قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الحادي والثلاثون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الحادي والثلاثون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الحادي والثلاثون

لكنه حال دون سقوطها حينما احكم قبضته على ذراعه يصيح:
انتي عارفة انتي اكره حاجة عندي الكدب الكدب يا شجون بتستغفليني
حاول التقاط انفاسه وتابع:
بس انا عرفت هعمل ايه.
سحبها من ذراعها حتى وصل الى السيارة جلست بجانبه ولاتزال يدها على وجنتها لم تنطق بكلمة فشهقاتها كانت ابلغ من حديث قاد تلك السيارة بسرعة وقدميه تهتزان بانفعال توقف فجأة ضاربا المقود يصرخ بها:
بطلي عياط بقا.

وضعت يدها على ثغرها تحاول كتم صوت بكائها مسح على وجهه يحاول ان يهدا ربما الان هو في شخصية غير التي كان بها بالامس اخذ نفسا قدر الامكان واستدار ناحيتها يقول بهدوء نسبي:
جيتي للعيادة دي ليه هسألك لاخر مرة خلينا نتكلم شويه.
مد يده لدرج السيارة وناولها قارورة الماء تلك يردف:
اتفضلي اشربي واغسلي وشك خلينا نتفاهم بهدوء.
مدت يدها بارتجاف ولم تنظر اليه فعلت ما طلبه منها واضافت بارتجاف:.

انت ازاي تمد ايدك عليا يا كيان وتضربني بالقلم.
نظر الى خدها الذي بدأت معالم اصابعه تظهر عليه وقال بأسف:
مش عارف انا عملت كده ازاي بس انتي لي خرجتيني عن شعوري من ناحية بتطلبي مني اقف معاكي وبتقوليلي انك واثقة فيا وانك هتحاولي قد ماتقدري تقاومي ومن ناحية بتكدبي عليا عارف انه صعب توقفي من اول مره بس مش بالطريقة دي وبعدين قوليلي قضيتي الليل كله جوا العيادة ليه.

رفعت رأسها ناظرة اليه بانكسار وقد خرجت كلمات خافته من ثغرها:
انا كنت قاعدة بره وجيت عشان عشان يكتبولي روشته لانه الصيدليه مش بتدي الدوا ده غير بروشته بس رفضه فضلت هنا اتحايل عليهم ومحدش سمعني.
كانت كذبه يمكن تصديقها اومئ بتفهم وتابع مردفا:
في اسئلة جوايا انت هتجاوبيني عليها خرجتي من الملهى وشغلك ازاي من غير ما يدوروا عليكي وايدك كانت انكسرت ازاي.
نظر الى يدها التي اصبحت سليمه وتابع:.

متكدبيش عليا تاني يا شجون وقولي الحقيقة.
اسندت رأسها على كرسي ربما لامفر من سرد بعض من الحقيقة حركت يدها ببطئ تجيبه:
كنت هربت بعد ما كان في حد بلغ البوليس عالملهى وحاولت انتحر ورميت نفسي قدام عربية كانت جاية وصحيت بعدها لقيتني في المشفى وبعدها انت عارف الباقي.
لم يجب اتصل بإباء طالبا منه القدوم اليه ونظر اليها وتشدق قائلا:
من دلوقتي اعتبري نفسك مفصولة انتي لازم تخفي الاول
وانا لقيت طريقة هتخفي بيها.

لم تكن لها قدرة على الجدال فاومئت مؤيده له وسرعان ما غطت في نوم عميق.
نزل كيان بعد ان اغلق السيارة انتظر حتى ظهر له إباء
عارف اني تقلت عليك بس عايز منك مفتاح بيتك لي عالجبل.
هز رأسه بابتسامة يجيبه:
متقولش كده يا كيان بس كنت عايز اكلمك في موضوع.
اكيد خير هو في حاجة.
مش عارف اقولك ايه بس وتين جت لنبض كانت تعبانة وهي دلوقتي قاعدة عندنا انت ليه مش بتهتم بيها يا كيان هو انتوا متخاصمين.

وضع يده على كتف اباء يقول:
ممكن تخليها اليومين دول عندكو لغاية اما انظم اموري انا بدور على بيت اجار وتقريبا لقيته.
قاطعه اباء يضيف متفهما:
ماتقلقش هي اختي وان شاء لله خير.
وصل الى منزل اباء نزل ناحيتها فاتحا الباب تمعن النظر بها وجه مرهق نحيل مائل الى الاصفرار تنهد بثقل يهمس وهو يهزها ببطئ:
شجون اصحي احنا وصلنا.

فتحت عينيها تقابلت نظراتهما لدقائق كانت نظراته لها عتاب ابتلعت ريقها تقول بخفوت وهي لا تزال تحدق به:
في حاجة لازم اقولهالك.
خلينا ندخل الاول وبعدها نشوف.
تشوشت الرؤية امامها قليلا ففركت عينيها قليلا اتاها صوته الهادئ سائلا:
انتي كويسة في حاجة.
عادت رؤيتها طبيعية فأجابته نافية:
ها لا مفيش.
ولجا الى الداخل امسك بكفها يقول:
تعالي معايا جوا.
سارت ورائه بإذعان دخل بها الى احد الغرف وقال:.

استنيني هنا راجعلك ماشي.
لم تفهم نظرة الاسف التي جالت بعينيه لوهلة حتى رأته بغلق الباب بالمفتاح فهمت مايفكر به فركضت الى الباب طارقة اياه بقوة تصيح برجاء:
كيان افتح ماتعملش فيا كده ارجوك.
كور يده يحاول الثبات على رأيه وهو يجيبها:
دي الطريقة الوحيدة لي هتخلي جسمك ينظف من السم لي بتتعاطيه.
سارت بتعثر من فرط انفعالها الى حقيبتها اليدوية وتنهد براحة وهي تحتضنها:
كويس انه مانتبهلهاش.

سمعا الجرس يرن فأردفت وتين بهدوء:
انتي ارتاحي انا هفتح.
اتجهت الى الباب فاتحة اياه واخفضت رأسها بحرج تضيف:
اهلا يا طنط عاملة ايه اتفضلي.
دخلت احسان معها الى الداخل مستغربة من وجود وتين
ولم تعقب اتجهت وتين الى غرفتها والاخرى الى ابنتها
رحبت بها نبض بهدوء لكن مازال الجفاء بينهما نظرت اليها تقول:
هي وتين بتعمل عندك ايه يا بنتي.
هتقعد عندي كذا يوم ياماما لغاية ماتلاقي مكان تروحله.

تابعت احسان بانزعاج تردف:
انتي هبلة يا بنتي طيبة قلبك دي لي هتوديكي فداهية.
وليه بتقولي كده يا ماما فيها ايه دي.
لوت احسان فمها بامتعاض تحاول شرح مايجول بخاطرها لتلك الساذجة وكانت وتين تستمع اليهما خلسة
يا بنتي مش من مصلحتك تخلي صحبتك تبات عندك.

انتي مش بتسمعي المشاكل لي بتصير في الزمن ده الي بتخطف جوز صحبتها والي بتحاول تغريه حافظي على بيتك يا بنتي لو كانت متجوزة كنت همشيها عادي متخانقة هي وجوزها وملقتش بيت تقعد فيه انما دي دلوقتي اطلقت يعني هيجي يوم الشيطان يوزها والغيرة صعبة حاولي تمشيها فأسرع وقت وجوزك ماشاء لله عليه الف مين تتمناه.
لم يرق لنبض ما قالته والدتها فأكتفت بإيماءة بسيطة تجيب بايجاز:
ماشي يا ماما هشوف.

كانت كلمات احسان لتلك الواقفة كالسكاكين تغرس في قلبها سارت الى غرفتها ترتدي حجابها واتجهت اليهما تقول باختناق:
نبض انا ماشية الكورنيش مخنوقة عايزة اشم هوا لو اتأخرت ماتقلقيش.
وخرجت دون ان تسمع ردها نظرت الى والدتها بعتاب تقول:
ليه كده يا ماما اكيد سمعت كلامك حرام عليكي.
يا بنتي لو كانت تستحي كانت لمت هدومها بعد ماسمعت كلامي فهماني.
هي رنيم عاملة ايه يا ماما.

قالتها نبض في محاولة منها لتغيير مجرى الحديث فاجابت احسان بضيق:
هتكون عاملة ايه اهي لقت شغل واخوكي الله يرحمه قبل مايموت كان كتبلها البيت والسيارة باسمها وعايشة حياتها.
كويس عالاقل عمل حاجة عدله فحياته.
مش هعيط كفاية بقا.
قالتها وتين في محاولة منها لنسيان كلمات احسان الجارحةجلست مقابلة للبحر حملت هاتفها تريد تفريغ شحنة غضبها به لكن خاب ضنها حينما وجدته قد قام بحضرها فتحت حسابا جديدا وارسلت له رسالة:.

انت مين وليه عملت فيا كده
لم يأتها رد دخلت الى قائمة اصدقائه فوجدت براء من بينهم لم تنتبه له من قبل اشتعلت عينيها بكره وهي ترى صورته ارسلت له طلب صداقة فوافق سريعا بدأت تتراسل معه وتعرف عن نفسها بهوية خاطئة وقالت ممكن اسألك سؤال
فآتاها رده الماجن:
اكيد اسئلي يا حلوة
ارسلت له صورة حساب اياز تكتب متسائلة:.

صاحب الحساب ده تعرفه في الحقيقة انا كنت مرتبطة بيه عالفيس وكان قالي انه هييجي يخطبني ودلوقتي بقاله فتره غايب وانا قلقانه عليه جدا ومش عارفة بدات اشك اذا كان الاسم لي قالهولي صح هو اسمه ايه.
الله يرحمه ويغفرله اصله مات هو اسمه اياز ابراهيم ههه يخطبك ايه هو كان متجوز اكيد كان بيتسلى بيكي تعيشي وتاكلي غيرها يا مزة
ارسلت له رساله تعبر فيها عن غضبها.

اه يا حيوان يا براء لعبته عليا انا وتين ليه عملته فيا كده واتجوزتني ليه طالما مخطط تطلقني بعد شهرين واتفقت مع صاحبك ليه.
اختفت ابتسامة الساخرة وكتب بحنين:
وحشتيني يا وتين بس انا هقولك من حقك تعرفي عملنا كده عشان ننتقم من اخوكي لي كان دايما بيضرب اياز وبيهنا كل اما يشوفنا ودي فكره اياز واهو انتقمنا منه فيكي.
قامت بحظره وهي تتنفس بانفعال باكية:
بس كله جه على دماغي انا.

التمعت عينيها بحقد كرهت كيان كرهت نبض واقسمت على الانتقام:
حياتي اتدمرت بسبب اخوكي اخوكي.
اندفعت بغضبها ذاك الى مكان ما عرفته من احدى صديقاتها خرجت رافعة رأسها بعد مده اتجهت الى منزل والدها تخدمه نهارا كعادتها وعادت الى منزل نبض واباء جلست قليلا في الشرفة ثم دخلت تقوم بجمع اشيائها ودعت نبض قائلة بهدوء:
اسفة لو تقلت عليكي وشكرا ليكي بجد انا راجعة لبيت ابويا.
ابتسمت نبض بحسن نية تجيبها:.

ماتقوليش كده يا وتين.
اه نسيت موبايلي هروح اجيبه خليني اودعك قبل مااروح.
احتضنتها فعلقت اسوارتها بشعر نبض تأوهت الاخيرة فسحبت وتين يدها بقوة وهي تعتذر ودعتها نبض ودخلت لترتاح بينما قامت وتين بالذهاب الى الحمام واخذت شيئا خفية وغادرت الى منزل والدها وصلت بعد مده فوجدته نائما حملت هاتفها متصلة به:
انا موافقة اتجوزك يا استاذ اسيد.

اتجه الى فيلتها فقابله الحارس هناك قطب جبينه باستغراب فهو يراه لاول مره وتشدق متسائلا:
هو صاحبة الفيلا دي موجودة.
لاء يا فندم الفيلا اتباعت من يومين ومالكة الفيلا سافرت ومالهاش نية ترجع هي قالت كده اصل بعيد عنك جالها ايدز.
شحب لون ذلك الواقف امامه وارسل الحارس لها رسالة فهي نبهت عليه اذا قدم ان تخبره ابتسمت بعبث واتصلت بأخر رقم تواصلت به مع شجون انتظرت مليا وقالت:
الو معايا شجون.

لاء رفيقها خير في حاجة!
المهمة لي طلبت مني انفذها تمت والفلوس وصلتني خلاص سلام.
اعتلت ثغره ابتسامة تشفي وارسل الى براء رسالة:
تعيش وتاخد غيرها يا بروو مبروك عليك هتلحق صاحبك قريب .
ابتلع براء ريقه ولازال وجهه شاحبا وصل الى منزله فك ازرار قميصه يتنفس ناظرا الى نفسه بهلع اتجه الى خزنته وتنفس بارتياح كان يضن انه سيتمتع بتلك النقود لكن سيصرفها ليعيش فيالسخرية القدر.
انا هعيش اكيد لسه مااتعديتش اكييد.

في الخارج سار اباء بهدوء قاصدا منزله دخل وعلى ثغره
ابتسامة هادئة يبحث عنها في الارجاء فوجدها نائمة براحة اقترب لاثما جبينها تململت في جلستها تفرك عينيها تقول بصوت مبحوح:
انت جيت امتى هو انا نمت كل ده.
دنا منها ويده تلاعب خصلات شعرها فتراجعت للوراء تقول بتلعثم:
انا هروح احطلك العشاء.
امسك يدها محتضنا اياها يقول بابتسامة عابثة:
بتهربي مني انا يا نبض.
شعرت بانقباضة في قلبها وصعوبة في التنفس فهتفت باختناق:.

ممكن تسيبني هحطلك تاكل.
سيبي الاكل ل.
قاطعته بدفعها له بقوة صارخة بنفور متراجعة الى الوراء:
ابعد عني ابعد ماتلمسنييش.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة