قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل السابع

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل السابع

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل السابع

عند فقدان احب الاشياء الى قلبك الاشياء التي تعني لك الكثير اشياء جاهدت للعناية بها تفقد معها شغفك بالحياة وفقدان الشغف يعني تشابه الايام و بالتالي بهتانها
متراجعة للخلف تهز رأسها بإستنكار وهي تراه يلوح بالمقص في يده وابتسامة تسلية على ثغره:
لاء بلاش ارجوك هعملك لي انت عايزو بس لي في دماغك لاء.
كنتي فكري فده قبل ماتاخدي حاجة تخصني يا.
امسكيها معايا يا ماما لو فكرتي تقاوميني بس هتشوفي.

جلست هي على الكرسي باستسلام والعبرات تغرق وجهها لا مجال
لمقاومته فهي تعرف جيدا انه لا فائدة من ذلك.
حسبي الله ونعم الوكيل بس.
بتحسبني عليا يا هوريكي. صفعة تلتها صفعات اخرى نزلت على وجهها.
اخرسي يا بت مش عايزة اسمعلك صوت. قالتها احسان وهي تجذب نبض من خصلاتها فما كان من نبض الا ان ابتعلت باقي شهقاتها داخل حلقها.

نيجي بقا لشعرك ده لي هو اكثر حاجة بتحبيها. تشدق بها اياز وهو يمسح على خصلاتها ويرفعها بين يديه:
هنقطعو عشان تحرمي تقربي لحاجة ماتخصكيش.
طب بص فلوسك اهي و سبني وانا اوعدك مش هلمس حاجة تخصك بعد كده بس ابوس ايدك بلاش تقعطو. قالتها نبض برجاء.

مصحوب بنحيب حار وهي تحاول ان تثنيه عن ما يفكر فيه فشعرها ذكرى لها من والدها كان يسرحه لها كل ليلة و قد وعدته بالاعتناء به وكان ينثر عليه القليل من عطره فتنام بهدوء وهي تشتم رائحة والدها فبقيت هذه عادة لها.
توتوتو الي غلط لازم يتعاقب وانتي غلطتي يا نبض. امسكيها كويس يا ماما.
راحت نبض تحرك جسدها يهستيريا من على الكرسي الى جانب رأسها.
لاء سيبوني ارجوكو لاء ماتعملوش كده.

لكن كان لاياز رأي آخر حيث امسك شعرها وقام بقصه حتى اذنيها وهي تراقب تناثر شعرها من حولها. وقال بتشفي:
كده احسن بقيتي حلوة اكثر
هدات حركة نبض واسندت رأسها على الكرسي باهمال جامدة لم تصدر منها اي حركة
سيبيها يا ماما وتعالي عايزك بكلمتين برا وانتي بلاش دلع.
يلا يا ابني انا حاسة اني ماعرفتش اربي بقت حاجة تخنق.
وبمجرد خروجهما نزلت نبض ارضا تتلمس شعيراتها المتناثرة على الارض قائلة ببكاء:.

اسفة يا بابا مقدرتش احافظ على وعدي ليك غصب عني والله.
توجهت الى المرآة ترمق هيئتها الجديدة بشرود وهي تلاحظ مدى قصر شعرها لم يغطي رقبتها حتى وهاقد بدأت تستحضر ذكرى بعيدة وهي تبتسم بحسرة.

Flach Back:
جالسة على السرير تدلي ارجلها بمرح ممسكة المشط بين اناملها الصغيرة منتظرة والدها الذي يأتي اليها كل ليلة بعد تعب عمله.
امورتي الحلوة بتعمل ايه.
اجابت بصوت طفولي بريئ وهي تضع ابهامها على شفتها السفلى:
نبض شطولة (شطورة ) و تسمع الكلام بابا قلها استنيني وانا مستنياه.
ضحك بمرح وقال و هو يضعها على ركبيتيه بعد ان داعب ارنبة انفها باصبعيه:.

بنتي الامورة مؤدبة وتسمع كلمة باباها دايما فين المشط بقا.
اهو فايدي. قالتها وهي ترفعه لاعلى صوب عيني والدها.
بصي يا نبض عايز منك حاجة.
توسعت عينيها بحيرة وقالت:
وايه هي.
توعديني شعرك الحلو ده لي بحبو كده طويل تخليه كده. عشان تبقي احلى واحلى.
انا بحبو كده مش هقطعو ابدا ابدا ابدا.
شطورة بنت قلبي. ايوه خلصنا ودلوقتي اللمسة السحرية يا سمو الاميرة
نحط شويا من عطري و هتنامي كويس من غير كوابيس كأني قاعد معاكي.

اتفقنا سموك هاي خلصنا. بص شعري زاد طولو. قالتها وهي تستدير يمينا ويسارا.
Back.

وقالت بغصة:
اميرتك اتهانت اوي من بعدك.
تمعنت النظر في المرآة ودموع القهر تطفر من عينيها واصابعها تتلمس مؤخرة رأسها لم يعجبها شكلها ابدا لكن ماجعلها تزيد من حدة بكائها علامات ذلك الحقير على رقبتها. ارتمت فوق فراشها تهرب من واقعها بالنوم.
في الخارج تقدم اياز من والدته وقال وهو يقسم النقود الى نصفين:
اتفضلي يا ماما دول ليكي حلال عليكي.
قالت بفرح وهي تمسح على كتفه وعينيها التمعت بجشع:.

حبيبي يا ابني تعيش وتجيب غيرهم.
انا قفلت الاوضة اوعك تفتحيلها.
لاء ماتقلقش.

كانت وتين جالسة في المطبخ وهي لم تنم الليل بأكمله تشعر بانها شخص مختلف كيف لانسان ان يتغير بين ليلة وضحاها.
عاملة ايه يا وتين.
قالها كيان وهو يجلس امامها بهدوء محاولا فهم سبب فعلتها تلك اجابته بابتسامة:
كويسة انت لي عامل ايه مش بتيجي البيت الا فين وفين.
اعمل ايه ماما مش طيقاني اقعد ليه.
ابتسمت بسخرية واجابت:
ماهو انا كمان بابا مش طايقني يعني وايه الجديد.

بادلها بضحكة باردة فهي معها حق لا الام تحب الابن ولا الاب يحب ابنته.
عايز اسألك سؤال يا وتين.
نبرته العميقة تلك اربكتها بعض الشئ فقالت بتوتر:
اه اكيد اتفضل.
نظر الى عينيها مباشرة وقال:
انتي عطيتي لنبض عنوان غلط ليه.
تسمرت في مكانها فكيف عرف ولو كذبت وقالت انها هي ايضا اخطأت في العنوان لبدا الامر سخيفا فهو احيانا يوصلها اليه.
وانت عرفت منين. طريقتها الباردة في الحديث استفزته.

نبض هي لي ورتني رسالتك عملتي كده ليه.
حاولت تغيير مجرى الحديث:
وانت بتكلمها ليه اصلا لحظة لحظة لتكونو بتلتقو من ورانا يعني من قبل عايز تطمن عليها و دلوقتي هي ورتك رسالتي ياه يا نبض انتي مقضياها وعملالي فيها البريئة لي ماترفعش عينها من عالار ارخستها ضربة كيان على الطاولة بقبضته وصرخ بها:
اخرسي انتي بتقولي ايه اولا عارفة انا لقيت نبض فين
فقالت بتساؤل:
فين يعني.

العنوان لي ادتيه لنبض كان برا حارتنا يا وتين ولولا الصدفة صحبتك كانت هتضيع.
هتضيع ازاي؟
شفت وراها اتنين انا اعرفهم كويس ولما لحقت للحتة المقطوعة لي حضرتك بعثتيها عليها لقيناهم كانو هيعتدو عليها انتي مشفتيهاش كانت منهارة و خايفة ازاي لولا سترستر ربنا و احنا كانت انتهت.
توسعت عينيها بصدمة هي لم تقصد شيئا سيئا كانت تريد تعطيلها فحسب.
بس انا ماقصدتش كله جه غلط.
هو سؤال واحد بس عملتي كده ليه.

حاولت تلفيق كذبة محكمة فأجابت بثبات:
الرسالة اتبعتت بالغلط كنت هبعتها لصحبتي رضوة.
رمقها بشك وقال:
وصحبتك دي بتبعتيلها مكان مقطوع كده ليه.
عادي هي اتصلت طلبت مني اشوفلها مرة بتداوي هناك بالاعشاب معروفة عشان الحمل وهي بقالها مدة متجوزة قالتلي دوري عالنت فانا شفت و ظهرلي ده فكنت هبعتهولها في الوقت لي نبض بعتت الرسالة فاتبعتت بالغلط صدقني ثم انا هضر صحبتي ليه.

تلك الثقة التي كانت تتكلم بها و ثبات بؤبؤ عينيها على عينيه وهدوئها محت اي ذرة شك تشكلت داخله.
بس مرة تانية انتبهي يا وتين و ابقي روحي اطمني عليها لانها مكنتش كويسة ابدا.
اه اكيد دي زي اختي بردو.
ثم قال بعتاب:
وتاني مرة انتبهي على طريقة كلامك معايا.
اخفظت رأسها بحرج وقالت:
انا ماقصدتش يا كيان اسفة والله بس انو تبعتني اطمن عليها و دلوقتي تيجي تقولي ورتك رسالة من موبايلها خلتني اشك.

رمقها بعتاب ثم قال متسائلا:
افتكرت انتي وافقتي على براء
حتى لو مش موافقة ابوك موافق وهو مش هيعبرني وياخد رأي يعني ثم انو احسنلي اني امشي من هنا بأسرع وقت.
ابوكي انا هتكلم معاه بس انتي عايزاه ولا لاء.
مش عارفة انا محتارة اوي يا كيان.
بصي يا وتين المسا عايزك تقوليلي عايزاه ولا لاء عشان اعرف اعمل اايه.
ماشي هحاول.

رحل كيان من امامها وقد بدأ ضميرها بالاستيقاظ وهي تشعر بتأنيبه لها لكنها سرعان ما ارجعته لسباته بقولها:
انا مكنتش اقصد ثم ان هي محصلهاش حاجة يبقى انا مش غلطانة اه.

رمى براء ثقله على الكرسي في مقهى الحي وهو يضع الهاتف على اذنه:
ها اهلا يا عم مهاب اخبارك ايه.
كويس يا ابني. ماتأخذنيش انا عارف انو اتأخرت عليك في الرد بس نقول مبروك من دلوقتي يا ابني.
بجد انت مش عارف فرحتني ازاي يا عمي.
ماشي يا ابني انا هاقفل دلوقتي وربناا يتمم على خير
مع السلامة يا عمي وهتصل بيك عشان نحدد موعد حفل الخطوبة وكده.
اغلق براء الهاتف و تشكلت ابتسامة كريهة على ثغره ابتسامة خبث!

مبقاش كثير وهنجتمع يا وتين. من اول ماشفتك وانا مش قادر انساكي. لازم تكوني ملكي لازم. خير قالب وشك كده ليه. قالها براء لاياز الذي جلس بجانبه.
مفيش بس نبض عصبتني الفلوس لي ادتني ياها مقدما سرقتها مني بنت بس حليت الموضوع لقيتهم.
وهي سرقتهم ليه؟
مش عارف بس اكيد هعرف. ها العصفورة وافقت.
ايوه وقريب هتصير في بيتي.
ومالك بتقولها بضحكة عريضة كده
اجابه وهو يربت على صدره:
مش عارف بس انا عايزها وخلاص.

التمعت عينيه بتملك مخيف وهو يتخيلها بين يديه ليمارس عليها طقوسه المريضة.
هانت كلها كم يوم بس.
نظر اياز الى الجانبين وقال بهمس:
جبت لي طلبتو منك.
اه دي مضمونة بس مش ناوي تنتقل لتطبيقي سيبك من النظري.
لاء انا كده تمام الفيديوهات لي بعثتهالي جامدة يا عم.
بس مش خايف اختك تشوفك زي المرة لي فاتت.
لاء اولا هي مافهمتش انا كنت بعمل ايه ما قلتلك غبية ثانيا انا قافل عليها بالمفتاح كأني عاقبتها ماتخافش.

ممسكة بالصور بين يديها سقطت دمعة فرت سهوا من بين اهدابها وهي تتذكر جرحه لها كيف تحول هكذا بمجرد ان رآها. كانت كالمراهقات تصوره خفية وتحتفظ بالصور للذكرى احبته بصدق بينها وبين نفسها لكنها فاقدة لامل هل سيرضى بها؟
يا رب انا عايزة انساه هو جرحني جامد بس مش قادرة انساه.

Flach Back:
تتجوزيني يا براءة.
شلت الصدمة لسانها هاهو قد عرض عليها الزواج اكثر انسان عشقته وتمنته.
براءة انتي سمعاني عارف انو مكنش لازم اقولك كده فجاة واحنا منعرفش بعض كويس بس انتي لي هتصوني بيتي مش هلاقي احسن منك.
حاولت منع ظهور ابتسامة فرح وخجل على ثغرها وقالت:
بس احنا مننفعش لبعض.
ليه بتقولي كده بس.
فكرت براءة مليا ربما هو ليس من النوع الذي يهتم بالشكل.

انا مش هينفع اجاوبك كده من نفسي بس كل لي اقدر عليه هو اني اديك رقم بابا و الرأي رأيو.
ماشي يا براءة. بس اتمنى الاقي قبول.

ابتسامته تلك تفعل بها الافاعيل مرت الايام وطلب يوسف براءة وقضو اجمل واسعد الايام كان يعاملها بحرص ورفق جعلها تحلق في سماء الحب تغزله بعينيها يرضي ويشبع غريزتها الانثوية الجافة التي لم يرويها مديح الجنس الاخر يوما بسبب مرضها و مواعيد التقائهم في الجامعة كانت كالبلسم على جراحها و اصر ان لا يرى وجهها حتى يوم قراءة الفاتحة وتلبيس الدبل و في هذا اليوم بالتحديد كسر آمالها واقف مغمض لعينيه والجميع يحسدها على هذا المحب. دنت منه وهي تكاد تطير من شدة فرحها.

يلا لف يا يوسف.
داعب اذنيه صوتها الرقيق
وما ان استدار حتى اتسعت عينيه بصدمة هو واهله و اهتزت عينيه بتوتر حاولت رسم ابتسامة على شفتيها لكنها فشلت بعد ان رأت نظرة اشمئزاز طعنتها في الصميم وقالت:
يوسف انت متنح كده ليه ماتقول حاجة.
ابعد يديها عنه وقال بجمود:
عايزك في كلمتين على انفراد.

سارت خلفه بحرج و الناس قد بدأت بالحديث بدأت الدموع تتجمع بعينيها وهي تنكس رأسها لاسفل تتبعه. ثقتها بانوثتها منعدمة من الصغر ملامحها وجسدها جرح غائر لم يندمل ونظرات الناس هي الملح المرشوش على ذلك الجرح.
يوسف انت قلت انو الشكل مايهمكش.
شد شعره للخلف فهو قد تورط فقال متعمدا جرحها حتى تكرهه:
بس مكنتش فاكرك كده.
ابتلعت اهانته على مضض وقالت بخفوت:.

كده لي هو ازاي يا يوسف انت لي طلبت انو ماتشوفنيش وانا قلتلك اني مش زي ما انت فاكر.
بس مش بالشكل ده. انا عايز بنت جميلة لما اصبح عليها ماقرفش منها بنت افتخر وانا اقابل بيها الناس ثم اكمل بغرور: واحد حلو زيي هيتجوز وحدة عندها بهاق ازاي. لامؤاخذة يعني احنا مابنشبهش بعض الفرق بين زي الفرق بين السما والارض انا اسف بس مش هينفع اكمل معاكي.

الان اطلقت سراح عبراتها و هي ترمقه برجاء ان لا يفعل بها هذا مردفة بترجي:
يوسف ارجوك ماتعملش فيا كده.
تجاهلها وسار الى ذلك التجمع الذي بدا يستائل ماذا هناك
فوقف وسط الجموع وقال مدعيا الغضب:
عايزين تعرفو في ايه في انو الانسانة دي كذبت عليا مش لاقية لي يعبرها وهي كده فقالت اهو استاذ في الجامعة عبرني خليني مااضيعش الفرصة واضحك عليه بعد ما حبيتها.

وطلبت ايدها قالتلي خليني اعملك مفاجأة و مااقلعش نقابي الا بعد اقرايت الفاتحة وتلبيس الدبل. بس مش انا لي يتضحك عليا يا هانم
اما هي تشعر بالاختناق ذاق بها ذلك الفستان الذي اختاراه سويا انطفئت وربما انطفائها هذا سيدوم لابد.
يلا يا ماما البنت دي ماتلزمنيش. ورحل!

راقبت ابتعاده جابت بعينيها القاعة التي سهرت على تزيينها بعناية رغم وسع المكان الا انها لا تستطيع التنفس. ومنذ ذلك الوقت انطوت على نفسها اختفت ثقتها بنفسها وبعدها انتقلت من منطقتها
Back.
.
تشعر بالوحدة لم يتقبلها احد بسبب اختلافها الذي لم يكن لها يد فيه وضعت كفها على موضع دقات قلبها تربت عليها علها تهدأ من وجعها وانينها:.

لازم اخرج انا مخنوقة مش قادرة اتنفس هربت عشان انسى بس مش قادرة انسى نظرات الاشمئزاز والقرف اول مافتح عينيه مش راضية تنمحى من دماغي.
تجهزت وهي ترتجف باختناق وخرجت تعض على شفاهها لكتم شهقات قد تنفلت غصبا عنها سارت متجهة الى البحر غافلة عن تلك العينين التي تلاحقها جلست على احد الكراسي المنعزلة.

تنظر الى امتداد امواجه بشرود كيف للمرء ان يدعي الحب ثم ينقلب فجأة الى انسان كاره جلس على مقربة من كرسيها يراقب نظراتها للبحر و لاول مرة تجرأ مقتربا منها يقول بغيرة لم تدركها:
بتحبيه كل الحب ده.
شعرت بصوت متزن يخترق خلوتها بنفسها فاستدارت قائلة باستفهام:
افندم؟ هو مين!
فاجاب بهدوء يناسب ملامح وجهه والابتسامة الصافية المرسومة على شفتيه:.

البحر بقالك مدة بتطلعي عليه. ليس من عادتها التكلم مع غريب لكنها اجابت:
ومين ميحبش البحر لونو لوحدو بيدي الراحة للبني ادم.
واستنشقت ذلك الهواء العليل
والنسمات الباردة تداعب طرف نقابها:
ورحتو بتدي طاقة ايجابية حلوة.
ثم وقفت مستأذنة:
عن اذنك.
واستدارت قاطعة اي مجال للحديث فهي لاتحبذ الاحتكاك بالغرباء بينما محمد ابتسم يرمق البحر قائلا:
نيالك يا صحبي جوهرة زي دي بتحبك.

كانت وتين متسطحة تفكر هل تبدي موافقتها لبراء ام ترفض ولم تعلم ان والدها قد اجابه بالايجاب وبينما هي كذلك لحقتها رسالة صوتيه طغت الشهقات على معظم كلماتها وكانت نبض وفتحتها:.

وتين انا مخنوقة مش عارفة احكي لحد غيرك كنت فاكرة لما اروح الاقي اياز يطبطب عليا ويجيبلي حقي من لي ظلموني بعد لي حصلي بس هو اتهمني بالسرقة وقصلي شعري يا وتين وضربني انتي ماتعرفيش حصلي ايه الصبح كنت نازلة المصلى بس العنوان لي بعتيلي ياه كان غلط انا عارفة انو مكنش قصدك سألت اتنين بس هما خدعوني وكانو هيغتصبوني ماتعرفيش انا قرفانة من نفسي لانو قربلي وانا ماقدرتش امنعو كل ما افكر فلي جرالي نفسي بتقلب وابقا عايزة ارجع.

ادمعت عيني وتين بتأثر من الحالة التي وصلت اليها نبض وقد صحا ضميرها هذه المرة وهي تلوم نفسها على ماحدث وسارت الى غرفة كيان ملجأها الوحيد وماان اذن لها بالدخول حتى ارتمت بين احضانه تتخيل لو ان ماحدث لنبض قد جرى لها هي وزادت من وتيرة بكاؤها لانها السبب شدد كيان من احتضانها وهو يقول:
في ايه يا وتين اهدي.
رفعت راسها والدموع تغرق وجهها وقالت:
هو انا وحشة بالشكل ده يا كيان واكملت بتيه:
بسببو بقيت عاملة كده.

طب اهدي واشرحيلي اكيد هساعدك.
قصت له وتين كل ماحدث وكان جوابه صفعة نزلت على وجنتها لم تصدم وتين من فعلته فهذا اقل ماتستحق وقال بغضب:
انتي ازاي بتعملي كده مش مصدق انو تصرفاتك بقت بالشكل البشع ده دي صحبتك يا وتين اطلعي برة مش عايز اشوفك دلوقتي.
اخفضت راسها بخجل من فعلتها وسارت متجهة الى غرفتها ولكنها استدارت قائلة:
انا جيت عشان عندي فكرة ممكن تساعدك وتساعد نبض يا كيان.
فقال بنفاذ صبر:.

وتين مش عايز اشوفك قدامي امشي.
طب اسمعني بس انا ماقصدتش. لم ينظر اليها حتى.
قلت اطلعي برا.
انتفضت من صراخه ورحلت راكضة الى غرفتها بينما حاول كيان ضبط انفاسه واتصل بإباء:
الو ايوه يا اباء انت فين انا عايز منك خدمة.

فتحت عينيها تشعر بالخدر بسبب صفعات اياز لها تململت بحذر وبحركة عفوية منها مدت يدها لتلملم خصلاتها فاذ بها غير موجودة عضت على شفتها السفلى لكبح رغبتها في البكاء مجددا
و توجهت الى الخارج لكن الباب مغلق. طرقت الباب بهدوء
قافلين الباب دلوقتي ليه.
جائها صوت والدتها قائلة:
عشان ماتسرقيش حاجة تانية.
كفاية كرهتوني حياتي في ايه لكل ده انا ماسرقتش حاجة وانتي يوم بتحبيني ويوم بتكرهيني ليه كده.

انتي عارفة انا بعمل كده ليه و اما يجي اخوكي شوفي معاه. هاه اهو جه.
بس انتي عارفة انو مليش ايد فلي حصل الغلط كلو غلطك انتي انتي لي سبتيني لوحدي وانا لسه طفلة.
خير بتتكلمي مع نفسك يا ماما؟
لاء اختك عايزة تطلع.

اممم ماشي هنشوف. تقدم من غرفتها بهدوء منافي لطبعه وقام بفتح الباب راح يتفحص هيئتها الجديدة اما هي وضعت يدها على رقبتها محاولا اخفاء تلك الكدمات الزرقاء التي خطتها اسنان ذاك الذئب البشري على رقبتها والذعر بادي على هيئتها واستدارت توليه ظهرها مخفية نفسها تحت الغطاء.
ماتتكسفيش شكلك بقا تحفة. قالها محاولا اللعب على اوتار اعصابها.
انت قفلت الباب ليه.
اهو انا عايز كده.
مش انت وعدتني تتغير ليه كده.

لانك غبية بتصدقي كل كلمة يا روحي. هو فين؟
ايه!
الموبايل. ابتسمت بسخرية وهي تعلم انه سيأخذه منها
اتفضل اهو. قالتها وهي تسحبه من اسفل الوسادة. لكن سرعان ماانتفضت فهي نسيت تماما لكنه خرج قافلا الباب ورائه.
ياربي انا عملت ايه بس اتمنى مايفتحهوش لو سمع الرسالة هيفهمني غلط زي عادتو مش هيصدقني.
نزل اياز لاسفل وهو يعبث بالهاتف حتى استوقفته رسالة نبض الصوتيه:
ايه ده اما نشوف.

وبمجرد ان فتحها وسمع محتواها حتى إلتهبت عينيه بغضب راح ينهج من عصبيته
راكلا اي حجر يصادفه توجه الى منزل براء
خير في ايه هتخلع الباب يا اياز.
مسح على وجهه بغضب مردفا:
هاتلي مية الاول.
اتفضل اهي قدامك.
مد اياز يده يشرب بعض الماء عله يهدأ وقال:
عايز اسألك سؤال هو انت لو شكيت في بنت انو واحد قربلها اول حاجة بتعملها ايه.
قبل ما اجاوبك لازم افهم في ايه لكل ده.

شرح له اياز ما فهمه من الرسالة فراح براء ينفث سم افكاره داخل دماغ أياز:
حاجة بسيطة كل لي عليك انك...
توسعت عيني اياز باهتمام فبراء محق اتجه الى منزله والجمود يكسو وجهه يعلم انه بفعلته سيخدش براءة نبض لكنه لا يستطيع ايقاف سيول الشك التي بدات تتسرب داخله خاصة بعد كلمات براء.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة