قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثامن عشر

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثامن عشر

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثامن عشر

بدأت تجهيزات زفافها ولا يوجد من يخفف عنها هذا التوتر بعد ان انتقلوا الى منزل عمها لكبر حجمه حملت هاتفها فقرأت تلك الرسالة ابتسمت تظن بانه براء كانت سترسل جوابا فقاطعها طرق الباب آذنة للطارق بالدخول اقترب منها بتردد وقال بهدوء:
انا اسف يا وتين.
ابتسمت في وجهه بسماحة تربت على كفه مجيبة:
عارفة انك تعبان وانا مش قادرة افهمك بس ولا يهمك يا حبيبي.

تنهد بضيق فهي تصعب عليه المهمة اخذ نفسا كافيا و قال ناظرا الى عينيها:
وتين انا هسافر النهاردة مش هقدر احضر فرحك.
نظرت اليه تترجاه ان ينفي ما يدور في راسه تقول برجاء:
لاء يا كيان انت مش هتسبني دلوقتي انت عارف انو فرحي بكرا يا كيان ارجوك ماتعملش فيا كده.
نظر اليها بقلة حيلة يجيب وهو يضغط على كفها بمواساه:
غصب عني يا وتين مجبور لازم اسافر النهاردة.

اغمضت عينيها بحزن ثم مالبثت ان فتحتهما ترمقه بخذلان رسمت ابتسامة على ثغرها تربت على يده بحنو تجيبه:
ولا يهمك يا كيان مستقبلك اهم فعلا سافر يا كيان انا اه مش هقدر اسامحك لانك هتسيبني فاكثر وقت انا بحس اني وحيدة فيه بس بردو مش هقدر ازعل منك.
بدأت دموعها تتجمع مد يده يمسح عبراتها يقول بحب:
مش هتخلى عنك يا حبيبتي بس انا مجبور و اي وقت تحتاجيني فيه اتصلي بيا ولو مااتصلتيش انا لي هتصل.

رمقته بيأس تبعته حتى الباب نظرت اليه برجاء لأخر مرة فقال بتحذير:
ماتعيطيش يا حبيبتي.
هزت راسها بضعف بينما هو يقاوم حرقة عينيه تلك التي تنبئ بتأثره ولوحت بيدها مودعة اياه ففعل بالمثل و غادر خرج الى الاسفل متوجها الى إباء طرق الباب حتى فتح له:
اهلا يا كيان اتفضل.
دلف الى الداخل بهدوء يقول:
ممكن تجيبلي كاسة ماية.
اكيد لحظة بس اتفضل اهئ مالك كأنك مانمتش ابدا.
اتصلت بعمك يا اباء و قلتلو زي ماطلبت منك.

اومئ اباء بهدوء يقول:
ايوه انت عارف هو بيحبك اد ايه ووافق.
وانت عملت ايه مع اياز حصل ايه عشان ضربتو بالشكل ده.
انا كتبت كتابي على نبض و جبتها معايا.
ليه؟
زفر اباء بياس فتفهم كيان موقفه يجيب:
خلاص يا اباء لو مش عايز تحكي انا فاهمك بس كل لي هقولك عليه ماتصدقش اياز انت عارف انو شيطان ممكن يعمل اي حاجة.
احتضن اباء كيان مودعا اياه بحزن يقول:
هتوحشني يا ظل.
ضحك كيان بخفة يرد عليه:
الحتة هنا في امانتك.

ماتقلقش بس اكيد هبقى اجيلك بعدين انتي مش رايح بعيد يعني.
يلا مع السلامة.
ودعه إباء ودخل الى الداخل لم تخرج منذ البارحة من غرفة والدته تقدم بحذر فبدأ يسمع حوار والدته معها.
حبيبتي يا نبض خلاص ماتتكسفيش ده بقا جوزك اتصرفي على طبيعتك هو مش هيأذيكي ومن هنا ورايح هتباتي فأوضتو اوثقي فكلامي هو لي هيصونك.
نظرت اليها نبض بتردد ثم اومئت بهدوء تفكر في كلامها بروية.

عدلت من وضع نقابها تنتظر محمد الذي اتصل بها طالبا منها الخروج ابتسمت لا اراديا حينما لمحته من النافذة وخرجت مسرعة فتح اسيد الباب مرحبا:
اهلا عامل ايه يا محمد.
رد له محمد التحية وعينيه تبحث عنها فسأله اسيد بمكر:
هو انت بدور على حاجة يا محمد ولا انا بيتهيألي.
حمحم محمد بحرج يقول:
اصل كنت عايز براءة تنزل لانو اتأخرنا وكده.

سارت باتجاهه على استحياء تحاول التغلب على شعور الفرح الذي اجتاحها عند رؤيته والقت التحية برقة ثبت انظاره عليها فانسحب اسيد فمحمد الان زوجها نظر اليها بابتسامة اضهرت
غمازتيه فزادتاه جمالا خرجت ورائه حتى وصلا الى مطعم مناسب فجلست قائلة بتوجس:
محمد حاسة انك متغير هو في حاجة مدايقاك.
زفر عله يخرج ما يطبق على انفاسه وسرعان ما ابتسم يجيب:
لاء يا براءة عادي بس تعبان شوية.
وضعت كفها على يده تربت بحنو تجيبه:.

ايه لي تاعبك احكيلي جايز اخفف عنك.
ثبت انظاره على زرقاوتيها كأنه يستمد منهما القوة ولكنه غير مجرى حديثه قائلا بصوت خرج صارما:
ممكن تيجي تقعدي مكاني.
اومئت بحيرة وجلست مكانه متسائلة:
محمد انت بتلف لورا كده ليه.
رأته يكور يديه بنفاذ صبر ثم وقف بغضب متجها الى احدهم ضاربا الطاولة بيده:
ممكن تلم نفسك و تزيح عينيك من على مراتي يا جدع انت.

نار الغيرة التي كان تقدح من عينيه جعلت قلب براءة يرفرف بسعادة نظرت الى ذلك البغيض فتصنمت مكانها هل يتبعها ام ماذا
فاجابه يوسف بسخرية:
مراتك والله حصلي الشرف يا استاذ اصل دي كانت حبيب
لم يكمل كلامه بسبب لكمة محمد له بينما قالت هي بعصبية:
انت بتراقبني ولا ايه.
فأجابها ببرود:
انا كنت عايز اقولك اني رضيت فيكي انا عرفت قيمتك بعد ما سبتك يا براءة.

سحبها محمد من كفها سائرا ونار الغضب تحرق داخله فاوقفه صوتها المترجي:
محمد ممكن تهدى انا هفهمك والله.
استغفر داخله و اتجه بها الى احد الكراسي هناك يقول بعصبية:
من اول مادخلنا ماشالش عيونو عنك بالرغم انك متغطية بس عرفك ازاي.
محمد اهدى هو كان خطيبي بس اتخلى عني فحفلة الخطوبة
لانو ماكانش عارف اني عندي بهاق بس خلاص كل حاجة انتهت. ثما ما لبثت ان قالت بابتسامة:
انت دلوقتي جوزي و حبيبي مش بيهمني غيرك.

اسف لو كنت انفعلت شوية بس غصب عني.
فابتسمت بسماحة تجيبه:
انت قلتلي انو في موضوع مهم عايز تقولهولي.
ايوه فرحنا مابقاش عليه كتير وكنت عايز اعملهالك مفاجئة هنسافر نعمل عمرة بعد الفرح على طول.
التمعت عينيها بسعادة عارمة يختلجها شعور لا يمكنها وصفه بدأت تكفكف عبراتها تقول بامتنان:
ده احلى خبر سمعتو فحياتي مش عارفة افولك ايه بجد قلبي بيدق جامد حساه هيوقف من الفرحة.
ضحك لسعادتها واردف:.

طول ما انا معاكي يا براءة اوعدك ان دموعك دي هتكون دموع فرحة وبس مش هزعلك ابدا.

توقف كيان امام العيادة فهو حتى لو سافر لن يقطع علاجه
نزل بهدوء دالفا الى الحجرة ملقيا التحية باريحية ناظرا الى رائف يقول:
هو انا لو بعدت عن البيت هرتاح صح.
اومئ رائف بهدوء يجيبه:
اكيد لازم تبعد عن اي حاجة تخليك تتعصب او تأذيك.
هز كيان راسه موافقا يقول:
انا بعدت عن حارتي وسافرت قريب من المنطقة هنا.
وتابع بجمود مغيرا مجرى الحديث:
هو انا ممكن ابقى خطر على غيري.
حصل ايه عشان سألت السؤال ده.

قص له ما فعله مع وتين فاجابه بهدوء:
ده ردة فعل طبيعي يا كيان عقلك بيصورلك انو هي سبب
في لي مريت بيه عشان كده وطبيعي مش هتكون فاكر لي عملتو.
ولو عنفي اتحكم فيا هنعمل ايه.
هضطر اخليك تبقى في العيادة بس الاجراء ده نلجأ ليه في حالة ما الشخصية تكون في مرحلة متقدمة بس انت في امل كبيرة خاصة لو لقيت شجون.
هز اكتافه بقلة حيلة يجيب:
صعب الاقيها بس هحاول خايف تكون اتجوزت.

في سؤال جوايا هسألهولك انت سبق وقولتلي كان عندك انسة بتساعدك كانت تعمل ايه وساعدتك ازاي هي فين دلوقتي.
نظر اليه كيان يقول بسخرية:
مش قلتلك اي حد بحبه يسيبني.
هي كانت بتحبك.
اجاب كيان بصوت متحشرج ويظهر عليه الخوف يضيف:
فاكر لما قلتلك كنت مريض اتأخرت فبيت شجون ماقلتلهمش اصلا اني بروح ولما روحت لبيت.

Flach Back:
دخل والحمى تحرقه يريد النوم رفع رأسه بتثاقل فوجد مهاب يحدق به بغضب عارم نهض يصيح بحدة:
كنت فين لغاية دلوقتي خليتني قلقان عليك.
ارتجف جسده المحموم يقول بتعب:
ككنت عند شجون وو قلت لماما.
فصاحت اجلال باستنكار:
بتكذب ليه ماقلتليش ابدا.
نظر اليها بصدمة وقاطعه مهاب بعصبية صائحا:
كنت بتعمل عندها ايه ها.
زاد خوفه من منظر والده يقول بخوف:
كنت عاوز مامتها تبقى مامتي انا كمان.

هبط كف مهاب على وجنة كيان فطرحه ارضا يصرخ:
عايز تفضحني ولا ايه.
بدأ يضرب بكل ما اوتي من قوة واجلال تزيد الطين بلة ولم يهتم احد بمرضه بدأ كيان يصيح برجاء وصوت مبحوح من المرض:
والله مش هروح تاني اسف مش هكررها.
لم يبالي برجائه الطفولي و تابع ضربه بيده وحزامه و كيان اسفله يرتجف من الالم حتى اصيب تلك اللحظة بتبول لا ارادي من شدة وجعه وخوفه نظر اليه مهاب باشمئزاز يصيح:
غور على اوضتك مش عايز اشوف وشك.

سار بترنح و انكمش في فراشه جائعا نظر من الباب وجدهم يتناولون عشائهم بكل هدوء.
Back.

ابعد ياقة ثيابه عن عنقه يشعر بالاختناق يقول بانفعال:
سمعتهم اه هو قالها انو عايزين يخلوني اكره العيشة عندهم و اهرب من غير مايعملو شوشرة بس انا كنت صغير ماقدرش.
تابعا بنبرة سريعة:
الانسة امل كنت رايح احكيلها عملو فيا ايه ندهتلها بصتلي ومشييت انا استغربت رحتلها مسكتها من ايدها قالتلي انساني انا معلمتك اه بس مش هينفع تتعلق بيا كده انا هتجوز و ابطل تدريس.

كانت تتكلم وهي بتعيط بس انا اصريت افهم فعرفت انو ابويا هددها لانها كانت بتقويني عليهم وبعد ماعرفت كنت اروحلها من غير مايحسو كانت بتنصحني وطبطب عليا بحنية.
مسح دموعه ينظر امامه يتابع بمرارة:.

اتعاقبت تاني واتحبست برا في المطر كنت بمشي وبعيط شنطتي مكنتش قادر اشيلها هي حست بيا اخدتني بيتها نيمتني فحضنها بس كأنها بتودعني نظراتها و كلامها حسيت انها بتودعني قالتلي كلام مش قادر انساه قالتي اني كبرت مش هحتاجها تاني اني بقيت راجل اعتمد على نفسي واني كبير والكبير مابيعيطش كنت رايح ازورها لقيتها ركبت بفستان الفرح ملحقتش اشوفها لي كانت سند ليا راحت ماتت في حادثة ففرحها دخلت في اكتئاب يوم ما عرفت كل لي بحبهم بيسيبوني انا لعنة.

بدأت بوادر انهيار عصبي تظهر عليه فاضطر رائف ان يحقنه بمهدئ استقيظ بعد مدة بتثاقل يقول بارهاق:
انا لازم امشي.
انت هتتعالج يا كيان حالتك مش معقدة.
مااعتقدش سلام.
قالها بسخرية خارجا يحاول ترتيب افكاره وتهدئة نفسه.

جالسة على الاريكة في غرفة اباء تنتظر قدومه بخوف وحرج ونامت مكانها وهي تضم ساقيها الى صدرها دخل بعد مدة فتخشب مكانه اذا اقتنعت بكلام والدته هو بات قليل المكوث في المنزل حتى لا يزعجها دنا منها بحذر يهزها ببطئ:
نبض يا نبض.
فتحت اعينها بتثاقل وما ان وجدته امامها حتى اخفظت رأسهابخجل لا تستطيع النظر اليه بعد اعترافها بافعال اياز زفر مليا وجلس بجانبها يقول بهدوء:
نبض عايز اقولك حاجة بس اسمعيني لاخر.

انقبض قلبها فجأة وازدادت ضربات بطنها جاهدت الصمود وبدأت تبتعد عنه حتى التصقت بحافة الاريكة نظر اليها باستغراب وقال بحنو مقتربا:
انتي كويسة يانبض.
هزت رأسها بالايجاب عله يعود مكانه لكنها سرعان مادفعته راكضة للحمام تبعها بقلق يقول:
اهدي في ايه.
بقيت هي متقوسة ترجع ماتناولته و دموعها تأبى التوقف.
اجيبلك دكتور طيب.
حاولت الحديث فلم تستطع اتجه الى مكتبه محضرا ورقة وقلم:.

اتفضلي بس فهميني في ايه هو انا اذيتك من غير قصد.
هزت راسها بالنفي سحبها من كفها يجلسها على الاريكة يقول:
الدفتر ده خليه معاكي لو عايزة تقولي اي حاجة اكتبيها
اومئت بوهن تدون وسرعان ما اعطته الورقة بضعف:
البرفيوم بتاعك ممكن مش تحط منو تاني ده نفس البرفيوم بتاع اياز لي كان بيحطو الاسبوع لي فات .
تقلصت عضلات فكه بغضب وقال بهدوء نسبي:.

حاضر انا اسف مكنتش اعرف بس ماتخافيش مني انا مستحيل ااذيكي ايه رايك نبدا صفحة جديدة ماتقلقيش خلينا نتعامل كأننا فحكم المخطوبين ونتعرف على بعض وانا وعد مش هتخطى حدودي معاكي وعمري ماهغصبك على حاجة ابدا.
دونت شيئا في الدفتر وقدمته له فابتسم بحبور يقرأ:
حاضر بس انا محتاجة وقت طوييل هتصبر.
فقال ممازحا:
اكيد ده حتى الصبر مفتاح الفرج يا بنتي.

بادلته ابتسامته تحاول مساعدته في بناء جسور الثقة التي بدئها بينهما اتجه الى السرير وعاد ادراجه اليها يقول بحزم:
مفيش نوم عالكنبة السرير طول بعرض انا عند وعدي انتي من طرف وانا من طرف اتفضلي.
هزت رأسها بتوتر وسارت جالسة على الجانب الايمن بينما هو ارتمى على الجانب الايسر بعد ان بدل ثيابه باخرى بيتية مريحة
ونام بقيت هي تنتظر نومه وسرعان ماستسلمت للنوم هي الاخرى بعد محاولات عدة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة