قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثالث والثلاثون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثالث والثلاثون

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الثالث والثلاثون

دخلت تحمل تلك الصينية في يدها ناظرة الى ابنتها بحزن
وضعتها امامها لكن هي في عالم آخر وضعت يدها على رأس ابنتها تهمس بحزن:
كان ايه لي جرالك بس يا حبيبتي.
مرت عليها اربعة اشهر شاردة فوق ذلك السرير منذ آخر لقاء
معه نظرت الى والدتها تقول بوهن:
هو مرجعش تاني او اتصل يا ماما ونبي قوليلي.
يا بنتي سألتيني اليوم السؤال ده اكثر من مرة قوليلي بس
مالك لما يجي بتقلبي عليه ولما بيروح بتعيطي عشان يرجع.

ارحمي نفسك ولي فبطنك غاوية تباتي فالمستشفيات اكثر من مره كنتي هتخسري بنتك ده حتى مارضتيش تاكلي حاجة.
مسحت على وجهها بارتعاش تردف:
مليش نفس يا مااما مش عارفة يا ماما وحشني اوي لما بيكون بعيد ببقى عايزة شوفه بس اول مايقرب بتخنق انا تعبت.
احتضنتها احسان بهدوء فراحت الاخرى تتأوه بألم تضيف قائلة:
طب اتصلي فيه آخر مره يا ماما.
مش هييجي يا بنتي مفيش راجل يقبل الكلام لي قولتيه.

اغمضت عينيها بندم تتذكر كلماتها الجارحة له حينما اراد
ارجاعها الى منزله عنوه فاكر نفسك راجل لما تخليني اعيش
معاك غصب عني مش محتاج اقولك لي بيقبل على نفسه ده
بنقوله ايه
اجهشت ببكاء تترجى والدتها ان تتصل به فقامت الاخيرة
بتلبية طلبها ثم نظرت الى ابنتها التي تتأوه الما
في حاجة وجعاكي يا بنتي.
هزت رأسها بضعف تجيبها:
جسمي كله يا ماما عملنا التحاليل اكتر من مرة مفيش حاجة.
طب خلينا نرجع نشوف شيوخ تاني.

نظرت الى والدتها نظرات حائرة فتابعت الاخرى:
طب والله ده شيخ ثقة ويرقي بالقرآن وهكون معاكي.
هشوف يا ماما هشوف.
هاه اكيد هو لي جه يا بنتي.
ضغطت على يديها بتوتر تحاول اجبار نفسها على رؤيته
فتحت احسان الباب ناظرة اليه بشفقة ارهاقه باد على وجهه
وقالت بعد ان جلسا:
بص يا ابني حاول تفهمها ارجوك انت ماتعرفش الحمل ده
كان صعب عليها ازاي خاصة مرحلة الوحام دي كل يوم بتموت.
مسح على وجهه متنهدا بثقل وقال:.

انا هروحلها بس بقولك دي اخر مرة لاني تعبت بجد.
سار ناحية غرفتها يحاول نسيان كلماتها الجارحة ويتمنى ان لا يتلقى المزيد لانه لن يستطيع السكوت هذه المره فتح الباب ناظرا اليها باشتياق والى بطنها التي بدأت بالظهور لايعلم نوع الجنين حتى دنا منها يقول بعتاب وحزم:
ليه بتعملي فينا كده دي اخر مره هطلب منك ترجعي معايا.

كادت سترد بداخلها قبول لما قال لكن انقبض قلبها فجأة وركضت تحاول ارجاع مافي بطنها سار اليها بقلق يمسح على شعرها فنهرته صارخة بلا شعور:
انت ايه مش بتفهم بقولك ماتلمسنيش بقرف منك مش بتفهم ولا ايه بقرف منك حتى لي البنت لي فبطني دي مش بحبها مش عايزاها لانها منك فاهم ابعد ابعد ابعد.
اشتعلت عينيه بغضب وهوى بكفه على وجنتها يصرخ:
اخرسي كفاية بقا انتي جيتي عليا اوي اول ماتولدي هاخد بنتي لي مش عايزاها.

اتجهت نحوه تدفعه بشده:
اطلع بره مش عايزة اشوفك مش عايزة اسمع صوتك اطلع بره. وقبل ما تمشي طلقني طلقني.
خرج صافقا الباب خلفه يتنفس بانفعال بينما ارتمت هي تبكي
باختناق و سارعت الى النافذة تحملق به بحزن شديد
ليه عملتي كده يابنتي انتي خسرتي اخر فرصة ليكي.
مش عايزة حد انتو مش فاهميني اذا اذا انا مش فاهمة انا بعمل كده ليه انتوا هتفهموني ازاي سيبيني لوحدي ارجوكي.

عادت تنظر اليه من الاعلى اسندت رأسها على نافذة غرفتها ودموعها تنهمر بصمت ناظرة الى الاسفل تتابع ابتعاده تهمس برجاء:
ماتمشيش ماتسيبنيش ارجوك.
رفع راسه ناظرا اليها ببرود مصطنع واولاها ظهره يتذكر عبارتها التي كانت بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير
انا بقرف منك طلقني
لم ينسى ملامحها التي كانت تنكمش بنفور عينيها التي لاول مره يرى داخلها كره له! عاد ادراجه قاصدا تطليقها نظر الى والدتها يقول صارخا بغضب جم:.

قولي لبنتك اول ماهتولد هطلقها واخذ بنتي وامشي.
استهدي بالله يا بني.
رحل دون ان يستجيب لها بينما عادت تنظر الى ابنتها التي رجعت الى شرودها وتفكيرها المستمر.

مرة وحده بس ارجوك وحده بس حس بيا يا كيان.
صاحت بها برجاء وهي تتمسك به تشعر بألم شديد ينخر جسدها نظر اليها بحده يضغط على ذراعيها يقول:
صدقيني مابقاش قد لي فات انتي بدأتي ترتاحي اصبري ياشجون اصبري كل حاجة هتعدي مفيش مش هديكي حاجة.
دفعته بحده تنظر حولها بجنون:
اصبر اصبر ازاي ايه لي هيعدي كفاية كلام وبس ارجوك سيبني في لي اانا فيه اطلع.

اولته ظهرها تحاول مقاومة رغبتها في تحطيم كل شئ كعادتها
حتى بصي مش بتكسري وتنفعلي زي كل مره.
نظرت اليه والى تلك الجروح التي تغطي وجهه بسببها في احدى حالات انفعالها ونامت على سريرها تهتف باختناق:
سامحني يا ريتني مت علشان ترتاح مني.
هشش ماتقوليش كده انتي بس تعبانة وهتخفي.
ابتسم بخفة يحاول التخفيف عنها:
يعني انتي ناسية ازاي كنتي بتساعديني تديني اكل ودوا.

حاولت الابتسام على ماقاله لكنها فشلت وقالت فجأة وهي تربت على بطنها:
انت سامحتني يا كيان صح ليه ساعات بتقولي سامحتك
بس بتقلب عليا في اليوم لي بعده.
اختفت ابتسامته فجاة ونهض مردفا:
نامي ارتاحي دلوقتي وبكره هنتكلم.
لاء يا كيان انت لو مااتكلمتش انا هموت انا مخنوقة يا كيان
من ساعة لي حصل وانت مش بتتكلم معايا الا للضرورة ونظرات العتاب لي فعينيك بتدبحني مش قادرة افهمك تصرفاتك متناقضة بتتغير فجأة.

دنت منه ببطئ ناظرة اليه وهي تحيط وجهه بكفيها:
انا غلطت غلط كبير بعترف بس كفاية لحد كده انت عقابك ده كان قاسي اوي.
ابعد يديها عنه موليا ظهره لها يقول:
سبق وكنت قلتلك اني مابحبش الكدب يا شجون بس فضلتي تبصي فعينيا وتكدبي فلازم تتحملي لي هيجيكي مني
انا مش قاسي يا شجون بس لي انتي عملتيه مايتغفرش
يا رتني ماكنت خليتك تطلعي وفضلت قافل عليكي لانك ماتستهليش الثقة لي ادتهالك.

نظرت امامها بشرود تعود بذاكرتها الى الوراء قبل 4 اشهر
بالتحديد عاد هو يتفقدها فدنت منه تقول برجاء:
والله مخنوقة يا كيان مش هعمل حاجة سيبني بس اطلع شوية انا حلفتلك حتى ضروري اطلع ارجوك.
فأجابها باستسلام:
عارف اني مليش حق احبسك انتي حرة بس اياكي تضيعي تعبنا يا شجون اياكي.

هزت رأسها بالنفي وخرجت وعاد هو الى عمله اتجهت الى الصيدليه بخوف واخذت ذلك التحليل عاد هو بعد مده وقد كان غاضبا بعد لقاء مع احدهم دخل باحثا عنها سار نحوها ينظر بقلق الى هيئتها الباكية وجدها تنظر لذلك الجهاز الذي بين يديها باستنكار وصدمة تهمهم بتقطع:
ححامل.
تقلصت عضلات فكه بغضب وامتدت يده لتقبض على خصلات
شعرها يصرخ بانفعال دون شعور منه:
من مين ها انتي مش قلتيلي بطلتي الشغلانه ودي وخلاص.

وعاملة حسابك وهتوبي وترجعي شجون البريئة انطقي.
ارتجفت بين يديه تصيح باكية:
والله غلطة انا تبت بجد مكنش عارفة انه ده لي هيحصل يا كيان.
افلتها من بين يديه باشمئزاز يردف:
عارفة مين ابوه اسمه ايه.
فأومئت بارهاق تجيبه ببكاء:
الفترة دي انا اشتغلت مع واحد بس مازن الاسيوطي كنت مجبورة هو كان بيديني الحقن مقابل اني اعمله لي هو عايزه.
اولاها ظهره يقول بحده:
جهزي نفسك هنكتب كتابنا الليلة بس صدقيني عمري ماهسامحك.

افاقت من شرودها على قوله:
مش قادر اسامحك يا شجون لانك اذيتيني انا كمان بلي عملتيه ده هتخلي التاريخ يعيد نفسه هيجي طفل بريئ
هيعيش في كذبة كبيرة انا كنت هتجوزها بس انتي وقفتي بينا.
ملك مش بتحبك يا كيان هي عايزة راجل والسلام كيان انت ليه مش بتحكيلي لي جواك هو انت بتحبها زعلت كده ليه.
حملق بها بصرامة يقول:
متنسيش تاخدي دواكي.

غادر تاركا اياها في حيرتها من تصرفاته المتناقضة وسرعان مالتمعت بذهنها فكره وراحت تهمس باصرار:
انا هعمل لي كان لازم يتعمل الولد ده مش هييجي.

واقفة على المطبخ تعد طعام الغداء وتنظر الى الساعة بتوتر تمسح عبارتها بخوف وهاقد انتهت سمعت صوت الباب وزفرت براحة فقد انتهت في الوقت المناسب وقف مستندا على الباب بابتسامة بادلته اياها بخجل
الغدا جاهز اتفضل يا اسيد.
انتي كنتي بتعيطي يا وتين ولا انا بيتهيألي.
هزت رأسها نافية تجيبه بهدوء:
لاء اكيد حاجة دخلت فعيني كده بس.
خرجت تضع اخر صحن وطلبت منه الجلوس بينما سارت هي.

تجلس في المطبخ انتظر هو قدومها لكنها لم تفعل فسار مناديا
اياها وقفت خافظة راسها تقول بتوتر:
اكيد نسيت حاجة اسفة قولي ايه هي وانا هجيبهالك.
قطب جبينه باستغراب يردف:
انتي مش هتيجي تتغدي معايا.
ها بس كده مايصحش ابدا.
دنا منها ببطئ محتفظا بحيرته قائلا:
هو ايه لي مايصحش يا وتين.
يعني عادي اجي اقعد اتغدى معاك مش هتزعل.
امسك يديها ناظرا اليها بهدوء:
وازعل ليه تعالي معايا نتغدى في موضوع هكلمك فيه.

جلسا واكملا غدائهما بهدوء نهضت قصد جمع الاواني فسكبت
عليه كأس اللبن من دون قصد ارتجفت متراجعة للوراء وقد عبر بذاكرتها موقف مشابه مع زوجها السابق الذي نهرها صارخا
انتي اتعميتي يا بنت انتي.
نزل يضربها بلارحمة صائحا:
هتمسحيه بلسانك يا ****.
امسكها من شعرها مرغما اياها على لعقه انتفضت حينما
وضع اسيد يده على كتفها قائلا بهدوء:
شردتي فين ياوتين.
تراجعت جالسة على الارض تحاول تغطية وجهها صارخة بانهيار:.

ونبي ماتضربنيش انا اسفة مش بقصدي ونبي متعملش زيه.
نظر الى جسدها المتكوم على الارض بصدمة وتغطيتها لوجهها
بتلك الطريقة انحنى يحاول احتواء ارتجاف جسدها فربت على ضهرها بحنو يضيف:
اهدي انا مش هضربك يا وتين تعالي معايا.
امسك يدها يحاول جعلها تقف ترددت في بادئ الامر لكنها انصاعت له.
اكثر من مرة طلبت منك تحكيلي كنتي عايشة ازاي معاه
لانه خوفك مش طبيعي يا وتين بصي ماتخافيش مني سبق.

وقولتلك انا مش زيه اوثقي فيا واحكيلي تعالي.
فتح ذراعه كعادته لتسند رأسها على صدره وقالت بخفوت:
عارفة انك مش سعيد معايا يا اسيد واني بنكد عليك بس
مش بإيدي والله انا بحاول انسى واتأقلم معاك.
هش ماتقوليش كده كل حاجة هتكون كويسة ها مش عايزة
تحكيلي.
ابتلعت ريقها وسردت عليه ماكان يفعله براء معها من ضرب واهانه وشب وانتهاك لجسدها بغير حق.
يعني ممنوع عليا اقعد اتغدى معاه لانه مايصحش وممنوع.

ارفع راسي وهو موجود وكل حاجة حاضر حاولت امشي حياتي معاه بس ماقدرتش.
خلاص ماتعيطيش انسي ايه رأيك تتابعي عند دكتورة نفسية.
لاء اكيد لاء مفيش داعي هحاول مش انت واقف معايا خلاص هنسى علشان نقدر نعيش مع بعض.
بادلها ابتسامة الامتنان تلك بأخرى هادئة وقال:
ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي بالمناسبة في حد هيجي معايا المسا.
خفق قلبها بعنف بعد كلمته تلك التي التمست فيها الصدق وقد.

قررت شيئا بداخلها رفعت راسها من على كتفه تقول:
ضيف يعني وهو انت هتتأخر المسا لحتى تيجي.
زي الايام لي فاتت دي اما يجي هتعرفي.
اومئت بهدوء غادر هو الى عمله بينما اخذت هي حماما ساخنا
وخرجت تجهز نفسها نظرت الى الساعة وقلبها ينبض من
التوتر والخوف وراحت تنظر الى نفسها في المرآة مرارا وتكرارا.

وسرعان ما ارتمت تبكي بانهيار تغير ثيابها فهي غير مستعدة لهذه الخطوه الان دق الجرس ووضعت حجابها فوق راسها وسارت لفتح الباب فتحت الباب فتصنمت مكانها رؤيته بعد تلك المده جعلت محاولاتها في النسيان تبوء بالفشل وجسدها يرتجف خوفا فقالت بارتعاش:
انت ايه لي جابك هنا.
اغمض عينيه بألم وندم يلوح في نظراته قبل كلماته:
انا اسف اسف على كل حاجة يا وتين سامحيني.
فقاطعته تصيح بعصبيه:.

اسامحك على ايه بالضبط بعد ما دكرت كل حاجة حلوه جوايا امشي اطلع بره.
نظر اليه بغيره مردفا:
انتي متشيكة عشانه صح ابوكي لما قالي اتجوزتي مكنتش مصدق انا بحبك يا وتين كنت بنكر بس خلاص تعبت وحشتيني.
دنا منها فتراجعت الى الوراء بهلع بينما اكمل هو يقول بضعف:
ابوس ايدك سامحيني انا بموت المرض بينهش فيا اخةكي انتقم مني انا معايا ايدز ومش عارف فاضل اد ايه اخوكي بعتلي وحده معاها المرض ده عشان ينتقم.

نظرت اليه بجمود رغم صدمتها بينما هو رمقها بترقب ينتظر فقط كلمة واحده منها لكن كلماتها ضربته في الصميم:
حتى لو وطيت وبست رجلي عمري ماهسامحك انت دمرتني
وخلتني بلا قلب زيك بالضبط امشي اطلع بره امشي قبل ماتعديني.
قالتها ببرود وهي ترمقه باشمئزاز مغلقة الباب في وجهه
بينما انهار هو امام الباب باكيا يهمس:
ماتكونيش زيي يا وتين انتي غير.
رفع رأسه بارهاق حينما اتاه صوت غاضب يعرفه جيدا:.

انت ايه لي جابك هنا يا حيواان.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة