قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل السادس والثلاثون

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل السادس والثلاثون

رواية أحيت قلب الجبل للكاتبة ياسمين محمد الفصل السادس والثلاثون

هرولة. صراخ. دموع. استغاثات. وجسد بلا روح تتسع عيونه بهلع يحمل قلبه بين يديه راكضا. انفاسه كالجليد. بينما فؤاده يحترق. جميع حواسه تتعلق بأمل كلمة صدرت من أحدهم بأنها لاتزال على قيد الحياة. افكاره تقايضه. محدثا نفسه. أن تبقى. أن تبقى و فقط. و يرحل الجميع. كل شيء. هو ذاته اذا تطلب الأمر، اتى الطبيب بخطوات راكضه يشير اليه نحو السرير بداخل غرفة الحالات الطارئة. مددها سالم تتبعه فاطمه باكية. تأتي من خلفها سارة ونظرة عدم التصديق مازالت باقية بعينيها. والجدة تنوح مولولة تجرها ام السعد بكرسيها المتحرك. وقفوا جميعهم خارج الغرفة بعدما زعق فيهم الطبيب بالخروج. لتنوح فاطمة باكية تلطم وجهها قائلة.

: بتي. بتي اللي ماحلتيش غيرها. مالحجتش افرح برجوعها تتكلم من تاني ما صدجتش نفسي لما سمعت صوتها.
ثم تتسع عينيها بزهول ونظرة جنون تردف بنبرة متسائلة
: تروح مني.؟ تروح مني اكده في غمضة عين.؟ ليه، ليه.؟
وسريعا تتجه سارة ناحيتها تحاول تهدئتها قائلة وذلك الجمود قد سكن معالم وجهها لكنها حانية النبرة.
: ماتخافيش. هتبقى كويسه.

توطدت علاقتها بقمر بعض الشيء في الآونة الأخيرة. لكن جمود ما قد تمكن من مشاعرها ككل. اذدردت ريقها تنظر بكره شديد إلى ذلك الذي في عالم آخر غير عالمهم تعجز عن تفسير حالة الذعر التي يبدو عليها. معللة عدم ثبوت ما يدل على وجود تلك المشاعر الانسانية بداخله. بينما هو. خارج نطاق الوجود. عازل ما يعزل عنه السمع والبصر. ينظر فقط إلى دمائها بين يديه. تلك الدماء التي فرضت حمرتها بسخاء فوق بياض عبائته. فوهة زمنيه القت به في مكان خال لاوجود فيه لغيره. وتلك الدماء. أجفل على فتح باب الغرفة وخروج الطبيب. ليلتف الجميع حولة بلهفة وترقب للإطمئنان عليها. تحدث الطبيب قائلا.

: الحمد لله ربنا ستر. الرصاصة جت في تجويف الصدر ما بين القلب والرئة اليسرى بدون ما تخترق مكان حيوي.
أطلقت الأنفاس المحبوسة. عادت قلوبهم تنبض من جديد. بين حمد وثناء وسجود شكر من فاطمة. ليردف الطبيب آسفا
: لكن لسه في حطورة شديدة على حياتها لانها فقدت كمية دم كتيرة جدا واحتمال نحتاج متبرع. اتجه سالم نحو الطبيب مباشرة بلهفة. عيونه تلتمع بالدموع قائلا.

: خد مني اللي انت عايزه يا دكتور. بس تجوم. تفضل عايشة.
وتتحدث فاطمة بقلب ام ملتاع
: واني. واني يا دكتور. خدو مني جلبي وبتي تعيش.
تحدث الطبيب يهم بالمغادره قائلا
: بإذن الله خير. هتدخل عمليات دلوقت. اتفضلوا حضراتكم عشان نختبر العينات.

وما ان انهى حديثه حتى خرجت ممددة على ذلك السرير النقال شاحبة الوجه بلا حراك. يتجه بها كلا من الضبيب وبعض افراد التمريض نحو غرفة العمليات. ترك روحه معلقة بجسدها الواهي يتحرك بالاتجاه المعاكس ترافقه فاطمة لاختبار عينة الدماء. بينما هي تحيطها هالة داكنه من الاستنكار. تلك اللهفة. الدموع بعينيه. لم تراها من قبل. تحمل نفس صفة القرابة بالنسبة له. كيف له التبدل بشخص آخر يحمل تلك المشاعر الإنسانية بعكس ظلمه وقسوته معها...

صمت تام يضفي سطوته بينهم. تغتلس هي بعض النظرات نحوه في ريبة. بينما هو جامد الملامح. حاد النظرة. يحلل بدقة شديدة حديث مراد الموجه إليه عبر تلك المكالمة منذ قليل.
: لو سمحت ممكن تفتح تليفونك.؟ زمانهم قلقانين علينا.
قالتها حياة بنبرة ناعمة متوترة.

نقل نظراته اليها حانقا. سرعان ما ابعد عنها نظراته عندما لمح بعينيها بعض الخوف الذي تحاول جاهده اخفائه بفشل. التقط هاتفه يضغط على زر الغاء القفل ثم وضعه مرة اخرى وما ان تركه من بين يديه حتى اخذ الهاتف بالإهتزاز معلنا عن تلقي مكالمة ما. فتحه بمكانه ضاغطا على زر مكبر الصوت ليصل إلى مسامعهم صوت منصور الهادر بغضب اتسعت له عيون حياة يخفق قلبها بعنف.
: انت فين بكلمك من الصبح.؟

تنهد قصي بنفاذ صبر. لكنه استطاع التحكم بنبرة صوته يرد بهدوء.
: انا في الطريق.
ثم نظر نحوها يكمل بنبرة ممتعضة
: بوصل المدام. والتليفون كان فاصل
نظرت له بزهول لجرئته وحزن داخلي من طريقته في الحديث. تعجز كل العجز عن تفسير ردوده وافعاله.
تشعر وكأنه لا يرغب بوجودها. ليأتيه صوت منصور من خلال الهاتف وقد هدأ قليلا قائلا.
: ناهد هربت من المستشفى.

شهقت هي بفزع. بينما هو لايزال على جموده غير مبديا ردة فعل واحده لمشاعره الغاضبه، فقط شرد بتفكير للحظات. ليرد قائلا بثبات
: دقايق واوصل عندك.
: انا في الفيلا عندك مع حنان مش في البيت.
اجابه قصي
: تمام. هوصلها واجيلك.
اتسعت عينيها على آخرهما تتجمد أطرافها تكاد تبكي من فرط الإحراج. عندما تحدث منصور عبر الهاتف مندفعا بنهي ثم أخفض من نبرته قليلا قائلا
: لاء. ما تسيبهاش في البيت لوحدها.

تسارعت خفقاتها أكثر تتمنى ان يصمت. ان لا يخبره. اطال قصي النظر بتركيز تام إلى عينيها التي على وشك طرد تلك الدموع و لفظها خارجا. ليسأله بفضول ومازالت نظراته معلقة بعينيها.
: ليه.؟
: عندها رهاب. بتخاف تقعد لوحدها.
أغمضت عينيها تضغط على أسنانها بقوة. اضطهاض نظرته لها. و شعورها بالقهر لعلمه بأعظم مخاوفها. كان كافيا بالسماح لعينيها بفك أسر دموعها.
: تمام. هجيبها معايا.

قالها وقد تأكد من تلك الشكوك التي تنتابه عندما يراها على تلك الحالة المزرية. ليتحدث منصور سريعا
: خليك معاها وانا جاي.
انهى المكالمة. نظر اليها وجدها تنظر إلى الجهة الأخرى تضغط على يديها بشدة، يبدو انها تبكي. انزعج بشدة. وللمرة التي لا يعلم عددها. اراد احتضانها بقوة. ادرك تماما الآن ان ذلك الرهاب نتيجة لعتمة ما مرت بها صغيرته...

وقف آدم بسيارته داخل البلدة يسئل أحد الماره عن منزل عائلة حافظ. فرد الرجل يجيبه بأسى واسف يحوقل ضاربا كفا بكف. مما اثار دهشة حمزة، وصف لهم الطريق ثم استرد قائلا
: بس ما هتلاجيش حد من اهل البيت هناك.
نظر آدم إلى حمزة بتوجس قلق ليلتقط حمزة نظراته محدثا نفسه. ترى لم يأتي بها إلى هنا ومازال بالقاهرة.؟ لتتسع عينيه فجأه يقع قلبه في في أخمص قدميه خافقا بعنف عندما اردف الرجل قائلا.

: كلاتهم راحو المستشفى. كان فرح سالم بيه انهارده. وعيجولو بت عمه اتضربت بالنار.
نظر آدم إلى الرجل وشعور ما يعتصر قلبه. ليتحدث حمزة وقد حضرت شياطين غضبه تتلاعب بأفكاره بين يديها.
: مستشفى ايه.؟

وقفت امام غرفة العمليات تدعي القوة. تتصنع اللامبالا فلم يعد لها شيء إطلاقا لتخسره. بينما ذلك النابض بداخلها يرتجف خوفا على ساكنه. يتوقف، يختبر الموت في كل لحظة تتذكر فيها تهديد سالم لها بقتله ما ان حاولت الهروب. شعرت بالقهر يقيدها ان تظل بهذا الجحيم. لن تستطيع البقاء. ولا تملك خيار الفرار. استمعت إلى صوت الأخير زاعقا ثائرا بغضب و توسلات فاطمة الباكية. تأتي من آخر الرواق. توجهت ناحية ضجة اصواتهم بخطوات رتيبة. فوجدت سالم يمسك بتلابيب شخص ما يهزه بعنف صارخا بجنون.

: يعني ايه. يعني ايه اللي عتجوله ده.؟
ليتحدث الرجل بين يديه بصبر تقديرا لخطورة حالتهم.
: يافندم فصيلة دم حضرتك مختلفة عن فصيلة المصابة
ردت فاطمة بلهفة واستجداء
: اني امها يا ابني. خدو اللي انتوا عايزينه مني
: ما ينفعش يا حاجه. حضرتك مريضة بمرض مزمن يمنع التبرع.
ضربت فاطمة على فخذيها بقلة حيلة باكية. وهم هو بتعنيف الطبيب بين يديه اكثر ليوقف ثلاثتهم صوت سارة ثابتا بجمود
: انا هتبرع، لو ينفع.؟

تخلص الطبيب من قبضة سالم حول ملابسه يشير اليها لسحب العينة. والأخير مازال على وضعيته وكأن الطبيب يقف بين يديه، تتعلق عينيه بها بزهول شارد.
بينما هي وقفت بعدما دخل الطبيب ليختبر توافق الفصيلة تتجاهل النظر اليه كرها.
بعد دقائق خرج الطبيب يبشرهم بخطوات متسارعة قائلا
: نفس الفصيلة، المصابة في خطر و مافيش وقت هنضطر ندخلك مع الحالة العمليات نقل الدم هيبقى مباشر بينك وبينها.

ابتهجت الأم تلتقط كف سارة مقبلة اياه قائلة ببكاء
: احمدك يارب واشكر فضلك، يدك احب عليها يا بتي.
سحبت سارة يديها سريعا مربتة على كتفها بشبه ابتسام. لاح بعينيها نظرة تردد. ألم ما تجسد داخل حدقتيها بارتعاش. لتبتلع غصة مريرة ترمش بأهدابها في توتر وإيمائة موافقة تليها خطواتها المتسارعة خلف الطبيب نحو الباب الخاص بدخول الأطباء إلى غرفة العمليات...

نظر في أثرها بشرود مفكر. وانتباهة متأخرة لتضائل قيمته داخل نفسه. دنو مبادئه وما اصبح عليه من حقارة...
بعد مرور ساعة تقريبا...

توقفت السيارة امام الباب الرئيسي للمشفى لينزل منها كل من آدم وحمزة بلهفة وتسارع، وكان للأخير أسبقية الوصول امام الرواق المؤدي لغرفة العمليات، أظلمت عينيه. تتسابق خطواته. انفاسه. نبضاته. نيران تدفعه راكضا بقوة صاروخية. عندما رآه واقفا بنهاية الرواق. انقض يسحق معالم وجهه تحت لكمات من قبضة كالحديد. دون انذار. دون تريث. ومن بين لكماته يزمجر صارخا بصوت كالجحيم.

: عملت فيها ايه يا يابن ال عملت فيها اييييه؟
تولول فاطمة بإستغاثة. بينما الجدة تحدق فيهما بصمت. حمله آدم من الخلف ينهره قائلا بغضب
: مش كده يا حمزة. انت اتجننت.؟ اصبر لما نتطمن على سارة. استنى بره دلوقت.

استقام سالم محاولا الاتزان يتحسس تلك الدماء الغزيرة التي اخذت تتدفق كالشلال من جميع الجهات بوجهه. علم هويته سريعا. التفت له آدم يدفعه دفعة عنيفة بصدره ترنح سالم أثرها خطوات للوراء. نظر له بغضب مستعر متحدثا بحده بما جعل سالم يذدرد ريقه متسع العينين بصدمة.
: اوعى تفكر انك هتقدر تفلت مني بعملتك السودة. او اني هسيبك في حالك. قسما عظما لهاخد حق اختي منك تالت و متلت. بس اطمن عليها الأول.

عيون الجميع تتسائل بعدم فهم (من اخته؟ ) ليتذكر هو ما يخفيه خلف باب خزانته في سبيل الحقد والطمع.
هم حمزة بمهاجمته مرة أخرى عندما اطال الصمت ليدفعه آدم خارج الرواق يستجديه بالانتظار خارجا يعده بالخروج سريعا إليه. دخل يقف امامهم، ينظر إلى سالم بغضب واحتقار. ليتحدث بما جعل عيون كل من الجده وفاطمه تتسع بصدمة وعدم تصديق
: انا آدم فؤاد حافظ. ابن فؤاد حافظ الله يرحمه. واخو سارة فؤاد حافظ.

شهقت الجدة تضع يديها على صدرها موضع القلب. فاطمة في حالة زهول تام. اما هو. انكسرت نظرته أرضا. لم يستطيع رفعها امام وجهه. صرخ آدم فيه بغضب أعمى مما جعل فاطمة ترد سريعا
: اختي فين.؟
: جوه في العمليات يا ولدي. مع بتي.
اندفع يمسك سالم من تلابيبه صارخا
: لو جرالها حاجه هموتك. حصلها ايه انطق.؟
بينما خارجا...

تحترق الأرض تحت خطواته الغاضبة ذهابا وإيابا. معالم وجهه في حالة اشتعال شيطاني، رغبة شديدة تلح عليه بالفتك به. شرارات نارية تتناثر من عينيه رغم ظلمتها. وبنظرة جانبية ابتهج داخله لرؤيتها سالمة امامه. تخطو بتروي تمسك ذراعها بألم. يبدو عليها الانهاك. اسرع راكضا نحوها بلهفة عندما اختل توازنها. اسند ذراعها بكلتا يديه تتسع عينيه يسألها بخوف عندما لاحظ شحوب بشرتها
: سارة انتي كويسه.؟

دوار. كانت تشعر بدوار بسيط، الآن هي بصدد عاصفة. نظرت امامها تنكر اذنيها الاستماع إلى صوته. التفت تنظر بجانب عينيها نحو وجهه. لتتسع عينيها بخوف ما ان رأته. خفقاتها تكاد تسمعها اذنيها تزلزل انفاسها. دفعته تلتصق بالحائط خلفها تنظر حولها بفزع وكأنها تبحث عن أحد ما. يناظرها هو بدهشة لردة فعلها. يعلو صدرها ويهبط تتنفس الصعداء لتسأله
: انت ايه اللي جابك. جيت هنا ازاي.؟
: جيت أخدك. يالا نمشي من هنا.

قالها بدناميكية امر واقع. مفترض. جذب يديها خارجا ليتفاجأ بها تنفض يديه بعنف تتحدث بحدة
: تاخد مين ونمشي ايه؟ انت اتجننت.؟
والصدمة تتجسد بنظراته إليها. اما هي وجدت ثغرة ما للحفاظ على حياته. لرحيله عنها للأبد ربما. همسة متسائلة خرجت منه بكلمة واحدة
: سارة.؟
فرصة لن تمررها من بين يديها. ستضغط على قلبها حد الاختناق. الموت. وستكون ممتنة.
: انا متجوزة دلوقتي يا دكتور حمزة اللي انت بتعمله ده ما يصحش.

صفعة مدوية ألمت به. نظر لها بألم. بعدم فهم يسألها بفضول
: متجوزة.؟ امته و ازاي.؟
ابتلعت غصة ما تتمنى رحيله الآن. وللعبث. تمنت بشدة الذهاب برفقته. أجابته ببرود مصطنع تاركه اياه
: ده شيء ما يخصكش. عن إذنك.
اخذت افكاره تتسائل. هل انتهى الأمر الآن.؟ هكذا فقط وترحل.؟

قبض على مرفقها بعنف يلفها إليه. وقد حازت أفكاره على اجابة. وكانت مرضيه. مرضية حد الإشتعال. حيث نظر إليها بشرارات غضب مشتعل لا يحرق سواه. يضغط على اسنانه بغيظ قائلا
: واما جيتي لحد بيتي كان شيء يخصني.؟ لما حكيتي لجدتي عن اللي حصلك والجريمة اللي أبن عمك عملها كان شيء يخصني.؟ مش انتي اللي تحددي. لان انتي نفسك بقيتي شيء يخصني.

اغمضت عينيها بألم. تحاول استعاد ثباتها. ثم فتحتها تنظر جانبه في محاولة للتهرب من نظراته خلاياها. قلبها. جميع حواسها. تحترق. ويبدو انه سينال قدرا لا بأس به من الاحتراق. تصنعت البرود تنظر في جميع الاتجاهات عدا عينيه. تبتلع غصة قاتلة بمثابة سم ما. ترد بصوت مرتعش.
: ما عملش جريمه. كان بموافقتي. ولما ندمت مشيت ورجعت واتجوزنا.

ارادت انقاذ حياته من رصاصة قاتلة. فأجادت نحر قلبه بكلماتها. استرخت معالم وجهه. اظلمت. بينما ما يشعر به. موت. ألم بمثابة موت لا شيء آخر. تركها يحدق فيها للحظات. رفعت نظراتها ببطء لتنظر إليه. لو كان فقط أباح لعينيها لقاء نظراته لعلم على الفور انها كاذبة. فقبل ان تتقابل نظراتها بخاصته، كان كفه في مقابلة قاسية مع وجهها. صفعة قوية. حادة. صفعة كانت كختم انتهاء طلب ما. صفعة بقدر احتراق وجنتها ألما. اراحت قلبها تجاهه. الآن فقط سيكون بمأمن. تحترق انفاسه ينظر إليها باحتقار. قبض على خصلات شعرها بقسوة يجرها خلفه متجها بها نحو رواق غرفة العمليات. تفقد القدرة على المثابرة. فتسقط و يرفعها هو جاذبا خصلات شعرها بعنف يكاد يقتلعه من جذوره حتى وقف امامهم دافعا إياها أرضا. وتتألم هي بصمت. نظرة تفاجئ من الجميع قابلها هو ببصقة.

اتسعت عيني آدم بجنون يساعدها على الوقوف صارخا
: حمزة. انت اتجننت.؟
ابتسم بسخرية قائلا
: اختك ال اهي. مش عايز اعرفها ولا اعرفك.
قالها بوجه ساخر. ثم خرج بقلب نازف.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة