قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثالث

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثالث

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثالث

في منزل مهاب عبد الرحمان:
جالسين على الطاولة لتناول الفطور اماهي
تحرك الملعقة في الصحن بشرود.
كيان: وتين حبيبتي انتي ماأكلتيش حاجة.
لا رد سوى انها قامت من مكانها مردفة ببرود
وتين: الحمد لله شبعت اما تكملو ابقو اندهولي.
لم تنظر اليه حتى ؛ اغمض عينيه بغضب حينما سمع والده يصيح بها
مهاب: تعالي هنا يا قليلة الادب
اخوكي بيكلمك.
استدارت لتدخل غرفتها ! كانت في السابق بمجرد.

سماع صوت والدها تتسمر مكانها لكن اليوم لم يعد
يهمها شئ فليذبحها كما يهدد دائما لا يهم.
مهاب بغضب: الحيوانة دي سبتها براحتها يومين
مابقتش تخاف مني والله لاربيها.
كيان: اهدى يا بابا مش كدا سيبها هي بجد تعبانة.
مهاب بغموض: عصبتني بجد بس اهي قريب هخلص منها.
رمقه كيان بحيرة: تخلص منها لي هو ازاي يعني؟!
مهاب بابتسامة: هجوزها.
صاح كيان بذهول: نعم! انت اكيد اتجننت البنت
لسه صغيرة عالجواز انت بتقول ايه.

مهاب ببرود: لاء وقتها مش صغيرة ولا حاجة 18 سنة لي بعمرها عندهم ولدين او ثلاثة
ضرب كيان على الطاولة بقبضته قائلا:
كيان: الجوازة دي مش هتم فاهم ولا لاء.
مهاب بنظرة ذات معنى: ماتنساش انو انت دلوقتي
خلاص مالكش حق تدخل فيها ابدا.
صمت كيان والده محق لايحق له التدخل في
شؤونهم ابدا
كيان: اعمل لي انت عايزو مايهمنيش بس في الاخر دي بنتك حرام تقتلها بالشكل ده.
مهاب ببرود: ماتقولش بنتي انا ماعنديش خلفة العار.

دي انت ابني انت وبس.
في الجانب الاخر كانت تستمع لحواراتهما في الخارج بألم
ومن دون سابق انذار خرجت من غرفتها بعد ان كفكفت عبراتها اتجهت الى والدها ونظرت له قائلة:
انا موافقة اتجوز.
كيان بعصبية: انتي بتقولي ايه انتي اتجننتي.
ابتسمت ببرود مردفة: دي حياتي انا وانا راضية بلي
بيقولو محدش يعرف مصلحتي اكثر منو.
ثم اكملت وقد بدأ صوتها بالاختناق: مش ده كان كلامك
امبارح ولا ايه.

وفرت هاربة من امامه قبل ان تضعف او تنهار.
كيان: ماشي بس انا مش موافق و انا عارف انك
هتندمي على قرارك ده بس ماتجيش تعيطي في الاخر.
ثم خرج من المنزل وهو يكاد لا يرى امامه من فرط غضبه.
جلست وتين تفكر في قرارها هل هو صحيح
وتين: ايوه كده هخلص من العيشة دي من نظرات الاحتقار لي فعنين بابا من الضرب من خوفي اني اعمل حاجة غلط. ثم اردفت وقد التمعت عينيها بأمل: جايز.

العريس هو خلاصي. واكملت حالمة: يا ترا هو هيكون حنين عليا. ثم سرعان مانكمشت ملامحها بعبوس: يا خوفي يكون زي بابا لالا مش هيكون
انا قلبي حاسسني اكيد هرتاح معاه انا هاثبت لبابا
اني مش عار ايوه هتجوز في الحلال و هعيش مرتاحة هحبو هيحسسني اني مش عالة عليه اني عندي قيمة. اني ماتخلقتش اتضرب واقول حاضر وبس. خفق قلبها شدة من كثرة الاحاسيس التي بدأت تجتاحها: اخيرا هرتاح هلاقي لي يسمعني لي يحس.

بيا لي يحضني من غير ما اخاف منو. يا رب يا رب، ومش هرجع البيت ده تاني.

نزل كيان الى الاسفل وهو يحاول تهدئة نفسه.
كيان: خلاص مفيش حاجة لكل ده اهدى.
كلمات والده لازالت تتردد داخل رأسه
مهاب: انت دلوقتي
ملكش حق تدخل فيها ملكش حق ملكش حق.
امسك كيان رأسه بألم وهو يصرخ باهتياج:
انا ذنبي ايه انا معملتش حاجة مش ذنبي.
رآه إباء من بعيد فراح يركض باتجاهه هو يعلم حالة
صديقه جيدا
إباء: اهدى يا كيان يلا هاخدك على مكان انت دايما ترتاح فيه انت عندك مدة مازرتهاش.

عيب كدا وبعدين انت محتاجلها.
رفع كيان عينيه الى رفيقه وقال بتعب
كيان: وديني عندها انا محتجلها هي كانت الحاجة الوحيدة الحلوة فحياتي.
إباء بتعاطف: يلا نروحلها.
كيان: صرلي زمان مارحتلهاش ماحكيتلهاش عشان كده انا مخنوق.
شرد كيان في تلك الانسانة التي كانت كالبلسم على
جراحه لكنه سرعان ما فقدها.

كانت نبض تقوم بأعمال التنظيف لا زال جسمها
يؤلمها لكن ألم الروح اكبر من الم الجسد.
احسان: في ايه يا بنت انتي من الصبح سرحانة
وبتكلمي نفسك في ايه.
نبض بحزن: عايزة اروح ازور بابا كلمي أياز اقنعيه حاولي انا ولا مرة طلبت منك طلب بس دلوقتي محتاجة اروحلو ارجوكي.
احسان: خلاص اهدي هقولو يلا انا هكمل عنك روحي
ارتاحي انتي.
نبض وقد التمعت عينيها بالعبرات: شكرا، بس يا.

رب يوافق اليوم الجمعة عايزة اروح ادعيلو شويا.
احسان: ماشي يا حبيبتي بس اهدي.
نبض ببكاء: وحشني اوي والله من بعدو انكسرت.
حضنتها احسان بعطف امومي قليلا ما تظهره لها
وقالت بتأثر وهي تمسح على ظهرها:
عيطي يا حبيبتي يمكن ترتاحي ادعيلو انتي بالرحمة بس هيوافق ماتقلقيش.
تشبثت نبض اكثر في حضن والدتها كطفل صغير
واجهشت ببكاء مرير كأنها كانت تنتظر منها الإذن للبكاء
فهي قد وصلت الى حافة الانهيار بسبب الكتمان.

راحت تقول وشهقاتها تعلو اكثر فأكثر: هو ليه مات
وسابني وحشني اوي حضنو، كلامو كل حاجة فيه
خلاني امانة عند أياز بس هو مااصنش الامانة كان
ايام مرضو يقولي: الاخ ثمرة عوض بتنضج اكثر بعد وفاة الاب ببس ااناا ملقيتش فأياز العوض.
احسان: اهدي يا بنتي نعمل ايه اخوكي هييجي يوم ويتغير ماتقلقيش.
نبض: طول ماانتي مش بتقفي ضدو مش هيتغير ابدا
احسان: روحي ارتاحي يا حبيبتي. بس لو ماوافقش بلاش تعانديه انتي عارفاه.

نبض بايجاز: تمام.

كان كيان وإباء يسيران فمرا صدفة من جوار أياز وبراء اللذان ما إن رأى كيان حتى التمعت اعينهما بخبث دفين وابتسامة شيطانية.
كيان: هما بيضحكو كدا ليه
إباء: سبنا منهم يلا هنتأخر
كيان: حاضر.
أياز: والله وهتكون ضربة معلم يا براء.
براء: اكيد انا منتظر اليوم ده بفارغ الصبر.
أياز بحسد: حقك تنتظر ما انت لي هذوق الشهد.
ركب كل من كيان وإباء السيارة وانطلقا كان كيان.

شاردا يفكر بحياته متى ستضحك له الحياة كيف سيمنع زيجة اخته تلك راى الاصرار في عينيها لكن قبل ان يفعل شئ عليه ان يفكر بحكمة.
إباء بعد مدة: يلا يا كيان وصلنا
نظر كيان الى الطريق كأنه لم يسمعه.
إباء: كيان انت معايا
كيان: ها اه معاك يلا.
نزلا من السيارة فقال إباء بهدوء: انا هفضل مستنيك
هنا يلا روحلها.
كيان بنبرة مرتجفة: تمام.

داخل المنزل الذي اشترته براءة حديثا.
براءة: ايوة يا ماما انا استقريت و من بكرا هبدأ
اجهز ادعيلي انتي بس اهو بشتغل عليها: تمام يا حبيبتي ربنا يعينك
براءة: امين يا رب ها بابا عامل ايه. اخواتي اخبارهم
ايه: كلنا كويسين ووحشتينا جدا
براءة: انتي عارفة يا ماما اني كان لازم ابعد عشان اقدر اعيش: عارفة يا حبيبتي ربنا يعينك وانا ديما بدعيلك و كلنا
معاكي بس يكمل ابوكي شغلو هنيجي نزورك.

براءة: يا ريت يلا انا لازم اقفل دلوقتي مع السلامة
يا حبيبتي.
اغلقت الهاتف وهي تنظر الى تلك اللافتة التي تفننت
في كتابتها برضا: مصلى البراءة لتحفيظ وتسميع
القرآن الكريم . من بكرا هبدأ بإذن الله تعالى يارب يكون فاتحة خير عليا و ألاقي قبول.

يقال ان نظرة الحب الحقيقية نجدها في المقابر
الدموع الحقيقة نجدها ايضا في القبور كذلك الدعاء من اعماق القلب فلا احد يعرف قيمة الاخر الا اذا فقده فشعور الفقدان شعور بغيض لذا علينا تقديم كل شئ في وقته قبل فوات الاوان فلا جدوى من الاشياء المتأخرة كقبلة على جبين ميت.
جلس كيان امام القبر.

بضعف وهو يمسح على التراب بيده قائلا باختناق: وحشتيني جدا عاملة ايه عارف اني اتأخرت عليكي بس مش بايدي انا تعبان مخنوق
جدا معدتش قادر اكمل هناك عايز امشي بأسرع وقت بس لو مشيت يعني هسيبك وده لي ماقدرش عليه.

ابتسم بعدها بألم وحنين وانامله تتلمس الشاهدة المحفور عليها اسمها: عارف انك عايزة اكملك حصلي ايه ماشي ياستي اهو ورايا ايه غيرك وقفنا فآخر زيارة عملتهالك لما حكيتلك عن امي لما عاقبتني في الحمام وبعدها لما كانت تاخد مني.

مصروفي و اكتشفت انو بابا كان دايما بيديها مصروفي عشان تدهولي بس هي كانت تاخذو تعرفي احساسي وانا بشوف الكل لما يطلع من المدرسة و يشتري لي نفسو فيه وانا لاء فاكر مرة رجعت فرحان جدا جدا ودخلت البيت بنادي ماما ماما شوفي جبت اعلى علامة بصي وانا حامل الورقة فإيدي وبقولها المعلمة ادتني اعلى علامة اهو
تحولت ملامح وجهه للقهر واكمل بوجع: تعرفي
جوابها كان ايه تريقة من لي عملتو.

Flach Back:
اجلال بسخرية: كنت فاكرة انك اخدت علامة كاملة
في الرياضيات او حاجة كده جايلي فرحان بالرسمة دي عطلتني عالفاضي.
ثم رمت الورقة على الارض التي كانت مبتلة بالمياه
فغرقت الورقة بالماء كما آمال ذلك الطفل البريئ ركض كيان وقد بدأت تظهر على وجهه بوادر البكاء.
اجلال: بتعيط ليه دلوقتي.
كيان: الورقة تعبت مية دلوقتي المعلمة هتضربني
اجلال ببرود: احسن.

خرج كيان وهو يمسح دموعه ووضع الورقة قبالة الشمس وانتظر حتى جفت ففرح. سمع صوت والده فركض اليه قائلا ببراءة: بابا شوف العلامة الكاملة.
ابتسم مهاب: كويس، هايل بس لازم باقي المواد كمان اتفقنا.
كيان بفرحة: اتفقنا
Back.

ضحك كيان من بين دموعه وقال وهو يمسح على
وجهه بكفه: طول عمري وانا مخدوع عايش في كذبة
كبيرة بس كنتي انتي لي تهوني عليا سبتيني ليه ها
ليه. واطلق العنان لدموعه المحبوسة عله يرتاح.
لم يكن وحده من فقد عزيزا ففي القرب منه كانت نبض تنتحب بشدة
: انت فين بقالك مدة.

مازرتنيش في المنام وحشتني يا بابا اوي اوي عارف انو أياز ماسبنيش اجي ازورك النهاردة مايهمش هيعمل فيا ايه لما اروح المهم اني جتلك تعال خدني فأقرب وقت ارجوك مش قادرة اتحمل.
كان واقفا بالقرب منها منذ ان رآها داخلة للمقبرة من بعيد
لم يشعر بنفسه الا وهو يتتبعها قلبه يعتصر آلما.

لبكائها عشقها منذ ان كانت تتردد لزيارة والدته التي تعتبرها امها الثانية ومنذ كانت طفلة بظفيرتين يتمنى لو يحضنها و يخفف عنها القليل هو لم يسمع ماتقوله
لكن من الواضح انها مجروحة
إباء بحزن على حالها: يا ريت اقدر اخفف عنك وجع
قلبك ده يا ريت.
شعر بيد على كتفه فاستدار ليجده كيان.
كياان: روحلها كفاية تراقبها من بعيد.
إباء: لاء مش دلوقتي انا مش جاهز ومش عارف ردة فعلها هتكون ازاي. وبعدين اخوها مش هيوافق.

وضعت نبض رأسها على قبر والدها قائلة بتعب وارتجاف: احضني يا بابا احضني جامد.
ثم لم تشعر بنفسها الا وقد غطت في سبات عميق.
جلس كل من كيان و إباء في السيارة كل منهما شارد
في ملكوته الى ان قطع ذلك الشرود إباء الذي قال بقلق: كيان احنا الدنيا عتمت وهي لسا ماطلعتش.
كيان باستغراب: يمكن طلعت وانت ماشفتهاش.
إباء: لاء انا استنيت لدلوقتي لحتى تطلع بس ماطلعتش.
كيان: استنى شويا لو مطلعتش نروحلها
إباء بنفاذ صبر: تمام.

وقد نصب عينيه على بوابة المقبرة.

حسان: يا ابني صرعتني كفاية رايح جاي يمكن راحت للولية ام إباء صرلها زمان مارحتلهاش.
أياز بعصبية: نعم! انا قلت متعتبش بيتهم تاني
لانو الكلب ابنها عينو عليها من زمان. وقلت
مافيش مرواح للمقبرة غير لما انا اقولها روحي. بس
لما تيجي انا عارف هربيها ازاي.
إحسان: اهدى يا ابني اختك تعبانة جايز ماحستش بنفسها
أياز وهو ينظر الى الساعة: الدنيا هتعتم و ل
بنتك ماجاتش طبعا عايزة تمشي على حل شعرها.

انا نازل رايح المقبرة اشوفها.
خرج أياز وهو يتوعد لها: ماشي يا نبض تعصيني
لما قلاقيكي بس.

نزل كل من كيان وإباء من السيارة متوجهين الى قبر والد نبض وجداها ممدة على قبر والدها ساكنة.
فقال اباء بقلق: هي مالها نايمة ومش بتتحرك كده ليه.
نزل إباء الى مستواها قائلا بهدوء: نبض، نبض اصحي
كان وجهها شاحبا مليئا بالكدمات اغمض إباء جفنيه
وهو يرا آثار حزام جلدي على يديها تحكم بانفعالاته وهو ينادي عليها بهدوء: نبض اصحي الوقت اتأخر.

كانت هي نائمة على التربة لكن اخترق اذنيها صوت هادئ من المستحيل ان يناديها اخوها بتلك النبرة المليئة بالدفئ ان ينطق اسمها بذلك الشكل ثم سرعان ماانتفضت جالسة: لاء ابعد كفاية
إباء: اهدي ده كابوس
نبض: في ايه انا فين انتو
مين.
امعنت النظر جيدا اين هي ومن هؤلاء سؤال واحد
يدور في ذهنها هل فعلا جاء الليل جحظت عينيها
بخوف ووقفت قائلة: اااننا اتاخرت لازم امشي.
واولتهما ظهرها مبتعدة
إباء: استني لحظة بس.

نبض بخوف: انتو عايزين مني ايه الوقت اتأخر انا
لازم ارجع.
إباء بهدوء: اهدي احنا مش هنأذيكي تعالي معانا نوصلك احنا جيران ومايصحش ترجعي بالليل لوحدك.
نبض: لااء مستحيل اجي معاكو مايصحش كده.
وقف إباء معترضا طريقها: ماتخافيش يا نبض
صدقيني مش هنأذيكي هنوصلك في طريقنا.
بدأت بالاقتناع فعودتها سيرا كل تلك الطريق ليس بالشئ الصائب.
نبض بتردد: تمام.
اكيان بهمس: نزل عينك يا ابني انت هتاكل البنت
في ايه مش كده.

إباء: مش بايدي والله قلبي بيدق جامد.
كيان بابتسامة: عيب كده اجمد بقا.
كانت هي تشعر بالاحراج من إباء الذي لم ينزل عينيه
من عليها ثم تهامسهما: يا رب انا مجبورة اركب معاهم احميني يا رب.
سارت خلفهما بمسافة لا بأس بها خافضة رأسها تفرك يديها بتوتر حتى وصلو الى السيارة
غيرت رأيها في آخر لحظة: انا اسفة مش هقدر والله ماينف.

استغرب كل من كيان وإباء سكوتها المفاجئ من الحالة التي اصبحت عليها حيث اصفر وجهها وعينيها مثبتة على نقطة ما ورائهما وامتلائها بالدموع بالاضافة الى ارتجاف شفتيها وتراجعها للوراء قائلة بتيه وتقطع: لاء انا هما كنت
نظرا لبعضهما بحيرة وسرعان مااستدارا للوراء ليجدا أياز مندفعا كالثور الهائج صارخا باسمها:
نبضضضضض.

تيبست هي مكانها لا تستطيع الحراك ولم تشعر بنفسها الا واحدهم يسحبها من شعرها اغمضت عينيها بألم محاولة مجاراة خطواته.
انتفض إباء محاولا ابعاده عنها قائلا: مش زي ما انت فاهم اهدى سيب البنت في ايه.
اطلق أياز سراح خصلات نبض واستدار لهما والشرر يتطاير من عينيه: ابعدو عن طريقي دي اختي وانتو هتدفعو الثمن غالي اوي.
كان إباء سيرد عليه لكن اوقف كيان قائلا:.

اهدى يا إباء وسيبو دي اختو بأي صفة هتدخل بينهم انا هتفاهم معاه.
اتجه كيان ناحية أياز: وانت كمان استنى اما تفهم
اختك محترمة وماغلطتش هي جات زارت قبر باباها
وبعدها محستش بنفسها ونامت واحنا خفنا عليها
وعرضنا عليها نوصلها وبعدها جيت انت.
أياز بغموض: اه فهمت
واستدار لنبض قائلا وهو يقبض على ذراعها: امشي
قدامي عالبيت.
تعرف تلك النظرة جيدا كانت.

ستعترض لكن هذا غباء هل تحتمي من اخيها بالغرباء! هذا سخف فأومئت بخضوع ومازال جسدها يرتجف. تتبعها إباء بعينيه مستغربا
حالة رعبها الغير مبرر من وجهة نظره.
إباء: خوفها ده مش طبيعي في حاجة اكيد.
كيان: اهدى خلينا نروح دلوقتي وبعدها نحاول
نفهم.
إباء: خايف يعملها حاجة ده انسان مش طبيعي
وبعدين انت مشفتش وشها مضروب ازاي.
كيان: ماتقلقش في الاخر ده اخوها مستحيل يأذيها ثم اكمل محاولا تهدأته: وبعدين.

لازم تعترفلها انك بتحبها مش تراقبها من بعيد وييجي غيرك ياخدها عالجاهز كده.
إباء بإحباط: دي حتى معرفتنيش
كيان: طبيعي هي صرلها فترة مازارتش والدتك تعرفك ازاي
إباء: امانة بكرا ابعت وتين تطمن عليها.

كان يقود السيارة بسرعة من فرط الغضب اما هي فانتفاضتها من على الكرسي واضحة للعيان فانكمشت على نفسها والتصقت بالباب قائلة بتبرير:
والله ماعملتش حاجة غلط صدقني انا نمت بالغلط
و. اوقف السيارة فجأة لترتد هي الى الامام واستدار
ناحيتها قائلا بشر: عايزة تمشي على حل شعرك يا
هزت راسها نافية: والله مش زي ما انت فاهم.

استدار رأسها للجانب الاخر نتيجة تلك الصفعة آثرت الصمت لعله يتوقف لكن هو أياز يفعل ما تمليه عليه نفسه المريضة حيث امسكها من مؤخرة حجابها وراح يهزها بقوة قائلا: اما نوصل البيت بس.
ثم تابع هو قيادة السيارة
بجمود حتى وصل الى المنزل نزل و استدار ناحية بابها وفتحه ثم هزها بخشونة:
اصحي بلاش دلع يلا وصلنا.
كانت الصورة مشوشة
لكنها استطاعت التماسك نزلت بترنح لازلت تشعر
بارتجاج حتى فتح هو الباب: ادخلي.

ودفعها الى الداخل ركضت احسان اليها قائلة:
كنتي فين يا بنتي قلقتيني عليكي.
رفعت نبض رأسها وقالت وهي تشعر بالدوار مبتسمة بجنون: انا رايحة لبابا.
وابتعدت عن والدتها ببطئ واتجهت الى الحمام
واقفلت الباب قائلة بخواء وصورة والدها امامها وعلى ثغرها ابتسامة غريبة:
جيالك حالا.
راحت تنظر الى ارجاء الحمام بتوهان وبؤبؤ عينيها يهتز
حتى ثبتت عينيها على المرآة وكسرتها نظرت الى تلك
القطعة في يديها وبعينيها بريق عجيب.

انتفضت احسان في الخارج وهي تصيح: اياز
ارجوك اكسر بابا الحمام اختك حالتها ماكانتش طبيعية خايفة تعمل حاجة فنفسها.
أياز: نبض اجبن من انها تنتحر ماتخافيش.
لكن صوت تكسير المرآة جعلهما يركضان الى الحمام
أياز وهو يحاول كسر باب الحمام: افتحي افتحي لسه حسابنا ماخلصش احسن ما ادخل جوا واوريكي.
لا رد وهذا ماجعلهما يتوتران اكثر.
احسان: يلا يا ابني ابوس ايدك.

كرر أياز المحاولة وفتح الباب ما ان دخلا حتى انفجرت نبض ضاحكة بهسترية: شكلكو وانتو خايفين عليا بجد تحفة انا غالية عندكو للدرجة دي ماكنتش اعرف ما تخافوش انا مش هخسر
اخرتي عشانكو انتو.
لكنها سرعان مااستوت بالارض وهي تقع فاقدة للوعي فهي قد تحملت فوق طاقتها.
احسان: بسرعة اتصل بالدكتور الله يكرمك يا أياز.
اياز: دكتور ايه وبعدها هندخل في سين وجيم ومين
عامل فيها كده هوديها لاوضتها و خليها ترتاح.

واوعدك مش هاجي جمبها.
ثم حملها ووضعها على
سريرها ودثرتها والدتها جيدا وتركاها لترتاح.
احسان بعتاب: ليه كده يا ابني بالراحة عليها البنت خلاص هتتجنن
أياز بلا مبالاة: يومين وتنسى بعدين بابا دلعها اوي.

•مهاب: ايوه تنورو مستنيكو الخميس لي جاي تمام
هو احنا هنلاقي زيك فين يا ابني مع السلامة.
كيان: انت بتعمل ايه و بعدين فرحان كده ليه.
مهاب: كنت بتفق مع العريس هييجي امتى خير البر
عاجلو يا ابني.
كيان: ومين سعيد الحظ بقا.
لكن سرعان ماقفز من مكانه بعد سماع اسم العريس واندفع الى غرفة اخته انتفضت هي على دخوله المفاجئ: خير في ايه.
كيان: والله لو وافقتي لاكون قاتلك فاهمة.

وتين بعند: انا خلاص قررت اتخذت قراري وهوافق.
كيان: لما تعرفي مين هو هتغيري رأيك.
وتين: مين ماكان يكون مايهمنيش اهو احسن من عيشتي دي.
كيان: صدقيني هتندمي فكري مرة تانية.
وتين: ماعادش يهمني خلاص يمكن هناك ارتاح.
كيان: ترتاحي ازاي ده واحد وصايع ومثبت البنات بجوازات عرفي تعرفي كم واحدة تأذت بسببو.
وتين: جايز توبتو على ايدي مين عارف.
كيان بيأس: غلطة عمرك لو وافقتي يا وتين.

وتين: الغلطة الوحيدة لي عملتها هي اني فكرتك غير
بابا بس طلعك نسخة منو.
كيان: كل حاجة هتتكشف قريب و هعرفك انا بعمل
كده ليه بس مش دلوقتي وعيدي تفكير في قرارك.
وتين بسخرية: حتى لو غيرت رأيي فكرك ابوك هيسمعني انا وافقت عشان مااعصهوش ويفرغ غضبو عليا وقتها مين لي هيحميني.
كيان: انا هحميكي.
وتين: بجد لا برافو صدقت ودلوقتي انا عايزة نام لو سمحت.
كيان: ماشي يا وتين بس لما تندمي اوعي ترجعيلي.

وانتي بتعيطي. اه نسيت بكرا ابقي روحي زوري نبض
وتين: انا كنت رايحالها من غير ماتقولي صرلها مدة
ماظهرتش هشوفها عاملة ايه.
كيان: تمام وابقي قوليلي بعدها.
وتين: ماشي بس انت عايز تعرف ليه.
كيان بايجاز: بكرا تعرفي.
خرج كيان واتصل بإباء: ماتقلقش بكرا وتين رايحة
وهطمنك عليها اهدى انت بس.

في مكان تتعالى فيه اصوات الموسيقى وادخنة السجائر تملأ المكان واجساد الرجال والاناث شبه متلاحمة في منظر مثير لاشمئزاز كان كل من أياز و براء يعقدان عقد الشيطان لايقاع بكيان وكسره.
أياز: ها انت كلمتو اتفقت معاه صح.
براء: ايوه يا ابني تقول ماصدق.
أياز غامزا بوقاحة: يمكن السلعة مضروبة.
براء: لاء بس هتصير مضروبة امتى بس.
أياز بضحك: حقك البنت قشطة وتتاكل.
براء وهو يمثل الضيق: عيب يا اخ انت تحكي على.

مرات صاحبك كده
أياز وقد انفجر ضاحكا: هتمثل عليا الشرف ولا ايه
وبعدين احنا طابخينها سوى ما انا كمان ليا دور
وهشوف واسمع كل حاجة وماتنساش انا القلب الحنين بعدها.
وسرعان مانفجرا ضاحكين يرمقان اجساد العاهرات
بشهوانية.
براء: في ايه يا أياز انت كثرت شرب لازم تبقى صاحي الليل لسه فأولو.
أياز بثمالة: يا ابني انا مروح اخري قزايز المشروب ده
مش زيك مليش في القرف لي بتعملو.

براء بسخرية: هو انت لي نظيف وانا لوبعدين كلو بثمنو.
اياز: يلا سلام.
بعد مدة وصل أياز الى المنزل وهو يترنح يمينا ويسارا ودخل الى غرفة ما وقد املى له الشيطان مايفعله
حيث كان الباب مواربا.
أياز: والله وعليكي حتت
جسم انما ايه يا بت الايه. كل هذا وهو يرمقها بشهوانية ناسيا كل مبادئه ودينه. دنا منها بتثاقل بسبب سكره ومد يده ليتلمس وجهها. تململت هي قليلا لينزاح الغطاء عن جزئها العلوي مما زاد من.

التماع عينيه اقترب ودس رأسه في ثنايا عنقها يلثمه بنهم واشتم عطرها بتللذ يثير الاشمئزاز فتحت عينيهاومازال عليهما آثار النعاس بعد ان شعرت بنغرات في رقبتها ظنت انها تحلم لكن سرعان مانتفضت صارخة وهي تشتم رائحة الخمر
نبض وهي تدفعه بضعف فقد شلت اطرافها الصدمة
نبض: ارجوك احصى اصحى انت مش في وعيك ارجوك.
أياز: اهدي يا حبيبتي مش هتتوجعي انتي طاوعيني بس
نبض بنحيب وقد انسحبت الى زاوية السرير.

: اصحى ابوس ايدك اصحى كده غلط ارجوك.
أياز وقد قبض على ذراعها ويده تتلمس كل انش من وجهها: ماتخافيش يا حبيبتي كل حاجة هتكون بالراحة.
ودفعها الى السرير محاولا اعتلائها واقتناص عذرية
شفتيها بعد ان كبل يديها اعلى رأسها بكفيه
اجفلت هي من ايحائاته المقرفة تلك وقالت بتهديد وهي تتحرك بهستيرية:
ابعد عني والا والله هصرخ والم عليك الناس.
أياز بضياع: انتي بتهدديني انا ه.

ولكنه سقط نائما بعمق بعد ان تغلب عليه الخمر دفعته بعيدا عنها بما تبقى لها من طاقة وهي تتنفس بشكل سريع وانزوت في ركن الغرفة تنظر له برعب وهي تكتم شهقاتها خشية ان يستيقظ مرة ويكرر فعلته تلك مرة اخرى: اعمل ايه دلوقتي ابلغ ماما ولا ايه
شعرت ببرودة تجتاح اطرافها فضمت نفسها بنفسها
واغمضت عينيها وهي تسند رأسها للحائط جالسة على
الارضية وهي ترتعش بشدة واضعة يدها على فمها
عينيها جاحظتين من الصدمة ترتجف بخوف:.

هاعمل ايه بس هشتكي لمين مش هقدر اقول حاجة اقول انو اخويا حاول.
اختنقت باقي الحروف في جوفها وحاولت البقاء مستيقظة قدر الامكان.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة