قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الخامس والثلاثون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الخامس والثلاثون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الخامس والثلاثون

فتحت جفنيها ليلا فاذ بها في المشفى نظرت الى والدتها النائمة بالقرب منها ابتلعت ريقها من تلك الفكرة التي خطرت لها سارت بحذر وهاهي تخرج راكضة بكل ما اوتيت من قوة لاتعلم لكن خشيت ان ترغمها والدتها على العودة له توقفت تلتقط انفاسها المسلوبة ودقت الباب بقوة كانت هي في الداخل غارقة في تفكيرها وقطع سيل افكارها طرق عنيف على الباب سار تفتحه وحملقت بالطارق بصدمه:
نبض ايه لي جرالك كده اتفضلي.

استندت عليها نبض تقول:
ممكن كاسة ميه الاول وبعدها ابقى احكيلك.
اقعدي هنا دقيقة ورجعالك يا حبيبتي.
اسندت راسها بارهاق على الاريكة شربت الماء تشكرها وتابعت:
ممكن اقعد عندك هنا يا رنيم بس محدش يعرف وانا هفهمك
قطبت رنيم جبينها بحيرة وقالت:
اكيد بس فهميني في ايه الاول وليه تعبانة بالشكل ده.
قصت عليها نبض ماحدث وتخوفها من العودة لزوجها.

مش عارفة في الاول كنت اما يبعد بتمنى يرجع عشان اشوفه ودلوقتي حتى وهو بعيد مش طيقاه بس دلوقتي عادي عايزة ارجع بس خايفة يكون كرهني مش فاهمة انا عايزة ايه هتجنن خلاص
احتضنتها رنيم تقول:
اهدي كل حاجة هتتحل يا حبيبتي تعالي نتعشى مع بعض ونامي عالاقل علشان بنتك.
وضعت يدها على بطنها وهي تشعر ببعض الالم بسبب ركضها المتهور تقول:
زي مااتعذبت فاول شهور حمل لوحدي هكمل الباقي لوحدي.

انا عايزاها بس فجأة بقول هي بنته وبكرها معدتش فاهمة
شعوري ناحيتهم انتي فهماني صح.
كفكفت لها دموعها واومئت بهدوء قائلة:
يلا تعالي وماتخافيش مش هقول لحد انك عندي بس راجعي قرارك لانه غلط يا نبض.
في الصباح اتجه اباء الى المشفى وعلى ثغره ابتسامة هادئة
يتذكر ذهابه الى ذلك الشيخ الذي قام باحراق العمل دخل فوجد والدة نبض تبكي ولم يفهم شي
اخيرا جييت نبض هربت يا اباء قمت دلوقتي مالقيتهاش
هتكون راحت فيين.

توقف به الزمن هل كرهته لهذه الدرجة لدرجة ان تهرب منه خشية البقاء معه في مكان واحد
اهدي يا خالتي هندور عليها وهنلاقيها العمل اتفك خلاص.
قص عليها كل ماجرى فراحت تسب وتدعي على وتين.

امسكت رأسها بالم تصرخ:
اه يا رب ارحمني يارب كيان انت فين انا هموت لوحدي هنا
زاغت عينيها الممتلئة بالدموع في المكان واتجهت الى الحمام تقسم على المقاومة وارجاع روحها النقية غسلت وجهها
وخرجت تنتظر كيان لما لم تخرج الى الان فتح الباب ووجدت
اخر من تمنت رأيته كان مارا فلمحها صدفة اعتلت ثغره ابتسامة لئيمة لا يدري لما يحب ازعاجها ايقضه من تفكيره صراخها به:
اطلع برة مش عايزة اشووفك ابدا.

دنا منها بحذر يقول بنبرة ماكرة:
الحق عليا اول ماشفتك في المشفى لي بشتغل فيها جيت ازورك بس واضح انك ماتستهليش.
اغمضت عينيها بسبب ذلك الدوار الذي اجتاحها وتشوش الرؤية امامها فقالت بوهن:
ارجوك انا تعبانة ممكن تطلع قدر ده ارجوك بجد تعبانة:
سارع الى اسنادها يقول بهدوء:
انا طالع بس مالك ايه لي تاعبك.
دفعته بعيدا عنها بقدر ماسمحت طاقتها تقول بصوت هازئ:
البركة فيك سقطت ابنك وانتحرت وكنت هموت بس كده.
نعم!

اردف بها بصدمة فأومئت بهدوء وجلست على السرير تقول:
اطلع من حياتي يا مازن ارجوك وسيبني اتعالج مش عايزة حاجة منك غير انك تبعد عني انت انتقمت خلاص وانا ادمرت فسيبني.
خرج فوجد الطبيب امامه احتضنه بقوة يقول بسعادة:
عامل ايه يا مازن وايه لي جابك هي اجازتك خلصت ولا ايه.
تعال معايا وهشرحلك.
سارا بعيدة عن غرفة شجون فقال مازن:.

عايز اعرف المريضة لي في الاوضة دي مالها يا فادي هي تقربلي فمتخبيش عليا والافضل لو في حاجة انا لي امسك حالتها.
سار به الى المكتب يجيبه:
مع اني مطلعش اسرار المرضى بتوعي بس انت اخويا وهنقلك الحالة انت تعالجها فهقولك عندها ورم والسبب الرئيسي هو المخدرات لي كانت بتتعاطاها.

هل اعماه غضبه الى تلك الدرجة لم ينوي ان يؤذيها الى تلك الدرجة ركض عائدا اليها سريعا لكنه تراجع وهو يرى احدهم يدخل اليها بقي يراقب ذلك المنظر من النافذة هناك احتضانه لها بتلك الطريقة جعل نار الغييرة تشتعل بداخله ايقن انه قد احبها بالفعل اما في الداخل ابتعدت بتوتر عن كيان تبكي بانهيار تقول:
دماغي وجعاني اوي مش قادرة استحمل اعمل ايه وانت سبتني ليه.
مسح على رأسها يهدئها يردف:.

اهدي في حاجة لازم تعرفيها يا شجون.
نظر الى عينيها ببرود يجيب:
انتي عندك سرطان دم يا شجون.
اتاه صوتها تقول بعدم تصديق وهي تبتسم:
انت بتهزر صح قول غير كده ارجوووك لو عايز تعاقبني عشان كنت هنتحر فانا اسفة.
دفعته بعيدا عنها تصيح بانهيار وهي تراه لازال يحتفظ بجموده:
لاء لااااااااااا انت بتهزر والنبي قول انك بتهزر انا مش حمل ده كله.

ركضت اليها الممرضة تحقنها بمهدئ بينما نظر اليها ينبغي ان يشعر بالحزن الان او على لاقل الشفقة لكن لا مجرد شعور بالفراغ فحسب!

ارهق من كثرة البحث عنها لكن لا اثر اتصل بكيان فاتاه صوته المرهق هو الاخر يقول:
انت فين يا اباء خلينا نتقابل جمب البحر فمكانا بتاع زمان.
اومئ بهدوء يقول بتعب:
جاي حالا يا كيان انا كمان محتاج اتكلم معاك شوية يا صاحبي.
وصل اباء بعد مدة نفذت طاقة تحملهما ارتمى كل منهما على الشاطئ فقال اباء بهدوء:.

انا عارف سبب تعبي يا كيان انما انت مالك يا كيان مهدود كده ليه فضفضلي يا كيان مش دايما انا بحكيلك كل حاجة بس انت دايما غامض.
بدأت الدموع تحرق عيني كيان قص على اباء كل شئ مرضه رحلة علاجه بحثه عن شجون لقائهم زواجهم وصولا الى مرضها لكنه اثر الاحتفاظ بانها مغتصبة او انها كانت تعمل في الملهى انما جعل لقائهما عاديا وان مرض ابتلاء تنهد اباء بتعب يقول:.

ياااه يا كيان بعد مالقيتها سبتها وجييت انت لازم تفضل جمبها هي محتجالك اكثر من اي وقت صدقني ماتسبهاش في عز ضعفها يا صاحبي.
ضغط كيان على فخذ اباء يتسائل:
وانت عامل ايه الدكاترة قالولك ايه عن مراتك.
هربت.
تشدق بها بسخرية مريرة يضيف:
اكيد خافت اول ما تطلع من المشفى ترجعلي عشان كده هربت دورت فكل حته مالقيتهاش انا تعبت حاولت افهمها واعذرهاا بس ليا طاقة تحمل خلصت ما انا كمان بني ادم.

لا يدري بما يواسي رفيقه نظر امامه فأتاه صوت اباء الساخر:
طلعت وتيين هي لي عاملالنا سحر تفريق يا كيان تصدق.
نظر اليه كيان بعدم تصديق ابتعد عنه راكضا الى منزلها بغضب شديد وقد تبخر هدوئه طرق الباب بقوة كان منظره مخيفا بحق بدأ بكسر الباب حينما لم ياته رد بينما راحت تتراجع هي الى الخلف يكاد قلبها ينخلع من مكانه من شده هلعها كسر الباب باحثا عنها وامسكها قائلا:.

تعالي هنا انتي لازم تموتي عشان نخلص الناس من شرك يا حقيرة.
ايوه اقتلها هي دمرت حياتك ودلوقتي جه الدور على صحبتها اقتلها ههههه،
اه لازم تموتي لازم دمرتيلي حياتي وجه الوقت لي اخلص منك.
همهمت بشفتين مرتعشتين وهي ترى اقترابه منها:
كيان ايه لي انت بتقوله ده كيان انا اختك انت بتقرب كده ليه.
لم يستمع لرجائها يرى الايام التي ضرب وحبس فيها بسببها.

كره والدته له واهتمامها بها ضربها كما لم يفعل من قبل لم يشعر بنفسه وهو يسحب حزامه ينزل به على جسدها المكدووم ذاك اغمي عليها منذ فترة لكنه لم ينتبه اتى اسيد راكضا يجذبه من عليها هاله مظهرها تبدو كالاموات نظر اليه كيان ببرود يقول:
مش عايز اشوفها قدامي ماتخليهاش تفكر مجرد تفكير انها تيجي تطلب مني اسامحها.
ايوه كده انت خلتها تحس بجزء من لي كنت تحس بيه وانت تتضرب وانت صغير اخدت حزء من انتقامك.

وغادر مبتسما! يشعر بأنه شفى غليله لكنه ماان وصل الى الباب حتى استدار ينظر اليها بحزن يهمس:
انتي ضعيفة زيي انا كنت كده ماقدرش اوقفها لما بتضربني.
هرول اليها اسيد بقلق يهزها:
وتين قومي قومي.
لارد حملها بسرعة وطار بها الى اقرب مشفى وقلبه ينتفض خوفا من خسارتها وافاد بأن لصا دخل الى المنزل وادى بها الى هذه الحالة.

استيقظت في صباح اليوم التالي تشعر بألم شديد اغمضت عينيها تتذكر هيئة كياان البارحة نظرت في الارجاء فأذ بها وحيدة بكت بحرقة تركها الجميع فجأة وهاقد بدأ الندم يتسرب اليها:
انا لازم اخليهم يسامحوني لازم.
دلف الى الغرفة بعد مدة ناظرا اليها ببرود يردف:
جهزي نفسك هتطلعي دلوقتي يلا.
كان الصمت سيد الموقف داخل تلك السيارة فكسرته هي حينما باغتته بسؤال حذر لا يعلم اجابته:
انت بجد هطلقني يا اسيد.
كنتي فين امبارح.

سؤال اخر باغتها به لاتريد الاجابة عليه كرر سؤاله باصرار:
كنتي فين امبارح لاني لما جيت كنتي لابسة حجابك وتابع بسخرية:
روحتيله صح روحتي لحبيب القلب وحشك اكييد
اوقف سيارته بجانب الطريق راته يضغط على ذلك المقود حتى ابيضت يداه انكمشت على نفسها ملتصقة بالباب حانت منه التفاتة صغيرة لها واجاب بعتاب:
ليه كده يا وتين ليه انتي لي وصلتينا لكده.
انفجرت تبكي بحرقة من كثرة الضغط الذي شعرت به الايام الفارطة.

بتعيطي ليه دلوقتي العياط مش هيغير حاجة.
اجابته بارتجاف بصوت مبحوح:
مخنوقة نفسي اهرب من هنا لمكان معرفش فيه حد تعبت خلاص وكمان جسمي واجعني اوي الي شوفته امبارح مكنش كيان مستحيل كيان يعمل فيا كده.
اخذ نفسا عميقا يحاول ترتيب افكاره المشتته:
طب عايزة ايه دلوقتي حطيتيني فموقف صعب اعمل ايه قوليلي معتقدش هقدر اعاملك زي الاول في حاجة فعلاقتنا اتكسرت يا وتين وانتي لي كسرتيها.
امسكت يده بلهفة تضيف برجاء:.

طب اهدى ايه رأيك نبعد فترة فكر بالراحة وبعدها انا هحترم قرارك ايا كان ارجووك اديلي فرصة اثبتلك اني ندمت والله.
لم يجبها وتابع القيادة الى ان وصل الى منزل والدها نظرت اليه بتردد و احتضنته تقول بحزن:
مغناها قررت اننا نطلق اسفة على كل حاجة حتى على تصرفي ده هتوحشني يا اسيد.

لثمت شفتيه ودخلت الى المنزل وما ان رأت والدها حتى ارتمت تبكي بين احضانه بندم حقيقي! احتواها لثاني مرة بحنان ابوي حقيقي لاطالما كانت تتمناه راح
يهدئها وقد قلق من منظر وجهها الذي تغطيه الكدمات.
بينما هو في الخارج شارد في افكاره لم يكن يريد لاول تقارب بينهما ان يكون بهذه الطريقة
اسف يا وتين اسف.
غمغم بها وهو يبتعد عن المنزل!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة