قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الأربعون والأخير

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الأربعون والأخير

رواية أرواح مشوهة للكاتبة شيماء أبو زيد الفصل الأربعون والأخير

دفعته برفق تجيب:
امشي بس ولو جات حاجة في بالي هقولك عليها.
قطبت جبينها تدعي التفكير وهي تقول:
هو انت واخدني فين يا كياان.
دنا منها ببطئ واضعا ابهامه ذو الملمس الخشن الذي داعب شفاهها الطرية توترت لقربه ذاك وراحت تنظر في الارجاء
توردت وجنتاها من فرط المشاعر التي اجتاحتها تهمس:
كيان ابعد ماينفعش كده الناس هتقول علينا ايه.
جذبها نحوه يتابع سيره مبتسما بزهو يقول:
سيبك من الناس دلوقتي.

ثم مالبث ان ابتسم بغموض غامزا اياها يتابع:
انما رايحين فين فدي هتكون مفاجأة يا شوشو
صفقت بعفوية بكلتا يديها تصيح بحماس:
وانا بموت في المفاجآت يلا خلينا نمشي بسرعة ايه شوشو دي مش حلو خلينا على شجون احسن يا كوكو.
ضحك بخفوت متابعا التوجه الى وجهته حتى توقفا امام الصائغ نظرت اليه باستغراب مردفة:
هو انت جبتنا هنا ليه.

يا بنتي انتي رغاية كده ليه انا هدخل الاول عندي حاجة اجيها من عند صاحبي وهتفهمي كل حاجة اقعدي هنا
دخل الى الداخل ودخل الى الصائغ يقول:
جهزتلي لي طلبته منك يا حسن.
جذب الصائغ تلك العلبة الحمراء وضعها في جيبه نظرت اليه
تقول:
ها ياكيان نكمل.
اومئ بهدووء واحتضنت هي ذراعه بسعادة بدت واضحة في عينيها وصل بها بعد مده الى البحر يقول بحب:.

اعرفك صاحبي وكاتم اسراري تعرفي كنت زمان اجي احكيله عنك ووعدته هييجي يوم واجيبك تتعرفي عليه.
ثم امرها ان تجلس بجانبه على الشاطئ نظرا كلاهما الى امتداد البحر يقاومان ذلك الشعور الذي اجتاحهما بضرورة الاعتراف استدار كلاهما يقول باستسلام:
بحبك - بحبك.
توقف بهما الزمن وكل منهما يحدق بعيني الاخر فتابع هو قائلا:
في حاجة كان لازم اعملها اول مااتجوزنا.

انصتت اليه باهتمام التمعت عينيها بالعبرات وهي تراه يخرج ذلك الخاتم من جيبه يضعه في بنصرها ثم يسحب كفها برفق يقربه الى ثغره لاثما اياه قاومت لكبح جموح دموعها وقد اقسمت ان لا بكاء اليوم تريد ان تعيش كل لحظة فيه بسعادة كأنه يومها الاخير معه قضمت شفاهها لتسيطر على تلك الرغبة اللعينة في الاجهاش بالبكاء فوجدته يقول بمرح وهو يحرر شفتيها من بين اسنانها بابهامه:
حركة تاني كمان ومليش دعوة بالناس وهتهور.

ارتفعت ضحكاتها عاليا لاول مرة وارتمت بين احضانه تقول بصدق:
انا مبسوطة اوي يا كيان شكرا ليك لانك خليتني اعيش الاحساس ده.
شبك يده بيدها يقول بهدوء:
في حاجات كتير عايز اقولهالك بس مش عارف ابدأ منين.
استندت على وجنتها ناظرة اليه بصمت بينما تابع متسائلا:
عايز اسالك سؤال انتي فكرتي فيا بعد ماافترقنا لما كنا صغيرين زي ما انا كنت بفكر فيكي وبدور عليكي.
ضحكت بخفوت وامتدت يدها تحتضن يده تضمها الى صدرها
تجيب بمرح:.

و جه وقت الاعتراف فاكر البنت لي جات الحارة واتسرقت شنطتها وانت رجعتهالها.
لبث يفكر ثواني ثم صاح بتفاجئ:
اوعي تقوليلي انه كانت انتي.
اومئت بهدوء واردفت متابعة ترفع كم عبائتها مسحت على ذلك الوشم الذي تخفيه بمساحيق التجميل فظهر اسمه فوق عرقها النابض تقول:
ده عملته بعد الحادثة لما اشتغلت فالملهى انت لي كنت بتهون عليا كل حاجة كنت بحاول اصبر عشان نتقابل.
تلمس ذلك الوشم الذي يحتوي حروف اسمه بحذر وقال:.

كنت فاكر انك نسيتيني قومي في مطعم قريب هنا عازمك على غدا انما ايه.
التمعت عيناها بدموعها الحبيسة تقول:
هو انت حاسس زي ما انا حاسه كأننا بنعيش اخر يوم لينا مع بعض.
هشش انسي كل حاجة دلوقتي واستمتعي بيومك.
مسح دموعها ببطئ وقبض على كفها يحاول تجاهل تلك الكلمات التي قالتها للتو لقد اصابت هذا هو شعوره بالضبط.
صاحت برجاء تمسح فمها بابتسامة تستمتع وهو يطعمها:
كفاية ياكيان شبعت والله.

لاء انتي اكلك بقا قليل جدا وكده جايز ابص لبرة.
سحب كلماته بخوف مصطنع وهو يقول بتلعثم حينما رأى عينيها المشتعلتين:
بسم الله الرحمان الرحيم ايه يا بنتي هتتحولي ولا ايه ده انا حتى راجل غلبان وبهزر بس.
ضحكا بصوت عالي يحاولان اغتنام اكبر وقت من الذكريات
وهو يلتقط لها صورا في شتى الاوضاع.
سارا مبتعدين عن المطعم وهو يقول بتفكير:
هنروح فين يا كيان هنروح فين اه الحديقة الوقت ده تكون فاضية يلا.

اوقفت سحبه لها تقول برجاء تبكي:
كفاية ياكيان خلينا نروح احنا رحنا الحديقة قبل المطعم.
هز رأسه بدموع حبيسة داخل عينيه يقول:
لاء دي ولا حاجة في حديقة انا اعرفها جميلة جدا وفيها ورود تعالي بس وماراجيح.
سارت خلفه باستسلام تنفذ له مايريد جلسا على الكرسي تحت شجرة فقالت:
هو الجرح ده سببه ايه وايه لي جرى الاسبوع لي فات ده.
هقولك كل حاجة.

زفر زفرة يخرج بها مايعتريه من ضيق ونظر اليها كانه يخزن ملامحها في ذاكرته يتابع:
انتي اغمى عليكي وانا لما صحيت بعد ماسبتيني فالمصحة.

رائف اداني اذن بالخروج بس هكمل معاه في الجلسات لفترة هو هيحددها واول ماجيت قالولي انك دخلتي فغيبوبة من اختيارك كنتي تعبانة جدا مستسلمة كأنك عايزة تموتي اترجيتك تصحي بس مفيش عملولك اول عملية ونجحت بعدها صحيتي واول ماصحيتي جبتك البيت وبكره آخر عملية وهي لي هتحدد مصيرك بس ماتقلقيش انا عارف انك قوية وهتنجحي وبالنسبة للجرح فأنا اتخانقت مع لي اسمه مازن ده واد ملزق مش عارف ايه لي حشره طلب مني اسيبك وكلمة ورا كلمة اتخانقنا وجبتك.

وضعت رأسها على كتفه تنظر امامها بصمت يراقبان الغروب ثم اردفت:
عايزاك تكمل حياتك عادي لو حصلي حاجة بكره كنت بتمنى ازور قبر والدتك بس
ابتلع باقي كلماتها في قبلة بث لها فيها مشاعره شعرت بخوفه حبه قلقه تردده بل ورغبته حتى كل احاسيسه الجياشة نحوها استقبلتها هي بحيره ابتعد بعدها يسند جبينه على خاصتها يردد بصوت لاهث وخرجت كلماته امره صارمة:.

مش عايز اسمع سيرة الموت على لسانك ابدا فاهمة خلينا نمشي في مكان كان نفسي نروحله يلا.
تنهيدات متتالية اخرجتها باختناق تقول:
عارفة هتوديني فين ثاني مكان اتقابلنا فيه قبر ابله امل.
ضيق عينيه بشك يتابع بمرح ليرفع عنها الحرج:
انتي بتقري الافكار ولا ايه.
حاولت مجاراته في جرأته بأنها رفعت اقدامها تلثم كلتا عينيه بخجل تقول:
انا بفهم دول وبس.
احاط كتفيها باحتواء يتابع سيره وقلبه ينتفض من حركتها تلك.

تنهدت بارهاق تقول:
عايزة اقولك حاجة نفسي فيها الفترة دي.
نظر اليها باهتمام يحثها على متابعة حديثها فاردفت وهي تحتضن معصمها:
عايزة اشيل الوشم ده مش عايزة اقابل ربنا بيه.
حديثها المستمر عن الموت يخنقه اشاح بوجهه عنها يجيب:
حاضر يا شجون بس ارجوكي بلاش سيرة الموت دي تاني.
رفعت رأسها الى الاعلى للسيطرة على دموعها التي تأبى التوقف وسمعته يقول بحزن:
تعرفي اني مريض شيزوفيرينيا بسبب اهلي.

بدأ مصارحتها بكل مايجول بداخله وهي تراقب ملامح وجهه التي تنقلب مع كل كلمه مسحت على وجنته بحب تقول بهدوء:
سيبك من كل ده خلاص ده ماضي بص قدامك ماتبصش ورا انسى وكل حاجة هتتحل.
امسك كفها المتموضع الى خده يلثم باطنه بحب وبعينين ملتمعتين تفيضان بالكثير من المشاعر راح يهمس بصوت اجش:
انت حياتي ونصفي الثاني يارب يديمك نعمة في حياتي
اخذها للكثير من الاماكن ضغط على كفها وهو يراها تتألم بسبب نزع الوشم.

بصيلي وماتركزيش معاه جامد هتخافي.
ثبتت عينيها على خاصته رأت في مقلتيه الكثير ارتفع وجيب قلبها بينما تابع هو النظر اليها بشرود انقضت الليلة.
عايزة نصلي مع بعض ممكن.
هز رأسه بحزن وقفت خلفه تسمع تلاوته بصوت رجولي عذب وسرعان ما انهارت ساجدة تدعو ان يمنحها الله فرصة لتكفر عن ذنوبها اكمل هو صلاته وقلبه يعتصر الما على حالها استدار يسمع رجائها الباكي
يارب اني تبت اليك فاغفر لي يارب يارب.

وهو يمسح دموعه عجزها يضنيه وهاهي تتشبث به وقلبها ينبض خوفا مع اقتراب ليلة غد حاله لم يكن احسن من حالها لثم جبينها وهو يشدد من احتضانه يردد برجاء وهو يشعر بخوفها:
نامي يا شجون نامي وماتفكريش في اي حاجة.
كأنها كانت تنتظر امره اتى يوم غد وهاهي نائمة على النقالة ويده لا تفارق اناملها نظرت اليه بعيون تفيض بالدمع تهمس له:
بحبك يا كيان سامحني على اي حاجة.

انفلتت يدها من يده وشعر بتمزق داخل قلبه مع دخولها الى تلك الغرفة التي ستحدد مصيرها.
ليتنا نستطيع تقاسم الالام مع الذين نحبهم فنحمل عنهم ولو القليل يا ليت بيدنا ان نفديهم من الوجع لو باستطاعتنا ان نخبئهم بدواخلنا.

تهدلت اكتافها بحزن وهي تحمل ذلك الجهاز بين يديها التمعت عينيها بالعبرات تهمهم:
ليه كده بس يارب ارزقني يارب.
طرق الباب بقلق فقد مرت اكثر من ساعة وهي في الداخل بعد عودتهم من منزل والديه يتذكر كلمات والدته
الا مفيش حاجة جاية في السكه ولا ايه
واصرارها على شراء ذلك الجهاز للمرة الخامسة وفي كل مرة يرى خيبتها
وتين افتحي والا هكسر الباب.
جففت وجهها بعد ان غسلت وخرجت ترسم ابتسامة هادئة
اسفة لو قلقتك عليا.

نظر الى عينيها التي اكتست اللون الاحمر من فرط بكائها
وتنهد بارهاق يردف:
عايزك تفهمي حاجة وحدة ماتخليش كلام ماما يأثر في علاقتنا يا حبيبتي والخلفة نصيب وقدامنا وقت طوييل.
رفعت انظارها اليه وتشدقت بعينين دامعتين:
كلامها صح انت لازم تتجوز مش هقدر اكون سبب في تعاستك انا مش هكون انانية انا عارفة اني مش هخلف الدكتورة قالت انه بعد ما سقطت ده اثر في الرحم وخلاه ضعيف وحتى لو حملت هسقط برضو.

هششش ماتعيطيش كل حاجة هتكون كويسة صدقيني.
هزت راسها بالنفي وهي داخل احضانه تصيح بقهر:
مش هيكون في خيير ابدا وده بسبب دعوات نبض انا هرجعلها لازم تسامحني.
اغمض غينيه بحزن يتذكر حالتها حينما اخبرتها الطبيبة بصعوبة حملها و رؤيتها لنبض في كل ليلة حينما تنام
مش هتروحيلها ناسية اخر مرة عملت فيكي ايه.
نظرت امامها بشرود وهي تتذكر كلمات نبض.

اطلعي من بيتي ياحقيرة بصي انا اهو رجعت لبيتي ومبسوطة مع جوزي حتى شوفي دي بنتي لي مش هتعرفي تخلفي زيها لاني هدعي وهدعي انك تتحسري عالولاد اطلعي برا
ربنا استجبلها دعاها. انا اسفة يااسيد. ابتعدت عنه تتصنع البرود وهي تقول:
انا طالعة من البيت ده وهستنى ورقة طلاقي وهكون مبسوطة لو نفذت كلام مامتك واتجوزت وعزمتني على فرحك. قاطعته بقولها:
ولو عندك ذرة كرامة سيبني اطلع وبلاش تيجي ورايا.

تابع رحيلها بألم يرى مقامتها كي لا تنهار امامه.
بينما في الجانب الاخر كانت تقف في الحمام تحمل ذلك الجهاز بين يديها وقلبها يدق بقوة فاضت غينيها تاثرا وهي ترى خطين من اللون الاحمر خرجت تصيح بسعادة غامرة تحتضن ذلك الجالس على للاريكة ابتسم لسعادتها يقول:
مالك يا براءة ايه لي خلاكي مبسوطة كده.
اتسعت ابتسامتها اكثر وهي تمرر ذلك الجهاز بين عينيه تقول:
انا حاامل يا محمد حامل.

تصلب لوهلة ونظر الى بطنها يتلمسها بحذر يردد بفرحة غامرة
يعني انتي انتي هنا جواكي ابني او بنتي.
هزت رأسها بالايجاب بينما احتضنها هو بحب يقول:
يا ما انت كريم يا رب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة