قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثلاثون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثلاثون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثلاثون

اسندت رأسها على زجاج نافذة السيارة ودموعها لا تنفك عن التساقط تشعر بالاختناق شئ ما يطبق على صدرها حانت منه إلتفاته اليها اوقف السيارة بعد مده يقول بهدوء:
شجون وصلنا انزلي.
ترجلت من السيارة تحاول ترتيب الكلمات التي ستقولها
استرجاع ما مضى شئ صعب بالنسبة لها.
خلينا نقعد هنا لو سمحتي.
سارت خلفه باستسلام وقد اختار مكان بعيد عن الضوضاء تنهد ناظرا امامه ثم استدار يقول:.

ممكن دلوقتي تشرحيلي ايه لي خلاكي كده حصلك ايه اهلك فين.
ابتسمت بسخرية واجابته بنبرة مغلفة بالمرارة:
اهلي! انا مليش اهل لانهم اتخلوا عني من زمان.
استشف عدم رغبتها في الحديث فاردف:
طب وحدة وحدة ابدي من الاول.
اومئت بايجاب تضيف قائلة وهي تنظر امامها الى الاطفال الذي يلعبون في الجوار:.

انا كنت قاعدة في بيتنا بعد ما ماما وبابا اطلقوا ماعداش شهر ماما طلبت مني الم هدومي ورمتني عند بابا كان بيسكر طينة انا كنت بموت من الخوف لانه كان بيضربني كنت ببقا مجبورة اسنده واوصله لاوضته بعدها بشهر رماني عند جدتي وسافر عيطت واترجيته مايسبنيش بس راح.
حاولت التقاط انفاسها واشارت الى تلك الطفلة تقول بغيرة:
انا كان المفروض ابقى زيها بس هما حرموني من طفولتي.

لم يخفى عليه الالم الذي احتضن عباراتها تلك ولا نظرة الحسد لاولئك الاطفال بينما تابعت تقول بقهر:
كنت قاعدة عند جدتي كان طيبة اوي هو كان بيتصل بيها عشان يبعتلي فلوس بس لما بمسك الفون بيفصل مايرضيش يكلمني احيانا كنت بسمع تيته تلومه بس يقولها انه معندوش بنت الكلمة دي كانت بتدبحني انا ذنبي ايه ماعملتش حاجة والله.
تدخل مردفا بقلق حينما راى انفعالها يزداد:
طب اهدي لو مش عايزة تحكي خلاص.

هزت راسها بالنفي تتابع:
لاء انا عايزة اكمل انا عايزه احكي كل لي جوايا.
الشهور لي عشتهم مع جدتي كانوا اجمل ايام حياتي بس كنت عارفة انه فرحتي مش هتكمل لي كانت بتحضني لما بخاف لما بعيط ماتت.
اختنقت عباراتها وهي تتذكر موت جدتها بين احضانها نظرت اليه باعين دامعة تقول:
كانت كل ليله بتحكيلي حدوته بس ماتت بين ايديا انا كنت مصدومة فكرتها نايمة.
اضاف بحذر حينما راى تحول عينيها لاحمر القاني و صمتها المريب:.

طب وبعدها ايه لي جرى.
سرت قشعريرة على كامل جسدها وحاولت التحكم بارتجافتها لكنها اخفقت احتضنت نفسها ولفت اذرعها حولها واعينها تزيغ في المكان واجابت بعد ان ابتلعت ما في جوفها:.

جه عمي كنت فكراه بيحبني بس هو طلع حقير مضاني ورق مكنتش عارفة ايه هو واخدني لمرت خالي لي كانت كل يوم تذل فيا كان بابا اوقات يجي يزورني بس بحس كأنه مجبور يعمل كده واول ماسافر تاني هي طردتني ملقتش مكان اروحله رجعت لبيت تيته كنت كل ليله بموت من خوفي وانا هناك صدقني كنت حتى بتخيل تيته بتحضني وتنيمني وجه اليوم لي مش قادرة انساه ومش عايزة افتكره.

اراحت وجهها بين كفيها تبكي بحرقة بينما لم يجد هو كيف يواسيها واكتفى بأن يربت على ضهرها علها ترتاح انتفضت على لمسته تقول بحرقة:
كنت نايمة محستش بيهم لما جم حاولت اقاوم صدقني كانو اتنين اترجتهم يسبوني بس كل ما اصرخ هما بيضحكوا اكثر ماكنوش طبيعيين.
اردفت باختناق تحاول اجبار نفسها على متابعة سرد مأساتها:.

هما كانو وحوش انا مكنتش فاهمة حاجة كنت يادوب 15 سنة كنت بموت حرفيا مع كل لمسة منهم عملوا لي عملوه فيا كرهت نفسي وجسمي كنت قرفانه بكيت الدم ساعتها وطلعوا ممكنتش قادرة حتى اخد نفسي كنت خايفة يرجعوا
ارتفعت ضحكاتها فجأة تقول:.

جه عمي الصبح ضربني وبهدلني قال ايه فضحته و بعدها جاب ورق انه البيت رجع باسمه وساعتها عرفت هو مضاني على ايه طردني كنت غرقانه فدمي نمت في الشارع كلهم كانه بيبصولي على اني بس مش بايدي والله.
كور قبضته بغضب يحاول السيطرة على مايدوور بداخله وتابع منصتا لما ترويه.

بعدها بقوا بيجوني كل يوم ولو انا مارحتلهمش هما يجوني وفي يوم جت مره حضنتني طبطبت عليا قالتلي هربيكي تعالي اشتغلي معايا وافقت وبعدها كله جه على دماغي مكنتش اعرف ايه طبيعة الشغل وقتها.
نظرت اليه تمسك كفه تقول:
انت مش هتقدر تتخيل حالتي كانت ازاي بعد كل ليلة
واضافت تتساءل:
تقدر تعيش قرفان من نفسك انا عايشة كده.
خلاص كفاية ماتكمليش.
صرخ بها كيان وهو يرى انهيارها لكنها قالت بهستيريا:.

لسه لي جاي اتقل انت متعرفش قابلت واستحملت ناس مريضة ازاي كانو كلاب صعرانه بينهشوا فيا وانا مش من حقي اقول لاء.
باغتها بسؤال تكره اجابته:
ليه ماحولتيش تهربي.
قامت بفرك انفها مبتسمة بألم:
عندك حق ما انا غبية فعلا قولتلي ماحولتش اهرب ليه ها.
رفعت تنورتها تقول:
الحرق ده ليه قولي ها ويا ترى اثار الحزام دي جت منين كده فجاة صح.
ابعدت خصيلات شعرها عن عنقها تضيق بصراخ:.

الجروح دي ليه جاوب ها في كل حته من جسمي ذكرى لمحاولات هروبي وانت تقولي ماهربتيش ليه اه انا غبية فعلا
اغمض عينيه بأسى شل لسانه عن التعبير عاد بها الى مكان عملهما فقالت بارهاق:
انا عايزة انام ممكن تاخدلي اجازة انهارده بعدين هنكفي كلامنا لاني مش قادرة بجد.
اومئ بتفهم وتابع ابتعاد جسدها النحيل المرهق عينيه اتجه الى سيارته ناظرا الى تلك العلبة التي اخذها منها خفية وقام برميها بعيدا يهمس:.

هتتعالجي هطلع السم ده من جسمك.

امعنت النظر جيدا اين هي نائمة بعد ان فتحت مقلتيها ببطئ هذه غرفتها هي واباء! اخر ماتتذكره انه اغمي عليها في منزل اهلها اعتدلت في جلستها ودخل اباء بعد مده وابتسامة عريضة تزين ثغره جلس بجانبها يلثم جبينها نظرت اليه باستغراب مردفة بصوت خافت:
في ايه يا اباء هو انا كنت فبيتنا وفجاة.
قاطعها بوضع ابهامه على شفتها يقول:
تعالي معايا ياقلبي يلا في حاجة لازم تشوفيها.

نظرت الى كفه الممدود لها وشبكت يديها بيم انامله سارت معه بحذر وهو يقول بهدوء:
امشي وحده وحدة يا نبض قلبي.
عصب عينيها امام الباب ابتسمت بحيرة تقول:
هو في ايه بالضبط.
سار بها الى الصالون تحديدا الى تلك الطاولة ونزع من عينيها تلك العصابة يقول بابتسامة:
سنه حلوة يا قلبي كل سنة وانتي طيبة.
التمعت عينيها باعجاب حينما رأت تلك الكعكة المنقوش عليها اسمها بلون من ذهب سارت بعدم تصديق تقول:.

هو انت افتكرت عيد ميلادي يا اباء.
حث الخطى باتجاهها وهو يأخذ بيدها يقول:
اكيد يا حبيبتي لازم افتكر حاولت اطبخ حاجة خفيفة
واشتريت القالب ده على الله الاكل يعجبك بس ماتبصيش للمطبخ لانه مقلووب.
وضعت يدها على ثغرها من الصدمه وقفزت تحتضنه بدموع فصاح يلتقطها بين ذراعيه:
حاسبي يا قلبي انتي مش زي ماكنتي في حاجة جواكي لازم تحافظي عليها.
ابتعدت تنظر له باستغراب وطلب منخا الجلوس يقول:.

انتي لما اغمى عليكي والدتك اتصلت بيا ماتعرفيش انا كنت قلقان اد ايه بس لما عرفت السبب من الدكتورة قلقي راح.
دنا منها يطبع قبله على بطنها يقول:
في حاجة صغننه هنا تخصني يا روحي لازم تاخدي بالك من نفسك ماشي.
وضعت يديها على بطنها بعدم تصديق تقول:
انا حااامل.
تبدلت فرحتها الى قلق هزت راسها بالنفي خافضة راسها فقال بهدوء:
حاسة بايه قوليلي لي جواكي يا قلبي.
تمسكت بكفه تضيف بارتعاش:.

خايفة اوي يا اباء خايفة لو كانت بنت تحس انها وحيدة او انا اتصرف تصرف يخليها تفكر اني مابحبهاش
فاضت عينيها بالدموع فما كان منه الا ان مسحها بابهامه يردف:
بس انتي مش لوحدك انا معاكي يا حبيبتي انا اتمنى تكون بنت فرقتك وجمالك وحلاوتك نربيها سوى.
احتضنته تهمس بعدم تصديق:
بنت الله يا اباء الاحساس ده طلع حلو جدا.
نظر اليها يقول بحب:
ربنا مايحرمني منكو يا حبيبتي.

مر اسبوع كامل عادت وتين الى منزل اهلهاوقد تمت اجراءات طلاقها دخلت تنظر الى والدها بحزن تشرف هي على كل شئ يخصه لكن نظراته لها تؤلمها دنت منه تقول ببكاء:
بابا انت ليه بتعاملني كده اهو انا الوحيدة لي لقيتها لا كيان ولا ماما سألوا عليك.
امسكت كفه تقول باختناق:
انا اسفة لو غلطت فحقك بس انا تعبت ليه بتعمل معايا كده.
اشاح بوجهه بعيدا عنها هزت راسها بحزن واشعلت التلفاز تقول:.

انا عملت لي عليا وهفضل اخدمك لاخر عمري بس عمري ما هسامحك.
دخلت الى غرفتها تبكي بصمت وقررت شيئا ما بينما بقي هو يتابع احد البرامج بلا مبالاة استوقفته تلك الموعضة وانصت بتركيز.
زمان مكنش في حد يحب خلفة البنات لانهم بيحسوها عار بس جه النبي عليه الصلاة والسلام وقال في مفهموم الحديث:
الي بيخلف 3 بنات ويعلمهم ويجوزهم ويرحمهم بيدخلوه الجنة
تابع مهاب تلك الموعضة بشئ من الاهتمام حيث قال احدهم:.

انا عندي بس اتنين. ابتسم الشيخ وقال:
النبي قال: ابو البنتين يدخل الجنه.
نطق ثالثهم بشئ من الحزن والتمني:
انا عندي بنت وحدة وبس ومش بعاملها كويس.
برده ابو البنت من اهل الجنه.
النبي والاسلام خلوا البنت اقرب سكه ندخل بيها الجنة فليه نقسى عليهم وهو قال: رفقا بالقوارير فمين احنا عشان نقسى عليهم.
لم يشعر مهاب بذلك الدمع الذي سقط عفويا من عينيه نظر الى باب غرفتها الذي فتح فقالت بانكسار:.

مع السلامة يا والدي مش هبقى فمكان مش وجودي مش مرغوب فيه.
لثمت جبينه وكفه وقام باحتضانها لاول مره يقول برجاء:
ماتمشيش انا آسف يا بنتي.
صدمت من فعله لكن اصرارها على الرحيل كان اقوى ابتعدت عنه ببرود مصطنع تقول:
صعب اغفرلك يا بابا بس هحاول صدقني مع السلامة.
اولته ضهرها تحاول كتم شهقاتها بينما نظر في اثرها بحزن يهمس بندم:
عرفت قيمتك متأخر يا بنتي.

سارت بلا هواده تكفكف دموعها لاتنكر شعور الغبطة والسعادة حينما احتضنها والدها فتلك اول مرة! فكرت مليا الى اين ستذهب وهل عليها العوده تابعت سيرها الى ان وصلت الى منزل إباء ترددت لوهلة في رفع يدها وطرق الباب ثم مدت يدها بارتجاف ورنت الجرس.
في الداخل تمطعت هي بكسل نظرت فاذ بمكانه فارغ امسكت تلك الورقة الصغيرة وابتسامة هادئة تداعب ثغرها تقرأ.

نبض قلبي انا نزلت فتحت الورشة بقالها فترة واقفه خلي بالك من نفسك ومن نونو بحبك
نظرت الى اعلى تدعو بحرارة:
يارب تكون حياتنا كده على طول.
خيل اليها انها سمعت صوت الجرس يرن وسارت ناحية الباب فاتحه اياه تقلصت عضلات وجهها بانزعاج في بادئ الامر ولم يخف الامر على وتين التي اردفت بحرج:
لو وجودي هيدايقك انا همشي.
استدارت مغادرة لكن اوقفها صوت نبض الهادئ:
اتفضلي يا وتين.

دخلت تجلس بتوتر لا تعلم من اين تبدأ وفي مقابلها جلست نبض طال الصمت بينهم فكسرته نبض قائلة ببرود:
لو جاية تعتذري على لي فات فأنا سبت كل حاجة تمشي زي ما ربنا عايز يعني سامحتك بس صعب نرجع زي الاول.
اومئت وتين بتأييد تضيف:
انا نلت جزائي يا نبض صدقيني وعرفت غلطي حتى حياتي ادمرت مش انتي قلتيلي هتدعي عليا فكل صلاه
ابتسمت بقهر تحاول كبح رغبتها في البكاء وهي تردف:
اهو ربنا اتقبل دعاكي يا نبض مبروك.

لم تعقب نبض وانما قالت:
انتي عاملة ايه وايه لي انتي بتقوليه ده جزاء ايه انا مش عارفة حاجة.
ارتفعت ضحكاتها الى جانب دموعها التي سقطت من محجرهما نظرت اليها نبض بقلق وجلست بجانبها تقول:
وتين انتي كويسة في ايه اهدي.
اجابتها بارتجاف تصرخ بتقطع:.

اه انا كويسة جدا جدا بس انا هعرفك انا اطلقت بعد جواز شهرين عادي بعد ما اتهمني بالخيانة اه وكمان مشفتش يوم حلو وسقطت عادي فيها ايه دي و كل ما اطلع بره الناس بتبصلي على اني واحده متاحة للكل اه ما انا مطلقة وكمان في واحد متقدملي بس مش من حقي اوافق كويسة جدا ولا ابويا لي بقا عايزني فجأة معاه وده مش حبا فيا لاء هو عايز لي يخدمو بعد ما انشل وكيان لي مش بيسال فيا حتى وانتي جاية تزودي عليا وجعي وتلوميني على غلطة صغيرة.

خرجت وتين دون ان تستجيب لنداءات نبض المتكررة
لكن الاخيرة امسكتها تقول:
اهدي اقعدي انتي ممكن تفضلي هنا لحد ماتلاقي مكان تمشيله.
قالت وتين بارهاق باد على ملامحها:
عايزة بس انام ممكن.
تعالي معايا وحاولي تهدي ماتفكريش في حاجة الي ربنا كاتبها هتصير.

نائمة بلا حول لها ولا قوة مرهقة حد الوجع تقلصت عضلات وجهها بانزعاج تصارع كعادتها احد كوابيسها كان هو في الخارج يقف مقابلا لبابها يشعر بالقلق عليها لم يرها منذ مده اتجه ناحية الباب طارقا اياه فلم يأته الاذن بالدخول تضاعف قلقه فدخل مباشره كانت هي تهمهم صارخة باستنجاد:
سيبوني كفاية هموت.
اسرع ناحيتها يحاول ايقاضها بصوت مرتفع نسبيا:
شجون اصحي ده كابوس شجوون.

انتفضت من مكانها تتفقد ثيابها و من حولها وصدرها يعلو ويهبط بوتيرة سريعة فركت انفها تحاول تذكر اين وضعت تلك العلبة سبيلها الوحيد للهروب من الواقع تجاهلت وجوده او بالاحرى لم تره اصلا وبدأت تصيح بعصبية:
هي فين انا مش فاكره حطيتها فين.
تحولت ملامح وجهه للبرود يقول بلا مبالاة:
رمتها لو عايزة الحاجة لي سرقتيها من الصيدلية فأنا رمتها.
استدارت اليه بانفعال تقول وقد بدأ جسدها بالارتعاش:.

انت ايه لي بتقوله ده مين اداك الحق تعمل كده.
اعتدل في وقفته يجيب وهو لا يزال يحتفظ ببروده:
انتي لي ادتيني الحق لما استنجدتي بيا وفاكر لما قلتيلي احميني من نفسي اهو انا بساعدك.
شدت شعر راسها وعينيها تزيغ في المكان وقال:
اطلع بره خلاص مش عايزة مساعدتك.
نظر اليها بغضب يصيح:
مش طالع وهتبطلي تطفحي الزفت ده فاهمة ولا لاء.
ارتمت على فراشها تقظم شفتيها بغضب تجيب بعجز:.

طب انا اعمل ايه دول لي بيخلوني انسى صعب اوقفهم.
جلس بجانبها يستغل هدوئها ذاك يقول:
لاء مش صعب ولا حاجة لو انتي عندك عزيمة مفيش حاجة صعبة صدقيني.
اومئت بايجاب تقول باستسلام:
طب هعمل ايه انا معرفش.
قاطعها بسرعة قائلا:
ماتقلقيش وماتفكريش فأي حاجة سيبيها عليا انا بس اوعديني مش هترجعي لشغلك ومش هترجعي تدوري عالمخدرات تاني.
اومئت بايجاب ثم نظرت اليه بتردد واردفت:
ممكن يعني لو سمحت تديني تلفونك محتجاه ضروري.

ابتسم بهدوء وناولها اياه وخرج ضغطت بارتجاف تبحث
عن اسم مازن فوجدت عيادة بهذا الاسم دونت بسرعة رقمها واخفتها جيدا واعادت الهاتف له تقول:
انا عايزة ابطل بس مش عارفة ازاي بس كمان واثقة فيك
فبهدوء اجاب:
ماتقلقيش هتخفي يا شجون صدقيني.
تابعت ابتعاده وراحت تهمس باختناق:
اسفة يا كيان بس مجبورة انت مش حاسس بلي جوايا
نزلت الاخرى بنشاط تنتظر لقياه فخرج امامها ارتسمت ابتسامة هادئة على ثغرها تقول:
عامل ايه يا كيان.

استدار ناظرا اليها بهدوء يتذكر كلمات طبيب
لو اتجوزت هيكون عندك قوة اكثر انك تواجه مرضك
فراح يجيب:
الحمد لله لو فاضية عايز اكلمك في موضوع مهم كده.
سارت الى جانبه تنتظر مايقوله بفارغ الصبر تنهد مليا
يحاول ايجاد طريقة مناسبة وسرعان ماحسم امره يقول بنبرة سريعة:
بصي انا ماعرفش اتكلم في المواضيع دي ومن الاخر انا معجب بيكي يعني لو تقبلي اطلب ايدك من باباكي.
التمعت عينيها بسعادة عدلت من وضع حجابها بخجل تجيبه:.

بس مش حاسس انك متسرع شوية لو نتعرف لاول على بعض.
احنا هنتعرف لما نتخطب و مش هتقدم دلوقتي غير اما اجهز نفسي حبيت اعرفك بس ها قولتي ايه.
بادلته ابتسامته تلك تهز راسها بايجاب وقد بلغ منها الخجل مبلغه.
اختفت ابتسامتها وحل محلها الحزن حنيما اتاها صوته البارد يردف:
بس لازم تعرفي حاجة انا مريض شيزوفيرينيا يعني لازم تفهمي لو وافقتي انه تصرفاتي بتتغير فهماني.
وضعت يدها فوق كفه تقول بابتسامة متكلفة:.

ماتقلقش يا كيان بس سيبني افكر الاول ماشي.
فهم انها لا تريد جرحه و اومئ بضيق وغادر كل الى عمله.

دخل الى منزله باحثا عنها فوجدها تقف في الطبخ تعد طعام الغداء تدندن بسعادة سار بهدوء محتضنا اياها من الخلف انتفضت صارخة بهلع فقال مهدئا اياها:
اهدي اسف يا حبيبتي مكنتش عايز اخضك.
وضعت يدها على قلبها ترسل اليه نظرات عتاب وقالت:
عديني انا مخصماك.
جثى على ركبته لاثما بطنها يقول:
ماما عنيدة اوي اوعي تكوني زيها يا حبيبتي.
ضحكت ملئ فاهها فقال:
ايه الضحكة الجميلة دي يا جميل.
حمحمت بخجل تردف:.

في عندنا ضيفة هنا يا اباء كنت عايزة اقولك بس تلفونك مقفول.
نظر الى هاتفه فوجد شحنه قد انتهى قطب جبينه باستغراب يتساءل:
ضيفة! مين الضيفة دي.
بصراحة وتين هي كانت تعبانة ومش طبيعية خفت تطلع وتعمل حاجة فنفسها فطلبت منها تقعد هنا لغاية اما تلاقي مكان تروحله.
هز راسه متفهما يردف بروية:
بعدين هروح لكيان ونشوف حل للموضوع ده.
واضاف مغيرا مجرى الحديث:
يلا انا جيعان مووت هغير وراجعلك.

دخلت وتين قصد مساعدة نبض واردفت:
باين جوزك بيحبك اوي.
ابتسمت نبض تقول بحسن نية:
كان عوض ليا من ربنا.
اجابتها وتين بنرة يحتضنها الحسد والغيرة خفيت على تلك الساذجة وقالت:
يا بختك يا نبض ربنا يخلكوا لبعض.
اشاحت بنظرها عنها تقارن بين حياتها وحياة نبض تسرب الى داخلها شعور الغيرة وراحت تنظر اليهما من بعيد تتمنى ربع سعادتهما.

اسدل الليل ستاره خرجت خفية عن الجميع استقلت سيارة الاجره حتى السائق شعر بغرابتها اوصلها الى تلك العيادة بعد ان حجزت موعدا مسبقا جلست تنتظر دورها بفارغ الصبر كانت هي آخر دور سمعت اسمها فقامت تسير وتتمنى ان يكون العنوان الصحيح رفع رأسه فإذ بها امامه عقد حاجبيه بضيق
وامر الممرضة بعدم ادخال احد جلست وهي تحاول التحكم في ارتجافة جسدها فأتاها صوته الساخر يقول:
بتشتكي من ايه يا آنسة.

شدد على اخر كلمة قصد استفزازه رمقته بنظرات نارية حاولت الهدوء قدر الامكان واجابت بخفوت:
عايزة تديني من الدوا لي ادتهولي آخر مره.
ايه المقابل بقا كل حاجة وليها ثمن.
تشدق بهذه الكلمات وهو يتفحصها بنظرات اثارت الاشمئزاز بداخلها لكنها اجابت باذعان:
الي انت عايزه.

سار نحوها ومع كل خطوة ترتفع دقات قلبها هلعا لان سيذهب وعدها الى كيان هباءا منثورا توقف ولا يفصله عنها سوى القليل من السنتمترات دنا منها وانفاسه تداعب جيدها وقال بوقاحة:
عايزك.
اغمضت عينيها وقد نزلت منها دمعة خائنة ابت البقاء شعرت به يمسحها بابهامه وهو يضيف بصدق استشفته:
مش عارف انا بعمل كده ليه بس كل اما اشوفك ابقى عايزك ليا وبس فيكي حاجة بتشدني مش عارف هي ايه.

كاد يقترب اكثر لكنه قطع كلماته واضاف بحده وهو يتراجع الى الوراء:
يلا قرري بسرعة ممعيش وقت كثير.
اخفظت رأسها وقد امسكت يده تقول بضعف تترجاه:
موافقة بس اديني لي طلبته ارجوك.
فتح احد الابواب هناك هي غرفة يستريح داخلها وطلب منها الدخول وقام باعطائها تلك الحقنة بدأت تبتسم بنشوه بينما هو ابتسم بمكر قائلا:
وقت المقابل دلوقتي عايزك تفكري اني واحد من زباينك وتبسطيني فاهمة والا.

اومئت بايجاب وادت عملها باتقان استيقطت بعد فتره من الزمن تشعر بثقل في رأسها ونظرت الى تلك الورقة المدون عليها رقمه اخذتها و ارتدت ثيابها بحثت عنه ولم تجده خرجت الى الخارج وجدت اخر من تتمنى رؤيته الان امامها ينظر بغضب جامح تجمعت الدموع داخل عينيها تضيف بنبرة اقرب للنحيب:
انا انا آسفة كنت مجبورة والله صدقني.
وصفعة واحده منه كانت كفيلة بان تسقطها ارضا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة