قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثاني

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثاني

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثاني

ظلت نبض تلك الليلة تتقلب في فراشها تفكر ماتلك الاصوات التي سمعتها
وما سر الهيئة التي وجدت عليها اخيها رغم برودة الجو لم يكن يرتدي سوى شورت قصير لازالت تشعر بالخجل والنفور من مظهره.
نبض: خلاص انا مش هفكر في اي حاجة مايهمنيش مليش دعوة بأي حاجة غير نفسي وبس.
في صباح الغد التالي توجهت احسان لايقاظ أياز
احسان: أياز يا ابني قوم يلا. لكن لفت نظرها تعرقه الشديد.

احسان: قوم يا ابني هو انت مريض ولا ايه انت عرقان كده ليه.
أياز بتعب: سيبيني انام دلوقتي مش قايم لاء مش مريض ولا حاجة. كدا بس عرقان من غير سبب قولي لبنتك تجيبلي الفطور هنا جسمي واجعني اوي مش قادر
احسان: حبيبي يا ابني اكيد من الضرب لي اخذتو
الهي يكسر ايديه يا رب
أياز بتوتر: اه ؛ ايوه من الضرب بس مش هسكت.
احسان بعطف امومي: نام يا حبيبي و هروح اصحي نبض تحضرلك الفطور.

أياز بايجاز: تمام. اه وجيبيلي دوا لصداع دماغي هتتفرتك
احسان: حالتك اليومين دول مش عجباني لازم تشوف دكتور شوف عيونك حمر ازاي
أياز: حاضر هشوف دكتور بس مش دلوقتي.
ثم اكمل بهمس: منك لله يا براء هتوديني فداهية
احسان: قلت حاجة يا ابني
أياز: ها لاء ولا حاجة.
في غرفة نبض كانت تفكر كيف ستحاول اقناع والدتها بالامر لكن ليس الان.
دلفت احسان الى الغرفة قائلة: قومي يا بت انتي حضري الفطار لاخوكي ووديهولو يلا.

نبض: حاضر يا ماما حاجة تانية
احسان: حاليا لاء بس ماتتأخريش لاحسن هو مش طايق حد
نبض بتبرم: وهو بيطيق حد من امتى يعنى
احسان: يا بنت قومي يا الله ماتبرطميش لاحسن هو على اخرو
هتفت نبض باستسلام: حاضر ياماما حاضر
­
في مكان لم نزره من قبل نجدها جالسة اعلى مكتبها.

ممسكة قدح قهوتها المفضلة بين يديها علها تستمد منه الدفئ الذي افتقدته تتابع بعينيها تلك الابخرة المتصاعدة من فنجان قهوتها تفكر بشرود هل ماستفعله صحيح: ياترا انا صح في لي هعملو ده؟ اكيد صح ايوة انا الصح
اقنعت نفسها بهذه الكلمات وراحت تشرب القدح الذي بين يديها بتللذ وهي تنظر الى ارجاء المكان نظرة اخيرة نظرة وداع!
­.

في مقهى الحي كان يجلس و الجمود يكسو وجهه لايفهم من ملامحه شئ حتى مر بجواره عائلة فاشتعلت عيناه بغضب و حقد لكنه حاول جاهدا التحكم في نفسه قدر الامكان تتبع تلك العائلة بعينيه يحسد ابنهم ذاك
الطفل بدلع: ماما شيليني انا تعبان
انحنت الام الى مستواه قائلة بعد ان طبعت قبلة على جبينه: تعال يا حبيبي بما انو اول يوم مدرسة هدلعك يلا اووبا.

الاب بعد ان بعثر شعر ابنه بمداعبة: ادلع يا حبيبي حقك ها عايزك تكون اشطر حد بين صحابك عشان افتخر بيك و هجيبلك لي انت عايزو
الطفل: حاضر هكون زي ما انت عايز يا بابي
ثم ارتفعت ضحكاتهم بسعادة، اشاح كيان بوجهه وعينيه بعيدا عنهم و قد لاح في مذكرته شبح ماضيه.

Flach Back:
كيان بتردد وشئ من الحزن: بابا هو ماما مابتحبنيش ليه
تفاجأ مهاب واستغرب من سؤاله
مهاب: نعم! ايه الكلام ده يا كيان
انزل الطفل رأسه وقال بشئ من الانكسار: اانا اانا سمعتها مرة قالتلك مش طايقاه
مهاب: كانت تقصد حد تاني يا كيان مش انت وبعدين انت كنت بتجسس علينا ولا ايه اصلا انت منين بتجيب الكلام ده بتحبك بتحبك مش هي والدتك بردو في ام مابتحبش ضناها.

رفع كيان رأسه واستدار ليرى والدته تطعم اخته الصغرى و تلعب معها
فقال بغيرة: بس هي ليه دايما بتأكل اختي وتلعب معاها وتلبسها وانا لما بروحلها تطردني او تتحجج باي حاجة
اجابه مهاب قائلا حاولا اقناعه: علشان انت راجل ماتقارنش نفسك بالبنت لي هناك دي هي بنت يعني لازم نراعيها عشان ماتتمردش علينا لازم نهتم بيها عشان متغلط وتحط راسنا في طين انما انت راجل لازم نقسى عليك لحتى تطلع جدع.

تبسم كيان بفرح من كلام والده والتمعت عيناه ببراءة: صح انا راجل يعني كبرت
مهاب: ايوه شاطر يلا تعال بسرعة انا ورايا شغل خليني اجهزك علشان انزل.
ثم مد يده واخرج بعض الاوراق النقدية وقال: خد ده مصروفك
كيان بسعادة: شكرا جدا جدا
مهاب باستغراب: ايه يا ابني هو اول مرة تاخذ مصروف ولا ايه
رمقه كيان بحيرة: ايوه دي اول مرة.

مهاب بصدمة: ازاي انا ك بتر عبارته عندما ادرك مايحدث مهاب بهدوء: تمام يا حبيبي انت من دلوقتي هتاخد مصروف من عندي.
اومئ بايجاب ولكن مازالت بعض الاسئلة في ذهنه لماذا دائما والده من يجهزه للمدرسة حتى اول يوم مدرسة ذهب وحده فوالده يلبسه و يرسله وحده والدته لم تتطوع يوما لفعل هذا
مهاب: يلا يا كيان خليني احطلك تفطر عشان تمشي
كيان: لاء روح انت عشان ماتتأخرش انا راجل هعرف احط لنفسي.
ابتسم مهاب ثم توجه للخارج.

توجه كيان والغبطة تغمره من كلماته والده وبينما هو يسكب الشاي سال معظمه على الطاولة ارتجف من الخوف فهو خير من يعرف غضب والدته انتفض على صرختها باسمه
اجلال: كياااااااان.
اقتربت منه فازدادت ارتجافته وامسكته من اذنه تضغط عليها بقوة حتى شعر بأنها قد اخذتها بين اصابعها: انت بني ادم ولا حيوان ها ايه ده انت اعمى ولا مش بتشوف ولا ايه
كيان بتبرير: سسامحييني ببس سرحت شويا همسحو حالا.

اجلال: اخرس ماسمعلكش صوت وبعدين تعالا هنا مدت يديها الى جيب بنطاله واخرجت النقود قائلة: هاتهم هنا انت مش هيلزموك ادي
كيان باحتجاج: لاء هاتيهم بابا ادهملي عشان انا شاطر
كان جوابها صفعة نزلت على خده اطرحته ارضا: قليل ادب اطلع برا مفيش فطار يلا غور
مسح كيان عينيه التي امتلأت بالدموع وذهب الى المدرسة وهو يردد تباعا: انا راجل زي ما قال بابا الرجالة مابتبكيش مابتعيطش
Back.

بدات يدا كيان بالارتجاف و صدره يعلو ويهبط بشده من شدة الانفعال اغمض عينيه في محاولة يائسة لاستعادة انفاسه: انا لازم ابعد مش هقدر اكمل هنا خلاص تعبت. و كور قبضته وهو يضغط عليها بقوة.
­
توجهت نبض الى غرفة اخيها ووتيرة تنفسها ترتفع بشكل ملحوظ تخشى ان يصدر منها خطأ غير مقصود يغضب شقيقها.
نبض: انا هحط الفطار و اطلع كدا بس سهلة اهدي يا نبض اهدي ريلاكس.

قالت هذه الكلمات ثم طرقت الباب فسمعت صوته يأذن لها بالدخول
أياز: اتأخرتي كدا ليه ها اقربي هنا يلا انا جعان
نبض بهدوء: حاضر الفطار اهو. ثم وضعت الصينية في الكومود
ثم اردفت: عايز حاجة تانية ولا اروح
أياز بهدوء: شايفة الكرسي لي هناك ده جيبيه و قعدي قصادي لغاية مااخلص يا نبضي
نظرت له باستغراب هذا الهدوء الجديد عليها و تدليعه لها بذلك الاسم زادا من توترها: وورايا ششغل
صاح بعصبية اجفلت منها: قلت ايه.

ثم اكمل ببطئ: مابحبش اعيد كلامي مرتين فاهمة
اومئت بصمت و جلست مخفضة رأسها وهي تضغط على يدها بتوتر لماذا هذا الطلب الغريب منه وبينما هي شاردة شعرت بأصابعه تتحس على وجنتها: وجعتك اوي؟ ارتجفت للمسته فقد ظنت انه سيضربها و ابعدت وجهها عنه وقد انكمشت ملامحها بخوف يتخلله نفور حاولت اخفائه فلمسته لم تكن بريئة ابدا: لأاء ععادي
ارتجفت مرة اخرى حينما قال بصراخ: قلت وجعتك؟
اردفت بخوف: ايوة.

ابتسم برضا وقال: قربي انا عارف ازاي هخففلك الوجع رمقته بحيرة فقال بنفاذ صبر: قلت قربي.
دنت منه بخوف هي لم تكن قريبة منه الى تلك الدرجة تهابه بشدة لما يفعل ذلك كانت تحرص دائما على عدم التواجد معه بمكان واحد ولكن قاطع تفكيرها شفتيه التي لثمت خدها ببطئ قريبا من شفاهها ويتحسسها بلسانه جحظت عينيها بصدمة ولم تشعر بنفسها الا وقد رفعت يديها وهوت بها على خده قائلة بارتجاف: انننت ععملت كددا لييه.

رفعت عينيها لترتفع دقات قلبها تشعر بقلبها يكاد يمزق قفصها الصدري راحت تزحف الى الخلف ببطئ منظره لا يوحي بأنه ينوي على خير تلك النظرة في عينيه تعرفها جيدا ذلك السواد القابع بهما لا يمكن ان تنساه هزت رأسها بعنف حينما أخذها ذلك الموقف الى ذكرى حاولت نسيانها نعم الحادثة التي تسببت في صعوبة نطقها.

Flach Back:
كانت الصغيرة ذات 6 سنوات تدندن مع كلمات الاغنية التي فتحتها من هاتف والدتها بسعادة لكنها ابتلعت باقي حروفها داخل جوفها حينما سمعت صوته يصرخ بالقرب منها: يا كلبة انتي يا اطفي ام ل
ثم امسكها من خصلات شعرها يهزها بقوة.

نبض بشئ من القوة فهي كانت فتاة قوية الشخصية لكنه هشمها رويدا رويدا: بس دي مجلد (مجرد)اغنية كنت بسمعها و انا بلسم(برسم) شعرت بطنين في اذنها ورأسها نتيجة تلك الصفعة التي تلقتها: بتردي عليا يا انتي هتشوفي هخليكي مش تفتحي بقك خالص مش تغني بس.

و اتجه الى المدفأة وقام بالتقاط جمرة هناك بالملقط الحديدي كان مظهره كأن ابليس تلبسه لم يكن طبيعيا ابدا عيناه تهتزان باستمرار عروقه بارزة ووجه محمر صدره يعلو ويهبط يداها ترتجفان ومهما كانت قوتها بمجرد رؤيتها له على تلك الحالة تداعت قوتها و بدات بالبكا اتجه ناحيتها و قد قبض على فكها بيده وهو يضغط عليه بقوة: افتحي يا افتحي. اهتزت حدقتيها بفزع لااحد هنا سواهما لم تشعر بشئ الا بتلك الجمرة في فمها ثم استسلامها لتلك الدوامة السوداء و كلمات الطبيب بعد ان فتحت عينيها: كان لازم ماتخليهاش لوحدها يا مدام بنت صغيرة بالعمر ده تسيبيها ووتروحي لجارتك و المدفأة شغالة ده اهمال احمدي ربنا انها جات على اد كدا و انقذتيها كان ممكن تبقا خرساء لابد بس لحقناها هي صحيح مش هتقدر تنطق بشكل كويس بسبب الصدمة و الاصابة لي قدرنا نعالجها منها بنسبة كويسة بس احسن من انها تصير خرساء.

احسان بحرج: ايوه معك حق بس لما لحقت ابني هو لي انقذها لقيتو بيصرخ نبض بلعت جمرة فرحت انا جبتها هنا دغري وانتو عالجتوها بمعرفتكو.
Back.

تكورت على نفسها في الزواية تنتظر حكمه عليها
أياز: بتضربيني يا روح امك انا حتت بنت زيك تمد ايدها عليا
نبض بهلع: و الله ووال له ماقصدش ااناا
إنهال عليها أياز بعدد لا متناهي من الصفعات والسباب اللاذع كان وجهها يستدير بالاتجاه المعاكس مع كل صفعة بدأت تشعر بالخدر في وجهها
حاولت هي الهروب الى غرفتها لكنه كان الاسبق حيث سحبها من قدمها واقفل الباب صاحت نبض باهتياج: لاء لا لا لا لا.

سمعت احسان صوت صراخ فاندفعت الى غرفة أياز تطرق الباب
احسان: أياز يا ابني افتح هتموت في ايدك أياااز
لكنه لم يكن يسمع لحرف حيث التمعت عينيه بشراسة وقال: والله لاندمك على اليوم لي فكرتي فيه تمدي ايدك عليا.

رأته يسحب حزام بنطاله فهتفت ببكاء: ارجوك بلاش لاء ولكن صحب رجائها ذاك صرخات مكتومة بسبب نزول الحزام على جسدها كان يضربها ويعنفها والشرر يتطاير من عينيه ومع كل كلمة يقولها ينزل بالحزام على جسدها توقفت عن المقاومة فهي اصبحت تعلم متى سيتوقف اما بفقدانها الوعي او حينما يتعب او رؤيته لدمائها توقف بعد ان تعب وهو ينهج بقوة و رمى الحزام باهمال ثم ركلها بقدمه وهو يقول: اطلع ولو جيت وشفت خلقتك العكره دي هيكون ليا حساب تاني معاكي واتجه خارجا لم يبالي بنزيفها ولا بشهقاتها المحكوم عليها بالاختناق تلك اغمضت عينيها بألم والعبرات تنساب من عينيها. قامت بتعب وقد رسم ذلك الحزام خطوطا بمختلف الالوان على جسدها تتمايل يمينا ويسارا في محاولة منها لاستعادة توازنها وما ان وصلت للباب حتى ارتمت بين احضان والدتها تبكي بحرقة احتضنتها احسان تلك المرة قائلة: بلاش تعانديه يا نبض انتي عارفة اخوكي عصبي حبتين.

بلاش. رفعت نبض رأسها لوالدتها ورمقتها بعتاب: يعني انا الغلطانة كالعادة. لم تجبها الاخيرة فابتعدت عن والدتها بخيبة واتجهت الى غرفتها وقد بدأ الكره والحقد يتسربان الى قلبها وهما لم يعرفا طريقا الى قلبها يوما.

توقفت سيارة مساءا داخل الحي نزلت هي بروية من داخلها ترمق ءلك المكان الهادئ بفضول ادركت مدى صحة اختيارها الآن
براءة: المكان هنا حلو جدا اكيد قراري صح. رن هاتفها فابتسمت بحب: الو ايوه يا ماما اه وصلت
: انتبهي على حالك يا بنتي وكلنا معاكي وربنا يعينك
: حبيبتي يا ماما سلميلي عالكل
: لا اله الا الله
: محمد رسول لله.

سارت بهدوء وحذر لاستكشاف ذلك المكان كانت تسير بفخر وهي ترى الاعين الفضولية تتجه نحوها تشعر نفسها مميزة فعلا دخلت زقاق ضيق فارغ انقبض قلبها لكنها استعاذت بالله من الشيطان الرجيم مرت بجانب احدهم فرأت تلك النظرة التي تكرهها نظرة السخرية والدونيه اغمضت عينيها هامسة: اهدي يا براءة خليكي فحالك كده ماتهتميش بالصايع ده يلا
همس براء لأياز: اهو اخيرا لقينا حاجة نتسلى بيها.

قام براء بتشغيل احد الاغاني فقال أياز بسخرية: عيب امنا الشيخة هنا بردو مايصحش توتو
براء بتنمر: قول امنا الغولة شوف البتاع لي لبساه ده مخليها زي الخيمة
اياز بلا مبالاة: ياابني تلاقيها مشوهة ولا حاجة.

اغمضت عينيها بألم وقد سقطت دمعة من عينيها استدارت لترمقه بنظرة عميقة ارتبك هو لوهلة فأشاح بوجهه عنها قائلا: يلا يا براء مالناش دعوة بالاشكال ل لي تسد النفس دي اوبا شوف المزة لي هناك دي اهي دول لي بيفتحو النفس. رمقتهم باشمئزاز و رفعت رأسها بإباء قائلة: مالهم المنتقبات ها كفاية اوي عليا لما بعدي من مكان زحمة بيوسعولي افوت زي الاميرات لامؤاخذة يعني انا جيت جنبكو انتو لي مش محترمين اقول ايه بس غير حسبي الله ونعم الوكيل فيك.

أياز ببرود: حاجة تخنق يلا يا شاطرة من هنا امشي العبي بعيد
براءة بانفعال: انت بتكلم بنت بظفرتين ماتحترم نفسك يا بني ادم انت
براء: حاضر يلا يا حاجة غوري من هنا
براءة بشفقة: صدقوني انتو الاتنين صعبانين عليا اوي. عاملين نفسكو رجالة وانتو ولا بلاش اصلا ممعيش وقت للي زيكو.
ثم اولتهما ضهرها وسارت مبتعدة عنهما حامدة ربها انهم لم يقومو بأذيتها.

في منزل مهاب عبد الرحمان
ساندة رأسها على الحائط تراقب المارة في صمت منطفئة انطفاء الشمعة وذابلة ذبول الازهار
وتين: يا ترا حياتي هتتغير ولا لاء. تنهدت بهم ثم تابعت قائلة: هفضل كدا لحد امتى
حتى الشخص الوحيد لي كنت بتسند عليه خذلني و جرحني اوي وانا لدلوقتي مش فاهمة هو ليه عمل كدا
اجلال: يلا يا حبيبتي قومي الغدا جاهز قومي كلي قبل مايجي ابوكي
ابتسمت بألم: حاصر قايمة اهو. ثم قالت بتساؤل: هو كيان رجع.

كشرت اجلال وقالت: وانت تسألي عنو ليه هاه اهو الظاهر اجه
قفزت وتين من مكانها قائلة: انا لازم احكي معاه دلوقتي لازم افهم. كيااان كياان
كان مارا من هناك واغمض عينيه بألم محاولا الصمود استدار لها واردف بجمود: خير عايزه ايه معنديش وقت.

وتين بحزن: انت متغير كده ليه بقالك فترة ها انا عايزة كيان بتع زمان لي كنت بحتمي واتخبى فحضنو ليه كدا كسرتني بالشكل ده منظري وانا بستنجد بيك وانا كلي يقين انك هتنقذني تقوم تقولي سوري ماقدرش اتدخل بين اب يربي بنتو ده من امتى.
ثم اكملت بصراخ ونحيب: ليه يا اخي انا كنت بطمن هنا بوجودك كنت اماني كنت بقول هو لي هيحميني مش هتضرب ولا هتذل ثاني هو لي يخفف وجعي بس انت عملت ايه ها قول.

وراحت تدفعه من صدره مردفة: انت ساكت كده ليه ماتجاوب كنت انت الوحيد لي دايما استناه افضفضلو لي جوايا احكيلو اد ايه انا مخنوقة موجوعة خايفة انت ماتعرفش احساس انك تعيش في بيت اهم حد بالنسبة ليك مش متقبلك رافض وجودك ثم اردفت وقد انكمشت ملامح وجهها بتقزز: شايفك حاجة مقرفة حاجة بتجيب العار لازم تدفنها بالحياة ها انت عارف ده. امسك يديها محاولا تهدأتها وقال بهدوء: مفيش حاجة بس ادتك وش كتير و فهمت انو مش من مصلحتك اجي احوش بابا عنك كل لما بيضربك لازم يربيكي زي ما قال انتي بنت في الآخر الدلع والمياصة مش حلوة عشان ماتفضحيناش ثم اكمل بشئ من القسوة ناظرا الى عينيها بعمق وهو خير من يعلم انه سيجرحها ويضع الملح على الجرح:.

بابا الصح وأد البنات رحمة في المجتمع بتاع آخر زمن ده. افلتت يديها من بين قبضتيه بهدوء وتراجعت الى الخلف قائلة بتوهان: انت مستحيل تكون هو مستحيل انت مش هو. ابتعدت عنه بارتجاف لاتزال واقفة تنظر له عله يمزح كانت تشعر بسكاكين تضرب قلبها مع كل كلمة نطقها و قد بدأت صورة كيان تختفي من امامها وتحل محلها صورة والدها وضعت يديها لتغلق اذنيها وصوت والدها لا يفارقها وهو ينعتها بالعار و بأبشع الالفاظ منذ نعومة اظافرها لكنها تماسكت قائلة بنبرة يغلبها القهر: انت مش هو عمرك ما هتكون زيه. كم آلمته نظرة الخذلان والخوف تلك لقد كسر ما بقي منها هو يعلم مدى حساسيتها من هذا الموضوع مدي اهميته بالنسبة لها لكن اليوم قضى على آخر آمالها اولاها ظهره وهو يرى ان حالة الهلع قد عادت اليها من جديد اي انها افترقت عن هذا الواقع للحظات تنزوي في الزاوية وتغلق عينيها و اذنيها بخوف ويبدأ جسدها بالانتفاض كان كيان من قبل في حالتها هذه يأخذها في حضنه يهون عليها وتهدأ هي وتتشبث به كأنه طوق نجاة لكنه فقد هذا الحق: انا آسف اسف واسرع بالابتعاد عنها. لا تصدق ضنت انها اذا ادعت عودة انهيارها قد يأخذها بين احضانه لكنه اولاها ضهره وقفت وقد شعرت بالارض تميد بها لكنها تماسكت: مش هسامحك ابدا ابدا همست بها وهي تسير بتثاقل الى غرفتها تريد النوم الهرب الى عالم ارحم عالم الاحلام. لكن قبل وصولها سمعت والدها ينده باسمها فاتجهت اليه: نعم يا بابا قالت كلمتها الاخيرة بصعوبة.

وقد شعرت بحرقة في عينيها التي اغرورقت بالدموع
مهاب: غوري من وشي يلا حضريلنا الغدا
هكذا ان ولدت لم ينظر في وجهها ابدا كتمت غصة في حلقها و قالت بإنصياع: حاضر
كيان بوجع وهو يراقبها يعلم انها تقاوم كي لا تنهار: كان لازم اعمل كده مكنش في حاجة هتبعدك عني الا دي عارف اني جرحتك اوي بس كده احسن ليا وليكي صدقيني.

كان آياز شاردا في الخارج لكن قاطع شروده صديقه براء وهو يبتسم بخبث و يقوول: انا عرفت هننتقم من كيان ازاي ولا انت ناوي تسيب حقك لازم ترجعلو لي عملو فيك ده مسح بيك الارض
نظرة له أياز نظرة حادة واردف: ماتقلقش انا فكرت فكذا خطة عشان اوقعو هو بردو مش سهل لازم نلعبها صح.
قال براء بهمس و هو ينظر حوله: ماتخفش انا عارف هنعمل فيه ايه. اقترب أياز منه بفضول: ها نورني يلا قولي.

همس براء في اذنه ببعض الاشياء فالتمعت ي أياز بخبث مخيف: والله انت عليك دماغ انما ايه يا ولا يا براء
قال براء بفخر: ايوه امال ايه. بس كل حاجة وليها وقتها سيبنا منو دلوقتي في سهرة حلوة ف خلينا نروح نضبط مزاجنا شويا
أياز بملل: مع اني عارف سهراتك بس يلا اهو احسن من القرف لي هنا وبعدها نفوق لشغلنا صح.
ملاحضة: نبض عندها تأتأة فأنا هكتب عادي مش كل عبارة تقولها هكتبها بشكل متقطع.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة