قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الرابع

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الرابع

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الرابع

بعد مدة حاولت فيها نبض تهدئة نفسها تحركت بحذر وهي
تشيح بوجهها عنه لاتريد رؤيته اطلاقا اتجهت الى غرفة والدتها التي تغط في نوم عميق بسبب دوائها ودست نفسها بين احضانها علها تستعيد الامان الذي سلب منها قبل سويعات مضت
دي مرة ومش هتتكرر ده كان سكران مايقصدش.
راحت تقولها تباعا وهي تدفع بنفسها داخل احضان والدتها اكثر ودموعها تنزل بصمت.

واقف امام الخزانة يوضب اشيائه حتى توقف
امام ذلك الصندوق مد يده اليه بارتجاف لم يفتحه منذ مدة نسيه تمام جلس على سريره ببطئ وفتحه ظهر شبح ابتسامة الم على شفتيه:
يااه انا نسيتك خالص.

مد يده يقلب مايحتويه لكن تشنج وجهه بمجرد وصوله الى تلك الرسمة حاول التخلص منها عدة مرات لكنه لم يستطع رماها باهمال داخل الصندوق واعاده الى مكانه لكنه لم يستطع نسيان ذلك اليوم ها قد بدأ ذلك الالم يجتاحه مجددا تلك الاصوات
في دماغه تعلو اكثر فأكثر:
انت لازم تقتلهم تقتلهم.
حرك رأسه بالنفي يحاول المقاومة.
امشي لاء مش هتغلبني انا اقوى انت خيال وبس.

Flach Back:
في صباح احد الايام كان كيان يدخل الى المنزل بخوف وجد والديه جالسين دنا منهما و فتح حقيبته واخرج منها ظرف وقال ببطئ:
بابا اتفضل.
نظر اليه مهاب بحيرة وقال:
ايه ده.
كيان بتردد:
ده ده استدعاء من المدرسة.
اجلال بغضب:
عملت ايه يا قليل الادب.
كيان بكره:
معملتش حاجة انتي السبب المعلمة بهدلتني قدام صحابي بسبب الرسمة لي اتبلت بسببك وعايزة تحكي معاكو.
مهاب بهدوء:
ماشي روح انت دلوقتي وانا هتصرف.

رحل كيان وهو يرمق والدته بحقد دفين لايلائم طفلا في سنه ابدا
اجلال بحيرة:
ماله ده بيبصلي كده ليه كأني قتلالو قتيل.
مهاب بغضب:
ياما قلتلك عامليه كويس بلا ماتقسي عليه بس انتي مابتسمعيش اتفضلي وبكرا تروحي المدرسة تشوفي عايزين ايه.
اجلال برفض:
نعم ! انا مش فاضية انت لي روح.
مهاب مبررا:
بكرا ورايا شغل مش هقدر وهتروحي يعني هتروحي.
اجلال: ماشي اما نشوف آخرتها ايه.

كان يسمع حواراتهما وتساؤلاته تزداد لماذا والدته هكذا.
بعدها في صبيحة اليوم التالي كانت إجلال تسحب كيان من مقدمة ملابسه لم تراعي منظره امام اقرانه حتي:
امشي قدامي انت بتعمل المشاكل وانا اخلي اشغالي بسببك امشي.
وصلت الى مكتب الاستاذة امل و افلتت ياقته وقف امامهما خافضا رأسه بحرج.
امل: اهلا يا مدام اتفضلي.
اجلال: اهلا بيكي.
امل: انتي ام كيان مش كده.
اجلال: ايوه يعني.
امل باستغراب: ازاي يعني.

اجلال: ها ماتركزيش معايا جامد ها انتو بعتو الاستدعاء ليه.
امل: بصي يا مدام كيان ولد ذكي بس عايزة اسألك سؤال انتي شفتي الرسمة بتاعو صح!
اجلال بلامبالاة: ايوة شفتها بس نسيتها انتي بتسألي ليه حضرتك.

امل: طب بما انك مركزتيش في الرسمة انا اقلك رسم ايه، رسم اختو وابوه وانتي كعيلة سعيدة لوحدكم وانتو بتضحكو و رسم نفسو في الزاوية بعيد عنكو ووحيد و ملامحو جامدة وهو بيطلع فيكولما سألتو ليه رسمت كده قالي انا بحس كده انا وحيد
و انا منبوذ.
اجلال: ودي حاجة تحير اوعك تقوليلي بعتيلي الاستدعاء عشان كده!؟

امل بنفاذ صبر: بصي يا مدام كيان دايما صحابو بيضحكو عليه ويتنمرو على لبسو لي مش نظيف ومرتب. انا بعتلك الاستدعاء عشان تهتمي بيه شويا امبارح ورقة الامتحان جابها مبلولة ودايما كتبو مقطعين.
اجلال: مايهمنيش وفيها ايه ادولو صفر في الامتحان عادي.
امل بعصبية: بكرا يجيلي ابوه اقدر اتفاهم معاه.
Back.

نصيبك بقا تعمل ايه.
قالها لنفسه بسخرية وهو يغمض عينيه عله يغفى بدأت يديه بالارتجاف وذلك الصوت داخله يرتفع اكثر.
لازم تقتلهم لازم مايستهلوش يعيشو. وضع يديه على اذنيه وهو يصيح بتعب:
لاء لاء لاء اخرس اسكت بقا.

استيقظ في صباح اليوم التالي وهو يشعر بثقل في رأسه بالكاد استطاع رفعه فتح عينيه ببطئ مهلا هذه ليست غرفته
ايه ده دي اوضة نبض.
سرعان ماانتفض من مكانه باحثا عنها وهو يتسائل ما الذي جاء به الى هنا ضغط على رأسه بتفكير
وبعد مدة فتح عينيه بصدمة قائلا:
هي فين لتكون قالت حاجة
توجه خارج الغرفة مسرعا مناديا عليها فخرجت والدته من المطبخ قائلة:
سيبها يا ابني هي في أوضتي.
أياز بتوتر:
وهي بتعمل ايه عندك.

اجابته احسان:
امبارح بليل جت لعندي كانت شايفة كابوس وحش فخافت وجت نامت عندي انا محستش بيها غير الصبح لقتها فايقة وسألتها فقالت الكابوس كان وحش جدا قريت عليها
لحتى نامت بس كل شوية جسمها بينتفض و بتهمهم بكلمات مافهمتهاش.
أياز وقد شعر بالراحة:
اه فهمت تمام سبيها ترتاح وانا رايح اشوفها.
ماشي بس ماتقساش عليها الفترة دي انت جيت
عليها جامد.
أياز بإيجاز: ماشي ماشي. وقال بينه وبين نفسه.

لازم اعاملها كويس الفترة دي لاني بحاجتها معايا.
ثم سار بهدوء الى غرفة والدته بعد ان غسل وجهه بالماء البارد ليفيق اكثر.
كانت هي قد استيقظت بعد ان قضت ليلة مرعبة لن تنساها.
هو ماكانش فوعيو كده بس. عقله مكنش موجود.
تقدمت لتفتح الباب وتخرج وفي نفس اللحظة وجدته امامها تسمرت مكانها خافضة رأسها لاسفل مردفة بارتجاف:
صباح الخير.
رفع حاجبيه بتعجب وقال:
صباح نور ماما قالت انك تعبانة فجيت اشوفك عاملة ايه.

ثم امسكها من كفها وسار بها ناحية السرير وجلس طالبا منها الجلوس شعر بارتجاف كفها بين كفيه فقال:
اهدي انا مش هعملك حاجة امبارح بجد ماكنتش في وعيي بس خلاص انا بجد ندمان وقرفان من نفسي.
رمقته بحيرة ثم سرعان ما اومئت بايجاب:
ماشي.
انتظرت ثواني وبعدها قالت:
عايزة اقولك حاجة.
ابتسم بهدوء:
قولي.
اردفت برجاء حقيقي:.

بلاش تعمل كده تاني ارجوك و انا اوعدك مش هزعلك او اعصبك تاني بس بلاش انا كنت هموت من الخوف اضربني براحتك بس كده لاء.
بدات دموعها تنزل فور تذكر موقف امس.
سحبها اياز لاحضانه وهو يقول بندم زائف:
والله اسف بجد اعذريني مكنتش واعي.
حملقت به بصدمة هل اعتذر منها الان؟ غمرتها السعادة وقالت بتأثر:
ماتتأسفش انا مش زعلانة منك حقيقي.
رمق تلك الساذجة وود لو انفجر ضاحكا في وجهها وقال بعد ان تمالك نفسه:.

طول عمرك طيبة. واكمل بهمس:
كده هتتخرس باقي اعمل حاجة بس.
ثم قام من امامها تبعته بعينيها ومازالت اثار الصدمة بادية على وجهها هل تحققت ادعيتها وتغير؟
يارب يكون اتغير يا رب.

جالسة امام البحر في مكان منعزل تشتم هوائه العليل لعله ينعش روحها لم تزر البحر منذ مدة.
ياه الراحة لي انا حاسة بها دلوقتي عندي زمان
وانا محرومة منها.
اغمضت عينيها باستمتاع محاولة تصفية ذهنها من اي فكرة قد تعكر صفوها الآن لكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن فما ان فتحت عينيها حتى انتفضت من مكانها هاربة كم مر عليها من الوقت ولم تره والآن رأته رأته لكنه ليس لوحده هو مع.

فتاة تشبه عارضات الازياء جميلة ملامحها مليحة.
اهدي ربنا هيعوضك بلي احسن منو.
قالتها براءة لنفسها و سرعان ما عادت ادراجها واتجهت نحوهم تقدمت منهما بكل هدوء واردفت:
السلام عليكم.
رمقاها بحيرة ثم سرعان ماتوترت ملامح ذلك الشاب فهو في حياته يعرف واحدة منتقبة فقط.
فقالت الفتاة: هاي بس انتي مين هو انتي تعرفينا.
لاء بس اعرف الاستاذ يوسف معرف قديمة.
استدارت الفتاة الى ذلك الشاب قائلة بمياعة:.

مش تعرفني يا بيبي وبعدين انت تعرف الاشكال دي منين.
يوسف بتوتر: دي كانت طالبة عندي فالكلية العام الماضي.
حاولت براءة تهدأة نفسها وقالت:
مبروك انت اخترت لي تليق بيك فعلا يا يا استاذي.
واستدارت مبتعدة قبل ان تضعف امامه فاخر شئ تريده هو ان يري ضعفها.
يوسف بمراوغة:
سيبكي منها يا حبيبتي مالناش دعوة.
الفتاة: انا استغربت انك تعرف الاشكال البيئة دي.

يوسف: لاء بس هي كانت بتدرس عندي و بعدها سافرت اكيد لما شافتني قالت اسلم عليه وبعدين هنقضي اليوم كلو واحنا بنتكلم عنها ولا ايه سبينا في لي احنا فيه.
قالها وهو يقترب منها وبعدها اطلقت هي ضحكة
رقيعة ثم إدعت الخجل قائلة:
الله بقا مش هنا اما نروح شقتك يقولو علينا ايه دلوقتي.
كانت براءة تسير بسرعة ودموع تغطي عينيها وماان وصلت الى المنزل حتى ارتمت في فراشها تبكي بحرقة ما ذنبها لا احد يختار شكله.

مش ذنبي اني كده ليه الكل جاي عليا.
اتجهت الى المرآة تمعنت النظر في وجهها هي ليست بتلك البشاعة لما يشمئز منها كل من يراها اغمضت عينيها بوجع قائلة وهي تتلمس تلك البقع بأناملها:
لا اعتراض على حكمك يا رب بس انا تعبت انا مش مخيفة للدرجة دي ليه الكل بيسيب جمال روحي و بيبص لشكلي انا مش وحشة لدرجة دي شوية بقع دمرت حياتي بعد ما فكرت اني لقيت شريك حياتي سابني عشان وشي ليه كده ليه طب انا غلطت ف ايه.

في ايه يا براءة من امتى وانتي ضعيفة كده لاء انتي بنت قوية ومش ده لي هيهدك. انا لازم الاقي حاجة اشغل بيها نفسي بكره هفتتح المصلى لازم اشغل نفسي. مش هفكر فيه.

بعد فترة نزل اياز بعد ان اتفق مع براء ان يلتقو في المقهى الخاص بالحي وما ان وصل الى براء حتى انفجر ضاحكا:
اه يا بطني خلاص مش قادر.
رمقه براء بحيرة وتساءل:
في ايه ياعم انت بتضحك مثل المجانين كده ليه وبعديين انت عملت لي قلتلك عليه.
قال أياز بعد ان تمالك نفسه:
مافيش ماتشغل بالك دلوقتي رايح اشتريه.
براء: هايل.
اياز: مع اني عارف انها غبية مش هتفلح فاي حاجة بس يلا انا هعلمها.

ثم اكمل باهتمام: قولي صحيح هو انت ناوي تتقدم امتى.
غمز براء بوقاحة وقال:
اما اطلق الاول بعدها اتقدم. يرضيك اقعد الفترة دي كلها محروم من الشهد.
اياز بذهول: يخرب بيتك انت مبطلتش شغل العرفي ده.
براء: حرام نتبطر عالنعمة يا عم.
ثم انفجرا كلاهما ضاحكين واردف براء قائلا:
يلا مراتي مستنياني يا بيبي.
الله يقرفك غور.
غيران يا بيبي ماتشوفلك وحدة انت كمان تهديد صغنن كده وهيترمو تحت رجلك.

اياز: مش فاضي دلوقتي اما نكمل شغلنا الاول.
براء بشر: كملنا تاني خطوة فاضل وحدة بس.
أياز: ايوه ما فضلش كتير بس انت عليك دماغ يا اخي الشيطان بيتعلم منك.
براء: ايوه يا برو انت اتفرج وبس.
أياز: انت هتروحلهم امتى.
براء: بكرا اتفقنا على بكرا. الا قولي صحيح انت ازاي متأكد انو وتين هتيجي لاختك النهاردة.
اياز: لو كنت اعرف إباء شوية فهيطلب من كيان يبعت اختو لحتى يطمن على نبض زي ماقلتلك.

جالسة في غرفتها تفكر في ما قاله لها اخوها هذا الصباح لا تزال مصدومة الى الان.
يا رب يكون فعلا بدأ يتغير انا من النهاردة هحاول اقرب منو هنسى خوفي صعب انسى بس هحاول.
وظهرت ابتسامة امل رقيقة على شفتيها. بعد مدة دخل اياز الى غرفة نبض بعد ما رحل براء.
انتي بتعملي ايه
ولا حاجة قاعدة بس.
قربي انا اشترتلك حاجة هتعجبك.
همست بينها وبين نفسها:
لاء كده كتير الصبح يعتذر ودلوقتي بيشتريلي هدية؟
دنت منه بحذر:.

مافيش داعي ليه تتعب نفسك انا.
قاطعها قائلا:
لاء مفيش تعب اتفضلي.
جحظت عينيها بصدمة هل اشترى لها هاتف.
هو انت كويس مش سخن ولا حاجة.
قهقهة عاليا وقال:
ليه لما اشتري لاختي حبيبتي حاجة ابقا سخن انا بوعدك اني هتغير عشانك يا نبض.
نبض بتردد: وعد.
اياز بمكر: وعد يا نبضي.
بس انا مااعرفش استعملو
اقعدي انا هعلمك عليه.
ثم اضاف بغموض:
تصدقي فتحتلك حساب وفيكي تضيفي وتين وتدردشو مع بعض.
ضحكت بسعادة قائلة: بجد شكرا شكرا.

يا مجنونة مفيش وحدة تشكر اخوها.
ثم راح يعلمها كيفية استخدامه.

خارج الحي كانت وتين تسير في الشارع بهدوء فأستوقفها شئ لفت انتباهها غيرت طريقها وتقدمت من تلك الواقفة هناك
لو سمحتي ممكن اسألك سؤال.
استدارت براءة لتجد امامها فتاة انيقة المظهر وذات ملامح هادئة ابتسمت براءة من خلف نقابها واجابت:
ايوة اكيد اتفضلي.
انتو بتعملو ايه هنا هتفتحو ايه.
براءة بحماس:
انا انتقلت هنا جديدة و قررت افتح مصلى هنا احفظ فيه القران وبعطي دروس دينية للبنات لي هنا.

فكرت وتين بشيء ما ثم قالت:
انتو محددين سن معين ولا لي عايزة تسجل تسجل.
براءة: لاء مش محددة و لي عايزة اكيد الباب مفتوح ده بيت ربنا. ويومين كده و هفتحو لانو لسا بكمل تجهيزات اهم بينقلو السجاد و المصاحف اضبطو بس ونبدأ
وتين بسعادة: شكرا بجد وانا هحاول اقنع اهلي
واسجل و هجيب صحبتي كمان ينفع؟
براءة: تمام اه اكيد يا هو انتي اسمك ايه
وتين وانتي.
براءة يا حبيبتي.
تشرفنا يا استاذة.

ثم عادت ارجائها الى منزل نبض لتقنعها بالتسجيل وصلت اليهم وطرقت الباب بروية.
احسان: حاضر جاية اهو.
وفتحت الباب مردفة:
ايه ده اهلا اهلا يا حبيبتي كده تغيبي المدة دي كلها ماتزوريناش اتفضلي يا بنتي.
وتين بحرج: ماتاخدنيش يا طنط والله مشاغل بس وانتي عارفة بابا النهاردة صعب لحتى اقنعتو.
احسان: عارفة يا حبيبتي اتفصلي اقعدي.
وتين: لا انا هروح اشوف نبض دقيقة و اروح.

احسان: ماشي يا حبيبتي. نبض يا نبض تعالي شوفي مين لي جه.
تقدمت وتين من غرفة نبض التي فتحت الباب و تهلل وجهها بسعادة و هي ترى صديقة طفولتها احتضنتها بحرارة:
اهلا اهلا يا حبيبتي وحشتيني اوي.
وتين بحب: يا قلبي انتي بس والله غصب عني انتي عارفة بابا مش بيسبني اطلع.
نبض: يلا نقعد عندي حاجات كتير اقولهالك.
وتين: تصدقي والله وانا كمان.

على قارعة الطريق كان كل من إباء وكيان يسيران جنبا الى جنبا يتحدثان بهدوء فاردف إباء بحذر:
بص يا كيان انت لازم بجد تروح تشوف دكتور لانو وضعك بيتأزم مع مرور الوقت.
كيان بهدوء:
لاء انت غلطان.
إباء ببطئ:
انا حجزتلك النهاردة عارف كان لازم اقولك بس.
ساد الصمت بينهما لفترة طويلةوفي لحظة تغيرت معالم وجه كيان كأنه شخص آخر ومن دون سابق انذار لكم كيان إباء لكمة اوقعته ارضا وقال:
انا مش مجنون.
إباء بعصبية:.

شفت كلامي كان صح انت بقالك مدة مش طبيعي تكون تضحك وتهزر بعدها تسكت او تضرب لازم تروح جايز كلامي يجرحك
دلوقتي بس لازم اقولهولك انت بقيت مش طبيعي ماضيك دمرك لازم ترجع تبني نفسك قبل ماتتجنن.
مد كيان يده للإباء رافعا اياه من على الارض وقال بهدوء كأنه ليس هو من كان واقفا امام اباء منذ قليل:
جايز كلامك صح بس انا مش مجنون مستحيل اروح. سلام.
اولاه ظهره وسار بشرود لم يشعر بنفسه الا وهوجالس امام قبرها.

مش انتي كنتي دايما بتنصحيني ليه دلوقتي ساكتة قومي قوليلي اعمل ايه قومي انا ضايع تايه مش لاقي حد ياخد بايدي ليه الكل جاي عليا
اغمض عينيه في محاولة منه لتنظيم انفاسه اللاهثة جاء خيالها بين عينيه ترمقه بشماتة.
لازم تقتلها لازم هي السبب ايوه هي.

يشعر بالاختناق لم يعد يستطيع اسكات ذلك الصوت اكثر توجه الى منزله وصورتها بين عينيه مظهره مخيف عينيه مثبتين لامام لم يرمش له جفن عرقه النابض بارز صدره يعلو ويهبط بهيجان
ضحك بتسلية:
ايوه لما هي تروح هنسى اكيد.
دخل الى الداخل يجوب بعينيه المكان ييحث عنها وجدها موليه ظهرها واقفة في المطبخ.
هاي انتي.
انتفضت من مكانها واستدارت اليه ارتجفت بخوف مظهره ليس مريح ظلام بنيتيه اخبرها بانه ينوي سوءا.

خير عايز ايه لتكون امك حبيبتك وحشتك.
قالتها و رسمت على شفتيها ابتسامة بلهاء
ضحك بتسلية وقال:
اوي اوي.
حشر جسدها بين يديه والثلاجة وامتدت يداه الى رقبتها يضغط عليها بقوة وهو يضحك بتسلية:
ايوه غوري كده هقدر انسى.
تحول وجهها الى الازرق ظنت انها النهاية لكن والده اللعين دفعه بقسوة وصفعه صفعة كانت كفيلة لتفيقه.
كيان بتيه:
في ايه هو انا عملت ايه انتو بتبصولي كده ليه.
نظرا اليه بدهشة واردف مهاب:.

هو انت اتجننت انت مش فاكر كنت هتعمل ايه انت شويا وكنت هتقتلها.
اجاب بهدوء يحسد عليه:
لاء ليه اقتل مين انا مش قاتل انتي زرقة كده ليه؟
انت مش طبيعي اطلع برا.
كسا الجمود وجهه و خرج بعد ان ضرب الباب خلفه بقوة سار هائما في الطرقات ووصل الى العيادة لقد اقنتع بما قاله إباء سار بتردد يقدم قدم ويؤخر اخرى.

جلس ينتظر دوره حتى سمع اسمه دخل بهدوء وجلس لم ينطق بكلمة ينظر امامه فحسب راقبه الطبيب وهو يتفحصه بهدوء بدا عليه التعب، الشرود احمرار عينيه آثر الصمت وجعله هو يعرف عن نفسه. مرت ساعة كاملة استدار للطبيب الذي احترم
رغبته في السكوت وقال بتشتت:
قالولي انت مش طبيعي
ابتسم الطبيب في وجهه وقال:
ومين قال كده.
كيان بحزن طفولي لم يخفى عن الطبيب:
هما قالو انا كنت بحبهم بس هما لاء.
فحصه الطبيب بنظرة شاملة ثم سأله:.

عايز تقول ايه.
رمقه كيان بحيرة:
مش عارف حاسس دماغي فاضي مفهش فكرة.
لاحظ الطبيب اهتزاز حدقتي عينيه بتشتت اضافة الى ارتجاف يديه باستمرار. دون بعض الملاحظات وقال:
علاقتك بعيلتك عاملة ازاي.
كأنه رش الملح على الجرح انتفض من مكانه قائلا بغضب:
انا عايز امشي بطلت مش هتعالج.

اهدى تمام هتمشي بس اسمعني الاول انت لازم تتابع معايا انت مش مريض انت بس عندك ماضي مش راضي يسيبك بيحاول يرجعك لورا اقعد وانا هفهمك مش هضغط عليك.
اومئ له كيان باستسلام فهو بالفعل متعب يحتاج لشخص يسمعه وينصحه بدأ في سرد لقطات من طفولته، مراهقته، شبابه. تلك الاصوات التي لاتنفك تغادر مخيلته ذلك الظل اللعين الذي يبتسم في وجهه بتحدي. شعر كيان ببرودة تجتاح جسده وقال:
تفتكر اسوء حاجة ممكن تواجه طفل ايه.

اجابه الطبيب بعملية: يعيش في وسط علية بتكرهو.
ضحك كيان ملئ فمه وقال:
لاسف جوابك غلط اسوء حاجة انك تعيش وسط عيلة متكنلكش اي مشاعر حتى الكره! كأنك شفاف.
قال الطبيب بهدوء:
قبل اي حاجة عايزك تعرف انو اي كلمة تقولها هتفضل بينا لانو من مبادئ شغلي السرية فأحكي براحتك من غير ماتخاف
قال كيان وهو يشعر بالوهن:.

انا حاسس اني وحيد بالرغم لي عندي اهل صحاب بس مش قادر انسى حاولت اتأقلم بس ماقدرتش نفسي اضحك من غير مااخاف انا بقيت بخاف افرح حتى لاني بعدها عارف انو فرحتي مش هتكمل او انها مجرد كذبة زي حياتي حلم وهفيق على كابوس.
تنسى ايه بالضبط في حاجة حصلتلك مدايقاك
كيان بخوف:
هو انا لو حكيت هخف هرجع طبيعي
الطبيب بتشجيع:
اكيد وهتتغير وهطيب والاهم من ده هتعيش طبيعي علاجك بايدك صدقني.

التمعت عيني كيان بأمل هل سيعيش بشكل طبيعي كٱن شيئا لم يكن كل هذه التساؤلات تدور في رأسه.
كيان بتردد:
ماشي هحكيلك.
ابتسم كيان بشجن وقال بتقطع:
كنت طفل صغير جدا عندي ام واب و اخت اصغر مني بابا كان بيحبني و بيكره اختي لانها بنت وهو مبيحبش خلفة البنات و امي كنت بتمنى بس تحس بوجودي بس هي مكنتش ام بشوفها وحش بتضربني في الرايحة والجاية تستغل غياب بابا وتحبسني في.

الظلمة حتى برا البيت في الليل تخلني ابات قدام الباب كنت دايما بقول يا ريت تموت لحتى ارتاح عارف بعدها انا بقت عندي ام تانية ايوه بس سابتني زي اي حاجة حلوة كنت بحبها.
رفع رأسه ناظرا الى الطبيب الذي يصغي اليه باهتمام وقال بكآبة:
سبق وقولتلك اني بقيت بخاف افرح فرحت لاني لقيت ام بتحن عليا وبتحبي بس ماتت.
قال عبارته وقد بدأ صوته بالاختناق. نظر اليه الطبيب بتمعن وهو يرى تغير ملامح وجهه للمرة الثانية وقال:.

هي كانت بتعاملك كويس؟
ضحك كيان من بين دموعه وقال:
دي كانت بتقولي ابني حبيبي الكلمة دي كنت بتمنى اسمعها و هي لبت طلبي. فاكر مرة كنت مروح وانا بعيط رحت لماما
قلتلها ماحضرتيش حفل التكريم ليه راحت مسكاني من كتافي جامد و قلتلي انا مش امك فاهم مش امك مركزتش معاها لاني كنت بفكر انها بتتريق بس.
اكمل بارتجاف: عارف شعور انك تحس نفسك غريب ببيتك تشوف نظرات الكره من والدتك.

وزع انظاره بتشتت على ارجاء الغرفة وهو يقول بخوف والدموع تطفر من مقلتيه:
هي مش سمعاني صح مش هتضربني او تحطني فوق الخزانة انا ماقلتش كلمة غلط.
تدخل الطبيب بعد ان راى حالته تلك راى امامه طفل بأتم معنى الكلمة وقال:
اهدى خد كاس المية ده محدش هنا هيسمعنا ماشي.
كيان: بعدها عرفت سبب كل حاجة.
اغمض عينيه بألم والذكريات تلاحقه كنت بقول يمكن الوقت كفيل يحنن قلبها عليا بس وقف فجأة والجمود يكسو وجهه.

انا عايز امشي كفاية كده.
اومئ الطبيب بموافقة وقال بثقة:
بس هترجع اكيد
هشوف، عن اذنك.
تابعه الطبيب بعينيه ثم نظر الى تلك. الملاحظات
نسيان، غياب الافكار، خوف، طفولة، غضب، هدوء،
كره ام، فقد احبة
وكتب فوقها مريض شيزوفيرينيا.

تبادل كل من وتين و نبض الهموم و اظافت نبض وتين على حساب الفيس خاصتها ثم تذكرت شيئا.
وتين: تعرفي انو فتحو مصلى للبنات هنا في الحارة جديد وهيفتتحوه قريب وانا سألت الاستاذة هناك قالتلي انو ينفع نسجل.
ابتسمت نبض بتمني وقالت:
يا ريت كان ينفع بس انا بعافر لحتى اقول كلمتين اكيد مش هتوافق.
زفرت وتين باحباط وقالت:
هسألها يمكن توافق باين عليها طيبة. ان شاء الله تقبل يلا انا صار لازم امشي.

نتواصل عالفيس يا حبيبتي.

•في المساء تجهزت وتين فقد شارف براء وعائلته على الوصول.
اجلال: واخيرا هشوفك عروسة يا حبيبتي.
رسمت وتين ابتسامة رغما فهي اعادت التفكير قرارها لكن والدها لن يعيد التفكير ازدادت دقات قلبها عند سماع دقات الجرس
اجلال: اهو الظاهر هما.
اقتربت من الباب تستمع الى احاديثهم تقدمت منهم على استحياء والخجل يكاد يقتلها القت التحية على كل شخص وجلست بجانب.

والدتها تم كل شئ بسرعة كانت تنتظر ربما يأتي كيان ينقذها من هذه الزيجة فهي بدأت تشعر بالندم لكن هيهات. استطاع براء ان ينال رضا الجميع مثل الادب ببراعة.
اجلال: باين عليه ابن حلال وهيسعدك حتى ابوكي حبو.
وتين: ها اه واضح بس مامتو خايفة منها باينها صعبة جدا.
تذكرت محاولة تقربه منها حينما تركا وحدهما للتعرف اكثر لم ترتح له مطلقا.
كيان: خير متجمعين كده ليه.

اجلال: انت اتأخرت ليه وابوك منبه عليك تحضر لانو براء جه طلب ايدك اختك.
كيان ببرود: عادي مليش فتجمعات العائلية دي
اجلال: برودك ده هيجلطني.
كيان مغيرا مجرى الحديث: انتي زرتي نبض
ايوه هي كويسة بس اخوها الله يكسر ايدو ضربها جامد.
اجلال: وانت بتسأل ليه اصحك تكون ناوي تتجوز البنت الخرساء دي.
وتين: عيب يا ماما. وبعدين دي حادثة بس. عايزة اتكلم معاك فحاجة يا كيان.
كيان: معنديش وقت دلوقتي بعدين.

رمقته بخيبة واتجهت الى غرفتها. اما هو توجه الى الخارج يفكر في حل لحالته.
إباء: ها طمني اختك قالتلك ايه.
كيان: قالت كويسة ماتقلقش.
إباء: الحمد لله. كيان انت فكرت في موضوع
الدكتور.
كيان: ايوه فكرت بعد مااتعالج هسافر هبعد مش قادر اتحمل نظرات وتين ولا وجودي جمب اكثر انسانة بكرهها خلاص اتخنقت.
كان يتحدث بانفعال شديد حاول اباء تهداته لكنه لم يستطع دفعه كيان بعنف و رحل راكضا يتلفت بكل قلق كأن احد يركض ورائه.

وجد نفسه واقفا امام العيادة دخل والدموع تملأ عينيه
رايح فين يا فندم في حجز مسبق؟
لم يرد بل دخل مباشرة.
اسفة يا دكتور بس مقدرتش امنعو
اشار لها بالخروج. وراح ينظر الى كيان الذي يبدو في عالم اخر قرر هذه المرة مقاطعة شروده قائلا:
انت عندك رغبة تتعالج.
انا مش مجنون.
ابتسم الاخير بهدوء وقال:
الي بيلجأ للعلاج النفسي مش مجنون انما حامل تقل عايز حد
يشيلو معاه.
اومئ كيان بهدوء وقال:.

داخل دماغي في اصوات مش قادر اسكتها احيانا بشوف خيالي وانا صغير يقولي لازم تقتل لي دمر حياتك. انا مش قاتل بس عايز انتقم الصبح قالولي اني كنت هقتلها بس انا مش فاكر.
تنتقم من مين.
من ما. مش قادر حتى اقولها ماما
وحدة وحدة ايه رأيك كل جلسة تحكيلي عن شخص.
ماشي.
قرر الطبيب ان يؤجل اخباره بماهية مرضه حتى يعرف حالته اكثر اولا.

في المساء دخلت نبض الى غرفة اياز تبحث عن دواء الم الرأس
وجدت قرصا هناك فابتلعته دون التاكد من انه هو ما تبحث عنه
راحت احسان تبحث عن ابنتها وجدتها واقفة على الشرفة
جحظت عينيها بخوف ثم راحت تصرخ اياز
الحق اختك هتنتحر.
استدارت نبض لوالدتها تضحك ببطئ لا تيدو واعية اطلاقا
وقالت: انا هطير اهو بصي بابا هناك جه ياخدني.
تجمع كل من في الحي ليثنوها عما ستفعله فقد ظنو انها.

تريد الانتحار لم يعلمو ان تلك الاقراص التي تناولتها هي
اقراص مخدرة! وضعت قدمها في الهواء و فجأة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة