قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل التاسع

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل التاسع

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل التاسع

في المساء توجه اياز الى الخزنة قصد اخذ ما بها لتسليمها و تقاضي باقي الاجر راح يتلمسها باستمرار لكنها فارغة امعن النظر
لايوجد شئ!
ايه ده هي فين.
ابتلع ريقه بخوف وهو يتخيل مصيره عندما يعلن عن ضياعها وسرعان ماانتبه الى رنين هاتفه رقم غريب!ربما اصحاب السلعة. فاجاب بتوتر:
الو
اتاه صوت كيان ساخرا:
اصفريت كده ليه يا زيزو شكل القطة بلعت لسانك خايفة يا خلبوصة.

الى جانب ضحكات اباء التي لم يستطع السيطرة عليها فصاح أياز بإنفعال:
عايز ايه يا ابن ل.
فقال الآخر بعتاب مصطنع:
توتوتو ليه الغلط حاجتك عندنا بس عندي شرط كده صغنن.
قول عايز ايه من الاخر.
انزل لتحت هتفهم عايزين ايه.
مسح على وجهه بعصبية ونزل الى الاسفل فوجد كل من كيان و إباء ينتظرانه فقابلاه مبتسمان وكم استشاط غضبا عند رؤية الشماتة بادية على وجهيهما اندفع نحوهما قائلا بغضب:.

من الاخر عايزين ايه وتدوني الامانة.
ابتسم كيان بهدوء وهو يجلس واضعا قدميه على الكرسي المقابل شابكا يديه يقول ببرود:
امانة ايه يا اياز تعالى نقعد هنا الاول وبعدها نتفاهم.
جلس كل منهم على طاولة المقهى وقال اياز بغضب:
قول عايز ايه وترجعهالي.
اهدى كده بقالك شويا وتنفجر اولا دي اخر طلبية تسلمها لو سمعت انك رجعت للشغلة ل دي هتشوف.
موافق بس انا لازم اسلمها دلوقتي.
وانت محموق كده ليه ما لسه قدامنا وقت كتير.

ضغط اياز على اسنانه يكاد ينفجر من الغضب وقال:
ممعيش وقت لازم اسلمها بليل.
رفع كيان حاجبيه بتعجب وقال:
وانت نسيت انو ممنوع تتاجرو بالمخدرات في منطقتي ولا ايه
والله وبقيت جريئ وتخالف اوامري.
حاول اياز اقناعه ومسايرته فليس من مصلحته اغضابه الان:
هتكون اول واخر مرة انا اتورطت مع الجماعة خلاص فقول عايز ايه.
توافق انو نبض تتجوز إباء.
نطقها كيان بكل بطئ قصد استفزازه بينماصرخ اياز برفض:
مستحيل.

ابتسم كيان بسخرية وقال:
هش انت نسيت ولا ايه يا زيزو.
شد اياز شعره للخلف بعنف وقال بصعوبة.
موافق.
مهو مش بمزاجك. بس لازملي ضمانة انت شخص مش موثوق.
رمقه اياز بضيق سينقض عليه الان وقال بتساؤل:
ضمانة ايه.
قرب كيان وجهه من وجه اياز وهو يبتسم بنصر وقال:
هتعرف دلوقتي.
ثم دنا منه وهمس له ببعض الكلمات التي جعلت اياز بغمض عينيه بنفاذ صبر و اجاب بعد مدة:
اتفقنا هنروح دلوقتي بس انا ايش يضمنلي انك مش هتخدعني.

ركل كيان الكرسي وقام قائلا بثبات مغلف بالحدة:
كيان عبد الرحمان دايما يوفي بوعودو.
بعدها توجه اياز الى المكان التسليم يتلفت خلفه وقابل الرجل هناك وتم التسليم غافلين عن و كيان وإباء المتخفيان لتصوير كل شئ حتى يكون ضمانا لهما بعد احضار اياز لهما و بمجرد ان انهى مهمته وعاد للمنزل وراح يكسر كل ما يقابله كيف وصلو اليها:
لحظة اكيد وتين آخر مرة جت مكنتش على طبيعتها اه يا ماشي انا هخلي براء يشرب من دمك يا.

بعد انتهاء كل من كيان وإباء مشاهدة الفيديو اللذان قاما بتصويره بعد تهديد اياز
ارتسمت على ثغر كيان ابتسامة تدل على راحته القى نظرة على اباء الذي ظل صامتا و الضيق باد عليه فقال:
ماتفرح يا عم انت قريب هتتجوز.
ابتسم إباء بسخرية وقال:
انت عارف انو اياز هيغصبها تتجوزني يا كيان.
انت معقد الموضوع كده ليه لما تكون في بيتك هتخليها تحبك الموضوع اسهل مما انت متخيلو.
فقال إباء بعدم اقتناع:.

مش عارف بس جايز كلامك صح.
فأجابه كيان بثقة:
اكيد صح لانو الحب لي يجي بعد الجواز احلى. ثم قال بابتسامة:
جهز نفسك يا عريس.
ضحك إباء وقد بدأ شعاع السعادة يتسرب داخله وقال:
عقبالك يا كيان.
اختفت ابتسامة كيان وقال:
معتقدش يا صحبي.
طب عايز اسألك سؤال انت رجعت لدكتور ولا لاء.
بكرا راجع لازم اعرف فيا ايه وبعد مااتعالج هسافر على طول.
فكر إباء مليا ثم قال:
ووتين مش هتقولها الحقيقة.

هز كيان رأسه بالنفي وقال ناظرا امامه:
مش هقدر خليها فكراني اخوها كده احسن.

اسبوع كامل قضته وتين في غرفتها لم تجف دموعها بسبب ندمها لم يتفقدها احد غير والدتها حتى كيان لم يكلمها او يطمئن عليها.
ليه كده ليه محدش عايزني هنا.
ضمت ساقيها الى صدرها متقوقعة تقوقع الجنين وحزنها يزداد يوما بعد يوم.
قومي يا بنتي جهزي معايا حفلة خطوبتك بقالها يومين بس وبكرا عندنا ضيوف قومي.
ربما هكذا سترفه عن نفسها نهضت تتفحص صفحتها على الفايسبوك فوجدت رسالة من حساب لا تعرفه.
بحبك.
فكتبت بحيرة:.

انت مين.
على الجانب الاخر ابتسم بخبث وقال:
مش مهم انا مين المهم اني بحبك بجد ونفسي تحسي بده
فأرسلت بغضب:
ايه الهبل ده يا تقول انت مين يا مع السلامة.
اهدي في ايه لكل ده ما احنا بندردش اهو.
ممعيش وقت سلام.
انتظر على احر من الجمر هل ستقوم بحظره لكنها لم تفعل.
كده بدأت خطة انتقامي منك يا كيان.
قالها اياز وهو يتمدد مفكرا في رسالة جديدة تداعب قلبها وكتب بعد تفكير:.

مجرد التفكير فيكي يأخذني بعيدا عن واقعي المر فأتجاوز بك كل خيباتي انا صاحبك بغير صاد ثم ضغط على زر الارسال.

العائلة هي كل شئ من دونها نحن لا شئ
انغمست براءة في تغليف الهدايا لتشجيع الطالبات ورفع روح التحدي لكن قطع تركيزها صوت جرس الباب.
ايه ده مين لي جاي دلوقتي. ارتدت الجزء العلوي من نقابها وراحت تفتح الباب لكن سرعان ما اطلقت صرخة سعادة تعبر عن مفاجأتها وهي ترتمي بين احضانهم.
وحشتوني اوي بجد احلى مفاجاة بجد.
اول حاجة شيلي ده من ع راسك. قالها أُسيد وهو ينزع عنها نقابها ثم احتضنها برفق يقول:.

اوزعتي عاملة ايه.
ابتسمت براءة على عبارة شقيقها وقالت:
بس بردو ماتنساش انو انا الكبيرة.
واقفين كده ليه اتفضلو وانا كويسة ولما شفتكو بقيت فل الفل.
خرجت من احضانه وهي تقول:
بابا ماما انتو عاملين ايه انا مش مصدقة انكو هنا.
فقال والدها بحب:
عايزانا نسيبك لوحدك هنا مش هنقدر.
بجد احلى حاجة عملتوها.
شعرت بيد رقيقة تسحبها فنظرت لاسفل فاذ بها ملاك اسم على مسمى انحنت ناحيتها تحتضنها قائلة:.

لوكا حبيبتي تعالي عندي وكبرتي بجد.
دارت ملك حول نفسها ببراءة تقول:
وحشتيني يا براءة.
استطاعت براءة نسيان احزانها قليلا بحضور عائلتها لكن هل هذه السعادة ستدوم.

في صبيحة اليوم التالي توجه كيان الى طبيبه النفسي لقد خالف موعدين لم يشعر بضرورة ذهابه طرق الباب فأذن له الطبيب بالدخول بهدوء وقال مبتسما:
اهلا كنت مستنيك.
رد كيان التحية وجلس ينظر بشرود يشعر بفراغ كبير و هذا الفراغ يزداد يوما بعد يوم:
انت عارف انو لازم تنتظم في المواعيد كده احسنلك.
نظر اليه كيان بعجز واردف باختناق:
هو انا فعلا انسان مش طبيعي.

قال الطبيب مغيرا مجرى الحديث الى مسار اخر يتيح لكيان افراغ شحنة الضيق التي تعتريه:
عايز تحكي ايه النهاردة.
فقال بتشتت:.

كنت بعشم نفسي يجي يوم تتغير حياتي لاحسن بس مفيش حاجة اتغيرت. مرة سمعت الجارة تسأل اذا انا ابن حرام الكلمة دي محدش بيحس بوجعها غيري حتى لو ماقالوهاش بشوفها فعنيهم ماما وبابا كانو بيتباهو قدام الناس بلي عملوه ربو واحد يتيم كنت اشوف فخرهم لما حد يقولهم كسبتو فيه ثواب محدش كان بيراعي مشاعري كانو يقولو بس اوعو لما يكبر ينكر الخير ويعض الايد لي اتمدتلو هو يقلهم هربيه كويس اكيد بس انا محدش رباني انا ربيت نفسي بنفسي.

بدأت يديه بالارتجاف الى جانب نبرته:
فاكر مرة غلطت وضربت وتين جه بابا من الشغل اصلا متعصب كنت هحاول ابرر بس ضربني جامد.
تدخل الطبيب حينما رأى انفعال كيان:
اتفضل دي خد نفس كده حاول تهدى وكمل.
شرب كيان المحلول الذي اعطاه اياه الطبيب ثم قال:
رحت بعدها لقيتهم يتعشو كنت هاقعد بس بابا مسمحليش آكل فضلت بعدها يومين بلا اكل اصلي اتعودت.
ابتسم بقهر ومسح دموعه وتابع:.

محدش كان حاسس بيا كان نفسي الاقي حد يطبطب عليا بس لاسف مفيش.
تنهد كيان بهم ثم رفع نظره الى الطبيب وقال:
كفاية عليا لنهاردة بس عايز اعرف انا فيا ايه.
نظر اليه الطبيب بهدوء و اجاب:
انت عندك شيزوفيرينيا بس وضعك مش معقد علاجك موجود.
تصلب جسد كيان للحظة هل ما سمعه صحيح كان من المفترض ان يثور ان ينفعل او يتفاجئ لكنه لا يشعر بشئ ووجد نفسه يقول بجمود:.

و يا ترا هل اقدر اتعالج بجد ولا عايز ترفع من معنوياتي وخلاص.
حاول الطبيب زرع بذرة الامل في روح كيان فأجاب:
من اول مرة جيت فيها لهنا لغاية دلوقتي انت عندك ازدواج شخصية وده راجع لماضيك بس لحد دلوقتي تقدر تتحكم فيهم
وبما انو عندك رغبة تتعالج هتقدر اكيد.
فقاطعه كيان بشئ من البرود
ممكن اروح دلوقتي انا طالع.

سار هائما في الطرقات يحاول ايجاد الاحاسيس بداخله لكن لا اثر لها وصل الى المنزل ودخل غرفته رمى ثقله على السرير وماهي الا ثواني حتى بدأ بالصراخ والارتجاف ( انت عندك شيزوفيرينا
انت عندك شيزوفيرينا انت عندك شيزوفيرينا )
كانت وتين في غرفتها جالسة لكنها تسمع صوت احد يصيح
ايه ده ده صوت كيان.
ركضت وتين الى غرفة كيان فوجدته يضرب رأسه في الحائط صارخا:
اخرس لاء مش صح.

فما كان منها الا ان اندفعت تحتضنه من الخلف تمسح على خصلاته تقول:
اهدى اهدى انت مش لوحدك انا جمبك اجلسته على السرير بينما هو تشبث بها كالطفل الصغير وتابعت هي ماتفعله حتى سكن
نظر اليها مليا ثم قال:
اطلعي برا قبل ما اأذيكي.
رمقته بحيرة لكنها فعلت ما امرها به.

ودع كل من اياز ونبض والدتهما التي ستقيم شهرا عند شقيقتها بسبب مرضها ترجتها نبض كثيرا ان لا تذهب لكن احسان قالت:
ماتخافيش انا طلبت منو يبعد عنك فأهدي.
اغلقت نبض باب المنزل ترمق والدتها بحزن وخوف غريب يعتريها لما تشعر باحساس سئ مسحت على قلبها وراحت تقول:
اعوذ بالله من الشيطان الرجيم يارب يعدي الشهر ده على خير.

اتجهت الى الصالة تقوم بالتنظيف بعد ان خففت ثيابها فهي وحدها لان وارتدت بنطلون قصير كانت قد اشترته من قبل لم ترتدي هكذا من قبل و قامت بتشغيل بعض ايات الذكر الحكيم علها تهدأ دخل أياز بهدوء من الخارج وراح يراقبها نسي ان من تقف امامه هي اخته شرفه راح يطالع ساقيها التي احتضنهما البنطلون بحب بشهوة توجه راكضا الى الحمام بعد ان اخذت افكاره منحى اخر.

ايه لي بفكر فيه ده كده مايصحش اصحى يا اياز شكل الحباية لي اخدتها قبل شوي لحست دماغك. لكن كان لشيطانه رأي آخر
محدش هيعرف امك غايبة شهر واختك مش هتحسن تنطق كلمة ولما تتجوز اباء مش هيطول ويرجعها. مد اياز يديه الى جيبه واخرج احد الاقراص التي اعطاها اياه براء يقول:
مش هتتهنى بجوازك منها يا إباء مش انا لي اتهدد. وختم كلماته بابتسامة خبث تليق بملامحه. وخرج صارخا:
اقفلي ام المسجل ده و غوري غيري لبسك.

اومئت بخوف متفادية اغضابه اصبح رعبا بالنسبة لها
حاضر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة