قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل التاسع والعشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل التاسع والعشرون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل التاسع والعشرون

نظرت من نافذتها اليهما يبدوان منسجمين اجتاحها شعور غريب لم يرق لها ابدا شعرت بحكة مفاجئة تسري على كامل جسدها تلك الجرعة قليله اتجهت مجددا الى خزانتها وزاودت الجرعة وجدت صعوبة بتعاطيها بيد واحدة لكن لا بأس بدات تتنهد بنشوة تهمس ضاحكة:
كوبل هايل كيان و ملك صح.
ارتفعت ضحكاتها وتحولت الى بكاء ونحيب تقول:
هو مش شايفك اصلا ماتتعشميش يا غبية.
سار معها يقول:.

بصي يا ملك طلعيني من حوارات صحابك دي واخر مره تعملي كده ماشي.
اومئت بايجاب تقول باسف:
حاضر انا اسفة ليك بجد.
تابعا سيرهما فقال بضيق غير مبرر:
ملك اما نوصل ركزي معايا في حاجة عايز اقولهالك.
ابتسمت بسعادة وخيالها ينسج لها العديد من الاحلام
وصلا بعد مده مدة عرفته على اصدقائها طلب منها ان يجلسا بعيدا عن الضوضاء وقال:
انتي مبسوطة والكل بيتفرج عليكي كده.
لم تفهم مايرمي اليه فقال مفسرا:.

ملك انتي بنت جميلة ورقيقة ماقدرش انكر بس حاولي تتغيري بصي معروف انه الروح لما تكون حلوة الملامح كلها بتنور وانتي بجد روحك حلوة.
فرحت لاطرائه ثم اجابته بعدم فهم تضيف:
مش فاهمة ممكن تشرحلي عايز تقول ايه.
بس اوعديني تعملي لي بقولك عليك.
هزت راسها ايجاب تقول:
اكيد.
تنهد كيان بثقل يتابع شرح موقفه بنبرة هادئة وصارمة في آن:
شايفة دول لي كلهم عمال يبصولك وعايزين بس تكلميهم.

نظرت في الارجاء تقول وهي تهز كتفيها بلا مبالاة:
عارفة هما شايفين حلوة عشان كده.
هز راسه نافيا قولها وتابع:
لاء عارف انه كلامي هيجرحك بس لازم اقوله انا شاب زيي زيهم وقادر افهم نظراتهم دول عايزينك عشان جسمك لي انتي بتعرضهولهم انتي لازم تحمي نفسك منهم يا ملك صحابك دول لو فعلا بيحبوكي كانو نصحوكي بس هما عايزين يسحبوكي معاهم انا من اول ما جيت هنا مش مستريحلهم بنت نظيفة.

زيك قاعدة مع دول ليه نصيحة مني ليكي حاولي تبعدي عنهم وفي حاجة نفسي اقولهالك حاولي تغيري لبسك كده هترتاحي اكثر.
اخفضت رأسها لتغطي دموعها التي بدات بالنزول نظر اليها يقول بنبرة حنونه:
بتعيطي ليه دلوقتي هو انا قلت حاجة غلط.
هزت رأسها بالنفي وأجابته بارتجاف:
ممكن نمشي من هنا الاول.
خرج معها الى الخارج وجلسا في السيارة فقالت:.

انا من وقت ما بابا وماما اطلقوا وانا كده هي اتجوزت تاني وبابا زي ما انت شايف مابشوفوش الا فين وفين يعني عايشة وحيدة بدور على اي حد بيحبني او يهتم بيا وصحابي دول انا عارفة انه هما بيحبوني عشان فلوسي و جسمي وكنت مستنية حد يجي ينصحني.
غلفت نبرة صوتها بالامتنان تقول:
شكرا ليك يا كيان بجد.
بادلها ابتسامتها وقال:
معملتش حاجة يا ملك.
انا اسفة يا كيان في حاجة لازم تعرفها.

قطب جبينه باستغراب فتابعت شرح امر ذلك الرهان لم يغضب فقد استشف الندم في صوتها فقال:
محصلش حاجة يا ملك سبينا نروح دلوقتي وبعدها لكل حادث حديث.

في صباح اليوم التالي اعتدلت وتين في جلستها بصعوبة فعلمت انها في المشفى دخل اسيد بعد ان اذنت له بذلك وقال:
ارتاحي ماتتحركيش انا جيت اكلمك في موضوع.
اخفضت رأسها حرجا وقالت:
اتفضل اسفة تعبت حضرتك معايا.
نظر لها مبستما وقال:
مفيش تعب ولا حاجة عايز اتكلم معاكي فموضوع.
حملقت به باهتمام فقال بحذر:
والد حضرتك هنا في المشفى حالته خطره.
توسعت عينيها بقلق تجيب:
طب هو كويس اقدر اشوفه.

اهدي اهدي اه هو كويس بس لي عرفته انو مش هيقدر يمشي ووالدتك رجعت لبيت اهلها.
نكست رأسها بحزن تقاوم شعور القلق عليه وهذا ما تكرهه:
طب اقدر اشوفه.
هسأل واقولك بس في موضوع ضروري عايز اقولهولك.
اكيد اتفضل.
زفر على مهل يحاول ايجاد طريقة مناسبة لاخبارها وحسم امره يردف:
تتجوزيني.
نظرت اليه بذهول ولم تنبت ببنة شفة فتابع يشرح مايجول بداخله:.

بصي يا وتين عارف انه الوقت مش مناسب وانه طلبي سخيف بس فكري كويس في لي هقولهولك انا اعجبت بيكي من اول ما التقينا عارف انه انتي دلوقتي خرجتي من تجربة زواج فاشلة كان نتيجة اختيار غلط بس صدقيني انا مش زيه ويا ريت اسمع جوابك في اقرب وقت.
تجاهلت كل عباراته تلك وقالت:
ممكن تكون المحامي بتاعي عايزة اطلق منه فأقرب وقت هو طلقني بس انا ماعرفش لاجراءات فلو.
قاطع حديثها متفهما يجيب:
اكيد هعمل كل لي عليا.

غادر تاركا لها فرصة التفكير بينما تشعر هي بالضياع اصبحت تخشى كلمة زواج.
بطلي تفكير دلوقتي اما تخلصي من لي اسمه براء ده وهفكر بعدها.
نهضت بحذر وسارت تسأل عن والدها دخلت اليه تنظر بخواء تخفي قلقها عليه جلست بجانبه تقول:
ليه وصلتنا للحاله دي ليه.
بقيت هي بجانبه تلومه على كل ما مضى فتح عينيه بعد مده ناظرا اليها مباشره اشاح بوجهه بعيدا يقول:
اطلعي بره ايه لي جابك.
شبح ابتسامة ساخره اعتلت ثغرها وقالت بهدوء:.

انت كويس حاسس بايه.
لم يجبها بقيت هي بجانبه نظرا الى الباب الذي فتح فاذ به كيان لم تهتم لوجوده نظر اليها باشتياق لكن رده فعلها الجمته غادروا المشفى وتوجه بهم الى المنزل فقالت:
وقف العربية دلوقتي.
فعل ما امرته به ونزلت لحقها يقول:
انتي رايحة فين.
اشارت الى المصلى وقالت:
راجعة للمكان لي لقيته فعز تعبي.
وتابعت باستهزاء وعبارات مختنقة:
وشكرا ليك يا خويا لانك سمعتني.

رحلت من امامه وكور قبضته بغضب عائدا الى سيارته
وضع والده داخل غرفته فقال مهاب:
انت هتفضل معايا صح.
نظر اليه كيان بجمود وقال:
لاء.
صرخ مهاب باسمه لكن الاخر لم يغير رأيه نظر مهاب في اثره بندم يهمس:
يا ريتني ما عملت لي عملته فيك يا ابني.
فبماذا ستفيده دموع الندم الان.

في المساء تجهز براء وخرج مبتسما يهمس:
لقيت لي هتنسيني فيكي يا وتين.
توجه الى العنوان الذي في الورقة نظر الى تلك الفيلا الاشبه بقصر وصفر باعجااب وقال:
باين عليها عندها فلوس كتير.
ابتسم بخبث لذلك الخاطر الذي جال في عقله وقال:
من دلوقتي مفيش حاجة ببلاش.
في الداخل كانت قد اتمت تجهيزاتها عدلت من وضع احمر شفاهها سمعت الجرس فنزلت راكضة فتحت الباب تقول بمياعة:
اهلا اهلا.
وتابعت بعتاب:.

انا كنت مستنياك اتأخرت ليه.
خرجت عينيه من محجرهما ناظرا الى كتلة الانوثة والجمال التي امامه دخل يكاد لعابه يسيل ككلب جائع يقول بوقاحة:
ايه الحلاوة والجمال ده.
لم يزح بعينيه عن جسدها سارت نحوه بدلال وتغنج تضيف برقة:
هنقضي ليله كلها نطلع في بعض ولا ايه.
قهقه عاليا يقول:
مستعجلة على ايه بس خلينا نتفاهم الاول.
ابتسم بلؤم يتابع قوله:
انا مش بشتغل ببلاش يا مزة انتي لي جيتي ودورتي عليا فأنتي لي لازم تدفعي.

بادلته ضحكاته وقالت تحك على ذقنها:
وماله ما انت مش بطال برده.
صعدا الى الاعلى يغرقان في بحور الاثام و القذارة.

في الجانب الاخر عند آياز انتظر نومها بفارغ الصبر فقد عاد للمنزل متأخرا دخل بصمت وسار بهدوء نظر اليها بغضب ووضع يديه على عنقها وبدأ في خنقها بغل انتفضت هي لانقطاع الهواء عنها قاومت وقاومت حتى تمكنت من دفعه بعيدا عنها ركضت باقصى سرعتها الى الخارج تنهج باختناق وما ان وصلت الى الباب حتى سحبها الى الوراء اشتعلت عينيها الخضراوتين بشراسة تقسم على الفوز في معركتها الاخيرة ضده حررت يدها من قبضته راكضة الى المطبخ بدأت ترميه بكل ما يقابلها تقول:.

عايز تقتلني يا اياز ماشي هنشوف مين لي هتطلع جثتو من هنا.
تفادى هو ماترميه عليه بكل خفة وقال بسخرية:
عايزة تقنعيني انك قادرة تقتليني.
تصلب كلاهما على صوت كسر الباب ودخلت فرقة الشرطة تقول له:
ارفع ايدك وسلم نفسك من غير مقاومه.

زاغت عينيه في الارجاء بينما ركضت رنيم باكية الى ذلك
الضابط تختبئ خلفه تقول:
انجدوني منه هو كان هيقتلني انا حاولت ادافع عن نفسي حتى بص اثار صوابع ايديه لسه على رقبتي انا عايزة ارفع عليه دعوه.
نظر اليها الضابط وقال:
خدوه يلا.
قامو بتكبيله بينما صاح يتوعدها:
هتندمي على لي عملتيه هتشوفي يا رنيم انتي لي اتصلتي بيهم.
ابتسمت بشماته وقالت تلوح بيدها:
مع السلامة هتوحشني اوي اوي.

نزلوا به الى الخارج كان هو ينظر من بعيد بابتسامة بارده
نظر اياز الى الجانبين بتوتر يشعر بضغط كبير فكر مليا يحاول ايجاد مهرب وما ان كاد يركب تلك السيارة انتظر سهو الشرطي واختطف السلاح الذي كان على حزام خصره وطلقة واحدة
كانت كفيلة بأن ترديه قتيلا خاسرا دنياه وآخرته
اختفت ابتسامة ذلك المراقب من بعيد تدريجيا حينما راه.

يسقط ارضا غارقا في دمائه انسحب بصمت عائدا الى منزله وقد بدأ الندم يتسلل الى داخله تمت اجراءات نقله بينما دخل اباء الى المنزل وتعابير وجهه لا تفسر نظرت اليه نبض باستغراب ودنت منه تقول:
مالك يا اباء في حاجة.
احتضن كفها بين يديه يقول:
تعالي اقعدي هنا في حاجة لازم تعرفيها.
جلست تنظر اليه بقلق واردفت تحثه على الحديث:
قلقتني يا اباء قولي في ايه
نظف ما بحلقه وتنهد يقول:
اياز يا نبض.

تغيرت ملامح وجهها الى الانزعاج وقالت:
احنا اتفقنا ننساه يا اباء ومحدش فينا يجيب سيرته.
اهدي اياو انتحر لاسف وانتقل عند ربنا.
حملقت به تضيف بعدم تصديق:
ممين ده لي انتحر لا مؤاخذة انت بتهزر صح.
بدأت يديها بالارتجاف وصاحت بنحيب:
لاء هو اكيد لي مات حد تاني اكيد انت خربطت هو لسه
ماجاش يطلب اني اسامحه كنت هسامحه و يحضني و نتصالح و يكون الاخ لي حلمت بيه.
جذبها الى احضانه يحاول احتواء انهيارها ذاك فقالت باكية:.

طب ازاي وليه يعمل كده.
هاهي تصعب عليه الامر اكثر مسح على وجهه بتوتر وقال:
انا سلمت الفيديوهين للواحد اعرفه من البوليس وهو اتصرف ولما جه يقبضوا عليه سرق المسدس وانتحر بيه.
ابتعدت عنه تنظر بصدمة وقالت:
فيديوهين ايه لي انت سلمتهم وطب ليه تعمل كده انا كنت سبته لربنا يتولاه.
فاجابها بانفعال:
كان لازم اعمل حاجة يا نبض عاالاقل كنتي هتعيشي من غير خوف صدقيني مايستاهلش تعيطي عشانه.
نظرت اليه بقلة حيله تردف:.

مش بإيدي يا اباء عايزه اروح لماما ممكن.
اومئ بايجاب طالبا منها تجهيز نفسها وبعد ان اوصلها اتجه الى كيان.

انتهى من عمله وقد بدأ الخدر يسري في جسده يشعر بالخمول اتاه صوتها الهادئ تقول:
صباح الخير يا كيان.
نظر اليها بحيره لم يتعرف عليها في بادئ الامر ابتسمت على شكله وقالت:
انا ملك يا كيان مالك بتبصلي كده ليه.
نظر اليها باعجاب من هالة النور للتي احاطت بها بفضل ذلك الحجاب الذي اضفى عليها رونقا خاصا اعتلت ثغره ابتسامة
رضا يقول:
واضح انك اقتنعتي بكلامي يا ملك.
اومئت بايجاب وتابعت:.

شكرا ليك بجد يا كيان انت فوقتني بجد.
لم يعقب وانما قال:
في موضوع ضروري عايز اقولهولك يا ملك ايه رايك المسا نلتقي بعد ماتروحي من الجامعة.
حاضر دلوقتي انا اتأخرت مع السلامة.
لوحت بيدها مودعة بابتسامة بادلها اياها كذلك انحنى ناظرا الى غرفة شجون لم يرها اليوم مطلقا كاد يتجه اليها ففتح الباب خرجت والارهاق باد على وجهها نظرت اليه بانكسار تقول بنبره متعبة:
صباح الخير.

كاد يرد لكنها ابتعدت وهي على حالتها الحزينة تلك لا يفهمها مطلقا بها شئ غامض يجهله
يا ترى ايه لي خلاكي كده.
كيان.
استدار الى ذلك الصوت فاذ به اباء لم يره منذ مده احتضنه بشده يقول:
عامل ايه يا اباء.
لم يجبه وانما اكتفى بايماءة بسيطة شعر كيان بوجود خطب ما فقال:
واضح في حاجة اقعد وخلينا نحكي.
قص عليه اباء ماحدث فقال:
احسن يستاهل و براء هيلحقوا قريب جدا.
اردف اباء بعدم فهم:
ازاي مش فاهم.

مش مهم انت دلوقتي لازم تكون مع مراتك هي محتجالك بس قبل كده عايزك تبعت رسالة لبراء.
عند شجون تابعت عملها عادت اليها تلك الحكة زاغت عينيها في الارجاء تقول بتوتر:
هعمل ايه الجرعة لي عندي خلصت.
اتجهت الى كيان تقول بتلعثم:
ممكن اطلب منك طلب لو سمحت.
لو اقدر عليه اكيد هعمله قولي.
هو في صيدلية قريبة هنا ولا لاء لو تعرف دلني عليها.
فكر مليا وقال بهدوء:
في وحدة هنا قريبة عاليمين.
هزت راسها تضيف بامتنان:.

شكرا ليك انا هروح لها دلوقتي.
تابع ابتعادها بتوجس لا تبدو طبيعية ابدا سار خلفها بحذر
رآها تدخل وهي تتلفت يمينا وشمالا وما اثار استغرابه انها انتظرت فراغ الصيدلية وسهو البائع اقترب اكثر فوجدها
خبئت شيئا بين ثيابها وخرجت راكضة بأقصى سرعة عندها انزوت في ركن عند عودتها الى مكان عملها وبدأت تبكي بانهيار
تهمهم بشئ لم يفهم دنا منها باستغراب يقول:
انتي بتعيطي ليه وسرقتي ايه انا مش قادر افهم تصرفاتك ابدا.

ارتمت بين احضانه من دون سابق انذار تتشبث به تصيح بانهيار:
انا تعبانة اوي ساعدني يا كيان انت وعدتني انك تساعدني مليش ذنب فأي حاجة انا تعبت هما لي وحشين مش انا انا كش رخيصة زي ما انت شايفني.
لم يفهم ماتقصده فقال:
انا مش فاهم تقصدي ايه وامتى وعدتك.
نظرت مباشره الى عينيه تقول:
ايوه وعدتني انت شرطيي ووعدتني تحميني انا شجون
يا كيان انت لازم تعرف صدقني انا شجون.
شددت من احتضان جسده المتصلب من الصدمة وقالت:.

دلوقتي بطلب منك تحميني من نفسي هما لي خلوني مدمنه ساعدني يا كيان.
سقطت ارضا تصيح باختناق تقول:
ماتسبنيش يا كيان انا محتجالك.
استطاع التغلب على صدمته بعد مده واقترب ناظرا اليها بشفقة وهو يرفعها من الارض:
اهدي وفهميني كل حاجة بس اهدي ماشي.

خرج وابتسامة قذرة تعتلي شفتاه ينتظر وصوله لمنزله
بفارغ الصبر حتى يعد تلك الدريهمات غافلا عما ينتظره
والله وهتدوق الشهد من وراها يا براء.
تابع سيره حتى وصل الى الحي رأى تجمهر الناس وموكب جنازة هناك دنا منهم بحذر يقول متسائلا:
خير يا جماعة في ايه مين لي مات.
اياز انتحر يا براء.
ضحك بعدم تصديق يقول:
مين ده لي مات يا حج.

تصلب جسده لوهله سرت قشعريرة على طول عموده الفقري واول شئ خطر على ذهنه هل سيحل دوره بعدها او هل لكيان يد في الامر وصلته رسالة في تلك الاثناء
دلوقتي الدور عليك
ابتلع ريقه بقلق و تابع الوقوف على اجراءات الدفن بينما في الداخل انهارت احسان باكية لم تستطع نبض تحمل انهيار والدتها بتلك
الطريقة نظرت الى رنيم التي ادعت الصدمة بكل براعة اقتربت منها تقول برفق:
رنيم قومي مايصحش كده على الاقل كلي حاجة.

لم تجبها وانما تابعت النظر امامها وهي تتمنى ان تنفجر ضاحكة الان عادت نبض الى والدتها تقول:
ماما قومي اشربي دواكي ونامي.
نظرت اليها احسان برجاء تقول هازة راسها بالنفي:
لاء هو هيدخل دلوقتي من الباب لازم افتحلوا اكيد بينسى مفاتيحه زي عادته.
اغرورقت عيني نبض بالدموع على حالة والدتها.
ترنحت نبض قليلا في وقفتها وقد تشوشت الرؤية امامها.

سارت مبتعدة عنهم حانت منها التفاته الى غرفته سارت بتثاقل ودخلت اجتاحتها تلك الذكريات التي لاطالما ارادت نسيانها وهمست باختناق:
ربنا يسامحك يا اياز ليه عملت فينا كده ليه.
حاولت الصمود لكن رغبتها في الارجاع كانت اقوى ركضت الى الحمام تفرغ ما في بطنها بارهاق حاولت التوازن الامساك بالمغسلة لكنها سقطت مغشيا عليها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة