قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل السادس

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل السادس

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل السادس

احيانا قد تنسينا المصلحة الصداقة .
بينما هي متجهة الى منزل نبض سمعت رنة هاتفها التي تدل على وصول رسالة اليها فأخذت هاتفها و فتحتها فظهر شبح ابتسامة وهي تقرا رسالة نبض:
وتين انا خرجت عشان اسجل في المصلى بس مش فاكرة كويس العنوان ممكن تكتبلي الموقع بالضبط
فقالت بأسف وهي تجهل نتائج فعلتها تلك:
اسفة يا نبض هعطلك شوية يا حبيبتي بس اعمل ايه انا مستحيل افوت الفرصة دي من ايدي.

فأرسلت لها العنوان كما طلبت منها لكنه عنوان خاطئ! وسارت متجهة الى بيت رفيقتها غافلة عما قد تسببه فعلتها لنبض من اذى.

قيل ان الحب مرهق هو انتظار بطعم العلقم احاسيس تجتاح الفؤاد صعبة التفسير
قابع في غرفته يضع رأسه بين كفيه وكلمات والدته تتردد باستمرار:
خلينا نحطهم قدام الامر الواقع مافيش حاجة هتخلي اياز يوافق الا لو شك فشرف نبض.
يفكر هل ينصاع لامر والدته ويفعل ما امرته به ام يترك الامر كما هو وان كانت نصيبه فكان بيها وان لم تكن نصيبه فليراقبها من بعيد وليحترق وحده بنار حبها.

انا هتجنن خلاص مش قادر اميز الصح من الغلط من جهة
عايز اعمل كده بس قلبي مش هيطاوعني ومن جهة تانية هي هتكرهني كيان هو لي هيساعدني اه هتصل بيه.
حمل هاتفه و ضغط على زر الاتصال وانتظر حتى اجاب:
الو ها يا كيان انت فين انا محتجلك.
قاعد في القهوة تحت بفكر فحاجة كده.
حاجة ايه يعني.
متشغلش بالك بيا تعالالي وبعدها نبقى نتكلم.
ماشي نازل اهو مسافة السكة واكون عندك.
انتظر كيان بعض الوقت:
ماله ده اتأخر كده ليه.

لكن لفت نظره شئ ما نهض من مكانه مسرعا:
انت رايح فين يا كيان.
الحقني بسرعة وبعدين افهمك.
في نفس المكان كانت نبض تسير كأنها تبحث عن شئ ما بعد ان استأذنت أياز بالخروج للتسجيل في المصلى لكنها اضلت الطريق! بالرغم من ان هذا هو الطريق الذي دلته عليها وتين.
الله وتين قالتلي انو هنا راح فين؟ وراحت تنظر في الارجاء فوجدت شخصان فقالت:
هو انا ممكن اسألكو عن المصلى لي اتفتح جديد الاقيه فين.

اه اكيد اصلا انتي قربتي تلفي من هناك بس تلاقيه.
شكرا. قالتها وابتعدت بعد شعورها بالريبة. اتجهت الى المكان الذي دلاها عليه فكان طريقا مسدودا! وما ان استدارت للخلف حتى ابتلعت ريقها بخوف اهتزت حدقتي عينيها وقالت بارتجاف:
انتو انتو قلتولي انو هو هنا.
ابتسما باجرام واقتربا منها ببطئ يتبادلان النظرات مهلا تلك النظرة رأتها من قبل في عيني اياز وهو سكران.!

في ايه يا حلوة انتي بتترعشي كده ليه مش هنأذيكي هنوريكي المصلى جاي فين. عشان احنا بنحب الخير.
رأت الاخر يتحسس على رقبته بيده ولسانه عرف طريقا الى شفتيه يمرره عليهما بتلذذ مثير لاشمئزاز.
ايه يا مزة لونك اتخطف كده ليه شفتي عفريت.
وزعت انظارها في الارجاء علها تجد مهرب لكن الحائط كان اول مايقابل عينيها تجمعت الدموع بعينيها وهي تقول:
انتو مين بتضحكو كده لي
هتعرفي بس في حاجة لازم نعملها الاول.

زاد انكماشها على نفسها وهي ترى تقدمهما منها و ابتسامة الخبث تلك على ثغريهما بالاظافة الى نظراتهما المتفحصة لمفاتنها:
عايزين ناخد حته من القشطة الاول.
اه لازم ندوق امال ايه.
ابعد عني يا حيوان. قالتها وهي ترفع سبابتها في وجهه متصنعة الشجاعة.
ليه كده ليه الغلط بس مع انو باين عليكي مؤدبة بس عارفة حتى الشتيمة منك طالعة عسل من الشفايف الفراولة دي.

ومد يده ليتلمس شفتيها حاولت ان تشيح بوجهها قدر الامكان لكن حال الحائط دون ذلك شعرت بأصابعه تتحسس على شفاهها لم تستطع منع شهقاتها ولا السيطرة على ارتجافة جسدها:
ابعدو عني ابوس ايديكو ماتأذونيش عايزين مني ايه.
الله انتي بتنسي بسرعة كده ليه ماقولنالك عايزين ندوق يعني بنت حلوة مليانة مدورة هنعوز منها ايه ها. وهو يعض على طرف شفته السفلى محاولا الضغط على اعصابها بأسلوبه.

شايف يا صحبي احنا محظوظين ازاي قمر بين ادينا في مكان الكل يخاف يجيلو و زود على كده انها شبه خرساء مش هتغلبنا.
وضعت يديها على اذنيها لتمنع وصول صوته وايحائاته المثيرة للغثيان وراحت تتراجع للخلف مغمضة عينيها فقد يأست من ان تجد من ينقذها من هذين الذئبين.
تبدأ انت ولا انا اصل خلاص انا على أخري.
خلاص ابدأ ياعم.

دنا منها ومد يده وقد انتزع عنها غطاء رأسها فانسدلت خصلاتها البنية مما زاد من بريق رغبته صرخت هي بقدر ما سمحت لها قدرتها على النطق وهي تشعر بيده تتلمسها ابتداءا من وجهها شفتيها رقبتها حاولت دفعه لكن كيف لها ذلك.
روح راقب الطريق مع اني عارف انو محدش يتجرأ ييجي هنا.

اومئ الاخر بايجاب وهو ينفذ ما قاله بينما الاخر اندفع ناحيتها وجذبها ناحية زاوية تبدو كساحة ضيقة فارغة وقد استطاع اغتيال براءة شفتيها وصرخاتها لم تعرف الطريق للخروج الا داخل جوفه. اهتاجت اكثر وهي تحاول دفعه بعيدا عنها فقد شعرت بالاختناق من انفاسه وعطره اما هو كان كالحيوان ونسي آدميته وهو يفترس عنقها باسنانه ناشبا اضافره في لحمها و محاولا تمزيق ملابسها لكنه توقف عما يفعل وهو يشعر بأحد يسحبه من فوقها فما كان منها الا ان اطلقت العنان لدموعها وهي تضع حجابها فوق رأسها بارتجاف ضامة ركبتيها الى صدرها حاشرة رأسها بينهما وهي تسد اذنيها الى جانب انتفاض جسدها.

ياحقير يا خسيس والله هقتلك.
قالها إباء وهو ينهال عليه بعدد لامتناهي من الضربات حاول كيان ابعاده وتهدأته لكنه فشل.
اهدى يا اباء خلاص اهدى هي بخير اهي.
حانت منه التفاتة نحوها وحالتها تلك زادت من غضبه كان سينقض عليه مجددا لكنه فر هاربا لاحقا برفيقه الذي هرب بمجرد رؤيتهما اقترب إباء من نبض لكنه بمجرد ان وضع يده على كتفها حتى انتفضت صارخة متراجعة للخلف اكثر:
لاء بلاش ارجوكو ماتأذونيش ابعدو عني.

رفع اباء يديه في محاولة بائسة لتهدأتها:
اهدي خلاص هما راحو خلاص مالحقوش يعملولك حاجة صح. انتي كويسة؟!
رفعت رأسها اليه فاغمض عينيه بقهر وهو يرى تورم شفتيها وتحولها الى لون الدماء. بينما هي بمجرد تذكرها ماحدث وضع يدها على فمها قائلة:
انا ه وقطعت عبارتها وهي تنزل بجسدها لاسفل تفرغ مافي بطنها رغما عنها وهي تبكي بقهر وقد اقسمت انها لن تضع قدمها خارج المنزل مرة اخرى.
قال كيان مستغربا:.

بس انتي ايه لي جابك الحتة المقطوعة دي من الاساس بعدتي عن منطقتنا اوي.
فأجابت بارهاق:
كنت بدور عالمصلى الجديد و اختك قالتلي انو هو من هنا
رمقها كيان بتعجب فوتين تعرف طريق المصلى جيدا ثم اجاب:
انتي متأكدة انو وتين قالتلك انو هو من هنا.
اه متأكدة حتى رسالتها لسه موجودة اهي قالتها وهي تريه
اياها بحسن نية.
كيان بلاش تضغط عليها هي تعبانة مش حسنانة تقول كلمة و لو سمحت ممكن تجيب مية.

حاضر بس اهدى هي من غير ولا حاجة خايفة بلاش تتعصب.
رحل كيان مؤقتا تاركا المجال لصديقه عله يستطيع لاعتراف بما في داخله ربما هذه هي الفرصة التي سيكسب بها قلبها. حاولت هي النهوض باستنادها على الحائط بضعف فأسندها لكنها قالت باعتراض
لو سمحت كدا ماينفعش.
اسف بس انتي مش قادرة تصلبي طولك.
انا عايزة ارجع البيت عايزة امشي من هنا حالا.
ماشي اهدي.
نظرت اليه و كأن الخوف الكامل قابع بعينيها:.

ايه رأيك تروحي تزوري ماما اصلك وحشتيها واما تهدي روحي بيتكو عشان مامتك ماتتخضش وهي شايفاكي منهارة كده.
فكرت هي بكلامه ورأت انها فكرة منطقية وقالت بحذر:
ماشي بس هي في البيت صح.
ترددها و شكها بنيته فتحا جرحا غائرا آخر. وقال محاولا التماسك:
اه ماتقلقيش لو تحبي تكلميها وتتأكدي مفيش مشكلة.
ها اه اقصد لاء بلاش تقلقها
وصل كيان اليهما بعد ان توجه الى البقالة لشراء قارورة ماء:
اتفضلي.
شكرا.

هو انتو عرفتو ازاي اني هنا والحتة دي مقطوعة؟!
قالتها هي محاولة طمئنة نفسها بأنهم لا ينوون بها شرا آخر فأجاب كيان:
انا كنت قاعد فشفتك كأنك بتدوري على حاجة وكان في اتنين وراكي وانا اعرف الاشكال الوسخة دي كويس جدا لاننا طردناهم من منطقتنا قبل كده فلحقناكي.
فأجابت بتعب:
انا بجد مش عارفة اشكركو ازاي.
انتي شكلك تعبانة ومش هتقدري تمشي المسافة دي كلها إباء انا رايح اجيب عربيتك وانت حاول تهديها ماشي.
تمام.

اما هي كانت تتبعه بعينيها محاولة اخفاء لمعة الاعجاب التي بدأت تطغى على لون البندق في عينيها فاخفضت راسها وهي تحاول جاهدة التغلب على شعورها بالدوار والضباب الذي بدأ يغطي عينيها بين الفينة والاخرى فسألها اباء بقلق:
انتي كويسة صح؟ حاسة بحاجة.
اخفضت رأسها بحرج من الموقف بأكمله وقالت بارتجاف والغصة تخنقها:
انا كنت هضيع ب.
قاطعها اباء محاولا تهدأتها وهو يرى بوادر نوبة عصبية ستصيبها:.

اهدي خلاص الحمد لله لحقناكي وانتي كويسة ماتفكريش فلي فات حاولي تهدي غمضي عنيكي واتنفسي كويس و ماتفكريش وبلاش تتحرجي او تتكسفي انتي ماعملتيش حاجة غلط وكل ما تتعصبي او تتخنقي غمضي عنيكي وعدي للعشرة وانتي بتسحبي اكبر قدر من للاكسجين.
اومئت هي بايجاب بعد ان شعرت بتعبها وعدم قدرتها على الحديث فاعلة ماطلبه منها قبل ان تنهار.

وصلت وتين الى منزل نبض ودقت الباب بعد ان اخذت نفسا عميقا.
اهلا يا حبيبتي اتفضلي.
عاملة ايه يا طنط هي نبض نايمة؟
حمد لله نبض مش هنا راحت تسجل في المصلى.
وتين مدعية الحزن:
يا خسارة اصل وحشتني وكنت عايزة نروح نسجل مع بعض.
معلش لو تحبي استنيها هي زمانها راجعة.
ماشي.
انا هروح اكمل الغدا و انتي اقعدي هناك في الصالة وارتاحي.

وما ان اختفت احسان من امامها حتى نهضت من مكانها بحذر متوجهة الى غرفة اياز ومن حسن حظها ان الباب مفتوح جابت بعينيها المكان باحثة عن الخزنة فعثرت عليها دنت منها ببطئ ثم مدت يدها الى الداخل بعد ان وجدتها بلا حماية و قلبها ينبض بقوة وسرعان ما اخذت الرزمة و ووضعتها داخل حقيبتها وانسحبت خارجة بعد اغلاق الخزنة. لم الامر بهذه السهولة! وانتفضت خارجة بعد سماع باب الخارج يفتح.
انتي بتعملي ايه عندك.

تشدق بها اياز وهو يراها واقفة في منتصف الرواق.
انا بس كنت رايحة الحمام بس خلاص انا مروحة.
اممم ماشي. ياماما ضيفتك مروحة.
قالها وقد دخل غرفته ليتفقد امانته. اما هي ودعت احسان وانطلقت الى الخارج باقصى سرعة تشعر بقلبها سيتوقف.
و اياز اتجه الى الخزنة وهو يبتسم بجشع بعد ان دفع له نصف المبلغ مسبقا. ولكن سرعان مااختفت تلك الابتسامة من على ثغره
وهو يرى وجود رزمة واحدة فقط اين الباقي؟

ايه ده فين الفلوس انا حطتهم هنا! والله لاقلب عاليها واطيها لو كان تفكيري صح؟ حاول تهدأت نفسه فمجيئها قريب من غيرها نبض هي المسؤولة عن تنظيف غرفته ووجدت المصلى حجة للخروج.
اما تيجي بس والله هشرب من دمك.

في الاسفل ركضت وتين باقصى سرعة حتى وصلت الى المنزل ودخلت غرفتها واضعة يديها على اعلى صدرها محاولة تهدئة نبضات قلبها وترتيب تسارع انفاسها.
مكنتش فاكرة انو الموضوع هيعدي بسهولة كده.
توجهت الى الباب وقامت باغلاقه ثم فتحت حقيبتها وهي تتلمس تلك الرزمة بين يديها.
الله دي مختلفة شوي عن لي شفتو بيديهالو. وبمجرد ان فتحتها وجدت مبلغا لا بأس به من النقود.
ايه ده دي فلوس مش مخدرات واضح اني خربطت غبيه غبيه.

اعمل بيهم ايه دلوقتي. فكرت مليا ثم سرعان ماارتسمت ابتسامة لئيمة على شفتيها هامسة:
واضح انك هتكوني ضحية تغير اطباعي يا حبيبتي.
ثم اعادت ترتيب حجابها نازلة قبل ان يشعر بها احد راجعة الى الخارج بعد ان اقنعت نفسها بصحة افعالها.

جالسة من الخلف ساندة رأسها على زجاج النافذة بشرود الكثير من التساؤلات تؤلم رأسها ماذا لو لم يصلو ماذا كان سيكون مصيرها لو افترسها اولئك الاوغاد قليلو الشرف دمعة خائنة فرت من عينيها فمسحتها قبل ان يراها احدهما لكنه كان يراقبها من مرآة السيارة هو يغلي من الداخل يشعر بانه سينفجر
وشهقاتها والغضب رفع راسه مرة اخرى وهو ينظر الى عينيها كأن حزن العالم اجمع يسكنهما.

يا رتني كنت قادر امسح الحزن ده من عينيكي.
اباء خفف السرعة شوي اهدى في ايه.
اسف يا كيان سرحت شوي.

مازالت شاردة تحاول نسيان ماحدث احاسيس الذل والضعف والعجز التي شعرت بها تشعر انها الان مدنسة وهي التي لم تقرب رجلا قط. حاوطت نفسها بذراعيها وهي تشعر بالبرد لكنها حركة اتعتادتها لطرد الخوف وبث بعض الامان. لم تشعر بنفسها الا وشهقاتها تعلو وهي تغطي وجهها بكفيها ونحيبها يمزق نياط قلب اباء الذي راح يضرب مقود السيارة بكل قوة فماكان من كيان الا ان ضغط على فخذ اباء محاولا مواساته وتهداته وبعد مدة وصلو.

وصلنا يا نبض.
اومئت بتعب وهي تتحاشى النظر اليهما خافضة رأسها وقد تحول وجهها الى الاحمر القاني من شدة خجلها ونزلت بسرعة بعد ان فتح اباء باب المنزل وسرعان ما ارتمت منهارة في حضن مريم والدة اباء.
في ايه يا حبيبتي مالك تعالى اقعدي واستهدي كده بالرحمان.
جلست نبض في حضن مريم التي ربتها في صغرها.
ماما مريم انا تعبانة اوي خلاص كل حاجة جت فوق بعضها.
راحت مريم تمسح على ظهرها كحركة لتهدئتها وقالت:.

عيطي يا بنتي خرجي لجواكي جايز ترتاحي.
انا ككنت خارجة قلت اسجل في المصلى لي اتفتح جديد جايز ارتاح فيه رحت للعنوان لي قالتلي عليه وتين لقيتني برا المنطقة وكان في اتنين حاولو ي اختنقت الحروف داخل حلقها وهي ترتجف واكملت بعد ان جففت عبراتها:
كانو هيعتدو عليا حاسة نفسي اتدنست لسه حاسة بيه قريب مني قرفانة من نفسي مخنوقة مكسوفة من اباء وصحبو لانهم شافوني وهو ي..
قاطعتها مريم قائلة باشفاق:.

اهدي اهدي انتي معملتيش حاجة غلط عشان تتكسفي.
الغلط اني بنت في المجتمع ده هو ده الغلط. قالتها بحرقة وهي تشعر بشئ يطبق على عنقها يمنعها من التنفس.
طب الحمد لله انك كويسة شوفي من الجانب ده يا بنتي
عايزة استحمى ارجوكي.
تمام بس اهدي بلاش تفضلي منهارة كده.

منذ رآها وهو لم يستطع نسيانهاا
اخ يا محمد وقعت ومحدش سما عليك.
قالها لنفسه وهو يقف في المكان الذي اصطدم فيه بها البارحة نظرة حدثت صدفة بعثرت داخله وبعثت احاسيس لطالما تمنى ان يحس بها.
اهي جت اهدى كده وكون طبيعي بلاش توتر. بس ماينفعش اكلمها كده انا نسيت كل مبادئي ولا ايه.
سار ناحيتها وهو يراها تفتح المصلى بعد ان اغلقته لتناول الغداء.
لاء ماينفعش كده.

ثم عاد ادراجه محبطا وقد قرر ان يطلبها من اهلها مباشرة بعد ان يسأل عنها.
كانت هي جالسة داخل المصلى و سعادتها لا توصف حققت حلمها وهاهي مساءا ستبدأ اعطاء اولى الدروس
الحمد لله يا رب الحمد لله.
اهلا يا استاذة انتي فكراني.
تأملتها براءة مليا ثم قالت:
اسفة بس مش فاكرة.
كنت جيت سألتك لو ينفع اسجل هنا واجيب صحبتي.
اه افتكرت خلاص اتفضلي.

عايزة اطلب منك طلب هي صحبتي عندها مشكلة في النطق يعني تأتأة عادي تيجي تحفظ معانا.
ابتسمت براءة من خلف نقابها وقالت:
اكيد بس لو هتتعب فيها تكتب عادي.

في حاجة تانية. بصي يا استاذة انا فكرت مين لي هيساعدني مالقيتش غيرك صراحة صحبتي نبض ظروفها صعبة اوي وانا حابةاساعدها بس هي مش هتقبل صدقة ابدا عندي مبلغ من زمان بجمع فيه عايزة اديهولها فلو ممكن يعني تساعديني او انك انت تديهولها هي بجد محتاجة و مكسورة بس مش بتبين. وانخرطت في بكاء وذرف عبرات مزيفة.
اهدي الاول يا حبيبتي و انا هشوف واقولك.

بس مامعهاش وقت هي اخوها قادر في اي وقت يطردها هو بيضربها جامد فعايزة لو لا قدر الله و طردها تلاقي مبلغ تعيش بيه.
انتي خلي الفلوس هنا و هي تيجي بس و اشوفها بعدها هقرر. لانو دي حاجة مش بسيطة.
ماشي بس بلاش تعرف ارجوكي لانها بجد هتزعل.

جالسة في الحمام والمياه تغدقها من كل جانب تفرك كلا من رقبتها و شفتيها ووجهها ويديها بكل ما اوتيت من قوة في محاولة منها لمحو اثار ذلك الحقير و للمرة التي لاتعلم عددها وهي تجهش بالبكاء. صارخة بضعف:
يارب اني قد مسني الضر وانت ارحم الراحمين. انا تعبت كل مااقول الدنيا اتعدلت معايا وهرتاح اتأذى اكثر من اليوم لي قبلو يا رب اكتبلي الخير. وغاب صوتها من شدة ارهاقها.
نبض حبيبتي انتي كويسة.

قالتها مريم وهي تطرق باب الحمام برفق بعد سماع صوت نحيبها من الداخل. فتحت نبض باب الحمام بارهاق واضح على ملامحها:
انا كويسة بس هروح وهنام بعدها كل حاجة هتبقى كويسة.
انادي على اباء يوصلك؟
لاء اصلا مش قادرة اشوف حد فيهم لا هو ولا كيان مكسوفة منهم اوي.
ابقي طمنيني عليكي اما توصلي.
مع السلامة.
قالتها نبض وقد خرجت محاولة التماسك قدر المستطاع. سارت لبضع خطوات ثم توقفت محاولة سحب اكبر قدر من الهواء.

راحت تتامل الطريق ربما هذه اخر مرة تراها فهي قد اقسمت على ان لا تطأ قدمها الخارج منذ اليوم. ولكنها رأت المصلى الذي تبحث عنه تقدمت اليه ببطئ وما ان دخلته حتى احست بالسكينة بثت داخل روحها وجدت فتاة واقفة هناك فسألتها:
ممكن اصلي ركعتين هنا.
اه اكيد اتفضلي ده بيت ربنا مفتوح ليكي فكل وقت.
بدات نبض بالصلاة وشهقاتها تعلو اكثر فاكثر تبث الى بارئها معاناتها.

رمقتها براءة بشفقة وهي قد رأت تورم خدها وتفلق شفتيها و اثار على يديها. بالاضافة الى تعبها و احمرار عينيها من البكاء.
ربنا يكون معاكي يا اختي.
انهت نبض صلاتها و استدارت الى تلك الواقفة تراقبها من بعيد بعد ان جففت دموعها:
اسفة بجد بس انا تعبانة شوية.
براحتك يا حبيبتي معلش. هو انتي اسمك ايه.
انا اسمي نبض وكنت عايزة اجي الصبح هنا بس ملقتش
المصلى.

اه الصبح كنت قافلة مفتحتش بدري. بس لو عايزة تسجلي دلوقتي ماشي.
هو انا عادي اسجل مع اني ثقيلة في النطق.
عادي يا حبيبتي ولو حابة تكتبي عشان ماتتعبيش كمان ممكن.
شكراا بجد مش عارفة اقولك ايه.
ولو ده واجبي و لو حابة تختاري مصحفك لي هترتاحي وانتي تقري فيه اهو هما هناك روحي ونقي براحتك. وفي قصاصات هناك اكتبي اسمك عليها ولزقيها عالمصحف وحطيها في قسم المحجوزات.

تحمست نبض لما قالته براءة وذهبت. بينما براءة صدقت وتين وقامت بوضع المبلغ بعد ان اشفقت على نبض و احست بانه يمكنها تقديم المساعدة لها.
ابتسمت براءة في وجه نبض وقالت:
ربنا يحفظك و ماتخافيش اكيد ربنا هيكتبلك الخير و حياتك هتتغير لاحسن انتي ادعي ولو عوزتي حاجة انا هنا.
اومئت نبض في حيرة من كلام براءة وسارت راجعة الى المنزل.

شعور العجز احساس كريه ومقيت يجعل المرء كالمكبل
بالسلاسل لا يستطيع الحراك رغم الرغبة التي بداخله
متكئ على سيارته محاولا تهدات نفسه لكن صورته وذلك الحقير يعتليها ويديه تعبث بجسدها تلهب نار الغضب في داخله يشعر بحرقة في عينيه ماذا سيحدث لو بكى مرة فليفعل شعر بانسياب الدمع من جفنيه وهو يعض على اصابع يده ولاخرى يضرب بها على مقدمة السيارة راغبا بالصراخ شعر بيد توضع على كتفه فاستدار فاذ به كيان:.

ايه ده انت بتعيط يا اباء.
اه وبيعطش ليه مش انا بني ادم وبحس. نار قايدة فيا يا كيان انت مش عارف احساس وانا شايف الحيوان فوقها احساس العجز صعب يا كيان البنت لي بحبها بعشقها مقدرتش احميها
اه صحيح انقذتها بس نظرات الخوف و القهر لي شفتها فعنيها الصبح مش قادر انساها.
ماكان من كيان الا ان جذبه لاحضانه هامسا له:
معناها لازم تتجوزها عشان ترتاحو انتو الاتنين.
ده مستحيل يحصل.

هيحصل لو عملت لي مامتك قالت عليه هي عندها حق.
دفعه اباء قائلا بانكار:
دي ممكن تروح فيها ميستحيل ااذيها انا كنت ناوي اعمل كده بس بعد لي حصلها الصبح لاء وألف لاء.
اذا انت معملتش كده انا لي هعمل. همس بها كيان بينه وبين نفسه.

وصلت نبض الى منزلها اخيرا ستنعم بالقليل من الراحة
اخيرا وصلت عايزة انام تعبت خلاص. قالتها باعياء وهي تفتح الباب داخلة تكاد لاترى من تعبها.
اهلا وسهلا اخيرا جيتي.
ابتلعت ريقها خوفا من ان يكون قد سمع حادثة الصباح وفسرها بشكل خاطئ فقالت مبررة:
والله ماكانش قصدي انا بريئة وكنت مجبورة انا اسفة.
قالتها وهي ترتمي باحضانه فخوفها لم يتلاشى بعد:
ارجوك بلاش تفهمني غلط.
دفعها بعيد وقد وقعت على الارض متأوهة:.

والله لاقتلك يا حقيرة انا تسرقيني.
بس انا ما سرقتش حاجة انا كنت بعتذر عن.
قاطعها ساحبا اياها من ذراعا دافعا بها الى غرفتها.
في ايه انا عايزة افهم كفاية ظلم بقا.
فاجاب بغضب اعمى:
انا هقولك في ايه يا.
اغمضت عينيها بنفاذ صبر منتظرة ان يشرح لها سبب غضبه و بعثرته لاشيائها وخزانتها.
حطيتيهم فين انطقي.
هما ايه فهمني جايز اقدر اجاوبك.

جاب النظر بعينيه حتى رأى حقيبتها فاندفع اليها وهو يكاد لا يرى من فرط غضبه وعصبيته وافرغ محتوياتها فاذ بالنقود هناك.
ايه ده ها مش فاهمة انا بتكلم عن ايه ماشي يا نبض والله لاكون قاتلك النهاردة.
كل هذا ووالدتها تنظر بجمود توجهت اليها نبض وقالت:
قولي حاجة انتي ساكتة كده ليه.
صفعة نزلت على خدها من كف والدتها التي اردفت بجمود:
تستاهلي لي هيعملو فيكي. انا ماربتكيش عالسرقة بس ياخسارة.

فقدت اخر آمالها وتهدلت اكتافها لاسفل بيأس منتظرة الى اين ذهب اياز لكنها سرعان ما هزت رأسها برفض وهي تحاول نفي الفكرة التي راودتها في رأسها ناظرة لما يحمله في يده.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة