قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الأول

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الأول

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الأول

داخل احد البيوت البسيطة في حي شعبي نجد شابا في 23 من العمر ممددا على السرير باهمال ينظر في السقف الى الفراغ شارد وكأنه لا يدري مايدور حوله او بالاحرى لا يهتم اغمض عينيه بانزعاج لعله يهرب من هذا الواقع المرير بدأ في ضرب راسه بعصبيه: اطلعو من راسي بقا ده ماضي ماضي وراح لحال سبيلو. لكن هيهات فشبح طفولته لا يزال يلاحقه ودائما نصب عينيه.

Flach Back:
طفل صغير منزوي على نفسه جالس على ارضية الحمام الباردة يتوسل بين شهقاته ببراءة: ماما ماما افتحيلي مش هضربها تاني
دي اختي انا خايف هنا ارجوكي المكان مظلم ومخيف اوي مش هكررها والله انا بردان ما. لم يستطع اكمال جملته بسبب علو شهقاته و اختناقها داخل حلقه يسمع ضحكاتهن في الخارج يشاهدن برنامجا ما
وتين: ماما افتحيلو هو مكنش عايز يضربني انا لي غلطانة.

اجلال بصرامة: انتي ماتدخليش يا حبيبتي انا بربيه بس
وبمجرد سماع والدته لصوت باب الخارج يفتح انطلقت بسرعة الى باب الحمام تفتحه جابت بعينيها المكان حتى وجدته سحبت الصغير من ذراعه بخشونة مردفة: اخرس بطل عياط
كيان: حاضر. اه ماما متسبينيش هنا انا آسف
لم تعر اسفه الطفولي اي اهتمام.

اجلال: دلوقتي تروح تنام واياك ثم اياك اسمع صوتك. اومئ لها بارتجاف وما ان افلتت ذراعه حتى ذهب راكضا واندس في فراشه لينام خشية ان ينال عقاب آخر وظل تلك الليلة يرتجف ودموعه تشق طريقها الى خده
كيان بحزن: مش قصدي والله مش هكررها. همس بها بينه وبين نفسه حتى اخذه سلطان النوم
Back.

اغمض عينيه محاولا السيطرة على انفعالاته عاهد نفسه انه لن يبكي افاق من تفكيره على اتصال من صديقه ورفيق دربه الذي اردف بهدوء مناسب لشخصيته
إباء: انت فين يا اخي اتأخرت ليه انزل دلوقتي ورانا شغل
كيان بتساؤل: خير في ايه
إباء: في واحد خالف قوانين الحي و عقابو مهمتك
ابتسم كيان بخطورة وقد التمعت عينيه بشراسة: اكيد.
اباء: تمام انا تحت مستنيك سلام
كيان: سلام.

اظلمت عيناه بشكل مخيف اسم على مسمى الظل الاسود كما يلقبه اهل الحي لا يرحم من يتطاول على القوانين التي وضعها هو ورفاقه لتنظيم ذلك الحي الذي كان ملجأ للحثالة والمجرمين قبل ان يكبر و يستولو عليه حيث غيروه بالكامل و اصبحو هم امان الناس هناك حمل متعلقاته من مفاتيح و هاتف واردف بين اسنانه: كويس اني لقيت حد افرغ فيه الغضب لي جوايا. توجه خارج الغرفة و ارتدى حذائه وصفق الباب بقوة لاستفزاز والدته نزل الدرجات بخفة حيث قابله اباء.

قائلا: مسكين أياز الله يرحمه وقع النهاردة تحت ايدك
ضحك كيان بشر لا يناسب احد سواه الظل و تشدق قائلا: كنت مستنيه على غلطة من زمان عشان نتحاسب صح
سارا بصمت حتى وصلا الى المكان الذي كان يقف فيه أياز يقوم بالتحرش باحدى فتيات الحي القاصرات معترضا طريقها محاولا الامساك بيدها وما ان رأى ذلك حتى احمر وجهه من الغضب واصبحت عيناه تطلق شررا اضافة الى بروز عرقه النابض وصرخ بصوت جهوري: أيااااااااااز.

انتفض الاخير و أفلت يد القتاة التي فرت هاربة حامدة ربها على وجود جماعة كيان للوقوف ضد هؤلاء الحثالة استدار أياز مبتلعا ريقه و قاال ببرود: خير في ايه عايز ايه مني دلوقتي عمال تصرخ كدا يا ك، لم يكمل باقي عبارته لان كيان امسكه من تلابيب قميصه شادا اياه بكل قوته و من ثم لكمه برأسه لكمة اوقعته ارضا.

كيان: لما اخذنا الحي لي كان معفن و نظفناه و نظمناه وعلقنا قوانين التنظيم في القهوة لي تحت دي و كلكو قريتوها و اتخرستو لانكو عارفين انها لمصلحتكو كانت ايه اول حاجة كانت ايه ها ثم اكمل بحمية لا تليق الا برجل شرقي مثله: عدم التعرض او التحرش او المساس بسوء بأي بنت من الحي و كلهم اخواتنا وشرفنا لي لازم نصونو عايز تصيع صيع برا الحي ده فاهم اجاب أياز بتحدي: لا مش فاهم و اعلى ما في بخيلك اركبو.

ابتسم كيان بغموض وقال: وده المطلوب والمتوقع كمان
ثم انهال عليه بعدد لا متناهي من الضربات كان يضربه بصورة غير طبيعية كأنه يراه ماضي طفولته الكريه ولو لم يمسكه إباء و رفيق أياز لكان أياز في عداد الموتى الان؛ بصق كيان عليه وقال بصوت عالي وصرامة لا تحمل النقاش: ال ده مثال لكل واحد يفكر بس مجرد تفكير يخرق القوانين لي علقناها مجرد تفكير بس مفهوووم.

اومئ الحاضرون بالايجاب فرغم صغر سنه الا ان الجميع يهابه هو و شلته فهم من اعادو لهذا المكان روحه و امانه من امثال أياز.

داخل منزل آخر من نفس الحي تنام فتاة يبدو على وجهها ملامح الالم في 18 من عمرها حيث اردفت وهي تعض على شفتها السفلى الممتلئة قائلا بتقطع.

نبض: ي ييا رر ربي بببطني هتتقططع م م ش قادرة خلاص ححتى دوا الالم بتتاع الددورة الززفت دي خللص. وضعت يدها على بطنها تتلو بعض ايات القرآن الكريم لعل آلامها تخف وما ان اغمضت عينيها لتغفو قليلا حتى انتفضت من مكانها وهي تسمع باب المنزل يغلق بقوة فهمست بارتجاف: ييا رررب ماييكونش ففي حد ضربو كالعاددة ويطلع غضبو عليا يارب مايجج جيش ج جنبي انا من غير ولا حاجة موجوعة مش حمل ضرب خالص. وقفت بحذر تسير نحو الباب لتستمع الى مايحدث بالخارج فسمعت شهقة امها التي بدات بالصراخ بهلع.

إحسان: أياز يا ابني مين لي عمل فيك كدا مين ابن الحرام ده الهي ينشل
لم يجبها وانما جلس على الاريكة يهز قدمه بعصبية جبينه يتصبب عرقا من فرط الغضب اتجهت نحوه و بدأت تمسح الدماء من على انفه وفمه بحذر استدار لها و قال بنزق: مش عايز احكي دلوقتي ماتقرفنيش بالاسئلة بتاعتك اما ارتاح بعدها ابقا اجاوبك.

ثم اتجه الى غرفته باحثا عن شئ ما وخرج صافقا باب غرفته حينما لم يجد غايته واتجه الى الشرفة فوجده كما وضعه البارحة فصاح بعصبية وقد اتته الفرصة لينفس عن غضبه قليلا: نبض ؛ نبض يا زفت انتي
استدار يحدث والدته: ليه بنتك ل ماغسلتش التيشرت لي قلتلها عليه امبارح ها هي فين روحي ناديلها تيجي دلوقتي
احسان محاولة امتصاص غضبه وعصبيته: اهدى يا ابني اختك تعبانة من امبارح منمتش ففاتت ترتاح.

حجظت عينيها وكادت تخرج من محجرهما وبدأ جسدها بالتشنج ولارتعاش وهي تسمعه يتوعد لها: بصي ماتجننيش ام اكثر انتي كمان هي فين الحيوانة دي اصلا انتي لي عمال تكبري براسها.

انسحبت هي الى الزاوية عندما احست بخطواته توقفت امام باب غرفتها الذي فتح بعنجهية وقلبها يدق بقوة من شدة الهلع دار أياز بعينيه باحثة عندها فوجدها منكمشة على نفسها في ركن الغرفة ترتجف من الخوف سار ناحيتها ببطئ محاولا بث الرعب فيها اكثر وكم اسعده رؤية تأثيره عليها بذلك الشكل بينما هي كانت تحاول تجميع الحروف التي هربت منها من شدة الخوف رفعت عينيها تنظر الى بنيتيه:.

نبض: انا اا اا انا و والله نس سسييت آس سس فة.
ابتسم بظفر لكن لم تعجبه نظرات القوة في عينيها رغم خوفها رؤيته لها بتلك الحالة وهي خاضعة له تشعره باللذة. بقي عليه فقط ان يكسر قوة نظراتها تلك
اقترب منها قائلا بهدوء مريب وهو يقول: والله العظيم لو جيت المسا و مالقتهوش انتي عارفة انا ممكن اعمل فيكي ايه ها. حاولت سحب شعرها مين بين يديه الذي قبض عليه بين انامله فور انهاء جملته.

قالت ودموع القهر قد بدات تعرف طريقها الى مقلتيها: حا ااا ضر ببس ششعري سيبو هيتتقطع في اييدك رمقها باشمئزاز فتأتأتها تلك تشعره بالنفور وقد نسي انه السبب في ذلك ابتسم بسخرية وقال:.

انتي طفل صاحب4 سنين بيكون جمل احسن منك ايه رايك نقطع لسانك الطويل ده اهو انتي بترتاحي من المعافرة في الكلام وانا ماتقرفش من طريقة لفظك دي و اتعب وانا بستنى ساعة لحتى تقولي كلمة عدلة ثم غمزها وخرج حاولت هي ابتلاع كلماته الجارحة تلك لكنها لم تنسى يوما ما فعله بها تعذيبه لها منذ الصغر حال دون ان تكبر بصورة طبيعية وانه سبب تأتأتها و عدم نطقها الصحيح اغمضت عينيها في محاولة منها للتناسي.

زفرت احسان بيأس و وقفت عند باب الغرفة قائلة: قومي، قومي يا بنت حرام عليكي هتجننيني انتي غاوية مشاكل و لا واحشك الضرب ولا ايه اتحركي قدامي يا بنت الحرام الله ياخذك عشان ارتاح منك و من مشاكلك.

شعرت نبض بألم غريب من الداخل كأن شيئا داخلها قد انكسر هي معتادة على هذه المعاملة من والدتها لكن اليوم وكأنها تقصد كل كلمة قالتها وماكان منها الا ان امنت على دعاء والدتها و عضت على شفتيها محاولا النهوض و كبح رغبتها في البكاء وخرجت من الغرفة لتقوم بما عليها تجنبا لاي كلمة اخرى قد تقولها لها والدتها تزيد من الم روحها وشعورها بالذل ولانكسار.

في الاسفل كان كل من إباء و كيان يسيران جنبا الى جنب حتى توقفا امام شاحنة تنزل اغراضا في اخر الحي نظرا الى بعضهما باستغراب ثم تقدم اباء بكل هدوء كما هي شخصيته وقال: خير يا عم محمود عايز مساعدة ايه الشاحنة دي فأجابه: تسلم يا ابني انتو عارفين انو الاستاذ احمد انتقل من شهرين وفي جماعة استأجرت البيت ده هتسكن فيه. اومئ له كل منهما و ساعداه هو والبقية في تفريغ الشاحنة ثو توجها الى مكانهما المعهود كل ليلة هو ورفيقه يذهبان الى البحر كاتم اسرارهما فهما دائما كل ليلة يجلسان بالقرب منه في صمت يتأملانه دون ان يقاطع احدهما شرود الاخر، يفكران في حياتهما وبعد مرور ساعات استدار إباء لكيان ووضع يده على كتفه قائلا: كيان الوقت اتأخر دلوقتي وعمو مهاب هيقلق عليك يلا خلينا نرجع.

رمقه كيان بسخرية وقال: ماشي قايم بس عشانك مش عشانو لانك تعبان و مش هخليك تقعد معايا الليل كلو هنا يلا.
زفر إباء بيأس وقال: انسى يا صحبي انسى عشان تقدر تكمل الباقي بشكل طبيعي
اومئ له كيان في صمت لايريد الخوض في هذا الموضوع الان ثم سار كلاهما الى المنزل بعد ان اوصل كيان إباء الى منزله دخل هو الاخر الى بيته وضع حذائه جانبا وما ان رفع رأسه وجد عينين حمراوتين تحدقان فيه بغضب كأن جهنم تسكن بهما.

مهاب: كنت فين لغاية دلوقتي. لم يجبه بل سار باتجاه غرفته ببرود وكم استفرت فعلته تلك والده
حاول كيان ان يتحكم في اعصابه بقدر المستطاع حينما شعر بقبضة والده الحديدية على ذراعه رمقه بتحدي و برود و قال: سيب ايدي و اياك تاني مرة تمسكني فاهم.

تجاهل مهاب كلمات ابنه تلك وشدد على ذراعه قائلا: الي بعمرك يا بيدرسو يا بيشتغلو و انت فالح فالخناقات و السهرات ثم اقترب منه وقرب انفه ناحية فمه فاشتم تلك الرائحة التي يبغضها فأردف باشمئزاز: وبعدين معك مش تبطل هالقرف السجاير دي كم مرة قلتلك بطلها ها كم مرة
رفع كيان كتفيه بلا مبالاة: انا سايبك انت ومرتك وبنتك مش تدخل فيا.

ادرك مهاب ان القسوة لن تجدي معه نفعا فقال بشئ من اللين: يا ابني انا عايز مصلحتك صدقني وبعدين انت ليه بطلت تيجي تشتغل معايا في المحل
كيان: عمري 23 سنة داخل ف24 بعرف مصلحتي كويس مش انت دلوقتي تيجي تعرفني مصلحتي
قال مهاب بعد صمت: بس انا ابوك
نظر له كيان بشئ من البلاهة ثم انفجر ضاحكا حتى ادمعت عيناه وقال بصوت متقطع من كثرة الضحك: ا. انت مميين ا ننت ههههه ايه اببويا لا يا رااجل قول غير كده ههههه.

حاول السيطرة على نوبة الضحك التي اصابته ورمق والده بجدية وقد تغيرت ملامحه تماما وكأنه لم يكن هو الذي كان يضحك منذ قليل وقال وهو ينظر داخل عيني والده بنظرات حادة للغاية: انت مصدق نفسك انك ابويا بجد. ولا ايه انت يا استاذ مهاب عبد الرحمان.

غضب مهاب بشدة من كلمات ابنه فرفع يده ليهوي بها على وجنة كيان لكن الاخير كان الاسبق حيث امسك بيده قبل ان تلامس خده وقال وقد تحول بؤبؤ عينيه الى الاحمر القاتم: ده كان زمان احمد ربنا انك كبير في السن والا كنت وريتك مقامك ثم اكمل بشي من السخرية: يا يا والدي العزيز ودفع يد والده دخل الى غرفته وهو يتمتم: ههه قال ابويا قال.

ارتمى في فراشه يريد ان ينام ان يهرب من هذا المكان يشعر بالضياع ماضيه لن يتركه يحيا بسلام سيظل يؤرقه
اما والده في الخارج تنهد بهم فقد كثرت في هذه الاونة الاخيرة مشاكلهما. : الظاهر اني كنت غلطان.

خرجت نبض من غرفتها في وقت متأخر لتشرب الماء
وبينما هي مارة بالصدفة من غرفة اخيها سمعت صوتا غريبا اشبه قتربت بفضول وما ان وضعت عينيها في ثقب الباب حتى فتحتهما بصدمة: ده ايه ده
همست بينها وبين نفسها باستغراب: يا ترا هو بيتفرج على ايه.

امعنت النظر فوضعت يدها على فمها لمنع شهقة افلتت منها لكن هيهات فأياز يسمع دبيب النمل حيث قفز من مكانه وفتح الباب ساحبا اياها الى الداخل مطبقا على فمها بكفه الغليظ مقارنة بها:
انتي بتعملي ايه ها جاية تتجسسي عليا ولا ايه
هزت رأسها بنفي: وواللهه اللعظظييم ككنت ااناا.

قاطعها قائلا بتسلية: بصي يا بت انتي لو حكيتي حاجة من لي شوفتيه هنا عارفة انا هعمل فيكي ايه ها ثم اكمل بشئ من التهديد: شايفة البنت لي كانت في الفيديو لي هناك ده جايز اخليكي مكانها انتي احلى منها ثم غمزها بوقاحة و هو يتطلع الى جسدها بنظرات شهوانية لم تدركها بعد وهو يلعق شفته السفلى بتللذ و يعض عليها وهو يتحسسها اومئت هي بسرعة محاولة دفع يده تريد الخروج من هنا عقلها البريئ لم يدرك ايحائاته لها بعد رفعت رأسها تنظر اليه فوجدته ينظر اليها بنظرات غريبة لم ترتح لها مطلقا فظلمتها اثارت الرعب في داخلها و احمرار عينيه بث الفزع في اوصالها لا يبدو طبيعيا فقالت محاولة الثبات: مش هقول حاجة والله عايزة اطلع من هنا سيب ايدي لو سمحت. افاق هو على رجائها من تخيلاته الدنيئة.

و دفعها خارجا بسرعة وهو يقول بعصبية: اطلعي دلوقتي حالا. واغلق الباب بالمفتاح وهو يهمس: انا ايه لي بفكر فيه ده مستحيل الحبوب دي هتجنني منك لله يا براء. الظاهر الفيديو لحس دماغي.
وصلت الى غرفتها وجلست اعلى السرير وهي تهمس: هو كان بيعمل ايه وليه كان بيبصلي كدا و عينو محمرة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة