قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الرابع والثلاثون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الرابع والثلاثون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الرابع والثلاثون

حاول فهم ماتقوله وكرر سؤاله اكثر من مره لكنها لا تزال تتكلم بينها وبين نفسها بهمس فصاح بنفاذ صبر انتفضت هي على اثره:
بطلي همهمة وقوليلي انتي ايه لي عملتيه مفهمتش حاجة منك.
ضغطت على شفتيها تجيب بخفوت وهي تشيح بنظرها عنه:
اوعدني انك ماتسبنيش ارجووك انا معدش ليا غيرك.
رفع رأسها بأنامله ناظرا اليها بهدوء:
طب قوليلي عملتي ايه الاول.
اخذت نفساا وثبتت انظارها على الارض وقد بدأت دموع الندم.

تنزل من مقلتيها تردف بصوت مرتجف:
انا غلطت غلطة كبيرة يا اسيد خايفة اصارحك تسبني وتمشي انا مش وحشة الغيرة عمتني والله انا مش كده هما لي بيطلعوا اسوء ما فيا.
اغمض عينيه بغضب يردف:
ماتقوليلي في ايه عمال تلفي ودوري قوليلي يا وتين لانه واضح انه لي عملتيه مش حاجة بسيطة ابدا.
انا عملت سحر تفريق لنبض واباء.
حدق بها بصدمة فتره من الوقت وسرعان ماانتفضت على صراخه متراجعة للوراء:.

سحر ت ايه ماتنطقي يا وتين انتي اتجننتي.
نظرت اليه بخوف تهمس برجاء:
ماتخلينيش اخاف منك انت كمان يا اسيد ارجووك.
آلمته نظرة الخوف في عينيها اغمض عينيه يقول بغموض:
من دلوقتي خافي مني يا وتين انا بقولك اهو
وتابع بغضب:
انتي مش واعية للي بتقوليه عارفة يعني ايه سحر كده دمري حياة انسان عادي
خيم صمت مريب كسرته هي بقولها:
يعني ايه يا اسيد ونبي ماتكونش انت والزمن عليا.

استدار ممسكا اياها من رسغها فتأوهت بألم بينما زمجر هو باستنكار:
انا بجد انصدمت فيكي احكيلي ليه وحطيتيه فين ومين نبض واباء دول اتكلمي واياكي تكذبي عليا.
انتي مش واعية للي بتقوليه مش عارفة انه اي سحر لو فضل فترة كبيرة بيموت المسحور انا بسمعك انطقي يا وتين.
شردت في ذلك اليوم تقص عليه فعلتها المخجلة تلك:.

هي صحبتي وجوزها صاحب كيان اخوها كان السبب فلي جرالي لانوا هو وبراء كانوا بيكرهوا كيان اوي قرروا ينتقموا منه عن طريقي عشان كده تقدملي وخططوا لكل ده هتقولي هي ذنبها ايه معرفش والله طب وانا كان ذنبي ايه انت عارف اني فضلت قاعده عندها فتره بعد مااطلقت بس جت والدتها حذرتها مني قالتلها اني بقيت مطلقة اكيد هفكر اغري جوزها واخدوا منها الكلام البشع ده اثر فيا جامد استنيت نبض تدافع عني بس قالتلها هشوف طلعت من عندها فكرت مع نفسي شوية بعدها عرفت فنفس اليوم انه اخوها هو لي كان بيبعتلي عالفايس وعايز يوقعني ماحستش بنفسي غير وانا بفكر اعمل كده ورحت عارفة انه مفيش مبرر للي عملته انا كنت قررت اوقف العمل اول ما وافقت اتجوزك بس حقيقي نسيت صدقني ومكنتش تسيبني اطلع من غيرك.

ملامحه غامضة لاتوحي بما ينوي مطلقا وهذا ما زاد من قلقها.

Flach back:
نظرت الى الجانبين بخوف خشية ان يراها احد وولجت الى الداخل جالسة تشعر بالرهبة حتى نطقت تلك التي تقابلها بصوت صارم:
جاية ليه عايزة تعملي عمل لميين.
ابتلعت ريقها تجيب بارتجاف:
ان نن اناااا يعني عايزاكي تعمليلي عمل لصاحبتي.
اشرحي اكثر نوع ااعمل اي انتي عايزاه.
ضغطت على يديها من فرط خوفها وتشدقت قائلة:
عايزاها هي تكره جوزها ويفترقواا.
بدأت تلك العجوز تحضر شيئا ما وناولته اياها:.

بتحطيه في مكان زي التربة تدفنيه ويكون موجود في بيتهم
وتيجي هنا نجدده كل مرة وتجيبيلي حاجة من لبس جوزها وخصلة من شعرها وها بقا لو العمل ماتجددش بعد سنة صحبتك هتمووت.
ابتلعت ريقها واومئت بهدوء مصطنع خرجت تغطي وجهها مبتعدة عن المكان وصلت الى منزل نبض واتجهت مباشرة الى الشرفة بعد ان تفقدتها فوجدتها متسطحة عادت الى الشرفة دافنة اياه داخل ذلك الاصيص تهمس:
مش انا الوحيدة لي هتدمرر حياتي
Back.

تابعت تبكي بانهيار تشعر بالندم ياكلها متحاشية النظر الى ذلك المصدوم بجانبها:
روحت واخدت تيشرت اباء و بعدها الاسوارة كانت في ايدي لما كنت بودع نبض شبكت في شعرها فاخذت كم خصلة وودتهملها والباقي انت تعرفه مكنتش اعرف انها هتتأذى بالشكل ده واول ما كيان دلوقتي قلي روحي اطمني عليها هي مش بخير انا افتكرت كنت ناسية الموضوع خالص.

رفعت راسها اليه فاستدار وجهها الى الجانب الاخر بعدما هبط كفه على وجنتها يقول بانفاس لاهثة من فرط غضبه:
ده عشان تفوقي يا وتين.
دمغت اصابع يده على خدها الاخر مرة اخرى يتابع:
وده عشان اتخدعت فيكي انتي اتجننتي يا وتين.
كادت يده تمتد لاحتضانها بعدما فاق من غضبه لكن اولاها ظهره يردف:
انا مش هطلقك بس صدقيني هتندمي قومي خلينا نلحق نحل لي هببتيه.
بقيت متصلبة تضع يدها على وجنتها سحبها من ذراعها يصرخ:
انا بكلمك.

مسح على وجهه كمحاولة بائسة لتهدئة نفسه وسحبت يدها من قبضته بهدوء تجيب باذعان:
حاضر هنروح وهحكي كل حاجة بس حاول تفهمني ارجوك.

هي مامتتش صح قول غير كده والنبي.
توالت كلماته بذهول وعدم تصديق نظر اليه الطبيب باستغراب
وتابع يشرح الوضع بعملية:
لاسف الجنين نزل هي حاولت تنتحر واكلت برشام بس زاودت الجرعة عملنالها غسيل معدة ودلوقتي احسن بس محتاجة ترتاح الفترة دي لانو واضح انو نفسيتها تعبانة جامد طلبت بعض التحاليل هنعملها دلوقتي لاني شاكك في حاجة تانية.

اتسعت ابتسامته بعد ان علم بانها نجت و سقط ذلك الجنين غير مهتم بما اضافه الطبيب مؤخرا وتوجه الى غرفتها مرددا:
قصتي مش هتتكرر الجنين نزل.
اخذ نفسا عميقا وفتح الباب سار بهدوء نحوها رآها تبعد انظارها عنه
جلس بجانبها وقد طال الصمت بينهما وضعت يدها على بطنها
تقاوم عبراتها نظرت اليه تهمس بضعف:
هو انا كده بقيت قاتلة يا كيان صح توبتي ماتقبلتش صح
ربنا لسه مش راضي عليا عشان كده انا بعيش كل ده.

امتدت انامله الى وجهها تزيح تلك العبرات العالقة على اطراف اهدابها يردف مبتسما:
متقوليش كده هنطلع من هنا وهتجددي توبتك يا شجون هنتغير احنا الاتنين مع بعض هنعيش الحياة مع بعض بحلوها وبمرها.
ابعدت يده عنها بارتجاف شعر بتصلب يدها على قبضته وهي تقول بوهن:
عايزة اموت يا كيان خلاص معدتش قادرة اتحمل كل حاجة جاية عليا تعبت.

نهض من مكانه قلقا يراها تتصبب عرقا وعينيها تزيغ في الارجاء لثم جبينها الذي استشعر برودته يقول:
اهدي اهدي عشان خاطري هروح انادي الدكتور وارجع.
استدار لها بعد صرختها تلك وهي تترجاه تمسك يده:
ماتسبنيش ارجوك انا خايفة.
خرج راكضا الى مكتب الطبيب يقول برجاء:
لو ممكن تديها مهدئ ارجوك.
نظر اليه الطبيب بهدوء وهو يقرأ تحليل الدم خاصتها وقال:
ممكن تقعد هنا نتكلم الاول في حاجة لازم تعرفها.

جلس ينتظر ما سيقوله بعد ان استشعر تلك النبرة الجادة في صوته:
بص يا استاذ كيان مش كده زوجة حضرتك هو انت لاحظت عليها اعراض معينة مثلا اغماء تعرق شديد او انها عينيها بتزيغ مثلا.
حاول تذكر حالتها لكنه لم يلحظ عليها هذه الاعراض سوى مرة واحدة فأاجاب:
ايوه مرة وحدة قالتلي انها مش بتشوف كويس دكتور لو في حاجة قولي عليها ماتقلقنيش ارجوك وكمان دماغها بتوجعهاا اوي.
زفر مليا واجابه بهدوء وحذر:.

جاوبني على سؤالي الاول هي كانت بتتعاطى حاجة زمان.
اخفض رأسه حرجا يجيب:
بس هي قدرت تتعالج من الادمان يا دكتور الموضوع ده انتهى.
زم فمه بأسف يتابع:
انا كنت شاكك بس دلوقتي لما شفت التحاليل اتأكدت انها عندها ورم سرطاني لاسف و المخدرات لي كانت بتتعطاها هيجت الخلايا السرطانية للورم بس ماتقلقش الكشف المبكر مهم وهتتعالج.
تغيرت معالم وجهه للجمود ونهض بعد ان اجابه:.

شوف لي تعمله المهم انها تتعالج وانا لي هقولها ماتخليهاش تعرف من غيري لو سمحت.
خرج تاركا ذلك الطبيب مستغربا منه فقد تحولت كل لهفته وقلقه عليها الى برود وجمود بينما ذهب كيان الى خارج المشفى قاصدا طبيبه النفسي يشعر بأنه على حافة الانهيار دخل مباشرة وعلى ثغره ابتسامة بلهاء وسرعان ما تحولت تلك الابتسامة الى ضحكات عالية كان يضحك وعينيه تذرفان الدموع باستمرار نظر اليه رائف بقلق لو بقي هكذا سيجن لا محالة.

محدش بيحبك انت لعنة لازم تفضل وحيد اهو كل لي بتحبهم بيسبوك واحد واحد
بمجرد ما ان دنا منه حتى سقط هو ارضا يضرب رأسه بقبضتيه صارخا بوهن:
اخرس بقا كفاية مفيش حاجة صح من لي بتقولها.
شل رائف حركة كيان يصرخ به:
انت عايز ترجع لنقطة الصفر ليه بصلي واسمع ياكيان كل لي في دماغك اوهام. لو انت مشيت وراها هتخسر كل حاجة حتى شجون سامع حتى شجون هتسيبك لو عرفت باستسلامك لاوهام دي مفيش وحدة تقبل تفضل مع واحد ضعيف فاهم.

لابأس ان اخافه قليلا ليعود الى صوابه هدأ من نوبته بعد مده يرتشف القليل من الماء يردف بشرود ساخر:
عندها سرطان يعني في كلتا الحالتين هتسبني انا سبتها هناك وجيت سبتها لوحدها مش قادر اشوفها بتتعذب وانا مش قادر اعملها حاجة هتمشي وتسبني زي ماما امل وزي ما اهلي رموني هو ليه محدش بيحب يفضل معايا.
نظر اليه باشفاق وقال محاولا اقناعه بفكرة ما:
احكيلي عنها كل حاجة من اول ماتقابلتو لغاية دلوقتي يا كيان.

بدأ يسرد عليه كل شئ بالتفصيل لايدري لما لكنه شعر بضرورة ذلك دون رائف بعض الملاحظات وقال بتفكير:
ايه رأيك تحكيلها كل حاجة عنك قرب منها انت حسب لي قلتو انكم بعاد محدش بيقول لي جواه لتاني قربو من بعض انتو مجروحين ومحتاجين تسمعو اوجاع بعض.
بس مش هعرف هي دايما كده بقت بتتهرب مني مش عارف ليه.
ابتسم بثقة يجيبه:
ده بس الظاهر يا كيان صدقني هي خايفة منك يا كيان قولي هي اتعالجت بعد حادثة الاغتصاب ولا لاء.

هز رأسه نافيا بحيرة فقال رائف باستغراب:
كان لازم تحاول تعرضها على دكتور اول ماعرفت بده يا كيان او عالاقل تخليها هي تختار بس انت كده بتكون اجبرتها بص هفهمك بس جاوبني على سؤالي الاول هتحسه جريئ بس لازم تجاوب عليه.
استمع اليه باهتمام وسرعان ما اغمض عينيه بأسى:
هو يعني لما كنتوا مع بعض فعلاقتكوا اول مرة حسيت انها رافضة او خايفة او مجبورة.

تذكر سريعا استسلامها رغم رفضها في بادئ الامر هز رأسه بحزن وهو يستمع لرائف الذي يشرح له وضعها:
هي كانت دايما تنجبر على الوضع ده محدش كان بيسبلها حق للاختيار يا كيان ماكانش ليها الحق تقول لاء عشان كده ماكنتش رفضتك بس اكيد كان في رفض في الاول وبعدها استسلمت وانت فكرتها راضية هي دلوقتي هترفضك بشكل واضح يا كيان وجايز تخاف منك فاهم.
سأله بقلة حيلة:
طب اعمل ايه.

ماتقلقش انا عارف هنعمل ايه بس الفترة دي ماتسبهاش لوحدها حسسها انك جمبها.

ارتمت على ذلك السرير بضجر تفكر في كيفية اصلاح مافعلته
لم يكلمها منذ عودتهما من سفرهما الى البقاع المقدسة نظرت اليه برجاء بعد ان مر بجانبها ونظرات العتاب في عينيه تخنقها دنت منه تمسك كفه بين يديها تتوسله:
محمد ارجوك حاول تفهمني بس وبعدها قرر ارجوك.
سحب يده منها بكل هدوء واستلقى على سريره مغمضا عينيه بارهاق شعر بها تضع راسها تتوسد صدره تهتف بخفوت:
طب على الاقل اسمعني بس سيبني اشرحلك موقفي.

تنهد بقلة حيلة يقاوم رغبته في مداعبة خصلات شعرها ومسامحتها ابتعد عنها سريعا دون النظر اليها حركته تلك اصابتها في الصميم نزلت من على السرير تهمس بصوت متحشرج تحث الخطى الى خارج الغرفة قبل ان تضعف امامه:
مكنتش اعرف انك بتقرف مني يا محمد بالشكل ده.
فتح عينيه بذهول من كلماتها تلك ابتسمت بمكر حينما تبعها ممسكا بها قبل ان تغلق الباب يقول بحنان:.

طب عملتي كده ليه انتي جرحتيني بعملتك دي يا قلب محمد وبعدين ايه الكلام لي قلتيه قبل شوية ده.
لثم جبينها محذرا اياها:
اياكي اسمعك تتكلمي كده فاهمة يا براءة.
اتسعت ابتسامتها بعد مراضاته لها واحتضنته بحب بينما قال مداعبا:
قلبتي الموضوع عليا مش المفروض انا لي زعلان وانتي لي لازم تراضيني.
طبعت قبلة اعلى كتفه تقول بأسف:.

حقك عليا يا محمد بس قدر خوفي انا ماشربتش برشام منع الحمل الا لاني خايفة يطلعو زيي خايفة يعيشو لي انا عشته مش عايزة ابني او بنتي يعيشو وسط ناس بتتريق عليهم لمجرد انهم مختلفين
عارفة اني كان لازم استشيرك بس كنت خايفة من ردة فعلك.
احتوى جسدها الصغير مقارنة به بين ذراعيه يردف:
فاهمك والله بس ثقي فيا انتي مش وحشة يا براءة ليه بتعملي فنفسك كده خلي ثقتك في ربنا كبيرة هيرضيكي اكييد.

وقفي البرشام ده وخلينا نجرب يا حبيبتي كل حاجة هتكون كويسة.
اكتفت بايماءة بسيطة تشدد من احتضانها له كدليل على موافقتها لما يقول.
ايه رأيك نعزم اهلنا هما لسه مايعرفوش انه وصلنا كنا محتاجين نفضل هناك الفتره دي انا كنت مرتاحة اوي.
اومئ بهدوء بينما هي تفكر في حال شقيقها وهل تزوج كما اخبرها قبل ان تسافر.

سار بحزن بين اروقة المشفى ومالبث ان قطب جبينه باستغراب وهو يرى اباء جالسا بحزن هو الاخر اقترب منه بقلق يسأله:
اباء في ايه هو مراتك او مامتها فيهم حاجة.
رفع اباء نظره الى كيان ونهض يحتضنه بقوة تعب من المقاومة يريد من يستمع اليه ربت كيان على ظهره وطلب منه التوجه الى الخارج سارا معا بهدوء وجلسا على احد الكراسي هناك تنهد بارهاق يجيب:.

نبض اغمى عليها الصبح وجبتها للمشفى كانت بتموت واهو لسه اكاترة ماطلعوش يطمنونا مش عارف فيها ايه بقت بتكرهني انا كنت هطلقها خلاص بس والدتها قالت انه اخدتها لشيخ وقال حد عاملنا سحر تفريق مين لي بيأذينا بالشكل ده
ضغط على كتفه يآزره يقول:
اهدى كل حاجة هتكون كويسة متقلقش.
طب وانت هنا ليه يا كيان.
ها مفيش بعدين هقولك فوت انت جايز الدكتور وطلع وروح اعرف في ايه وبراحة عليها يا اباء اكيد كل ده غصب عنها.

اومئ بهدوء عائدا الى الداخل اتجه الى والدتها يقول:
هو ليه مفيش حد طلع لغاية دلوقتي.
مش عارفة يا ابني بس طولو اوي انت ممكن تدور في بيتك جايز تلاقي العمل روح يا ابني الوقت مش في صالحنا ابدا.
هب من مكانه واقفا بسرعة راكضا الى منزله بيده ايقاف معاناتهما بينما اخرجو نبض المسجاة بلا حول ولا قوة ورافقتهم والدتها بلهفة تمسح على رأسها وضعوها على السرير وقال الطبيب بعملية:.

عملنا كل التحاليل بس مفيش اي حاجة هي كويسة في خطر عالجنين المدام مش بتاكل كويس ولا تنام ولا ترتاح وده لي ادى لاغماء لازم تنتبهوا.
استمعت له احسان باهتمام وجلست مقابل ابنتها الشاردة
بينما وصل اباء الى منزله دخل الى غرفته وقلبها رأسا على عقب لم يجد شيئا بحث مطولا حتى تسرب اليأس الى داخله.

خرج الى الشرفة يتابع وصلة بحثه فاوقفه جرس الباب سار بارهاق بادي على ملامحه نظر الى كل من اسيد و وتين باستغراب فقال اسيد بهدوء نسبي:
ممكن نتفضل في موضوع ضروري لازم تعرفه.
دخلوا جميعا بينما حاولت هي التحكم بأعصابها قدر الامكان
خير في حاجة يا وتين.
انا اسيد جوز وتين و النهاردة عرفت حاجة مهمة تخص حياتك انت ومراتك ولي كانت وتين سبب فيها فجبتها هنا على طول جايز نلحق الموضوع.

رمقهم بحيرة ولم يخطر في باله ابدا انها وراء دمار حياته
لاشهر عدة نظفت وتين مافي حلقها تشيح بانظارها بعيدا عنهم
تقول بنحيب:
انا عملت سحر تفريق ليكوا والله كنت هحرق العمل بس نسيت التهيت بمشاكلي ونسيت سامحني خلي نبض تسامحني واحنا قبل ما نيجي هنا روحتلها وطلبت منها توقف العمل خلاص.
تخشب مكانه لا يصدق مايقولونه احمرت عينياه بشكل مخيف.

كاد يقترب منها وقد فقد السيطرة على نفسه لكن حال اسيد بينهما نظر اليه اباء بانفعال يصيح:
خليها تنطق لحسن ماسك نفسي عليها بالعافية.
استدار اسيد وهو يشعر انه في موقف لا يحسد عليه صارخا بها:
اتحركي قولي فين حطتيه يا وتين.
سارت بارتعاش الى الشرفة تنظر الى ذلك الاصيص حملته بايدي مرتجفة من فرط انفعالها وكسرته وهاهي تلك اللفافة البيضاء بين يديها تقول:
اتفضل العمل اهو بس والنبي عايزة اشوف نبض.

قلص المسافات بينهما بينما ركضت تختبئ خلف اسيد بهلع من مظهره واجاب:
عارفة هي فين هي في المشفى طول الاربع اشهر لي فاتو وهي كل مرة تدخل المشفى وبنتي لي فبطنها كنت هخسرها بسبب غيرتك وحقدك دمرتيها زمان ولسه بتدمريها دلوقتي.
عملتلك ايه يا وتين عشان تعملي فيها كل ده جايز زمان هي سامحتك بس دلوقتي انسي اطلعي برة بيتي مش عايز اشوفك وليا كلام مع اخوكي بعدين.
اقترب منه برجاء تردف:.

لاء ماتخليش كيان يعرف ارجوك ماتعرفهوش.
هز رأسه بيأس ناظرا اليها باحتقار بينما خرجت منهارة مع اسيد عادا الى منزلهما رفعت انظارها اليه حينما خاطبها ببرود:
قصدو ايه بلي قالو انك اذيتيها زمان وسامحتك انطقي مخبية عني ايه.
حثت الخطى نحوه تحتضنه لكن بقي جامدا لم يبادلها اياه
سردت عليه ما فعلته مع نبض من قبل وتبريراتها الواهية
كان سيرد فاوقفه رنين هاتفها نظر اليه وتقلصت عضلات فكه بغضب جم.

وتين ارجوكي محتاج اشوفك ضروري انا في المشفى عايز اشوفك لاخر مرة
ضغط بيده على الهاتف كاد يكسره وهي تهزه بحذر:
اسيد انت معايا سامحني ارجوك الغيرة عمتني.
اولاها ظهره يقول:
ماتفكريش تطلعي من البيت ده او تفكري تقابليه فاهمة.
رمى الهاتف بغضب و خرج تاركا اياها تحملق فيه بصدمة ووجه شاحب بينما عاد الى منزل والديه بانفعال قرأت هي الرسالة و قد قررت زيارته بالفعل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة