قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثامن والعشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثامن والعشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثامن والعشرون

قضت ليلها تبكي بين احضان تلك السيدة تهمهم بكلام غير مفهوم ساعدتها ام عمرو وغسلت جروحها النازفة مردفة:
بالله عليكي اهدي يا بنتي اهدي وفهميني في ايه.
قالت بارهاق:
عايزة انام مش قادرة اتكلم سيبيني فحضنك عايزة ارتاح جسمي واجعني اوي.
ربتت عليها بحنو تحاول التخفيف عنها بقي هو في الخارج يتآكل من القلق وصوت بكائها يمزق نياط قلبه.

دخل الى منزله يتنهد بارهاق يجوب غرفته مرارا وتكرارا تذكركلام ذلك الرجل عن الفتاة الخائنة هل كانت هي نزل الى الاسفل سريعا وطرق الباب يقول:
خالتي انا عايز حضرتك لحظة.
فوت يا ابني.
حانت منه التفاته اليها فوجدها تتلوى من الالم فقال:
جهزيها انا هاخدها عالمستشفى منقدرش نسيبها كده.
سار بهم الى اقرب مشفى تم اعطائها مهدئا ومسكنا لالم الى جانب تضميد جراحها نامت بعد عناء طويل.

انا هبات معاها يا ابني انت روح دلوقتي
حاضر انا هدفع تكاليف المشفى وهروح وهبقى اجي بكره اطمن عليكو.
فكر مليا بما عليه فعله وقرر التوجه الى اهلها وصل بعد مده طرق الباب كثيرا ولكن لم يجب احد خرج احد الجيران وقال:
انت بدور على مين يا ابني.
فأجابه اسيد بهدوء:
بدور على يعني انا ماعرفش اسكو بس كان في حد الصبح ضرب بنته واتهموها بالخيانة.

اه انت بدور على مهاب عبد الرحمان نقلوه المسا عالمشفى قلبه مااستحملش خصوصي بعد ما مراته مشيت وسابتلو البيت.
طب هو ملوش ولاد غيرها.
في عندو ابنه كيان هقولك مين لي يعرف مكانه.
اتجه اسيد الى منزل اباء طرق الباب فلم يجد اجابة
انت مين.
اتاه صوت اباء من ااوراء استدار وقال بحرج:
انت اباء صح.
ايوه انت مين في حاجة.
انا بدور على شخص اسمه كيان الموضوع ضروري جدا.

دخل اباء الى المنزل بعد ان اعطى اسيد عنوان كيان تنهد بارهاق ودخل اليها وجدها على حالها كما تركها تضم قدميها الى صدرها وعينيها قد انتفخت من البكاء دنا منها يحتضنها وقال:
اه يا نبض يا لي تاعبة قلبي ليه كده ليه تعملي فينا كده.
شددت من احتضانه تقول برجاء:
انا عرفت قيمتك يا اباء بلاش تسيبني ارجوك.
لثم خصيلات شعرها يقول:
مكنتش هسيبك بس يجد كسرتي قلبي.
اسفة اسفة خلاص اخر مره.
ابتسم بحب يضيف بغموض:.

خلاص اهدي محصلش حاجة لكل ده وبالنسبة لاياز بكره هتكون نهايته انا وعدتك اجيبلك حقك منه وهيحصل قريب.
كفكف عبراتها وقال ممازحا:
وبعدين هنقضيها نكد انا جيعان مووت.
بادلته ضحكته وقالت تنظر اليه مبتسمة:
حاضر قايمة اهو.

انتهى كيان من ترتيب تلك السلعة نظر الى بابها وسار باتجاه غرفته بعد ان اطفئ الانوار سمع صوت بكاء تتبع الصوت طرق الباب بهدوء يقول:
يا انسة انتي كويسة.
سمع صرخات ترتفع وقد انقطعت الانوار فتحت الباب على حين غرة وارتمت تحتضنه صارخة:
النور فين بلاش تسيبني لوحدي هنا ارجوك.
حاول ابعادها عنه لكنها نشبثت به اكثر مرتجفة فقال بانزعاج وتوتر لاول مره تقترب منه انثى بهذا القدر:
يا انسة ماينفعش كده ابعدي.

ابتعدت بحرج لكنها لم تفلت يده واردفت:
انا عندي فوبيا قوية من الظلمة ممكن تخرجني من هنا.
حاول التحلي بالهدوء وسار بها الى الخارج وضع كرسيا لها وقال:
اقعدي هنا وحاولي تاخدي نفسك ماشي.
قدم لها الماء شربته على دفعات نظرت اليه بامتنان وقالت:
شكرا ليك بجد انا كنت خايفة اوي دادا امينة راحت اجازة وبابا دايما مشغول.
اومئ بهدوء فقالت مبتسمة بعفوية:
خلاص انا سامحتك وليك مني هدية على معروفك ده.

لم يستوعب كلامها وباغتته بتقبيل خده وركضت ضاحكة وهي تلوح بيدها تقول:
دي هديتي وشكرا لتاني مره النور رجع.
لم يشعر بنفسه الا وابتسامة بلهاء تعتلي ثغره ويده تتلمس موضع تلك القبلة البريئة كما سماها.
ايه البنت المجنونة دي.
خطر في باله فجأة كلام دكتوره النفسي:
لو كونت عيلة هيكون ليك سبب انك تكمل علاج.
اخرج هاتفه يتصل بوتين لم يعجبه صوتها البارحة ابدا.
لو سمحت ممكن سؤال الاقي كيان عبد الرحمان فين.

استدار كيان الى ذلك الواقف امامه وقال بحيرة:
اتفضل انا هو هو في حاجة.
انا ساكن في الحي لي انت كنت ساكن فيه وفي حاجة
حصلت.
في ايه.

قص عليه ماسمعه وماحدث الى جانب دخول والده المشفى ركب كيان مع اسيد ولم تبدو عليه اي ردة فعل بل كان وجهه جامد لم يتأثر بما سمع وهذا ماجعل الخوف يتزايد في داخله وادرك انه انتقل الى مرحلة اخطر في مرضه الا وهي فقدام المشاعر والاحاسيس سار بهدوء داخل اروقة المشفى اتجه الى غرفة وتين ينظر دوم ان تبدو عليه اي رده فعل نظر الى تلك الرسالة التي وصلت الى هاتفه يقرأ:.

تعيش وتاكل غيرها يا ظل اهي انتقمت منك عن طريق اختك
ابتسم بخطورة وقال:
انت لي جنيت على نفسك.
توجه الى اسيد وقال:
شكرا لحضرتك تقدر تتفضل دلوقتي.
انا سألت في الاستقبال ووالد حضرتك هنا.
تحولت عينيه الى الاسود القاتم وقال:
تمام هروح اشوفه دلوقتي.
رحل اسيد مع ام عمرو ودخل الى والده الذي فقد قدرته
على الحركه ابتسم كيان بسخرية وخرج عائدا الى مكان عمله.

لم تنم شجون تلك الليلة كانت تنتظر قدومه بفارغ الصبر
رأته يدخل والارهاق باد عليه سارت باتجاهه فقاطعها قائلا:
عايز اتكلم معاكي فموضوع مهم دلوقتي.
اومئت بهدوء وراحت تستمع لما يريد صاحت باستنكار تقول:
نعم عايز ايه لاء مستحيل.
اهدي في ايه لكل ده انتي مش عارفة انا ماسك نفسي عنه ازاي فدوريلي على وحدة بالمواصفات دي.
هزت رأسها بنفي تقول:
موجودة بس مش هعمل حاجة الا لما تقولي ليه عايز تنتقم من لي اسمو براء ده.

اختي بين الحياه والموت بسببه اعتقد ده سبب كافي.
رأت الاصرار في عينيه فما كان منها الا ان قالت:
حاضر بكره هتصل بيها بس هي طماعه هتطلب كتير.
اومئ بايجاب وقال:
انتي سبق وقولتيلي انك عايزة تقوليلي حاجة اتفضلي.
لاء ماتشغلش بالك اما نحل المسألة دي وهقولك تصبح على خير.
سارت الى غرفتها وما ان دخلت حتى شعرت بأحد يغلق الباب استدارت ناظره الى ذلك الارعن باستغراب وقالت:
انت بتعمل ايه.

هتعمليهم عليا ولا ايه انا كنت بروح الملهى لي كنتي تشتغلي فيه فعارف طبيعة شغلك.
رمى النقود على وجهها وقال:
يلا يا حلوه.
بدأ جسدها ينتفض من العصبية وقالت:
اطلع بره حالا يلا قبل ما الم الناس عليك.
لم يستمع لها بل سار ناحيتها يكبل فمها شلت من الصدمة عادت بذاكرتها الى الوراء تحديدا في ذلك اليوم الذي حول حياتها الى جحيم جمعت قوتها وراحت تصيح بهستيريا وهي تخدشه بأضافريدها السليمة تقول:.

مش هيحصل تاني انا المره دي مش ضعيفة
دفعته بعيدا وهي تحاول جمع ثوبها الذي مزقه واتجهت الى الباب تطرقه بقوة فقال:
كلهم نايمين محدش هينجدك.
تابعت طرق الباب صارخة باسمه:
كيان ساعدني كيااااااااااان.
رماها ارضا رافعا يدها الى الاعلى اغمضت عينيها ترتجف خوفا تهمهم بضعف:
ابعدوا عني كفاية انتو مش بشر كفاية.

زاغت عينيها في ارجاء المكان فوجدته مرميا امامها وكيان يكيل له الضربات واستسلمت لتلك الغمامة السوداء التي تناديها.

دخل براء الى منزله وارتمى على تلك الاريكة نظر الى الارجاء بدأ يراها في كل مكان هنا كانت تقف هنا تنظف هنا تصلي:
يوووه كفاية تفكير انا لازم الاقي غيرهاا هنساها بيها اكيد.
حاول الاتصال بأياز لكنه لم يجب وعند اياز كانت تنظر لتلك النسخ التي قامت بها على ملفه الطبي وهي تبتسم بحقد دنت منه تقول:
عايزة اقولك حاجة يا اياز.
نظر اليها بخبث وقال:
تعالي يا حبيبتي في ايه.
جلست بجانبه ووضعت ذلك الملف امامه وقالت:.

هو انت قلتلي اني انا ناقصة صح ومش ست كاملة
ولا انا غلطانه.
ابتلع ريقه بتوتر وقال بغضب:
انتي بتعملي ايه بتدوري فحاجاتي ليه ها.
فقالت باستفزاز افقده الباقي من صبره:
توتوتو اعصابك يا اياز اهدى.
دنا منها فترتجعت الى الوراء تقول:
عندك عندك جاي فين لو مديت ايدك عليا انا عاملة نسخ عالملف ده لو لمستني في عندي لي هينشرهم عالسكان الحي كله وهفضحك في الحته.
توقف مكانه وقال بانفعال:.

عايزة ايه من الاخر نظراتك دي مش مريحاني.
جلست واضعة قدما فوق الاخرى تنظر في الارجاء وقالت:
عايزة البيت والسيارة يتكتبو باسمي وبعدها طلقني وتغور.
نظر اليها بغضب لا يستطيع فعل شئ سمعته واعتباره اهم بكثير فوافق مرغما يقول كاذبا.
حاضر بكره هيكونو باسمك.

حركت رأسها الى الجانبين تصرخ في غفوتها ابعدو عني ابعدو.
دنا منها كيان ناظرا اليها باستغراب وراح يهزها ببطئ يردف:
اصحي خلاص مفيش حاجة حصلت.
فتحت عينيها تنظر في الارجاء تحاول التمييز فاذ به امامها اجهشت ببكاء تقول بقهر:
ليه كله طمعان فيا انا معملتش حاجة لكل ده خلاص كفاية.
نظر اليها بشفقة وسرعان ما تلافاها وقال:
خلاص اهدي هو اترفد من هنا محصلش حاجة.
نظرت اليه بامتنان وقالت:.

شكرا ليك يا كيان انت وفيت بوعدك اخيرا.
تداركت خطأها حينما نظر اليها بحيرة فقالت:
هتفهم بعدين دلوقتي انا هتصل بالبنت واقولك.
اومئ بايجاب وخرج تاركا اياها ترتاح وجد الاخرى تقف
في الخارج تنتظره وقالت:
ممكن اطلب منك طلب بس اتمنى ماترفضش
زفر بارهاق وقال:
اتفضلي على حسب الطلب.
فقالت بتوتر:
بصراحة انا كذبت على صحابي لما جه هنا وقلتلهم انك خطيبي ينفع يعني تيجي معي حفلة ميلاد صحبتي.
نظر اليها بعدم فهم وقال:.

نعم! وانا ايه لي يجبرني اعمل كده.
بصراحة هي بتغار مني اوي فأنا اضطريت اكذب الكذبة دي ارجوك.
مسح على وجهه بتعب وقال:
امتى الحفلة دي عشان اشوف مواعيد شغلي.
ابتسمت بانتصار واجابت:
اليوم المساء انا هكون مستنياك وشكرا ليك يا كيان بجد.
انتي والدك وصاني عليكي عشان كده انا بسايرك.
اومئت بعدم اكتراث وصعدت راكضة الى غرفتها قفزت بسعادة
تتصل برفيقتها تقول:
جهزي فلوس الرهان لاني هكسب هاهاها وافق يجي معايا.

وعن قريب هيقولي بحبك.
ذكية يا بت يلا مع السلامة.
اقفلت الخط ترسم خطتها باحكام غافلة عن نتائجها التي ستعود عليها بالضرر قبله.

سارت بهدوء ناحية محله وبدأت تجوب المكان وترسل له نظرات الاعجاب من بعيد ابتسم بسخرية وبادلها اياها
سارت باتجاهه وقالت بجرأة اعجبته وبدلال سلب لبه المريض:
ممكن اسأل حضرتك سؤال.
نظر اليها براء بوقاحة واجاب:
اكيد اتفضلي ازاي اقدر اساعدك.
مطت شفتيها الى الامام وقالت تتلاعب بخصلات شعرها:
انت متأكد انك هتقدر تساعدني.
قوليلي وانا اكيد هساعدك.
في ناس معرفة كده دلتني عالمكان ده وقالتلي في حد.

مز فنفسه كده هيساعدك ويريح قلبك.
دنا منها يقول:
ليه مالو القمر اساعده فايه.
ابتسمت بخجل مصطنع ووضعت تلك الورقة بجانبه تقول:
زي ما انت ليك فالعرفي انا كمان وهستناك في العنوان ده.
اوي اوي ميعادنا بالليل يا قمر.
خرجت وابتسامة عابثة تزين ثغرها تتذكر اتصال شجون.

Flach Back:
كانت مستلقية بملل على سريرها حتى رن هاتفها فأجابت بانزعاج:
الو مين معايا.
ركزي معايا انا شجون واسمعيني كويس وهيكون ليكي مبلغ محترم.
اعتدلت في جلستها تنصت بتركيز فمنذ اصابتها بذلك المرض وهي منعزلة عن الجميع حفظت ماعليها فعله وارسل لها كيان صورة براء.
Back.

اعادت الاتصال بشجون وقالت:
الخطة نجحت وهو جايلي المسا.
اول مايروح من عندك هتلاقي الفلوس قدام بيتك سلام.
نظرت شجون الى كيان وقالت:
خلاص اعتبره انتهى امره يا كيان.
نهض من مكانه فقالت له:
المسا هقولك الحاجة لي انت لازم تعرفها.
فكر مليا وقال:
سيبيها لبكره لانو المسا عندي شغل هرجع متأخر.
تجمعت الدموع داخل عينيها واستدارت توليه ضهرها تقول باختناق:
براحتك.
شعر بغرابة وضعها ولم يعقب بدأت حرارة جسدها ترتفع.

لاء يا شجون قاومي انتي قدها.
لم تستطع الصمود وراحت تركض الى جيب سترتها حملت تلك الابره وحقنتها في الوريد ابتسمت براحة تقول:
والله واستفدت منك يا مازن.
تذكرت حينما وجدت جيب سترتها ملئ بهذا النوع من المخدرات وهذا بفضل مازن الاسيوطي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة