قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل التاسع عشر

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل التاسع عشر

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل التاسع عشر

على طرقات الحي كانت تجلس عجوز طاعنه في السن تبيع
مناديل ورقية سارت وتين بسرعة باتجاهها فسقطت حافظة نقودها دون ان تدرك وصلت الى تلك السيدة بينما نزل هو ملتقطا
حافظتها ناظرا الى اين اتجهت.
عاملة ايه يا طنط.
قالتها وتين وهي تقبل كفها وجبينها بابتسامة جالسة بجانبها ردت لها العجوز الابتسامة وهي تمسح على رأسها تقول:
ربنا يحفظك يا بنتي.
بقالك زمان مش بتيجي تبيعي هنا يا طنط.

اغرورقت عينيها بالدموع ولم تنطق بكلمة تجمعت العبرات في
عيني وتين تأثرا متسائلة بتعاطف:
ولادك بردو صح.
طردوني حريمهم وهوما ماقالوش كلمة.
ربتت وتين على كفها تقول بابتسامة:
ماتعيطيش يا طنط بصي انا محتاجة مناديل كتير النهاردة.
مدت يدها لتدفع ثمن المناديل فامسكتها العجوز تقول:
عارفة انك دايما مش محتاجاها بس مش راضية تكسري بخاطري ربنا يخليكي يا بنتي.
ادعيلي يا طنط والنبي الله فين الفلوس كانت هنا.

اقترب منها بعد ان ظل يراقب تعاملها وعفويتها وقال:
حضرتك دي وقعت منك اتفضلي.
رفعت راسها تلتمع عينيها بشكر قائلة:
شكرا لحضرتك بجد.
اشترت منها وتين حيث دفعت مقدار وجبة غداء:
طنط عندك مكان تقعدي فيه النهاردة.
هزت رأسها بالنفي بينما قال اسيد باقتراح:
ممكن اساعد حضرتك اتفضلي معايا يا خالتي.
فقالت وتين بتفاجئ:
بجد انت هتساعدها.
نظر اليها باستغراب يقول:
اكيد.
سارتا ورائه حتى توقف امام المصلى استدار يقول بابتسامة:.

ممكن تقعدي هنا يا خالتي المصلى ده لاختي اكيد هترتاحي هنا.
فقالت وتين بتفاجئ:
هي الانسة براءة اخت حضرتك.
اه انتي طالبة عندها صح.
ايوه.
خرجت براءة بعد ان رأت اسيد واقفا امام الباب فسارت باتجاهه
تقول:
اسيد في حاجة، ايه ده وتين عاملة ايه يا حبيبتي.
حمد لله بس كنت عايزاكي فموضوع كده.
اتفضلو نتكلم جوه احسن وانت يا اسيد عايزة حاجة.
لاء يا براءة انا رايح اهو الانسة هتفهمك.

غادر اسيد وقد ترك تصرف وتين في نفسه اثرا محببا له وقرر ان يسأل اخته عنها فيما بعد.
عايزة اطلب منك لو ممكن الست دي تقعد هنا هي ملهاش
مكان تقعد فيه لو سمحت.
ابتسمت براءة تجيب:
اكيد يا حبيبتي وانا بذات نفسي هخدمها.
تنفست وتين الصعداء بعد ان اطمئنت على تلك السيدة وتابعت
طريقها لتكمل بعض نواقص فرحها.

خرجت من الحمام بوجه شاحب ودموعها تغرق وجهها اتجهت
اليها مريم بقلق تزيح شعرها المبتل عن وجهها تقول:
مالك يا بنتي وشك مصفر كده.
استندت عليها نبض بارهاق قصد اخذها الى غرفتها اجلستها
على السرير وخرجت تتصل بإباء انتظرت مليا حتى اجاب:
الو سيب كل لي فايدك وتعال يا ابني.
اجابها بقلق من نبرة صوتها:
في ايه يا ماما صوتك عامل كده ليه.
نبض تعبانة يا اباء تعالى خدها عالدكتور.
انا عرفت مالها يا ماما جاي حالا.

ترك ما بيده واغلق الورشة متجها الى المنزل دخل بعد مدة مسرعا الى غرفته وجدها مستلقية باستسلام مغمضة عينيها
والعبرات عالقة على اهدابها دنا منها بهدوء ممسكا كفها بين
يديه يقول:
مالك يا نبض في حاجة وجعاكي.
اشاحت بوجهها بعيدا عنه زفر بنفاذ صبر ثم قال بحنو:
قومي خليني اخدك عند الدكتور يلا.
هزت برأسها نافيه واعتدلت بجلستها سحبت ذلك الدفتر والقلم
تدون بارهاق:
انا مش محتاجة دكتور بس مخنوقة جوايا حاجات كتير عايزة.

اقولها بس مش قادرة
لاحظ ارتجاف يدها فسحب منها الدفتر بهدوء يقرأ جلس بجانبها
يضغط على كفها داعما اياها يردف:
كل حاجة هتتحل يا حبيبتي بس اوثقي فيا انتي بس محتاجة
ترتاحي ولما ترتاحي هتخفي صدقيني اهم حاجة ماتضغطيش على نفسك.
رفعت رأسها تقاوم عبراتها وعادت تنظر اليه نظراته مختلفة
عن نظرات اياز يكتفي فقط بالنظر الى عينيها حملت القلم مجددا
تكتب برجاء:
انا خايفة اوي مبقتش مطمنة صرت بخاف انام ممكن تخليك جمبي.

ما ان قرأ رسالتها حتى سحبها اليه يشدد من احتضانها يمسح
على شعرها يردف:
ايه رأيك نرجع على بيت الجبل الجو هناك هيساعدك.
انسحبت خارج احضانه بهدوء تهز كتفيها كموافقة ثم اعطته ورقة
كتبتها مسبقا فقال بتساؤل:
ايه ده.
فركت يديها بتوتر تبعد نظراتها عن مرمى عينيه و كتبت مجيبة:
ده برشام وجع راس جديد.
مد كفه بابتسامة يقول:
البيت بيتك يا نبض قومي معايا نفطر وبعدها نجهز عشان نروح وهجيبلك البرشام ده.

ارتفعت موسيقى هادئة في قاعة الحفلات تلك و بدأ براء يراقص
وتين ببطئ يهمس لها بين الفينة والاخرى بهدوء:
مالك يا حبيبتي حساكي مش على بعضك ليه.
ضغطت على كفه الذي يحتضن يدها عله يمدها بعض الامان واجابت بارتجاف:
خايفة اوي يا براء مش قادرة حاسة اني هيغمى عليا هنا.
اهدي يا حبيبتي ريلاكس ليه كل ده.
ثم رمقها بعتاب يقول:
خايفة مني انا يا وتين من براء.
هزت رأسها بالنفي تقول بعجالة:.

لاء ابدا والله ربنا عالم انا اد ايه اتعلقت بيك مش منك بس
كل حاجة جديدة عليا و خايفة في اليوم ده زيي زي اي بنت.
انتهت تلك النغمة سريعا فدنا يرمقها بحب مزيف ولثم جبينها
الذي استشعرت شفتيه برودته فقال بقلق مصطنع:
مالك متلجة كده ليه خدي نفس وحاولي تهدي كل حاجة هتعدي.
مر الوقت عليها بسرعة وكانت تتمنى المكوث هناك لابد تسارعت
دقات قلبها بعنف وهم في الطريق الى الشقة التي اشتراها.

براء و بعض السيارات ورائهم فقالت متسائلة:
براء مين دول وهوما جايين معانا ليه.
دول اهلي اصلهم من الصعيد وعايزين يطمنو حتى امك وابوكي جه معاهم.
نظرت اليه بعدم فهم ونزلت حتى دخل كل من وتين مع والدتها ووالدة براء و امراة اخرى تبدو غريبة الشكل دخلت وتين بارتجاف وقلب منقبض بعد ان طلبت منها والدتها الجلوس على السرير
ماما هو في ايه مش المفروض نبقى انا وبراء بس في ايه.
نظرت اليها والدتها بجمود تقول:.

ده لي لازم يحصل يا وتين اعملي لي بنقولك عليه وانتي ساكتة.
توتوتو هو انتي مش عارفة انك هتدخلي بلدي عالاصول يا ضنايا ما احنا دفعنا قد كده مش جايز تكون السلعة مضروبة
لا سمح الله.
كان هذا صوت والدة براء نظرت اليها وتين باعين متسعة من الحيرة واستدارت لوالدتها تقول:
ماما يعني ايه دخلة بلدي مش فاهمة.
لم تجبها اجلال و لم تتغير نظرات الجمود في عينيها بينما اقتربت
منها والدة براء تقول:.

اتخمدي هنا اما نشوف اخرتها ايه.
نظرت اليها وتين بضيق من طريقتها الفجة التي تغيرت وقالت بقوة:
انا عايزة براء هو فين.
مستعجلة على ايه هو هييجي نامي انتي هنا.
صرخت وتين بعصبية تقول:
قولت لاء انا عايزة افهم في ايه.
كان هو في الخارج يقف بجانب اياز نظر اياز الى الجانبين و قال:
اتفضل البرشام ده ومش عايز اوصيك لازم تدبحلها القطة من اول يوم.
ضحك براء بخسة يقول:
ماتقلقش ده انا معلم يا الله استعنا على الشقى بالله.

صعد الى الاعلى بعد ان اخذ نفسا ودخل فقال بانزعاج:
عاملين الدوشة دي ليه ده انا دماغي هتتفرتك.
حانت منه التفاتة الى وتين التي تقف في الزاوية والكحل قد عرف طريقه الى وجنتيها وقال:
قربي انتي خايفة كده ليه.
دنت منه بحذر على امل ان يهدئها وسرعان ما وجدت نفسها مرمية على السرير وقد جثى فوقها طالبا من والدتها و والدته تثبيتها يقول بعد ان اسودت عينيه برغبة:
ثبتوها خلوني اخلص من الليلة لي مش هتعدي دي.

اهتاجت اكثر تنتحب برجاء ناظرة الى والدتها تصيح بخوف:
والنبي يا ماما خلاص انا مش عايزة اتجوز والنبي خلاص انا عايزة اروح.

صم الجميع عن صرخاتها و رجائها اهات طفلة لم تتجاوز 19 تاركين ذلك المسمى بالرجل يذبحها على طريقته الخاصة باستمتاع وانتشاء مريض بعد ان شق ثوبها الى النصفين اخذ مراده ببرودة اعصاب بينما همدت حركتها رمى براء ذلك المنديل من النافذة و اطلقت عدة طلقات نارية ارتجف جسدها لها مر وقت طويل لا تعلم كم لم تتحرك منذ خروجهم تخشى ان اصدرت انينا خافتا ان يتذكرها ويعيد فعلته امتدت نظراتها لنقطة ما في السقف لقد وضع لجريمته تصنيفا قانونيا لا يحاسب عليه رمى بها الى فئة المغتصبات ولكن بلمسة قانونية تبيح له فعلته الا وهي الزواج نظرت الى هاتفها الذي يهتز فتسللت وسط دموعها ابتسامة الم لثغرها هامسة بوهن:.

اتأخرت اوي ياكيان.
في الجانب لاخر كان كيان يلوم نفسه بشدة بعد ان علم من
والده ما الذي يحدث.
ليه كده دمرتوها بالشكل ده.
ذاق به الكون خرج الى الخارج وراح يسير بتيه فأوصلته
قدماه الى ذلك الملهى الذي رآه عند رحيله الى هنا كانت هي في الداخل تضحك لهذا وترقص لذاك رفعت رأسها فتصنمت مكانها بصدمة وراحت تحملق به بذهول مثبتة نظراتها على الباب تهمهم بعدم تصديق:
مش ممكن.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة