اوي انتي مميزة يا براءة وبعدين ماتتكسفيش او تعيطي عارفة ليه لاني شفتك بده.

ورفع كفها واضعا اياه على موضع دقات قلبه شعرت بمدى قوة دقات قلبه فانتقل ذلك الشعور اليها هل هذه بداية حب نقي صادق لهما.

جالس على الاريكة جسده ينتفض بعصبية فتحت جرحه الغائر بعبارتها ما امك بنت يعني هي كمان بتجيب العار و الفضيحة
امسك رأسه بغضب والذكريات لا تنفك تلاحقه لم ينسى اليوم الذي هربت فيه مع عشيقها تاركة اياه هو شقيقه مع والدهما
كره النساء بعد ذلك والده لم ينفك على زرع الافكار المسمومة
به وبشقيقه عن كون الانثى فضيحة عاجلا ام آجلا. انتفض من مكانه متوحها الى غرفة وتين فتح الباب بهنجعية صارخا.

انتي لازم تتربي من اول و جديد.
لم تتحرك من مكانها قيد انملة اغلق الباب بالمفتاح واتجه اليها
انهال عليها بالضرب المبرح لك تحاول الهرب او الصراخ حتى
اختفت صورة وتين وحل محلها صورة والدته تقول باسف:
اسفة يا مهاب حاولت اصبر بس مقدرتش.
زاد من حدة ضرباته بينما في الخارج عاد كيان الى المنزل
سمع صياح والده فاتجه راكضا الى مصدر الصوت ضرب الباب بعنف يقول:.

افتح والا هكسر الباب افتح. لم يجد ردا ارتفعت دقات قلبه قلقا حينما سمع صرخات وتين عندما سحب مهاب حزام بنطاله ونزل عليها يضربها به ويصرخ ب:
سبتينا ليه سبتينا ليه.
ابتعد كيان الى الخلف قليلا وحاول كسر الباب لكن خرج مهاب
ودفع كيان بعيدا وامارات الغضب بادية على وجهه اسرع هو الى الداخل فصدم مما راى بقيت كما رماها مهاب مقلوبة على بطنها
وظهرها ينزف من كل جانب.
ركضت اجلال لكن اوقفتها حركة كيان يقول بجمود:.

اطلعي برة انتو السبب.
واغلق الباب في وجهها عاود السير باتجاه وتين التي شحب وجهها ولم تحرك ساكنا احتضنها واطلق العنان لدموعه وقال بتيه:
اسف اني اتاخرت يا وتين اسف احنا هنمشي من هنا قريب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة