قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الرابع عشر

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الرابع عشر

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الرابع عشر

تنهد كيان بقلة حيلة مر يوم كامل لم يفارقها ليست بخير ابدا يشعر بمدى احتياجها لمن يسمعها في لحظات ضعفها هذه سقطت دمعة من عينه لم يبالي بمداراتها او ازاحتها عانى هو في صغره وشقيقته تعاني الان في شبابها اخرجها من احضانه ووضعها برفق على السرير فخرجت منها صرخات مكتومة مسح بكفه على رأسها بحنو وقال:
حقك عليا اسف يا وتين ماقدرتش احوشه عنك.

رفعت رأسها اليه ترمقه بنظرات منكسرة قبل ان تردف بصوت مبحوح من البكاء:
ملكش ذنب هو طول عمرو كده كل حاجة بالضرب.
عضت على شفتيها بالم بسبب اللسعات التي تحرق ضهرها:
قوليلي ايه لي واجعك يا حبيبتي.
قالها كيان وهو يحاول التخفيف عنها لرؤيته مدى ضغطها على نفسها حتى لا تنهار اشاحت بوجهها بعيدا عنه ودموعها تأبى التوقف مد يده يدير وجهها اتجاهه وقال بنبرة حاول جعلها هادئة:.

وتين بصيلي وقوليلي فضفضيلي ماتكتميش جواكي.
اغمضت عينيها بتعب تقول باستسلام:
تعبانة يا كيان تعبانة اوي.
حاولت الاعتدال في جلستها لكنها لم تستطع فسارع اليها كيان يسندها نظرت اليه برجاء تقول وهي تشد على كفه:
ابوس ايدك يا كيان ماتفركش جوازي ده املي الوحيد اني اطلع من هنا.
لم يستطع التغلب على رجائها وهاهو يتذكر تهديدات والده.

Flach Back:
دخل مهاب الى غرفة كيان ببرود واردف:
عايزك في موضوع مهم.
بادله كيان نظراته الباردة تلك وقال:
انا عارف انت جاي ليه وبقولك اهو ماتحاولش لانو الجوازة دي
مش هتم يعني مش هتم.
تسللت ابتسامة ساخرة لثغر مهاب و اجاب:
وانت تدخل بأمارة ايه اخوها مثلا ولا ايه.
سكت مليا واكمل بتلاعب وهو يضغط على كل حرف:
يا ترى ردة فعل وتين هتكون ايه لو عرفت انك مش اخوها.
كور كيان قبضته بنفاذ صبر وتنهد باستسلام قائلا:.

كل لي هتعملو هيتردلك في يوم من الايام.
Back.

قاطع شروده صوت وتين المتعب:
ده اخر امل ليا ده خلاصي ارجوك.
لثم جبينها بحب وقال وهو يحتضن وجهها بين كفيه:
ماتقلقيش مش هقدر كل لي يهمني راحتك ها يا وتين بقالنا فترة
ماقعدناش بهدوء احكيلي صدقيني هترتاحي.
اسندت رأسها على السرير قائلة بتمني:
دايما كنت بتمنى ماكبرش وافضل عيلة لما كنت صغيرة هو كان بيعاملني كويس.
اختفت ابتسامة التمني تلك وحل محلها الوجوم وهي تقول بتشتت:.

طول عمري نفسي اكمل تعليمي بس هو كان خانقني بيفضل بيراقبني ماطلعش مكان الا لو جه معايا عمري ماارتحت دايما بخاف اني اعمل حاجة قدامو ويفكرها غلط كنت بحلم اني اكون نفسي واحقق احلامي اليوم لي حرقلي فيه كتبي وشقهم و منعني اكمل دراستي مش قادرة انساه كل ده عشان شاف زميلي بيوقفني بيسأل عن الدروس بعدين كل حاجة بحساب ضحكتي برة هدومي كلامي خروجاتي محسوبة ومراقبة كل حاجة بمزاجو.

هش اهدي حاولي تنسي فكري في لي جاي وبس.
حاول بهذه العبارة تهدئة انفعالاتها فاكملت وقد التمعت عيناها بحقد دفين:
عارف يا كيان عمري ماهرتاح الا لما اشوفو.
وبترت عبارتها فنظر اليها بحذر و قال متسائلا:
تشوفيه ايه؟
فاجابت بتثاقل:
مذلول قدامي.
امسكها من ذراعيها يهزها قليلا يقول بصرامة:
وتين اياكي تفكري كده على اد ماتكرهيه لازم تكوني احسن منو
فاهماني يا حبيبتي ، عايزة تقولي حاجة؟
اومئت بارهاق وقالت:.

ممكن تنادي ماما تحطلي المرهم ظهري واجعني اوي.
حاضر بس زي ماقلتلك صفي ذهنك حاولي ماتفكريش في حاجة وحشة انتي طيبة مش كده خالص ماتخليش كرهك ليه يغيرك.

لم تخرج نبض من غرفتها فكرت مليا وتسلحت بشجاعة زائفة فاتحة باب غرفتها وماان خطت اولى خطواتها للخارج حتى جذبها اياز من خصلاتها القصيرة يقول:
فاكرة انك هتهربي مني يا.
شدد من قبضته فتأوهت بالم هزت راسها بالنفي تحاول دفع يده
ماتنطقي يا بت انتي هو انا مش بكلمك.
دفعها للوراء ثم قال بتجريح:
اه نسيت انك خرسة كان ناقصني قرف انا يعني.
ابتعلت اهانته تلك ونظرت اليه بكره جثى امامها يصيح بحدة:.

ماتبصيليش كده انا على اخري غوري.
اردف بها وهو يركلها ليزيحها عن طريقه ترقرقت العبرات من مقلتيها تلمست ذلك الهاتف الذي في جيبها هي بحاجة للحديث
نظرت هل رحل وتوجهت الى غرفتها ترددت في ارسال رسالة
لكنها تشعر بالاختناق نظرت اليه متذكرة:
اتفضلي الفون ده مش عايز اعتراض اي حاجة تحتاجيها انا هنا
كانت هذه عبارة اباء الذي وضع الهاتف في يدها ورحل مدت.

اناملها تحركها على لوحة المفاتيح بتردد جلست بحيرة على السرير وكتبت بعد تفكير:
هو انت لما تكون مخنوق بتعمل ايه.
وضغطت على زر الارسال كان جالس في المنزل غارقا في بحور التفكير فقطع سيل افكاره رنين هاتفه نظر فاذ بها رسالة منها
قرأ رسالتها فاستشف مدى تعبها ان احببت يوما فانسى ان تبقى كما كنت حالتك ستتغير حسب مزاج من يستوطن ذلك القابع بين اضلعك مد اصابعه يبث لها حروفا من راحة:.

احاول اهدى اقعد لوحدي اخد اكبر كمية من لاكسجين اغمض عينيا وافكر في حاجات حلوة حلوة وبس فبحس براحة.
كانت تنتظر بفارغ الصبر وصلتها رسالته قرأتها مرارا وتكرارا
فعلت ما كتبه بالحرف الواحد بعدها اسندت راسها على المخدة و غطت في سبات عميق وعلى ثغرها ابتسامة صافية.

نزل اياز الى الخارج فاوقفه رنين هاتفه فاذ بها والدته زفر بضيق
واجاب:
الو عاملة ايه يا ماما.
اتاه صوتها تقول بفرحة استغربها:
حمد لله انت عامل ايه يا ضنايا.
فاجابها بايجاز:
كويس. ها عايزة حاجة يا ماما عشان رنيتيلي ولا ايه.
فقالت بغموض:
لا يا حبيبي بس اتصلت اطمن و جهزتلك مفاجأة عموما انا قريب راجعة غيرت رأيي ومش لوحدي في معايا ضيفة اول ماتصل بيك تعال خدني ماشي.
ماشي يلا مع السلامة.

اكمل سيره يفكر في مقصد والدته لكنه لم يصل الى شئ بينما
اغلقت والدته الخط و الضحكة لا تفارقها ونظرت الى ابنة اختها
تقول برضا:
اخيرا وافقتي يا بنتي سألتك اكثر من مرة بس انتي دماغك ناشفة صدقيني عملتي زينة العقل.
اخفضت تلك الفتاة رأسها بحرج واردفت:
والله يا طنط انا ماكنتش عايزة انتي عارفة انو ماما لسه تعبانة شوية بس هعمل ايه انتو اقنعتوني واهي خفت الحمد لله.
فاكملت احسان بتأكيد:.

والله احسن ماعملتي صدقيني وبعدين انا خالتك مش هضرك انتي
بس اعملي لي هقولك عليه.

جهز اباء نفسه و على ثغره ابتسامة هادئة وقال بصوت عالي نسبيا:
انا طالع يا ماما عايزة حاجة.
سلامتك يا حبيبي.
فتح الباب فوجد والده يقف على وشك فتحه مسح على وجهه
بضيق وقال:
اتفضل.
دلف والده الى الداخل ومعه حقيبته وقال ببرود:
هفضل الايام دي هنا انتي يا حرمة جهزيلي حاجة اطفحها.
كور اباء قبضته بنفاذ صبر وخرج الى الخارج لقد عكر مزاجه
وتابع سيره متوجها الى اياز فقابله عند مدخل مسكنه ارتسمت.

ابتسامة لعوب على ثغر اباء و سار باتجاهه توقف امامه يقول بنبرة امرة:
اتفضل معايا عايزك في كلمتين.
رفع اياز عينيه الى اباء وسار معه مرغما معاندته ليست من
مصلحته الان جلسو على احد الطاولات الموجودة في مقهى الحي
تعمد اباء الصمت و هو يطرق على الطاولة باصابعه ولاخر يراقبه
رفع انظاره لاياز فجأة وقال بغرور وهو يستند على ظهر الكرسي
طبعا انت عارف انو مش من مصلحتك تعاندني لانو مصيرك
تحت ايدي.
رمقه بتشفي واضح واكمل:.

يعني مش انا لي يتقالي لاء عشان كده يومين بالكثير و هاجي اطلب ايد نبض.
بقي اياز يستمع الى كلمات وتهديدات اباء ثم قال بنبرة حاول تجريدها من العدائية:
لاسف ماينفعش لانو والدتي مسافرة لمدة شهر اما ترجع
وبعدها لكل حادث حدي قاطعه اباء بنبرة صارمة لا تقبل الجدال:
تتصل فيها النهاردة وتطلب منها ترجع سلام.
ورحل منهيا الحديث دون ان يعطي اياز فرصة للرد وتوجه اياز الى براء فهو خير من سيساعده في رد اعتباره.

سارت بثبات مصطنع وبخطوات عرجاء نوعا ما متحاشية
النظر حولها وصلت الى غرفتها وآن وقت انهيارها عرفت بالفتاة الحديدية في هذا المكان لم يشهد احد ضعفها فقط الحائط سريرها وسادتها مذكرتها مرآتها وكل شئ جامد في غرفتها خير من يعرف حالها بعد رحلة العمل المقرفة تلك وغلق الباب تنهار
تسارعت وتيرة تنفسها بشكل ملحوظ احتضنت نفسها بذراعيها
علها تهدأ فمن الاقرب لها الان اكثر من يديها تحتضنها وتحن عليها.

ارتعاشتها واضحة ذلك الخوف القابع في عينيها لم تستطع استعمال زجاجة المنوم هذه المرة شخص اخر استباحها اقل ما
يقال عنه حيوان غريزي نظرت حولها بريبة رائحته في كل
مكان قربت ذراعها من انفها فانقبض قلبها توجهت راكضة الى
الحمام الصغير فهي الغرفة الوحيدة الملحقة بحمام هنا نظرا لكونها زبونة مميزة مدت يدها بارتجاف ودخلت تحت المياه علها تغسل روحها قبل جسدها اختلطت الدموع مع زخات المياه تلك.

نظرت الى ذلك الاسم موشوم على ذراعها اعلى كفها تحديدا فوق العرق النابض تلمسته بضعف تهمس بحروف اسمه علها تشعر بالامان:
ك ي ا ن. انت فين دكتورتك اتبهدلت اوي من بعدك.
احتضنت كفها كانها تحتضن صاحب الاسم وخرجت من المياه بعد ان فركت جسدها علها تنظف القذارات العالقة به وجلست على الارضية تضم قدميها الى صدرها وهي تتذكر شيئا من طفولتها المرحلة الوحيدة النقية في حياتها.

Flach Back:
متكئة على تلك الشجرة تبكي بحزن خرج هو من المدرسة باحثا عنها فوجدها تنظر بشرود لايليق بطفلة في عمرها دنا منها
ومد يده يمسح بحذر تلك العبرات من على وجنتيها يقول بحيرة:
انتي كويسة بتعيطي ليه يا شوشو.
رفعت نظرها اليها تقول ببراءة:
هو انا وحشة يا كيان.
هز راسه بالنفي و ابتسم قائلا:
بالعكس يا شوشو انتي احسن حد عرفتو.
عقد حاجبيه بانزعاج مكملا:
بتعيطي ليه يا شوشو انتي عارفة اني بحب اشوفك بتضحكي.

بتزعلي شرطييك ليه يادكتورتي.
ضحكت من بين دموعها وراحت تمسح دموعها بظهر يدها قائلة:
خلاص يا شرطيي انا مش هعيط.
شطورة لانو دكتورتي ايه.
فاكلمت بتأكيد:
دكتورتك قوية.
تبادلا ضحكاتهما بحب وبراءة وقالت:
انا كنت بعيط عشان مامي وبابي الصبح اتخانقو فانا زعلت.
احتوى كتفيها بين ذراعه يقول:
ماتقلقيش يا شوشو بعدين انا قلتلك ايه انا كمان مامي وبابي
بيتخانقو اما تروحي هتلاقيهم اتصالحو عادي.
وتابع بحزم مصطنع كانه شخص بالغ:.

امسحي دموعك يلا و خلينا نروح يادكتورتي.
Back.

اغمضت عينيها بحزن تهمس بخوف متوجهة الى السرير:
انا محتجاك اوي يا شرطيي يا ترا انت بخير اتمنى تكوت حققت حلمك مش زيي بدل ما ابقى دكتورة بقيت مريضة.
واغمضت عينيها مستسلمة الى رغبة جسدها الذي يصرخ بالراحة بعد ماتعرضت له البارحة.

في منتصف الليل بعد ان كانت جالسة تشاهد فيلما على احد القنوات
تمضي به وقتها شعرت بالنعاس نظرت الى الساعة وقالت في داخلها بقلق:
دي الساعة 00: 00 بليل هو اتأخر كده ليه هو انا هبات وحدي هنا.
انتظرت قليلا ثم توجهت الى غرفتها تشعر بالنعاس وهي تقنع نفسها بانه سياتي بعد قليل غفت بعد محاولات قليلة للنوم تاركة.

باب غرفتها مفتوح عاد بعد مدة يترنح شمالا ويمينا وهو يجر قدميه بتثاقل يهمهم بكلمات غير مفهومة وهو يصرخ يثقل:
حطيلي اطفح يا بت انتي.
كان مارا الى غرفته لكن سول له شيطانه عملا اخر تسللت ابتسامة لئيمة على ثغره وهو يراها تغط في سبات عميق دنا منها ببطئ
وقد اذهبت الخمرة ماتبقى من عقله دنا اكثر يتلمس وجهها و شعرها الذي لم يسلم من اذاه بينما كانت هي في عز نومها انقبض.

قلبها فجأة تشعر بثقل يجثو على جسدها فتحت عينيها بعد ان التقط انفها رائحة كريهة لم تألفها وسرعان ما توسعت عينيها بخوف
تحاول النهوض وهي تتمتم بارتعاش بصوت لم يخرج له بل بقي داخل جوفها وهي تحاول دفعه بينما ضغط هو الاخر على كفيها
المتموضعان على صدره قصد ابعاده يقول بثمالة:
تو تو تو تو تو ليه كده تعصبيني ماتخلنيش اقلب للوش الثاني انتي عرفاه يا بيبي.

زاد نحيبها وارتجافها وحروفها تأبى الخروج نظرت اليه باعين دامعة تترجاه وكانت عيناها اللتان تفيضان بالرجاء تقول:
سيبني بلاش ارجوك سيبني.
لم يهتم بنظراتها المترجية ودنا منها بعد ان امتدت يده الى مؤخرة راسها مقربا اياها منه يغرس انفه في ثنايا عنقها:
ريحتك حلوة اوي يا بيبي اول مرة اعرف.
تقلصت عضلات بطنها و تضاعفت ضربات قلبها لتفجر شعور الغثيان داخلها انكمشت معالم وجهها باشمئزاز اهتاجت حركتها.

وهذا مااثار غضبه دفعها بعنف فقفزت الى الوراء في محاولة بائسة للهروب فكان الاسبق وهو يصيح بعد ان امسك بها ساحبا خلفها ورائه:
بالذوق بالعافية هاخد لي عايزو.
كانت تصرخ داخلها انها شقيقته لا يجوز صفعة تليها اخرى حاولت البقاء بوعيها قدر الامكان ففقدانها اياه يعني ضياعها صدرت منها
صرخات مكتومة محكوم عليها بالاختناق داخل جوفها حاولت الصمود قدر الامكان وهي تشعر بانامله تعبث بجسدها دون وجه حق.

تخشب جسدها حينما شعرت به يكبلها بين ذراعيه و يغط في سبات عميق لم تهدأ ارتجافتها حاولت الخلاص من اسر ذراعيه لكن لم تفلح
اغمضت عينيها لتتهاطل دموعها بلا هوادة الان فهمت نظراته
التي استغربتها من قبل نظرات جائعة قبل قليل كان سيقوم بجريمة
شنعاء يستنكرها المجتمع تعرف بزنى المحارم لم يغمض لها جفن
غضب عارم يعتريها اتجاه والدتها فكان داخلها يتردد سؤال قهر:
ليه سبتيني معاه وانا اترجيتك ماتروحيش ليه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة