قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الخامس

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الخامس

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الخامس

شاء القدر ان يمنحها فرصة اخرى للحياة فقد تأرجحت ساقطة الى الوراء قائلة بضياع وهي تلوح بيدها مودعة:
مفيش نصيب اني اروح معاك دلوقتي يا بابا جايز يجي يوم واجيلك.
واغمضت عينيها بتعب مستجيبة الى تلك الدوامة السوداء ترغب في النوم نوم بلا استيقاظ وهي تشعر بارتخاء اعصابها بسبب تأثير تلك الحبوب. دنت منها احسان محاولة افاقتها فقالت نبض بتعب:
عايزة انام سيبيني ولا اقولك خليكي جنبي انا بخاف لوحدي.

قومي يا حبيبتي اوديكي اوضتك قومي.
اسندتها احسان حتى اوصلتها الى السرير تاركة اياها تهلوس
باشياء غير مفهومة وراحت تبحث عن اياز فلم تجده.
هو ده راح فين؟
اتصلت به على الهاتف فانتظرت قليلا حتى اجاب:
يا اياز الحق انت فين.؟!
خير في ايه انا قاعد عند براء.
اختك مش عارفة مالها بعثتها لاوضتك تدور على دوا وجع راس لقيتها واقفة هتنط من البلكونة.
انتفض من مكانه كمن لدغته افعى وقال:
انا جي حالا.

ماشي مستنياك لانو الناس واقفة عند الباب عايزة تعرف في ايه.
اغلق الهاتف واطلق سبة بين شفتيه تقدم اليه براء مستفهما:
خير في ايه.
ال نبض الظاهر اكلت من البرشام لي عطتني ياه امبارح
وفيها ايه خليها تفرهد عن نفسها شويا.
الظاهر دماغك اتلحست مش فايقلك انا رايح وهتعوضني
ببرشام تاني عايز اروق مزاجي النهاردة بليل لما اتفرج الفيديوهات وبعدها ابقى احكيلي لي حصل في بيت كيان.

ماشي روح انت دلوقتي بس فكر في العرض لي قدمتوهولك
يا ابني انا اخري اتعطاها بس مليش في شغل البيع والترويج.
بس انت شغلك خفيف تحاول تقنع شباب الحي هنا كده بس.
عارف لو كيان عرف انت بتعرف انو من قوانين الحي ده ممنوع بيع المخدرات هنا.
مش هيحسو بحاجة متخافش وهيطلعلك مبلغ كويس.
هفكر واقولك يلا سلام.

جالسة تفكر في مصير حياتها مع خطيبها كيف سيكون يبدو من الصعب التعامل معه لكن هل سيكون ارحم من والدها:
سارحة فإيه يا حبيبتي.
قالتها اجلال وهي تمسح على شعرها. استدارت لها وتين
مبتسمة بايجاز واردفت:
رأيك في براء وعيلتو ايه انا صليت استخارة بس مش مرتاحة.
حاسة بنغزة فقلبي مش عارفة ليه.
استهدي بالله يا حبيبتي سيبي كل حاجة لربنا هترتاحي بس لو تسمعي كلامي وافقي دي فرصتك.

هحاول و عايزة لما اتكلم مع بابا تكوني واقفة معايا.
ماشي زي ما انتي عايزة.
خرجت والدتها وتركتها شاردة في افكارها ثم حملت هاتفها
وراحت تبحث عن صفحة براء على الفايسبوك فوجدتها
ابتسمت برضا ممن ما رأته صفحة نظيفة تماما محترمة حتى الاعجابات والتعليقات لا توجد فتاة واحدة منشوراته دعوة للدين و الرفق بالقوارير.
جايز تكون خلاصي انا بقالي خطوة وحدة و هتأكد.
ثم بعثت رسالة الى نبض محتواها:.

نبض حبيبتي انا عايزة منك خدمة انتي عارفة انو براء اتقدملي وهو رفيق اخوكي عايزة يعني تسألي اخوكي عنو.

وصل اياز الى المنزل ورأى ذلك الجمع الغفير الذي يريد فقط تقطس الاخبار ونشرها ووصل اليهم قائلا:
خير في ايه لكل ده.
كنا عايزين نطمن على اختك لانها كانت هتقع من فوق.
هه واضح، اطمنو مافيش حاجة ومحدش ليه حاجة عندنا يلا امشو من هنا.
عجايب ربنا يثبت علينا العقل والدين.
دخل وهو يغلي من الداخل توجه الى غرفتها و راح يهزها بعنف:
انتي ايه فضحتينا بين الناس يقولو عليكي ايه دلوقتي.

كانت هي غير واعية لم تتخلص بعد من تأثير تلك الحبوب وراحت تقول بثقل:
في ايه لكل ده انا بس كنت عايزة اطير.
رمقها اياز بضيق فهو يعلم انها ليست في وعيها.
اتخمدي اما تصحصحي هرجعلك.
ابتسمت هي بسخرية واغمضت عينيها لترتاح فهي بدأت تشعر بتشنج جسدها وبعض الالام.

الحب عندما يأتي لا يستأذن احدا بل يدخل صدفة الى قلب المرء قد تخطفك ابتسامة عابرة فتتيه في تفاصيل صاحبتها
داخل منزل إباء كان كالطير الجريح قلبه ينتفض داخل
اضلعه بعنف كان اول من رآها فوق الشرفة تحاول رمي نفسها راح يزرع الغرفة ايابا وذهابا حتى دخلت والدته.
في ايه يا ابني قلقتني عليك احكيلي جايز ترتاح.
ابتسم في وجهها بحب دنا منها طابعا قبلة على كفها وجبينها وقال:.

هحكيلك يا ست الكل بس قوليلي اعمل ايه انا احترت.
قالت بحنو وهي تربت على كفه:
احكيلي وانا سمعاك مع اني عارفة مالك.
رمقها باندهاش وقال:
وانتي عرفتي منين.
ابتسمت بمكر وقالت:
وهو في حد بيقلب كيانك ويخليك مش عارف تعمل حاجة غير نبض يا ابني انا عارفة انك بتحبها بس نعمل ايه اخوها الله يهدي مش هيوافق.
زفر باحباط وقال:
طب اعمل ايه انا كل يوم بتعب اكثر من اليوم لي قبلو
وهي حتى ماعرفتنيش مش قادر اتقدم و مش قادر ابعد.

القرب ذل و البعد عذاب اعمل ايه لو اتقدمتلها مش هيوافق.
طب حاول جايز يوافق محدش يعرف.
مستحيل ده بيكرهني كره العمى انا شايفها بتتعذب ومش قادر احميها انتي مشفتيهاش كانت مضروبة ازاي واليوم شفتها كانت هتنتحر.
قالت بشئ من الغموض:
انا اقولك تعمل ايه مع اني مش واثقة بس ده الحل الوحيد هو حل هيفيدك بس هيأذي نبض اوي. ولو وقع الاختيار مابينكوانتو الاتنين اكيد هختارك انت.
وبعد مدة قام إباء يصيح برفض:.

نعم انتي بتقولي ايه يا ماما مستحيل اعمل لي بتقوليه ده بقولك عايز اريحها تقوليلي ادفنها بالحيا.
اردفت هي ببرود:
براحتك بس لما تشوف حد غيرك اخدها ماتجيش تشتكي بعدين.

دخل كيان الى غرفة وتين بعد ان سمحت له بالدخول.
عاملة ايه يا حبيبتي بقالك فترة مش تكلميني ليه انتي مخصماني.
ابتسمت وتين في وجهه بهدوء وقالت:
انت لي خاصمتني مش انا، بس انا عمري مازعلت منك
لانك ابويا مش اخويا يا كيان انت لي ربتني علمتني الصح
من الغلط في الوقت لي ابويا كرهني هتوحشني يا كيان بجد لما اتجوز.

قالت عبارتها وهي ترتمي بين احضانه وعبرات الحب الصادقة تترقرق وتنساب من مقلتيها، تخشب كيان لوهلة فهذا الوضع لايجوز لكن مشاعره غلبت منطقه رفع كفه يربت على شعرها بحنان وقال بصوت متحشرج:
طب ماتتجوزهوش ماتوافقيش يا وتين.
صعب لو فضلت هنا هنتحر مش قادرة اكمل هنا كنت انت مصبرني على عمايل بابا بس اتغيرت.
غصب عني والله انا مابعدتش برضايا صدقيني.
طب احكيلي ليه اتغيرت كده.
انا انا اتغيرت لانو انا.

قاطع صوته صرخة اجلال:
اطلع برا دلوقتي ابعد عن بنتي يا حقير.
انتفضت وتين من بين احضانه اما هو دفعها بعيدا عنه وقال:
خير في ايه عمرك شفتي اخ بيحضن اختو.
اخرس يا حيوان يا لق.
اخرستها صفعة منه نظر الى كفه بصدمة شهقة افلتت من بين شفتي وتين وهي ترى هذا الموقف حرك رأسه بالنفي وجسده ينتفض وهو يهمهم متراجعا للخلف قائلا بطفولة واضحة للعيان:
انا مش هكررها انا ماقصدتش.
ثم فر هارب والدموع قد بدات تحرق عينيه.

ده ضربني قلم قلم يا وتين بصي والله لو شفتك كلمتيه
لاكون متبرية منك ليوم الدين وديني وما اعبد فاهمة.
اومئت وتين بحيرة محاولة فهم مايحدث حولها لما يوجد كل هذا الكره داخل المنزل.

في الاسفل داخل مصلى البراءة كانت تحضيرات الافتتاح تسري على قدم وساق فقد فرحت النساء بهذه المبادرة كانت براءة تعمل بارادة شعرت بانها تنتمي الى هذا المكان منذ القدم غدا ستبدأ اولى دروسها هنا اصبح مصلاها جاهزا القت نظرة اخيرة واقفلت الباب بعد ان اكتملت آخر اللمسات.
يا رب يكون فاتحة خير عليا.

كانت تسير بسعادة الى ان اصطدمت بجدار بشري عادت بسرعة الى الوراء وقد عرف اللون الاحمر طريقا الى وجنتيها تشعر بالحرج هي لم تكن قريبة من اي شخص بهذا القدر
انا اسفة والله ماقصدش بعتذر.
كان تائها في زرقة عينيها ليس من مبادئه النظر الى امرأة دائما مايغض بصره كيف لا وهو امام مسجد الحي لم يسمع اسفها بل هو شارد في بحر مقلتيها. شعرت بالضيق من نظراته فقالت بحنق: انت يا اخ في ايه عديني؟

كلماتها تلك جعلته يفيق من شروده وقال مطرقا رأسه:
انا آسف يا آنسة بس سرحت شويا. اتفضلي.
سارت مبتعدة عنه لكن لازال قلبه ينبض بعنف ماالذي يحدث له يشعر بشئ غريب يسري داخله.
استغفر الله يارب مالي بس انا عمري ماغلطت او تعديت حدودي في ايه يا محمد استهدي كده باالله.
ثم مالبث ان وجد نفسه يقول بعفوية:
جايز تكون نصيبي ده انا تعبت وانا بدور على وحدة كده.
وابتسامة صافية زينت ثغره.

وصل كيان الى العيادة فقد حان موعد جلسته القى التحية بهدوء وقال:
هو انا ليه احيانا بحس اني فدقيقة بقلب لشخص تاني.
ساد صمت مقلق بالنسبة لكيان قبل ان يثبت انظاره على شفتي الطبيب منتظرا بفارغ الصبر اجابته.
انا قبل ما اثبت حالتك لسه لازم عالاقل جلستين يعني الجلسة دي و لي بعدها.
اومئ كيان بقلق وقال بتشفي واضح:.

انا ضربتها قلم ايوة واجهتها هي ياما ادتني ااقلام بس انا كنت بسكت بس بعد ماضربتها حسيت نفس الاحساس اني بقيت كيان الصغير لي بيخاف من خيالو فهربت وجيت هنا فورا.
شمله الطبيب بنظرة ثابتة على معالم وجهه وهو يري تغير نبرته ونظراته قائلا له:
وانت ليه ضربتها.

سؤال بسيط لكن بالنسبة لكيان اجابته مرة كمرارة العلقم حيث اغمض كيان عينيه متذكرا ماكانت ستقوله وامام اخته حبيبته وقال بعدها بصعوبة تظهر مدى محاولته التحكم في اعصابه:
كانت هتقول الحقيقة وقدام اكثر وحدة بحبها الي لو عرفت الصح هتنهار بس انا خرستها بالقلم.
قال الطبيب محاولا سبر اغواره:
حقيقة ايه لي مش عايز حد يعرفها.
كور كيان قبضته بغضب وقال بحقد:.

الحقيقة لي غيرت وقلبت حياتي جحيم. كانت هتقولي الكلمة لي ياما عيرتني بيها.
هز رأسه نافيا ووضع يديه على اذنيه والكلمة تتردد باستمرار:
لقيط لقيط ابن حرام ابن شوارع مجهول نسب. كانت كل ليلة تيجي لفرشتي وتوشوشلي فأداني كده.
الان فهم الطبيب سبب حالته وماوصل اليه:
وانت ازاي عرفت انك مش ابنهم.
يقال ان بعض الذكريات كفيلة بأن تحرقك من الداخل.

في يوم كنت في المدرسة وقالولي انو الاستاذة امل عايزاني وانها بعتت استدعاء لبابا كمان فرحت وهناك سمعت.
Falch Back.

بص يا مهاب بيه انا اسدعيتك انهادرة لانو عايزة افهم بجد.
تفهمي ايه حضرتك؟
ليه كيان كده!
انتي بتتكلمي بالالغاز كده ليه هاتي من الاخر..
هو سؤال واحد بس هل كيان ابنكو او لاء؟
ارتبك مهاب في بادئ الامر ولكن يبدو انه قد حان الوقت
احنا ربيناه بس مش اهلو انا لي جبتو من الميتم مراتي مكنتش راضية هي كانت حامل وسقطت وفرصها في الانجاب قلت عشان كده جبتو
الان فهمت امل سر رسمة كيان تلك.
اهلو فين قصدي تعرفوهم؟

لاء هو مجهول نسب لقوه قدام باب الجامع بعمرو ايام لسا الدم عليه فحطوه في الميتم وبعدها انا جبتو وهو اسابيع و مراتي مقدرتش تحبو او تعاملو كأبنها ولما حملت بوتين كرهتو اكثر. هي دي الحكاية.
بس انتو كان لازم تقولولو الحقيقة.
ماقدرتش حاولت كم من مرة بس مش قادر. انتي قوليلو هو هيفهم منك اكثر.
دي مسؤولية كبيرة ليه مقولتلوش هو ده السن المناسب. لانو كل ما يكبر كل ما الصدمة هتكون اقوى هحاول انا بعثت وراه.

ايه ده كيان انت واقف هناك ورا الباب ليه تعالا ياحبيبي.
اقترب منهم كيان والحيرة بادية على ملامح وجهه:
هو انا غلطت فحاجة يا ابلة امل.
برائته تلك اوجعت قلبها وجعلت من مهمتها اصعب
تعال يا حبيبي انا عايزة اقولك حاجة.
شوف يا ابني انا والابلة امل في حاجة عايزين نفهمهالك فلازم تركز معانا تمام.
حاضر.
يلا يا استاذة اتفضلي.
تنهدت امل في حيرة كيف سيتقبل الامر:
بص يا حبيبي انت عارف اني بحبك صح.

ايوه وانا كمان بحبك انتي وبابا ووتين وشجون.
طب وماما.
انزل كيان رأسه خائفا واومئ في صمت.
قول ماتخفش.
لا هتضربني عشان كده مش هجاوب.
طب اختك بتضربها.
لاء انا بس.
بص هي بتضربك عشان هي مش مامتك هي طنط.
طنط!
انت بتحب تناديلها ماما.
ايوه بس هي كم من مرة تقول ماتقوليش كده.
عشان هي فعلا مش مامتك.
نظر كيان الى والده بحيرة فأكملت:
وده مش ابوك.
انا فعلا مش ابوك بس بحبك
وانا كمان بحبك.

ثم اتجه ليعانق والده وهو يحاول فك هذا السر المستعصي
بس طالما دول مش اهلي.
امال اهلي فين.
عند ربنا صارو ملايكا في السما. بس ماتقلقش هوما شايفينك وبيحبوك.
انا بحبهم بس ليه كده. مايجوش يزوروني.
دلوقتي كده احسنلك ولما تكبر هتفهم اكثر.
طب ممكن اقولك ماما.
التمعت عينيها بتأثر وقالت:
بس انا استاذتك.
فقال كيان باحباط:
انا ماما بعيدة اوي مين هتكون ماما؟
نزلت الى مستواه واحتضنته فقام بمسح دموعها وقال:.

انتي كبيرة ماينفعش تعيطي.
هنتفق اتفاق هتقولي ماما لغاية لما تكبر.
اتفقنا يا ماما.
لم تستطع مجابهة كمية المشاعر التي اجتاحتها فقالت:
يلا ياحبيبي ارجع لصفك دلوقتي انت اتأخرت.
ركض كيان مبتعدا اما هي رمقت مهاب بحقد:
عايزة اعرف بس لما انتو مش بتحبوه جبتوه ليه.
ماتدخليش في لي ملكيش فيه يا انسة.
Back.

قال الطبيب محاولا تهدأته:
خلاص اهدى احنا اتفقنا في الجلسة لي فاتت كل مرة نتكلم عن حد كان ليه تأثير في حياتك بس هنخلي والدتك آخر وحدة. ها عايز نتكلم عن مين.
ابتسم كيان بحب وقال بعد ان التمعت عينيه بعشق دفين:
هحكيلك عن بنت بحبها.
انه يتحدث كعاشق متيم ابتسم الطبيب وهو يرى نظرات الوله في عيني كيان وقد اصابه الفضول لمعرفتها:
وهي البنت دي حبيبتك؟
ضحك كيان بصوت عالي ثم قال:.

اول واخر وحدة حبيتها من ايام المدرسة.
عايز تقول عنها ايه.
نظر امامه بهدوء وهو يتذكر ذكرياته التي جمعته مع اكثر
الاشخاص براءة ونقاوة في حياته وقال بنبرة مغلفة بالحنين:
كانت بنت بريئة بشكل مستحيل تتصورو، عفوية لي فقلبها على لسانها درست معاها مرحلة الابتدائي والاعدادي كنت بروح.

عشانها بتحسها كده كتلة حنية ماشية عالارض كنت بحبها بس اتكسفت اقرب منها لاني بقيت اخاف من اي حد كانت الاولى عالصف فاكر موقف مش قادر انساه اول كلام بينا انا كنت بروح المدرسة من غير مصروف جت مرة قعدت قدامي
flach Back:
عصافير بطنه تغرد من الجوع وهو لم يتناول الفطور فقد عاقبته والدته كالعادة شعر باحد يجلس امامه.
شجون: انت قاعد وحدك كده ليه.
عادي كده بس.
انت جعان؟
كيان بانكار رغم انه يتقطع جوعا:
ها لا ابدا.

كان يسترق النظر لتلك الشطيرة التي بين يديها وهي رأت ذلك
شجون بمرح:
انا مابحبش آكل لوحدي اهو اخيرا لقيت حد يشاركني.
ثم قامت بقسم شطيرتها الى نصفين.
اتفضل اهو صحتين. بس مامتك مابتحضرلكش اكل ليه!
معنديش ام.
يا اهبل مفيش حد معندوش ام.
ابلة امل هي مامتي. اتفقنا على كده.
هههه دي بتضحك عليك هي مش متجوزة دي استاذتنا بس مش مامتك.
لاء هي ماما هي لي قالتلي.
طب اهدى ايوه مامتك.
Back.

ضحك كيان بود وقال:
صارت كل يوم بتقسم معايا اكلها ولما مش بشبع بتديني حصتها هي كمان. وبعدها بقت تخلي مامتها تعمل ليها وليا لما كنت بتخنق نروح انا وهي نلعب مع بعض.
يعني حبيتها حب بريئ من الطفولة وهي معاك دلوقتي؟
انا مروح.
قالها كيان بجمود وهو ينهض من على الكرسي.
تمام موعدنا بعد بكرا زي مااتفقنا.
ان شاء الله.

استيقظت بعد مدة وشعرت بيد تمسح على رأسها فتحت عينيها ببطئ وهي تشعر بآلام في جسدها:
اخيرا يا بنتي صحيتي حاسة بايه.
ماما في ايه انتي قاعدة عند راسي كده ليه.
آثرت احسان اخفاء الامر عنها حتى لاتشعر بتأنيب الضمير
ها مفيش بس انتي دختي من قلة الاكل الله يصلحك مش بتاكلي كويس الايام دي.
اسفة يا ماما اني خوفتك بالشكل ده.
يلا انا قايمة ورايا شغل وانتي ارتاحي.

اومئت بايجاب وهي لازلت تشعر بالتعب لاتذكر شيئا مما سردته لها والدتها.
انا مش فاكرة حاجة ليه. حاسة اني همدانة وتعبانة بس.
سمعت صوت أياز في الخارج يسأل عنها فارتسمت ابتسامة
صغيرة على شفتيها فمنذ متى يسأل عن حالها اعتدلت سامحة له بالدخول:
ها انتي عاملة ايه دلوقتي.
سألها بخبث لم تشعر به فهو يريد معرفة هل تذكرت
ماتناولته ام لا
كويسة بس انا مش فاكرة حاجة من لي صار امبارح وحاسة جسمي واجعني.

طبيعي الجوع بيعمل اكثر من كده.
اومئت باقتناع بينما هو زفر براحة وقال:
يلا انا طالع وخلي تليفونك قدامك جايز احتاجك بعدين.
ماشي.
دخل الى غرفته بعد ان شعر بالارتياح:
كويس انها مش فاكرة ده انتي طلعتي خفيفة اوي يا نبض.
اما نشوف حكيتو ايه انتي واخت كيان ل.
حمل هاتفه ودخل الى الصفحة التي فتحها لاخته وراح يقرأ المراسلات بينها وبين وتين.

لسه مفيش حاجة مهمة اها عايزة تعرفي براء كويس ولا لاء ماشي. د انا هتسلى حتت تسلية انما ايه.
اتصل ببراء وقال:
يلا انا عايز اعرف حصل ايه في بيت كيان.
هيحصل ايه يعني رحت طلبت ايدها بس عارف البنت
طلعت فرسة جمالها سحرني انا هقدم موعد الخطة من لما شفتها وانا مش قادر امسحها من دماغي.
والله
بعدها سابونا قعدنا مع بعض حاولت اقرب منها راحت عملالي فيها الخضرة الشريفة بس على مين انا عارف اشكالها كويس.

يمتنعن وهن الراغبات يا اخي.
وانفجر ضاحكا وهو يتخيل تخيلاته الدنيئة تلك.
الو براء سرحت فين لاء بقولك ايه اوعى تقع على جذور رقبتك وتحبها.
انا مش بتع حب ولا بتاع جواز ولولا اني عارف انها مش هتيجي الا بالطريقة دي مكنتش دخلت بيتهم اصلا
طمنتني. اه افتكرت عايزة تسأل عليك اذا كنت مؤدب ولا لاء بس انا هديها الجواب الصح يلا سلام. وراح يفكر في الخطوة القادمة.

بعد مرور يومين:
كانت وتين تقوم بالتنظيف حينما ناداها والدها.
يا عديمة النفع انتي ساعة وانا بنادي عليكي طرشة مثلا!
انا هنا يا بابا عايز حاجة.
نظر لها بقرف وقال:
وهعوز منك ايه يعني غير انك تخدميني اهي جزمتي هناك عايزك تمسحيها دلوقتي تلزمني بعدين.
اطرقت رأسها وهي تحاول مقاومة عبراتها واجابت:
حاضر زي ما انت عايز.
اكيد زي ما انا عايز انتي هنا عشان تخدميني وبس وبعدها
هتغوري لبيت جوزك تخدميه.

طفح الكيل لقد ضاقت ذرعا به يكفي احتقارا ولاول مرة ترفع رأسها وتنظر في عينيه مباشرة بل وتصرخ في وجهه ايضا:
بيكفي خلاص ده انا زهقت من العيشة دي خلاص موتني
وريحني انت فاكر نفسك راجل بجد وانت محسسني اني حشرة كده عاجبك.
كانت تتحدث و دموع القهر تطفر من مقلتيها وتابعت باهتياج:.

ده انا بنتك بنتك من صلبك لو جبتني من الشارع مكنتش هتعاملني بالطريقة دي طول عمري بسكت وبقول بكره يتغير ياوتين جايز جاي تعبان من الشغل سبيه يعمل ما بدالو مع الوقت هيحبك مع الوقت بس انت كل يوم تجرحني اكثر من اليوم لي قبلو انا تعبت.
جوابه كان صفعة، ثم البصق على وجهها كعادته تعرف القادم السحب من الشعر رمي على الارض، نظرات قاتمة تبث الرعب في اوصالها لكن المنقذ ليس هنا.

بتعلي صوتك عليا يا قليلة الادب يا حيوانة.
ايوه ومن دلوقتي مش هسكت اضرب راحتك بس انا هاخد حقي منك في يوم من الابام.
تلك القوة التي تتحدث بها جديدة عليه افقدته الباقي من صبره اطلقت الوحش الكامن بداخله:
والله لاربيكي من الاول يا.
وقبض على خصلات شعرها ضاربا برأسها في الحائط مرة.

ومرة تليهما صفعة انهال عليها بالضرب المبرح نسي انه يضرب فتاة في الثامنة عشر من العمر ضربه كان ضرب رجل لرجل لم تقاوم ادركت اليوم ان لا فائدة منه اغمضت عينيها تنتظر حتفها بعد ان سكبت البنزين على النار بقولها دون توقف:
انت مش راجل مش راجل. ثم شعرت باحد يسحبها من بين ذراعي والدها بعنف ويخبأها ورائه لايهم.
سيبني عليها الكلبة دي تعالي هنا.
كانت جامدة لم تهتز لها شعر خرجت من وراء كيان وقالت:.

انا هنا ورأيي مش هيتغير انت مش راجل ابدا.
صاح بها كيان بعصبية وهو يقول:
اخرسي يا وتين انتي اتجننتي بسرعة اطلعي من هنا.
ايوه اتجننت هو جنني انا مش نكرة فاهم ومش هسكت
من اليوم.
ابعد من قدامي يا كيان ابعد خليني امحي الفاشلة دي من
عالدنيا دي.
اهدى يا بابا هي متقصدش.
غوري من وشي يا فاشلة يا عديمة النفع امشي.
(فاشلة فاشلة فاشلة فاشلة فاشلة فاشلة فاشلة فاشلة فاشلة).

بقيت هذه الكلمة تتردد في دماغها قل ما يناديها باسمها
دائما يناديها بالفاشلة.
انا هوريك الفاشلة هتعمل ايه.
خرج مهاب يكاد ينفجر من الغضب اما كيان استدار لوتين
بعلم ان قوتها مؤقتة فبمجرد خروج والده ستنهار وترتمي في احضانه لكن قولها صدمه
ممكن تطلع برة جسمي واجعني عايزة ارتاح.
تعالي احطلك مرهم انتي مش شايفة وشك وارم ازاي.
ارجوك عايزة اقعد لوحدي ارجوك.
ماشي يا وتين هسيبك براحتك الا امك فين.
طلعت عندها مشوار.

الهي مترجع.
نعم!
ها ولا حاجة بشوفك بعدين
وبمجرد خروج كيان ارتمت على فراشها وقد اطلقت العنان لدموعها تبكي بصمت لن تبقي ضعيفة الى الابد.

هو انا ممكن اطلب منك طلب وبلاش تدايق.
قالتها نبض بتردد وهي تتناول الطعام مع اياز ووالدتها.
نظر اليها اياز وقال بهدوء يغلفه خبث دفين:
قولي وعحسب الطلب لي هتطلبيه.
عايزة اسجل في المصلى لي فتح جديد هو مش بعيد وماتقلقش مش هتأخر والله ولو عايز توديني وتجيبني موافقة.
هفكر و اقولك ها غيرو.
هو سؤال اخير بس. هو ايه رأيك في براء صحبك.
رفع حاجبيه مدعيا الاندهاش وقال بعصبيه:
وانتي مالك ومال صحبي.
اجابت مسرعة:.

ماتفهمنيش غلط بس هو اتقدم لوتين فعايزة تعرف اذا هو مناسب او لاء.
بصي يا نبض انا مش هقول الكلام ده لانو صحبي بس
براء بجد مختلف عني تماما على الاقل بيحترم لي بيحب
صدقيني مش هتلاقي لنفسها شخص يصونها احسن من براء.
كان بارع في التمثيل لدرجة ان الصدق يقطر من كلماته اومئت بايجاب وقالت:
تمام انا هقولها وربنا يقدم لي فيه الخير.
يلا انا نازل دلوقتي.
نزل اياز الى الاسفل و كان قد وافق على طلب براء واليوم.

سيبدأ اول عمل له. في نفس الوقت كانت وتين متجهة الى المصلى لن يوقفها شئ بعد الان و رأت اياز يتلفت يمينا ويسارا انعطف اياز الى زقاق فارغ ووجد احدا ينتظره هناك اختبئت هي في الخلف.
انت باين عليك شجاع وهتنجح.
ايوه ده انا اعجبك ها فين الطلبية.
اخرج الرجل رزمة ملفوفة بالسيلوتيب الاخضر واخرج مطواة وقام بثقبها ثقب صغير
و تفصحها عن طريق تذوقها بلسانه منتشيا واجاب:
اهي بكرا هبعتلك العنوان وهتوديها هناك.

جحظت عيني وتين مما ترا وسمعت اياز يجيب:
اتفقنا بس بما انها اول عملية ليا عايز مبلغ محترم وماتقلقش انا هخبيها عندي خزنة في الاوضة امان يعني.
كويس يلا سلام.
انتظرت وتين رحيلهما وقالت باصرار:
هوريك الفاشلة هتعمل ايه يا بابا.
وغيرت طريقها من المصلى الى منزل نبض!وعلى شفتيها ابتسامة غريبة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة